بقلم الكاتبة سارة علي رواية بعض الهوى إثم الفصل الأول "1" كامل عبر مدونة دليل الروايات (deliil.com)
رواية بعض الهوى إثم بقلم سارة علي |
رواية بعض الهوى إثم الفصل الأول "1"
اسوأ ما في الأمر عندما تكتشف ان جميع ما فعلته وقدمته كان في سبيل من لا يستحق .....
كانت إيلين تتابع ما يفعله رجال عاصي في شقتها بملامح نارية بينما هناك رجلين يكبلانها مانعين اياها من التحرك بعدما هاجمت الرجال بقوة ...
" ملقناش حاجة يا باشا ...."
قالها أحد الرجال لكبيرهم بينما خرج الأخر وهو يحمل ورقة واعطاها لنفس الرجل :
" لقيت الورقة دي فأوضة النوم ...."
قرأ الرجل ما في الورقة بإهتمام واضح قبل ان يزفر أنفاسه بقوة بعدما لم يجد أي شيء مهم بها ...
اتجه نحو إيلين التي تطالعه بملامح متحفزة وقال بنبرة خشنة :
" فين اخوكي يا بنت ...؟!"
ردت بنبرة قوية :
" معرفش ... وحتى لو أعرف مش هقلك ..."
ابتسم الرجل ساخرا وقال بتهكم واضح :
" لا قوية... بت انتي اتعدلي كده واتكلمي على قدك ..."
ثم أكمل قائلا :
" عارفة لو طلعتي عارفة هو فين ومقلتيش .... ساعتها اقسم بالله مش هرحمك ...."
" الرسالة اللي لقاها الرجل بتاعك بتقول اني معرفش هو فين ...عشان كده بلاش تكتر كلام وفكني ... فكني بدل ما اعملك فضيحة... انتوا ايه ...فاكرين نفسكم مين ...؟!"
قالتها بغضب شديد وملامح متحفزة للإنقضاض عليه ...
" سيبوها ...."
أمرهم بهذا ليحررها الرجلان من قبضتهما لتهندم هي ملابسها وتنفض ما عليهما قبل ان تتجه نحو غرفتها وتتأمل ما حدث بها من فوضى عارمة بملامح حزينة ...
عادت الى الرجال وشحنات الغضب تتقافز داخلها ثم قالت بنبرة حادة :
" ايه اللي انتوا عملتوا فشقتي ...؟! حرام عليكم انتوا لخبطتوا كل حاجة ...."
لم يبال الرجل بها وهو يشير اليها قائلا:
" بصي يا حلوة ... اللي عملنا ده جزء صغير من اللي ناويين نعمله فأخوكي ... لو هرب لأخر الدنيا هنلاقيه ...."
ثم أردف مشيرا إليها :
" وانتي هتيجي معانا ....لحد منشوف هنعمل فيكي ايه..."
صرخت إيلين بإستنكار :
" انت تجننت ....اجي فين ..."
الا انه لم يهتم لها وهو يأمر رجاله بأن يجلبوها معهم ....
حاولت إيلين مقاومتهم لكن بلا فائدة فاضطرت في نهاية المطاف ان تخضع لهم ....
..................................................................
" الرجالة بيقولوا انهم قلبوا الدنيا عليه ....ملقهوش بردوا ..."
قالها عادل موجها حديثه الى عاصي الذي نهض من مكانه وقال بنبرة مشدودة :
" يعني ايه...فص ملح وداب ...."
" اهدى يا عاصي ... حاول تهدى وانا متأكد إننا هنلاقيهم ...."
قالها عادل محاولا تهدئة عاصي من عصبيته التي تنذر بخطر كبير ...
في نفس الوقت دخل كامل وهو أحد رجاله الذين ذهبوا الى الاسكندرية للبحث عن رامي وياسمين ...
" مساء الخير عليكم ..."
قالها كامل وهو يقترب من مكتب عاصي ليجيب عاصي بنبرة مقتضبة :
" اهلا يا كامل ....عملتوا ايه هناك ...؟!"
أجابه كامل بجدية:
" ملقيناش حد غير اخته ....بس ايه بنت مش سهلة خالص ... ضربت راجل من عندنا ..."
كاد عاصي ان ينقض عليه ويضربه مما سمعه :
" وانتوا كنتوا بتعملوا ايه...؟! بنت متسواش جنيه بتعلم عليكم ..."
تنحنح كامل بحرج وقال :
" ماحنا مسكناها وتقريبا ربطناها ... ومسبنهاش لحد مفتشنا الشقة بالكامل ..."
" ولقيتوا ايه ...؟!"
سأله عادل بفضول ليرد كامل بجدية :
" مفيش حاجة مهمة ...بس اخته شكلها فعلا متعرفش حاجة عنه ...."
جلس عاصي على كرسي مكتبه وقال بنبرة هائجة :
" يعني ايه ...؟! خلاص افقد الامل إني ألاقيهم ...؟!"
نظر كامل وعادل الى بعضيهما قبل ان يهتف الاخير :
" متقلقش يا عاصي ....هنلاقيهم ... "
" جبت اخته....؟!"
اومأ كامل برأسه ليقول عاصي :
" هي فين ...؟!"
" تحت مع الحرس ...."
" سيبوها متلقحة هناك دلوقتي ...."
هز كامل رأسه بتفهم بينما
زفر عاصي نفسا قويا وقال بنبرة ملحة :
" انا لازم الاقيهم بأي شكل .... لازم ...."
ثم عندما لم يجد رد منهما صاح بهما :
" سكتوا ليه ... "
" نقول ايه يا عاصي ..."
قالها عادل بحيرة ليرد عاصي ببرود :
" قولوا اي حاجة بس بلاش تسكتوا كده ...."
" انا هرجع اسكندرية تاني ادور عليهم ...."
ثم خرج مسرعا وهو يفكر بطريقة لإيجاد هذين الاثنين...
بينما اقترب عادل من عاصي وقال:
" معلش يا عاصي ....اهدى ...."
قاطعه عاصي بنفاذ صبر :
" مش ههدى الا لما الاقيهم يا عادل ...."
ثم أردف بنبرة متشجنة :
" انا هتجنن يا عادل ....هتجنن بجد ..."
صمت عادل ولم يستطع قول شيء فهو يدرك ان عاصي معه كل الحق فيما قاله .... فأي رجل مكانه سيفعل المستحيل ليجد زوجته التي هربت مع عشيقها ...
اما عاصي فأغمض عينيه محاولا تهدئة أعصابه قليلا فهو لم يذق النوم منذ ما حدث معه ...
رواية بعض الهوى
دلف عاصي الى قصره ليجد الجميع مجتمع هناك في صالة الجلوس ...والدته واخته وعادل ....
القى التحية عليهم ثم هم بالتحرك من المكان متجها الى غرفته لتوقفه والدته قائلة:
" عاصي استنى ..."
توقف عاصي في مكانه والتفت نحوها متسائلا :
" نعم ....فيه حاجة ...؟!"
" عملت ايه ...؟!"
سألته بترقب ليرد ببرود :
" هو عادل محكاش ليكي عاللي حصل ...؟!"
" حكالي بس يهمني اسمع منك ...."
" ملقتش حاجة جديدة تخصهم .... لسه بدور ومش هرتاح الا لما الاقيهم ..."
قالها بإصرار وجدية لتقول والدته بنبرة مترجيةة:
" يابني سيبك منهم ... سيبهم لربهم بكره ياخدلك حقك ...."
حاول عاصي ألا يهب غاضبا في وجه والدته فقال بنبرة جاهد لتخرج هادئة :
" مش هسيبهم يا أمي ...مش هسيبهم الا لما الاقيهم واخد حقي منهم ..."
" طب ممكن تنام وترتاح شوية....انت بقالك كام يوم منمتش ...."
قالتها سها اخته بجدية وقلق في ان واحد ...
ليومأ برأسه دون ان يرد ثم يتجه الى غرفته بالفعل ...
...........................................................................
كانت ايلين تجلس مع رجال عاصي في مقر عملهم .... تتابعهم وهم يتحدثون في مواضيع شتى ...قدموا لها الطعام لكنها رفضته ... كانت تشعر بأنها على حافة الجحيم ....كيف لا وهي قد وقعت في يد من لا يرحم ...
بعد لحظات اقترب منها احد الرجال وأمرها قائلا :
" قومي يلا ..."
سيطر التوتر والقلق عليها فسألته بحيرة وتوجس:
" هنروح فين ....""
اجابها :
" هنروح عند عاصي بيه.."
.................................................................
وقفت إيلين أمام قصر عاصي القاضي تنظر اليه بحيرة وتردد شديدين ...
كان القصر فخم للغاية ...أفخم مما تخيلت بمراحل كثيرة .... لم تتوقع يوما ان ترى نوع كهذا من القصور سوى في الافلام .... بل حتى الافلام لا تعرض هذا النوع من القصور الخيالية ....
" ادخلي يلا ..."
قالها الحارس لتلتفت ايلين نحوه ترمقه بنظرات نارية قبل ان تتجه الى داخل القصر ...
دلفت إيلين بخطوات مترددة الى القصر لتشعر برهبة كبيرة حينما وجدت نفسها داخل القصر والخادمة أمامها تطلب منها أن تسير ورائها لتأخذها الى مكتب السيد عاصي....
سارت إيلين وراء الخادمة وقد جذب انتباهها اللوحات الفخمة الرائعة المعلقة على حيطان القصر الضخمة..
توقفت الخادمة أمام باب طويل للغاية ثم طرقت عليه بخفة لتسمع صوت رجولي خشن يأمرها بالدخول....
أشارت لإيلين أن تدخل فولجت إيلين الى الداخل لتجد رجلا يقف خلف مكتبه أمام النافذة الخارجية موليا ظهره لها ... اقتربت عدة خطوات من مكتبه حتى باتت تقف قباله ثم تنحنت مصدرة صوتا يدل على وجودها ليلتفت نحوها اخيرا فيصبحان وجها لوجه ...
ما إن أصبحا وجها لوجه حتى تأملها عاصي مليا رغما عنه ...
ملابسها القديمة الرثة فاجئته ... ملامحها الناعمة أيضا جذبت انظاره ... نظراتها القوية وثقتها بنفسها وهي تقف أمامه وجها لوجه دون أن يرف جفن لها أثارت إعجابه ...
ما إن انتهى من تأملها حتى أطلق تنهيدة صامتة قبل أن يخبرها بنبرته الرجولية الخشنة مشيرا الى المقعد الجانبي لمكتبه :
" اتفضلي ..."
جلست إيلين بثقة على الكرسي أمامه ووضعت قدما فوق الأخرى وقالت بنبرة رزينة أعجبته :
".... عايز ايه وتشيل أخويا من حساباتك .....؟!"
ضحك بقوة فاجئتها قبل أن يقول بنبرة مشدودة :
" أشيل اخوكي من دماغي مرة واحدة..؟! ده انا مستني اليوم اللي الاقيه فيه وساعتها هوريه الي عمره مشافه ...."
" رامي ملوش ذنب ... لو عايز تحاسب حد يبقى حاسب مراتك ..."
نهض من مكانه وخرج من خلف مكتبه متقدما نحوها قائلا :
" مراتي دي حسابها مختلف ..."
ثم أردف بجدية :
" خلينا فأخوكي...الراجل الشهم المحترم اللي بيسرق ستات غيره ... بصي من الاخر .... تاخدي كام وتقوليلي مكان اخوكي ....؟!"
انتفضت من مكانها قائلة بنبرة صارخة :
" انت مجنون ... انت عايزني ابيع اخويا ليك ...."
" اقعدي ...."
قالها بنبرة حازمة أمرة لتعقد ذراعيها أمام صدرها وتنظر اليه بتحدي :
" مش هقعد ... وواضح كده اننا مش هنوصل لأي حل يخص مشكلتنا دي ...."
" مهو انتي لو فاكرة إني ممكن أعفو عن أخوكي تبقى هبلة ...."
" احترم نفسك ...."
قالتها بحدة ليكمل بنفس البرود والتهكم :
" ولو فاكرة انك هتخرجي من هنا تبقى حمارة ...."
" تقصد ايه ...؟!"
قالتها وهي تفك ذراعيها لا اراديا لينهض من مكانه ويقول بنبرة صارمة :
" يعني ملكيش خروج من هنا يا حلوة ....لحد ما الاقي اخوكي ومراتي ..."
صاحت به بعدم تصديق :
" انت مجنون ... عايز تحبسني ... فاكر انك تقدر تحبسني عندك ...."
" اه اقدر ونص .... تحبي تجربي ...؟!"
اتسعت عيناها بصدمة من ثقته ولا مبالاته التي يتحدث بها لتتحرك مسرعة نحو الباب وتفتحها وتهتف بهياج :
" هاخرج من هنا غصبا عنك .... وانت مش هتقدر ترفض اصلا ..."
ما ان فتحت الباب حتى فوجئت بمجموعة من الحرس يحيطون المكان بحيث لا تستطيع التحرك إنش واحد خارج الغرفة ...
عادت والتفتت نحوه لتجده يقف على بعد امتار قليلة منها واضعا يديه في جيوب بنطاله يتأملها بنظرات باردة لتصرخ به :
" خرجني من هنا حالا ...."
هتف بها بنبرة قوية :
" ملكيش خروج من هنا الا لما أخوكي يجي ومعاه مراتي اللي سرقها ...."
بدأت إيلين تفقد قوتها تدريجيا فقالت بنبرة شبه منهارة :
' انت متقدرش تحبسني عندك ....انت لازم تخرجني ..."
ليرد بنبرة واثقة مسيطرة :
" أنا أقدر أقتلك مش بس أحبسك ... "
أخذت نفسا عميقا محاولة السيطرة على دموعها كي لا تنفجر في وجهه ثم تقدمت منه تهتف بنبرة هادئة :
" المطلوب مني ايه ...؟!"
أجابها وهو يجلس على الكرسي واضعا قدما فوق الاخرى :
" اخوكي.... المطلوب منك عشان تخرجي اخوكي ...."
" بس انا معرفش هو فين ...."
قالتها بنبرة صادقة ليرد ببساطة :
" خلاص يبقى تفضلي هنا لحد ما ألاقي اخوكي ...ساعتها بس هتخرجي من هنا ...."
رفعت ذقنها عاليا ثم قالت :
" اللي انت عاوزه .... "
نهض من مكانه وقال :
" بالبساطة دي ..."
اومأت برأسها دون أن ترد عليه لتتفاجئ به يقبض على كف يدها ويجرها وراءه بينما هي تنظر الى كفه الذي يقبض على كفها بدهشة وتسير وراءه حتى توقف بها أمام إحدى الخادمات قائلا بنبرة جدية :
" خدي الانسة إيلين لأوضة الضيوف .... هتفضل عندنا لفترة ..."
" حاضر يا عاصي بيه ... اتفضلي يا انسة إيلين ..."
سارت إيلين خلف الخادمة وهي ما زالت مدهوشة بما يحدث حولها ...
بينما اقتربت والدة عاصي منه وتسائلت بقلق :
" فيه ايه يا عاصي ...؟! ايه اللي بيحصل هنا ومين البت دي ...؟!"
التفت عاصي نحوها وقال بنبرة ساخرة :
" ابدا مفيش حاجة مهمة ...كل الحكاية انوا دي تبقى اخت الواطي اللي اسمه رامي ..."
" ايه ...؟! طب ايه اللي جابها وبتعمل ايه هنا ...؟!"
سألته والدته بدهشة وعدم استيعاب مما يحدث ليرد ببرود :
" هتفضل هنا بأمر مني لحد ما الاقي اخوها والهانم اللي هربت معاه ..."
ثم تحرك عائدا الى مكتبه تحت انظار والدته التي لم تستوعب بعد ما قاله ...
بقلم الكاتبة سارة علي
دلفت الخادمة الى غرفة الضيوف تتبعها إيلين التي أخذت تنظر الى الغرفة بملامح مصدومة ...
كانت الغرفة فخمة وراقية بشكل مذهل ....غرفة لم ترى مثلها من قبل حتى في الأفلام ...
أفاقت من إندهاشها على صوت الخادمة تسألها :
" لو احتجتي اي حاجة دوسي على الجهاز الي جمب السرير وهتلاقيني انا او وحدة من البنات عندك ..."
اومأت إيلين رأسها بتفهم لتخرج الخادمة من الغرفة تاركة إيلين لوحدها ... جلست إيلين على السرير وأخذت تفكر في هذه الورطة التي أوقعت نفسها بها ...
وفي هذه الاثناء سمعت صوت طرقات على باب الغرفة فسمحت للطارق بالدخول لتدلف والدة عاصي الى الداخل ....
" مساء الخير ...."
قالتها والدة عاصي لتنهض إيلين من مكانها بسرعة وترد عليها :
" مساء النور ... اتفضلي ..."
تقدمت والدة عاصي منها وقالت معرفة عن نفسها :
" انا جيهان... والدة عاصي ..."
" اهلا وسهلا ..."
قالتها إيلين محاولة أن تخفي دهشتها من وجود هذه المرأة في غرفتها لتكمل جيهان متسائلة بجدية :
" هو انا ممكن اتكلم معاكي ...."
" اه طبعا اتفضلي ..."
قالتها إيلين بحرج لتجلس المرأة على الكنبة الموضوعة في أحد أركان الغرفة وطلبت من إيلين أن تجلس بجانبها لتفعل إيلين ما طلبته منها وتجلس بجانبها ...
تنحنحت جيهان قائلة بتردد وحرج كبيرين :
" انا عارفة إنك تبقي اخت ..."
صمتت ولم تستطع الإكمال لتكمل إيلين نيابة عنها :
" اخت رامي اللي سرق مرات ابنك..."
ابتسمت ساخرة وقالت :
" مسرقش .... ياسمين متتسرقش ...ياسمين تروح بإرادتها ..."
" امال إبنك مش عايز يفهم ده ليه ....؟!"
" يفهم إيه ...؟! يفهم إنوا رامي ضحية مثلا وملوش ذنب باللي حصل ...؟!"
قالتها الام بعصبية غير مقصودة لترد إيلين عليها محاولة تبرير موقفها :
" اكيد لا ... رامي غلط وغلطه كبير فحق ابنك .... بس رامي اخويا الوحيد وانا مش مستعدة أخسره ..."
" ولا أنا مستعدة أخسر ابني ...."
" طب والحل ...؟!"
سألتها إيلين بحيرة شديدة لترد الأم بجدية :
" الحل إنوا عاصي ميلاقيش رامي وياسمين عشان ميخسرش نفسه ..."
" طب ازاي ...؟!"
سألتها إيلين بعدم فهم لترد الأم بجدية :
" ازاي دي أنا هقولك عليها ...."
...................................................................
كانت والدة أسر السيدة سهير تفكر بطلب ابنها المفاجئ وتحاول ايجاد حل مناسب له حينما اقتحم أسر غرفتها وقال :
" ممكن افهم انتي رفضتي طلبي ليه ...؟! انا من حقي أعرف إنتي رافضة كارمن ليه ....؟!"
" انت ازاي تدخل أوضتي كده من غير استئذان ...؟!"
صرخت به سهير بإستنكار قبل ان تردف بجمود غريب :
" موضوع كارمن ده تنساه ... مش عايزاك تفكر فيه نهائي ... انت فاهم ..."
" هو انا طفل عشان تتعاملي معايا بالشكل ده..."
قالها أسر غير مصدقا الطريقة التي تتعامل بها والدته معه ...إنه تلقي الأوامر وتأمره بالتنفيذ والطاعة ...وكأنها لا تعرف من يكون هو وكيف يفكر ...
" انتي عارفة اني مستحيل اوافق على كلامك ده ...انا بحبها ...افهمي ...."
كان اعترافا صريحا منه بحب من سيطرت على قلبه وسكنت جوارحه لسنوات طويلة ...
" حتى لو بتحبها ...انا مش هوافق على جوازك منها ..."
تطلع اليها بحيرة ... امه ترفض كارمن لسبب لا يفهمه ...
" ممكن اعرف السبب ...؟!"
سألها بنبرة متصلبة لترد بعينين مظلمتين :
" مش موافقة وخلاص ...."
" يبقى انا كمان مضطر اقلك اني هتجوزها حتى لو موافقتيش .... هروح اكلمها واقولها اني عايز اتجوزك ...ولا اقلك هروح اطلبها من خالي افضل ..."
اقتربت منه بغتة وقالت بنبرة نارية :
" تبقى جنيت عليها يا أسر ... لا عشت ولا كنت لو خليت البت دي تبقى مرات ابني ..."
" دي بنت اخوكي ..."
" لا مش بنته ...."
تجمد أسر في مكانه محاولا استيعاب ما تفوهت به والدته لتوها .... بينما رمشت الأم بعينيها عدة مرات قبل ان تهتف به فجأة فهي قد فضحت سرا مهما مر عليه سنين كثيرة :
" اخرج بره يا أسر ..."
الا انه عاند ورفض ان يخرج دون ان يعرف الحقيقة الكاملة :
" لا مش هخرج .... مش هخرج الا لما اعرف الحقيقة ....يعني ايه مش بنته ....؟! فهميني ...؟!"
قال كلمته الأخيرة بصرخة هزت أرجاء المكان ... لا يصدق ان ما وصل الى مسامعه صحيح ...
" كارمن مش بنت خالك ...كارمن متبناة ... لقيطة "
اغمض عينيه لوهلة ... ضغط عليهما بقوة قبل ان يفتحهما فتظهر حمراوتين بشدة .... اعتصر قبضة يده محاولة السيطرة على اعصابه التي باتت على مشارف الانهيار ....
كارمن ... تلك الصغيرة المدللة .... لقيطة ....
تلك التي أحبها لسنوات طويلة وهي تكبر أمام عينيه ... أرادها لذاته.... وصنع معها حلما جميلا يتجسد أمامه كلما رأها ....
" أسر ....حبيبي ..."
قالتها سهير برقة وهي تلمس كف يده المقبوض ليبعد يده بسرعة عنها ويتحرك خارج المكان بأكمله ....
بعض الهوى إثم كاملة بقلم سارة علي
ما ان خرج أسر من عندها وهي في حالة انهيار مستمر ....لا تصدق ما فعلته ... لقد أفشت سر أخيها ودمرت ابنها في أن واحد ....
لم تجد أمامها حلا سوى الاتصال بأختها الوحيدة فاتن لتلحق بها .... وبالفعل جاءت فاتن بسرعة لتجدها في قمة حزنها وانهيارها ...
" مالك يا سهير ...؟! حصل ايه ....؟!"
قالتها فاتن وهي تجلس بجانبها على سريرها بعدما أخبرتها الخادمة عن وجودها في غرفتها ....
" انا عملت كارثة ... "
قالتها سهير بإختناق لتتوتر ملامح فاتن كليا وهي تسألها :
" كارثة ايه يا سهير .....؟! انتي عملتي ايه بالضبط ...؟!"
" أسر ...أسر عايز يتجوز كارمن ...."
نظرت اليها فاتن بترقب وعندما لم تجد جواب منها سوى نظراتها الخجلة اتسعت عيناها كليا وهي تقول بترجي :
" لا يا سهير متقوليهاش ... "
انهارت سهير في بكاءها مرة اخرى لتصرخ بها فاتن :
" ليه يا سهير ...؟! ليه عملتي كده ...؟! حرام عليكي ... "
" انا اسفة ....مكانش قصدي ... بس ده اللي حصل ... انا مستحملتش اشوف ابني وهو عايز يتجوزها ...حطي نفسك مكاني ... دي لقيطة ....فاهمة يعني ايه لقيطة ...؟!"
" انا السبب ...ياريتني مقلتك ... الغلط مني أنا ..."
قالتها فاتن بإنفعال شديد وهي تفكر بأنها السبب الاساسي فيما حدث ...فلولا إفشائها هذا السر لأختها الوحيدة ما كان ليعلم أحد به ... لقد اخطأت خطأ كبير ... خطأ لا يستهان به ...وليست وحدها من ستدفع ثمن هذا الخطأ...
التفتت نحو اختها الباكية وسألتها بحدة:
" أسر فين ...؟! انطقي ..."
" خرج من ساعة اللي حصل ومرجعش لحد دلوقتي ،..."
اخرجت هاتفها من حقيبتها وأجرت اتصالا سريعا به ... لتقترب منها سهير وتسألها بتوتر :
" بتتصلي بمين ...؟!"
اجابتها فاتن بإقتضاب :
" بتصل بأسر ...الحقه قبل ميعمل مصيبة ويقول لحد ..."
وعندما لم تجد جوابا منه رمت هاتفها داخل حقيبتها وقالت :
" مبيردش ...هنعمل ايه دلوقتي ...؟!"
صمتت سهير ولم ترد بينما نظرت اليها فاتن بنظرات نارية قبل ان تغمض عينيها بإختناق ...
....................................................................
اوقفت إيسل سيارتها في مكانها المعتاد في كراج الجامعة ...هبطت منها وهي تتلفت يمينا يسارا بحثا عنه ... هل ستجده بالفعل ....؟! ابتسمت ساخرة وهي تفكر بأنها من المستحيل أن تجده في مكان كبير وواسع كهذا ...
تنهدت بقلة حيلة وسارت الى داخل الحرم الجامعي ... وجدت أحدهم يجلس على احد الادراج حينما اقتربت منه من الخلف وهمست له بصوت منخفض :
" بخ ..."
كان شاردا حينما شعر بأحدهم يهمس له بجانب اذنه لينتفض من مكانه ويقول بعصبية :
" بطلي بواخة يا إيسل ..."
جلست بجانبه وهتفت بسخرية :
" مالك يا رؤوف ...واخد جمب ليه ....؟!"
رمقها بنظرات متهكمة قبل ان يهتف بها :
" انا واخد جمب بردوا ولا انتي اللي مشفتش وشك طوال الاسبوع ده ..."
كانت تدرك انه معه كل الحق فهي غابت عنه لأسبوع كامل ....
" اسفة والله يا رؤوف ... بس حصلتلي ظروف جامدة .... منعتني اجي الجامعة...."
ثم اردفت بنبرة غاضبة :
" وبعدين فيه واحد ابن * خبطلي العربية ...."
" هش هش اخرسي ...."
قالها رؤوف وهو يغطي فمها بيديه قبل ان يكمل بعدم تصديق :
" انتي تجننتي عشان تقولي الفاظ زي كده وفي الجامعة ..."
حدجته بنظرات مستاءة وقالت بملل :
" اسفة مخدش بالي ... "
ثم أردفت بنفس العصبية والصوت العالي:
" بس انا مدايقة اووي ... الواطي ده سابني ولا كأنه عملي حاجة ... ده شخط العربية ... "
" يابنتي وطي صوتك ..."
قالها رؤوف بتوسل لتتأفف بضيق وتقول فجأة :
" خدتوا محاضرات ايه الاسبوع ده ...."
اجابها وهو يعتدل في جلسته :
" اخدنا كل حاجة ممكن تتخيليها ... "
ابتسمت ساخرة وهي تردد :
" ده العادي يعني ... انا حاسة اني بدرس فكلية الطب مش التجارة ...."
" المحاضرة هتبتدي على فكرة ..."
قالها وهو ينظر الى ساعته لتنهض من مكانها وتهتف بعجلة :
" يلا بينا ..."
نهض هو الأخر من مكانه واتجه خلفها الى قاعة المحاضرات ....
ما ان دلفا الى هناك حتى فوجئا بالاستاذ موجود وقد بدأ في شرح محاضرته ....
التفتت الاستاذ لهما لتتصنم إيسل في مكانها ...لقد كان نفس الشخص الذي أصاب عربيتها .... حاولت أن تتحدث لكنه سبق وهو يشير اليهما بحنق واضح دون ان يظهر عليه أي مبالاة لرؤيتها :
" انتوا الاتنين متأخرين عن معاد المحاضرة... اتفضلوا برة ..."
لا تعرف لماذا وجدت نفسها تخرج بالفعل من المحاضرة يتبعها رؤوف الذي هتف بإستياء :
" بني ادم متخلف ....مينفعش نتأخر دقيقة وحدة يعني ..."
ثم تطلع بتعجب الى إيسل الساهمة ليسألها بحيرة :
" مالك يا إيسل ...؟! ساكتة ليه ...؟! انا قلت انك مش هتسكتيله ...."
حدجته بنظرات صامتة قبل ان تقول فجأة :
" انا مروحة ..."
ثم حملت نفسها وخرجت من المكان تاركة اياه يتابع اثرها بحيرة شديدة...
بعض الهوى إثم لسارة علي عبر مدونة دليل
خرجت جيهان من عند إيلين لتبقى الاخيرة لوحدها تفكر فيما قالته جيهان وما فكرت به ...
زفرت أنفاسها بقوة وهي تفكر بأنها قد تورطت بالفعل بمجيئها الى هنا ...
هي لم تفكر في خطورة ما فعلته ...
وهاهي تحصد نتائج تسرعها ...
اتجهت نحو السرير وهوت بجسدها فوقه لتتأمل سقف الغرفة بشرود ...
لحظات قليلة ورفعت جسدها عن سطح السرير وأخذت تتأمل أرجاء الغرفة الراقية وتصاميمها المذهلة ...
كل شيء فيها يدل عن ذوق ناعم ورفيع ....
سمعت صوت طرقات على باب غرفتها فسمحت للطارق بالدخول لتدلف الخادمة الى الداخل وهي تجر عربة ثقيلة امامها ...وقفت الخادمة في منتصف الغرفة وقالت بنبرة عملية :
" الفطار ده بعتته مدام جيهان ليكي ... اتمنى انوا يعجبك ... لو احتجتي اي حاجة اطلبينا ...."
ثم خرجت من الغرفة لتقفز إيلين من فوق السرير وتتجه نحو مائدة الطعام الملكية في جميع تفاصيلها ..
جحظت عينا إيلين وهي ترى أصناف الطعام الكثيرة المختلفة ... انواع لم ترها من قبل ... اضافة الى العصائر والشاي والحليب ... انه فطور ملكي بحق ...
ولم تكذب إيلين خبرا فبدأت تأكل الطعام بشهية مفتوحة متناسية سبب وجودها في هذا المكان وكونها محجوزة هنا بأمر صاحب القصر ...
انتهت إيلين من تناول طعامها لتنهض من مكانها وتقرر البحث عن الحمام ... فكرت مع نفسها أنه بالتأكيد ملحق بغرفة النوم وتأكدت من هذا حينما فتحت الباب الموجود في الغرفة لتجد أمامها حمام كبير للغاية ....
وضعت إيلين كف يدها يدها على صدرها تحاول استيعاب جمال هذا الحمام وهي تفكر بأنه حمام أحلامها ...
دلفت الى الداخل واخذت تنظر الى ارضية الحمام اللامعة قبل ان تتجه نحو المغسلة وتغسل يديها وفمها ....
خرجت من الحمام وهي تجفف يديها قبل ان تهتف بينها وبين نفسها :
" دول مش بشر زينا اكيد ...دول امراء ...ملوك ..."
تركت المنشفة على السرير وقررت أن تأخذ جولة في القصر وبالفعل خرجت من غرفتها وأخذت تسير في ممر القصر الطويل المؤدي الى الدرج العالي لتهبط درجات السلم فتأتي باب القصر الداخلية المؤدية الى الحديقة ... خرجت إيلين الى الحديقة الخارجية للقصر فتنال اعجابها الشديد وتنبهر بالورود ذات الألوان المختلفة الرائعة ... اخذت تسير داخل الحديقة حتى وصلت الى الباب الخارجي للقصر حيث يوجد الحرس الخاصين ومعهم كلابهم البوليسية ...
أخذت نفسا عميقا وسارت نحوهم تقول :
" انا عايزة اخرج ... "
ليرد عليها احد الحراس:
" الباشا مانع خروجك من هنا ..."
عقدت ذراعيها امام صدرها وقالت بعناد :
" مليش دعوة ....الباشا بتاعك يقول اللي هو عايزه وانا اعمل اللي انا عايزاه ...."
" ارجعي أوضتك يا انسة واتقي شره أحسنلك .."
قالها الحارس بنبرة تحذيرية لترفع إيلين حاجبها وتقول :
" بقى كده ...طيب ..."
ثم سارت عائدة الى داخل القصر وهي تسب وتقذف بذلك المدعو عاصي ...
ما ان دلفت الى داخل القصر حتى صرخت بأعلى صوتها على الخدم ليأتوا بسرعة اليها فتقول إحداهن:
" خير يا هانم .... حصل ايه ...؟!"
أجابتها إيلين بنبرة غاضبة :
" فين الباشا بتاعكم ...عايزة اتكلم معاه..."
تطلعت الخادمة الى زميلتها وقالت :
" فوق فمكتبه ..."
لتسألها إيلين مرة اخرى :
" فوق فين يعني ...؟!"
" تعالي أوصلك ...."
قالتها الخادمة الاخرى وهي تسير أمامها الى الطابق العلوي ...
ارتقت ايلين درجات السلم واتجهت خلف الخادمة الى الطابق العلوي وتحديدا الى غرفة مكتب عاصي ....
وقبل ان تطرق الخادمة على الباب كانت قد اقتحمت إيلين المكتب لينصدم عاصي بها امامه ....
نهض عاصي من مكانه وتقدم نحوها قائلا بنبرى غاضبة :
" انتي ازاي تدخلي مكتبي كده دون استئذان ...؟!"
ردت عليه بلا مبالاة :
" والله انا حرة ادخل وقت ما يعجبني ... "
ضغط على أعصابه بقوة كي لاينفجر في وجهها فقال بأعصاب متماسكة:
" خير ...عايزة ايه ...؟!"
اجابته ببرود :
" عايزة هدومي ... وكمان ازاي هروح شغلي ....؟"
" هدومك هجيبها ليكي ....اما شغلك ده فتنسيه لحد ما نلاقي اخوكي وتخرجي من هنا ..."
أحاطت خصرها من الجانبين بكفي يديها وقالت :
" انت بتهزر ..؟! ازاي يعني انسى شغلي ...؟ انا مقدرش اتأخر عن شغلي وإلا هيفصلوني ..."
" لا اطمني ....هبقى اتصرف انا ومش هيفصلوكي ..."
قالها ساخرا لتعض على شفتيها بغيظ منه وتقول :
" انت فاكرني لعبة فإيدك ... يعني ايه تتصرف انت ومش هيفصلوني ...؟"
" انت مش عايزة تتنيلي تفضلي بشغلك ....؟!"
سألها عاصي بنفاذ صبر لتومأ برأسها ليردف ببساطة :
" انا هخليكي تفضلي بشغلك ...متقلقيش ... وانتي اصلا معندكيش حل تاني ... يعني غصبا عنك او بإرادتك هتفضلي هنا لحد ما نلاقي اخوكي ..."
" ماشي ... أما نشوف أخرتها ..."
قالتها وهي تنوي الخروج من الغرفة ليهتف بها بصرامة :
" استني ..."
توقفت في مكانها تنتظر منه ان يقول ما لديه فقال :
" غيري هدومك دي بأي حاجة ... مش هينفع تقعدي فالقصر هنا باللبس ده ..."
" وماله ان شاء الله لبسي ...؟!"
قالتها بنبرة تنذر خطرا ليهتف بتهكم
:
" لا مفيش ... شكلك مغيرتيهوش من عشر سنين .."
" احترم نفسك ... انا مش هسمحلك تتكلم معايا بالاسلوب ده ...."
رمقها بنظرات باردة قبل ان يقول بجدية :
" كلمي الخدم اللي تحت واطلبي منهم هدوم ... لغاية ما اجيبلك هدومك ..."
رمقته بنظرات مستاءة قبل ان تخرج من المكان وهي تكاد تنفجر من شدة الغضب ...
............................................................................
ما ان خرجت ايلين من غرفة مكتب عاصي حتى فوجئت بفتاة جميلة أمامها ...
اقتربت الفتاة منها وقالت بنبرة مترددة :
" صباح الخير ..."
اجابتها ايلين :
" صباح النور..."
" انتي ايلين مش كدة ...؟!"
اومأت إيلين برأسها لتكمل الفتاة معرفة عن نفسها :
" انا سها اخت عاصي ...."
ابتسمت ايلين مجاملة وقالت :
" اهلا يا سها ...."
" اهلا بيكي ...ماما قالتلي انوا عاصي حابسك هنا ..."
قالتها سها بأسف حقيقي لتومأ إيلين برأسها وتقول بضيق واضح :
" للأسف أيوه ... "
تأملتها سها قليلا قبل ان تهتف بإبتسامة :
" بس انتي جميلة اوي يا إيلين ... واسمك جميل كمان ..."
" شكرا يا سها ...انتي كمان جميلة ماشاءالله ...."
" ايه رأيك نتمشى بره شوية ...؟!"
اومأت إيلين برأسها وسارت ورائها لتسألها سها بتردد :
" انا عارفة انوا اخوكي هرب مع ياسمين ... "
هزت إيلين رأسها وقالت :
" ايوه ... وصدقيني انا نيتي كويسة .... كل هدفي اني اساعد اخويا وانقذه ...."
" هو اخوكي اتكلم معاكي بعد اللي حصل ....يعني شفتيه....؟!"
اومأت إيلين برأسها وقالت :
" ايوه وياسمين كانت معاه .... بس مطولوش عندي ... شوية ورجعوا هربوا ..."
تمعنت سها النظر اليها قليلا بينما سألتها إيلين بتعجب :
" بتبصيلي كده ليه....؟!"
لترد سها بخجل :
" لا ابدا... بس حاسة اني شفتك قبل كده ...."
" مظنش ...."
قالتها إيلين بجدية قبل ان تسير الفتاتان مع بعضيهما ...