الفصل الخامس عشر 15 من رواية عشق بقلم الكاتبة عفت بشندي
رواية عشق الفصل الخامس عشر 15
اجتمع محمد وماجدة ومحمود لتناول الافطار.. ولم يأت احمد او زوجته او اخته.. تعجب محمد من ذلك..
- هو احمد ما رجعش من النبطشية ولا ايه..
- لا جه يا بابا.. بس معتقدش هينزل
- مرهق يعنى.. طب عشق ما نزلتش ليه دى بتسبقنا كل يوم
- اصلها تعبت بليل شوية وجبنالها دكتور
- ايه.. وما صحتنيش ليه.. دى امانة عندنا يا محمود..
- ما تقلقش يا بابا بقت كويسة.. اكيد ما سبتهمش الا لما بقت تمام
دخل احمد ونادين فى هذه اللحظة..
محمد:
- ايه يا احمد اخبار اختك ايه
احمد:
- الحمد لله الحرارة نزلت وبقت احسن
محمد:
- هو ايه اللى تعبها
ماجدة:
- عرفت انها نزلت البيسين امبارح متأخر
احمد:
- عشق زمان كانت هتغرق وعندها فوبيا من البيسين
ماجدة:
- تلاقيها حبت تجرب او حد من الولاد زقها.. عادى معلش
نظر لها احمد باعتراض.. ولكن دخلت هايدى فى هذه اللحظة...
- هاى .. صباح الخير
همهم الجميع بالاجابة .. ذهبت للجلوس بجانب محمود كالعادة
- مالكم .. امال فين أش أش.. قصدى إش إش
محمود بهدوء خطر:
- الحمد لله بقت كويسة بعد ما زقيتيها ف البيسين
تكهرب الجو وانتفض محمد واحمد وماجدة .. وهربت الدماء من وجه هايدى..
- ايه اللى بتقوله دا يا محمود.. وانا هزقها ليه
محمود:
- غل باه.. حقد.. غباء.. اجرام.. الله اعلم
احمد:
- انتى كنتى عاوزة تقتلى اختى يا...
اقترب احمد منها فامسكت به نادين تعلم انه قد يرتكب جريمة.. واحتمت هايدى بمحمود.. الذى قال:
- عنك انت يا احمد
والتفت فجأة ليصفعها على وجهها فارتدت عدة امتار ووقعت على الارض
ماجدة:
- انت اتجننت يا محمود
احمد:
- هو اللى اتجنن .. وبنت اختك اللى كانت هتموت اختى عاقلة
ماجدة:
- يمكن بنات وبيهزروا سوا.. هتكبروا الموضوع ليه.. المهم انها عايشة وكويسة
محمود:
- خلاص يبقى انا كمان بهزر مع هايدى.. واحمد يهزر.. اتفضل يا احمد
تشبثت نادين باحمد تمنعه.. وصرخت هايدى رعبا.. اخذتها ماجدة بين يديها.. وقالت:
- محدش يقربلها.. كفاية اوى كدة.. وحسابك معايا يا محمود
واخذتها وهى تنتحب متجهة الى الدرج لصعود الحجرة.. ولكن قال محمد بصوت جهورى قبل ان تخطو خطوتين..
- استنى.. رايحة فين
ماجدة:
- البنت بؤها فيه دم.. وكفاية اللى جرالها
محمد:
- تغسل بؤها ووشها ف بيتهم
ماجدة:
- يعنى ايه
محمد:
- يعنى حالا البنت دى تطلع برة.. وما تعتبش القصر تانى
ماجدة:
- ايه اللى بتقوله دا يا محمد.. هى حصلت..
محمد:
- كلمة زيادة وهخليكى تمشي معاها
هايدى:
- هو ايه اللى بيحصل دا.. كل دا عشان بنت الخدامة
بمجرد نطقها الكلمة وجدت يد محمود تجذبها من شعرها وكأنها يقتلعه من جذوره.. صرخت بألم
محمود ببرود:
- كفاياكى قلة ادب.. انتى جاية مخصوص عشان تطفشيهاتطفشيها.. اهى طلعت صاحبة القصر .. من غير كلمة زيادة تتفضلى برة القصر.. وحتى مش هتطلعى تاخدى هدومك.. برة..
وترك شعرها ودفعها فسقطت على الارض ثانية.. وقال:
- صدقينى انا برحمك.. لو سبت احمد عليكى كان زمانك جثة دلوقتى.. بسرعة تطلعى برة.. ولا تحبى اخرجك
خرجت هايدى وهى تنتحب وفى حالة صدمة مما حدث..
محمد:
- المهم عشق كويسة يا احمد
- الحمد لله.. بقت احسن.. هستأذنكم اتخنقت شوية
كان يقول كلماته وهو ينظر لماجدة بغضب شديد..
محمد:
- طيب انا هطلعلها يا احمد.. بس اخلص حاجة هنا
احمد:
- تنور اى وقت يا بابا
وصعد مع زوجته الى جناحهما..
محمد:
- ماجدة
انتفضت من صوته.. فهى رغم جبروتها ترتعد خوفا من محمد.. وقد كانت ملامحه تنطق بغضب مخيف
- نعم
- اسبقينى على اوضة المكتب
هرولت الى الغرفة.. التفت محمد الى محمود
- شكرا يا محمود
- على ايه
- انك لميت الموضوع.. ولو انى ضد الضرب
- وانا كمان.. بس كنت واثق ان احمد ممكن يتهور.. يمكن ماهديش الا لما ضربتها بالقلم
- ماشاء الله عليك عقلت اوى عن زمان
مرت سحابة حزن فى عينى محمود
- الايام بتغير يا بابا
- وانت شفت اللى حصل دا ازاى
- امبارح كنت واقف ف اوضة مكتبك بعد ما خلصنا شغل.. بافرد ضهرى وابص على الجنينة شفتها
- طيب .. انا كنت عاوزك ما تزعلش منى
- مقدرش ازعل من حضرتك طبعا.. ليه بتقول كدة
- عصبيتى على مامتك الفترة اللى فاتت.. غصب عنى انت شايف افعالها
قال محمود بسخرية مريرة:
- لاااا.. براحتك خالص.. انا شايف المواقف كلها بعينى.. وعرفت كمان انها طلبت من دادة تحية طلب هايف عشان تأخرها عن انها تجيبلها هدوم وهى ف البيسين
- يعنى متفقين على البنت الغلبانة.. طيب مش هتزعل لو عاقبتها على الموضوع دا.. اكيد هايدى اصلا ما عملتش دا من نفسها
- اللى حضرتك شايفه اعمله.. اكيد هتعمل الصح.. استأذنك انا رايح الشركة
خرج محمود وتوجه محمد لغرفة المكتب.. فتحها فانتفضت ماجدة وان كانت تظاهرت بالتماسك..
ذهب محمد وجلس خلف مكتبه.. يرى ارتجافتها التى تحاول ان تخفيها خلف قناع الكبرياء واللا مبالاة
- ايه.. عاوزنى ف ايه
- هو انتى مش عارفة
- ايه هتخلى احمد يضربنى زى ما عملتوا ف هايدى
- وهو انا مقدرش اضربك واكسر عضمك كمان
ابتلعت ماجدة ريقها بصعوبة.. فاكمل محمد:
- هايدى تحمد ربنا اننا ما سلمناهاش للبوليس.. دا شروع ف قتل..والمحرض كمان
- تقصدنى انا.. على فكرة انا ما قلتلهاش تعمل كدة
- نجيب هايدى نسألها؟؟
- محمد.. عاوز توصل لايه
- عاوز اعملكم تحليل.. هو الشر دا ف دمكم كلكم.. فرعكم ما يجيش منه خير ابدا.. هى حاجة واحدة بس الكويسة منكم
- وايه هى باه
- محمود.. بس يمكن عشان فيه دمى انا
- وانت باه جايبنى تهزأنى
- لا طبعا.. جايبك اعاقبك
- تعاقبنى ؟؟ تعاقبنى انا يا محمد؟؟
- ايوة.. واللى هقوله يتنفذ.. الاوضة اللى جنب جنب اوضتى.. هتوضبيها وتروقيها وتخليها حاجة ولا ف الاحلام..
- ليه باه
- هجيب عشق تقعد فيها
- نعم.. تجيب مين.. عاوزنى انا اعمل اوضة للبنت دى
- ايوة.. وهشوفها بنفسي ولو ما عجبتنيش هخليكى تعدليها تانى .. لحد ما تدخل دماغى..
- مستحيل
- لا مش مستحيل.. ماهو لو ما عملتيش كدة هبلغ عنك انتى وبنت اختك.. ومحمود موجود وشاف بنفسه
- هى قاعدة مع اخوها فوق.. و...
خبط محمد بعنف على المكتب لتفزع ماجدة..
- اللى قلته يتسمع.. البنت دى ابوها موصينى عليها.. ولازم اشوف كل حاجة بتحصل معاها.. مفهوم
- حاضر يا محمد.. هنفذ كل اوامرك.. بس يا ريت تفتكر انى بنت عمك.. ومراتك.. وام ابنك.. مرة واحدة ف حياتك يا اخى..
وتركته ذاهبة الى غرفتها..
بقلم عفت بشندي
- القمر الهراب عامل ايه
ابتسمت عشق بحب وهى ترى محمد يدخل غرفتها ف جناح احمد حاملا بعض الورود لها
- انا كدة اتعب كل يوم عشان يجيلى الورد الحلو دا
- بعد الشر عنك.. اجيبلك كل يوم من غير حاجة.. ومش ههرب زيك
- وهو انا هربت من ايه
- من فنجان القهوة الدوبل اللى وعدتينى بيه
- اقوم حالا اعملهولك
- لاااا خلاااص.. مسامح انهاردة.. لحد ما تقومى بالسلامة وهاخد تعويض كبير .. المهم.. عاوزك ف موضوع
- انت تؤمرنى يا انكل
- تسلميلى يا بنت الغاليين.. انا عارف ان اللى بيحصل صعب وكتير.. وعارف انك تعبتى ف الكام يوم دول.. بس انا عاوزك تعذرى ماجدة
لم تتحدث عشق ولكنها نظرت بتعجب وتساؤل
- انا عارف ان انتى مالكيش ذنب.. بس انا اولا واخيرا جوزها.. وغيرتها من مامتك غيرة مرضية.. انا حتى صعب ادامها انطق اسمها.. خصوصا انها عارفة ان محدش دخل قلبى غيرها
- لسة بتحبها يا اونكل
- لا طبعا
صدمت عشق من اجابته.. لكنه استطرد وهو يوليها ظهره ويقف امام نافذة كبيرة تطل على الحديقة محدثا نفسه.
- انا بعشقها ..بتنفسها.. راوية دى احلى حلم حلمته ف حياتى.. وكان نفسي ماصحاش منه ابدا..
صمتت عشق احتراما لاحساسه.. وشغفا لسماع الطرف الآخر للقصة التى عاشت تسمع احداثها من الجميع دون ان تحياها مثلهم..
- عارفة يا عشق.. انا عمرى ما كنت كدة.. الصوت العالى والعصبية والجبروت احيانا.. اتغيرت.. بعد راوية عنى خلق منى شخص تانى.. لا اعرفه ولا طايقه.. بس مضطر اعيشه.. اعيش ايه.. دانا بقيت جثة من غير روح.. كانت بتفهمنى من غير ماتكلم.. افكر ف حاجة تنفذها قبل ما ينطقها لسانى.. وانا كمان.. كنت بحس بيها اوى.. كانت جوة عروقى وف كل نقطة ف دمى
- تعرف نفسي ف ايه
انتبه محمد من شروده وكأنه جاء من عالم آخر.. ونظر لعشق بحنان
- نفسك ف ايه
- نفسي اعيش قصة زيكم كدة .. والاقى واحد زى حضرتك احبه.. بس انا مش زى ماما.. اللى هتقربله هاكلها بسنانى
- ههههههههه ههههههههه ههههههههه
-مش هتلاقى .. مفيش زى محمد الغمرى فى الدنيا كلها
كان هذا صوت احمد الذى دخل اثناء حديثهما.. واكمل:
- ولا انتى هتكونى زى ماما.. بذمتك يا مفترية لحظة زى دى تبوظيها وتقولى هاكلها بسنانى
عشق:
- طب بذمتك انت يرضيك قصة حب زى دى اطرافها يبعدوا عن بعض
محمد:
- كله نصيب يا بنتى ..
عشق:
- عشان الكلمتين الحلوين والمشاعير والمحاسيس اللى قشعرونى دول هعملك فنجان قهوة احلى من بتاع امبارح
محمد:
- اقعدى انتى تعبانة
عشق:
- لا ماهو كلام حضرتك ادانى باور.. وهتشرب القهوة المستكوفى بتاعتى
- ممكن تخليهم اتنين؟؟
كان هذا محمود الذى عاد من العمل سريعا واراد الاطمئنان عليها
عشق:
- الطمع زاد فيكى يا إش إش.. عموما هعملكم جر رجل وبعد كدة هتدفعوا ع الشفطة.. لا.. الشمة كمان
ضحكوا جميعا.. والغريب ظهور شبح ابتسامة على وجه محمود
بعدما نزل محمد ومحمود.. دخلت عشق غرفتها لتجد علبة مغلفة على السرير .. ندهت نادين لتسالها عمن اتى بها ولكنها لم تعرف.. فتحتها لتجد جهاز موبيل حديث ومعه خط جوال جديد.. احتارت عشق.. ترى من اتى باه.. من المؤكد انه احمد.. فهو يعلم ان اتصالاتها بامها لا تنقطع..
نزلت عشق ليلا للجلوس معهم.. فقد اعدت تحية بعض الحلوى احتفالا بشفائها.. جلسوا جميعا يتسامرون عدا ماجدة التى سلمت على عشق وجلست مجبرة تنفيذا لتعليمات محمد.. وجد احمد فى يدها جوالا جديدا.. فقال:
- ايه دا يا إش إش .. جبتى موبيل جديد امتى
- اطلع من دول يا دكترة .. مانت اللى جبته متشكرين يا باشا
- انا؟؟ ما حصلش.. انا ما جبتش حاجة
تعجبت عشق ونظرت حولها.. لتجد محمود يقول:
- لا دا انا اللى جبته..
صمتوا جميعا وتبادلوا النظرات...
احمد:
- وليه تكلف نفسك كدة يا محمود
عشق تاركة الموبيل:
- ميرسي اوى انا افتكرت احمد اللى جابه وعشان كدة استعملته
محمود:
- فى ايه يا جماعة.. هى لما وقعت ف البيسين كانت بتتكلم ف الموبيل ووقع معاها.. وبما ان الغلط من ناحية اهلى قلت اصلحه
احمد:
- اهلك ايه واهلنا ايه.. احنا واحد يا محمود
محمود:
- مادام واحد يبقى نتكلم ف حاجة صغيرة كدة ليه
احمد:
- معاك حق.. ماحنا كلنا اهل.. بس انا كنت عاوزك ف الاهم باه
محمود:
- ف ايه يا احمد
احمد:
- انت عارفنى انا مانفعتش رجل اعمال .. والمفروض اظبط شركات ومصانع ماما وعشق هنا.. ولازم دا بسرعة قبل ما اسافر لان السفرية دى هتاخد بين شهر وشهرين .. عاوزك تكون معايا
تحدثت ماجدة لاول مرة :
- شركات ومصانع؟؟
محمد:
- ايوة.. رمزى الله يرحمه كون ثروة كبيرة وكتب كل املاكه باسم عشق ووالدتها بيع وشرا.. وكان بينقل كل دا مصر قبل وفاته
صدمت ماجدة.. فلم تتخيل ان بستطيع رمزى بناء ثروة بهذا الكم بعد تدميرها له هنا.. ولكن ما اغاظها اكثر ان تؤول تلك الثروة لراوية وابنتها.. واضمرت فى نفسها شيئا فابتسمت وتدخلت فى الحديث
محمود:
- صعب طبعا يا احمد المواضيع دى تتلم ف اسبوعين
احمد:
- كدة يبقى هلغى سفرى
عشق:
- تلغى ايه.. مش مهم اى حاجة بس انت مستنى السفرية دى من زمان
احمد:
- طب ايه الحل
عشق:
- تسافر ولما تيجى نتصرف
احمد:
- مش هينفع طبعا.. فيها خسارة كبيرة اوى يا عشق
محمود:
- طيب سيبلى الحوار دا وسافر
عشق:
- لا طبعا مش عاوزة اتعبك.. دى حوارات ووجع دماغ
تدخلت ماجدة:
- تعب ايه دانتوا اخوات يا بنتى..
التفت لها الجميع بدهشة غير مصدقين.. اما محمود فظهر شبح ابتسامة ساخرة على جانب فمه قبل ان يقول:
- لا حوارات ولا حاجة.. توكل على الله يا احمد وانا معاها ف كل الخطوات.. تصبحوا على خير
وقام ذاهبا الى غرفته.. واكمل الجميع احاديثهم لكن عشق كانت تستشيط غضبا.. نعم هو انقذ حياتها مرتين.. لكن عنجهيته وغروره يغيظانها.. فقد قرر ان يتولى الشركات .. كما قرر واشترى الجوال وارسله لها.. دون اخذ رأيها او رأى اخيها..
صممت ان تتحدث مع احمد .. انها لا تريد التعامل مع هذا المتغطرس