الفصل السادس عشر "16" من رواية عشق بقلم الكاتبة عفت بشندي
رواية عشق الفصل السادس عشر 16
صعدت عشق الى جناح احمد وانتظرته حتى صعد
- احمد.. عاوزة اتكلم معاك شوية
- برينسيستى تؤمر
- بص.. هو اخوك باه كويس معايا وانقذ حياتى لما وقعت ف البيسين ولما جابلى الدكتور الفجر لما تعبت.. وكمان ضرب هايدى وطردها لما عرف انها اللى وقعتنى.. على عينى وراسي.. بس انا مش عاوزة اتعامل معاه
- ليه طيب
- اقولك وما تزعلش؟؟
- قولى يا مصيبة
- بصراحة تنك اوى.. وبياخد قرارات على غيره.. يعنى مثلا ايه خلاه يجيبلى موبيل وحتى ما قدمهوليش دا بعته مع موكا تحطه على سريرى. امر واقع هو؟؟
- دا بدل ما تشكريه
- هو كتر خيره.. بس كان يقدمه ويشوف هقبل او لا.. مش فرض وخلاص.. وموضوع شغل بابا.. يقول انه هيتولاه وتصبحوا على خير.. هو مش فى بنى ادمين ممكن يناقشوه.. ولا كلامه منزل من السما؟؟
- إش إش.. بصراحة كدة .. مش شايفة انك متجنية عليه؟؟
- انا؟؟ ليه بتقول كدة؟؟
- بصى يا ست البنات .. انتى يمكن مضايقة منه عشان غلس عليكى زمان او يمكن عشان مامته.. بس صدقينى الصورة ممكن تاخديها من زوايا تانية تلاقى العكس
- مش فاهم..
- يعنى مثلا.. ليه ما تقوليش انه بعتلك الموبيل بالطريقة دى عشان محرج من اللى هايدى وجيجى عملوه وهما اهله اولا واخيرا؟؟ وبعدين دا واحد عمل امبراطورية كبيرة ومتولى شغل بملايين.. ورغم دا فكر ف انه يعوض موبيلك الى ضاع.. وهيتولى شركات عاوزة تفرغ وجهد كبير رغم مسئولياته.. هو هنا تطوع عشان يريحنى ويطمنى مش فرض رأى زى ما إش إشتى بتقول
- تصدق صح.. معاك حق.. فعلا نظرنى غلط..
ثم نظرت له مشاكسة
- ويمكن بردو بضايق منه عشان حاجة تانية
- حاجة ايه
- بغير عليك يا بيبى
- بنت.. بتكسف
- ههههههههه ههههههههه ههههههههه ههههههههه
فى صبيحة اليوم التالى واثناء تناولهم الفطور.. دخل شاب متوسط الطول يصفف شعره بعناية ويرتدى ملابس شبابية انيقة.. ملامحه وسيمة وان كانت لاهية وعيناه بهما لامبالاة ومرح شقى.. عندما رأته ماجدة تهللت
- فادى حبيبى.. ازيك.. ليك كتير ما بتجيش
فادى بضيق شديد:
- ازيك يا جيجى.. انا صممت اجى بدرى عشان اعتذر ليكم ولدكتور احمد بالاخص.. مش عارف اقول ايه على اللى عملته هايدى.. بس ارجوكم تقبلوا اعتذارى
كان هذا فادى شقيق هايدى.. قام محمد بالرد عليه:
- خلاص يا فادى.. اعتذارك مقبول.. وكدة كدة هى اتعاقبت وان كان عقاب اقل كتير من الفعل
فادى:
- انا مكسوف جدا يا اونكل ومحرج منكم بجد.. يا ريت تقبل اعتذارى يا دكتور احمد..
احمد:
- خلاص يا فادى.. عشان خاطر مجيك هنا.. لكن يا ريت تخليها بعيد عنى وعن اختى بقدر الامكان
فادى:
- هسيبكم لحد ما النفوس تهدى..
ثم نقل ناظره الى عشق.. واتسعت عيناه اعجابا بها وظهر ذلك جليا على وجهه.. ومد يده بالسلام
- اهلا انسة عشق.. نورتى مصر..
عشق:
- اهلا بيك يا استاذ فادى.. اعذرنى مش بسلم .. وميرسي لذوق حضرتك
ارجع فادى يده ولا يزال نظره مشدودا اليها
- استاذ وحضرتك.. ايه دا.. احنا بقينا عيلة واحدة.. قولى فادى على طول
ابتسمت عشق ابتسامة مجاملة وادارت وجهها.. واستمر الحديث دائرا بين الجميع عدا عشق التى لم تستسغ اسلوب فادى ومحمود الصامت دائما..
احمد:
- يلا حبيبتى اوصلك الجامعة
انتفض فادى سريعا..
- احمد دا مشوار عليك.. انا رايح الجامعة ممكن اوصلها
احمد:
- شكرا يا فادى .. كلك ذوق
ماجدة:
- استنى يا فادى كام يوم لحد ما احمد يسافر وابقى وصلها رايح جاى باه.. لسة جديدة ف مصر وما تعرفش مواصلات.. هنتعبك يا حبيبى
فادى:
- انا عنيا ليها.. اقصد لدكتور احمد واى حد يخصه يبقى يخصنى
احمد:
- شكرا يا فادى شايلينك للتقايل.. عن اذنكم
وخرج هو واخته.. وتبعهما محمد ومحمود الى الشركة.. مالت ماجدة على فادى:
- برافو.. شاطر اوى لحد كدة .. كمل باه
- البت فورتيكة يا جيجى.. عجبتنى .. ذوقك ف الجون
- ذوق ايه يا مجنون انت.. انا مالى بشكلها.. المهم معاها فلوس توزنك الماظ
- ما تقلقيش .. اعتبريهم ف جيبى
- شد حيلك
فى اليوم التالى واثناء خروج عشق من جامعتها.. وجدت سيارة تقف امامها
- اهلا بالقمر
- مين؟؟ استاذ فادى
- لا.. فادى بس من غير استاذ
- فى حاجة طيب
- بالصدفة معدى لقيتك ادامى
- لا والله.. بالصدفة؟؟
- اقولك الحق.. مش صدفة اوى..
- امال؟؟
- تعالى اركبى طيب وانا اقولك
- حضرتك انا مش بركب مع حد غريب
- وهو انا غريب.. احنا قرايب
- انت تقرب لاحمد عن طريق باباه واخوه.. ما تقربليش انا
- طيب يا ستى اركبى كأنك راكبة مع سواق.. اقولك.. هشغلها اوبر من دلوقتى عشان تركبى معايا
- السواق انا معرفوش.. ومش عاوزنى اركب معاه عشان يحكى معايا.. عن اذنك
- على فكرة.. مش مضايق.. بالعكس عجبتينى اكتر
بقلم الكاتبة عفت بشندي
عادت عشق الى المنزل وظلت طوال اليوم تنتظر احمد كى تحكى له.. لكنه كان مشغولا جدا فى مشفاه.. وبات تلك الليلة ايضا فى المشفى..
وفى اليوم التالى ذهبت للجامعة.. واثناء جلوسها ف الكافيتيريا وجدت ظلا ثابتا عليا.. فرفعت رأسها لتجده فادى
- ايه.. صدفة وانت ماشي بالعربية لقيت نفسك ف الكافيتيريا
- لا.. المرادى جايلك مخصوص
- اؤمر
جذب كرسيا وجلس فقامت عشق منتفضة
- لو سمحت ما ينفعش كدة
- هو ايه اللى ما ينفعش
- انك تقعد معايا..
- وايه المشكلة.. انا طالب هنا ف الجامعة
- طالب؟؟ ف سنك دا وطالب
- الدراسة مش فارقة معايا .. بشتغل من زمان ف تجارتنا ومش محتاج
- ايا كان.. انا ما بقعدش مع زملا اصلا
- طيب واللى عاوز يتكلم معاكى يتكلم معاكى فين
- معتقدش فى حاجة بينا ممكن نتكلم فيها..
- لا فى.. ولو قعدتى هتعرفى
- قلتلك ما بقعدش مع حد.. ولو حاجة مهمة زى ما بتقول يبقى تكون ف البيت على اعتبار العلاقة العائلية.. عن اذنك
وذهبت عشق من امامه .. اما هو فكان ينظر لها بغيظ بعدما احرجته للمرة الثانية ..
- ماشى يا بنت راوية.. هجيبك هجيبك
عادت عشق مستشيطة غضبا.. وجدتهم فى غرفة الطعام
احمد:
- إش إش حبيبتى .. تعالى يلا نتغدى
عشق:
-حاضر يا احمد.. اغسل ايدى ووشى وجاية
اغتسلت عشق وتوضأت لتقليل غضبها.. وذهبت لهم
نادين:
- مالك يا إش إش شكلك مضايق
احمد:
- مالك حبيبتى
عشق بصوت جعلته هادئا قدر الامكان:
- استاذ فادى جالى امبارح وانهاردة الجامعة
ماجدة:
- والله فيه الخير
عشق:
- خير ايه يا طنط.. مرة يقف ادامى بالعربية يقولى اركبى ومرة يقعد معايا ف الكافيتيريا.. ما ينفعش طبعا
ماجدة:
- وفيها ايه .. كتر خيره عاوز يوصلك.. وف الجامعة هو معروف لما يشوفوكى معاه محدش هيقرب منك
محمود بسخرية:
- ودا على اعتبار انه بلطجى الجامعة وهى ف حمايته
احمد:
- هو الواد دا اتجنن.. انا هتصرف معاه
ماجدة:
- هو فى ايه.. دا كله عشان عاوز يوصلها
عشق:
- انا بعرف اركب مواصلات يا طنط .. يا ريت حضرتك تشكريه وبلغيه ما يكلمنيش هناك تانى.. انا هناك مش بكلم غير بنات وكدة هيبقى شكلى مش لطيف.. عن اذنكم
ماجدة:
- بجد خير تعمل شر تلقى.. طب لما احمد يسافر هتفضل رايحة جاية ف تاكسيات.. ماهو هيريحها وقتها
محمد:
- ربنا يريح قلبك انتى وولاد اختك
وقام هو الآخر ولم يكمل طعامه
نامت عشق ساعتين.. وقامت تبحث عن ماكو وموكا لتلعب معهما.. وفى طريق نزولها مرت بمجدى.. فهى لم تره منذ مرضت
- السلام عليكم يا مجدى باشا
- امشى من هنا مش بكلمك
- وربنا مقدر.. دانت حبيب هارتى
- طب انتى عارفة انى مقدرش اقوم.. اطمن عليكى ازاى
- اوباااا.. دا حب باه.. طب سيبنى افكر شوية يا ميجو
- ههههههههه.. لا تفكرى ف ايه.. انا احلى من الواد فادى مفيش كلام
- فادى؟؟ هو حضرتك عرفت.. وعامل تعبان يا جوجى ..
- خلى بالك منه يا بنتى.. ما تطمنيلوش.. رغم انه حفيدى بس هو واخته مش سهلين
- ما تقلقش عليا.. المهم.. مش هننفذ اتفاقنا
- اتفاق ايه
- انك تحاول تقوم وتتحرك
- خلاص يا بنتى.. ما بقاش فى امل
- لااااا.. مانا كدة مش هفكر ف الارتباط يا ميجو... واخاف شاب طايش زيك كدة لما ارفضه ينهار ويشرب سجاير ومخدرات ويسوق وهو سكران يعمل حادثة ويحصله عاهة .. ويبقى مستقبلك ضاع يا جوجى
- ههههههههه ههههههههه ههههههههه.. تعرفى.. ما بضحكش غير لما تجيلى
- طب يلا هساعدك ونحاول
ظلت عشق معه فوق الساعة تحاول معه.. الى ان تعب فاعطته دواءه وتركته لينام.. ونزلت تلعب مع الطفلين قليلا.. وجدت احمد قادما من المشفى ويتجه اليها
- اش اشتى حبيبتى
- حمودى حبيبى.. وحشتنى
- انتى اكتر حبيبتى
- احضرلك عشا.. نودى نامت
- لا حبيبتى جعان نوم.. حضرى نفسك الصبح هتروحى مع محمود تبتدوا الاجراءات
- لا استنى .. هروح لوحدى؟؟
- وايه المشكلة.. هو هياكلك
- وانا ايه عرفنى.. هو شكله بياكل بنى ادمين فعلا
- ههههههههه ههههههههه.. خلاص يا كارثة.. هروح معاكى اول مرة بس
- يخليك ليا ويراضيك يا احمد يابن راوية.. يطعمك ما يحرمك ياخويا
كان ماليكا تراقب الموقف.. فانطلقت ضاحكة
- هاهاهاها.. اس اس سحاتة
فى صباح اليوم التالى نزلت عشق مع احمد لتناول الافطار.. ثم ركبت معه وانطلقا لشركة الغمرى.. كان محمود قد سبقهما منذ الصباح الباكر.. دخلت عشق الشركة لتفاجأ بفخامة المكان وانتظامه واجراءات الامن
دخلا سويا مكتب محمود.. انتفضت السكرتيرة احتراما حين رأت احمد.. وادخلته فورا بناء على تعليمات محمود
كان محمود يجلس على مكتبه.. وامامه رجلين يتعديان الخمسين.. ورغم هذا احست بضآلتهما امامه.. فقد كان محمود شامخا قويا صلبا بطريقة لم تتخيلها.. انه شخص آخر غير المتغطرس الذى تراه ف المنزل.. ودارت فى رأسها صورته كقرصان.. لا.. انه يصلح زعيما لعصابات المافيا..
حين دارت هذه الفكرة فى رأسها التصقت باحمد اكثر.. ثم ابتسمت على افكارها الطفولية.. وابعدت نظرها عنه حتى لا تخافه اكثر من ذلك
خرج الرجلان ليلتفت لهما محمود.. عادت تلتصق باحمد من جديد.. وظل الاخان يتحدثان دون ان تنبت عشق ببنت شفه.. حتى اتت احمد مكالمة من المشفى.. ثم قال:
- معلش يا محمود هسيبلك عشق باه تفهمها النظام وطريقة الادارة وكله.. واطلع انا على المستشفى محتاجينى..
كادت عشق تصرخ.. فاحمد سيتركها مع زعيم المافيا.. لكنها سكتت.. لا تعلم خوفا ام احتراما
وخرج احمد .. اتصل محمود بسكرتيرته:
- مش عاوز اى مكالمات او حد يدخل عليا دلوقتى..
وانهى اتصاله دون ان ينتظر جوابا.. ابتلعت عشق ريقها بصعوبة.. فها هى فى عرين زعيم المافيا .. وحدها