الفصل العشرون "20" من رواية عشق بقلم الكاتبة عفت بشندي
رواية عشق الفصل العشرون 20
عادت عشق الى المنزل وبمجرد دخولها غرفتها وجدت اتصالا من والدتها..
- ايوة يا ماما
- عشق حبيبتى.. وحشتينى
- وانتى اكتر يا ماما.. محتاجاكى اوى
- مالك يا حبيبتى.. فيكى حاجة..
- اتنين قرايب بابا جم الشركة وعاوزين ياخدونى اعيش عندهم
- وقلتلهم ايه
- رفضت
- ليه
- وحضرتك كنتى عاوزانى اقبل
- انا بسالك رفضتى ليه
- انا معرفهمش.. ازاى اعيش معاهم.. وبصراحة مارتحتلهمش.. اتقبضت اول ما شوفتهم
- بنت راوية صحيح
- يعنى ايه
- يعنى حرصى من الناس دى.. اوعى تديهم امان
- يعنى معايا حق؟؟ طب احكيلى
- الحكاوى كتير.. ابوكى كان دايما يقول دول من نوع القرايب عقارب
- شكلهم كدة فعلا يا ماما.. كنت متخيلة انى هفرح لما اشوف قرايب ليا.. بس اتخنقت لما شفتهم.. وبالذات فايز دا
- على فكرة لسة قافلين معايا
- بجد.. يعنى يا يويو بتضحكى عليا وتسرسبينى وانتى عندك الاخبار
- لا يا قلبى.. بس بحب اسمعك.. كل حاجة من عشقى ليها طعم تانى
- بموت فيكى يا مامتى.. بس احكى باه قالولك ايه
- بيقولوا ننسى اللى فات ونبتدى صفحة جديدة وعاوزينك تقعدى عندهم عشان عيب تقعدى عندك واحمد مسافر
- وقلتلهم ايه
- مش مهم.. المهم حرصى منهم
- بقيتى حويطة وبتخبى عليا يا رورى.. اه لو كنت معاكى دلوقتى.. كان زمانك بنظرة واحدة قلتى كل حاجة
- دا لما كنتى عشق بتاعتى اللى ما بتخبيش حاجة
- يا ام عشق حرام عليكى.. دانا فاضل اعدلك انفاسي
- اسمى ام احمد يا بت انتى.. هو الكبير.. وبعدين انتى ليكى فترة متغيرة.. مش إش إش اللى انا عارفاها
- لا يا ماما .. هى بس الدنيا ملخبطة شوية وملخبطانى
- على ماما.. عموما انا عارفة.. وقلبى بيحس زى قلبك كدة
- طب يا ريت تقوليلى يا رورى اللى انا مش عارفاه
- لا مش هقول.. هستنى لما اجى واخدك ف حضنى ووقتها هتقولى كل حاجة
- ياااااااه.. وحشنى حضنك اوى
- وانتى اكتر يا حبيبتى.. ولولا دراستك ما كنتش وافقت تنزلى وتبعدى عن عينى لحظة
- يا رب تخلصى وتيجى باه..
- انتى خلصتى جناح..... ابو احمد
ابتسمت عشق ..
- لا لسة.. لو خلص كنت جيت قضيت الاجازة عندك يا ام احمد
- بتتكلمى كدة ليه
- اصل صوتك بيتغير لما تيجى سيرة... ابو احمد.. ااااا قصدى احمد
- بنت.. انتى بتقولى ايه
- اتلخبطت يا رورى.. معلشى
- اخبار محمود ايه
ارتعش صوت عشق وهى تجيب:
- اخباره من جهة ايه يعنى
قالت راوية بلهجة ذات معنى:
- الشغل يا قلب ماما هيكون ايه
- ماما.. بجد تقصدى ايه
- اقصد انك تخلى بالك من نفسك.. ومن قلبك يا عشق..
- قلبى؟؟؟
- اااه.. عشان وجعه اصعب وجع ف الدنيا
بعد انتهاء المكالمة سرحت عشق فى حديث والدتها.. ترى هل ما فهمته من حديثها صحيح؟؟.. هل هى فى طريقها اللى وجع القلب حقا...
عاد فتحى لمحمود..
- هاه وصلتها
- اه يا محمود بيه
- تمام.. معلش تعبتك انهاردة
- دا اكل عيشى ويا ريت كل الناس معاملتها زى حضرتك
- دا من ذوقك يا عم فتحى
تردد فتحى قليلا قبل ان يخرج.....
- فى ايه.. شكلك عاوز تقول حاجة
- بصراحة يا محمود بيه انا طمعان ف كرم حضرتك
- قول يا فتحى
- بنت اختى عندها بنت بتدرس ف آخر سنة ف الجامعة.. وحالتهم المادية وحشة اوى .. خصوصا انها يتيمة اب .. فلو ينفع يعنى انها.....
- هاتها بكرة معاك وانت جاى .. وهشوفلها حاجة تناسبها هنا
- ربنا يكرمك يا محمود بيه ويسعد قلبك يا رب
- يلا باه على شغلك خلينى اخلص اللى ورايا
بقلم الكاتبة عفت بشندي
اتى فتحى بها ف اليوم التالى.. فتاة فى الحادية والعشرين رقيقة الملامح والجسم.. ترتدى حجابا بسيطا ولباسها محتشم..
- اسمك ايه
- اسمى ليلى محمد عبد الفتاح
- ف كلية ايه
- تجارة
- الشعبى يعنى
تضايقت ليلى من جملته فقالت:
- انا مجموعى كان يدخلنى طب.. لولا الظروف المادية حضرتك
رفع محمود حاجبه لاجابتها.. وتمعن فيها.. ان بها شيئا من الكبرياء والقوة.. ولكن ليس هذا فقط.. لقد احس بشئ عجيب ناحيتها لم يستطع تفسيره.. حتى انه تغاضى عن اسلوبها..
- طب يا ليلى تعرفى تشتغلى ايه
- حضرتك انا ممكن اتعلم اى حاجة.. بس خبرة معنديش
- اول مرة تشتغلى؟؟
- لا.. بس اشتغلت شغل غير هنا خالص
- زى ايه
ترددت ليلى قليلا.. ثم قالت:
- كاشير ف سوبر ماركت.. وف كافيتيريا..
ظل وجه محمود جامدا وهو ينظر لها.. وكانت ليلى تنتظر قراره بخوف.. ثم امسك الهاتف واتصل بسكرتيرته..
- هويدا تعالى ..
دخلت هويدا فوجه لها الحديث..
- هتاخدى ليلى عندك.. تعلميها ادارة المكتب ونظامه وهتشتغل معاكى
اتسعت عينا فتحى ..
- ف مكتبك يا محمود بيه؟؟ ربنا يكرمك يا رب
ليلى بفرحة:
- الف شكر ليك يا محمود بيه
محمود:
- الشكر هيكون بانك تتعلمى شغلك بسرعة.. مرتبك هيتحدد على اساسه
ليلى:
- باذن الله هكون عند حسن ظن حضرتك
محمود:
- اتفضلوا على اشغالكم وانتى يا هويدا هاتى اجندة انهاردة
تكمله الفصل العشرون 20
بعد يومين كانت عشق تتابع عملها حين اتاها اتصال من محمود.. كالعادة ارتعشت ثم اجابت:
- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. يا ريت تيجى ضرورى.. سلام
كالعادة لم يعطها الفرصة للاجابة.. وكالعادة استشاطت غضبا..
دخلت مكتب السكرتارية مندفعة لتجد ليلى تمنعها.. ولم تكن قد رأتها قبل ذلك..
- معلش يا انسة فى معاد سابق
اوقفتها هويدا..
- اتفضلى يا انسة عشق .. معلش ليلى معانا جديدة ف السكرتارية
عشق:
- لا مفيش مشكلة.. اهلا ليلى
ثم دخلت مكتب محمود مندفعة لتجد فايز وشكرى وآخرين معهما.. وكأن ظهورهما مرتبط باتصال محمود.. قالت بضيق:
- اهلا اونكل فايز.. اهلا اونكل شكرى
فايز:
- اهلا ببنت اخويا الغالى.. تعالى اما اعرفك.. دا عادل ودا علاء.. وعصام ف شغل وجاى بعد يومين وهعرفك عليه بردو
عشق بدبلوماسية:
- اهلا بيكم.. اسفة ما بسلمش
شكرى:
- ما تسلميش على الغرب بس دول ولاد عمك
عشق:
- معلش اعذرنى يا عمى
فايز:
- مش مهم يا شكرى.. حبة حبة هتاخد عليهم
جلسوا جميعا تحت عيون محمود المراقبة وان كان يصطنع الانشغال..
فايز:
- بصى بأه يا بنت اخويا.. ولادى دول خريجين تجارة.. واحد محاسبة وواحد ادارة اعمال.. والاتنين تحت امرك
عشق:
- تحت امرى ف ايه
فايز:
- ف الشغل يا بنتى..
عشق:
- شغل ايه
شكرى:
- شغل رمزى الله يرحمه
عشق:
- ميرسي لتعبكم.. بس محمود بيه شايل الشغل كله وممشيه كويس
فايز:
- ودا اسمه كلام يا بنتى.. حرام نتعب الراجل.. احنا اولى بشغلنا
تدخل محمود:
- شغلكم؟؟ يعنى ايه
فايز:
- ماهو مالنا احنا اولى بيه يا محمود بيه.. وكفاية تعبك الفترة اللى فاتت
عشق:
- مالكم؟؟ ودا مالكم منين باه
شكرى:
- من الميراث يا بنتى.. مانتى ووالدتك ليكم نصيبكم واحنا نصيبنا
انطلق محمود ضاحكا.. وتبعته عشق.. فى تعجب من الاربعة الآخرين
عادل:
- هو حد قال حاجة تضحك
فايز بعصبية:
- انا مش فاهم فى ايه
محمود بسخرية:
- فى ان مفيش ميراث
شكرى وقد بدأ يفقد اعصابه:
- يعنى ايه مفيش ميراث.. دا رمزى سايب ملايين
محمود:
- كلها باسم عشق رمزى ومدام راوية صلاح.. والاملاك مكتوبة باساميهم بيع وشرا
فايز بثورة ومعه ابناه:
- دى سرقة.. نصب.. هنرفع قضية
محمود:
- حقكم.. ارفعوا كل القضايا اللى تقدروا عليها
ثم تغيرت نبرته لتكون صارمة:
- والمستشارين القانونيين لشركات الغمرى هيمسكوها.. وهتكون اهيف قضية مسكوها.. وبعدها هستناكم تعتذروا عن الفاظكم دى.. والاااا.... بلاش
فايز بثورة:
- اااه.. وانا اقول معيشينها معاكم ليه.. عشان تعملوا شغل العصابات دا وتلهفوا الميراث كله
علاء باندفاع:
- ميراث ايه اللى ياخدوه.. دانا اصور قتيل.. مش كفاية اللى ام البيه دا عملته زمان..
محمود ملتفتا لعشق بهدوء:
- بعد اذنك يا عشق.. اعذرينى
ودق بعض ازرار الهاتف الداخلى ليدخل اربعة من الامن
محمود:
- وصلوا البهوات برة.. واللى يعصلج اتصرفوا معاه
ظلوا يصرخون ويتوعدون والامن يجرهم جرا للخارج..
جلست عشق بتعب.. حتى احس محمود انها على وشك الاغماء.. فدق ازرار الهاتف سريعا..
- ليلى تعالى بسرعة
دخلت ليلى لترى وجه عشق الشاحب.. فتحتضنها وتسندها..
محمود:
- ليلى هاتيلها حاجة مسكرة طيب
انتفضت ليلى..
- حاضر يا محمود بيه
ذهبت لتأتى بالعصير.. فجلس محمود بجانبها.. ليرى دموعها فيرق قلبه..
- عشق انتى بتعيطى
لم يجد ردا.. فقال بحنو محاولا تخفيف التوتر..
- امال عاملة فيها سبع رجالة ليه
دخلت ليلى بالعصير واعطته لعشق التى وضعته جانبا.. ثم نظرت لمحمود..
- عارف.. طول عمرى وانا كان نفسي يبقى ليا قرايب.. ولما احمد جه افتكرت كل القرايب زيه.. وكنت مستنية عيلة كبيرة واهل يضموا بعد سنين الغربة.. ما تخيلتش انى الاقى ناس بالبشاعة دى.. خصوصا انى من دمهم
ظهر الاسف على وجه محمود لكنه لم يتحدث كى يترك لها المجال للاسترسال فى الحديث..
- هى ليه النفوس عملت كدة.. عشان الفلوس.. كنت مستعدة اديهالهم لو لقيت منهم احساس العيلة.. ولا كان هيفرق معايا حتى مال قارون
- شكلهم كان باين من المرة الاولانية يا عشق
- صدق بابا الله يرحمه لما قال قرايب عقارب
- الله يرحمه.. اشربى العصير طيب
- مليش نفس
- لا يا عشق هانم دانا عاملاهولك بايدى.. هتكسفينى ولا ايه
كانت تلك ليلى التى نسيا انها موجودة معهما
- حاضر يا ليلى.. عشان خاطرك بس
بقلم عفت بشندي
عادت ليلى متأخرة عن موعد عودتها.. غيرت ملابسها سريعا وارتدت اسدالا وذهبت الى جدتها
- وحشتينى اوى يا ستى
- وحشتك ايه يا بت.. هتضحكى عليا.. دانتى ليكى اسبوع ماشفتش وشك
- معلش يا ستى اشتغلت شغلانة حلوة اوى.. وقلت ماجيلكيش الا لما اقبض واحليلك بؤك
وفتحت طبق البسبوسة الذى احضرته خصيصا للجدة.. واذاقتها اياها..
- الله.. حلوة اوى..
- بالف هنا يا نعمة يا حبيبتى
- هههههه يا بت اتلمى.. بس شغل ايه اللى يدى فلوس بالاسبوع دا.. كافاتريا تانى
- لا يا ستى دى شغلانة عليوى .. ف شركة كبيرة اوى واعلاناتها مالية التليفزيون.. صرفولى شهر مقدم وهيتخصم بالقسط من مرتبى
وقفت البسبوسة فى حلق الجدة وتجهم وجهها..
- مالك يا ستى فى ايه
- شركة ايه دى
- وانتى تعرفى ف الشركات كمان يا ست انتى
- انطقى يا ليلى شركة ايه
- شركة الغمرى يا ستى
ارتعشت الجدة حتى ان الطبق وقع من حجرها..
- ستى.. فى ايه.. انتى كويسة
- اه.. كويسة.. بس اعمليلى شوية قهوة يعدلوا دماغى
- طب امسح هنا الاول
- لا خشى املى القهوة الاول
ليلى تعجبت من انفعال الجدة.. لكنها قالت:
- حاضر
ودخلت لعمل القهوة .. فاخرجت الجدة صورة من طيات الاريكة.. ونظرت لها بحب وشوق..
- كنت عارفة ان الايام هتدور وهوصلهم.. واخد حقك يا غالية
- رواية عشق الفصل 21 الواحد والعشرون
- ليصلك أشعار بالفصول الجديدة انضم إلينا عبر التليجرام أضغط هنا