الفصل الثاني والعشرون "22" من رواية عشق بقلم الكاتبة عفت بشندي
رواية عشق الفصل الثاني والعشرون 22
قبل ان تلمس يد شكرى وجهها كانت قد امسكتها يد صلبة.. نظرت عشق لتجد انها يد محمود.. كان وجهه مخيفا جدا بالغضب البادى عليه..
التفت شكرى ليجد محمود واربعة من الحراس الشخصيين ضخام الجثث.. اخافه شكل محمود.. فانزل يده..
- محمود بيه
لم يرد محمود.. فقط ترك يده ونظر له نظرة تجمد الدم فى العروق..
شكرى:
- يرضيك كدة يا محمود بيه.. بنت اخويا وتشتمنى وتطاول عليا
محمود:
- دا بعد ما شتمت امها وابوها..
ابتلع شكرى ريقه بصعوبة .. واكمل:
- ماهى.. غلطت قبلها
محمود بهدوء مخيف:
- انا سمعت كل حاجة.. ويا ريت تورينى تقدر تعملها ايه ..
شكرى:
- ما تنساش انها بنت اخويا وانا....
محمود:
- انت هتنسي
شكرى:
- انسي ايه
محمود:
- هتنسي اخوك.. وتنسي بنته..
تدخل اسامة..
- هو فى حد بينسي اخوه.. وبعدين هو حضرتك داخل تؤمر كدة هو احنا شغالين عندك
التفت محمود له بهدوء.. واقترب منه ببطء.. وفجأة لكمة لكمة قوية فى فكه اسالت الدماء منه وافقدته توازنه.. وقال:
- دى حاجة بسيطة عشان تفتكرها قبل ما تتطاول على اسيادك
ثم نادى احد الحراس..
- خد الكلب دا وديه مكان ما قلتلك.. واتصرف فيه
اسامة:
- فى ايه.. عمى شكرى الحقنى
شكرى:
- معلش يا محمود بيه.. ما يعرفش حضرتك
محمود بسخرية:
- دا شتم اخوك وبنت اخوك.. اللى انت جاى تدافع عن مالهم.. وبعدين دا حياله ابن اخت مراتك
اسامة بالم:
- وجوز بنته الكبيرة
محمود رفع حاجبه:
- جوز بنتك وجاى تجوزه لبنت اخوك كمان فيك الخير والله
نادى الحارس مرة اخرى:
- خدهم الاتنين..
ظلا يصرخان لكن الحراس حملوهما وذهبوا بهما..
اما عشق فكانت فى حالة ذهول..
- عشق.. عشق.. مالك.. حصلك حاجة.. حد لمسك
افاقت عشق وان كانت عيناها لازالتا متسعتين
- انا كويسة.. بس انت عرفت ازاى
تلفت حوله يبحث عن شئ ما.. حتى وجده..
- كنت موصى فرحانة لو حد جه تبلغنى.. لما جم كلمتنى خليتها تسيب الخط مفتوح وتسيبه بينكم.. سابته وهى بتقدم الشاى
نظرت له بامتنان وعيناها مغروقتين بالدموع.. ولا تعلم لم تمنت فى هذه اللحظة ان تلقى نفسها بين ذراعيه..
لم تعلم انه هو الآخر كان يريد وقتها ان يضمها ويمنع دموعها.. لكنه تذكر ان ذلك لا يصح باى حال.. فهى ليست اخته ولن تكون غير ذلك.. وقريبا ايضا ستكون زوجة لابن خالتها..
تغيرت ملامح محمود للتجهم ..
- محمود .. مالك
- مفيش.. بس لازم ارجع الشغل..
وتركها فجأة وخرج .. حتى انها لم تجد وقتا لشكره..
ذهب محمود الى مكتبه واغلقه على نفسه .. وعاد يجادل نفسه..
- محمود.. مالك.. عمرك ما كنت مشتت ومتلخبط كدة
- قلتلك ابعد عن البنت دى
- الظروف بتجمعنا.. وكمان برتاح لما اشوفها
- انت كدة داخل على وجع دماغ وقلب
- فعلا قلبى واجعنى.. ومش عارف ليه
- ابعد احسن.. الامور هتفلت منك.. انهاردة كان فاضلك لحظة وتحضنها
- يا ريت اللحظة دى كانت عدت.. حاسس انها كانت محتاجانى ف الوقت دا
- الامور كلها ضدك يا محمود.. لازم تشغل دماغك.. وتبعد
كانت ليلى سارحة وهى تجلس مع جدتها..
- مالك يا ليلى
- ابدا يا ستى مانا زى الفل اهه
- دانتى ف دنيا تانية
- ليه بس مانا معاكى اهه
- اخبار شغلك ايه
- الحمد لله.. مبسوطة فيه
- يعنى محدش مضايقك ودا سبب انك مسهمة على طول كدة؟؟
- لا والله.. دا الاستاذ محمود دا مفيش اطيب منه.. هو شديد اه بس محترم وحنين
انتبهت نعمة..
- محمود دا الصغير صح؟؟
- ايوة يا ستى .. بس انهاردة حصلت حاجة غريبة
- ايه
- جالة تليفون نزل جرى ورجع مسهم وقفل على نفسه.. وشكله مضايق وزعلان اوى
- وانتى زعلانة كدة ليه
- اصلى بعزه اوى.. بفرح لما يفرح وازعل لما يزعل
نظرت لها جدتها بشك..
- بت.. مالك..
- مالى يا ستى .. دا صاحب الشغل وخيره عليا وعلى جدى
- طب قومى اعملى القهوة وفوقى لنفسك
قامت ليلى لعمل القهوة.. فتسللت الجدة الى غرفتها واتصلت بشقيقتها ..
- الحقينى يا وداد
- فى ايه يا نعمة ياختى مالك
- انتى قلتيلى اصبر ومافتحش حاجة دلوقتى.. بس فى مصيبة
- مصيبة ايه
- البت ليلى
- مالها
- شكلها بتحب
- بتحب؟؟ تحب مين؟
- بتحب خالها
على الغدا اتصل محمد بالجميع كى يحضروا.. وبالفعل تجمع الجميع عدا نادين لتعبها..
محمد:
- انا زعلان منك
عشق:
- ليه بس يا اونكل..
محمد:
- عرفت ان حصلت مشكلة انهاردة مع عمك.. وانا قايلك ما تقابليش حد منهم لوحدك
عشق:
- هو جه فجأة وفرحانة قالت حد عاوزنى ما قالتش مين
ماجدة:
- عمها؟؟ هو جه هنا؟؟
محمد:
- ايوة انتى ما كنتيش موجودة ولا ايه
ماجدة:
- مانت عارف ان الفترة دى انتخابات الجمعية والنادى وانا مطحونة معاهم
محمد بسخرية:
- ربنا يعينك.. احكيلى اللى حصل
عشق:
- تصدقنى يا عمى لو قلتلك من الصدمة مش فاكرة
محمد:
- طب احكيلى انت يا محمود
حكى محمود ما حدث بكل التفاصيل..
ماجدة:
- ايه الجنان دا.. ازاى يعملوا كدة ف قصر الغمرى.. هما نسيوا نفسهم ولا ايه
محمد:
- هو دا المهم.. ولا المهم ازاى يعملوا كدة ف البنت؟
ماجدة:
- ما هى البنت هنا عشان كدة.. تكون ف حماية عيلة الغمرى..
محمد:
- عملت معاهم ايه يا محمود
محمود:
- ما تقلقش يا بابا.. مش هخليهم يقربوا منها تانى
ماجدة:
- وهو شكرى دا مجنون.. عاوز يجوزها لجوز بنته
محمد:
- معندوش ولاد وعاوز يسيطر على البنت.. بس برافو عليك يا محمود.. مظبط كل حاجة
ماجدة:
- ماشاء الله عليك يا حبيبى.. لميت الاوباش دول
عشق:
- هستاذنكم انا
محمد:
- انتى ماكلتيش حاجة يا بنتى
عشق:
- معلش يا اونكل.. مليش نفس.. وعشان اطمن على نادين
طلعت عشق الى جناح اخيها.. فى نفس اللحظة التى رن فيها هاتف محمود..
- احمد حبيبى ازيك
- ازيك يا محمود.. ايه اللى حصل دا
- ما تقلقش كله تحت السيطرة
- عشق كلمت ماما وهى قلقانة اوى.. ولولا اجراءات ف الشغل هناك كانت هتنزل
- يا سيدى كله تمام وعشق محدش مسها بسوء.. طمن طنط راوية واديها تليفونى اطمنها او ابعتلى رقمها
انتبه كل من محمد وماجدة عند ذكر اسم راوية.. ظهرت اللهفة على وجه محمد.. وقد لاحظت ماجدة ذلك.. فانتفضت قائمة وتركت الطعام..
- معلش يا محمود انا تاعبك معايا
- اتعبنى براحتك يا دكتور.. مانا ياما تعبتك زمان
- ربنا يخليك يا حبيبى
اغلقا الهاتف.. ونظر محمود لابيه ليجده فى عالم آخر.. لمجرد ذكر اسم راوية..
تركه لذكرياته.. وتوجه لعمله
فى الثانية بعد منتصف الليل وجد محمود طرقا سريعا على باب غرفته.. فتح وهو مشعث الشعر.. ليجدها عشق..
- عشق.. فى ايه
- الحقنى.. نادين تعبانة اوى
قالت جملتها وصعدت جريا الى جناح احمد... وحصلها محمود..
نادين تتألم وتئن.. شاحبة اللون والعرق يغطيها
- نعمل ايه.. خبطت على اونكل ما لقيتهوش
- بابا سافر وجاى الصبح.. هتصل باسعاف المستشفى بتاعت احمد..
-طيب هلبس عبال ما تكلمهم
- والولاد
- صحيت دادة تحية..
نزل محمود اتصل بالاسعاف وغير ملابسه.. وصعد مرة اخرى
وجد عشق قد ارتدت ملابسها وتجهز نادين.. وصل الاسعاف وتم نقلها الى السيارة وركبا معها..
حين وصلوا المشفى كانت نادين قد غابت عن الوعى تماما.. تم الكشف عليها.. ليتم نقلها فورا الى غرفة العمليات.. واخبرهما الطبيب ان حالتها حرجة للغاية
انهارت عشق فور سماعها لذلك.. وظلت تبكى ومحمود ينظر لها بأسى ولا يعرف ماذا يفعل..
- عشق.. اللى اعرفه انك اقوى من كدة.. وايمانك بربنا قوى اوى
عشق من وسط دموعها:
- انت ما تعرفش نادين بالنسبالى ايه.. دى اكتر من اختى يا محمود.. انا اتربيت وحيدة وماصدقت احمد ظهر.. وبعدين نادين.. كانوا هما مع بابا وماما كل دنيتى.. بابا راح وبعدت عن ماما.. واحمد سافر وهيطول.. ونادين كمان؟؟ كل حاجة حلوة بتضيع منى.. لا مقدرش اتخيل انها تروح منى.. مقدرش مقدرش
وغابت فى نوبة بكاء ونحيب.. لم يدر محمود بنفسه الا وهو يجذها ويضمها بين ذراعيه..
ازداد نحيبها وكانها تريد افراغ كل اوجاعها فى هذا المكان.. مكان امان وطمأنينة.. اما محمود فاحس بان هذه المخلوقة منه.. لم يشعر براحة واكتمال كالذى يشعر به وهى معه ..
خرج الطبيب ليطمئنهما ان الحالة استقرت والطفلين بخير.. فصرخت عشق وابتسم محمود بفرحة شديدة..
وهنا افاقا على ماكانا فيه.. ابتعدت عشق بسرعة ونظرت له.. نعم.. انها تحبه.. تريد ان تعود لاحساس دفء يديه.. وهو ايضا كان ينظر لها.. ولاول مرة يرى مشاعره بهذا الوضوح انه لا يحبها.. بل يعشقها..
لم ينطقا.. لكن عيونهما قالت الكثير.. اما عينا محمد واللتان كانتا تراقبان الموقف من بعيد فقد دمعتا فرحا.. فهذا ما توقعه من اول يوم لعشق فى مصر
تقدم محمد منهما متظاهرا انه لم يشاهد شيئا.. وسألهما عن نادين فطمأناه
بدأت نادين تفيق.. وطلبت رؤية اولادها.. كان محمود قد ارسل فتحى ليأتى بمالك وماليكا واتت ماجدة معهما.. دخلوا فى نفس اللحظة التى اتت فيها الممرضة بالمولودين ..
امر محمد بان يكون اول من يحملهما هما عشق ومحمود.. حملوهما وبدأ الباقون فى التقاط الصور لهم الاربعة.. كان محمد يصورهما متخيلا اولادهما فى المستقبل وتدمع عيناه..
محمد:
- بما انكم انتوا اللى لحقتوها يبقى انتوا تسموا الولاد
ماجدة:
- اهم حاجة تشوفوا اسامى شيك وكلاس
عشق:
- محمود يسميهم طيب.. هو عمهم
محمود:
- انتى عمتهم.. واللى انقذتى امهم.. سميهم انتى
محمد:
- انتوا هتتعازموا.. اقترحوا وناخد اراء
محمود:
- اقترحى يا عشق..
عشق:
- عمر وعلى.. او يحيى وياسين
محمود:
- الاربعة حلوين.. خلاص نقولهم لاحمد ويقرر
فتح الباب ليفاجأوا جميعا باحمد امامهم..
محمد:
- ابن الحلال على ذكره بيبان.. مبارك ما جالك يا حبيبى
احتضن احمد والده وسلم بشوق على اخويه.. ثم اقترب من نادين واحتضنها بحب..
احمد:
- حمدلله على سلامتك يا حتة من روحى
نادين بوهن:
- الله يسلمك ويخليك ليا يا حبيبى.. عرفت منين
احمد:
- عشق بلغتنى.. عرفت اهرب ٢٤ ساعة بالعافية.. مبروك حبيبتى
نادين:
- ربنا يباركلى فيك انت واللى منك يا حب عمرى.. بس هو يوم واحد يا احمد
محمد:
- احم احم.. نحن هنا.. ها هتسمى الولاد ايه
احمد:
- مش عارف والله يا بابا.. عشق وماما اللى سموا مالك وماليكا..
محمد:
- عشق ومحمود اللى انقذوها عشان كدة بقول هما اللى يسموا.. وهما اختاروا عمر وعلى او يحيى وياسين.. اختار انت باه منهم
احمد:
- لا يكموا جميلهم ويختاروا.. مافياش دماغ والله
نطق محمود وعشق فى نفس اللحظة:
- يحيى وياسين
ضحك الجميع.. عدا ماليكا التى كانت تجلس غاضبة
عشق:
- موكتى حبيبتى مالك
- سعلانة
- ليه بس
- كلهم ولاد.. كنت عاوسة بنت تلعب معايا
- يا بنتى العيلة دى اخرها بنت.. مامتك بنت وحيدة.. وانا كمان.. ومامتى.. وحتى مامة مامتك.. كدة احلى تبقى انت القمر الوحيد ف البيت..
وظلت تشاكس ماليكا.. لكن محمود انتبه لحديثها.. كيف تكون امها وحيدة ولها خالة مخطوبة لابنها!!!
ذهب محمود الشركة فى اليوم التالى.. لم يجد ليلى على مكتبها وعلم انها لم تأت بالامس ايضا.. فاتصل بفتحى طلب ان يوافيه فى مكتبه..
- هى ليلى ما بتجيش ليه يا عم فتحى.. دى ما كملتش شهر
- معلش يا محمود بيه.. تعبانة اوى.. نزلة شديدة
- لا الف سلامة عليها.. خلاص سماح.. افتكرتها بتدلع
- ربنا يخليك يا محمود بيه.. استأذنك..
خرج فتحى وهو حزين انه اضطر للكذب.. ولكنه لايزال عنده امل ان توافق والدته على نزولها للعمل مرة اخرى.. ولا يعلم سبب رفضها حتى الآن..
سافر احمد مرة اخرى.. ولكن حالة نادين استلزمت ان تظل بالمشفى لعدة ايام..
اتصلت ماجدة بفادى..
- انت اختفيت فين يا زفت انت وقافل تليفونك
- سافرت مع اصحابى يا جيجى ولسة راجع
- سافرت تنيل ايه.. مش قايلالك تلف دماغ الزفتة دى وتطلبها للجواز
- البت عايشة دور المحترمة اوى ومش طايقانى.. وانا معنديش مرارة
- محترمة مش محترمة.. المهم فلوسها.. اتجوزها وارميها ف البيت وخلاص
- طلعت مخطوبة
- مخطوبة.. مين قالك كدة
- اونكل محمد.. روحتله قالى مخطوبة لابن خالتها..
- ضحكوا عليك يا عبيط.. عشق مالهاش خالة.. حتى اخوالها الرجالة خلفوا بناتهم الاول والصبيان صغيرين
- ايه دا.. يعنى جوزك بيصيع عليا باه
- ولد.. بطل الفاظك البيئة دى.. المهم هنتصرف ازاى
- بقولك مش طايقانى
- تخليها تطيقك.. وتجرى وراك كمان
- ودا ازاى باه يا جيجي
- هقولك...
- رواية عشق الفصل 23 الثالث والعشرون من هنا
- ليصلك أشعار فور نزول الفصول الجديدة انضم إلينا عبر التليجرام أضغط هنا