الفصل التاسع والعشرون "29" وقبل الأخير من رواية عشق بقلم الكاتبة عفت بشندي
رواية عشق الفصل التاسع والعشرون 29
دخل محمد مع احمد الى بهو القصر.. ليجد عددا من الناس فى انتظاره.. معظمهم لا يعرفهم.. قاموا جميعا حين اتى احتراما له..
وكان محمود يسند مجدى على الدرج كى يحضر الجلسة..
جلسوا جميعا.. لتبدأ الجلسة
- الو
- ايوة يا مدام راوية
- مين
- ممكن تقعدى لوحدك عشان اعرف اكلمك
- انا لوحدى.. مين حضرتك
- انا ماجدة
- ماجدة
- ارجوكى ما تقفليش.. انا واقعة ف عرضك
- عرضى دا اللى كنتى عاوزة....
- انا عارفة كل غلطى من غير ما تقولى.. عارفة انى اجرمت ف حقك وحق ابنك وبنتك.. وقبلهم ف حق محمد.. بس انا طمعانة ف كرمك يا راوية
- انتى بتعيطى ؟؟
- انا بموت.. ومحتاجة حد يلحقنى
- فى ايه .. مالك
- انا عندى كانسر ف حالة متقدمة.. ومحمد ومحمود رافضين يصرفوا على علاجى ولا يسمعونى .. وحتى نادية رمتنى عشان محمد زعل من عيالها وقاطعهم بسببى
- طيب انا هكلمهملك دلو...
- لا يا راوية هيرفضوا.. انا حاولت كتير
- طيب اقدر اعملك ايه
- انا حاسة انى بطلع فى الروح يا راوية.. الاول قولى انك سامحتينى..
- انا مسامحة ف حقى لكن حق بنتى ..
- مانا عشان كدة كلمتك.. عاوزاكى تجيبى عشق وتجيلى استسمحها وابوس ايديها.. انا تعبانة اوى يا راوية.. بموت.. واملى فيكم
- طيب اهدى بس وبطلى عياط..
- هاتيلى عشق اعتذرلها بس ما تقوليلهاش انك جايالى احسن ما ترضاش.. كل الناس بتكرهنى وتبعد عنى كأنى حشرة
وزاد بكاءها المزيف مما جعل قلب راوية الحنون يرق
- مش مهم دلوقتى عشق المهم تتعالجى
- لو سامحتونى ودونى مستشفى احمد من غير ما محمد ومحمود يعرفوا
- طيب اكلم احمد اخليه ...
- احمد مش هيرضى عشان ما يخسرش ابوه واخوه.. وعشانكم كمان.. عشان كدة لو قلتوله انكم سامحتونى ممكن قلبه يحن
- طيب انتى فين وانا هجيلك
- ياااااه بعد كل اللى عملته فيكى.. انتى اللى هتقفى جنبى
وانخرطت فى نوبة بكاء هستيرية مزيفة..
- اهدى يا ماجدة بس عشان صحتك.. انتى فين
- ف شقة واحدة صاحبتى.. لمتنى بدل ما اترمى ف الشارع
- طيب هاتى العنوان
اعطتها العنوان.. كتبته راوية..
- راوية.. ما تجيش.. انا خلاص حاسة انى مش هيطلع عليا نهار .. قولى لعشق تسامحنى.. ومحمد كمان.. ااااااه.. مش قااادرة... اااااه
اغلقت الخط..
- ماجدة.. ردى يا ماجدة
اتصلت عدة مرات بالرقم المتصل بها.. ولكن دون اجابة
قامت من فورها ونادت عشق..
- نعم يا ماما
- البسى بسرعة هننزل مشوار
- مشوار فين
- مش مهم.. البسى بسرعة
- طب مش هنقول لبابا ولمحمود
- لما نرجع.. يلا بسرعة
نزلتا واستقلتا سيارة عشق.. وظلت امها تشرح الطريق.. حتى وجدا شجرة مكسورة تقطع الطريق.. نزلتا لازاحتها.. ولكن وفى ثوان ظهر رجال ملثمون كانوا قد خدروهما ..
وذهبوا بهما.. كل الى جهة..
فى القصر.. كان محمد ومجدى فى حيرة .. لماذا هذا الجمع.. ومن هم..
محمود:
- قبل اى حاجة يا بابا.. دا محروس.. اللى بوظ عربية عشق واتسبب ف الحادثة
محمد:
- عملت كدة ليه ومين اللى سلطك
محروس:
- ماجدة هانم يا محمد بيه وقالتلى لو ما عملتش اللى هى عاوزاه هتقطع عيشى وتلبسنى قضية
محمد بذهول:
- هى ماجدة يوصل بيها الاجرام للدرجادى.. مستحيل
احمد:
- واكتر يا بابا
محمد:
- لو عليا كنت حبستها لولا محمود
محمود:
- انا ايه علاقتى بيها
محمد بدهشة:
- دى امك يا محمود.. مهما كنتوا مختلفين.. وانا هعرف اعاقبها واعاقب الكلب دا
محمود:
- لا دا كفاية عليه انه هيتقطع عيشه من عندنا.. والحمد لله حضرتك قمت بالسلامة
ثم قال بلهحة قوية وان كانت مليئة بالالم:
- بس ماجدة مش امى يا بابا
محمد:
- انت بتخرف تقول ايه
مجدى:
- مش امك ازاى يا محمود
محمود:
- دى الحقيقة يا بابا.. اللى عرفتها من سنين بس ما كنتش عارف مين امى الحقيقية
محمد:
- مش فاهم تقصد ايه.. قصدك انك مش ابنى
احمد:
- لا طبعا ابنك يا بابا
انتفض محمد بعصبية شديدة:
- ازاى ابنى وامه مش ماجدة.. هيكون ابن راوية يعنى
محمود:
- لا طبعا مش ابن طنط راوية
محمد وعصبيته تزيد:
- انت هتجننى.. انا ماتجوزتش غيرهم الاتنين
احمد:
- طيب اهدى يا بابا واحنا هنفهم حضرتك كل حاجة
مجدى:
- استنى بس واهدى يا محمد خلينا نفهم
محمد:
- اهدى ايه.. انتوا هتتجنونى وتقولوا اهدى
محمود بصوت عال:
- رياااض
دخل رياض ومعه دكتور اشرف
محمد:
- ايه دا.. مش انت.. اه.. اه انت دكتور اشرف
محمود:
- اقعد يا بابا بس وهفهمك..
جلس محمد وهو لا يزال لا يفهم شيئا
محمود:
- من سنين ولما ماجدة ونادية وباباهم عملوا حادثة.. احتاجت ماجدة لنقل دم.. روحت اتبرعها لقيت ان فصيلة دمى AB .. يعنى ما ينفعش اتبرعلها.. لان فصيلة دمها A.. وحضرتك قبلها كانت بطاقتك ضاعت وكنت معاك وعارف ان فضيلتك بردو A.. استغربت لانى كنت لسة خارج من ثانوية عامة.. وفاهم ان لازم حد منكم يكون B.. وافتكرت الاول انى مش ابنكم وانكم متبنيينى.. وانهارت تماما.. واستنيت احمد يرجع من شهر العسل وحكيتله..
التقط احمد طرف الحوار:
- وقتها قلت لحضرتك اننا عاوزين ناس تتبرع بالدم ف المستشفى وجيت.. بس كان المقصود من دا نعمل تحليل DNA.. عشان نعرف .. ولقيت ان محمود ابنك.. لكن مش ابن ماجدة
محمد بذهول:
- طب ازاى..
محمود بمرارة:
- هتعرف.. واجهتها لكن للاسف...
فلاااااااش
- انا ابن مين
- ايه الجنان دادا.. بأه غايب دا كله وانت عارف انى كنت بموت وجاى تقولى انا ابن مين..
محمود بانهيار..
- بقولك انا ابن مين
- مالك فيك ايه.. ابن محمد الغمرى.. ولا يكونش جدك الخرفان قال كمان انك مش ابنه وان احمد بس اللى ابنه
- انا فعلا ابن محمد الغمرى.. لكن مش ابنك
تسمرت ماجدة.. ولم تنطق للحظات..
- مش ابنى ازاى
- انا عملت تحاليل وطلعت ابن بابا لكن مش ابنك انتى.. واصلا عمرى ما حسيت انى ابنك.. فاكرة لما تعبت وكنت هموت وسيبتينى مع دادا تحية ودخلت المستشفى كذا يوم وانتى ما تعرفيش عشان مشغولة بالنادى والجمعية.. ودراستى اللى عمرك ما عرفتى عنها حاجة.. و...
قاطعته..
- اااه.. احمد طبخهالك يعنى .. ابن راوية الحنين اللى كان شايلك على طول.. كان دا كله بيعمله عشان عاوز يعمل فورتيكة ف البيت عشان خاطر امه
محمود جثا على ركبيته وقبل يديها:
- ابوس ايدك فهمينى امى مين.. انتى عارفة ان احمد ما يعملش كدة وانا اكتشفت كدة وهو مسافر.. فهمينى انا ابن مين وجيت ازاى
ماجدة بجمود وقسوة:
- فعلا انا مش امك.. امك ماتت
صدم محمود واتسعت عيناه..
- بس بردو انا امك.. بالرضاعة
- ازاى.. وانتى ما خلفتينيش
- بادوية مستوردة.. عادى.. ورضعتك اكتر من خمس مرات كمان ..
محمود بلهفة:
- طب امى مين.. وهو بابا اتجوزها وماقالش ولا ايه
ماجدة بضجر:
- فى ايه.. ايه الاوفر دا.. انت مكتوب انك ابن ماجدة هانم الغمرى .. عايش ملك والشباب كلها تتمنى تبقى زيك.. بتدور على اللى يوجع دماغك ليه
- بدور على امى.. هى دى حاجة سهلة
ماجدة باستخفاف:
- ولو قلتلك امك كانت خدامة عندى.. وماتت .. هتروح تقول للناس انا ابن خدامة
محمود بلهفة:
- مش مهم اقول او لا.. المهم هى مين
- هى كلبة من الكلاب اللى بيخدمونى.. تبقى ابن ماجدة هانم.. ولا ابن خدامة عندها
- انا عاوز.....
ماجدة بحزم:
- انسسسسى انك تعرفها.. وكدة كدة مش هتستفيد.. خليك كدة محمود ابن الاكابر.. الـfunny ابو دماغ هايفة وضاربة وحياته كلها ضحك وهزار ولعب وبنات البلد يتمنوه..
واعتدلت قائلة:
- الموضوع منتهى.. واياك تفتحه تانى
بااااااك
محمد بذهول:
- انت بتقول ايه.. طب ازاى .. انا..
احمد:
- استنى يا بابا محمود هيكمل وهتفهم كل حاجة..
- انا كدة نفذت وعدى.. بنتكم عندكم.. وادى دفتر المأذون كمان.. يبقى يثبت باه انه اتجوزها
- تمام كدة.. وادى الفلوس اللى طلبتيها
- ليا طلب كمان
- طلب ايه اكتر من ١٠ مليون
- عاوزة العربية المقفولة دى وراجلين شداد يبقوا معايا يشيلولى الزفتة دى
- هتروحى بيها فين
- ما يخصكش
- اعرف رجالتى هتروح فين احسن توديهم ف داهية
- ما تقلقش على ضمانتى وانت جربت كلمتى.. وبكرة هيكونوا عندك
- طب اعرفى اننا مالناش ف الدم.. مش هدخل رجالتى ف حوار فيه ارواح
- لا ارواح ولا لبان يا بو قلب خفيف
- ظريفة اوى.. زى دلوقتى رجالتى يكونوا عندى
- وزى دلوقتى تكون البت دى دخلت على عيل من عيالك.. وهى نايمة كدة بصمها على ورق فاضى احتياطى بردو
- منك نستفيد
ركبت مع راوية المخدرة ورجال فايز.. وانطلقت السيارة..
حكى محمود لمحمد ومجدى كيف تعرف على نعمة ونوارة وليلى وفتحى.. وتلك الصورة التى كانت مفتاح حل اللغز..
محمد:
- وفاء؟؟ انا فاكرها.. كانت بنت غلبانة اوى وطيبة.. بس انا عمرى ما لمستها
نعمة:
- احكيلك انا يا بيه.. وفاء اتجوزت وهى ١٦ سنة من واحد اكبر منها .. ابوها الله يسامحه حكم عليها تتجوزه وكان عنده ٥٠ سنة.. خلفت منه نوارة ومات.. وابوها مات بعده بسنة.. اضطريت انا وهى نشتغل.. وفتحى كان صغير بس اشتغل هو كمان.. اتمرمطنا كتير اوى.. سنين.. لحد ما ناس قالوا لوفاء تيجى تخدم هنا.. وانكم بتدوا فلوس حلوة وبتراعوا ربنا مع الخدامين.. جت وكانت بتشكر فيكوا اوى.. الا اللى اسمها ماجدة..
تنهدت.. واكملت..
- وف يوم جت تقولى ان ماجدة عاوزة تديها فلوس كتيرة اوى بس هتاخدها ف سفرية كام شهر.. خفت عليها وقلبى اتقبض.. وقلتلها دى كانت ما بتطيقكيش.. قالتلى لا دى بقت تحبنى وتعاملنى كويس اوى.. ومشيت وفاء على انها مسافرة.. بعد ما خدت من ماجدة ٢٠ الف جنيه.. ودول ايامها كانوا كتار اوى جبنا بيهم البيت اللى عايشين من ريعه لحد دلوقتى .. ورجعتلى بعد ٩ تشهر تعبانة اوى وبتعيط.. قلتلها فى ايه يا بنتى.. ما رضيتش تقول.. وطبت منى واقعة مغمى عليها..
بدأت دموعها فى النزول:
- جبنا الحكيم شافها قال دى حمى نفاس.. نفاس؟؟ نفاس ايه؟؟ مسكتها قررتها لحد ما قالتلى انها كانت حبلة بس من غير ما راجل يلمسها.. طب ازاى.. قعدت تحكى حكاوى كدة مافهمتهاش.. بس حلفت ع المصحف ان ماحد لمسها ابدا.. وقالتلى ان ماجدة اللى طلبت منها كدة.. وانها تعبت اوى ف الولادة لكن ماجدة اول ما شافت العيل خدته ومشيت.. ولا حتى حاسبت المستشفى وماكانش معاها فلوس تحاسب قاموا طردوها ف حالتها دى.. وفضلت تعيط وتقول عاوزة اشوف ابنى وصممت تروح لماجدة
زادت دموعها وهى تحكى:
- راحت لماجدة.. وما رجعتش.. روحت اسال عنها قابلت المدعوء اللى اسمه صابر اللى كان ع الباب ورفض يدخلنى اما عرف انى ام وفاء.. وبعتنى لاخت ماجدة اللى اسمها نادية.. عاملتنى حلو وقالتلى بنتك بنعالجها وهتجيلك اما تخف.. طب بتى فين اشوفها.. قالتلى ماجدة حاجزاها ف مستشفى عليوى اوى وقربت تخرج.. وتانى يوم جتنى.. بس ميتة.. قالولى حاولنا نعالجها كتير.. بس اللى جت ماكانتش بنتى.. كانت بقت عضم ووشها غير.. كأنها كانت بتتعذب ولا تعبانة.. واللى جابها رمالى ٥٠ جنيه وقالى ادفنيها ولو هوبتى من الست ماجدة المرة الجاية الدور على نوارة.. وهنجيب فتحى من ليبيا هو كمان.. لمى نفسك واسكى.. وسكت غصب عنى.. بس امنيتى اخد حق بنتى من ماجدة الكلب دى.. وهاخده.. حتى لو آخر نفس فيا..
وانخرطت فى نوبة بكاء شديدة اوجعت قلوب جميع الحاضرين.. لكن محمد قطع ذلك وقال:
- بردو انا مش فاهم حاجة.. اخلف من وفاء ازاى.. انا حتى مش فاكر شكلها كويس
محمود:
- جه دورك يا دكتور اشرف.. اتفضل
اشرف محاولا تصنع التماسك:
- انا كنت متابع حالة ماجدة هانم.. كانت هتتجنن عشان تخلف من محمد بيه.. ودا كان شبه مستحيل.. حالتها كانت واضحة انها مستحيل تخلف باى طريقة.. لكن كنت دايما اديها امل عشان كانت بتدفع كويس وبزيادة.. وانا كنت لسة ف بداية حياتى..
ابتلع ريقه واكمل:
- مرة كلمتها عن التلقيح الصناعى.. كان لسة جديد خالص ومش معروف اوى ف مصر .. فرحت اوى وافتكرت انه ينفعلها.. لكن اتصدمت لما عرفت انه ما ينفعش.. حسيت انى هخسر كتير لو خسرتها.. قلتلها تجيب واحدة غلبانة تديها قرشين ونزرعلها البيبى وتقول انه ابنها.. عجبتها الفكرة.. كانت زى اللى بيتعلق بقشاية .. بس خافت ان محمد بيه يعرف.. عرفتها انى عملتها لكتير وعادى كانت بتنجح ويعيشوا على انهم ولادهم.. ودا سواء بعلمهم او لا.. لانى عملت زى مخزن للبويضات والحيوانات المنوية النشطة لزباينى الاغنيا عشان ماخسرهمش.. بس دا للى ما يعرفوش.. لو يعرفوا بخليهم يجيبوا ست ناخد منها البويضة نلقحها ونزرعهالها.. زى الحالة دى .. وعشان نسبكها قلت هنبنجها زى البنت التانية وكأنها عملت العملية وتقعد عند حد قريبها الفترة دى.. وكنت عارف ان محمد بيه ما بيسألش عنها اصلا..
لاحظ نظرات الاحتقار والذهول المطلة اليه.. خاف ان يكمل ولكن اقتراب رياض ونظرة محمود اجبرتاه على ان يكمل..
- محمد بيه ريحنا.. ادانا العينة وسافر اصلا.. واحتفظت مدام ماجدة بالبنت عندها لحد الولادة.. ولما ولدت وعشان ضعيفة وسوء التغذية.. تعبت اوى.. مدام ماجدة اخدت الولد ومشيت.. ولما كلمتها عن الام انها تعبانة قالتلى انا مالى.. ارميها ف اى داهية.. وفعلا خليت اتنين من الامن خرجوها
نعمة:
- اه يابن الكلب يا واطى
وقامت لتتهجم عليه لكن نوارة امسكت بها واجلستها..
- استنى بس يا ستى لما يخلص
اكمل الطبيب بذعر..
- انا مالى.. انا عبد المأمور.. كانت مدام ماجدة بتدفعلها.. رفضت تدفع وعلاجها غالى اعمل ايه
نعمة بنواح:
- معندكش قلب.. دا لو حيوان وشايفه بيموت مش هتعمل كدة
اشرف:
- انا كنت ببتدى حياتى وعاوز اعمل اسم وشهرة وفلوس.. مش ادفع لكل من هب ودب
نظرة واحدة من محمود جمدت الدم بعروقه..
- مقصدش يا محمود بيه.. اقصد انى معرفهاش وظروفى ايامها....
قاطعه محمود بصرامة:
- كمل..
عدل من وضع نظارته الطبية بتوتر واكمل..
- بعدها استدعتنى مدام ماجدة .. كانت مقعدة البنت ف حاجة زى بدروم كدة نايمة على الارض.. وحالتها صعبة جدا.. كشفت عليها وقلتلها انها بتموت.. ولازم اسعاف وتروح مستشفى مجهز وانى مسافر ومش هقدر افيدها.. سكتت شوية وبعدين قالت مادامت بتموت يبقى نصيبها كدة .. وسابتها ف البدروم دا.. تانى يوم لقيت ان واجبى اطمن قبل ما اسافر.. وكمان كنت خايف يجرا حاجة واسمى ييجى ف الموضوع.. عديت على مدام ماجدة الصبح لقيتها هادية وبتفطر قلت البنت بقت كويسة.. لكن لما سألتها عنها قالتلى انها سايباها من ساعت ما قفلنا عليها بليل.. دخلنا عليها لقيناها ماتت.. خفت طبعا لكن مدام ماجدة طمنتنى وقالتلى ما تخافش هلم الموضوع.. وفعلا محدش جاب سيرته تانى من وقتها..
كانت نعمة تجهش بالبكاء هى ونوارة.. قام محمد ولكم الطبيب لكمة اسقطته وافقدته عدة اسنان..
- انت اييييه.. دكتور ايه وطب ايه.. دانتوا ولا الوحووووش.. لا تعرفوا دين ولا حرام ولا حلال.. يعنى اختلاط انساب وناس ما تعرفش كمان .. وتسيبوا الغلبانة تموت ادامكم كدة.. انتوا ايه
كان احمد ومحمود يمسكان بمحمد حتى لا يقتل الطبيب.. اما مجدى فكان فى حالة ذهول.. لا يتخيل كل ذلك..
مجدى:
- ايه دا.. دا كله يطلع من ماجدة.. انا مش متخيل
محمد:
- انا لازم اقتلها باديا
نعمة:
- لا يا سي محمد بيه.. دا تارى انا..
محمود:
- انا شايف ان القضاء ياخد مجراه وتتحبس ولا تتعدم
محمد وهو ينظر لمحمود بعطف:
- طول السنين دى ما تقوليش يا محمود.. وشايل الحمل دا كله لوحدك يا حبيبى
محمود مداريا دموعه ومتصنعا القوة:
- لا يا بابا.. احمد كان معايا وحضرتك كنت لسة عارف حكاية طنط راوية.. كان صعب تتحمل اكتر من كدة.. وكمان ماكانش معايا اثبات ولا عارف كل حاجة زى دلوقتى.. كان لازم اعرف حصل ازاى ومين امى
مجدى:
- سامحنى يا محمد.. انا السبب ف كل دا.. انا اللى صممت ترجعلها تانى
محمد:
- انا مش مصدق حد يكون جواه كم الشر دا كله.. دى....
قاطعه دق هستيرى على باب القصر.. فتح رياض لتندفع نادية مشعثة الشعر تبكى بهستيريا
- الحقونى .. الحقنى يا احمد..
احمد:
- ايه فى ايه
نادية:
- فادى.. فادى ضاع منى .. وديته المستشفى عندك..
محمود:
- طب اهدى بس براحة.. فى ايه
نادية:
- فادى خد جرعة هيروين زيادة.. ما بيتحركش وبيطلع ف الروح
ثم استدارت لمحمد:
- دا ذنبك.. وذنب محمود وراوية وعشق
ثم اتسعت عيناها وهى تتذكر..
- راوية وعشق.. الحقهم يا محمد.. ماجدة خطفتهم
انتفض الجميع لدى سماعهم هذه الكلمة..
محمود:
- انتى بتقولى ايه
نادية:
- اتفقت مع اعمام عشق ياخدوها.. ويجيبولها راوية.. وسرقت من المأذوف دفتر جوازكم.. صابر وابنه بيساعدوها.. قطعت ورق جوازكم وهتخلى عشق تتجوز واحد من ولاد عمها ويدخل عليها.. وتقتل راوية