Ads by Google X

رواية الحب بحق الفصل الأخير للكاتبة روان عرفات

الصفحة الرئيسية
رواية الحب بحق كاملة من الفصل الأول إلى الفصل الأخير عبر مدونة دليل الروايات (deliil.com) وفي هذا الموضوع سوف أشاركم الفصل الأخير من رواية الحب بحق
رواية الحب بحق كاملة
رواية الحب بحق

رواية الحب بحق الفصل الخامس والعشرون 25 والأخير

" بعـد مـرور ثـلاثـة أشهـر "

زرعت الصالة ذهابًا وإيابًا وهي تنظر حولها بزعر من أصوات البرق والرعد، جلست إلى الأريكة وهي تضم قدميها وتضع رأسها بينهما ..
أخذت تبكي كطفل صغير عندما يبقى وحيـدًا .. خائفـًا من العتمة التي تحيطه ..

صرخت بصخب عندما اعتلت أصوات الرعد ، ذهبت إلى الشرفة وقامت بإغلاقها، وذهبت مجددًا إلى الأريكة تنظر إلى الأمام بخوف ودموعها تتساقط على وجنتيها بحرقة ..
فكرت لثوانٍ أن تقوم بالإتصال على أخاها ولكنه يجلس مع زوجته ، وذهب إليها منذ وقت صغير جدًا ..

تنهدت بضيق محاولة منها عدم الاكتراث بخوفها من أصوات البرق والرعد التي تحيطها .. تشعر بالخوف ، لا بل تمكن منها الخوف ؛ حتى عيناها باتت متوترة وهي تنظر للظلام ، وضعت يديها على وجهها بتعب وخوف، وتركت العنان لهما يبكيان لعل خوفها بالبكاء يتبـدد ..

أخرجها من حالة الخوف التي تسيطر عليها صوت هاتفها مُعلنًا عن إتصال .. أخذته بفرحة وأمل يتسلل إلى قلبها ..
اطمئن قلبها بمجرد رؤيتهـا للمتصل ، فقد كان زوجها الذي دومًا يأتي في الأوقات المناسبة ، وأشدها إحتياجًا لـه ..

أجابت بصوت مرتعش :
آدم .

آدم بحنو محاولًا منه تهدئتها :
حبيبتي متقلقيش .. انا معاكي .. اهدي خالص وانا جاي اهو .

اجهشت بالبكاء وقالت بخوف :
خايفه أوي يا آدم .

أسرع في الخطي إلى منزلها وقال بحب :
متخافيش ، انا معاكي .. يلا كده قومي افتحيلي ، انا اهو مستنيكي .

زاد بكائها خوفـًا من القيام من الأريكة ..
تمتم هو بقلق ظهر جليًا في نبرته :
يلا يا حبيبتي .. متخافيش انا والله معاكي اهو .. يلا .

قامت من الأريكة بتثاقل ، وذهبت إلى الباب وقامت بفتحه تزامنًا مع إرتمائها بداخل احضانه تبكي بكل ما اؤتيها من قوة ..

أخذ هو يمسد على ظهرها متمتمًا بحنو :
بــاااس .. اهدي خالص .. مفيش حاجه تخافي منها .. اهدي .. انا معاكي .

أخذ يمسد على شعرها ويتمتم بالكلمات الخافته بجانب أذنها بهدوء لكي تهدأ ، وقد هدأت بالفعل ، فانقلب هدوئها في ثوانٍ إلى موجات من البكاء الصارخ وجسدها الذي بـات يرتعش مما جعل قلبه يتمزق وجعـًا ، وهي تتشبث بـه بقوة تأبى أن يتركها ..

أغمض عينيه بحزن على حالتها تلك .. وأخذ يمسد على ظهرها بخفه وقد زين له عقله الباطن بأنها تبكي على من تركها ، متناسيًا أنها تبكي من كثرة مخاوفها ، وتناستها بمجرد دلوفها إلى داخل احضانه ..

إبتعدت قليلًا ونظرت إلى خضراوتيه متمتمه بصوت يشوبه الشهقات الخافته ودموعها تنهمر على وجنتيها تحاول تجفيفها ومنعها :
بحبـك .

تجولت عينيه إلى المكان أكمل ومن ثم نظر إليها وهو يرمش عينيه عدة مرات متتالية محاولًا منه إستيعاب ما تفوهت بـه ..

تمتم ببلاهة :
بتحبي مين ؟

لو كانت بموقف غير هذا لكانت انفجرت ضاحكة عليه ..
قالت بعدما جففت دموعها :
بحبك أنت يا آدم .

انهت حديثها تزامنًا مع بكائها الذي تزايد .. إقترب منها مغيب تمامًا عما حوله .. لا يعلم ما الذي يفعله ، ضمها إليه بقوة وإبتسامة واسعة زينت ثغره وجملتها تتردد بداخله والتي أنعشت بداخله الروح ، جعلت القلب بمجرد سماعها يخرج من بين أضلعـه ويذهب إلى قلبها ، ليضما بعضهما ، ويحيى وكل منهما بجانب الكمال لروحه ..

إنتظرها مدة كبيرة ،كان يحزن أحيانًا ويأتي عليه وقتـًا يتوق إلى سماع كلمة "أحبك" منها؛ يتوق إلى أن يشعر بأنها تحبه ..

تناثرت بقايا قوته التي يجاهد كثيرًا في لملمتها طوال جلوسهما مع بعضهما ..
أخرجها من داخل احضانه، ينظر إلى كل إنش في وجهها بعدم تصديق أنها بالفعل قالتها .. ممسكًا بيدها يضغط عليها بقوة جعلتها تتألم .. خرج صوته اخيرًا مرتعشًا سعيدًا في ذات الوقت :
انتي قولتي اي ؟ طب وبتعيطي لي ؟

اجابته بابتسامة بعدما هدأت قليلًا :
قولت بحبك وهحبك وهفضل طول عمري أحبك .. وطول ما النفس بيخرج مني فأنا بحبك .

إبتسم بأتساع وقال بخفوت :
طيب وبتعيطي لي ؟

أمسكت يده بخجل وقالت بتلعثم :
ما عشان بحبك .. هيكون عشان اي يعني، وكنت خايفه .

آدم بتعجب :
بتحبيني تروحي تعيطي؟

أخذت شهيقًا عميقًا أخرجته بتهدج ثم قالت بخفوت :
إمكن عشان اتأخرت في إني اقولها، أو لأني إنهارده حسيت بجد إني محتجالك ومحتاجه لحضنك .. مفكرتش في اي حد غير فيك .. أنت بس اللي جيت في بالي في وقت ما كنت مرعوبه .. اول مرة احس بالضعف وإني بجد لوحدي .. تعرف، قلبي فضل يطمني بأنك هتيجي وهطمني .. وحصل وجيت وكأنك حاسس وعارف إني بخاف من الحاجات دي .. انا مهما عملت وقولت مش هيجي حاجه جمبك .

جفف دموعها بأنامله بابتسامة محببه لقلبها .. قرر أن يصمت وينظر إليها ليشبع عينيه منها .. فهذه اللحظة لن تتكرر مرة أخرى، تابعت هي بتساؤل :
ساكت لي ؟

نظر إلى عينيها بشوق وقال بهمس :
مفيش كلام اقوله في لحظة زي دي .. لحظة استنيتها كتير .. تعرفي فرحان لدرجة إني هسجد شكر لله على نعمة وجودك في حياتي .. عشان الحلم اللي حلمته سنين اهو حصل .. تعرفي كمان .. التلت شهور اللي عدوا وبجهز في الشقة بتاعتنا والتعب اللي عشته .. كله راح بمجرد ما سمعتها منك .. خففت عني تعب ووجع السنين يا روز .

ارتمت بداخل احضانه متشبثه بـه بقوة وإبتسامة ارتياح زينت محياها .. قال بخبث :
مش مصدق إن بعد يومين هتبقي مراتي وفي بيتي وحضني .. ها .

لكزته بخفه في كتفه بخجل وذهبت إلى احضانه مجددًا .. انفجر ضاحكًا عليها وهو يشعر بقلبـه يتطايـر فوق الغيـوم سعيـدًا بجانب من هوتهـا الـروح ..
---
انهتى يومين وقد كانا ثقال على جميعهن .. فكل واحد منهما ينتظره بشوق .. يتوق إلى العيش مع من عشقها القلب وهوتها الـروح؛ ليأتـي اليوم الذي طـال إنتظاره منذ أمـد .. ليجعل قلوبهم جميعًا تحلق عاليـًا في السماء .. تهتف بشـوق إليها .. إلى معشوقتـه ، والسبب في فرحتـه اليـوم ..

يجلسن الفتيات الخمس في منزل روز، وتحديدًا في غرفتها .. يشكلان دائرة وكل منهما ممسكة بيدها صحن مليء بالفشار ، غير عابئين بأن اليوم يوم زفافهن .. هتفت غادة برزانة :
بصوا يا بنات وركزوا في كل كلمة انا هقولها عشان تعمري في بيت جوزك .

انفجرت أميرة ضاحكة وقالت :
انا عن نفسي مش هاخد بنصيحتك ابدًا .

نظرت لها شزرًا وتابعت وهي تأكل الفشار :
من النهارده هتبقوا مدامات مسؤولين من راجل .. يعني شغل الهبل والجنان ده نبطله ها .. لازم تبقوا ستات بيت محترمات جميلات مؤنثات .

إنطلقت ضحكات الفتيات لتتابع هي بضحكة :
انا بتكلم بجد يا زفته انتي وهيا .

حياه بضحكة :
هاخد بنصيحتك حاضر .

تحمحمت أميرة وقالت بخبث :
ألا قوليلي يا غادة .. اي علاقتك بجاسر ولا مش عارفه اسمه اي؟

نظرت لها الفتيات بتعجب لتغمز لهما أميرة بمكر ونظرت مجددًا إلى غادة التي جحظت عينيها بصدمة .. أمفضوح أمرها لهذه الدرجة ؟!

تلعثمت في الحديث :
هـ .. هيكون ماله يعني؟ وبعدين انا معرفهوش .

أميرة بخبث :
قولتيلي .

روز بغضب :
ما تفهمونا يا جماعة .. اي اللي بيحصل .

وعد بخفوت :
شكلها البت غادة وقعت وما حد سمى عليها وأميرة طبعًا كلنا عارفنها إنها كونان في نفسها أوي .. فاكتشفت السر الخطيير ده .

انفجرت روز ضاحكة على حديثها .. لتتابع أميرة بهدوء :
ها .. هتقولي ولا نشوف شغلنا ؟

هتفت غادة سريعًا فهي تعرف ما الذي سيفعلانه بها إن لم تتحدث عما بداخلها .. روت لهما مقابلاتهما الآتي تُعـد ،حيث أنها رأته عدة مرات عند منزل روز وأحيانًا في الشارع عندما تكون ذاهبه لمكان ما .. لكن لا يوجد حديث بينهما .. هي فقط أحبته ودق لـه قلبها بدون حديث منه أو أي شيء !!

أميرة بقلق على صديقتها بعدما إستمعت لحديثها :
بس متنسيش يا غادة إنه كان متجوز .

روز بهدوء :
بس القلب هيقدر يحب مرة واتنين، وأهم من الحب إنه يكون فيه احترام .

وعد :
ده غير إن مراته سابته وده اللي عرفته من يوسف ، وأيًا كان سبب انفصالهم بس هيا في الآخر مشيت وده مش هيكون سهل عليه .. ومظنش إنه بيحبها بعد ما سابت بنتها .. مفيش أم بتسيب بنتها لأي سبب .

أكملت حياه :
انتو متعرفوش الخير فين .. سبيها على ربك يا غادة وإن شاء الله هنفرح بيكي قريب .

روز :
تعرفوا كان نفسي كلنا نتجوز مع بعض .. اليوم هيبقى ناقص من غيرك يا دودي .

غادة بضحكة :
بعيدًا عن دلع دودي ده اللي مبحبهوش .. بس انا مبسوطالكوا أوي والله .. وبعدين عايزين تدبسوني على طول كده لي ها ؟ ويلا ياختي منك ليها ورانا تجهيزات كتيير ..
---
دقت الساعة الخامسة مساءًا حيث يجلس الشباب كل منهما في السيارة الخاصة بـه، أمام الحديقة التي سيقام بها الحفل، والتي هي في الحقيقة خاصة بعمرو .. ينظران من النوافذ على بعضهما يلقيان المداعبات لكي يخففان من حدة توترهما ..

أشـار لهما أحمد بأن ينطلقا إلى المنزل لكي يأخذ كل منهما محبوبته ..
بعدما علم أنهما انتهيا من حماته ..

وصلا بعد عشر دقائق .. وخرجت لهما والدة عمرو وطلبت منهما أنها ستذهب إليهما أولًا ومن ثـم يأتيان إليها ..

تذمرا على طلبها ولكنها أصرت ذلك وذهبت إلى الفتيات ودلفت إلى المكان المخصص لهما تزامنًا مع وضع يدها على فمها إندهاشًا بما تراه أمامها .. من جمال وعفه ..
انسالت دموعها على وجنتيها بفرحة بمظهرهن الذي يخطف الأنتظار .. حيث يرتديا نفس الفستان وكل شيء فعلاه نفس الشيء وكأنهما تؤام ، وكيف لا وهما أصبحا أكثر من الأخوة .. يفعلان الشيء ذاته ؛ حتى يوم زفافهن قررا أن يختارا شيئًا واحدًا لهن ..

أخذت تردد بالدعوات بأن يحمي كل منهما إلى زوجها ويسعدهما مع بعضهما ..

اقتربت منهما بفرحة وهي تتفحص هذا الفستان الذي ينزل بأتساع مبهر .. جعل كل واحده منهن تجلس بعيدة كل البعد عن الأخرى .. لكبر حجم الفستان .. لا يوجد بـه آية زينة .. طبقته العلوية شفافة مليئة بالورود البيضاء التي نـُقشت بشكل مميز ، جعلته حقـًا مبهجًا رغم بساطته .. كما الأكمام التي تأخذ نفس الوضعية، والخمار الذي زادهن جمالًا ... لا يضعن أي مساحيق تجميل .. فقط وضعن الحكل لكي تتزين عيني كل واحده منهما ويزيدها جمالًا فوق جمالهـا ..

اقتربت من كل واحده فيهن وأخذت تحتضنهن بحب ودموعها تنهمر على وجنتيها تحاول تجفيفها ومنعها لكنها لا تريد التوقف .. فالأربع فتيات أبنائها ، وأكثر من ذلك .. فقط من اليوم الذي تعرفت أميرة عليهن وهما دائمًا معًـا، فأصبحا جزءًا لا يتجزء عن روحها ..

تمتمت أميرة بدموع متحجرة :
يا ماما حرام عليكي بقا .. والله هنعيط اهو .

رقية بابتسامة خفيفه :
خلاص .. انا بس من فرحتي بيكوا .. يلا كده عشان هروح انادي على العرسان .. ده كانوا هياكلوني بيعيونهم لما قولتلهم يستنوا .

ضحكت الفتيات بخجل بينما ذهبت هي لتأتي بهما .. ليقترب كل زوج من زوجته بابتسامة واسعة وعيناه لم تحيد عنها وعن فستانها ..

إقترب عمرو من حياته وقبل جبينها ثم نظر مطولًا إلى وجهها ، لم ينطق وإنما طالت نظراته حتى جعلها تخفض رأسها خجلًا .. تحمحم بهدوء محاولًا ضبط أنفاسه وقال بهمس وصوت لا يسمعه سواها :
مش مصدق إنك بقيتي ليا خلاص .. ببصلك عشان اخلي عيوني يصدقوا إنك خلاص ليا ومن إنهارده هتبقي معايا .. مبارك عليا دخولك حياتي يا حياتي وكل ما ليا .

تمتمت بخفوت :
ومبارك عليا أنت كمان يا عمرو .

عمرو بمكر :
طب والله إسمي طالع منك زي العسل .. قوليه تاني كده .

نظرت له بغيظ ليتابع بضحكة :
خلاص خلاص .. متتكسفيش .

أخرج من سترته علبة مستطيلة قطنية يوجد بها أحرف كلاهما باللون الذي تعشقه حياه "السماوي"
نظرت لـه بعدم فهم ليخرج هو هذه السلسلة الفضية والتي كُـتبت عليها جملة
" ما مـر من العمر بدونك ، ليس عمـرًا "

نظرت إليها بعيون دامعة من جمالها وأخذتها منه وقامت بإرتدائها لينظر هو لها متمتمًا بغيظ :
هو مش المفروض انا اللي ألبسهالك ؟

ضحكت بخفه وشاركها هو الضحك بفرحة تغمر قلب كلاهما ..

بقلم روان عرفات


بينما اقترب أحمد من أميرته وأمسك وجهها بكلتا يديه وقام بتقبيل وجنتيها متمتمًا بجانب أذنها هامسًا بحب :
وأخيرًا الحلم اتحقق وبقى حقيقة .. إحنا طولنا اه .. بس هنعوض كل حاجه متخافيش .

أنهى حديثه وهو يغمز لها مما أخجلها .. قالت بابتسامة وخجل من نظراته :
وأخيرًا بقا .

تمتم بمكر :
انا حاسس إني في حلم .. بوسيني كده عشان أفوق من الحلم ده .

نظرت له شزرًا وقالت بغيظ :
يا أحمد بطل كلامك ده الله .. وبعدين هيا إسمها اقرصيني .. مش اللي قولته .

انهت حديثها وهي تمسك يده وقامت بعضها بقوة جعلته يتأوه على أثرها .. نظر لها بغيظ لتبتسم له ببراءة وكأنها لم تفعل شيئاً .

نظر لها هو وانفجر ضاحكًا وقام بإخراج علبة مغلفة من جيب بنطالة ، كانت مستطيلة تأخذ نفس وضعية علبة حياه لكنها تختلف في لونها حيث اللون الذي تعشقه أميرة "الموف"

أخرج السلسة الفضية والتي أخذت شكل القلب يوجد بداخله أيدي متشابكة وأسفلهما هذه الجملة التي نظرت إليها بفرحة تغمر قلبها " أنتي وتينـي "

قامت بإرتدائها كما فعلت حياه ونظرت إليها بابتسامة واسعة وقلب يرفرف فرحًا ..

---

كما أيضًا يوسف الذي اقترب من عاشقة الكارتون كما أسماها .. نظر لها بفرحة ظهرت جليًا في عينيه وهو يراها بفستانها الذي ترتديه إليه، فمن اليوم وهي ستبقى أمامه في كل وقت .. سيتشاركان مع بعضهما في كل شيء وأهمها الكارتون .. فمن الممكن أن تجعله يعشقه كما هي تعشقه ..

إبتسم بخفه وهو يتخيلهما يجلسان أمام التلفاز الذي يعرض إحدى الأفلام الكارتونية وهي بداخل احضانه .. تمتمت هي بتعجب :
اي سر الابتسامة دي ؟

يوسف بضحكة :
مش عايزاني ابتسم؟

اماءت بضحكة ليتابع هو بمكر :
أصل في ثواني كده تخيلتنا قدام التلفزيون وبنسمع كارتون بما إنك مش هتخليني أشغل غيره .. والأهم إنك في حضني .

اخفضت رأسها خجلًا ليقترب منها أكثر ممسكًا يديها معًا وقبلهما بحنان متمتمًا بحنو :
من اول يوم شفتك وانتي ملكتيني .. لدرجة إنك خليتيني اول ما اروح ادور على مين اللي اسمه يوجين اللي سميتيني بيه .

ضحكت بصخب وقالت بخجل :
وانا من اول ما عيوني جات في عيونك وأنا عشقتك .. مبارك عليك دخولي حياتك .

يوسف بضحكة :
وانا اللي قولت هتقولي مبارك عليا دخولك .. يلا ما علينا .

قام هو الآخر بإخراج علبة مغلفة تأخذ نفس وضعية علبتي حياه وأميرة ولكنها أيضًا باللون الذي تعشقه وعد "البنفسج"

أخرج السلسلة التي ما إن قرأت الجملة المكتوبة عليها انفجرت ضاحكة .. رددتها مرة أخرى بعيون تلتمع من جمالها ..
" عشقتك أكتر من حبك للكارتون "

قالت بخجل :
وانا حبيتك اكتر من حبي للكارتون أصلًا .

يوسف بصوت عالٍ نسبيًًا :
يـا حـلااااووة .. اييـووه كـده .

انفجرا ضاحكين وكل منهما ينظر للآخر بحنين يتسلل إلى قلب كلاهما منذ الوهلة الأولى .. منذ أن رأها أول مرة وهو يتـوق إلى ذاك اليوم .. وها قد حدث ..

---

نظرت إليه بخجل وقشعريرة تسري بداخلها وهي تتذكر حديثهما معـًا اليومين الماضيين .. أصبح وسيمًا بحلته السوداء .. يصفف خصلات شعره التي تعشقها للأعلى ، ينظر إليها بابتسامة عاشقة .. ابتسامة فرحة بما نـاله القلب بقربهـا .. كم تمناها ، وكم كان يطـوق إلى اليوم الذي ستصبح زوجته ..

فرحة قلبـه بهذا اليوم لا توصف، فقد نـال مبتغاه من الحياة بأنها أصبحت زوجته ..

بادلتـه النظرة بخجل ، أصبحت تنظر إليه بدون وعي منها .. فقد عيناها تريد النظر إليه؛ دائمًا تتمرد عليها وتنظر إليه رغمًا .. تجاهد دومًا عدم النظر لكن قلبها أقوى منها ..

اقترب منها وانتشلها لداخل احضانه متشبثًا بها بكل ما اؤتي من قوة .. يضمها إليه ضمة المحتـاج إلى الإحتواء .. ضمة طـال إنتظارها وفعل من أجلها الكثير لكي تبقى من نصيبـة ويشعر بفرحة قلبه بالحـب الحلال ..

بادلته العناق بدموع تهدد بالنزول، دموع سعيدة بما رزقها الله من نعم ، رأت في حياتها الكثير من الصعابـ .. كانت تظن أنها في نهاية العالم ، وأنها لن تخرج من عتمتهـا .. لا تعلم بأن الله يختبر مدى قوة صبرها على تحمل الآلام .. لا تعلم بـأن بعد الضيق فرجـًا ،تشعر في هذه اللحظة وكأنها لن تضيق يومـًا ، يتبدل الحزن إلى الفرحة لا نهاية لهـا ..

أخرجها من أحضانه وقام بإخراج هديته هو أيضًا والتي كانت علبة مستطيلة قطنية "سوداء"

أخرج منها السلسلة التي كانت تأخذ شكل الدائرة .. توجد بها زهرة الاوركيد صغيرة الحجم ومن أسفلها تاريخ اليوم الذي تسابقا فيه، وقد كان من اجمل الأيام لكلاهما .. كما أيضًا الخاتم الذي يوجد به أحرف كلاهما ..

نظرت إليهما بفرحة من جمالهما .. قامت بإرتدائهما بفرحة جلية في عينيها..
نظرت إليه وما لبثت أن تتحدث إلا وأجفلها عندما حاوطها وقام برفعها قليلًا عن الأرض وأخذ يـدور بها متمتمًا بأعلى صوته :
وأخيييييرًا .. عشششققتـككك .

توقف عن الدوران وهو ينظر لها بعشق بينما نظر إليه الشباب شزرًا من فعلته التي لم تكن في اتفاقهما .. فهما إتفقا على أن يفعلا نفس الأشياء .. تمتم عمرو بحنق :
على فكره إحنا متفقناش على كده .. وقولنا هنعمل كل حاجه زي بعض .

آدم بضحكة :
اعمل اي يعني .. مقدرتش معملش كده .. وبعدين قلبي قالي اعمل كده .

أحمد بغيظ :
طب أنت حضنتها حضنين .. واحنا ولا حضن، والله لاحضن وها .

قام بضم محبوبته بقوة وفعل نفس الشيء عمرو ويوسف مع زوجاتهم مما جعل الفتيات ينفجرا ضاحكين ..

خرجا من المكان وكل زوجة تتأبـط بذراع زوجها والفرحة تملأ قلبهن .. ركبا السيارات تحت أصوات أبواق السيارات التي تخص الأصدقاء والمقربين .. كان الجميع سعداء بهذا الزواج الذي طال إنتظاره من الجميع ،توجه الجميع إلى المكان المخصص بالحفل وأصوات الأبواق لن تكف وصراخ الأطفال بداخل السيارات والأغاني التي يقمن بقولها جعلت الفتيات يضحكا عليهما ..

وصلوا بعد عشرون دقيقة إلى الحديقة المخصصة للحفل .. ترجل الجميع من السيارات في سعادة ، وبمجرد أن دلفا للداخل أخذ صوت الدف يعم المكان ..

دخل كل زوج مع زوجته إلى المكان المخصص للنساء الذي كان مليء بالأنوار والمقاعد البيضاء المتراصة بنظام، وعلى رأسهن أربعة مقاعد .. فوق كل مقعد يوجد أحرف كل عروسين مما جعل المقاعد لها مظهرًا جزابًا ..
جلسن الفتيات إلى المقاعد بخجل من نظرات الجميع المصوبة عليهن ..

بينما خرجا الشباب مرة أخرى مما جعل الفتيات يتعجبن من أمرهن وسرعان ما تحول هذا التعجب إلى دقة قلب عنيفة بداخل هذه المسكينة وهي ترى أحمد يدلف إلى داخل الحديقة وهو يردد الجملة التالية بالمايك بينما صوت الدف يلحن مع الكلمات التي يرددها :
هي حبـت هـو دااب .

ابتسامة خجولة إرتسمت على محياها وهي تستمع إلى يوسف وهو يردد :
بس خبـط يومهـاا بـاب .

تبين آدم من خلفهن ممسكًا بيده المايك الخاص بـه ، ناظرًا إلى معشوقتـه بلهفة وهو يردد :
قـال ساعتها انا مش هسيبـك .

أتـى عمرو وهو يردد بابتسامته التي جعلت قلبهـا يتـوق إلى الذهاب إليه وضمه بداخلـه :
إلا لمـا اكتب كتـاااب .

وقف الشباب بجانب بعضهما ليتابع أحمد بغمزة وهو ينظر إليها بعشق :
قـال يـارب إجمعني بيهـاا .

تابع يوسف :
ربـي انت معاك قلوبنـاا ، وأنت عالم باللي فيهـاا .

ومن ثم عمرو الذي اقترب من حياه وأمسك بيدها وهو يردد ناظرًا إلى عينيها :
زي مـا أهديت خديجـة للنبي أهدينـي ليهـاا .

تابع أحمد وهو يقترب أيضًا من أميرته مـرددًا :
كـام سنـة والحمـل زااد .

ومن ثم يوسف الذي غمز لآدم بابتسامة :
هـو كمـل وبعنـاااد .

اقترب آدم منها مـرددًا بصوت عالٍ ممسكًا بيدها ضاغطا عليها بقوة :
مش هسيبـك مـش هسيبـك؛ حتـى لـو لفيـت بـلااد .

أحمد وهو يحاوط كتف أميرة بيد واليد الأخرى ممسكة بالمايك :
هي قالت صعب نقـدر .

يوسف بابتسامته الجذابة :
قـاال دا ربي اكيـد معايـاا .

ومن ثم آدم الذي نظر إلى عينيها وهو يردد :
خـايفـة جدًا لـو تسيبنـي .

فعل نفس الشيء عمرو وقال :
كنت سبتك مـن البـداايـة .

أخذا يرددا مع بعضهما الكوبلية الأخير وكل منهما ممسكًا بيد زوجته بسعادة تغمر قلبيهما وابتسامة خجله من الفتيات وقلب يرفرف فرحًا مما يفعلانه من أجلهما ..
تابع أحمد وهو ينظر لها بعشق دفين :
غمضـي أرجوكـي لحظـة .

أكمل آدم بصوت عالٍ يشوبه المرح والعشق في آن واحد مما جعل كل من في الحفل ينفجر ضاحكًا عليه وعلى نظراته إليها :
غمضـت والقلـب داااابـ .

يوسف وهو يحاوطاها :
كل دقـة منه خايفـة .. تنتهـي القصـة بـ غيـااب .

أكمل عمرو وما زال ناظرًا إليها :
فتحـي عنيكـي الجميلـة .

أحمد :
فتحت شافت ايديهـاا .

يوسف :
لابسـه دبلـة وحاجه فيها كـااان جـوااب .

آدم :
الخميـس الجاي جايلـك .

ومن ثم عمرو :
ااجهـزي كتب الكتـاااب .

ومن ثم عادا يرددا مع بعضهما هذا الكوبيلة وكل منهما ممسكًا بيد زوجته :
كام سنه والحمل زاد .
هو كمل وبعنـاااد .
مش هسيبـك مـش هسيبـك؛ حتـى لـو لفيـت بـلااد .
هي قالت صعب نقـدر .
قال دا ربي اكيد معايـاا .
خايفة جدًا لو تسيبنـي .
كنت سبتك مـن البـداايـة .

قاما بترديده مرة أخرى ولكن هذه المرة كل منهما يحتضن من سلبت قلبه وجعلته يفعل أشياءًا لم يكن يتخيل يومًا بأن يفعلها ..

هكذا الحب ، يجعلك تفعل ما لم يكن في مخيلتك يومًا .. تصبح شخصًا آخر لا تعرفه ولم تكن تتخيل أنك ستصبح هو ، يكون القلب هو المتحكم بـك .. هو الذي يجعلك تفعل وتتصرف بكل عفوية أمام من أحببـت !!

انتهيا منها لتنطلق الزغاريد من جميع نساء الحفل والتصفيق الحار لهما والابتسامة تزين ثغر جميعهن، وإبتسامة حالمة زينت ثغر الفتيات بزوج مثلهن ..

تركا الفتيات الآتي أدمعت أعينهن مما فعلانه .. وتوجها إلى المكان المخصص للرجال لكي يجلسا مع أصدقائهما يحتفلا بهما قبل ذهاب كل زوج بزوجته إلى منزلهما الذي سيكون الشاهد على بدايـة حبهمـا الجميل ..
---
تسللت للخارج تبحث عنه ، لا تعلم سببًا لما تفعله .. فقط كان القلب هو ما يجعلها تفعل ذلك .. تبقيت على حالتها تلك لوقت لا تعلمه، وسرعان ما شهقت بقوة عندما أجفلها صوته من خلفها :
مستنيه حد ؟

استدارت لتواجهه بخجل من فعلتها .. بلعت ريقها بصعوبة من مظهرة الجذاب الذي وكأنه سحب الأوكسجين من حولها لتشعر بالضيق وعدم القدرة على التنفس بوجوده ..

قالت بخجل منه ومن وقوفهما مع بعضهما .. فهي كانت تتحدث معه بحجة الطفلة ولكن لا تعلم لماذا اليوم تخجل منه بهذا الحد :
مش مستنيه حد .. انا بس تعبت وقولت أريح شوية .

اماء بخفه لتنظر هي إلى الطفلة التي يحملها بين ذراعيه .. قالت بحب :
اخبارها اي ؟

نظر إليها نظرة سريعة ومن ثم نظر مجددًا إلى صغيرته وقال :
الحمدلله .. بقيت مبقدرش استغني أو أستحمل ثواني من غيرها .. هيا اللي فضلالي وهيا اللي بتهون عليا كل حاجه .

تبسمت رغمًا وهي تراه يقبل وجنتيها والطفلة تذمرت عليه ..
نظرت إلى ابتسامته التي لا تظهر إلا بوجود صغيرته ، لا تتذكر انها رأتـه يضحك مع أحدًا غيرها ، فقط يتغير تمامـًا بوجودها .. كم تمنت أن تنول بعض الحنان والأمان كالطفلة .. للحظة تخيلت أنها هي التي يبتسم لها وهي التي يداعبها ويقبل وجنتيها ، خجلت بمجرد التفكير في الأمر .. ما الذي سيحدث عندما يصبح حقيقة ؟!

انتبهت إليه وهو يمد يده بالطفلة ، أخذتها منه بأيدي ترتعش .. خجله من نظراته لها ..
قال بحنو وهو ينظر للصغيرة ويداعب وجنتيها بإصبعه :
بما إنها بقت بتحب تفضل معاكي وبتفرح أصلًا لما تشوفك، وتحسيها كده بتستنى لما تيجي لروز عشان تفضل معاكي .. فأنا بقولك خليها معاكي عشان اروح ابارك للعرسان وأفضل معاهم جوه .. ولا زهقتي منها ؟

غادة سريعًا :
زهقت اي بس ؟ ده انا حبيتها أوي والله، وكأنها بنتي .

لا تعلم ما سر هذه الابتسامة الحزينة ، وعينيه التي بـات الحزن ظاهرًا بها ..
أخفضت رأسها بحزن عندما تذكرت أمر زوجته .. فهذه النظرة حتمًا ما هي إلا حزنًا عليها !!
قالت بخفوت :
انا آسفه .. بس هيا بجد غالية عليا .

جاسر بنظرة حانيـة :
بتتأسفي على اي ؟ مفيش حاجه .. ده ماضي وعدى وإن شاء الله هقدر اعدي منه ولا كأنه كان في حياتي، وبجد انا بحسك أمها .. على الأقل بتحبيها أكتر منها .. مع إنك متعرفيهاش .. على عكسها .

أنهى حديثه بنبرة ظهر جليًا بها الحزن والأسى .. للحظة شعرت بالغيرة منها ، ومن حبها الذي لا يستطيع التخلص منه .. شعرت بالكره تجاهها مما رأته من حزن في عينيه، ومن حبه لها، ولكن نظرة الحزن بعينه ما هيا إلا حزن على حال ابنته .. أو لا تعلم ؟!

تتمنى شيئـًا واحدًا فقط .. أن تقترب منه وتضمه إليها لتخفف ما بداخله من ألم .. تريد أن يكون لديها حق لها في الاقتراب، تقسم أنها لن تجعله يتذكرها ويحزن يومًا، ستجعله سعيدًا طوال ما هي بجانبه ..

تعجبت من طليقته ، كيف لها أن تتركه ؟! اي قلب لديها ليجعلها تترك شخصًا كهذا ؟!

قالت بابتسامة ومرح لكي تزيل عنه بعض الحزن الذي يحتله :
طب قولي صح .. هو أنت مجبتش مربية .. معنى كده إنك بتعمل كل حاجه كل حاجه ؟

جاسر بعدم فهم :
كل حاجه يعني اي .

غادة بضحكة :
الله بقا .. كل حاجه يعني كل حاجه .

جاسر بضحكة :
وانا كده فهمت اي ؟

صمت للحظة ومن ثم نظر إليها لثوانٍ محاولًا فهم ما قالته وسرعان ما انقلب الصمت إلى ضحك هستيري منه .. مما جعلها تأخذ شهيقًا عميقًا وهي تراه يضحك هكذا ويصبح وسيمًا للحد الذي لا حد لـه .. دق قلبها بعنف بمجرد سماعه لضحكته التي انعشته ..

جفف دموعه التي إنسالت على وجنتيه أثر الضحك وقال بضحكة خفيفة :
اه ياستي بعمل كل حاجه حتى اللي في دماغك .

ضحكت بخفه وقالت :
طب والله كويس أوي .. أنت بجد أب مفيش منك .. ورد محظوظه أوي عشان أبوها هيطلع بالحنية دي .

نظر لها مطولًا .. نظرة جعلتها تعنف نفسها على إندفاعها بالحديث .. جاءت لتذهب للداخل لكنه أوقفها بسؤاله الذي جعل جميع قواها تفر هاربه، جعلت بقايا قوتها التي تظهرها أمامه تتناثر في المكان أكمل .. جعلت قلبهـا ينتفض لسؤاله، نظرت إليه لثوانٍ ودقات قلبها تتزايد أثر السؤال ..

أرادت تكذيب ما سمعته أذنيها .. لكنه قالها بالفعل .. لكن السؤال هنا لماذا يسأل سؤالًا كهذا ؟!

قالت بصدمة :
أنت قولت اي ؟

جاسر بابتسامة واسعة :
كنت بسألك انتي مخطوبة ؟

غادة ببلاهة :
وعايز تعرف لي ؟

نظر لها محاولًا إيجاد كلمة تسعفه مما هو بـه .. هو حقـًا لا يعلم ما الذي دفعه إلى أن يسأل سؤالًا كهذا ؟!
ردد بداخله انه ما هو إلا فضول لمعرفتها .. لكن لا شيء أكثر من هذا، فحتمًا لن يدق قلبه لأنثى وهو ما زال حزينًا على أنثى مثلها .. لكنها ليست مثلها .. هي بعيدة كل البعد عنها وعن أن يفعل وجه مقارنة بينهما ..

أخرجته من دوامة أفكاره حينما قالت بابتسامة وخجل :
لا مش مخطوبة عشان يعتبر لسه مخلصتش جامعتي .. يلا بقا اسيبك عشان اروح اشوف البنات .

ذهبت وتركت عينيه تتبعها إلى أن تصل للداخل بابتسامة خفيفه تزين محياه ولا يعلم سببًا لها .. تنهد براحة لأول مرة بعدما ترك من كانت زوجته .. فقط بسبب ابتسامتها التي تجعله يتناسى ما مر به من متاعب ..

دلف للداخل ببطء وجلس بجانب الشباب يرقص معهما ويضحك بقوة ، ولكنها ما زالت تحتل أفكاره !!
--
أخذ جميع من بالحفل بالذهاب واحدًا تلو الآخر .. كما كل زوج أخذ زوجته إلى شقتهما التي ستجمعهما بالحب ..

توجه أحمد مع زوجته إلى الشقة المخصصة لهما والتي تقبع في الدور الثاني من المنزل المشترك بينه وبين آدم ..

دلفا للداخل وقام هو بإغلاق الباب ببطء تحت نظراته الماكرة إليها التي جعلتها تفرك يديها معًا بسرعة وتوتر يحتلها بالكامل منه .. اقترب منها متحدثًا بهمس :
وأخيرًا اتقفل علينا باب واحد .

اماءت عدة مرات متتالية وهي تبتلع ريقها من قربه الشديد منها .. قالت بتلعثم :
طيب وسع كده .. خليني اغير .

أحمد بمكر :
طيب ولو مبعدتش ؟

لكزته بغيظ ليتابع بضحكة خبيثة :
يا حبيبتي ما أنتي اكيد هتكوني عايزه مساعده مني .

أميرة بغيظ :
لا مش عايزه .

أفسح لها الطريق متمتمًا بتسلية على ارتباكها :
على فكره لو عايزه تمشي كنتي مشيتي .. لكن انتي عجباكي الوقفه دي .

ركضت إلى داخل الغرفة بحياء ودقات قلبها المتسارعة ووجنتيها التي تجملت بحمرة الخجل ..
قامت بتبديل الفستان إلى منامة بيتيه قطنية باللون الأبيض تتناثر بها الورود الزهرية التي جعلتها جميله حقًا .. كما انها تترك العنان لخصلات شعرها تنسال على كتفيها ..

قامت بإرتداء اسدال الصلاة وحجابها وخرجت إليه بهذا المظهر الذي جعله ينظر لها بصدمة لتخرجه هي من صدمته حينما قالت :
اي مش هنصلي ؟

اماء لها بخفه وذهب بها إلى غرفتهما لكي يبدأا حياتهما بالصلاة والدعاء لهما وأن يبارك لهما في حياتهما المقبلة ..

بعد الإنتهاء ... اقترب منها وقربها إليه بجرأة هامسًا بجانب أذنها :
بحبـك .. ومعرفش امته وصلت لدرجة الحب اللي انا فيها دي .. بس المهم في الآخر إني بحبك .

خجلت من حديثه ليحاوطها هو ويذهبا إلى عالمهما الخاص ، العالم الذي حلله الله لهما ، لينعما به سويًـا دون خوف من اي شيء .. فقط السعادة والراحة تحتل قلبهما بهذة اللحظة الذي طال إنتظارها ..

عالم يجعل فراشات قلب كلاهما تحلق عاليـًا فـوق السحاب تعلـن عن بـدء الحيـاة بداخلـه ..
---
انتهيا من الصلاة والتسبيح .. اقترب منها وحاوطها وأمسك بيدها وذهب بها إلى غرفة النوم التي ما إن دلفا إليها اضأت الشاشة التي تضع على الحائط الجانبي للغرفة بصورهما التي تجمعهما مع بعضهما في مراحل عمرية مختلفة .. حيث من عامهما الخامس إلى يومنا هذا .. كما قام هو بدمج صورها التي أخذها من أحمد مع صوره .. ليصبحا بداخل بعضهما ..

أخذت الصور تتبين واحده تلو الأخرى مما جعل دمعه تفر من جفنيها من فرط سعادتها بما تراه .. جفف دموعها بأنامله متمتمًا بمرح :
انتي مبتبطليش عياط أبدًا كده ؟ يعني فرحانه بلاقيكي عيطتي .. زعلانه وده شيء طبيعي هتعيطي .. انتي امته مش بتعيطي ؟

ضحكت بخفه وقالت بصدق :
لما باكل شوكلاته .

عمرو بخبث :
طيب ما تجربي لما تحضنيني .. بما إن الشوكلاته بتتعبك يعني وكده .

حياه بخجل وعفوية :
حاضر هبقى اجرب .

نظر لها بنظرة عاشقـة وماكرة في أن تفعل ما يتمناه :
جربي دلوقتي .

نظرت له بأعين متوتره وقالت بعدم فهم :
اجرب اي ؟

إبتعد قليلًا عنها وتابع :
تحضنيني يا حياتـي .

ما الذي يحدث بقلبها عندما يلقبها بحياته ؟!
تشعر بنفضته التي تجعلها ترتعش خجلًا على أثرها، لذتها حينما ينطقها من بين شفتيه لا يوجد وصفـًا لها .. فقط باتـت تتوق إلى سماعها دومًا .. فهي تشعرها بالسعادة التي حُـرمت منها لفترة كبيرة ، ولكنها متعبه .. لا تعلم بـأن قلبه جاء إليها لكي يجعلها تنسى كل شيء ويبقيـا بمفردهما بدون أحـد .. فقط همـا ..

ردد جملته مرة أخرى حينما لاحظ توترها منه ، لكنها نظرت خلفها ولم تعطيه آية أهمية .. ليردد جملته مرة أخرى جعلها تقترب منه بخطي بطيئة ، متوتره ، خائفة من خبثة الذي لم تعتد عليه أبدًا ..

قامت بلف ذراعيها حول خصره بخجل تمكن منها بالكامل .. ليحاوطها هو بقوة ويجعلها تشدد من احتضانه ومن ثـم يذهبا إلى العالم الذي خُـصص لهما .. لكي يتناسى كلاهما ما يؤلمه وما يحمله القلب من ألم .. ليرويها هو بحبه الطاغي الذي يجعل روحها بـالعشـق تتجـدد، وقلبهـا بقربـه ينبـض باسمـه .. فهو أصبح جـزءًا منـها بل أنـه هـو هيـا .. جسديـن بروح واحـده ..
---
- هو لازم يعني يا وعد نعمل كده ؟

قالها يوسف بغيظ وهو يقف مع زوجته في غرفتهما يرتديان ملابس مشابه لملابس "روبانزول ويوجين" التي تعشقهما وعد .. ممسكًا بيده الهاتف الذي يحاولان مرارًا وتكرارًا تصوير مقطع فيديو منذ نصف ساعة تقريبًا ولا يستطيعان ..

تمتمت وعد بحزن :
ده حلم حياتي يا يوسف .. هتخليني اتخلى عنه بالسهوله دي ؟

كتم ضحكتة بإعجوبة وقال :
حلم حياتك ؟

اماءت وعد وقالت بابتسامة جانبيه :
ايوه حلم حياتي .. واهو هيتحقق ويلا بقا .

قبل وجنتيها سريعًا وقام بمد يده للأمام بالهاتف وقام بالضغط على زر تسجيل الفيديو ليتحدث هو بمكر مقلدًا صوت "يوجين" :
وبعد سنوات من الألحاح الرهيب الطويل، وافقت اتجوز وعد .

وعد بجانب عينيها :
يـــووسـف .

يوسف بتصحيح :
ماشي انا اللي ألحيت .

وقام بمحاوطتها ومن ثـم أغلق الهاتف متمتمًا بخبث :
اهو خلصنا من تصوير الفيديو اللي لينا نص ساعه بنحاول بنعمله .. سبيني بقا انا كمان اشوف حلمي .

وعد بتوتر :
لا استنى هنعمل فيديو تاني .

يوسف :
ولا ربع فيديو حتى .

ابتعدت عنه وقالت بفرحة :
صح هوو انا مقولتلكش كان صوتك عامل ازاي انت وبتغنيلي .. كنت مبسوطه أوي يا يوسف .

اقترب يوسف وأمسك بيدها لكي يدلف بها إلى غرفتهما :
عارف انك كنتي مبسوطه .. تعالي بقا .

وعد باعتراض :
لا انا جعانه .. هتخليني انام اول يوم في بيتك وانا جعانه ؟ والله اتصل بماما واقولها مش راضي يخليني أكل وها .

انفجر ضاحكًا متمتمًا من بين ضحكاته بخبث :
اه زي ما قولتيلي يا ماما الحقيني ده بيتحرش بيا .

وعد بضحكة خفيفة :
هو انت لسا فاكر ؟

انهت حديثها وهي تركض للغرفة وجاءت تغلق الباب ولكنه كان أسرع عندما ركض خلفها وقام بامساكها بقوة مقربًا إيها إلى قلبه ، ليحيى كلاهما في بحـر حبهما الجميل الذي سيصبـح من أجمل القصص التي سيرويهـا كلاهما لأطفالهم ..
---
ممسكًا بيدها يصعدان على السلم بتمهل .. يختلس النظرات لها مما جعل خجلها يزداد بقربـه ونظراته تلك التي تكـاد تخترقهـا ..
وصلا إلى الطابق الثالث حيث تقبع شقتهما التي ستكون شاهـدة على الحب الذي ستنعـم بـه .. والحنـان الذي ينتظـرها والتي تهرب بعينيهـا إلى كل مكان عـدا عينيه ..

قام بفتح الباب ولكنه كان يقف أمامهـا حيث لا تستطيع الدلوف إلى الداخل .. تمتمت بتعجب :
اي يا آدم .. ما توسع خليني اعدي .

أسند جسده على الباب وقال بنظرة ماكرة :
ما تدخلي .. هو انا قولتلك متدخليش .

نظرت لـه بغيظ وما لبثت أن تخطو خطوة للأمام إلا وكانت بين ذراعيه .. شهقت بقوة وهي تتمتم بتذمر :
يا آدم حرام عليك .. والله بخاف .

دلف للداخل بلامبالاه وقام بإغلاق الباب بقدمه ومن ثم دلف إلى غرفتهما ووضعها بحنو إلى الفراش وأخذ شهيقًا عميقًا جعلها تهتف بقلق :
آدم .. مالك ؟

جلس إلى جوارها وأمسك بيديها بكلتا يديه ناظرًا إلى عينيها بشوق ولهفة ظهرت جليًا في عينيه تمتم بهدوء :
حضنك بقا ليا .. ابصلك من غير خوف .. أمسك ايدك عشان اطمنك لو كنتي خايفه، اقولك بحبك في اي وقت، عيوني تبص لملامحك بحرية عشان تعبت من كتر ما بتسرق النظرات منك .. بقيتي ملكي يا روز، عارفه يعني اي ملكي ؟

اماءت بخجل ووضعت يدها على وجهه تجفف هذه الدمعه التي تحررت من بين جفنيه ..
نظرت إلى ملامحه التي حُفـرت بداخل قلبها .. قالت بابتسامة محببه لقلبه :
عارفه .. زي ما انا عارفه إن قلبي محبش قبلك .. هو كان ليك من البداية يا آدم .. ومش هيدوق معنى العشق غير على ايدك أنت .. فرحتي باليوم ده إني بقيت ليك مكنتش اتصورها .. المهم إني مبسوطه .

آدم بضحكة :
والمهم إني بحبك .

ضحكت بخفه وقالت بخجل :
طيب يلا نصلي .

اماء لها بهدوء وقلب ينبض بالحياة من أجلهـا .. ذهبا كلاهما وقاما بتبديل ثيابهما ومن ثم توجها إلى الغرفة المخصصة للصلاة وشرعا بالصلاة .. لكي تبدأ حياتهما بذكر الله والدعاء لحياتهما الجديدة بأن يبارك بها ويزرع الحب والـود بينهما ..

بعد الإنتهاء ... أخذها إلى البلكون الذي وضع بها أرجوحة كما تحـب .. جلسا بجانب بعضهما بصمت ، فقط هو ينظر إليها بهيام مما أخجلها وجعل الحمرة تتسرب إلى وجنتيها سريعًا .. قطعت هذا الصمت بابتسامة واسعة وفرحة ظهرت جليـًا في نبرتها حينما قالت :
مبسوطه أوووي إننا هنبدأ حياتنا بزيارة بيت الله الحرام .. لا ده انا هموت من الفرحة كل ما افتكر إننا بكرة هنكون هناك .

آدم بحنو :
بعد الشر عليكي يا روح القلب .

إبتسمت بخجل وتساءلت ببلاهة :
روح القلب ازاي ؟ هو القلب فيه روح ؟

ضحك بصخب وأجابها وهو يشدد من احتضانه عليها :
ايوه طبعًا القلب ليه روح .. وأنتي روح القلب، واللي من غيرك ميبقدرش يعيش ولا يتنفس .. عامل زي السمكة لما بتخرج من الميه بتموت، عشان الميه هيا اللي بتخليها عايشه .. وأنا قلبي في حبك زي السمكه، بعدتي عني هيموت .

روز سريعًا :
ربنا يحفظك ليا يا آدم .

آدم بخبث :
أنتي روح آدم نفسه أصلًا .

ظلت ساكنة بين أحضانه ، فقط تستمع إلى دقات قلبـه المتسارعة بقربها منـه التي تجعل ابتسامتها تتزايـد .. وكأنها تعزف مقطوعة موسيقية بداخل قلبهـا تجعـل الروح تتجدد بداخلـه .. ويصبح النبض لـه فقـط ..

قطع هو هذا الصمت حينما قال بحب :
يلا ننام عشان نلحق نصحى بدري ونجهز نفسنا عشان حياتنا الجديدة .. اللي بإذن الله هنبقى مبسوطين فيها .

ذهبت معـه إلى الداخل وهو مازال ممسكًا بها بكلتا يديه يحاوطها بحنو ليذهب بها إلى العالـم الذي كان يتـوق أن يأتـي منذ أمـد ..

يعترف أنـه بـذل الكثير لكي يصل إليها وتصبح من نصيبه .. لكنه يقسم بـأن فرحته اليوم جعلتـه يتناسى أي تعب مـر بعمـره وكأنـه لم يكـن حزينـًا يومًا ..

ليصبحا جسـدًا واحـدًا بروح واحـده أيضـًا ..

النهاية

اليـوم التـالـي ... الساعة الخامسة صباحًـا ..

يجلس الجميع في حديقة منزل يوسف .. حيث يجلس الشباب مع بعضهما والفتيات مع بعضهما يتحدثان قليلًا قبل ذهابهما إلى بيت الله الحرام ..

" عند الشباب "

تمتم آدم بفرحة :
والله يا شباب قعدتنا ولمتنا دي بالدنيا كلها .. ربنا يديم جمعتنا يارب .

عمرو بابتسامة :
الواحد كان وحيد وميعرفش حد غير أهله وبس .. ظهرتوا انتو وبقيتوا الاهل والسند اللي بجد .

يوسف بغرور مصطنع :
لولايا انا مكنتوش عرفتوا بعض .

آدم بضحكة :
اه والله .. أنت اول مرة تعمل حاجه صح .. وحاجه جميلة بجد والله .

عمرو بضحكة خفيفة :
صدفتكوا كانت من أجمل الصدف اللي في حياتي والله .

أحمد بضيق :
ما خلاص يا اخويا منك ليه .. شغالين تحبوا في بعض وهاتك يا كلام .

يوسف بضحكة عالية :
الله مش بنقول اللي حاسينه .. يعني التغيير الشاسع اللي حصل في حياتنا ده بمجرد صدفة جمعتنا بعمرو .. فمن الطبيعي إننا نعشق الصدفة دي ونفضل نتكلم عنها عشان هيا سبب فرحتنا دي .

عمرو بحرج :
ما تقولوش كده .. إحنا اخوات وهنفضل طول عمرنا كده بلمتنا وإننا إيد واحده ديما بإذن الله .. وبعدين برضو الصدفة دي كانت عشان تعرفني بحياتي .

أنهى حديثه وهو ينظر لها مما جعل أحمد يتمتم بحنق :
على فكره هيا حياتي انا .. والاسم ده انا بس اللي بقولهولها .

عمرو بجانب عينه :
ما بلاش أنت يا بو نسب .. بلاش أنت .

انفجر يوسف وآدم ضاحكين ليتمتم آدم بحب ليوسف :
انا الحمدلله يوسف مبيقوليش اي حاجه من الحاجات دي .. صح يا يوسف ؟

يوسف بغيظ :
لا طبعًا مش صح، وتاني مرة لما تيجي تحضنها متقربش عليها أوي كده .

نظر له آدم شزرًا لينفجر الشباب عليه ضاحكين وكل منهما قلبه سعيد بهذا التجمع الذي يجعل قلوبهم جميعًا تحلق عاليـًا .

" عند الفتيات "

هتفت أميرة بفرحة :
يـا بنـاااات، وبقينـاا جمب بعض .. يعني على طول هنقعد مع بعض .

حياه بحنق :
انا بعيده عنكوا .. تعرفوا لو اتجمعتوا ومحدش قالي هموتكوا .

روز بضحكة :
لا متخافيش .. منقدرش نقعد في مكان من غيرك أصلًا .

وعد بابتسامة :
سبحان الله .. كنت أنا وأميرة وغادة بس صحاب .. ويعتبر انا وأميرة بس .. غادة مكنتش بتقعد كتير معانا .. جيتوا انتو وبقينا إحنا الخمسة زي الأخوات وأكتر .. امكن والله لو معايا خوات مكنتش هقعد معاهم الوقت ده كله .. انتو بقيتوا أغلى من الروح .

أميرة :
اه والله يا وعد .. من يوم ما اتعرفنا على بعض وإحنا مش بنسيب بعض ثانية .. وكأننا عايشين في بيت واحد .

نظرت وعد إلى زوجها وقالت :
إحنا سايبينهم لوحدهم لي ها ؟

روز :
عشان اكيد هما كمان بيتكلموا زينا كده .. وعن اول يوم ليهم مع بعض .

وقفت حياه وقالت بخجل :
لا يلا خلينا نروحلهم .

أميرة بغمزة :
ايـوووه يـا عم .. بقينا مبنقدرش نستغنى عنه .

لكزتها في كتفها بخجل وذهبت إلى زوجها تجلس إلى جواره .. تتبعتها الفتيات وكل منهما جلست بجانب زوجها ..

بعد وقت لا بأس به من الحديث المتبادل بينهما جميعها .. قاما وذهب كل زوج إلى سيارة جاسر ليضع الحقائب الخاصة بهما .. ومن ثـم صعدت كل منهما إلى جانب زوجها بطمأنينة تسري بداخلها .. بينما والدة عمرو التي أصر أحمد على جلوسها بجانبهما ..

لينطلق جاسر بهما إلى المطار لكي ينهيا مناسك العمرة بجانب من يُـحب .. لتبدأ حياتهما بزيارة بيت الله الحرام .. ولا يوجد أجمـل من ذلك ...
تمـت بحمـداللـه
يارب تكون النهاية نالت اعجابكم ويكون الأنتظار ليها بجد يستحق 
هستنى كلامكوا واقتباساتكوا اللي هتدخل البهجة جوه قلبي 
google-playkhamsatmostaqltradent