رواية عزلاء أمام سطوة ماله بقلم الكاتبة مريم غريب الحلقة الأخيرة كاملة
رواية عزلاء أمام سطوة ماله |
رواية عزلاء أمام سطوة ماله الفصل الأخير (النهاية)
يا له من غبي !أوصلتها "فريال" له في هذه اللحظة ... أمسك بيد "سمر" و وضعتها في يده و هي تقول مبتسمة :
-إنهاردة فرحتي بقت كاملة فعلا . بيحيى الصغير أولا و بعدين صافي و إنت و مراتك يا عثمان
إوعدني إنك هتحافظ عليها و علي إبنك . إوعدني إنك مش هتخذلها تاني أبدا !
نظر "عثمان" إلي أمه ، ثم نظر إلي زوجته و قال بإبتسامة واثقة :
-أوعدك يا ماما.
تنهدت "فريال" براحة غامرة ، ثم ضمت "يحيى" الصغير إلي صدرها و قالت :
-أنا هاخد يحيى حبيبي و نروح نقعد هناك . و إنت يا عثمان خد سمر و أرقصوا زي صافي و صالح يلا !
و أثناء الرقصة ..
عثمان و هو يطوق خصر "سمر" بقوة :
-إنتي ساكتة ليه ؟
سمر بإرتباك شديدة بسبب نظراته المتأهبة لأقل تصرف لها :
-و هتكلم أقول إيه يعني ؟!
ضمها "عثمان" إليه أكثر و غمس نظرته اللماعة في عينيها ، ثم قال هامسا :
-قولي أي حاجة . سمعيني صوتك بس
إنتي عارفة إن شكلك حلو أووي ؟ و إنتي لابسة الأبيض أحلي من صافي . دي أكيد فكرة ماما صح ؟
أومأت "سمر" بصمت ، فضحك و عانقها و هو يقول :
-آااه مش عارف لولا ماما دي كنت عملت إيه ؟؟؟
جحظت عيناها بصدمة لفعلته و حاولت أن تفك يده من حولها ، لكن ذراعاه كتفتا يديها تماما فلم تستطع تحركيهما حتي ..
-عـ .. عثمان ! ممكن تشيل إيدك ؟ إحنا وسط الناس !!
عثمان بنصف عين :
-مشكلتك إننا وسط الناس يعني . أووك تعالي ياستي.
و سحبها معه بعيدا عن الحضور ليستقرا خلف شجرة كبيرة وسط الحديقة ..
-همم كنا بنقول إيه بقي ؟! .. سألها "عثمان" و هو يضع يديه حذو رأسها محاصرا إياها من الجهتين
سمر بتوتر شديد :
-إنت مجنون ؟ الناس يقولوا علينا إيه و هما شايفينك مجرجرني كده لحد هنا ؟؟؟
عثمان بعدم إهتمام :
-يقولوا إللي يقولوه يا حبيبتي إنتي مراتي.
سمر بتماسك :
-بس أنا لسا ماسمحتكش.
عثمان بضيق :
-يعني أعملك إيه يعني يا سمر ؟ أخدك قدام الناس و أوطي علي رجلك أبوسها ؟؟!!
نظرت له بحزن و قالت :
-إنت عملت فيا حاجات وحشة كتير ! .. و إنهمرت الدموع من عيناها
جذبها "عثمان" نحوه و قال بأسف :
-أنا عارف . بس ندمان و الله
صدقيني دلوقتي أنا عايز أعوضك بجد و أعيش معاكي في هدوء إنتي و إبني . يا سمر إنتي مراتي . إفهمي مستحيل أهينك تاني بأي شكل من الأشكال.
الدموع تنهمر أكثر من عيني "سمر" و هو يعانقها بشغف و حنان ، و أكمل :
-سامحيني لإني إستغليتك من الأول و كنت وحش معاكي . سامحيني يا سمر و إنسي كل حاجة وحشة عملتها فيكي
إنسي عشان يحيى قبل ما يكون عشاني أنا و إنتي.
أرخت "سمر" رأسها علي كتفه ، و راحت تسمع نبض قلبه بوضوح ، ثم قالت بنبرة مرتعشة :
-مش هسامحك و لا هنسي إلا بعد ما توعدني بحاجة !
عثمان بإسراع :
-أي حاجة . إطلبي يا سمر كل إللي إنتي عايزاه هيبقي ملكك.
-قولتلك ده وعد مش طلب.
-طيب .. عايزاني أوعدك بإيه ؟!
سمر و قد رفعت وجهها لتنظر بقوة في عينيه :
-تصلي . إوعدني إنك هتبدأ تصلي و إنك عمرك ما هتبطل أبدا.
عثمان بإستغراب :
-إشمعنا الصلاة بالذات يا سمر ؟
سمر بإبتسامة خفيفة :
-الصلاة هتقربك من ربنا . و طول ما هتكون قريب من ربنا عمرك ما عتظلم حد و لا هتظلمني.
نظر لها بحب ، و إنحني ليعانقها ، فعانقته و لم تصدق مدي سعادتها ..
همس "عثمان" بأذنها :
-أوعدك هصلي . من الليلة
أوعدك مش هاسيبك أبدا و لا هاوصلك لمرحلة الضعف زي ما عملت قبل كده و ضيعتك . أوعدك يا سمر.
و صمتا عند هذا الحد ، و راحا يعانقان بعضهما البعض .. و بعد عدة دقائق لم تحسبها "سمر" إبتعدت عنه قليلا و سألته :
-طيب و ملك ؟
عثمان بدهشة :
-ملك ؟ مالها ؟!
سمر بشك :
-عمرك ما هتفرق بينها و بين يحيى ؟ إنت عارف إنها مهمة بالنسبة لي.
عثمان بإبتسامة :
-فاكرة لما قولتلك قبل كده إني بعتبرها زي بنتي ؟
إطمني . أنا كمان بحبها و عمري ما هفرق في المعاملة بينها و بين إبني .. ثم رفع حاجبه سألها :
-همم ! عايزة تقولي حاجة تاني ؟؟
كانت ستقول شيئا أخر ... لكنه وضع يده علي صدرها ، فوق قلبها مباشرةً ، فوجدت لسانها ينطق من تلقاء نفسه :
-بحبك !
إبتسم "عثمان" و تولت قبلته الحارة التعبير عن المشاعر التي عجزت شفتاه عن تحويلها إلي كلمات ..
"تمت"
- ملحوظة: يوجد جزء ثاني وهي رواية سل الغرام انقر هنا لقرأتها كاملة