الفصل التاسع "9" من رواية حكايات اربع بنات للكاتبة عفت بشندي
رواية حكايات أربع بنات كاملة |
حكايات أربع بنات البارت التاسع 9
دق الباب لتدخل شوق منتشية: بنات.. عاوزاكم
حنين بفرحة لفرحتها: اؤمرى يا عروسة
شوق صاغطة على شفتها السفلى: عروسة.. هو سي عصام قالكم ولا ايه
زهرة بتساؤل: قالنا ايه
شوق بخفر: انه يعنى.. انه هييجى انهاردة. يخطبنى منكم
حنين بدهشة: مننا احنا
شوق بابتسامة: مانتوا عرفتوا بقى الحكاية وما فيها.. لا فى عيلة ولا اهل.. ومعنديش اعز ولا اجدع منكوا
صفقت باتسى بيديها بجذل: ووواو. اى ام اكسايتد
شوق بقلق: لا كدة هتخربى الجوازة
والتفتت لزهرة: دخليها جوة تنسترى
باتسى بسرعة: لا خلاص خلاص هقعد ساكتة
شوق محذرة: واياكى ترطنى
باتسى باسماءة: ومش هرطن.. حاضر
حنين مفكرة: طب لازم نعمل حاجة حلوة بقى للعريس
زهرة بحماس: ادخلى نت طيب شوفى وصفات سهلة وسريعة.. مافيش وقت ننزل عاوزين نزوق العروسة
قسمن انفسهن.. فدخلت حنين وزهرة المطبخ وتولت باتسى زينة شوق
حنين بتوتر: بصى انا هعمل بسكوت عفت بشندى السريع وازوقه بمربى وسكر بودرة يبقى شكله شيك زى السابليه
زهرة بحماس: وانا هعمل الشاتوه بتاعها بردو.. لما جربناه كان حلو اوى
عملن كخلية نحل وانجزن بسرعة وارتدين ملابسهن وانتظرن العروس..
خرجت شوق فاتسعت اعينهما.. فقد تضاعف جمالها بزينة رقيقة وعباءة من اللون الباذنجانى اضفى لوجهها جمالا فوق جمالها
حنين باعجاب: ايه الحلاوة دى يا شوشو.. ماتخيلتكيش هتبقى عسل اوى كدة
ياتسى بفخر: شوفتوا لمساتى
زهرة مشاكسة: اخيرا لقينالك فايدة يا منكوشة
دق الباب ليتوترن جميعا.. تذهب كل فى اتجاه وتعود لتدور حول نفسها..
حنين مهدئة: يراحة براحة.. ادخلى جوة يا شوق.. اقعدى يا باتسى وخبى عصاية المقشة مش منظر يعنى.. وانا وانتى يا زهرة نفتح الباب
فتحا الباب ليدخل عصام مرتديا بنطاليا كحليا ضيقا وجاكيت بنفس اللون وقميص ارجوانى.. ويحمل بيده باقة زهور صغيرة.. ودخل معه عماد.. يشبهه كثيرا ولكن ينقصه القوام الرياضى ويزيد عليه الشيب الذى اعطاه وقارا .. وكان يرتدى حلة سوداء وقميصا لبنيا...
جلسوا جميعا.. وبعد الترحيب والكلمات المعتادة.. دخلت حنين واتت بشوق تمسك صينية عليها العصائر والحلوى.. تكاد تتعثر فى خطواتها..
قام عصام حين رآها ووقف منبهرا: بسم الله ماشاء الله
ارتبكت شوق اكثر حتى كادت توقع الصينية لتتلقفها زهرة وتقدم لعماد والذى قال: ماشاء الله ربنا يحرسك
جلست شوق ووجهها للارض دون كلمة..
ظلوا صامتين فترة.. ثم تنحنح عماد بادئا الحديث: احنا جايين انهاردة نطلب ايد الست شوق لاخويا عصام.. وهى طلبت اننا نطلبها منكم وانكم اخواتها
حنين بابتسامة: واحنا شرف لينا انها تعتبرنا اختها وشرف بردو ان عصام يكون جوز اختنا
نظر كل من عماد وعصام لبعضهما قبل ان يقول عماد منهيا التردد: بس فى حاجات لازم تعرفوها الاول
نظرت زهرة لشوق بتردد: طيب لو تحبوا تتكلموا مع شوق لوحدها نقوم احنا
اشارت باتسى الفضولية برأسها ويدها رافضة.. لتنظر لها حنين زاجرة
عصام معترضا: لا يا ست زهرة.. ست شوق اختارتكم اهلها.. وعشان كدة تبقوا اخواتى واهلى بردو.. وهحكى ادامكم عشان ندخل على نور
ثم نظر الى شوق طويلا.. ليحسم امره بعدها ويقول: انا كنت مسجون يا ست شوق
ارتفعت اعين شوق بصدمة تساوى صدمتهن جميعا.. وتغيرت ملامحها وتجمعت العبرات فى عينيها
عماد مدافعا: ظلم والله يا ست شوق.. وربنا يعلم
نظرن له بامل.. لتقول حنين بصوت متحشرج: طب ممكن نفهم بالراحة
كانت عينا عصام متعلقة بعينى شوق اللائمة.. ولم يتحدث.. فقال عماد شارحا: عصام اخونا الصغير بس اشطرنا.. وابويا قبل ما يموت ادى لكل واحد مننا نصيبه ف ماله على حيات عينه عشان نشتغل بيه بدل ما نشتغل عند الغريب.. انا اشتغلت ف الخشب ودا كارى من زمان.. عصام بقى اشتغل ف كل حاجة واى حاجة.. وعادل اخونا الكبير عشان طول عمره كسلى ومالوش ف الشغل شارك عصام
قال عصام محسنا صورته: وفعلا كبرت الشغل وعملت تجارة كان الناس بتتحاكى بيها.. ومن غير قرش حرام ولا مليم رشوة ولا اكرامية
اكمل عماد: شوية وعصام لقى عادل بيسحب كتير.. دور واطقص لحد ما عرف انه بيتعاطى مخدرات.. وقفله واتخانق معاه وهدده بفض الشركة عشان يتراجع.. قام ضحك عليه وفهمه انه بطل
كانت انظار شوق مصوبة على عصام.. فرأت العبرات تتجمع فيها
واكمل عماد: وف يوم البوليس استنى عصام على باب بيته.. كان جايلهم اخبارية ان عنده مخدرات ف عربيته.. فتشوا ولاقوا فعلا.. ماجاش ف دماغنا خالص انه اخونا لحمنا ودمنا اللى عمل كدة.. وهو كمان مثل علينا انه هيموت عليه.. وقت التحقيقات قاله التجارة هتقع يا عصام.. اعملى توكيل امشى الدنيا.. وعصام طبعا مستأمن اخوه
نظر لهن عماد يرى وقع قصته.. واكمل: طبعا نقل ملكية كل حاجة باسمه.. ومش كدة وبس.. خد مراته
شوق بصدمة ثانية وهى تكاد تبكى: مرات مين
عصام بحزن: مراتى انا
اتسعت عينا شوق ونزلت دموعها
عماد موضحا: كان كتب كتاب بس مش جواز. وكانت عاوزة عصام يكبر تجارته بالرشاوى والتزوير ورفض.. لعبت على عادل لما لقته على طول عاوز فلوس.. وفعلا ساب مراته وعياله وحبس اخوه واتجوزها
باتسى بصدمة: اتجوزها.. اتجوز مرات اخوه ازاى
عصام بحزن شديد: اول ما حصلت الحكاية لقيتها رفعت قضية طلاق.. قبل ثبوت القضية والحكم وكله.. قمت طلبت مقابلتها.. جت فاكرانى هتحايل.. قلتلها كلمة واحدة بس.. انتى طالق.. وخرجت..
عماد منهيا القصة: ربنا العالم ان مفيش حرف كدبنا فيه يا ست شوق.. وكان ممكن نخبى او ندعى.. لكن انا عاوز اخويا يبتدى دنيا على نور ومية بيضا
وربط على كتف عصام: الواد دا جبل واتحمل كتير.. وهو اطيب واحن حد فينا.. لدرجة امى راحت حزن عليه وهى غضبانة على عادل
سكتوا جميعا انتظارا لقول شوق.. ولما ظلت ناظرة للارض قام عصام واشار لعماد: قوم يا عماد. طلبنا شكله اترفض
عماد محاولا: لا هى اكيد محتاجة وقت
قبل ان يرد عصام قالت شوق: لا مش محتاحة وقت
ووقفت امام عصام لتتقابل نظراتهما.. كانت دقات قلب عصام كالطبول.. ويداه ترتعشان.. ويتصبب عرقا.. حتى قالت شوق: موافقة
اتسعت عينا عصام بعدم تصديق: موافقة.. موافقة على ايه
شوق بخفر: هيكون على ايه يابو المفهومية
ابتسم عصام بفرحة واتسعت معه ابتسامات كل الحضور.. كان عصام يود ان يحضنها بين ذراعيه فى تلك اللحظة.. وامسك نفسه بصعوبة.. وقال وهو ينهج: بجد.. بجد يا شوق.. عهد عليا ادام ربنا لاخليكى اسعد واحدة ف الدنيا
شوق بحبور: وعهد عليا ابقى امك واختك ومراتك وكل حاجة ليك
عماد بفرحة: ماتسمعونا زغروتة يا بنات
اطلقت شوق اول زغرودة لتتبعها البنات.. ويقمن باحتضانها وهن يبكين من فرحتهن
حنين بحب: ربنا يسعدك يا احلى واطيب شوق ف الدنيا
زهرة لعصام بتحذير: اياك يا عصام تزعلها.. دى ليها تلاتة رجالة ياكلوا الزلط
عصام بامتنان: لا يا ست زهرة.. عمرى تحت رجليها.. ويا ريت تعتبرونى راجلكم كلكم.. اخوكم وجوز اختكم
شوق بحب: يخليك ليا يا سيد الناس
ثم اضافت بلهجة ذات مغزى: يا اول راجل يدهل حياتى وقلبى
اتسعت عينا عماد.. وضاقت عينا عصام: اول راجل؟؟
شوق بحبور: ايوة يا سي عصام.. اول راجل ف عمرى كله
عصام بتلعثم: طب.. يعنى.. ازاى..
حكت له شوق ما حكته قبل ذلك.. لتتسع ابتسامته اكثر واكثر: دانا ربنا بيحبنى اوى بقى
شوق بدلال: كانت تفرق معاك اوى يعنى
عصام بحماس: طبعا.. انا اصلا ماكنتش عارف اتخيل حد لمس طرف عبايتك قبلى
حنين بسعادة: اديكوا انتوا الاتنين صبرتوا ونولتوا
باتسى صائحة: يلا بقى.. الفاتحة
قرأوا الفاتحة جميعا فى جو من الحب والود..
عصام براحة: لو تسمح ست البنات بكرة ننزل نجيب الدبل بقى
ارتعشت شوق من الفرحة
عماد معترضا: لا بكرة الحد.. خليها الاتنين وتلبسوها هناك
باتسى معترضة: لاااااااا... يلبسوها يوم الخميس اكون فكيت التابوت اللى فيه رجلى دا.. ونعمل بارتى جامد اوى لشوق
برقت لها شوق لتقول بخوف: قصدى حفلة
اخذت حنين معها بعضا من السابليه الذى صنعته امس فى علبة صغيرة وهى ذاهبة للعمل.. وعلبة اخرى بها شاتوه..
كان العمل كثيرا فاقترحت حنين ان يتناولا افطارهما سويا فى المكتب اثناء العمل
خرج شريف ليملى عليهما بعضا من تعليماته ودخل مرة اخرى.. دون ان يلاحظ ان فمهما مليئان بالطعام ويحبسان نفسيهما.. وحين دخل ضحكتا بشدة
نورا لاهثة: كنت هتخنق.. حرام والله
حنين تكاد تشرق: تخيلى لو كان المفروض نرد
نورا ضاحكة: كانت هتبقى زروطة
سألتها حنين بفضول: وهو مش هياكل
نورا بضيق: لو فى وقت بيطلب اكل.. واليومين دول مفحوت.. صعبان عليا والله..
حنين بغيظ: صعبان عليكى واحنا مش صعبانين عليكى.. دا مطلع عينينا
نورا مدافعة: انتى لسة ما تعرفيهوش.. هو ذوق ومحترم وبيراعى اللى بيشتغلوا معاه.. ولولا اخاف يتعصب كنت جبتله اكل ودخلتهوله
نظرت لها حنين بتفكير.. ثم اتخذت قرارها ونفذته.. اخذت علبة السابليه ودقت بابه..
نورا بصدمة: يا مجنونة انتى بتعملى ايه..
اشارت لها حنين بالانتظار.. ودخلت حين سمح لها..
شريف دون ان ينظر لها: نعم
حنين بابتسامة: اتفضل
التفت لها شريف بدهشة: ايه دا
حنين شارحة: احنا ما نزلناش البريك وفطرنا هنا.. وحضرتك كمان ما نزلتش فممكن تشاركنا بحاجة بسيطة
قطب شريف حاجبيه: مش بفطر
حنين ببساطة: ماهو دا مش فطار.. دى حاجة بسيطة كدة تسند عبال ما تتغدى
نظر شريف للعلبة ثم نقل ناظره لها يتأملها: دا شاريينه
حنين بحرج: لا عاملاه..
شريف بهدوء: ميرسي لذوقك بس انا فعلا مش بفطر
حنين ببساطة: اكسر القاعدة انهاردة بس.. واحنا طالبين نسكافيه هزود لحضرتك واحد..
شريف عائدا لعمله منهيا الحوار: شكرا يا انسة حنين على اهتمامك.. بس حقيقى مش بفطر
خرجت حنين دون ان تأخذ علبتها.. نظر مبتسما.. ثم تناول واحدة.. اعجبته..
دخلت بعدها حنين بالنسكافيه.. لينظر لها شريف ويقول بتصميم: مش بشربه.. هاخد قهوة
حنين بابتسامة: السابليه عجب حضرتك؟
شريف مدعيا العمل: قلتلك مش بفطر
نظرت له حنين مبتسمة.. واعطته منديلا ورقيا.. وقالت بخبث: طب يا ريت تمسح السكر اللى نط على وش حضرتك
وخرجت تخفى ضحكتها.. وهو الآخر ابتسم بشدة
- شريف بيه موجود
نظرت حنين لمحدثها.. شاب طويل يقارب طول شريف.. ابيض البشرة شعره باللون البنى الفاتح وعيناه باللون الاخضر الزرعى.. جسده معتدل يرتدى قميصا كحليا وبنطالا باللون الكاكى.. ويبتسم ابتسامة رقيقة
حنين بعملية: اؤمر حضرتك
الشاب: فى معاد بينى وبينه
حنين: اتشرف باسم حضرتك
الشاب: سيف الدالى
اتصلت حنين بشريف على الهاتف الداخلى
- نعم
- سيف بيه الدالى موجود
- ثوانى
اغلق الهاتف بسرعة مما ادهش حنين.. وقبل ان تضع سماعة الهاتف وجدته يخرج معانقا لسيف.. واخذه ودخلا..
شريف بفرحة: ايه يابنى دا كله.. مصر ما وحشتكش.. طب بلاش مصر.. انا ما وحشتكش
سيف بمحبة: والله يا شريف ما كان واحشنى غيرك
شريف معاتبا: انا بس.. ووالدتك؟
تجهم وجه سيف: جتلى كذا مرة..
شريف بتعجب: ولسة ماصطلحتوش
سيف بلامبالاة: ولا يفرق عندى ولا عندها
شريف مندهشا: ازاى يعنى.. دانت وحيدها وعارف غلاوتك عندها
سيف بمرارة: اوى.. عشان كدة حرمتنى من اهم حاجة ف حياتى
شريف مدافعا: حتى دى كانت فاكرة انها بتعمل لمصلحتك
سيف ملوحا: ادينى سيبتلها الجمل بما حمل.. وسافر
شريف بلوم: والشركة وقعت
سيف دون اهتمام: مليش فيه.. المهم انى عملت شركتى انا ونجحت.. فلوسها بقى تزيد تقل هى حرة فيها
شريف منهيا الحوار: سيبك المهم انك هتقضى معايا انهاردة
سيف بمعزة: انا جيتلك عشان واحشنى وانا ورايا الف حاجة والمفروض استلم المقر بتاعى.. نخليها بعد يوم ولا اتنين
شريف ممسكا علبة حنين: طب ايه تدوق دا
سيف ناظرا فى العلبة: ايه دا.. ومن امتى بتفطر
ابتسم شريف: من انهاردة
كانت زهرة تعمل فى تغليف منتجاتها.. حين دق هاتفها برقم غريب
زهرة بآلية: السلام عليكم
- ودينى لاكسرلك مناخيرك يا بنت الكلب
زهرة بصدمة: مين معايا
- نسيتى صوتى.. انا اللى فتحتى دماغى.. واللى هدفعك تمن عملتك دى غالى اوى
اغلقت زهرة الخط والقت الموبيل وجلست ترتعش.. ظل يتصل وهى تنظر للهاتف برعب.. حتى وضعته على القائمة السوداء
لم تستطع التفكير.. فاتصلت بشوق لتتخبرها انها تشترى بضائع لمحلها ومعها عصام
شوق بقلق: فى ايه طيب طمنينى
زهرة بصوت مرتعش: فوزى كلمنى
شوق بصدمة: يا لهوى.. طب جايالك حالا
اغلقت الخط.. لتجد رقمه قد اتصل عدة مرات. توترت اكثر.. هل تتصل بحنين؟ ماذا ستفعل لها وهل تجعلها تترك عملها؟
بيد مرتعشة امسكت رقم جاسر.. هل تتصل به؟
حسمت امرها ودقت عليه.. ليجيب: السلام عليكم
زهرة بصوت لا يكاد يسمع: عليكم السلام.. استاذ جاسر انا زهرة
جاسر بصوت قلق: اهلا انسة زهرة.. مالك
زهرة تكاد تبكى: فوزى اتصل بيا
جاسر باقتضاب: ربع ساعة واكون عندك