الفصل السادس عشر "16" كامل من رواية ربع دستة ظباط للكاتبة أسماء جمال سوما
رواية ربع دستة ظباط الفصل السادس عشر 16
حلم فتحت صدر عبايتها و فهد دوّر وشه بعيد و اخد خطوه لورا : اهو حتى شوف ، شوف
شدته عليها و حاولت ترفع إيده على صدرها برقبتها و بتشاور بإيدها التانيه ع نفسها : شوف لمستك ! قربك ! ده انا اول ما صحيت و لقيت ده قولت إنك
وقفت بالكلام من نظرات مالك اللى بيبصلها قوى و رفع حاجبه و هى عينيها إتعلقت بعينيه و بتتحرك بعينيها ناحية نفسها ببطئ غريب كإنها خايفه تشوف حاجه غير اللى حساها !!
راحت بعينيها مع عيون مالك و إتقابلت نظراتهم على جسمها و الاتنين إتذهلوا !
مالك بصّلها بذهول على اصرارها و هى بصت لنفسها بذهول ! مش قادره و لا عارفه تصدق حاجه حواليها !
مالك ضحك غصب عنه : يلا ، يلا يا حلم ادخلى ، بلاش ت
حلم نزلت برجليها ع الارض و دموعها نزلت بصمت غريب ع العاصفه اللى كانت فيها من شويه ..
مالك بص لفهد اللى عينيه غصب عنه دمعت بشئ من الذهول ! مش عارف على ضعفها اللى اول مره يشوفه من يوم ما شافها و لا ذهول على حالتها الغريبه دى ..
مالك بصّله ببرود : لا عادى ! هى بس كان معاها مفاتيحى و بتحاول تفتح بس شكلها نسيت إنى قولتلها ان الباب اللى بيتقفل ف وشى مبعرفش افتحه تانى ! بغيّر الكالون و قريب اوى هشيله و احط مكانه حيطه سد !
حلم صوت عياطها طلع و فهد بصّلها و بص لمالك اللى وشه مفهوش تعابير و حاسس إنه قدام اتنين تانيين ..
فهد معرفش ينطق : هى تقريبا تعبانه من فتره و
حلم وقفت بإندفاع عليه : انا كويسه على فكره انت مالك ؟ و مالك بينا اصلا ؟ بتتدخل إنه هيسافر و يسيبنى و لا لاء ؟ مصدوم عشان رجعنا لبعض ؟ كل كلامك عنى و إنى ابقاله منك لمجرد رفضك ؟ هقولك ايه ما انت لحد بعد ما مات و انت بتدوّر وراه و جيت و سألتنى للمره الالف
فهد زقها بنرفزه : انتى كذابه ! انتى اللى قولتيلى ع الهبل اللى ألّفتيه يومها
حلم زى التايهه : كذاب ! انت اللى جيتلى لحد عندى و انت اللى سألتنى ! يوم ما مديت إيدك عليا و كنت هتخنقنى لولا حماك جاه خلّصنى منك
مالك بصّله بصدمه و بصّلها و هو اللى حس إنه قدام اتنين لا عاشرهم و لا عرفهم ..
فهد زقّها و قرّب عليها بهجوم : اه يا بنت الكلب ، انتى اللى قولتيلى يومها إنك شوفتى كل حاجه بعينك و
حلم لسه هترد مالك إتدخل فصل بينهم و زق كل واحد فيهم بعيد ..
فهد حاول يرجعلها تانى : يا مالك دى ، دى
مالك بصّله بعتاب حاد : انت هتمد إيدك على مرات أخوك و اخوك واقف ؟ هو انت بجد وصلت للمرحله دى و لا انت اصلا كنت كده و اخوك اللى كان غبى و مكنش شايفك غير العيل اللى لازم يتدلّع !
فهد معرفش يرد و مالك شاورله بعينيه ع الباب و قبل ما ينطق شاف فهد بيبص على حلم بغضب ..
مالك ببرود : متقلقش ، قولتلك قريب هتحصّلك ! انا مبقتش عايز و لا باقى على حد غير ولادى و قريب مش هيبقالى غيرهم
حلم وقفت بصدمه : انت هتاخد ولادى منى يا مالك ؟
مالك بصّلها ببرود : و لا هو انتى فاكره إنى ممكن أمن عليهم مع واحده زيك ؟
حلم سكتت بإنهزام ! حست كإنها بتختنق او مش عارفه تتنفس ! شافت مالك كإنه بيسحب الاكسجين من حواليها بكلامه ..
مالك من غير ما يتكلم بص لفهد بجمود ع الباب و فهد فهم ف إنسحب بهدوء ..
مالك إتكلم من غير ما يلتفت لحلم : انا هجيب بيبى سيتر لولادى ! اول ما اعرف الاقى حد مناسب هبلّغك عشان تبقى تفهّميها و تعرّفيها عليهم و على حاجتهم
حلم بمجرد ما شافت اول خطواته ف سكه غير سكتهم سوا قلبها إتقبض و صوتها إتهز برعشه : انا مش هخلى حد يربى ولادى غيرى ! محدش هيقرّب من ولادى اصلا
مالك لف وشه لها ببرود : و انا مباخدش رأيك اصلا لإنك ملكيش رأى عندى ! انا ببلغك عشان تعملى حسابك
سابها و مشى ناحية الباب و هى جريت عليها بلغبطه : انت مش هتاخد ولادى منى ، فااهم ؟
مالك ببرود : اولا انا مقولتش إنى هخدهم منك ! لسه شويه ع الخطوه دى بس متستعجليش ! ما شاء الله ذكائك بيساعدك دايما تساعدينى
حلم حاولت تجمد بس رعشة صوتها بتخونها : لا دلوقت و لا بعدين و لا هيحصل اصلا ! انا لسه مرضتش بخسارتك عشان ارضى بخسارتهم ! و لا هرضى على فكره
مالك بصّلها و إبتسم بإستفزاز : لا هترضى و بلاش تجبرينى بإسلوبك ده على حاجه مش مانعنى عنها غير شوية الشفقه اللى للأسف إتبقوا منى
حلم بصوت تايه : شفقه ؟
مالك كان وصل للباب و أخد خطوه لبرا ببرود ف هز راسه اه ببرود و قفل الباب بينهم ببطء كإنه بيحرق الباقى من اعصابها ..
بمجرد قفل الباب و بيلتفت شاف فهد واقف عند شقة أبوه تحت ف بصّله بجمود : امشى يا فهد
فهد طلع خطوتين ناحيته و قبل ما يتكلم مالك شاور ف وشه بكبرياء : امشى يا فهد و شيلنى من حساباتك ! و متخليش حالتها تخوّفك ! هى غيرك ! انت شايلنى من حساباتك من زمان ف مش هتتعب كتير ! مش هتتعب اصلا
فهد حاول يتكلم بس مالك إتخطاه و نزل كام سلمه و إتكلم من غير ما يبصله : اه و ياريت بلاش تدخّل أبويا و أمى ف اللى بينا ! يعنى بلاش شغل القاعده ف المقابر و الشحتفه قدام بيتهم ! عشان خلاص معدش يفرق معايا !-كان فى و خلص ! و قريب اوى لا هيبقى فى بيت و لا مقابر ! و لا مكان يجمعنا
فهد بصوت مبحوح : انت بجد هتسافر ؟
مالك بصّله ببرود و كمل نزوله : ملكش فيه
فهد حس ان قدام كلام مالك مفيش حاجه ممكن تتقال او ع الاقل دلوقت ف الانسحاب افضل لحد ما يهدى ..
فهد نزل بسرعه شبه اللى بيجرى و مالك بينزل سمع صوت دب ع الارض جامد ..
وقف مكانه لحظات بيلجّم نفسه بس ف اخر محاولاته معرفش ! إنتبه لوجود ولاده معاها فوق او كإنه بيفكّر نفسه و ما صدق لقى عذر قدام نفسه ! ثوانى و كان اخد السلم ف كذا خطوه لحد ما طلع تانى ..
زق الباب اللى معرفش يفتحه ! يدوب عرف يواربه ف لقاها واقعه وراه كإنها كانت سانده عليه و وقعت !
مالك شالها و دخل بيه اوضتهم رقّدها ع السرير و حاول يتلفّت حواليه على اى حاجه يفوّقها مفيش و لا حتى مايه ! قام دخل الحمام جاب مايه و قبل ما يخرج بص ع الحمام قوى و كل حاجه فيه بس شكله عادى ف هز راسه ببرود و خرج راح جنبها فضل يرش عليها بس مفيش !
قام جاب برفيوم من ع التسريحه قصاده و من غير ما ياخد باله إنه بتاعه فضل يرش عليها منه لحد ما إبتدت تنهج اوى و صدرها يتحرك حركه عنيفه زى عينيها و بمجرد ما فتّحت و شافت مالك قدامها حاولت تترمى ف حضنه ..
مالك إنسحب بهدوء من جنبها و قام جاب مايه و شاورلها : اشربى
حلم عيطت اوى : مالك ، ارجوك ، انا محتاجالك اوى ، اوعى تسيبنى
مالك إتنهد بضيق : اشربى الاول عشان تعرفى تفوقى ، حلم و ياسين صحيوا تقريبا ع صوتك
حلم حاولت تتعدل : طب خليك معانا دلوقت ! شويه بس
مالك إتضايق بنفاذ صبر ف حدف القزازه ع السرير : انجزى ، و فوقى كده و سيبك من الدور اللى عايشاه ده عشان لا لايق معاكى و لا هيجيب معايا ف اخلصى بقاا
حلم قامت و جات تقف حست بتعب ف قعدت نص واحده ع السرير : طب خليك معايا ع الاقل لحد ما ابقى كويسه ،انا حاسه إنى تعبانه اوى ، ع الاقل عشان ولادنا خليك معاهم لحد ما افوق
مالك سكت لحظه بعدها ضحك بصوته كله : ايه ده انتى غيّرتى إسلوبك و لا ايه ؟ قولتلك غيّرت المفتاح ف غيّرتى اسلوبك ؟
حلم بصتله زى التايهه مش قادره تصدق جموده و هو ضحك جامد بشكل إستفزازى : و انتى بقا عامله الدراما الهندى دى كلها عشان ف الاخر تنزلى بالمنشيت ده ! اللى هو تعبانه و مش هقدر اخد بالى من عيالك و خليك معانا عشانهم و الحوار المحمض ده ؟
حلم بصتله بذهول : دراما ؟
مالك كعمش وشه بتريقه : ع العموم متستعجليش .. انتى ملكيش لازمه عندى غير بخدمتك ليهم و احتياجهم ليكى للأسف .. غير كده متحلميش .. ف حاولى متلعبيش ف المنطقه دى عشان هى اللى بقيالك .. اعتبريها خدمه يعنى لحد ما اشوف خدامه بدالك
حلم مفتّحه عينيها قوى و بتحقق ف ملامحه كإنها بتدوّر فيهم على مالكها بس مش لاقياه ! بتبص ف عينيه بتحاول توهم نفسها ان ده مجرد صوت جرحه بس مشافتش ده فيهم و لا حتى شافت نفسها ..
مالك بصّلها ببرود : انجزى و فوقى كده عشان الولاد . مش هسمح بحاجه ناحيتهم
حلم رجعت قعدت على حرف السرير بتعب و مالك وقف لحظات بتردد : انا هخدهم معايا شويه لحد ما تفوقى و
حلم وقفت بسرعه مسكت دراعه : انت هتاخدهم فين ؟ انت مش هتمشى ،انا
مالك بخنقه زق مسكة إيدها ف دراعها : لحد ما تفوقى . انا هقعد شويه تحت بيهم ف شقة أبويا لحد ما تفوقى لنفسك كده .. انا اصلا مش مأمن اسيبهم معاكى ف العادى هسيبهم و انتى كده ؟
حلم إتنفست بشئ من الراحه ع الاقل على خطوة إنه يقعد ف البيت معاها حتى لو مش ف الشقه .. فكرة إنه يبقى حواليها هدّت روحها شويه ف إبتسمت ..
مالك بصّلها بتريقه : إرتاحى لحد ما تحسى إنك هتعرفى تاخدى بالك منهم هطلّعهوملك و انجزى
حلم برجاء : طب ما تخليك معانا هنا ؟ قصدى معاهم
مالك هز راسه ببرود لاء و سابها و خرج ..
وقف ع باب الاوضه قبل ما يخرج و فطس من الضحك : يلا نامى عشان شكلك تعبانه و منمتيش طول الليل
حلم بصتله و غصب عنها ضحكت على ضحكته اللى حست إنها بترد روحها من تانى ..
مراد إتصل على مالك .. مالك بص للموبايل بتردد عشان عارف سكة مراد معاه و هيسأله عن ايه و هو ملهوش خُلق للكلام عنها ع الاقل دلوقت ..
مراد صمم لحد ما مالك فتح : انت يا عم انت مش كنت عامل فيها عريس امبارح و عايش الدور ؟ طب اييه ؟ ما تفصل شويه و لا غير موفق و لا حكايتك ايه ؟
مراد ضحك غصب عنه بغيظ : خلصت ؟ هاا ؟ طمنى عاملين ايه ؟
مالك ضحك معاه : بردوا ؟ مفيش فايده
مراد : انجز يالا ، عاملين ايه ؟
مالك إتنهد بزهق : عادى
مراد صمم يسمعه : ايوه يعنى بردوا عاملين ايه ؟
مالك بغيظ : ايوه يعنى هنعمل ايه يعنى ؟ عادى ، روّحنا بعد الفرح
مراد : و بعدين ؟
مالك بغيظ : عايز توصل لفين يعنى ؟
مراد : و الله انا اللى عايز اعرف انت اللى وصلت لفين ؟
مالك : و لا حاجه ، هقولك مثلا عيشنا ف تبات و نبات و جيبنا لعيالنا اخوات ؟
مراد نفخ : انت بيتت امبارح فين ؟
مالك ضحك غصب عنه : طب ما كنت سألتها كده من الاول بدل التحوير
مراد لسه هيتكلم مالك سبقه : كنت مخنوق .. مش قادر يا مراد .. مقدرتش و لا عرفت ادخل البيت .. بمجرد ما وقفت قدامه رجلى اتربّطتت .. جيت ادخله شوفت نفسى على ملامحه .. شوفتى طلعت منه ازاى .. مش قادر
مراد اخد نَفس بهدوء : مالك
مالك سبقه : و لا هقدر على فكره .. عشان تبقى عارف .. انا بس طاوعتك جايز يبقى فى فرصه بس امبارح اكدلى ان لا فى و لا هيبقى فى
مراد سكت شويه : طب عدّى عليا إنهارده
مالك رفع حاجبه : اعدّى عليك فين ؟ ده انت عندك عريس لو الباب خبّط عليه هيولع فيه
مراد ضحك اوى : ملكش دعوه .. المهم هستناك انت و عيالك إنهارده
مالك بضيق : كمان ؟ مراد ، مفيش فايده ف اللى انت بتعمله ده على فكره .. انا بس بقولك ملخص الحكايه عشان متتعبش نفسك
مراد و هو بيقفل : هاتهم و تعالالى انهارده .. احنا مسافرين على بكره اصلا ف لو مش عايز تبارك لمارد ع الاقل حلم تاخد حاجتها هى و الولاد .. انا معنديش مشكله ع فكره بس ممكن هى تحتاج حاجتها و احنا مش هنا
مالك : طيب ماشى ، هشوف و ارد عليك
مراد قفل معاه و هز راسه بأسف..
همسه جنبه بصتله بإستفسار و هو إتنهد : عارف ان امبارح كانت هتبقى اصعب ليله عليهم ف كلمته إتطمن
همسه : طمّنك ؟
مراد : مش عارف يا همسه .. هى مش هتعدى بسهوله و لا بسرعه و ده متوقع .. بس المهم تعدى و اول خطوه هى اللى هتحدد
همسه : لو مشى و رمى كل حاجه ورا ضهره يبقى مش هتعدى دى هتتدفن
مراد : عشان كده نوعا ما متطمن إنه كسر الحاجز اللى بينه و بين بيته و قدر يتخطى ده و يدخله من تانى .. مجرد دخوله كان محتاجه طاقه و طالما قدر يعمل ده يبقى لسه عنده طاقه و ده اللى هيخليه ياخد خطوات تانيه بيها
همسه : ربنا يعينه
مراد بأسف : يعينها هى كمان .. الاتنين خسروا بس صدقينى اللى خسر غصب عنه مش زى اللى خسر بإيده .. اللى خسر غصب عنه دايما بيلاقى لنفسه عذر و لكل حاجه قدامه و اى ظروف حواليه .. بيبرّد قلبه بإنه عمل اللى عليه و مسك ف الحاجه للاخر و ملهوش نصيب فيها .. لكن اللى خسر بإيده و بغلطُه مبيلقيش لنفسه اى عذر قدام وجع قلبه و لا بيعرف يهديه و دايما بيلوم نفسه و يشيّلها الذنب إنه السبب ف كل الوجع ده .. و ده لوحده بيبقى اصعب من الوجع نفسه
همسه بصت ف عينيه قوى و حست إنه بيترجم وجعه هو او بيبص لحدوتتهم من زاويته هو .. عيونها دمّعت و سكتت ..
مراد من عينيها قدر يفهمها ف فتح دراعها و هى قرّبت بسرعه إستخبت جوه حضنه و تبتت فيه ..
مراد باس راسها و رفع وشها له باس عيونها اللى غمضتهم : احنا غيرهم يا همسه .. انا لا عمرى شوفتك اذتينى و لا هشوفك كده .. انتى دخلتى حياتى عشان تنوريها و تزينيها و اذا حصل حاجه ف ده كان إرادة ربنا و جات على اهون سبب عشان تحصل .. انتى ممشيتيش بمزاجك و لا حتى إتعمدتى
همسه صوتها إتهز : ايوه بس
مراد رجّعها لحضنه تانى و شدد على ضمته لها قوى : كنت بقول لنفسى ان كل حاجه ربنا بيعوّض عنها بس ايه اللى ممكن يعوّض عن العمر اللى عدّى و الوجع اللى خلاص حسيناه و الليالى اللى ضاعت ف القهره و المرار ؟
بس بمجرد ما إستخبيت ف حضنك .. اول ما شوفت اول ضحكه منك بعد ما رجعتيلى .. اول ما صوتك رجع رن من تانى ف البيت اللى إتهجر .. ساعتها كل حاجه جوايا إتمسحت بإيدك .. كل الوجع ده بمرارته مش بس إتنسى ده خف و مبقتش حتى عندى وقت افكر فيه .. انسى انتى كمان
همسه رفعت وشها لمست بيه وشه بمناغشه و هو إبتسم اوى : ما بلاش مكر عشان انتى اللى بترجعى تجرى
همسه ضحكت اوى ضحكه جننته و هتقوم شدها عليه من تانى و ضمها بتملك ..
همسه كإنها إفتكرت : اه صحيح ، انت بتقول لمالك احنا مسافرين ؟ احنا مين ؟ و لا بتقوله كده عشان يجى ؟
مراد إبتسم : هو انا اه عايز اشوف حلم كمان و اتطمن عليها هتقدر تكمل و لا ده قرارها هى كمان .. بس ده ميمنعش ان احنا فعلا مسافرين
همسه رفعت حاجبه و هى رافعه وشها له : احنا مين ان شاء الله ؟
مراد فاهمها ف رد ببرود : احنا ، مراد و غرام و مازن و ليليان و انتى و
همسه قاطعته : انتى و ايه ؟ انا و انت ؟ مراد هما هيسافروا شهر عسل احنا هنعمل ايه ؟
مراد بغيظ : و انا عجّزت مثلا ؟ ما تقوليها احسن إنها راحت عليا يا بنت سليم
همسه إتعدلت بجديه : لاء انت عارف ان ده مش قصدى زى مانا عارفه انت رايح ليه
مراد ببلاهه : انا مسافر اغيّر جو
همسه رفعت حاجبها : قصدك مسافر مع ولادك
مراد ببرود : و ليكن ، ايه المشكله ؟ حبايبى و مبقتش اقدر اسيبهم
همسه ضحكت بنفاذ صبر : مارد و بقا معاك على طول شغل و بيت .. قول بقا إنك عايز تغلس عليهم
مراد هز راسه بإستفزاز اه و همسه ضحكت بغيظ : يا مراد حرام عليك .. ليليان دلوقت بقت لها بيتها و حياتها و جوزها سيبها تعيش و تندمج ف حياتها و هى اكيد اما تحتاجلك هتجيلك
مراد عض بوقه بغيظ : ابن اخوكى اللى محفّظك البوقين دول ؟ مش كفايه اخدها كمان عايز يعزلها مننا ؟
همسه هزت راسها بغُلب : انت هتغير من مازن بجد ؟ انا قولت كل ده هزار .. ده انت اللى مربيه و معاشرُه اكتر مننا
مراد رفع حاجبه : انا ؟ ده انا اغير من صوابع رجلى و لا اغير من ابن مهاب المجنون
همسه ضحكت : طب خلاص خليهم يسافروا المرادى لوحدهم و مره تانيه نبقى
مراد هز راسه بعِند : لاء
همسه بغيظ : طيب نسافر لوحدنا اى حته و خليهم براحتهم و
مراد رفع حاجبه : لاء
همسه شالت خداديه من جنبها حطتها على وشه بغيظ : هقولك ايه مانت صعيدى و قرايبك اللى إشتروا العتبه الخضرا
مراد خلّص نفسه منها و برّقلها و شاور ع نفسه و هى هزت راسها اه و قامت تجرى و هو جرى وراها بضحك ..
مالك فضل شويه مع ولاده يلاعبهم .. حس معاهم بدفا غريب .. احساس خطفه من وجعه و من نفسه و من دنيته بحالها بكل حاجه حواليه ..
يونس كلّمه يتطمن إنه نازل الشغل .. مالك قفل و بص لاولاده بضيق : معلش بقا ، بس صدقونى اللى جاى احسن و عشانكم
اخدهم و طلع شقته .. فتح بهدوء و دخل ..حس بحنين شبه اللى بيتحس ف ورق النتيجه اللى بيترمى ورقه ورا ورقه و احنا مستنيين ورقه تيجى بيومها
لقى حلم نايمه ع السرير بتعب .. حطهم جنبها و ميل باسهم و بيخرج مسكت إيده بإيديها اللى بتترعش رعشه قدر يحسها : خليك شويه
مالك إنسحب ببرود : انا نازل
حلم إبتسمت بهزار حاولت بيه تشده : إسمها عايزين حاجه منى قبل ما انزل ؟ متخافش مش هقولك خد الذباله معاك و انت ماشى
مالك كعمش وشه بتريقه : متقلقيش انا متعود اخد الذباله ف سكتى
حلم بصتله بصدمه و حاولت تستوعب جملته اللى قبل ما تلحق كان مشى من قدامها ..
نزل راح على شغله .. ركن بعربيته و وقف متوتر قدام المكان .. شغله اخد منه كتير و إداله اكتر .. بس لو داس عليه رجع وقّفه من تانى و الوحيد اللى ردله كرامته بعد ما داسها حتى لو مش قاصد يردها ..
اخد نَفس طويل ملغبط و إتحرك لجوه .. بمجرد ما دخل يونس كان اول واحد يقابله ف راح عليه بهيصه : بحبك يا صااحبى ، من و انا لسه بحبى ، واقفه حياتى بيك
مالك فضل يتلفّت حواليه بغيظ و بص ليونس اللى كان قرّب منه و فضل يشاور بدراعاته : اخويا و حبيبى ، ف الاوجاع طبيبى
مالك حاول يحط إيده على بوقه لقى امنيه نازله ناحيتهم بلهفه عليه و وراه حازم و بقية صحابه و الكل إتلم مع يونس بهيصه ..
مالك حط إيده على وشه و ضحك اوى..
يونس رجع قرّب منه بيهز راسه بغلاسه : بحبك يا صااحبى ، يا صاحبى يا صاحبى
مالك دوّر وشه بضحكه و رجع بصّله فجأه و عمل نفس إشاراته بدراعاته : يميل عليا الزمن ، إيديك بترفعنى ، تحب من غير تمن ، عمرك ما بتبيعنى
الكل صفّر و الكل بيضحك بهيصه و بيغنى معاهم ..
اللوا صالح قرّب منهم و مالك رفع إيده و مثّل الخوف : و النعمه مانا
امنيه ضحكت اوى : ده اخته منى
يونس ضربها بخفه على راسها عشان هو اللى إبتدى و الكل بيضحك ..
اللوا صالح راح على مالك سلّم عليه بحضن : حمد الله ع السلامه يا ملك
مالك لف المكان حواليه بعيون ملهوفه اوى و اخد نَفس بصوت عالى اوى ..
اللوا صالح شاورله ع فوق : يلا لم شلة المقاطيع بتوعك و حصّلنى ، عندنا اجتماع
مالك رفع حاجبه بغيظ : كده ؟ من الدار للنار ع طول ؟ طب ادينى فرصه اخد نَفسى شهرين تلاته
اللوا صالح وقف و لف وشه له : نعمم ؟
مالك رفع إيده : قصدى اسبوعين تلاته
اللوا صالح شاورله ع فوق : و لا يومين تلاته حتى
مالك عض بوقه بغيظ : منك له ، منك له
اللوا صالح رجع بصّله و رفع حاجبه و مالك كتم ضحكته و بص ليونس و صحابه و زعّق بهزار : يلا منك له ، اطلع منك له ، احنا هنهرج
كلهم ضحكوا و مالك شاور للوا صالح ع فوق : يلا ما هى فرصه و جيتلك
مالك الاول راح ع الشئون الاداريه خلّص تصريح العمل بتاعه و الاجراءات اللازمه كلها ..
مالك بأسف : الشيك ده انا مضيته على نفسى بالمبلغ ، لحد كذا يوم بس و هخلّص شوية اجراءات خاصه بالبنك و بعدها اكلمك و
مدير الشئون الاداريه : بخصوص الكفاله قصدك ؟
مالك بإحراج : ايوه ، هو بس عشان الحساب بتاعى كان إتحجز عليه و حاليا إتقفل و
المدير إستغرب : الكفاله بتاعتك إتدفعت اصلا و اجراءات الخروج خلصت قانونا .. حاليا بس اجراءات تصاريح العمل تانى و انضمامك للشغل و قبول الطعن
مالك إستغرب و حاول يفكر : إتدفعت ازاى و مين دفعها و مين اصلا خلّص الاجراءات و التصاريح هناك ؟ انا خلصتها يومها بشكل سريع للخروج من قاعة المحكمه ! بس كان فاضل اجراءات الكفاله و الشهاده الموثقه بالحكم و كان فى مهله لدفع الكفاله لحد ما يطلع تصريح رسمى بإسترجاع حسابى البنكى
المدير : معرفش ! انا فعلا يوم المحاكمه طلع تصريح خروجك و إتختم من هناك و إتبعتلى تقرير بده ! بس حاليا إتبعتلى اقرار رسمى ب ان الاجراءات خلصت و الكفاله إتدفعت
مالك سكت شويه : امتى الكلام ده ؟
المدير بص ف الجهاز قدامه : يوم المحاكمه بالظبط بعد ما مشيت بساعات
مالك هز راسه و مشى ..
راح على مكتب اللوا صالح قابل يونس دخلوا سوا..
مالك إتردد : يونس انت دفعتلى الكفاله ؟
يونس رفع حاجبه : دفعتلى ؟ ع اساس إنك مش انت اللى دفعتها ؟
مالك شرد بتفكير و تفكيره راح ف إتجاه واحد مالهوش تانى و إستغرب نفسه إنه يوم ما فكر مين ساعده فكر بالشكل ده او إتضايق ..
يونس إستغرب : اما انت خرجت و تانى يوم إختفيت انا روحت اخلصلك الدنيا بس لقيت كل حاجه خالصه و الكفاله مدفوعه ! قولت اكيد انت
مالك هز راسه بإختصار و دخلوا و اللوا صالح إبتدى بالكلام : خلينا ف الاول كده نقول حمد الله ع سلامتك و
مالك رفع حاجبه ليونس جنبه : لاء ماهو مش فرح خالتك هو
يونس : مستعجل على ايه ، انت نسيت ؟
اللوا صالح بص ليونس و يونس ضحك غصب عنه و ضحكته من الفرحه طلعت عاليه ..
اللوا صالح هز راسه بغيظ و ضحك معاهم : الدنيا هنا كانت وحشه من غيرك و الله يا ملك
مالك إبتسم : لاء انا كده هتغر و انا اما بتغر محدش بيقدرنى
اللوا صالح : لا و على ايه ؟ خلينا نتلم احسن .. مبدئيا كده عايز اقولك قضية هامر مش بتاعتك لوحدك
مالك لسه هيتكلم اللوا صالح شاورله : و حتى لو كانت بتاعتك ف دلوقت لاء ! مش بس عشان رجعت يا مالك لشغلك .. انت لو كنت لجأتلى او لأى حد من صحابك يبقى جنبك كان هيبقى معاك من غير ما يتردد لحظه و مهما كان التمن و خليك عارف ده كويس
مالك : عارف ، بس انا شرحتلك الدنيا كانت واقعه ازاى
اللوا صالح : يبقى إتفقنا ، القضيه الكل هيشتغل عليها لحد ما نقدر نوصل للكلب ده و نجيبه
حازم : هو ليه المحاكمه كانت معلنه للكل مش سريه ،مع إنها لو سريه كانت هتبقى افضل عشان ميوصلهوش حاجه لان اكيد له كلاب تانيه لسه برا
مالك : ماهو عشان كده كانت معلنه .. عشان يوصله ان الكل وقع و الكل اخد حكم و محدش جاب سيرته ف يتطمن و يتحرك و ساعتها هيظهر ايا كان فين
امنيه : ليه صفوت متعدمش ؟ ليه حكم مع ان جرايمه نهايتها اعدام ؟
مالك بردوا اللى رد : متوقعين زى ماهو متوقع حاليا إنه طالما مجابش سيرة زفت اللى وراه يبقى هيحاول يخرّجه او يساعده من بعيد ساعتها هيبقى طرف خيط يشده
امنيه : و بنته بقا ان شاء الله اللى يا سبحان الله بقدرة قادر طلعت بريئه من كل ده رغم كل الشيكات و الحسابات بإسمها ! ايه بقا اللى هيقعّدها تانى ف البلد ؟
مالك حك وشه بضيق و مردش ..
امنيه لهجتها إتغيرت اما لقت الكل بيبصلها : قصدى يعنى أبوها و طلع ذباله و اخد حكم و معتش لها حد ! فى ايه تانى بقا لها هنا ؟
اللوا صالح إتدخل يخرّجها من الحوار : مش شغلتنا ، المحكمه برّأتها و فعلا التحريات قالت إنها ملهاش علاقه بحاجه من اللى حصلت
امنيه كتمت غيظها : قصدك مالك مش المحكمه
مالك بص للوا صالح و غيّر مسار الحوار : المهم حاليا عايز شغل المباحث و تحقيقات النيابه مع كل واحد إتجاب رجله و إتحقق معاه
اللوا صالح : ف الملف ده التحقيقات هنا و
مالك : لاء مش التحقيقات السابقه للحكم .. انا عايز كل التحقيقات من وقت ما عادل وقع .. عايز اراجع اقواله بتدقيق و عايز تفاصيل اقواله هو و رجالته اللى إتقبض عليهم و كانوا بيساعدوه ف شغل الهجره و اللى غالبا إحتكوا بصفوت
اللوا صالح إبتسم : حمد الله ع السلامه و الله
مالك رفع حاجبه : الله يسلمك ، تعالى اشب شاى
الكل ضحك و مالك وقف : انا عارف هجيبهم منين بالظبط و هبتدى من فين .. اجمّع بس الموضوع واحد زائد واحد و نتجمّع تانى و نشوف خطواتنا هتبتدى من فين و هتبقى ازاى
امنيه وقفت معاه : خلاص يبقى
مالك قاطعها : انا قولت هلف على جوانب الليله كلها عشان اعرف ألمها كويس بعدين نشوف
امنيه نفخت بغيظ و مالك بص للوا صالح : هاا ؟ اللى بعده
اللوا صالح ضحك : و بتقول عنى انا اللى ما صدقت ؟ ده انت داخل حامى لوحدك
مالك ضحك معاه : لا مانا بديك فرصه اهو تمارس هوايتك من دلوقت .. لا ترفدونى م الصبح اهو تكون خرّجت طاقتك
اللوا صالح شال ملف من قدامه حدفه ف وشه و مالك ضحك جامد مع الكل و إبتدوا فعلا يتكلموا ف حاجات كتير و فتحوا كذا حاجه تانيه قضايا و تدريبات و اشراف ع تخريج الدفعه الجديده و قسّموا الشغل بينهم ..
بعدها مالك مشى .. خرج راح على قسم الجيزه ..
اول ما دخل حس بإحساس غريب .. إحساس بيتولد و يتجدد كل ما يعدّى على حد و يرفع إيده على راسه بتعظيم له ..
مالك هز راسه و إفتكر كام مره دخل المكان ده و كل مره بيدخله بإحساس غير التانى و كل مره بيخرج بنفس الاحساس ..
الرائد محمد اول ما شافه راح عليه و إبتسم : هااا ؟ خير ياطير ؟ جاى زاير و لا طاير ؟
مالك ضحك بغيظ و مسك إيده الممدوده له بسلام و لفها ورا ضهره و لف دراعه حوالين رقبته : ما تيجى اعملها معاك المرادى انت و تبقى بجد و اهو نخلص انا و انت .. ها قولت ايه ؟
الرائد محمد ضحك جامد : قولت اشهد ان لا اله الا الله
مالك ضحك و زقّه قدام و محمد ضحك معاه : جاى تمثّل على مين المرادى ؟
مالك رفع حاجبه : انت إستحليتها بقا ؟ اه ما انت مش خسران حاجه و انا ف الاخر اللى بلبس
محمد إبتسم : صحيح مشتغلتش او ملحقتش اشتغل معاك على حاجه .. و القضيه الوحيده اللى جاتلى فرصه اتعلم منك من سوء حظى إتقلبت زى السحر .. بس صدقنى كان شرف ليا ابقى جزء من الحكايه و منكرش إنى إتعلمت بردوا
مالك إبتسم بهدوء : انا اللى مبسوط إنى إتعاملت معاك بجد و زى ما قولت ملحقناش اه نشتغل مع بعض بس بردوا هتفضل مساعدتك و وقفتك دين عمرى ما
محمد قاطعه : اوعى تكمل .. دين ايه و لمين يا باشا ؟ لو حد مديون ف الليله دى كلها ف احنا كلنا و ديننا إعتذار ليك على كل حاجه و انا اولهم .. بس صدقنى الموضوع زى ما كان من زاويتك غصب عنك ف كان من جهتنا غصب عننا و عن الكل .. الظروف زى ما داست ع الكل علّمت الكل
اللوا مدحت راح عليهم و إبتسم : حمد الله ع السلامه يا باشا
مالك سلّم عليه بإحترام : لا باشا ايه بقا ؟ ده انت اللى باشا
اللوا مدحت إبتسم : نوّرت الدنيا ،ها خيير ؟ اجهز زنزانه مكيّفه و لا هتنام خفيف ؟
مالك ضحك بغيظ : اه مانا سوابق بقا
اللوا مدحت و محمد ضحكوا معاه .. مالك لسه هيتكلم شاف فهد خارج من مكتبه و شافه و الاتنين إتقابلوا ف نظره برغم تكرار المكان لكن مختلفه من نوعها ع الاتنين و كإن الادوار إتبدلت ..
محمد شاف مالك بيبص بعيد ف بص وراه شاف فهد و نظرته المحايله لمالك ف رجع بعينيه لمالك : زى ما لسه قايلك يا مالك الظروف داست ع الكل مش لوحدك و بردوا علّمت الكل و الكل طلع منها واخد درس كويس .. ف الاول و الاخر محدش بيتعلم ببلاش
مالك رجع لمحمد بعينيه : الظروف ؟ للأسف فى ناس مبتعترفش بيها
محمد : و هى بعيد بس .. بس اما بتتحط تحت كماشة الظروف الناس دى هى اول واحده بتسلّم .. مش بيقولك دايما اللى ع الشط عوّام
اللوا مدحت : على فكره فهد اما قبض على عادل قبل حادثتك بساعات بس .. و اما حصلك اللى حصل جه هنا و تقريبا نفس المشهد عاد نفسه من تانى
مالك بصّله جامد بإستفسار و اللوا مدحت حكاله الموقف كله و تدخل مارد !
مالك سكت بخنقه للذكرى اللى إترسمت قدامه او الذكريات كلها او للكابوس اللى كان فهد هيعيشه ..
اللوا مدحت : انا عارف الموضوع مكنش سهل عليك بس عايز اقولك إنه كان اصعب عليه هو كمان .. انت مش اخ يا مالك له .. انت اب و قدوه و مثل اعلى و مصدر فخر له بيفتخر بيه ف كل حته و قدام اى حد إسألنى انا .. ف اما يجى بين يوم و ليله و يلاقى كل التشويش ده لازم يتهز .. احنا بشر
مالك لسه هيتكلم اللوا مدحت سبقه : غبى و مسمعكش .. عارف .. اخد قراره من الاول بردوا عارف .. بس صدقنى الموضوع كان اصعب مما تتخيل .. اما تفقد ثقتك ف القريب اصعب مليون مره من إنك تفقدها نفسه ..
ثقتك فيه بتفقد معاها ثقتك ف الدنيا بحالها ! مبتعرفش تثق ف حاجه و لا حد بعده و بتبقى مذبذب بشكل مرهق .. انا مش بدافع عنه على فكره انا بس بلف الشاشه من الزاويه التانيه قدامك تشوفها
مالك إتنفس بضيق : سيبها على الله
اللوا مدحت : و زى ما قولتلك ربنا بردوا حطّه مكانك عشان هو كمان يشوف الصوره من الزاويه التانيه و ربنا عالم إنه قدّر وقتها حتى لو كان فات الاوان .. بس محدش بيتعلم ببلاش .. فى دروس كده لازم تيجى قسوتها كبيره قد الحاجه اللى هتتعلمها منها
مالك حاول يخرج من الحوار اما شاف فهد عينيه متعلقه بيهم كإنه الواقفه دى بتدوس على اعصابه : طيب انا حاليا محتاج شوية حاجات من هنا تلزمنى ف القضيه يا محمد
الرائد محمد إبتسم : كل حاجه جاهزه و بتفاصيلها .. ملفات التحقيقات مع الكل من اول عادل بعد الحادثه و حتى حلم و مروان و
مالك إستغرب : حلم ؟
الرائد محمد : هتعرف كل حاجه بالتفصيل اما تبص ع التحقيقات .. عمها تقريبا انكر التنازل و ملكيته للشركه لوحده و بالتالى جات رجلها ف الموضوع
مالك سكت شويه بتفكير و الرائد محمد شاورله ع مكتبه : تعالى ناخد قهوه الاول و نقعد عشان القاعده هتطوّل و نفتح كل الحاجات دى و انا معاك
مالك مشى بهدوء معاه راحوا على مكتبه ..
فهد كان رايح عليه و إتقابلوا قدام المكتب ، الرائد محمد إنسحب من الموقف بهدوء و دخل و سابهم ..
فهد إبتسم و لسه هيتكلم مالك سبقه ببرود : متقلقش مش جايلك مكلبش يا باشا ، للأسف مش هتعرف تمارس هوايتك عليا ، شوفلك لعبه و اركن
فهد برغم مرارة الكلام اللى بلعها بالعافيه إلا إنه حاول يضحك بهزار : لعبة ايه بقا ما انت اللى عملتنى لعبه يا باشا
مالك مرضيش حتى يبتسم و فهد حاول يشد ف الهزار : لاء و ايه لعبه بزمبليك كمان ، تشغّلها و توقّفها على مزاجك
مالك إبتسم بإصطناع و إتحرك يمشى : رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه
مالك بص ف عينيه قوى و قبل ما ينطق خد إجابة سؤاله اللى مكنش محتاج يسأله بمجرد ما فهد نطق ..
فهد حاول يخلق حوار : انت جاى تخلّص اجراءاتك و لا ايه ؟ بس هى من هنا ؟
مالك هز راسه ببرود و إتحرك يمشى..
فهد مسكه بسرعه يوقّفه و مالك وقف و فهد معرفش يصيغ الكلام ازاى بس لازم يتقال : مالك ،انا ممديتش إيدى على حلم ، الموضوع مش زى ما انت فاهم او مش زى ما وصلك ، فى سوء فهم ، انا بس
مالك كمّل عنه : انت بس كنت عايز تعرف حاجه و بتلف و ربنا ضرب الظالمين بالظالمين ، يعنى مش انت اللى ضربت
باقى ال 16
فهد : مش كده يا مالك .. بس انا كنت هتجنن .. متتخيلش انا كنت حاسس بإيه .. كل حاجه كانت عكس بعضها و كنت محتاج افهم يا مالك .. كان لازم افهم
مالك بجمود : روحت لمراد و إداك الخلاصه .. بس انت مقتنعتش يا فهد .. للاسف كنت محتاج تسمع حاجه معينه و مسمعتهاش و مكنتش هتهدى إلا اما تسمعها .. نفس السبب اللى فضلت لاخر لحظه تدوّر عشانه .. ترضى نفسك و بس و تثبت لنفسك قدام ده ( و شاور على دماغه ) إنك صح ! مش كده ؟
فهد سكت و مالك هز راسه بتريقه : بس ف الاخر طلعت اصلا معندكش ده خالص
فهد : انا روحتلها اما لقيت مراد شالها ببساطه من محاولة قتلك و لقيتها بتقول
مالك قاطعه كإنه مش محتاج يسمع : مراد شالها من جريمة قتلى و ده مفهّمكش حاجه غير إنى مذنب و استاهل ؟
لو كان عندك احساس و لو ذره كنت هتحس بالحقيقه إنى موجود ! مش هقولك لو كنت فكرت عشان لا انت عندك عقل و لا الموضوع كان محتاج غير إنك تحس
فهد سكت و مالك بعد ما فتح باب المكتب يدخل بصّله بقرف : اللى يمد إيده يكسر الإيد اللى دايما كانت بتتمدله و يمدها على اخوه ولى نعمته و صاحب الفضل عليه ميبقاش راجل ! ف مستغربش اما يمد ايده على مَره ! عشان مبيضربش المره إلا اللى زيها
فهد غمض عينيه اللى دمّعت و حس ان قدام كلام مالك معدش فى حاجه ينفع تتقال و مالك سابه و دخل..
حلم بعد ما مالك نزل قعدت ع السرير بلغبطه .. حاسه بوجع جواها و حواليها و محاوطها لدرجة التوهه ..
معقوله مش عارفه تحدد بالظبط وجعها ده جسمى و لا نفسى !!
حسست بإيديها على جسمها بشئ من التوهان .. مش قادره تقتنع بكل اللغبطه اللى حصلت .. قامت لفّت ف الاوضه و فتشتها حته حته .. ملقتش و لا حاجه من اللى شافتهم لا ساعة مالك و لا هدومه !
قامت ع الحمام شافته زى ما سابته بالليل مترتب ! مفهوش حاجه ! خرجت فضلت تاخد انفاس سريعه من الحمام و الاوضه حواليها بس و لا حتى ريحته !
وقفت قدام المرايه بصّت ع جسمها و عينيها بتزغلل و مشوشه بإرهاق ! إفتكرت كام مره شافت كل ده ف احلامها و كوابيسها و كام مره إتخيلته حواليها و سمعت صوته و شافت تفاصيل اخر مشهد بينهم ..
قعدت ع السرير بتعب و إبتدت تعيط و دموعها بتتسابق بوجع غريب .. حاسه ان من كتر الالم النفسى وجع جسمها كمان او يمكن بيوجعها بجد .. مش عارفه !
فتحت الدرج طلّعت علبة الدوا بتاعها ، فتحتها تاخد منها ملقتش غير قرص واحد !
بصت للعلبه بإنهزام لا عارفه أخدتها امتى و لا خلصت ازاى بس حاليا محتاجه تهدى ! اخدتها و راحت جنب ولادها ع السرير رقدت جنبهم بألم ..
مالك قعد مع الرائد محمد ف مكتبه و جابله كل ملفات القضيه من يوم الحادثه ..
شاف إعترافات عادل لفهد و كلامه و قاله إنه هو اللى هرّبه منه يوم ما إتقبض عليه و عوّره ف وشه !
و اعترافاته ع صفوت و اللى معاه و ان مالك معاهم ..
مالك كان بيقرا ببرود .. معرفش حتى يلتمس عذر حتى لو بشكل داخلى قدام نفسه او قلبه ..
فتح قضية البنك و قرا تفاصيلها و اقوال عم حلم و مروان و حلم كمان ..
بص لمحمد بإستغراب : ليه حلم إتحقق معاها ؟
محمد : حلم شريكه و بنسبة النص ف لها ف كل حاجه حتى لو مش موجوده
مالك إستغرب : هى إتنازلت عن كل حاجه لعمها
محمد : مفيش حاجه تثبت الكلام ده او هى معرفتش تثبت ف شالت معاهم الليله وقتها
مالك عدل نفسه بجديه و راجع اقوالهم بإهتمام : هى فتحت خزنة البنك ف شافت اكيد التنازل ، ليه مقدمتهوش؟
محمد : مكنش فى تنازل يا مالك
مالك مش عارف يجمّع : لحظه بس ، التنازل كان موجود ف الخزنه و مراد اما تحفّظ عليها ملقهوش ! معنى كده إنها اخدته
محمد بتفكير : او عمها اللى اخده
مالك : و لنفترض ، بردوا فين التنازل ده ؟
محمد : وقت القضيه مش هيفيده بحاجه ، ده غير إنه هيشيّله الليله لوحده ف ملهوش لازمه بالنسباله
مالك : اديك قولت ، وقت القضيه مش هيفيده ، و المفروض القضيه خلصت من قبل حتى ما ارجع ف ليه بقا مطلّعهوش من وقتها ؟ هو كان كله همه الورث يرجعله و من الاول و قبل اللغبطه دى و لو قولنا خباه عشان القضيه إبنه ميلبسهاش لوحده ، ف دلوقت ليه مطلّعهوش و فين اصلا ؟
محمد : ما يمكن كانت حركه غبيه ! فش غل يعنى و رجع فيها بعد الظروف اللى حصلت ! او يمكن عشان حلم مثلا كنت انت كده ف حب يرجّعلها حقها
مالك هز راسه بتفكير مش مقتنع : لاء ! مفتكرش ! مش ده اللى يعمل كده ! بعدين ده لوا يعنى اما يقع ف إيده فلاشه فيها الراجل بتاع صفوت اللى نصب على إبنه ف حتى لو القانون معتبرهاش إثبات قوى لبرائته ، هو اكيد إتأكد من إبنه ان هو ده الراجل اللى راحله و المفروض ميصعبش عليه يوصله و لا يعرف ان دى حركه من صفوت ! ليه موصلش لكل ده ؟؟
محمد : انت بتفكر ف ايه بالظبط ؟
مالك إنتبه : ها ؟ لا و لا حاجه بس واضح ان الموضوع هيبقى فيه زوايا كتير
خلّصوا و مالك خد كل الحاجات اللى تلزمه و مشى ..
خرج بتردد فضل يلف بعربيته مش عارف يحدد هيروح فين .. راح ع الكومباوند و اقنع نفسه ان ده اسلم حل لحد ما انفعالاته تهدى زى ما مراد قاله بعدها يقرر خطواته .. بس مقدرش يستنى فيه اكتر من دقايق !
محسش بنفسه و هو راجع ع البيت غير اما لقى نفسه واقف بعربيته قدام الباب !
غمض عينيه و رجّع راسه لورا بإرهاق .. بقا بيحس كل ما بيجى هنا إنه مش قدام بيته .. ده قدام سور عالى محتاج خارق عشان يتخطاه ..
نزل و طلع على طول و هو تقريبا لسه مغمض عينيه ..
حلم كانت نايمه و بمجرد ما وقف بالعربيه صحيت مخضوضه كإنه منبه ضرب جرس إنذار جواها !
قامت جرى ع البلكونه فتحتها و بمجرد ما شافته إبتسمت بسرعه إبتسامه إتبخرت بنفس السرعه اول ما لمحت عيونه بتغمض قوى و هو داخل ! للحظه دى بس حست إن السور بينهم عالى قوى !
راحت على باب الشقه فتحته بلهفه إتبخرت اول ما طلع و شافها ..
شاورلها من غير ما يبصلها : اعملى حسابك الصبح هنروح السجل عشان شهادات الميلاد للولاد
حلم هزت راسها و إبتسمت : كويس و
قطعت كلامها اما سمعت الباب بيترزع ف وشها ..
مراد رن عليه اخر اليوم و مالك طنش كذا مره لحد ما رد..
مالك : هو انت مش ناوى تفطمنى بقا ؟
مراد ضحك غصب عنه : و الله اما تعقل
مالك بغيظ : معلش قريب هبطّل اطلع من هدومى
مراد ضحك : حلم عامله ايه و الولاد ؟
مالك ببرود : عادى
مراد : هستناكوا يلا ع الغدا
مالك بضيق : بس
مراد و هو بيقفل : انا كلمت حلم و هتجيب حلم و ياسين و جايه ، براحتك بقا
مالك نفخ بضيق او غيظ مش عارف و مراد ضحك : متتأخرش انا مستنيك انجز انا مسافر بكره
قفل معاه و مالك إتردد شويه و قبل ما ياخد قرار كانت حلم رنت عليه بمسدج عرف منها ان مراد كلمها و هى بتجهز هى و حلم و ياسين و نازله ..
مالك معرفش يعترض او اقنع نفسه إنه مش عارف و لبس و قبل ما يخلّص سمعهم نازلين ف خد حاجته و خرجلهم خدهم و راح ..
ف العربيه مالك بيحاول اد ما يقدر يتجنب او يتجاهل و مش عارف يتضايق من الوضع و لا يبتسم لولاده ف ملامحه محتاره معاه ..
حلم حاولت تكسر برود الموقف ف داست ع التسجيل فتحته و اشتعلت اغنيه ولّعت برود الموقف مش كسرته و داست على اللى جوه كل واحد فيهم !
حلم اول ما سمعتها دندنت معاها لحد ما وقفت اما خنقة العياط رعشت صوتها : راهنت عليك و حبيتك
الاتنين حطوا إيديهم ع الكاسيت يطفوه ف نفس اللحظه و إتقابلت إيديهم ف لمسه غريبه ! لمسة مراهق بيلمس حبيبته لاول مره ف لهفتها و بردوا ف خطفتها من بعض !
اول ما وصلوا مراد اول ما شافه بص لحلم اللى مبتسمه براحه ف إبتسم و سلّم عليها و شاورلها على جوه و همسه قابلتهم و دخلت بيها..
مراد بصلها لحد ما دخلت و بيبص لمالك ف مط شفايفه بتريقه : لاء عادى ، اول مره تحب و يخونها الاحساس
مراد رفع حاجبه : نعمم ؟
مالك ضحك غصب عنه و مراد ضحك بغيظ معاه : و بعدين ؟
مالك بصّله ببرود متكتف : عادى ، مش هينفع اننا نكمل مع بعض بس خلاص وصلنا لمرحلة مينفعش فيها حد يسيب التاني لوحده.
مراد إبتسم : هتعدى يا مالك ، سيب نفسك انت و هتلاقى كل حاجه بتعدى
مالك هز راسه ببرود : يا اخى نفس اشوف الحكايه سهله زى ما انت شايفها كده بس واقفه ف زورى و مش عارف ابلعها
مراد : انت محتاجلها يا مالك ، حط ف حساباتك و انت بترتب خطواتك الجايه إنك محتاجلها
مالك دوّر وشه بجمود : محتاجلها اه ، طب مانا كنت محتاجلها قبل كده و كانت النتيجه ايه ؟ كنت مُنتظر منها تسد إحتياجى و مسدتش ! عريت نفسى قدامها ! بينتلها ضعفى و مقدّرتش ! و قولت معلش العشم زايد شويه ! بس صدمتنى و انت اول اللى بررولها كل حاجه تحت عذر الصدمه و الظروف و دلوقت انا اللى عندى العذر ده
مارد خرجلهم اما شافهم إتأخروا و وصل على اخر جمله لمالك و برّق : عذر ايه لامؤاخذه اللى عندك ؟
مالك و مراد بصّوا لبعض بصدمه و مارد غمض عينيه بضحك : اصل انا مبحبش كلمة عندى ظروف دى
مراد بصّله و برّق و مالك رفع حاجبه بغيظ و بص لمراد و بصّله و رفع إيده عليه عمل نفسه هيضربه و مارد شده و دخلوا ..مازن راح عليهم و همسه و ليليان و غرام و معاهم حلم و الكل قعدوا ..
حلم عينيها متعلقه بمالك طول القاعده .. كإن المكان فضى بيهم و عليهم لا سامعه من دوشتهم و لا حاسه بوجودهم غير همسُه و حتى صوت انفاسه ..
مالك بيحاول يندمج مع الكل و كل ما تتقابل نظراتهم يدوّر وشه بعيد ببرود ..
مراد متابع نظراتهم بهدوء ف هز راسه بأسف ..
مارد لف دراعه على كتفه و ضحك بهمس : هاا يا حونين ، هتعمل ايه فيها دى ؟
مراد رفع حاجبه : طب ما تورينى انت يا فلانتينوا المخابرات ؟
مارد رفع حاجبه بغلاسه و شده عليه : لاء انا مارد المخابرات
مراد بغيظ : ما تتنحرر يالا تعمل حاجه و لا انت فالح بس تبعتلى بلطجيه انا و أمك تصالحنا ؟
مارد ضحك و كعمش وشه : لا دى مش عايزه يتبعتلها بلطجيه .. دى عايزه اربيجي
مراد رفع حاجبه : نعمم ؟
مارد لف دراعه تانى ع كتفه و شاورله بإيده التانيه :اسمع بس زى ما بقولك كده .. دى اخرها اربيجي يدخل عليهم من بعيد ، مالك يديله كتف كده و يخلع انما دى متلحقش .. ياخدها بالحضن رايح جاى ، جاى رايح ، و بعد ما يروح ينسى إنه راح يقوم جاى و بعد ما يجى يفتكر يقوم رايح
مراد زقّه بغيظ و همس : اخررس
مارد ضحك اوى : اه و الله زى ما بقولك كده
مراد زقّه تانى : ولا انت على طول كده عندك انيميا ف الاحساس ؟
مارد ضحك اكتر بهزار : مش كفايه انت عندك السكر فيها
مراد برّق : نعممم
مارد ضحك اكتر : اه و الله .. عندك السكر ف محاسيسك عشان كده تحسها ملزقه ع طول
مراد عض شفايفه و فضل يبص حواليه على حاجه يضربه بيها : امشى يلاا
مارد ضحك اعلى و الكل إنتبه لحوارهم ؛ اسمع بس
مراد زقّه بغيظ قوّمه خالص : يلاااا
مارد ضحك : يا ملزق
قام قعد جنب مالك بغلاسه عليه بعد ما شاف نظراتهم هو و حلم : ع فكره ف عندنا اوضه فاضيه جوه لو تحب تريحوا شويه
مالك رفع حاجبه و مازن راح قعد جنب مالك من الناحيه التانيه و مسكه بكوميديا : و خدونى معاكوا و النبى ، خدونى معاكوا و النبى
مارد زقّه بضحك : انت راشق ف اى نيله كده ؟
مالك كعمش وشه بتريقه : معلش ده عشان بس عريس جديد ف دماغه تلاقيها حادفه شمال و جو اوض و فنادق
ع فكره الجواز مش نحنحه ف اعمل حسابك يعنى
مازن شدّه برخامه : يا عم ادخل بس الاوضه اللى عارضها عليك الخبره و سيب الباقى ع الشيطان
مالك بص لمارد اللى هز راسه بضحك و رفع حاجبه : سيبها للشيطان
مالك ضحك غصب عنه : لاء ماهو الشيطان كده كده بيبقى موجود معاك انت و مراتك .. تحسه كان ماضى معاكم ع القسيمه .. بس مش لازم فى الشيطان يبقى فى قلة ادب يا ملزق
مازن رفع حاجبه : امال ؟
مالك كعمش وشه بتريقه زى ما يكون قاصد كلامه : لا فى حاجات كتيره تانيه ، فى نكد ، فى زهق ، فى خوازيق ، فى
قرف ، فى قتل كمان لو عايز ، شيطان فول اوبشن يعنى
مارد فهمه ف ضحك اوى و شاورله بصوباعه لفوق و بص لمراد و حط يده على بوقه ..
مازن برّق لمالك اللى ضحك ببرود : اه و الله
مازن بص لحلم و ضحك : ده بجد ؟
مالك من غير ما يبصلها إتريق : اهى دى اكتر واحده تقولك ع الموضوع ده و تشرحهولك
قعدوا كتير بعدها مالك شاور لحلم يمشوا ..مراد إبتسم و خرج معاهم لبرا ..
مالك بترقب : انا متشكر يا مراد على كل حاجه و
مراد رفع حاجبه : ما خلاص يالا ، نزّلها اعلان ع الدائرى احسن
مالك ضحك غصب عنه : انا قصدى ع الكفاله و كده ، انا كنت هدبّر امورى بس انا
مراد إستغرب : كفالة ايه ؟ انت لسه مدفعتهاش ؟ طب ما مكلمتنيش ليه و
مالك نظراته بتلقائيه راحت على حلم ف العربيه و مراد إبتسم اوى ..
مالك راح عليها مع نظرة مراد و هز راسه ببرود : حقى عادى ، حقى و كان عندها و انا اللى إدتهولها بدل المره عشره و بترده ، كتبتلها بدايته مع بداية حياتنا و كتبلتلها بقيته مع اخرها ..
معرفش ليه وافقت اكتبلها شيك او اديها مقابل لحاجه مش بتاعتها اصلا بس شكلى من وقتها كنت بدات بالتنازلات
مراد معرفش يرد و مالك إستأذن و اخدها و مشى ..
تانى يوم الصبح حلم صحيت بدرى اوى من النوم اللى جفاها كإنها مراهقه مستنيه اول معاد مع حبيبها ..
قامت اخدت شاور و اختارت لبس رقيق و خلّصت و اخدت ولادها و نزلت ..
مالك كان صحى و لبس و بيفتح الباب شافها قدامه معرفش ميبتسمش ف دوّر وشه بهدوء ..
حلم حاولت تهزر : طب بلاش صباح الخير ، السلام لله حتى
مالك مردش و اخد منها حلم و ياسين و ضمهم اوى عليه و إبتسم و هو بيبوس فيهم و نزل بيهم ..
اخدها ع السجل و خلّص اجراءات ورقهم ..
الموظف : ساعتين تقريبا تستلم شهادات الميلاد بتاعتهم بس يجى الموظف المسئول يختمها
مالك و هو واخدهم و ماشى : هعدى عليك بعد الضهر
حلم إبتسمت : نروح اى حته ناخد حاجه و بعدها نبقى
مالك : لاء ، انا هبقى اجى اخدهم و إدهوملك
حلم بمحايله حاولت تفتح سكة حوار بينهم : انا جعانه قوى ، ما تيجى ناكل اى حاجه عقبال ما
مالك إختصر ببرود : ورايا اجتماع لازم امشى ، ع الضهر نازل يبقى هعدى عليهم اخدهم و بعدين حاليا هنروح مشوار
حلم لسه هتتكلم موبايله بينهم رن ف بصت فيه كانت ميرنا ف بصتله بغيظ : و هو ده بقا الشغل ؟
مالك مبصلهاش : ملكيش فيه و بلاش الدور ده عشان مش لايق عليكى ، بتغيرى ع اساس بتحسى بقا و كده ؟
حلم داست ع الكاسيت و إشتغل و علته قوى كإنه بتحاوره بس كإن الاغنيه اتحجزت لهم : راهنت عليك و حبيتك
مالك ضحك غصب عنه بتريقه و هو بيهز راسه ..
وقف و ركن ع جنب و شاورلها تنزل و هى بصت حواليها ف إبتسمت ..
اخدها و دخل و ثوانى و دخلوا للدكتوره ..
مالك بهدوء : عايز اعمل كشف كامل لولادى و تحاليل شامله و كده ، عايز اتطمن عليهم يعنى
الدكتوره إبتسمت : انتوا اول مره تخلّفوا صح ؟
مالك ببرود : و اخر مره
حلم إتصدمت من جفا لهجته اكتر من الكلمه ..
الدكتوره : طب الاول كده هما بيرضعوا طبيعى و لا صناعى ؟
حلم لسه هترد مالك سبقها بطريقه بتلغى وجودها حتى : حاليا طبيعى ، قدام شويه لاء
حلم لتانى مره تبصله بصدمه و مش عارف ترد ..
مالك مبصلهاش و كمّل مع الدكتوره : عشان كده عايز كشف كامل لهم و اذا ممكن يستغنوا و لو امكن يبقى تكتبيلهم لبن مناسب
حلم اخيرا صوتها قدر ينجدها و يطلع بتوهه : يستغنوا عن ايه و لا عن مين ؟
مالك ببرود إتجاهلها و كمّل مع الدكتوره : و ياريت تكتبيلهم فيتامينات كويسه و برنامج غذائى مناسب
الدكتوره إبتسمت : لاء لسه بدرى ع البرنامج الغذائى هما لسه يدوب عمر اسابيع ، ع الاقل من اربع لست شهور مش قبل كده
حلم وقفت زى الاله و عادت سؤالها : يستغنوا عن مين ؟ عن مين يا مالك؟
مالك بصّلها بجفا و شاورلها تقعد ..
حلم مسكت إيده اللى شاور بيها و كانت ناويه تزعق بس بمجرد ما لمسته كإنه اخدت جرعة مهدئ او مخدر ف صوتها إتهز و نزلت ع الكرسى بإرهاق : يستغنوا عن مين يا مالك ؟ عنى ؟
مالك شد إيده ببرود : انا قولت حاليا طبيعى
حلم : بس
مالك شاورلها على بوقها : ششش
و رجع بص للدكتوره اللى حست بحزازيه الحوار و الموقف كله ف سحبت وجودها بهدوء و قامت اخدت حلم و ياسين و إبتدت تكشف عليهم و مالك متابعها لحد ما خلّصت ..
الدكتوره : نوعا ما كويسين ، البنت ضعيفه شويه و مناعتها تقريبا صفر بس ده مش مقلق اوى عشان سنها و مع الوقت و الرضاعه و الفيتامينات و اما تبتدى تاكل كل حاجه هتتظبط
مالك بقلق : يعنى كويسه صح ؟
الدكتوره : اه و الولد كمان
مالك إتنفس براحه : عايز لبن مناسب لهم
الدكتوره كتبتله لبن و ادويه و هو اخد الروشته و شال ولاده و شاورلها و خرج بهدوء ..
حلم مشيت وراه زى اللى بتتحرك بريموت ! مالك رسم سكته اللى من الواضح إنها مش فيها و اهو إبتدى اول خطواته فيها ..
فاقت من شرودها على كلاكس العربيه ف إنتبهت فجأه على نفسها ع باب العربيه و مالك جوه بولاده و بيبصلها ببرود ف دخلت بسرعه ..
بمجرد ما وصلوا ع البيت شاورلها تدخل : هرجع الشغل و انا راجع هعدّى اجيب شهادات الميلاد و الادويه و اللبن بتاعهم و
حلم كإنها بتفوق : انا مش هديهم لبن ، انت فاكر إنك كده تبقى
مالك شاورلها : ششش ، مش بمزاجك
حلم حاولت تثبت : مش هسمحلك على فكره ، انت مبقتش حر ف نفسك عشان تبقى حر ف عيالى ، مالك انا
مالك لهجته ناشفه : و انا قولتلك مش بمزاجك ، مشيتى مره بمزاجك بس التانيه بمزاجى انا
حلم بصتله و برغم إنها حاولت تقوى بس هزة جسمها بصوتها بخّروا القوه دى : و ايه هو بقا مزاجك ده ؟
مالك ببرود : هتعرفى ، بس وقت اما احب إنك تعرفى
حلم زقته بزعيق : لاء انا عايزه اعرف دلوقت ، ناوى على ايه يا مالك ؟
مالك بجفا : و انا قولتلك مش بمزاجك ، و بعدين خطواتك انتى اللى حددتيها و انتى بردوا اللى اخدتيها ف لازم تبقى عارفه الجاى ايه مش تستنينى اعرّفك ، و لا انتى غبيه بجد ؟
حلم بصت لملامحه اللى مبقاش فيها حاجه من ريحة مالك و هو شاورلها ببرود : ماهو مفيش حد بياخد كوباية سم و يبقى مش عارف اللى هيحصل بعده ايه إلا الغبى
حلم فضلت تهز راسها بتوهه و هو شاورلها على جوه : فوق و انا راجع هجيبلك الحاجه و امنعى عنهم رضاعتك من دلوقت عشان متضطرنيش لحاجه تانيه
حلم لسه هتتكلم مالك شاورلها : على فوق
سابها و مشى لبرا و هى إتحركت لجوه بألم و يدوب طلعت و نزلت برجليها ع السلم قعدت ..
فهد كان نازل من شقته شافها قاعده بالشكل ده ! حاول يمشى بس وقف بتردد قدام ضحكة حلم و ياسين و حاول يلاعبهم ..
مالك بعد ما راح على عربيته وقف بضيق و رجع بيقنع نفسه بالقلق ع ولاده ! قبل ما يلف السلم سمعها قاعده ع السلم بتعيط ف وقف مكانه ..
فهد و هو بيلاعبهم من غير ما يبصلها : هو مالك فين ؟
حلم وقفت زى التايهه : مجاش ! مالك لسه مجاش ! لسه مرجعش ! ابدااا
فهد رفع وشه و معرفش يتكلم و هى اخدت ولادها و طلعت و قبل ما تدخل شقتها بصتله بعيون زايغه و مش محدده وجهتها كإنها بتقاوم اغماء او توهه : فهد ، هو مالك امبارح كان بايت ف المقابر بجد معاك ؟
مالك مكانه وقف بخطوة رجله اللى بتطلع ناحيتهم و هز راسه بخنقه و رجع مشى ..
فهد بترقب هز راسه اه و حلم غمضت عينيها و دخلت شقتها ..
همسه صحيت بتوارب عيونها على صوت مراد بيدندن و هو بيجهز الشنط ف إبتسمت بغيظ : انت بردوا مصمم ؟
مراد حدفها بهدوم من إيده : امتى رجعت ف كلامى ؟
همسه ضحكت بهزار : حنفى
مراد رفع حاجبه و راح عليها و هى قامت جرى و اما لقت نفسها ناحية الباب خرجت جرى ..
خبطت ف مارد اللى لسه متكلمش شاف مراد جاى عليهم ف ضحك : كناريا ياخواتى
مراد شدها من وراه و راح على اوضتهم و شاور لمارد : اجهز ساعه و هنتحرك
مارد قدّم خطوات سريعه عليه غمزه من جنبه بضحك : ساعه ؟ ادائك مش عاجبنى يا ابو مراد
مراد لف وشه له و مارد غمزه تانى : حاسك ف النازل كده ، ايه غير موفّق و الا ايه ؟
مراد ضحك بغيظ و مارد إتزق عليه برخامه و غرام راحت على همسه و ضحكوا جامد ..
حلم طلعت شقتها حطت ولادها ع السرير و قعدت جنبهم بإرهاق .. كل البيبان متقفله و متربسه و كل الحواجز مشدده و الاسوار بينهم عاليه و بتعلى ..
كانت بتقنع نفسها إنها زى ما حاربت عِنده و كبريائه ف الاول و هزمته و كسبته هتقدر تعيد ده تانى بس للحظه نسيت ان كتر الوجع بيعمل من الانسان حد تانى زى الآله !
فتحت الدوا بتاعها و جابت علبة مهدئ فتحتها و إبتدت تاخد منها و لا عارفه بتاخد اد ايه و لا ازاى لدرجة بقت تاخده من غير مايه ..
قامت غيرت هدومها و قعدت جنب ولادها لحد اخر اليوم ، النوم جفاها كإنه متحالف مع كل حاجه على وجعها ..
ولادها شويه يعيطوا تسكّتهم و شويه تعيط معاهم ، و مره تقوم تلف بيهم و مره تحس بدوخه و إرهاق تنزل بيهم ع الارض ..
لحد اخر اليوم كده .. حست إنها محتاجه تفوق .. لازم .. بتقوم تجيب هدوم لها و رايحه ع الحمام لقت درج التسريحه موارب و باين منه شنطه !
بصتلها قوى و بتفتحها لقت فيها لبن اطفال ! مسكت علبه و إستغربت جه امتى و ازاى !
هى مجابتش خالص و مالك لسه مجبلهاش زى ما قالها ..
بترجّع العلبه شافت شهادات الميلاد لحلم و ياسين !
جوم امتى ؟ هما لسه عاملين الورق انهارده و مالك قالها هستلمهم و اجيبهوملك ! بس مجاش ! هى كانت صاحيه من اول ما رجعت و مشافتوش و لا سمعته و لا دخل و لا جه !
اللبن ممكن يتقال عنه اى سبب انما الشهادات دى لسه عاملينهم انهارده ! طب اييه !!
بصت ف الساعه لقيتها 3 اخر الليل ! امتى كل الوقت ده عدّى !
دخلت تاخد حمام و ف لحظه إفتكرت مالك و إنها مسمعتهوش رجع ! قلبها إتهز ! لفت فوطه وطلعت بسرعه ..
بتفكر و هى رايحه ع البلكونه مشافتش عربية مالك .. ميلت بجسمها اوى بس بردوا مفييش !
حلم تمتمت بقلق : مرجعش ليه لدلوقت ؟
إفتكرت ميرنا اللى رنت عليه كذا مره ف مسكت موبايلها رنت عليه و هى بالإيد التانيه بتفرك دماغها بتعب بإرهاق و صداع هيفرقع دماغها ، لا عارفه تستوعب و لا قادره تتقبّل ! يدوب حطت الفون و قعدت على حرف السرير سمعت جرس الباب ف جريت فتحت ..
مالك فرك عينيه بوشه بشكل بيقول إنه كان نايم و موبايله ف إيده : فى حاجه و لا ايه ؟ حد من العيال فيه حاجه ؟
حلم لسه هترد شافت لبس البيت اللى عليه و شكله نايم ف إستغربت : انت رجعت امتى ؟
مالك دخل و قبل ما يرد شاف حلم و ياسين ع كنبة الانتريه ف إبتسم و راح عليهم ميّل ع الارض قدامهم و بيبوسهم ..
حلم عادت سؤالها : انا ازاى محستش انك رجعت ؟
مالك رد من غير ما يبصلها : ايه ده هو انتى بتحسى اصلا ؟
حلم رفعت حاجبها و حاولت تهزر ف ضحكت : اصلى مسمعتش عربيتك انهارده ف محستش بيك اما رجعت ، حتى اما إتفاجئت بالوقت إتأخر فتحت البلكونه بس مشوفتهاش ! انت رجعت ازاى ؟
مالك لف وشه لها و رفعلها حاجبه و مردش ..
حلم كإنها إفتكرت : انت كنت فين بقا على كده ان شاء الله ؟
مالك تقريبا متجاهلها بشكل مش سامعها و هى راحت قعدت ع الكنبه جنب ولادها بحيث تبقى قصاده : الهانم اللى وصّلتك مش كده ؟ من امبارح وراك رن رن
مالك شال ياسين و وقف بيه بيلاعبه و هى وقفت وراه بغيظ : لعلمك هى عرفت لوحدها إنك ملكش غير
وقفت بالكلام اما عينيها راحت ع البلكونه ورا مالك و شافت عربيته راكنه !
سكتت و عدت منه بتوتر إبتدى يقلب بقلق اول ما شافت العربيه راكنه فعلا ..
مالك لاحظ سكوتها ف لف وشه لها و شافها بتبص على ايه و إستغرب : فى ايه ؟
حلم صوتها مهزوز : انت لسه جاى ؟
مالك هيرد هى راحت بسرعه فتحت اوضة النوم و بصت من البلكونه بتاعتها اللى بتبص بردوا على نفس المكان قدام البيت و اللى بصت منها قبل ما يجى و بردوا شافت العربيه ..
مسكت دماغها فركت فيها بصداع و بتلف تخرج خبطت ف مالك ف وشها إتخضت ..
مالك : فى ايه ؟
حلم كانت هتقول حاجه بس عينيها راحت ع المهدئ و الادويه بتاعتها ع الكومدو جنب السرير ف سكتت بلغبطه ماسكه راسها : مفيش ، انا بس مصدعه
مالك هز راسه ببرود و خرج إبتسم اول ما شاف حلم الصغيره بتزن : حلم ، لوما ، حلم قلبى انتى
حلم ردت بلهفه اول ما سمعت جملته : حبيبى جايه انا هلبس و
بتتكلم و هى بتخرج لهم لقته وشه لبنته و بيلاغيها ف راحت عليهم مبتسمه : لاء انت بعد كده ترقّمنا ، حلم نمبر 1 ، حلم نمبر 2 ، عشان شكلنا هنتعب ف الحوار ده
مالك مط شفايفه ببرود : لاء مش محتاجه ترقيم ، حلم يبقى هى ، انما انتى كابوس عادى
حلم جمدت على رده و من غير اراده رجعت اوضتهم بتلبس قدام التسريحه شافت تانى الشنطه باللبن و الشهادات ف خرجت بتردد بتفرك إيديها : مالك انت رجعت امتى ؟
مالك إتخنق : ايه يا حلم فى ايه ؟ مش موال هو هنغنيه
حلم هزت راسها : مش كده ، بس ، بس
معرفتش ترد و هو نفخ و رجع بوشه لولاده ..
حلم بصتله بحذر و سألت سؤالها اللى تقريبا اخدت إجابته : انت إستلمت شهادات الميلاد بتوع حلم و ياسين ؟
مالك رفع حاجبه بإستغراب : نعمم ؟ امال كنت جاى اشوف جمالك عشان وحشنى ؟
حلم غمضت عينيها و مسكت دماغها و بتفرك فيها جامد و هى مغمضه ..
مالك وقف بخنقه : إدتيهم من اللبن و لا لاء ؟
حلم فتّحت بالعافيه و بصتله بزوغان : هديهم
مالك رقّد ولاده ع الكنبه و اخد موبايله و بصلها بجمود قبل ما يخرج : انا اول ما جيبته جيبتهوملك عشان تتزفّتى تديهم منه و تفصلى عنهم رضاعتك ، اخلصى انا مش هرجع ف كلامى
حلم معرفتش ترد او حتى تفضل مفتّحه من عينيها اللى بتزوغ حواليها و صورة كل حاجه حواليها و قدامها بتبيض و تسوّد و تظهر و تختفى و تدخل ف بعضها و يمكن تتحرك من مكانها كمان !
مراد اخد همسه و مارد و غرام و مازن و ليليان و سافروا .. كانوا رايحين تايلاند ف جزيره ..
مارد كان مرتب هو و مازن السفريه و الحجز و الاماكن و كل حاجه ..
نزلوا ف الجزيره و دخلوا اماكنهم اللى كانت فنادق على شكل كوخ و تراثيه جميله ..
مراد وصّلهم كلهم و وقف مع مازن و ليليان ..
مازن رفع حاجبه : لاء اوعى تقول إنك هتشربنا اللبن و تغسلنا سنانا و هتغطينا و تنومنا
مراد زقه بغيظ : يلا روح طلّع الشنط لعمتك
مازن عض بوقه بغيظ و بص ل ليليان : اوعى تنامى
مراد رفع حاجبه و مازن دب ف الارض و هو ماشى : و الله حاسس إنك انت اللى هتنام
مراد زقه بغيظ يخرج لحد ما مشى و هو رجع ل ليليان اللى بتضحك جامد : حبيبى يا بابا و الله ممشيه ع الصراط المستقيم
مراد ضحك بغيظ : مش كفايه اخدك
ليليان راحت عليه حضنته : حبيبى انا قولتك ان مفيش حد و لا حاجه ممكن تاخدنى منك
مراد وشه قلب بتوتر و هى لاحظته : خير يا بابا ، من امبارح كل ما ابصلك حساك عايز تقول حاجه
مراد خرّج علبه من جيبه إدهالها و هى بصت فيها بذهول : منع حمل ؟ ايه ده يا بابا و بتاع مين ؟
مراد اخد نَفس غريب و بصلها بهدوء : حبيبتى ، انتى تعبانه حاليا ، نفسيا و جسميا و فوق ده كله عندك كذا مشكله و مشكله صحيه و اولهم القلب ، مش هينفع يا ليليان خلفه ، مش هينفع خالص ع الاقل حاليا ، انا مكنتش راضى بجواز عشان كده ، معنديش استعداد اخسرك
ليليان لسه هتتكلم سبقها هو بلهجه سريعه : و لا حتى اخاطر بخسارتك
ليليان مسكت العلبه بين إيديها اللى فركتهم بتوتر و بصت لأبوها : مازن ، طب ، اصل مازن ...
مراد بهدوء : هيرفض ؟ يبقى خلاص بلاش منه
ليليان بتوتر : لاء مش حكاية يرفض ، بس ممكن يتضايق يعنى و
مراد بهدوء : عشان كده بقولك بلاش منه ، يبقى بلاش تضايقيه ، مش لازم تقوليله ع الاقل دلوقت
ليليان نقلت عينيها بينه و بين العلبه ف إيديها و هزت راسها ..
مراد لسه هيرد مازن زق الباب و دخل و _
و لحد هنا و نقول #فوتكم_بعافيه
و نكمل بكرره
سؤال الحلقه بقا👇
هنسأل السؤال اللى سأله مالك .. ليه ثروت فعلا لغى التنازل و ليه مستعملهوش حتى لو بعد القضيه ما خلصت ؟
حد هيساعد صفوت ؟ و لا هيخلصوا منه ؟ ممكن يتكلم ؟
ليليان هتوافق على قرار ابوها ؟ مازن سمعهم و لا لاء ؟
- رواية ربع دستة ظباط الفصل 17
- فصول الرواية كاملة أضغط هنا