الفصل السادس "6" من رواية عشق أمير الجان بقلم الكاتبة فرح إبراهيم
رواية عشق أمير الجان الفصل السادس 6
حاربت.. حاربت كأشجع الفرسان في معركه داميه بينها وبين نفسها.. بين عقلها وقلبها.. بين ضميرها وروحها.. تشعر بالتمزق والشتات و هي حقاً لا تعلم اي صف ستأخذ ..!!
أتخذ صف قلبها الذي يقودها لما يسمي بالجنون حقاً؟ حتي وان كان سيروي روحها ويشبع ذاتها بالاهتمام والصحبه التي افتقدهما لأعوام؟!
ام تتخد صف عقلها الذي يصرخ بها بأن تتراجع ادراجها وتضع مشاعرها امام مهب الرياح غير عابئه بنزيف روحها..؟!
كانت في حاله لا يرثي لها.. بين الحلم واليقظه عقلها مشتت لا تعلم اين هي ومن اين تأتي هذه اللمسات الرقيقه المهدئه لها من فوق رأسها لمنتصف ظهرها ولا تعلم من اين لها بهذا الهدوء الروحي رغم شتات عقلها..!!
نجدها من تلك الدوامه دخول عفاف المفاجئ للغرفه وهي تحمل صنيه الطعام وقد ظهر الألم فوق قسمات وجهها بسبب يدها التي تحاملت عليها رغم انف الطبيب الذي ألح عليها مراراً وتكراراً عدم اجهادها ولكن مثلها مثل اي ام إن وضعت راحتها مقابل راحه ابناؤها فبالتأكيد ستتألق راحه ابناؤها في هذه المباراة ساحقه راحتها لتنال المركز الاول وبجداره..!!
شهقت جميله من فزعتها لدخول عفاف وبدأت تستعيد وعيها لتجد نفسها تضم الوساده لصدرها وتشدد حصارها فوقها وهي تميل فوقها بنصفها العلوي فوق الفراش...
انتبهت لحالتها وبدأت ذاكرتها تتنشط و تسترجع مقتطفات سريعة لما حدث..
سيمرائيل.. الخطط البشرية الدنيئة.. حمايته لها.. غيرته الجهنميه.. واخيراً... احضانه..!!!
ماهذا اين هو واين ذهب فآخر شئ تتذكره هو سكونها بين احضانه..!! احقاً كانت تحلم وهي من البداية محتضنة الوساده؟ ولكن لا فدموعها لازالت عالقه بوجنتيها وتتأكد انها شعرت بلمساته..!!
انتبهت فوراً عندما تأوهت عفاف بألم.. لتنفض من رأسها جميع تلك الاسئلة الان فهذا ليس وقتها.. وينتفض جسدها من فوق الفراش مهروله تجاه والدتها تأخذ منها صنيه الطعام قائله بعتاب حازم
: كده يما تتعبي نفسك؟!.. انا مش قولتلك تسيبي الطبيخ وشغل البيت عليا اليومين دول لحد ما تفوقي من الي انتي فيه؟ !
"عفاف" بحب رغم الألم التي يظهر فوق وجهها من محاولاتها للحديث بسبب جرح فمها : انا اهمل الدنيا كلها ولا اجدرش اهملك يا نور عيني..
رغم تضخم قلب جميله بحب من تلك السيده التي طلامه تراها تاج فوق رأسها وقد لمست كلماتها قلب جميله لتدفئه كانت ستلقي نفسها بداخل احضانها بدون تفكير ولكن فور ان همت بأخذ اول خطوه تصنمت مكانها مره اخري وهي تفكر في عواقب ما تنتوي فعله...!!
نظرت لحالتها المزريه وتذكرت تهديده و وعيده الذي اخذ يدوي بداخل عقلها فتراجعت ادراجها متصنعه الجوع الشديد و هي تتجه نحو الفراش تجلس عليه وتربط قدميها ببعض ثم تضع فوقهم صنيه الطعام واخذت تحاول تخطي الموقف وتوترها في تبچيل طهي والدتها ...
ويالفعل اخذت والدتها تبتسم بسعاده ان طهيها نال اعجاب صغيرتها وهي تراها تأكل بنهم ولكنها لا تعلم انها تشعر وكأنها تبتلع رماداً..!!
لم يكن عيب من الاكل ولكن العيب منها هي.. فهي مشتته كل جزء منها بمكان رغم محاولتها المميته بأن تظهر بشكل طبيعي..
: منيح ان الاكل عجبك يابتي.. ألف هنا علي جلبك.. هروح انا بقا اشوف ورايا ايه..
قالت عفاف جملتها السابقه وهي تتجه نحو باب غرفه حياه وتخطوا اول خطواتها خارج عقب الباب قبل ان توقفها حياه بنبره خاليه وهي تنظر امها بشرود ولازالت تقبض فوق الملعقة وقد توسطت الطريق من صحن الطعام لفمها وبدون مقدمات القت سؤالها فما كان يدور بعقلها وتحمله بداخل صدرها لا يتحمل الانتظار كما لا يتحمل خجلها الان : اما هو انا جالي عرسان قبل كده؟
تصنمت خطوات عفاف وعقدت حاجبيها بإندهاش لسؤال بنتها الذي لا وقته ولا محله ولكنها ألقته عليها طالبه اجابه.. تراجعت في خطواتها تخطو بداخل الغرفه من جديد وتتجه نحوها تنظر أليها بتهجم فدائماً جميله كانت شديده الخجل ولا تطرق لتلك الاحاديث بتاتاً فماذا حل بها الان..!!
اجابتها بنبره مستنكره و وجه متهجم : وايه اللي چاب الحديد ده دلوجتي علي دماغك؟
"جميله" بلهفه وهي تحاول اصطناع اللامبالاة : ولا جابه ولا حاجه هو بس من باب الفضول يعني زملاتي في الجامعه بيقولوا ان البت لما بتكبر بيجلها عرسان عشان كده سألتك..
ارتخت قسمات وجه عفاف قليلاً وهي تحاول تصديق ابنتها قبل ان تلوي فمها بتهكم وسخريه وهي تهمهم بخفوت :جال وهو فرق معاكي جوي حكايه صغيره من كبيره دي..!!
كانت جميله تتابع كل ردود افعالها وتنتظر اجابتها علي احر من الجمر فكانت تلقي كل اذانها مع عفاف وتعطيها كامل تركيزها فألتقطت كلماتها ولكنها اصطنعت عدم الفهم وخطت خطواتها التاليه بمكر محسبوب فهي تتميز بذكاء حاد عن حق ولكن مدفون بداخلها ولا تهتم بالتفاخر به ..حاولت جعل نبرتها حزينه بعض الشئ فهي تضغط علي الوتر الحساس لدي والدتها
: معناته ايه كلامك ده يما؟ قصدك اني مش جميله زي بقيت البنات ومحدش رايدني؟
لتهتف عفاف بلهفه وصدق عفوي لا تعلم ماذا سيترتب علي حديثها بداخل صدر بنتها والذي بدأ يعلو ويهبط بعنف اثر تسارع ضربات قلبها مع كل حرف يلفظ من بين شفتيه عفاف
: واااه ده انتي ست البنات.. ده انتي العرسان بيدجوا بابك ومن وانتي لسه بنت الاربعتاشر..
تجمدت الدماء داخل عروق جميله وبدأ قطرات العرق تظهر فوق جبينها لتخفض رأسها سريعاً حتي تخفي عيناها عن عيون عفاف فهي لا تريد والتدها قراءة الخوف والارتباك الذي يشع من مقلتيها ولكن لتفسره والدتها علي انه خجل فأبتسمت بخبث تتابع حديثها : بس ابوكي كان بيرفض عشان كنتي صغيره وجتها ولما كبرتي شويه انتي الي رفضتي الفكره وجولتي تعليمي اهم وابوكي مجدرش يكسر بخاطرك.. بس الي انا شيفاه دلوجتي يجول انك غيرتي جولك.. وشكلي جريب هجعد انجي اجدعها راچل فيكي يا اسيوط كلاتها
كلماتها الاخيره الملهوفه انتزعت جميله من بين براثين افكارها وشتات عقلها الذي كادت ان تصاب بصدمه عصبيه بسببهم لتهتف بسرعه ولهفه ولكن بقوه حتي تغلق النقاش في هذا الموضوع : بكفياكي بقا يما انا لسه عند قولي.. دراستي اهم.. وبعد ما اخلص علامي نبقا نشوف الموضوع ده
شددت علي جملتها الاخير لتلوي عفاف شفتيها بعدم رضي ونهضت من فوق الفراش بعد ان جلست امامها اثناء حديثهم وترمقها بضيق وغيظ : يا اخري صبري عليكي يا چميله هتنجطيني بعاميلك دي..
ترجلت والدتها من الغرفه صافعه الباب خلفها غير عابئه بتلك الجميله التي مجرد ما ان اصبحت بمفردها في الغرفه ألتفت فوراً للجهه الاخري ونزعت صنيه الطعام من فوق قدمها واخذت عينها تجول في جميع اركان الغرفه باحثه عنه ولكن سرعان ما شعرت بالاحباط حين لم تجده.. هي تعلم انه يسمعها يراها يشعر بها متأكده انه معها ولكن يقصد عدم الظهور وكأنه يعطي لها مساحه لكي تعيد ترتيب افكارها و تهدأ تلك الاضطرابات التي بداخلها..
زفرت ببطئ تهدأ من روعها قبل ان تدلف للمرحاض الملحق بغرفتها حتي تأخذ حماماً ساخناً لعله يهدأ نيران الحيره المشتعلة بداخل صدرها.. عزمت امرها ان تصلي وتناجي ربها في صلاه استخاره فالله اعلم اين الخير لها وارحم الراحمين بعباده .. وعلي سبيل ذكر الصلاة لا تعلم لما اشتد الثقل عليها في صلاتها وكأنها تحمل جسد فوق جسدها ولما تشعر دائماً بمن يكبلها ويمنعها من السجود ولكنها تحارب هذا الشعور او بالمعني الاصح لا تريد ان تفكر به فهي تخشي من وهل المفاجأه اذا كان هو السبب فيما يحدث لها وان كل حديثه لها مجرد وهم تخشي مواجهه حقيقه انه يخدعها وانها كالمشاه يوم عيد الاضحي تساق لنهايتها بلا حول ولا قوه منها..!!
نفضت هذه الافكار عنها ثم نهضت بنشاط تحاول حث نفسها علي استكمال ما نوت فعله..
.............
كانت تقف تحت المياه المتدفقه تشد فوق عينها بشده تحاول تصفيه ذهنها وترك هموما تطفوا فوق جسدها لعل تزيحها المياه الجاريه فوق جسدها
شهقت بصدمه و وضعت يدها فوق فمها بذعر مانعه نفسها من ان تصرخ بعد ان فزعت من صوت الارتطام القوي التي دلف لأذنها بكل وضوح.. اغلقت صنبور المياه علي عجله من امرها ثم لفت منشفه عريضه حول جسدها واخذت تتحرك بخطوات بطيئة واعين زائغه في المكان حتي تستكشف سر صوت الارتطام ولكن باغتها الصوت مره اخري لتفزع وينتفض جسدها.. كان صوت ارتطام مكتوم وكأن ما يرتطم هو جسد انسان يهوي من فوق ارتفاع شاهق..
ترجلت من المرحاض وهي تقبض فوق المنشفه الملتفه حول جسدها مانعه اياها من السقوط واخذت تجول بعينها في انحاء الغرفه لعلها تجد سبب للصوت ولكنها كانت خاليه تماماً فقط صوت الرياح..
الرياح ما هذا؟!! رفعت نظرها في توجس شديد نحو ساعه الحائط المعلقه لتجد انه انتصف الليل ..!! ماذا؟! اظلت تحت المياه لا تشعر بالوقت حتي مر ساعتين كاملين!! هي متأكده انها لم تأخذ كل هذا الوقت ولكن هذه الاسئلة مكانها الحالي هو المنفي فهي لا تعرف اجابتها وهو ؟! ليس هنا اذن فعليها ان تتحامل فوق نفسها كمثل كل ليله..
ولكن هناك شئ جد عليها وهو صوت الارتطام..!!
مع كل مره تهمس الرياح بأسمها ويتبعها كلمه "دم".. تسمع صوت الارتطام اقوي من ذي قبل..!! ..علقت عيناها فوق النافذه وهي تشعر بظل يقف خلفها وهو من يقوم بالهمس ..!!
صوت ارتطام اخر جعل النافذه تفتح علي مصرعيها بعنف ومن شده فزع جميله هوت فوق الارض تحتضن جسدها برعب وهي ترتعش خوفاً قبل ان تشعر بتثاقل انفاسها و ان دوامه سوداء تقوم بسحبها ببطئ في عالم اخر بعيد كل البعد عن الوعي..
حينما رأت نفسها خارج النافذه تتوسط السماء وهي نائمه فوق ظهرها ويدها تتهدل خلفها وكأنها معلقه من خصرها في السماء بحبال غير مرئيه.. وفجأه يهوي جسدها من السماء ليصطدم بالارض بعنف ويصدر عنه صوت الارتطام العنيف التي كانت تسمعه .. اذن الان تعرف مصدره ..!!
انعقد لسانها وجحظت عيناها فكل هذا تخطي طاقتها لأبعد الحدود.. كان جسدها ينتفض بشده وكأنها تتعرض لصدمات كهربائيه مستمره ومميته.. دموعها تحجرت بداخل مقلتيها وكأنها تهاب النزول ومشاركتها الموقف...!!
تشدت الرياح.. يقترب صوت الهمس.. صوت الارتطام يصبح اعنف وجسدها يهوي امامها مره تلو الاخري ومع كل مره تشعر باستئصال جزء من روحها..!!
فجأه ويدون سابق إنذار صوت صريخ يدوي في الاجواء جعلها تصرخ معه بفزع وهي تضع يدها فوق عينيها رافضه ان تحضر مراسم نهايتها وانتزاع روحها من جسدها بأبشع الطرق التي لم تتوقعها قط ..
ولكن في جزء من اللحظه انتهي كل شئ بعد تلك الصرخه المدويه من قبل الرياح بعدها شعرت بيد تلتف حول خصرها من الخلف وتضمها حتي اصطدام ظهرها بصدر صلب من خلفها .. كانت لمسته كالصعقه بالنسبة لها التي جعلتها تفتح عينيها بذعر ليقع نظرها علي النافذه من امامها ولكنها تلك المره كانت محكمه الغلق ويعم الهدوء من حولها وكأن شيئاً لم يكن..!!
شعرت بتسارع انفاسه الحاره التي تهبط فوق عنقها وكأنه خرج من معركه لتوه لتنتفض بعيدا عنه وتنهض تنظر خلفها بخوف شديد وذعر وجسدها كله اصبح ينتفض وتصرخ به بهستريا
: ااببعععدد ععننيي.. ابعععدد عننننييي مابقتش عايزه اشوفك... اابععد عنننيييي
اابععد عننننييييي... ااااهههههه
صرخت بألم وذعر حين رأته في جزء من الثانيه يقف امامها ويمد انماله تجاهها ولكن سرعتها لا تضاهي سرعته لتسقط فاقده الوعي و اخر شئ رأته و هو يضع كفه فوق رأسها و يشد فوقها ثم فمه يتحرك ببعض الكلمات التي لم تلتقطها بل سقطت بعالم اخر يغلفه الظلام والسكون الشديد. . .
بقلم فرح إبراهيم
بعد فتره من الرقض كانت تلهث وبشده صدرها يعلو ويهبط بعنف ليس من المجهود فقط بل من الخوف نظرت خلفها وقدميها لازالت تسابق الريح.. تلك المرأة ذو الانياب لازالت ترقض خلفها بل لا انها تطفو.!! نعم انها ترتفع عن مستوي الارض وكلما اقتربت برزت انيابها وبشده تلك العيون الدمويه الحمراء جعلت بدنها يرتعش بشده ولكنها لن تستسلم، التفت لتتابع الطريق بعينها ولكن. . .
الاثني اصبحت امامها..!! بل اصبحوا امامها..!!
لم تكن واحده بل يزداد اعدادهم من نفس الشكل الي حوالي العشره اخذت تتراجع ادراجها وهمت ان تهرول بعيداً ولكن حاوطوها .. اخذت تنظر لهم وتلف حول نفسها بهستريا خوفاً من ان ينقض عليها احداهن علي حين غره ولكن اتت كلماتهن منبعثه من وسط انيباهم كفحيح الافعي والان ظهر لسانهم يمتد خارج فم كل منهم كاللسان الافعي حقاً طويل و رفيع وينقسم لشطرين عند نهايته.. عند نهايه كل شطر منهم مدبب كالمثلث ..
دوت كلماتهم في اذن جميله " جميله.. دم.."
اذن الان قد علمت من اين يأتي همس الرياح انها ليست الرياح بل جنيات لعينات هم من يقومون بفعلها كل ليله..
اخذوا يبتلعوا المسافه بينهم وبينها وهم يرددون كلماتهم وجميله تشعر انها علي حافه الموت نعم لقد وصلت للحافه والان ستوهي من فوق الهاويه وتنتزع روحها اذا لم يقطع جسدها إرباً اولاً..!!
شعرت بنفس اليد الغليظه تحاوط خصرها وتصطدم بنفس الصدر الصلب التفت بلهفه لتشبع عيناها منه فهي حقاً لم تكن تعلم انها تحتاج للشعور بالأمان لهذه الدرجه..!!
كانت هيئته ليست تلك الهيئة البشريه المقربه لقلبها بل كانت تلك الهيئه التي يتحول لها عندما يغضب او ينفعل تلك العيون الفحميه وتلك الانياب.. كانت هيئته لا تختلف كثيراً عن هيئتهم ولكنها لا تعلم لماذا لم ترتعش خوفاً منه هو الاخر..!! لماذا لم تذعر من هيئته بل شعرت انها مطمئنه و انها بأمان.. هو بجانبها ولن يدع مكروه يصيبها وانتهي الامر .. دفنت رأسها في صدره لتكون هذه اول مره تكون بهذا القرب منه وهو علي هيئته الشيطانيه.. رفضت ان تتابع مشاهده هذا الصراع الدامي وتحدثت لأول مره بصوت متحشرج باكي يشوبه بعض التوسل فهو الان طوق النجاه بنسبه لها : سيمرائيل متسبنيش...
برغم هيئته الشياطينه الكاسحه وعروقه التي برزت بوضوح و انيابه التي برزت عن ذي قبل ولكنها شعرت بيده تحاوط خصرها بحمايه وحنان لا تعلم كيف فعلها وكأن ذراعه تلك انفصلت عن باقي جسده لتصبح متملكه حاميه وليست غاضبه داميه كباقي جسده ..همس بجانب اذنها بنبره لا تليق مع منظره ولا انيابه التي تنبعث كلماته من وسطهم فخرج صوته مهدئ حنون ولكن قوي قوه تليق بأمير الجان : شششش.. متخافيش.. امسكي فيا اوي و اوعي تسيبيني مهما حصل واوعي تبصي وراكي..
هزت رأسها بشده دلاله علي موافقتها ثم لفت ذراعيها حول خصره العاري وشددت فوقه بشده واخذت تضغط فوق عينيها وكم تمنت ان تضع يدها فوق اذنها ايضاً لكي لا تستمع ذلك الصراخ الدامي ولكنها فضلت عدم تركه بالاخير..
ثم عم نفس السكون فجأه الذي عم قبل اغماؤها وظهور سيمرائيل... !!
تبعه شهقه فازعه منها وهي تنتفض من فوف فراشها وتلهث بشده مع تصبب عرقها البادي فوق جبهتها لتري انها كانت تستلقي فوق فراشها واخذت تربط الاحداث ببعض لتظن انها كانت تحلم اخذت تنتحب بشده لما عانته ومازالت تعانيه ومتوقع ان تعانيه بعد اليوم وهي تخفي وجهها بداخل يدها..!!
ولكن سرعان ما فتحت عيناها عندما شهقت بفزع وقد شعرت بنفسها في الهواء وبالفعل رفعت عيناها لتصطدم بعيناه البشريه ذات اللمعه الزيتونيه المهلكه وقد انمدت يداه واحده خلف ساقيها والاخري خلف ظهرها.. يضمها لصدره وهو جاثي فوق الفراش علي ركبتيه قبل ان يجلس ويضعها فوق ساقيه وبداخل احضانه يضمها بحمايه واضعاً رأسها بين ثنايا عنقه ..اخذ يقبل شعرها بقبلات رقيقه ناعمه وهو يمسد فوق شعرها بيده الخاليه قائلًا من بين قبلاته بصوت اجش هادئ يغزوه الدفئ : ششش.. اهدي يا حبيبتي..
خلاص كل حاجه خلصت خلاص ومحدش هيقربلك تاني
لا تعلم لما استكانت بين احضانه..!! اكان السبب صوته الرجولي الحاني الذي طمأنها؟!
ام لمساته الرقيقه التي خدرت جسدها وجعلت عضلاتها تتراخي؟! ..ام انه الدفئ المنبعث من جسده ام انه الامان التي تشعر به..!!؟
لا تعلم وان علمت لسوف تلعن نفسها الف مره بدلاً من مره واحده فمكانها الطبيعي الان ليس بداخل احضانه انما امامه لتوبخه وتصرخ به وبشده..!!
ضربت هذه الحقيقه بعقلها حتي تدارجت نفسها وانتفضت عنه بعيون تشع غضباً وصدر يعلو ويهبط اثر الانفعال.. كان غضبها مضاعف منه ومن نفسها حين استسلمت له ولم توبخه في بادي الامر لتصرخ به بغضب كاسح : بكفيااك بقااا انا مابقتش طايقاك خلاص سيبني في حالي مش عايزه اشوفك تاني انت فاهم؟
لتتابع بشراسه حين انتفضت من فوق الفراش تقف امامه وتصرخ بشده : من ساعه ما ظهرلتي وانا حياتي اتقلبت عليها واطيها .. انا لو كان عندي نيه اسامحك علي الي انت عملته فيا طول حياتي وقولت ده قدر ومكتوب و لازم ارضي وان العيشه الي كانت مش عجباني دي كانت حمايه ليا من حاجات اكبر ..
اخذ صدرها يعلو ويهبط والدموع تتجمع في مقلتيها وهي تتابع بنفس حالتها : بس بعد الي حصل النهارده ده..!! مع أذيه اهلي وأذيتي..!!
ما بقتش قادره اسامحك ولا اتقبلك..!!
ولآخر مره بقولك اابععددد عننييي.. اابعد عننييي يا سيمرائيل
كان يتابعها بهدوء من فوق الفراش ولم يترك مكانه او يتحرك من جلسته بل ظل يتابعها وتركها تفرغ كل ما في جوفها حتي تهدأ تماماً اولاً ولكن حين وجدها تنظر له بتحدي وتتجه نحو الباب في غمضه عين كان خلفها يمرر ذراعيه من فوق كتفها وبجانب رأسها حتي يغلق الباب بعد ان همت بفتحه ثم لف جسدها حتي تصبح في مواجهته قبل ان يحتجزها بين جسده الصلب والباب من خلفها ويداه تحيط برأسها يلتهم عيناها في نظره ثقه وقوه لم تعهدهم من قبل..!!
خرج صوته رخيم قوي من بين شفتيه التي ارتسمت فوقها ابتسامه واثقه : محدش من اهلك هيقدر ينجدك مني يا جميله.. انا قدرك. . .
احتدت عيناها تطالعه بتحدي قائله بحنق وهي تدفعه بصدره : وانا مش هسكت وهصرخ ومش هخاف منك وهعمل اي حاجه تبعدك عني..
: مش هيسمعوكي لأنهم ببساطه نايمين مش هيصحوا غير لما انا احب اصحيهم..
اتسعت اعين جميله بصدمه وهوي قلبها ظناً منها انه اذاهم لتقول بخوف لكن ممتزج بغضب واستنكار : انت عملت فيهم اييهه؟
انطططققققق عملت في ابويا وامي ااايييههههه
اوقفها صوته القوي في حده جعلت لسانها ينعقد تماماً وقد ظهر الصدق بوضوح في كلامه : ششش ما عملتش فيهم حاجه كل الحكايه اني نيمتهم عشان ميحضروش الي حصل لأنهم كان ممكن يتأذوا
رغم صدقه التي التمسته ولكن حديثه عن الذي حدث جعل الشك يتسلل نحو قلبها لتصرخ به بغضب : كداااابب.. انت كداااب وكدبت عليا لما قولتلي مش هأذيكي وانت اكتر واحد اذاني في حياتي .. واكيد دلوقتي بتكدب عليا
هدر بها بحده وقد اشتد غضبه حتي عادت تتفحم عيناه.. نبره قويه لا تليق إلا به : جممييللهه..
مش امير الجان الي يكدب.. انا لو عايز أذيهم مكنتش استنيت عليهم كل ده وبمجرد ما كنتي تيجي الدنيا كان بإمكاني احرقهم و اراعيكي بطريقتي.. لكن انا معملتش كدا ولو هعمل هيبقا عذابهم بأسم امير الجان منغير ما اخاف ولا اكدب لأن محدش يقدر يقف قدامي ولا يستحمل قوتي وجبروتي لا من الانس ولا من الجن ..!! سااامممعههه؟
كانت كلماته الاخيره كالجرس بداخل اذنها ونبرته الغاضبه جعلت قشعريرة تسري بجسدها لينتج عنها رجفه شعرت بها تسيطر عليها من خوفها .. امائت له برأسها بشده ليتابع هو بنفس نبرته
: وانا عمري ما أذيتك.. انا طول عمري بحميكي.. والي انتي شوفتيه ده مكانش حلم.. انا خدتك ورجعت لوقت الي حصل بس خليتك تشوفي الي كان بيحصل من ورا الحجاب الحاجز
عشان انتي كنتي منهاره ومش قادره تسمعيني ومكنتيش هتستوعبي لو قولتلك اني مش انا سبب الي حصلك ده ..
ارتخت عضلات جميله واخذت تحدق به بذهول وعدم تصديق لما يحدث..!! اذن ما كان يحدث لها بسبب تلك الجنيات اللعينه وليس بسببه..!! هو كان يحميها وحسب ولكن لما..!!؟ من هم وماذا يريدون منها؟! حدقت به بتساؤل والف سؤال وسؤال يجول بداخل عقلها لتهمهم بخفوت وصدمه : طب ليه؟! ومين دي وليه تعمل فيا كده؟
عندما رأي حاله الضياع التي خيمت عليها هدأ غضبه واخذ يتنهد بثقل حتي يفرغ غضبه قبل ان يقول بصوت رخيم هادئ الي حدٍ ما بعد ان عاد لهدوئه وعادت عيناه كما هي عليه
: جميله.. فاكره اليومين الي بعدت فيهم عنك؟
امائت برأسها دون ادني كلمه والارتباك يتملك منها شيئاً فشيئاً من وهل المفاجأة والحقيقة الصادمة التي سوف تقع فوق اسماعها الان..
ليتابع بغضب مكتوب وقد تذكر ما حدث يوم الليله المشؤومه التي اختفي بعدها ليومين متتاليين بدون ارادته ولكن ليتفادي عواقب كان يحمل همها فوق عاتقه لأعوام..!!
"FLASH BACK"
كان يقف امامها يشعر وانه يحمل من الغضب في صدره ما يكفي ويفيض علي حرق دنتيهم بأكملها
يري تقربهم منها وتدليلهم لها بأعين احر من الجمر.. فهو احق منهم بهذا القرب..!!
واي اسف يتحدثون عنه الان؟! .. اغبياء الا يعلموا انه من كان يحميها كل تلك السنين؟! هو صاحب الفضل، في جعلهم يشددوا الحصار فوقها وليس هم..!!
و الان كيف ينسبون الفضل لهم ويبرروه انه بسبب خوفهم عليها..!!
غضب امتلكه وحثه علي الفتك بأفواههم التي يتفوهون من خلالها بتلك الحمقات من وجهه نظره كما اراد وبشده معاقبه ايديهم علي لمس ملكيته..!!
وعلي ذكر ملكيته فمعشوقته لن تسامحه ابداً ان ترك العنان لغضبه لإحراقهم إذن فليكتفي بمعاقبتهم الان.. ولكن ماهذا؟ يسمع اصوات قادمه من الارض السفلية..!!
انها اصوات يعلمها جيداً تصعد من سابع ارض لسطح الدنيا.. يري طيفها يعبر من منفي الشياطين مروراً بعالم الجان ثم صعوداً الي هنا.. يعلم انها آتيه من اجله فقد سمع فحيحها بأسمه..!! .. انها "سرايا" سرايا بنت دهشور اميره سابقه لمملكه من ممالك الجان ولكن بعد كفرها وامتثالها لأوامر الشيطان نفت بعيداً مع الجن الكافر لتصبح من ابغضهم..!!
اتظن بما فعلته ستكون اقوي وستكون الجنيه الانسب له؟ فمثلنا مثلهم هم ايضاً يتزوجون وتنتسب الزوجات لأزواجهن من الجان ..
وان كان الزوج ليس اي زوج بل سيمرائيل امير الجان واقواهم ..صاحب النفوذ والسلطي فهو ابن ملك الملوك.. وقوته من قوه والده بل المتوقع ان يكون اقوي فهو تفوق علي والده في الحكم بين الجان و السيطره علي الممالك في قبضه فولاذيه من الحديد..!!
كانت سرايا بنت الملك دهشور واحده من الجنيات المرشحه ان تكون الزوجه المستقبليه لسمرائيل من بين جنيات العالم السفلي والتي كان منهم الاقوي والاجمل منها.. لذا قررت اتخاذ طريق الكفر والفجور فهي تعلم انه لا يضاهي قوه سيمرائيل اي من قوه الجان إذن فلتلجأ للشيطان حتي يقوم بمساندتها ومدها بالقوه لتتفوق علي جنيات العالم السلفي.. تفعل الكبائر وتشرب من دماء البشر ليمدها الشيطان بقوته وكلما شعرت بنفسها اقوي كلما تفانت اكثر بالكفر حتي ترضي الشيطان ويتابع ضخ قوته لها.. ولكنها لا تعلم ان بسبب فعلتها تلك اصبحت ملعونه في الارض والسماء وتتوسطهم الدنيا.. كما لعنت في الدنيا والاخره..!!
لم يتعود علي الهرب او والاختباء وإن امتثل لرغبته لثبت مكانه ليكون في إستقبالها حين تصل فهو يعلم ان قوته لا تضاهي قوه ألاف من الجان.. حتي امرائهم فهو اقوي امير و اكثرهم نفوذاً ولكن..
يعلم ان الوضع سيكون خطر علي جميله وهذا ليس محبب له إذن فليذهب الان رغم نيته في توبيخها ولكن من الافضل تأجيلها لوقتٍ لاحق..
في طرفه عين كان يتوسط مقر حكمه في العالم السفلي .. كان عبارة عن ساحه كبيره ولكن جدرانها ليست من الطوب ولكن من ماده فحميه شديد السواد وملمسها حاد خشن كأغصان الشجر.. ويتوسط الغرفه كرسي عملاق ذو ظهر طويل من نفس الماده الفحميه ولكن هذه المره يحاوط اطرافها الذهب الخالص ليمتزج اللون الأسود الحاد مع الذهبي اللامع وينتج عنهم منظر في شده الغموض والقوه..
توسط كرسيه بوقار وهو ينظر امامه في سكون
من يراه يقول انه يتابع اللاشئ من امامه ولكنه كان يري كل ما يحدث فوق الارض وخاصاً عند جميله..
يري سرايا وهي تقترب من منزلها بهيئة لا تنم علي الخير بتاتاً وتهم بإختراق الجدران كما يري نواياها الداخليه السوداويه ويعلم انها بالتأكد ستحاول الفتك بجميله ..!!
شدد فوقه قبضته بغضب جحيمي وتمتم من بين انيابه البارزه منذ وصوله لعالمه ببعض الكلمات الغير مفهومة الا من اسم سرايا التي توسطها بوضوح..
" سرانيم.. سرانيمم.. يااحوااري.. سرايا بنت دهشور من سريانا كراهون.. سرانيم وفشلاوي"
وفجأه من امام عينه التي يظهر امامها بيت جميله والتي ظهرت عن بعد امتار منه سرايا وهي تتجه نحو المنزل بغضب جهنمي وسرعه خياليه .. احاطت المنزل بعد كلماته هاله من اللون الرمادي ينعكس ضيها مع سواد الليل وضوء القمر في منظر مهلك ..
وحين اقتربت سرايا من المنزل وهمت بإختراقه لم يظهر امامها تلك الهاله فهي مخفيه من انظارها لتصعقها وتظهر شرارات كمثل الشرارات الكهربائية حول جسدها حين حاولت اختراقها وقد كانت تحرقها فصرخت بألم ممزوج بغضب مهول وتراجعت ادراجها غير قادره علي اختراق المنزل والوصول لجميله..
ولكن ماذا تمتلك الجنيات اكثر من الخدع؟!
لتقوم بخدعتها الدنيئه تلك وتأخذ تحوم حول المنزل بغل وعدوانيه وتبعث همسها مع الرياح لجميله علي مضض فحتي وان فشل مخططتها في تمزيق جسدها لأشلاء لا مشكله من بعض الرعب الذي لن تكل ولن تمل من بثه حتي تتأكل روحها ذعراً. . .
اشتدت قبضته فوق يده واشتد انفعال جسده والطاقه المنبعثه منه لتشقق الارض من حوله مع صرخه غاضبه منه اهتز لها العالم السفلي : سسررراااايييياااااااا
تبعها صوت قوي حاد يجعلك تظن انك تسمع هتاف ألاف الرجال من شدته وقوته وايضاً لن يضاهي به.. صوت لا يليق الا بملك ملوك الجان الملك ناصور : سيمرائيل...
ألتف له سيمرائيل بهيئته الداميه بسرعه ولكن سرعان ما هدأ وبدأ يعود لطبيعته ولكن ليست الادميه بل طبيعته التي يكون عليها في عالمه وهي الهيئه الشياطينه التي تهابها جميله وتظن انه يتحول لها حين يغضب فقط.. العيون الفحميه والانياب البارزه مع عروق جسده المنتفضه اجابه بتبچيل واحترام : الملك ناصور.. في امرك
: جميله. . .
كلمه واحده خرجت من بين انيايه بقوه وحده جعلت سيمرائيل يرفع له عيناه ولكن كان مكره لا يضاهي فقد حافظ علي نظراته الهادئه والتي جعلها تحمل الكثير من اللامبالاة كما ايضاً حملها صوته
: تقصد ايه يا جلالتك؟
حملت نبرته بعض السخريه والتهكم الخبيث : الانسيه جميله.. الي سرايا كشفت امرها عشان كدا متعصب منها..!!
_: بس انا مش متعصب من سرايا علي كشفها لأمر اي انسيه انا متعصب عليها لأنها اتعدت الحدود..
: وتسمي كره سرايا للأنسيه جميله ده ايه؟
مفيش غير سبب واحد يخلي سرايا تخاطر بنفسها وتتعدي الحدود وهي عارفه العواقب ايه. . .
صمت قليلاً يلتهم عيناه في نظره خاليه لم يستطيع سيمرائيل تفسيرها ولكن المتأكد منه انه يشوبها بعض الغضب ثم هتف بنبره قويه مشددًا فوق كلماته بتأكييد : انت يا سيمرائيل..
انت السبب الوحيد الي ممكن سرايا تعمل كدا عشانه
_: احترامي وتبچيلي ليك جلالتك
بس انا وانت عارفين كويس ان سرايا كفرت ودخلت لعالم الشياطين وانها فاكره ان دلوقتي هي اقوي من قبل كدا.. بس متعرفش ان الشيطان الي هي تابعه ليه هو الي متحكم فيها...و "منفيت" شيطان دموي .. بيتغذي علي دم البشر واكيد هو الي باعتها للأنسيه دي..
: وتقدر تقولي محضرتش اجتماع الملوك ليه؟
هنا ظهرت ابتسامه خبيثه واثقه فوق ثغر سيمرائيل قائلا برزانه و قوه
: الاجابه عندك يا مولاي.. عشان ده اجتماع ملوك. . .
هنا واحتدت عين الملك ناصور قائلاً بقوه وحده: وانت الملك المنتظر .. يبقا وجوب الحضور عليك لازم
_: ده مستق..
حاول ان يهم بالرد عليه ولكن قاطعه بقوه وصرامه ونبره لا تقبل النقاش : مفيش نقاش.. امري صدر خلاص.. وجوب حضور الاجتماع الجاي لازم عليك يا امير.. وانا في انتظارك في الساحه العليا..
ثم اردف بنبره خاليه وهو يغادر تاركاً سيمرائيل خلفه يكتم غيظه وغضبه :
و وقتها تقدر تحكم علي سرايا بالي تشوفه وانا هستدعي دهشور يكون حاضر معانا
يعلم ان المده الذي سيأخذها الاجتماع في عالمهم بما يعادل يومين في عالم البشر كان يتمني الرفض وبشده ولكن ما باليد حيله فإن رفض الان ستهدم الدنيا رأساً علي عقب هو حقاً لا يهاب مواجه عالم الجان والبشر بأجمعهم فهو يعلم ان قوته كافيه بأن تحرقهم بما فيهم من انس وجان ولكن لا يريد الدخول في صراعات داميه هو يريد جميله والهدوء والراحه وحسب..
" END FLASH BACK "
خلص البارت..
- عشق أمير الجان الفصل السابع 7 أضغط هنا
- تحميل روايات pdf أضغط هنا