Ads by Google X

رواية إحتلال مباح كاملة من الفصل الأول - بقلم ريم مرومه

الصفحة الرئيسية
رواية إحتلال مباح بقلم ريم كاملة جميع الفصول من الفصل الأول إلى الفصل الأخير عبر مدونة دليل الروايات (pdf)
رواية إحتلال مباح كاملة
رواية إحتلال مباح كاملة 

الفصل الأول "1" من رواية إحتلال مباح 

الحاجه..هي داء قاتل يسري في العقل قبل الجسد يرضخه دون مجهود ... بينما يسري مفعوله كالسحر الاسود القاتم بين الاوردة متتغلغلااا إلى كافة الجسد
والوسيله هي أصعب اختبار تنزف الروح معه إن كانت مرغمه.. تموت ببطئ بشعور قاتل من الخيانه
اما المبرر فدائما مايخوننا في اللحظة الأخيرة لترى ما تسعى لحمايته أو استمراره اصبح سراباااا
بطلة قصتنااا فتاة عانت الويلات بين تخبط الندم وشباك القهر
---
عام كامل مر على مرض رجل الأعمال نشأت حمدي ... صاحب اكبر سلسلة شركات في البلاد
والذي تميز بنشأته الشعبيه وحافظ عليها رغم مكانته التي اصبحت علما للجميع
.. تاركاً خلفه شابين معروفين بالصرامه بالقوة .. بالشراسه وطفله كان له الفضل الكبير في تعليمها ورعايتها
أمير... قيادي من الدرجه الأولى الذراع الأيمن لوالده.. يستلم قيادة الشركات إلى ان يعود والده إلى مجده القديم متعافيا.....
مالك ....ضابط عالي المستوى شديد الخطورة على مجاله ......
هبا ...المديرة التنفيذيه لسلسلة شركات نشأت بيك
--
تجلس في مكتبها بحلتها السوداء منكمشه على نفسها من فرط التوتر .. من فرط الخوف .. لاتعلم متى ستنتهي معاناتها ..
كلما قدم المدعو مالك إلى شركة والده شعرت بثقل كبير من أن يفتضح امرها للحقيقه تشعر انه يراقبها بحركاتها .. لاتنكر انه عندما يزور اخيه في المكتب لاينظر إليها حتى .. لكن في قلبها الخائف المرتجف موقنه انه يراقبها ..
له نظرات جامدة خطرة ..
كلما اصطدمت بعينيه فرت الدماء من جسدها..وشحب وجها فتحتاج بعدها إلى اسبوع كامل للتتخلص من وقع خطواته الثقيله .. ومن وقع نظراته التي يطالها منها القليل فقط
تنهدت بصمت مرات عدة من زفير حاد اطلقته عندما علمت ان المدير أمير يطلبها في الداخل
الحال ليس اقل وطئاً مع أمير لشعورها بالذنب مماتفعله حيال شركات والدهم.. وباقي استثماراتهم لكن امير يتميز بطلاقته البعيدة عن الغموض في التعامل معها لانه اعتاد عليها كثيرا عندما كانت تزورهم في منزلهم هي ووالدتها. بل يتميز بخفة دم لاتفارقه للحقيقه فيشعرها بالراحه لكنها لاتستطيع منع نفسها من الشعور بالذنب أمامه أيضا فهي في النهايه تربت في كنف عائلتهم حتى لو كانت فترة بسيطه من الزمن... .. لهذا تكن لهم مشاعر الولاء ..حتى والدتها لاتنفك تخبرها عن فضل نشأت والدهم في حياتها.. ذلك الرجل الوقور ساعدها كثيرا في زواج والدتها من والدها الراحل .. حين هربت من اهلها متحديه الجميع بحبها له وهو ابن العاصمه والعادات المتحررة ..التجئت حينها إلى نشأت الذي كان وقتها صديق الدراسه المشترك لها ولوالدها .. وبدوره لم يخذلها بسبب مكانة وحالة عائلته الماديه الكبيرة والاجتماعيه الرفيعه... بل كان له الدور الساهم في بناء اسرتها الحاليه المكونه منها ومن اخيها

شجعت هبا نفسها مرات عدة على الدخول لكن قدماها لاينفكان يخوناها بالدخول بوجود اخيه الاخر (مالك)والذي يشعرها بالخوف الكبير والرهبه .. حتى حين كانت تزورهم منذ زمن هي ووالدتها في منزلهم ..كانت تعاني من نظراته الواسمه الجريئة لها .. من قسوته التي يبديها أمامها من طريقته الخشنه في كلامه معهاا .. حتى قررت بسببه الابتعاد عن منزلهم في تلك الفترة البسيطه التي انتقلت للعيش معهم
فتحت الباب بعد ان استئذنت ووقفت على مقربه من طاولتهم التي تفصلهما عنها
رفعت رأسها لتصدم بنظرات مالك الحادة ... تباً له ولنظراته ... يملك عينيني ثاقبه تخترقها فتعريها امامه ..
شجعت نفسها حتى تزيد من ثباتها فاستقام ظهرها قائله بعملية ....
( طلبتني استاذ أمير كيف يمكنني ان اخدمك)
رفع عينيه عن المحمول ثم قال بابتسامه عذبه تدفئ روحها قليلا بوجود اخيه الاكبر ..
(.اريد الملفات ذات الارقام الزوجبه لاخر عشر سنين ياهبا .. )
ثم اخرج من درج مكتبه قرص مدمج ووضعه على الطاوله واكمل بعمليه وهو ينظر إليها بينما مالك يراقب بدقه تفاصيل وجهها وملامحها وتواتر انفعالاتها .
(.هذا المدمج عليه اشعارات مهمه جداا لشركتنا عليك الإطلاع عليه كما انني وزعته على باقي الموظفين... لكل موظف ذات النسخه يعمل عليها لأنني اريد تقارير مفصله عن تلك التعاقدات المتاحه امامنا .. هل هذا مفهوم ياهباا..)
هزت راسها بأليه واقتربت وسحبت القرص وقبل ان تختفي
جاء سؤال مالك لها كطعنه صغيره الحقت في صدرها سائلاً إياها بثبات
(كيف حال الخاله راضيه.. واخوك عمر ...والديّ لا ينفك يسأل عنها ويذكرنا دوما بمكانتها عنده ووالدك الراحل .. وكم قدمت لهذه الشركه قبل ان تسلم الدور لك بعد أن دربك وعلمك والدي بنفسه ) وألحق كلامه بنظرات باردة وابتسامه فاترة ****
لم تستطع ان ترفع نظراتها الحرجه المذنبه إليه لكنها اجابت بثبات مصطنع..
( بخير الحمدلله شكرا على السؤال ..والدتي دوما تخبرني عن فضل السيد نشأت في حياتها وتذكرني بفضله علينا.. وأنا ايضا ممتنه له في كثير من مراحل حياتي واعتبره كوالدي وأقدر تعبه علي حتى امي تقول انه من رائحة والدتك المرحومه التي كانت من أعز أصدقائها وهو الوحيد المتبقي لها وتعتبره بمثابة اخ عزيز )
انقبضت يد مالك في جحره وطالعها بنظرات متفحصه بعدها امرها بالخروج

بقلم ريم مرومه

عندما اُغِلق الباب ..
زفر أمير بينما تنفس مالك بشر سأله أمير بقلق
(لا اعلم اخشى ان تكون مخطى ء بحقها..هذه هبا يارجل ... اختنا الصغيرة ... لا اظنها هي الجاسوسه يا مالك لما لا نتأكد اولاا. لأنها فتاة لم ارى سوء عليها طوال فترة عملي هنا ولاحتى عندما كانت تبيت في منزلنا بعد أن تزوجت والدتها ولا في فترة زياراتها المتكررة لنا ..كما ان والدك للحقيقه اشاد بها وبخبرتها وبعملها المجتهد فهو بنفسه من أشرف على تدريبها ووصى عليها كما أمرنا أن نهتم بهاا ونرعاها جيداا .ألا تتذكر كم كانت امي تحبها ولاتنسى الخاله راضيه والدك يعزها إلى درجه كببرة .. يعني ما اقصده ...لما ستفعل هبا هذا بنا وهي تعرفنا خير المعرفه ولاتنكر فضلنا ولا فضل والدك عليها وعلى عائلتها )

ارجع مالك راسه للخلف وعلامات الجمود غطت وجهه وقال دون ان يرف..
( انا اتأكد... ما أفعله هنا هو التأكد رغم ان خبرتي لاتخطئ وحدسي يأكد خبرتي )
قضم أمير شفتيه وقال من فوره بعد ان اخرج علبه صغيرة من درج مكتبه..
(هذه هي تسجيلاتها التي التقطتها كاميرا المراقبه في المكتب ...اطّلع عليها لم اجد شئ يثير الريبه فيها او في سلوكهاا.. بل بالعكس رأيتها هبا كما نعرفها وكما اعتدنا عليها )
التقط الصندوق الذي يحوي التسجيلات ونهض وهو يعدل من قميصه الاسود مردف بحزم (ساطلع عليهم..
بعد انتهاء الدوام سيمر بك أحد الاخصائين لدي ليضيف كمرا اخرى في حمامها )
امتعض وجه الاخر وهتف بشئ من الانزعاج.. (الحمام مالداعي لذلك مكتبها مراقب من كل الاتجاهات.. لما الحمام .. هذا يعتبر تعدي للحدود ..)
وغمزه بعينيه مردف ..
(سينتابني الاحراج وانا ارى ..رغم أن شكلها الطفولي وجسدها مازال كما هو لم يتغير كثيراا. وانت كما تعرفني اخجل من نفسي فكيف إذا تعدنيا خطوطها الحمراء ... عندما تعلم هبا مافعلناه لن تسامحناا )

ابتسم مالك ابتسامه صغيرة ليقول بعدها..
(سأشاهدها وحدي ياحبيب لاتقلق وسأدعم حمامها منذ الغد بلوح زجاجي يحجب المغسله عن الحمام في الداخل .. حتى حمامك هنا سارفقه بواحدة لذا ارجو ان لاينتابك الحرج ياوقح )

ثم انحنى إلى مكتبه مكمل ..
(علينا الانتهاء من هبا هذه سريعا قبل ان تودي باسم والدك بعيدا..
وان تبين انها بريئة... سأقدم لها التسجيلات كنوع من الاعتذار )ثم غمزه بعينه
وخرج بعدهااا ..ليقف في مكتبها في الخارج لدقائق يطالع انشغالها بالاوراق امامها تدفن وجهها بهم لتبتعد عن توترها امامه..وتخفي خوفها عن عينيه الثاقبه وهذاا مالا يخفى عليه ابداا .. وبعد لحظات ابتعد عن مكتبها للتتنفس هي الصعداء
........................................
وصلت إلى منزلها وعينيها تدمع طوال الطريق اصبحت تخشى من الجميع على امها واخيها البالغ من العمر عشر اعوام .. اخيها الذي لم يبصر والداً في حياته حيث توفي في اول مراحل حمل امها به
تندب حظها وتتحامل قسرا على الألم الذي يسري فيها
فبعد زواج والدتها من ذلك المدعو جهاد انقلب حالهم منذ سنتين .. تغيرت حياتها فوق الجميع لتحمل هماً جديد مر اً في سنوات عمرها ال٢٥
احيانا تشعر انها تستحق مايحدث معها لانها كانت فتاة طائشه بدرجه مبالغه في ايام مراهقتها .. تعب والدها معها كثيراا في تلك الفترة من كثرة مراهقتها وتعديها للخطوط الحمراء سواء أكان في ملابسها أو في اختيار أصدقائها...لكنها استقامت وبدأت تركز في حياتها وسلوكها ودينها ما إن فارق والدها الحياة وهي مازالت صغيرة ووالدتها تحمل طفل في احشائها ... استقامت أكثر حين بدأ نشأت بيك في تبنيها على مستوى التعليم وتلبية احتياجاتها وتقويمها ليعين ويساعد والدتها على تجاوز مرحلة فقدانها زوجها وصديق عمره وهي مازالت تحمل في احشائها طفل ووراءها فتاة تتخبط في مراهقتها .. وما إن تزوجت والدتها مجددا بعد وفاة والدها بعشر اعوام حتى تشقلبت جميع امورها
في اول سنة زواج لامها كان المدعو جهاد غاية في الاحترام او ربما كان يجيد التمثيل بمهارة حتى أنه سمح لها بالإنتقال إلى مزرعة نشأت بطلب من زوجة نشأت ووالدتها حتى تتخطى زواج والدتها بسرعه وتتأقلم عليه
لكن في العام الذي تلاه وبعد عودتها إلى منزلها ..حرر وحوشه الغادره بعد ان اصيبت والدتها بمرض القلب .. وتدهورت صحتها كثيرا.. ومنذ ذلك الوقت بدأ بقلب حياتها هي واخيها عمر بعد ان اكتشفت والدتها تورطه مع عصابه كبيرة ل تجار مخدارت وبعد عدة أيام ظهر احد افراد العصابه في منزلهم يهدد ويتوعد بعدما احتجز عمر لديه يومان ليحصل على مستحقاته من جهاد. او ان يرضخ لأوامره في جلب معلومات كامله عن شركات نشات بيك والتي للمصادفه البحته كانت تعمل هي بها حاليا ووالدتها سابقا... بل وعلمو بعلاقتهم المتينه والقويه بصاحبها...

لم نكن نعلم انه بذلك القدر من السوء حتى كشر عن انيابه كاملة في إحدى الليالي . كان يوما اسود جداا ذلك اليوم الذي طلب مني معلومات عن شركات نشات . بل كان اسوء مرحلة في حياتنا جميعاا..
أثر ُ اختفاء عمر على امي كان كبيرا و كثيرا كما كان علي ولم يتوقف الامر عند هذا الحد .. بل انهال جهاد على امي في الضرب بعد ان رفضتُ ان أجلب له معلومات تخص شركات نشات ليتخلص من افراد العصابه رفضي كان قاطعا بسبب تلك المكانه الكبيرة له في قلبي وقلب والدتي و ذلك الامتنان الذي لم يفارقنا يوما له
لم يتوقف جهاد عن ضرب والدتي بينما انا ارتجف في مكاني من كل تلك الخطوب التي حلت على رأسنا بين ليله وضحاها .. وعندما رايت الدماء تغطي الأرض لم استطع الصمود اكثرر
لم ارى في عيني سوى وجهه لم اعلم كيف امسكت التحفه الاثريه التي امامي ولم اعلم كيف ضربته بها حتى سقط مغشيا ..لكن ما اعلمه انني كنت مغيبه إلى درجه جعلتتي اصرخ بأعلى صوتي .. واندفعت بعدها إلى أمي التي استقامت بشبه استقامه وهي تمسح دمائها التي فرت من انفها وتصرخ وتضرب على صدرها دون وعي .. بينما انا تسمرت لا اعلم ماحدث ولاكيف حدث...
لم نستطع الهرب إلى اي مكان لانني في لحظة قوة طلبت رجال الشرطه حتى نتخلص منه ومن عصابته .. ونجد اخي الذي لم يبلغ من العمر سوى عشر سنوات
وما إن وصلت الشرطه تعقدت الامور لتصبح شبكه التفت حولي وحدي وحول أمي المريضه التي شعرت بلحظة غادرة بأنني سأخسرها
لم اكن اعلم ان تلك العصابه على معرفه قويه بالشرطه.. ولم اكن اعلم اننا مراقبين في ذلك الوقت كل ما اعلمه انني حبست ثلاثة ايام على ذمة التحقيق لم استطع وقتها اللجوء إلى مالك رغم معرفتي انه هو الوحيد القادر على مساعدتي لأنه كان خارج البلاد ولم استطع الوصول إلى نشأت لأنه كان في المشفى يتخبط بين الموت والحياة وكان أمر الوصول إليه اشبه بالخيال .. لذا قضيت تلك الأيام الثلاثه بروح خانعه خائفه ....كانت اسوء أيام حياتي قضيتها بين قضبان السجن الباردة القاسية وانا فتاة في مطلع العمر فتاة تتفجر بالحياة ...فتاة رأت امور جعلت من عقلها يرتجف قبل جسدها وسمعت الفاظ إلى اللحظة تخشى ان تتذكرها وتتألم لاننها لم تنساها وحين اخلي سبيلها لان جهاد استيقظ وأسقط الدعوة
عادت إلى الجحيم لكن بشكل اسوء حتى بدات تغرق وهي تحاول ان تبُعد والدتها. عن تلك الدائره لان قلبها المريض لم يكن ليتحمل كل هذه الخطوب
واخيها عمر لم يعد حتى وقعت عدة اوراق بمالغ لا تعلمها ولم تسمع عنها..
و قبلت بعدها مرغمه بجلب معلومات غاية في الأهميه حتى يستطيعو إغراق إسم نشات وشركاته في الوحل ..قبلت بخيانة الرجل الوحيد الذي فضله يفيض عليهم إلى هذه اللحظة... لكنها كانت مرغمه.. ودّت لو استطاعت الوصول إليه في تلك الفترة وإخباره
لكنها كانت مربوطة بين حبلين يشدانها في اتجاهين متعاكسين
بين امها واخيها الصغير الذي لم يعد إليهم حتى قبلت طوعاا
وبين ان تكون تلك الخائنه بكل المعايير لذلك الرجل الذي كان ومازال بمثابة والدها

لطالما شعرت بالخدر يسري في جسدها وفي قلبها .. لطالما كانت على يقين ان الله معهم ولكن في تلك اللحظات الغادرة شعرت انهم على متن القارب وحدهم يكابدو حتى لايتوهو في اعماق المحيط القاحل
في بداية الأمر كانت تجلب معلومات خاطئة .. أو لاتعد ذا قدر كبير في الاهميه لانها شعرت باحساس قاسي بالخيانه إلى درجة انها كانت على استعداد ان تخسر والدتها واخيها الصغير .. لكن بعدها بدأ ذلك الشعور في قلبها يخف بعد ان تيقنت انها وعائلتها في الدائرة وحدهم يعانو دون ان يشعر بهم احد ...حتى جهاد لم يتوقف عن تعذيبهم .. كلما عرف انها كذبت بشأن تلك المعلومات التي تجلبها له . كانت عقوبتها إن كشف أمرها اقسى من الصوان
تحملت اهاناته وضربه القاسي على ان لايؤذي والدتها .. في مرات كثيره مانعته بل وتجرأت وتحدته لكنها دوما كانت هي الوحيدة الخاسرة
في إحدى المرات اكتشف مخططها بالهرب مع عائلتها بعد أن عجزت في الوصول إلى نشات فالتجأت إلى احد الاصدقااء
لكن الفاجعه غمرت قلبها في صباح اليوم التالي حين اكتشفت انها السبب في اختفاء ذلك الصديق
ومنذ ذلك الوقت سلمت كل اسلحتها.. ولم تعد ترغب في شئ سوى إبعاد عائلتها الصغيره عن دائرة التعذيب التي يحاصرهم بها جهاد
وتلك العصابه التي لم يلتقو بها اويسمعو عنها إلا إذا ارادو شئ من جهاد

في إحدى المرات فكرت بالتواصل مع نشات مجددا واخباره .. لكننها علمت بدخوله المشفى ثلاث اشهر وكأن القدر يعاندها..
وحتى هذه اللحظة لم تهنأ بلحظة راحة واحدة وفي قلبها اعاصير جارفه تدفعها إلى الهاويه
---
عادت من شباك ذكرياتها على صوت عمر الذي اندفع إليها يقول باعلى صوته .(.اخيرا جئتي )
ابتسمت هباا رغم عنها وسألته .(.نعم عمورتي .. هل انهيت دروسك)
حرك راسه علامة الرفض ليقول لها بطفولته التي تعذبها..(لاا من سيدرسني انسه هبا .وانت غير موجوده وامي منذ الصباح تتألم )
شعرت بغصة مريرة فامسكت يده تسحبه برفق معها قائله وهي تتخطى غرفة جهاد لتدخل إلى غرفة والدتها.(.سنرى امك اولاا بعدها حبيبي استفرد بك مارأيك )
اتسعت ابتسامته السحريه التي تطفأ شعور الالم في قلبها لتسمعه يقول .. (عاشت هبا عاشت هباا)
ثم جرى إلى والدتها التي كانت مغمضة العينين تصارع الألم الذي بدأ ينهشها دون رحمه.. بعد ان علمت انها تحتاج عملية للقلب في اسرع وقت..
زفرت هبا بعد ان تذكرت ان جهاد عرض عليها في الامس انه سيتكفل بكل شئ يخص العمليه .. إذا ما احضرت له معلومات عن الاسعاار الحقيقه للإستثمارات التي ستدخل بها شركة نشأت بيك..كما أنه وعدها انها ستكون مهمتها الأخيرة ليحررها هي وعائلتها بعدها
تلك المعلومات التي يريدها كانت هذه المرة خطيرة إلى ابعد الحدود
بالطبع الأمر ليس مستحيلا عليها ويمكنها الحصول عليها بسهوله لكن بهذه الخطوة ستكشف نفسها.. لان هذه المعلومات لايعلمها إلا المدير التنفيذي .. والذي لسوء حظها تشغل منصبه هي
اقتربت هبا من والدتها التي بدأت تحضن عمر بعاطفه .. ثم جثت قربها وامسكت يدها قائله لها بصوتها المثقل ...( ستخضعين لتلك العمليه اعدك يا أمي حتى لوكان في الامر اكتشافي .. ارجوكي ابقي قويه لذلك الوقت ..)
ثم خرجت مسرعه قبل ان تذرف دموعها كالعادة فتتألم والدتها اكثرر..
---
في مكان اخر
جلس مالك باسترخاء خلف مكتبه ينفث دخان سيجارته بهدوء يطالع التسجيلات التي يواظب على رؤيتها قبل أي شىء
اصبحت روتينه اليومي ان يطالع صورها ..تحركاتها .. سكناتها ..دون وعي .. تملك تلك الفتاة هالة من الغموض الجديدة عليه بعد أن نضجت كليا ً تجعله يريد اكتشافها بعيدا عن الشكوك الحائرة في عقله
مع انه على يقين كامل انها هي الفتاة المقصودة .. يقينه بحقيقة الامر يجعله يريد ان يخوض بالاسباب التي تدفعها إلى مثل ذلك الجرم ..جرم يعده اصعب من القتل ...
تلك الفتاة سلبت عقله منذ أن تولى والده شؤون رعايتها.. كان يعتمد عليه بكل شئ يخصها دون ان تعلم هي ..
راقبها طويلا سابقا بهدف حمايتها وتقويمها .. وهاهو يراقبها اليوم لسبب أخر يجعله يود تحطيم كل شئ تطاله يده
تنفس بعمق وهو يراها تمسح دوعها كل برهة دون ان تشعر وكانها فاقدة السيطرة على عينيها..
تسحب نفس عميق كل دقيقه وكانها تغطي بذلك ارتجافها
سيكتشف خدعتها ..سيكتشف سرها.. لكن لن يرحمها ... فالخيانة في قاموسه اشد من القتل .. وخاصة إن كانت الخيانه من فتاة كان يقدمون لها ولعائلتها كل الرعايه .. ويغدقونها بالجميل
وخاصة ان كانت هي .. الفتاة التي احتلت عالمه دون أن يعلم كيف.. بل وسرقت أحلامه دون رحمه لتجعله أسير عينيها
---
في صباح اليوم التالي دخلت هبا المكتب برهبه كبيرة .
.اليوم نوت بعد أن امضت طول الليل في التفكير في طريقة لاتثير الشك في الحصول على تلك الملفات التي طلبها جهاد .. على أن يكون هذاا طلبه الأخيرر.كما وعدها.
تنفست وهي تستريح على مكتبها تطالع الملفات الموضوعه على مكتبها بشرود حتى قاطع شرودها طلب الاستاذ امير لرؤيتها في الهاتف
وبعد لحظات كانت تجلس أمامه محنية الرأس تلعب بأصابعها كطفله مذنبه لاتقدر على رفع رأسها
سألها أمير بهدوء وبكل تعاطف .... (هبا أشعر أنك في الأونه الاخيرة تعانين خطب ماا .. يمكنك الاعتماد علي صدقيني والدي ووصى عليك وطلب منا الاعتناء بك وبعائلتك .. لكن العام المنصرم انشغلناا جدا وأنا اسف لكوننا انشغلنا عنك وعن الخاله راضيه
لذا سنبدأ من اليوم.. كيف استطيع مساعدتك .. هيا افتحي قلبك واخبريني .. اعتبريني اخوك الأكبر هذا سيسعدني لاتنسي في صغرك كنت تلجأين لي) وغمزها بعينه بمشاكسه
تلكأت بالكلمات وتابعت حديثها معه بصعوبه فكلماته كانت اشبه بالنار التي تلسع جرحها الذي يذكرها بقذارة ماتفعله ..
قالت بحرج دون ان ترفع عينيها ..( شكرا لك استاذ أمير لن انسى سؤالك هذا ماحييت..
انا وأسرتي شاكرين فضل الاستاذ نشأت .. والحمدلله الراتب الذي اتقاضاه هنا نعيم كبيرر حتى انني استطيع ان ادفع اقساط مدرسة عمر دون ان نتأثر.. ووالدتي دوما ترسل التحيات معي إلى نشأت بيك.. وقرببا ستزوره كما اعتدنا أن نفعل سابقا .
ابتسم امير يحاول ان يستشف نقاط الشك التي تترأى ل مالك دون أن يدركها.. لكنه عجز . فطلب منها الانصراف بعد أن اخبرها أن الحمام في مكتبها أرفق بلوح زجاجي إضافي حاله كحال مكتبه
--
اتصال هاتفي على هاتفها الشخصي جعلها تنتفض في جلوسها وتتقبض قائله ...( لم أفهم مالذي تغير اخبرتك انها ستكون عندك غداا .. فلما العجله )
هزت هبا برأسها دون ووعي وهي تقول .... (سأحاول )
ثم اغلقت الخط بشرود بعدها بدات بسرعه تنسخ محتويات القرص المدج الذي أخذته بالأمس على قرص اخر وهي تتلفت حولها بريبه إلى أن انتهت ثم خرجت مسرعه دون الاكتراث بالعواقب إذا ما اكتشف أمرها
--
رد أمير بجمود وصوت زلزل الأرجاء من حوله قائلا بصوت خطير
(ستتزوجني رغما عنها يا مالك لم انتظرها حتى تكبر لتذهب لغيري صبرت عليها كثيراً لاتنسى )
أجابه مالك بشقاوة .. (يا أخي لاتريدك لاتهضمك قالتها بالحرف الواحد .. لما إذا لاتختار واحدة تليق بك وبمركزك وبعمرك.. ميرا مازالت صغيرة . وعلاوة على هذا لاتريدك جد لك غيرها قبل أن تتدهور الأمور بينكما)
رد أمير ببرود وصوت خطير .. (هي أو لا أحد .. خالك قبل أن يموت قسمها لي .. ووأخبر الجميع انها لي وحدي .. وزوجته بعد أن توفي سلمت لي بالأمر على أن لا انقص عليها حياتها المرهفه التي تعيشها بعد أن توفي خالك...
تمتم مالك ممتعضا وقال بنبرة تحذيريه... (والفتاة لاتريدك .. مالعمل الآن .. انت تعلم انني لن اجعلها تتزوجك عنوة ولا أحد لها سوانا .. وأولاد أعمامها من خوفهم منك انسحبو من الصورة .. لذا إما أن تجد حلا يرضيها .. وإما لن يكون هناك زواج من أصله ها أنا حذرتك..)
هدر أمير من الجانب الأخر بجنون ليقول .. (أقتلها ولايتزوجها غيري ..لايهمني مظاهر الترف والمراتب التي نعيشها.. لانني بداخلي مازالت ذاك الشاب ابن الحارات والتقاليد الشعبيه وأنت تعلم هذاا..لذا لاتجعلني أتخلى عن تحضري )
صوت مالك الخشن جعله يتوقف عن الصراخ قائلا..
( لابأس اهدأ .. متأكد انك إن ماتعملت معها برقه ستغير رأيها بك لذلك حاول معها بأسلوب اخر)
شتم أمير بكلمات نابيه جعلت من مالك يضحك قبل أن يقول الأخير ..
( أشك انك ستسطيع تغير أسلوبك ثم اغلق الهاتف ).. بينما الأخر
ضرب رقما مجددا وهو ينظر إلى صورتها الموضوعه في علاقه مفتيحه والتي لاتفارقه أبدا منذ كان عمره ٢٠ عاما حتى الآن بعد اثني عشر عاماا.. وكأن حبها في قلبه نمى مع سنوات عمره ليتتضخم ويبرعم حتى أصبح شبكه قويه متراصة غلفت قلبه وأصبح التخلص منها صعب ومعقد للغاية ..
أجاب الصوت الرقيق قائلا بعصبيه.. (ماذا تريد )
هدر بها قائلاً... (لن تخرجي إلى أي مكان منذ هذه اللحظة إلا بإذني وأعذر من انذر ياميراا أيام الرخاء ولت .. ماتريدينه من السوق سيكون لديك وجميع طلباتك .. لكن خروج من دون إذني لاتحلمي)
ثم اغلق الخط وهو يقول بعصبيه مفرطه
.. أنت لي من زمن ..خطيبتي انا . أنت ملكي .. لي وحدي ...
google-playkhamsatmostaqltradent