رواية إحتلال مباح الفصل الثالث بقلم الكاتبة ريم مرومه عبر مدونة دليل الروايات (pdf)
رواية إحتلال مباح كاملة |
الفصل الثالث "3" من رواية إحتلال مباح
أغمضت هبا عينيها بوهن كبير وألم لم تعد تحتمله اللسعات في ظهرها زادت سخونه وحرارة إلى درجة تجعلها تريد التقيأ من طعم الدماء في فمها ...
تلك السترة الثقيله التي ترتديها تزيد من حدة الألم تشعله وتاججه ..
احنت رأسها على سطح المكتب وغطته بيديها تمنع اناتها بصعوبه من الخروج ..
لكنها لم تعد قادرة فنهضت من فورها واتجهت إلى الحمام ..
ودون شعور خلعت سترتها بروي تزيح عن ظهرها حملٌ كالجبال في إيلامها ...استندت بمرفقيها على المغسله وبدأت تغسل وجهها
بينما الجالس خلف حاسوبه بدأت اعصابه بالاشتعال لمجرد انحناءة جسدها
تمعن النظر ببقع الدماء المنتشرة على قميصها .. لكنها استقامت بالوقت المناسب تمنعه من التدقيق اكثر ..
لكن المفاجأه لجمته بعدها عن التحرك ولو برفة عين حين خلعت قميصها الابيض فتصلب هو في كرسيه .. ليطالع بشرة يديها السمراء اللاعمه .. وما إن كشفت عن ظهرها حتى تسمر اكثر وتخشب ليطالع تلك الخدوش والجروح المتفرقه التي ألهته عن تجرع تفاصيلها
للحظات شعر بالألم يدق قلبه .. ويخترق صدره اراد اقتحام الحمام عليها لكن ما إن تذكر انها من كانت ستودي بميسرة والده إلى الحضيض وتذكر كلامها السابق مع والدته عادت القسوة لتغلف معالمه
اتسعت حدقة عينه بعد أن رأها بدأت تبكي دون توقف .. تعاني من الألم بقوة لدرجه انها ضغطت باسنانها على طرف يدها دون شعور وانحنت مجددا إلى المغسله تتنفس بعمق .. ثم امسكت هاتفها تطلب شخص ماا
رفع درجه الصوت بعد ان وضع سماعات الصوت في إذنه وارهف السمع لمحادثتها
قالت هبا وهي تلتقط انفاسها تمنعها من الخروج مع دموعها التي أبت ان تتوقف ..
( ميرا اين انت أناا احتاجك بشدة الأن )
اجابتها ميرا وقد انتابها القلق من نبرة صوتها المترجيه ..
( مالأمر انا في المنزل ذلك المغفل امير منعني من الخروج )
قاطعتها هبا بصوت مثقل قائله ..
( ارجوك انا في الشركه تعالي إلي .. اريد مسكن قوي من اي نوع ومرهم للحروق .. انتظرك لاتتأخري )
ردت ميرا وقد انتابها القلق اكثر ..
( لابأس لكن مالأمر انشغل بالي )
(ارجوك لاتسأليني تعالي فوراا ..).قالتها هبا واوشكت على التقيؤ لكنها شجعت نفسها على الثبات
وأغلقت بعدها الخط لتنحني اكثر وكأنها ستفقد الوعي
بينما ذلك الجالس خلف مكتبه استنفر بعد أن راى حالها وعلت ضربات قلبه هذه المرة خوفا وقلقاا ..و رهبه ..وشعور اخر عاد إليه بقوة لم يتكهنه .. لكنه عاد وهمس لقلبه.. مابك رايت مناظر أشد قسوة من هذه .. رأيت اشلاء ودماء وجثث بعدد شعر رأسك يامجنون .. مالفارق الآن برؤية تلك الخدوش البسيطه
لكن قلبه لم يزد إلا هلعاا يطالب باقتحامه الحمام
ثبت انفعالاته متحكما بها بقوة يمتلكها دون مجهود منه .. فمجال عمله يفرض عليه برود وهدوء جبار .. لايمتلكه أي رجل عادي ..
لذلك اكمل مراقبته لها دون أن يرف له جفن مع قلبه الذي لم يتوقف عن الخفقان معلنا التمرد لصالحها مجددا .. والخوف عليها
..................................
يجلس في سيارته منذ اكثر من نصف ساعه يجمع لسان نفسه ليكمل مانواه في الأمس
ألا وهو ان يغير طريقة معاملته معها علّها تفهم ..وتقتنع تلك الغبيه بحبه لها المدفون منذ زمن .. رفع علاقة مفاتيحه للاعلى ليطالع صورتها
التي تشعل في قلبه رغبات حارقه مدفونه لها وحدها ..
إلى هذه اللحظة لاينسى وعده لوالدها بأن يرعاها ويحميها بعد أن قسممها له بطلب منه للحقيقه لم يكن طلباا ..بل كان ترجي.. كان يريدها بشدة ..منذ ان عاد من الخارج وهو لايشغل تفكيره سوى كيف يمتلكها .. كيف يتزوجها لتنتهي ازمة حياته وقلقه وهي بعيدة عنه .. بعيدة عن حضنه..
ليس رغبته المجنونه وحدها هي السبب بل امه المتوفاة ايضا هي السبب .. لطالما كانت تريدها له او لمالك .. وله هو على وجه الخصوص ..
كانت تلح عليه دوما ان يرافقها .. يكتشفها .. يرببها على يديه
. لكنه دوماً كان يستشعر نفوره منه بل يشك انها تكمن له كرها لايعلم سببه .. حتى فارق العمر بينهما كان يؤرقه مع أنه لم يكن ينظر لها على انها طفلة صغيرة .. كانت مشاعره نحوها تغلبه ليطالع الانثى فيها ..
نفخ في الهواء ثم عاد ليسحب نفس اخر يقوي من همته الضعيفه في امور الرومنسيه وكلام التافهين ذلك على حد اعتقاده .. لكن ما إن رأها مندفعه إلى الخارج كالمجانين ..ترتدي فستان أبيض مطرز في الاسفل بورود حمراء .. مرقط من الاعلى بالوان متضاربه من الاحمر والاسود يظهر رشاقة قوامها الذي ازهر ليكشف عن مدى انوثتها
حتى خرج إليها مقاطعا إياها بحدة ..يسد عليها الطريق بجسده
نظرت إلى ذلك الجسد الذي سد الطريق عليها فتراجعت للخلف بحركة رد فعل لا إرادي
ليقول هو بصوت حاد ثاقب جعلها تعلم من ذلك الجسد ...
( إلى أين يازوجتي العزيزة .. لمَ لمْ تتصلي بي.. اخبرتك ان ايام الرخاء ولت )
وقفت أمامه بفستانها تهز جسدها وقدمها كالاطفال وقالت بكبرياء... (لا اسمح لك من انت في قاموسي حتى تأمرني ماذا افعل )
جز على اسنانه واشهر سبابته امامها قائلا بتحذير ...( انا زوجك )
نفخت وجنتيها وقالت بنفاذ صبر ..( يا اخي ألا تمل ... لا اريدك .. لا احبك .. لست زوجي ..)
تقدم إليها وحلت عليه علامات الغضب مردفاً بحزم ..
(اعيدي انسه ميرا ماذا سمعت )
شتمت من بين أسنانها اختياره هذا الوقت بالذات حتى يأتي إليها وحتى ترد له الواجب كمايلي .. تنفست واستحضرت جميع اسلحتها الانثويه المغويه حتى تستطيع ان تلحق بهبا دون ان يؤخرها هذا العلقه .. ولربما في وقت اخر ستعرف كيف توجه له صفعة كما يستحق لكنها الأن تحتاج هذا الوقت الثمين الذي سيضيع اذا ماقررت أن تتحداه فيمارس سلطته عليها ليمنعها من الذهاب ..وبالطبع والدتها لن تعترض برأيها ان موضوعها مسلم به مجرد وقت فحسب
نفضت عن رأسها جميع التداخلات وتقدمت قاطعه المسافه بينهما ثم أمسكت فستانها بدلال قائله له
(أميرر انسى ماقلتله لك انا على عجله من أمري .مارأيك عندما أعود نلتقي على الغداء في منزلنا ونتحدث .. هامارأيك)
نظر إلى وقفتها المتخصرة ملياً بعينين اشتعل الوهج بهما فأمسك ذراعها فجأة ثم قال يشاكسها ..
(اعيديها لكن عدلي من وقفتك وبأسلوب متحضر وبرقه اكثر .. ولاتنسي أرفقيها بقبله في الهواء )
ثم غمزها بعينبه لتطل الشقاوة فيهما.. شقاوة يتخصل بها مع سنوات عمره ..
حدقت به ذاهله ولوهله ارادت ركله بطرف حذائها أو لكمه في منتصف وجهه على وقاحتك وتحكمه بمسيره حياتها لكنها استجمعت باقي أسلحتها الانثويه .. وقالت بصوت عذب خلب لبه ...
(أميرو..هل يمكنني الذهاب الآن .. وستحظى بمائدة غداء تليق بسموك .. ثم القت له قبله في الهواء وتجاوزته سريعا)
أما هو وقف للحظات يهدأ من ضربات قلبه بعد أن غام في اعماق صوتها الرقيق وطفا على السطح اخيرا بقبلتها .. لكنه سرعان ما لملم مشاعره.. وأمرها بصوت حاول جعله ثابت ..
(تعالي سأوصلك بطريقي )
ابتسمت ابتسامه مصطنعه وقالت .. (حقا يا أمير.أنت تأتي دوما في الوقت الصحيح)
وسبقته إلى سيارته ..وكأنها تملكها وجلست في مقعدها قرب السائق ..
ليسرع هو إليها في خطواته وكأنه يحلق في الأفق من مجرد ركوبها إلى جانبه في سيارته
في الطريق سألها ... (إلى أين ولما كل هذه الادويه)
لوت فمها ممتعضه لكنها سرعان ما أعادت البسمه المصطنعه وقالت...
(صديقتي هباا .بالطبع تعلم من هي هباا بل اظنها غنية عن التعريف... تعمل في شركتكم ومؤكد تعلم هذا أيضا وأنا في طريقي إليها .. أما عن الادويه فهي أيضا من يحتاجها )
ديق عينيه ثم رفع حاجبه ليسألها مشاكسا إياها مستمتعا بمناغشتها ..
(صديقتك .تعمل لدينا .. في شركتي يامرحبا.. )
شغلت الراديو في سيارته .. ثم التفتت إليه تنظر في ساعتها مجيبه ..
( نعم يامرحبا ب هبا البحيري .. هل ارتحت من أسئلة المحققين هذه .. صدقا بدأت اشك انك تعمل مع مالك لكن بشكل خفي )
للحظات غطى الجمود على ملامحه لكنه سرعان ما استبدلها بقليل من المراوغه سائلا إياه بدهشه ..
(ظننت انك وإياها متخاصمان منذ زمن ..)
قلصت اصابعها بغيظ ثم حركت شعرها بفوضويه فتبعثرت رائحتها اكثر بقربه .. وقالت ..( لماذا تسأل )
دخل عطرها مقتحما رئتيه دون انذار ليدمغ جوفه بأسمها .. وعطرها وحدها ..ثم رد يشاكسها مجددا حتى يسعد قلبه بابتسامتها حتى لوكانت مزيفه ..
(قررت أن انزلها ضره عليك.. بهذا اؤؤنس وحدتك في المستقبل)
رفعت حاجبا ماكرا وقالت ترد له المشاكسه ..
(ياحبيبي يا أمير زوجة خالك ستسعد كثيرا اذا عرفت انك تنوي الزواج .. ثم ضربت بكفها بغل على ساعده مع ابتسامتها وأكملت .(.لما لم تخبرني كنت اعددت لك حفل يليق بك وبها)
صمت يسمعها بكل سعادة يرهف السمع لكل تفصيل تخصه به حتى لوكانت مشاكسه ..
لم يجب بمزيد من المزاح بل ظل يوزع نظره بينها وبين الطريق.. إلى أن استشعر ضيقها . فخفف من وطأة نظراته المتطلبه ..
........
وصلا إلى مكتبها فطلت هبا بهيئتها المتعبه والقت التحيه على امير قائله بعمليه بعيدة عن معرفتها بهم خارج العمل .. (الاستاذ قاسم في الداخل ..)
ديق عينيه عليها ووقف متخصرا دافعا طرفي سترته إلى الخلف قائلا بحنق ..
(إذا انتي مازلت صديقة ميرا..لما شعرت انك وإياها في خلاف )
قلبت نظرها بينه وبين ميرا فاندفعت الاخرى إليها تقول باستفزاز ...
( نعم ..نعم هل هناك اعتراض.. )ثم غمزت هبا مكمله.. (اهلا بضرتنا العزيزة ... )
تقلصت هبا .بينما اكمل امير طريقه إلى مكتبه شاعرا بالغيظ قد تفاقم من ريحانته الصغيرة ..
وعندما اغلق الباب خلفه ارتمت هبا بوهن والألم لم يفارقها .. وهمست لميرا قائله بتعب (..هل جلبتي معك أي شئ يسكن الألم الذي يذبحني .)
أمسكتها ميرا بعزم وقادتها بقوة ألمتها وهي تسألها ( ... أين الحمام ..)
وعندما أشارت هبا إليه .. كانت هي وميرا بداخله بثواني ..
تحاصرها بقوة قائله بعصبيه . هل تجرأ وضربك مجددا .. قولي ياهبا ..
ارتخى بدنها بعد ذلك التصلب الذي استحضرته في الخارج وهمست بوهن وهي تخلع سترتها والذي تبعه قميصها بسرعه فصرخت ميرا دون وعي لكنها سرعان ماكممتها بيديها قائله بذعر .. (ماهذاااا هل ما أراه حقيقياا.. ودون شعور منها اخذت تتلمس مكان اللسعات متتبعه البقيه حتى تأوهت هبا هاتفه ( أين المسكن ... )
شعرت ميرا بالدماء تغلي في عروقها وحاولت الاندفاع للخارج لكن توسلات هبا وتشبثها بها اوقفها
فهدأت وقالت بأنفاس تحترق غضبا وقهرا ..
(ماذا جرى .. احكي لي بالتفصيل ..)
ثم اخرجت علبه المرهم وبدأت تغطي الجلدات به وهي تقول
( أنا أسمع ياهبا .. اليوم لن تخرجي من باب هذا الحمام حتى لو اضطررت لحبسك هناا )
بينما مالك في الداخل مازال يرهف السمع لكن هذه المرة اطفأ المحمول متجنبا ً إظهار جسدها امام اخيه ..
اما الأخر استند بمرفقيه على سطح المكتب مائلا بجسده نحو أخيه المسترخي في مكانه يرهف السمع هو الأخر
أعادت هبا ارتداء قميصها وهي تقول بصوت مترجي ..( سأحكي لك كل شئ لكن ليس هناا .. نحن في الحمام ...)
هزت ميرا برأسها معترضه وقالت نافيه( هنا في الحمام ارى ان المكان مناسب والجو شاعري للإعتراف لذا لاا تتهربي ..)
تقبضت ملامح هبا شاعرة بالألم مازال يداهمها وقالت برجاء.. (كفي عن المراهقه ارجوك.. انا مازلت اتألم..لاتنسي أننا في مكتبي .. والناس حولي كثيرون .. ماذا سيظن أحد الموظفين لو رأنا سويا في الحمام بالصدفه ..)
لوت ميرا فمها ودرست الفكرة في رأسها
وقالت بعناد .(اظنه سيكون ظن سوء ممتع .. وفيه مغامرة فعليه سأعيشها بامتنان ان كانت السبب في معرفة مايجري معك مؤخرا )
عدلت هبا من ملابسها وحاولت الخروج قبل أن ينتبه أحد إلى وجودهما معا في الحمام ..لكن الاخرى فقدت تعقلها ووقفت تعارضها .. فصرخت هبا قائله ( هل جننت نحن في الحمام ياميراا.. الحمام .. ثما ابني خالتك خارجا.. لا أريد إثارة مشاكل هيا)
تكتفت ميرا باصرار وقالت (لن نخرج من هنا حتى لو اقتحم أمير بنفسه الحمام هل هذا مفهوم )
على الجانب الاخر
ضحك أمير لمزاح ميرا وقال لمالك الذي مازال الجمود والقسوة تغطي ملامحه ...
(بنت اللذين تعرف كيف تشاكس)
لكنه عاد ليرهف السمع بعد ان شعر بأن اخيه لم يتجاوب مع أي من مزاحه وأن الموقف لايتحمل أي تهريج
شتمت هبابصوت مضطرب ثم وقالت( ميرا ارجوك هذا ليس وقته ولا مكانه .. )
مطت ميرا شفتيها ونظرت إلى ساعة معصمها قائله (.مابه وقته ... )
ثم حولت نظرها على الحمام واستكملت ... (واظن ان الحمام أكثر أمان واكثر موقع لكشف الخبايا .. لذا كفى .. ولله ياهبا إن لم تتحدثي سأذهب بنفسي إلى جهاد ذلك وامسح الأرض به ..واطلب المساعدة من مالك.. وابن خالتي لن يرد لي طلب .. )
بلعت ميرا ريقها لتكمل بمراوغه.. (ثم لاتنسي ربما اصبح زوجه احد مالكي الشركه .. وهذا يكفي لأبتزك به)
ملامح الدهشة وقليل من الخوف هو مابدى على هباا لتقول(... زوجه .. في الامس فقط كنت تبرطمين وتقولين ولله لن يحدث ..على جثتي ياهبا ..تبا له ياهباا)
بينما امير على الجهة الاخرى اتسعت ابتسامته ليقول وضربات قلبه اعلنت الحرب(. لا ا اااااا يجب علي اقتحام الحمام حالا ...جلدي يحكني هذا الكلام لايبشر بالخير أبداا ..)
رمقه مالك بنظرات ناريه فألجمته ورفع يده علامة الاستسلام وعاد ليرهف السمع مجددا
بينما ميرا انفلتت اعصابها وقالت بعصبيه .. (اسمعيني ستتحدثين رغما عنك .. لذا حاول استغلال الوقت قبل ان تحدث المصيبه التي كنتي تتحدثين عنها قبل قليل ..)
رفعت هبا شعرها بهدوء وحاولت ترطيب حلقها مع ذلك الشعور بالخدر الذي عاد إليها ثم هتفت دون وعي من وطأة الألم الذي يعتصر قلبها .. من وطأة الألم الذي يغطي ظهرها
بل من وطأة المعاناة التي تعيشها ..
(أنا خائنه ياميرااا.. أنا خائنه .. انا استحق الموت لا جلد... انا انا)
وبدأت تتلكأ بالاحرف. ...( أنا اقدم معلومات عن هذه الشركه لجهاد .. لأنه يستغلني
..بل يعذبني اشد عذاب ... انا اسفه لانني اخبرتك.. لكن الأمر هذه المرة زاد عن حده والمعلومات الذي يريدها ستودي بهذه الشركه إلى الحضيض .. وعدة شركات اخرى ..
لكن الأمر معقد جداا بالنسبة لي والمعادله اصعب من أن نجد لها حلول محايدة )
.بلعت ريقها بعد أن فجرت قنبلتها ..
ورفعت نظراتها إلى ميرا التي بدت لم تستوعب حرف مماقالته ..
لكن الأمر خرج حقا عن سيطرتها وتفوهت دون وعي ...
اقتربت منها ميرا دون ان ترف ... وقالت بتأكيد .. (هل ماقلته حلم .. أم انه تخريف )
قبضت هبا أصابعها وهزت رأسها نفيا.. لتتلقى أول صفعة خذلان لها .. صفعة حطت على وجنتها كأنها كرباج... بلعت الإهانه وشعور الخيانه في صدرها تعاظم لكنها اكملت بكل بساله ..
(اخبرتك أن الأمر معقد .. حياة امي واخي مهددة .. ورأيتي مايحدث لي ان اعترضت
صمت طال دون ان تقول ميرا شئ .. إلى ان صرخت بها هادرة .(. اخرجي حالاا واجمعي حاجياتك ولاتعودي إلى هناا أبدا قبل ان افضحك واخبر امير ومالك ... حتى منزلي اياكي ان تفكري ان تقتربي منه ... )
دموع القهر شقت طريقها لتناجي قلبها ان ينفس عن كربه ..
ابتسمت بمر وحدقت دقيقتين بها قبل ان تعزم على الخروج
لكن عدة طرقات على الباب في الخارج افزعها فوقعت أرضا من شدة الذعر بينما ميرا جثت امامها .تهدأها قائله (..لماذا ياهبا لم تخبريني .. لماذاا...)
تعالت الطرقات مع دموع هبا
فصرخت ميرا من الداخل ...
(هباا في الاسفل وانا في الداخل )
جاءها صوت مالك مستفسراا ... (في الاسفل اين ياميراا)
مطت ميرا شفتيها .. وقالت وهي تكتم صوت ودموع هباا بيديها ( هذا ماكان ينقصنااا عنصر مخابرات من النوع الرفيع .)
.علا صوتها لتخبره ..( في الاسفل تحضر شئ ما لا اعلم ماهو..لكنها .. ستأتي خلال لحظات)
تراجع مالك عن الطرق.. لكن الغضب في قلبه لم يتراجع بل زااد أضعاف في اعترافها بهذه البساطه...
كان يريد أن يمسكها بالجرم المشهود فيمسح أي تعاطف في قلبه لها.. لكنها اعترفت وزادت ذاك الشعور بالتعاطف والرغبه في اكتشافها اضعاف في صدره
استدار وعاد إلى مكانه ليكمل الحديث الدائر بينهما
بلعت هبا ريقها لينزل كالأشواك إلى جوفها وقالت بنبرة مرتجفه (. ها انا قد اخبرتك دعيني أرحل فحسب ولن تري وجهي بعدها ...)
نفخت ميرا في الهواء وحركت يدها امام وجهها لتسمح للهواء بأن يداعبه حتى تتمكن من استيعاب الامرثم قالت بنبرة محتدة .(بالطبع لن تخرجي من هناا قبل أن اسمع كل شئ )
غمغمت هباا وقالت بترجي (..ليس هناا .. المكان بات يخنقني .. )
تمتمت ميرا وهي تسحبها وخاطبتها وهي تمسح دموعهاا بيدها..( ساخرج أنا اولاا اخشى ان يكون مالك في الخارج فيكتشف كذبتي ... وعندما اطرق عليك الباب تخرجين خلفي مباشرة )
هزت هبا راسها فأسرعت ميراا للخروج وبعد لحظات سمعت طرق على الباب فخرجت من فورهاا
لتقول لها ميراا ..( اسمعيني انا في الاسفل انتظرك .. اخبريهم ان لديك أمر طارئ والحقي بي )
شعرت هبا بأن الامور ستتعقد اكثر بعد ان اكتشفت ميرا الأمر لم تشأ ان تخبرها.. لم تشأ ان تورطهاا بأي شئ فهي إلى هذه اللحظة عالقه مع ذلك الصديق الذي لقي مصير قاسي بسببها .. فكيف ان تكرر الأمر ستجن ..ولله لن تسامح نفسهاا
اومئت هبا ..فخرجت ميرا بترقب
بينما هبا طرقت الباب ليسمح لها امير بعد برهة في الدخول
وقفت على حداا تطالع الوجهين المتهجمين إلى درجه شعرتها بالخوف بلعت ريقها وقالت بآليه ..(هل يمكنني المغادرة الأن استاذ امير احتاج لبقية هذا اليوم ان اكون في إجازة )
صمت امير يحدق بها بغير تصديق يعيد اعترافها بلسان ذاتها.. يشعر انه يقف في دوامه تشعره بالاهتزاز .
.هباا.. هبا الذي عدها اخت له وتمنى ان تنتقل إلى منزلهم إلى الأبد... هبا التي وثق بها والده
هي هبا ذاتها الخائنه
بينما الأخر مازال يضبط اعصابه بقوة .. ضبطا جباار وينظر إلى سترتها التي تغطي تلك اللسعات مديقا عينيه على ظهرها وكانه يرى تلك الخدوش مجردة .. لم يتوقف عن التحديق بها ولم يرحمها من نظراته القاتلة
حتى جاء صوتها الضغيف ليوقف تلك النظرات المصوبه من كليهما قائله.. (انا اسفه يبدو أني جئت)
قاطعها مالك قائلا بحدة ( منذ متى ياهباا)
شحب وجهها وتنفست بعمق لتقول باستفسار تحاول ان تنفي مافهمته او ماصوره لها عقلها.. (لم افهم ..)
نهض إليها قاطعا المسافه بينها وبين المكتب وهو يحاصرها بنظراته ..
شعرت بأنها متهمه فشحب لونها اكثر من فكرة ان يكتشف امرها ويودي بها مالك إلى السجن مجددا لتحي ذكرى مريرة عاشتها بين قضبان السجن .. او ان تتشوه صورتها إن علم نشات بحقيقة مافعلت ...
همس مالك قرب وجهها الشاحب ونظره مصوب على ظهرها وكأنه يتأكد مما رأه..
(منذ متى وانت تغادرين المكتب دون اخبار ايّ مناا)
للحظات توقف ضخ الدم في قلبها مصورا لها اي عقوبه ستنالها ..لكن ماقاله مالك ..جعلها تستدرك نفسها سريعا لتقول بعمليه( .. هذه المرة الاولى ... انا اسفه ..لن يتكرر ابداا)
رفع حاجبه مديقا نظراته على جسدها الغض لتتسارع دقات قلبه دون شعور
بينما امير ود لو ينهض ليهديها صفعة قويه لتسلم على وجهها
لكنه حاول ضبط انفعالاته امام اخيه الاكبر ففي النهايه .. هو صاحب القرار بمصيرها ..وهي هباا تلك الفتاة التي احتضنتها عائلته ..
احنت هبا راسها وقالت منسحبه (.. انا ساغادر ان لم يكن هناك اعتراض...)
تقدم مالك امامها وفتح الباب لها بابتسامه غامضه جعلتها تهتز من الخوف وانسحبت فوراا تدعي في سرها الا يكتشف أمرها امام هذا الحائط البشري الذي يرهبها من مجرد ابتسامه
تلك السترة الثقيله التي ترتديها تزيد من حدة الألم تشعله وتاججه ..
احنت رأسها على سطح المكتب وغطته بيديها تمنع اناتها بصعوبه من الخروج ..
لكنها لم تعد قادرة فنهضت من فورها واتجهت إلى الحمام ..
ودون شعور خلعت سترتها بروي تزيح عن ظهرها حملٌ كالجبال في إيلامها ...استندت بمرفقيها على المغسله وبدأت تغسل وجهها
بينما الجالس خلف حاسوبه بدأت اعصابه بالاشتعال لمجرد انحناءة جسدها
تمعن النظر ببقع الدماء المنتشرة على قميصها .. لكنها استقامت بالوقت المناسب تمنعه من التدقيق اكثر ..
لكن المفاجأه لجمته بعدها عن التحرك ولو برفة عين حين خلعت قميصها الابيض فتصلب هو في كرسيه .. ليطالع بشرة يديها السمراء اللاعمه .. وما إن كشفت عن ظهرها حتى تسمر اكثر وتخشب ليطالع تلك الخدوش والجروح المتفرقه التي ألهته عن تجرع تفاصيلها
للحظات شعر بالألم يدق قلبه .. ويخترق صدره اراد اقتحام الحمام عليها لكن ما إن تذكر انها من كانت ستودي بميسرة والده إلى الحضيض وتذكر كلامها السابق مع والدته عادت القسوة لتغلف معالمه
اتسعت حدقة عينه بعد أن رأها بدأت تبكي دون توقف .. تعاني من الألم بقوة لدرجه انها ضغطت باسنانها على طرف يدها دون شعور وانحنت مجددا إلى المغسله تتنفس بعمق .. ثم امسكت هاتفها تطلب شخص ماا
رفع درجه الصوت بعد ان وضع سماعات الصوت في إذنه وارهف السمع لمحادثتها
قالت هبا وهي تلتقط انفاسها تمنعها من الخروج مع دموعها التي أبت ان تتوقف ..
( ميرا اين انت أناا احتاجك بشدة الأن )
اجابتها ميرا وقد انتابها القلق من نبرة صوتها المترجيه ..
( مالأمر انا في المنزل ذلك المغفل امير منعني من الخروج )
قاطعتها هبا بصوت مثقل قائله ..
( ارجوك انا في الشركه تعالي إلي .. اريد مسكن قوي من اي نوع ومرهم للحروق .. انتظرك لاتتأخري )
ردت ميرا وقد انتابها القلق اكثر ..
( لابأس لكن مالأمر انشغل بالي )
(ارجوك لاتسأليني تعالي فوراا ..).قالتها هبا واوشكت على التقيؤ لكنها شجعت نفسها على الثبات
وأغلقت بعدها الخط لتنحني اكثر وكأنها ستفقد الوعي
بينما ذلك الجالس خلف مكتبه استنفر بعد أن راى حالها وعلت ضربات قلبه هذه المرة خوفا وقلقاا ..و رهبه ..وشعور اخر عاد إليه بقوة لم يتكهنه .. لكنه عاد وهمس لقلبه.. مابك رايت مناظر أشد قسوة من هذه .. رأيت اشلاء ودماء وجثث بعدد شعر رأسك يامجنون .. مالفارق الآن برؤية تلك الخدوش البسيطه
لكن قلبه لم يزد إلا هلعاا يطالب باقتحامه الحمام
ثبت انفعالاته متحكما بها بقوة يمتلكها دون مجهود منه .. فمجال عمله يفرض عليه برود وهدوء جبار .. لايمتلكه أي رجل عادي ..
لذلك اكمل مراقبته لها دون أن يرف له جفن مع قلبه الذي لم يتوقف عن الخفقان معلنا التمرد لصالحها مجددا .. والخوف عليها
..................................
يجلس في سيارته منذ اكثر من نصف ساعه يجمع لسان نفسه ليكمل مانواه في الأمس
ألا وهو ان يغير طريقة معاملته معها علّها تفهم ..وتقتنع تلك الغبيه بحبه لها المدفون منذ زمن .. رفع علاقة مفاتيحه للاعلى ليطالع صورتها
التي تشعل في قلبه رغبات حارقه مدفونه لها وحدها ..
إلى هذه اللحظة لاينسى وعده لوالدها بأن يرعاها ويحميها بعد أن قسممها له بطلب منه للحقيقه لم يكن طلباا ..بل كان ترجي.. كان يريدها بشدة ..منذ ان عاد من الخارج وهو لايشغل تفكيره سوى كيف يمتلكها .. كيف يتزوجها لتنتهي ازمة حياته وقلقه وهي بعيدة عنه .. بعيدة عن حضنه..
ليس رغبته المجنونه وحدها هي السبب بل امه المتوفاة ايضا هي السبب .. لطالما كانت تريدها له او لمالك .. وله هو على وجه الخصوص ..
كانت تلح عليه دوما ان يرافقها .. يكتشفها .. يرببها على يديه
. لكنه دوماً كان يستشعر نفوره منه بل يشك انها تكمن له كرها لايعلم سببه .. حتى فارق العمر بينهما كان يؤرقه مع أنه لم يكن ينظر لها على انها طفلة صغيرة .. كانت مشاعره نحوها تغلبه ليطالع الانثى فيها ..
نفخ في الهواء ثم عاد ليسحب نفس اخر يقوي من همته الضعيفه في امور الرومنسيه وكلام التافهين ذلك على حد اعتقاده .. لكن ما إن رأها مندفعه إلى الخارج كالمجانين ..ترتدي فستان أبيض مطرز في الاسفل بورود حمراء .. مرقط من الاعلى بالوان متضاربه من الاحمر والاسود يظهر رشاقة قوامها الذي ازهر ليكشف عن مدى انوثتها
حتى خرج إليها مقاطعا إياها بحدة ..يسد عليها الطريق بجسده
نظرت إلى ذلك الجسد الذي سد الطريق عليها فتراجعت للخلف بحركة رد فعل لا إرادي
ليقول هو بصوت حاد ثاقب جعلها تعلم من ذلك الجسد ...
( إلى أين يازوجتي العزيزة .. لمَ لمْ تتصلي بي.. اخبرتك ان ايام الرخاء ولت )
وقفت أمامه بفستانها تهز جسدها وقدمها كالاطفال وقالت بكبرياء... (لا اسمح لك من انت في قاموسي حتى تأمرني ماذا افعل )
جز على اسنانه واشهر سبابته امامها قائلا بتحذير ...( انا زوجك )
نفخت وجنتيها وقالت بنفاذ صبر ..( يا اخي ألا تمل ... لا اريدك .. لا احبك .. لست زوجي ..)
تقدم إليها وحلت عليه علامات الغضب مردفاً بحزم ..
(اعيدي انسه ميرا ماذا سمعت )
شتمت من بين أسنانها اختياره هذا الوقت بالذات حتى يأتي إليها وحتى ترد له الواجب كمايلي .. تنفست واستحضرت جميع اسلحتها الانثويه المغويه حتى تستطيع ان تلحق بهبا دون ان يؤخرها هذا العلقه .. ولربما في وقت اخر ستعرف كيف توجه له صفعة كما يستحق لكنها الأن تحتاج هذا الوقت الثمين الذي سيضيع اذا ماقررت أن تتحداه فيمارس سلطته عليها ليمنعها من الذهاب ..وبالطبع والدتها لن تعترض برأيها ان موضوعها مسلم به مجرد وقت فحسب
نفضت عن رأسها جميع التداخلات وتقدمت قاطعه المسافه بينهما ثم أمسكت فستانها بدلال قائله له
(أميرر انسى ماقلتله لك انا على عجله من أمري .مارأيك عندما أعود نلتقي على الغداء في منزلنا ونتحدث .. هامارأيك)
نظر إلى وقفتها المتخصرة ملياً بعينين اشتعل الوهج بهما فأمسك ذراعها فجأة ثم قال يشاكسها ..
(اعيديها لكن عدلي من وقفتك وبأسلوب متحضر وبرقه اكثر .. ولاتنسي أرفقيها بقبله في الهواء )
ثم غمزها بعينبه لتطل الشقاوة فيهما.. شقاوة يتخصل بها مع سنوات عمره ..
حدقت به ذاهله ولوهله ارادت ركله بطرف حذائها أو لكمه في منتصف وجهه على وقاحتك وتحكمه بمسيره حياتها لكنها استجمعت باقي أسلحتها الانثويه .. وقالت بصوت عذب خلب لبه ...
(أميرو..هل يمكنني الذهاب الآن .. وستحظى بمائدة غداء تليق بسموك .. ثم القت له قبله في الهواء وتجاوزته سريعا)
أما هو وقف للحظات يهدأ من ضربات قلبه بعد أن غام في اعماق صوتها الرقيق وطفا على السطح اخيرا بقبلتها .. لكنه سرعان ما لملم مشاعره.. وأمرها بصوت حاول جعله ثابت ..
(تعالي سأوصلك بطريقي )
ابتسمت ابتسامه مصطنعه وقالت .. (حقا يا أمير.أنت تأتي دوما في الوقت الصحيح)
وسبقته إلى سيارته ..وكأنها تملكها وجلست في مقعدها قرب السائق ..
ليسرع هو إليها في خطواته وكأنه يحلق في الأفق من مجرد ركوبها إلى جانبه في سيارته
في الطريق سألها ... (إلى أين ولما كل هذه الادويه)
لوت فمها ممتعضه لكنها سرعان ما أعادت البسمه المصطنعه وقالت...
(صديقتي هباا .بالطبع تعلم من هي هباا بل اظنها غنية عن التعريف... تعمل في شركتكم ومؤكد تعلم هذا أيضا وأنا في طريقي إليها .. أما عن الادويه فهي أيضا من يحتاجها )
ديق عينيه ثم رفع حاجبه ليسألها مشاكسا إياها مستمتعا بمناغشتها ..
(صديقتك .تعمل لدينا .. في شركتي يامرحبا.. )
شغلت الراديو في سيارته .. ثم التفتت إليه تنظر في ساعتها مجيبه ..
( نعم يامرحبا ب هبا البحيري .. هل ارتحت من أسئلة المحققين هذه .. صدقا بدأت اشك انك تعمل مع مالك لكن بشكل خفي )
للحظات غطى الجمود على ملامحه لكنه سرعان ما استبدلها بقليل من المراوغه سائلا إياه بدهشه ..
(ظننت انك وإياها متخاصمان منذ زمن ..)
قلصت اصابعها بغيظ ثم حركت شعرها بفوضويه فتبعثرت رائحتها اكثر بقربه .. وقالت ..( لماذا تسأل )
دخل عطرها مقتحما رئتيه دون انذار ليدمغ جوفه بأسمها .. وعطرها وحدها ..ثم رد يشاكسها مجددا حتى يسعد قلبه بابتسامتها حتى لوكانت مزيفه ..
(قررت أن انزلها ضره عليك.. بهذا اؤؤنس وحدتك في المستقبل)
رفعت حاجبا ماكرا وقالت ترد له المشاكسه ..
(ياحبيبي يا أمير زوجة خالك ستسعد كثيرا اذا عرفت انك تنوي الزواج .. ثم ضربت بكفها بغل على ساعده مع ابتسامتها وأكملت .(.لما لم تخبرني كنت اعددت لك حفل يليق بك وبها)
صمت يسمعها بكل سعادة يرهف السمع لكل تفصيل تخصه به حتى لوكانت مشاكسه ..
لم يجب بمزيد من المزاح بل ظل يوزع نظره بينها وبين الطريق.. إلى أن استشعر ضيقها . فخفف من وطأة نظراته المتطلبه ..
........
وصلا إلى مكتبها فطلت هبا بهيئتها المتعبه والقت التحيه على امير قائله بعمليه بعيدة عن معرفتها بهم خارج العمل .. (الاستاذ قاسم في الداخل ..)
ديق عينيه عليها ووقف متخصرا دافعا طرفي سترته إلى الخلف قائلا بحنق ..
(إذا انتي مازلت صديقة ميرا..لما شعرت انك وإياها في خلاف )
قلبت نظرها بينه وبين ميرا فاندفعت الاخرى إليها تقول باستفزاز ...
( نعم ..نعم هل هناك اعتراض.. )ثم غمزت هبا مكمله.. (اهلا بضرتنا العزيزة ... )
تقلصت هبا .بينما اكمل امير طريقه إلى مكتبه شاعرا بالغيظ قد تفاقم من ريحانته الصغيرة ..
وعندما اغلق الباب خلفه ارتمت هبا بوهن والألم لم يفارقها .. وهمست لميرا قائله بتعب (..هل جلبتي معك أي شئ يسكن الألم الذي يذبحني .)
أمسكتها ميرا بعزم وقادتها بقوة ألمتها وهي تسألها ( ... أين الحمام ..)
وعندما أشارت هبا إليه .. كانت هي وميرا بداخله بثواني ..
تحاصرها بقوة قائله بعصبيه . هل تجرأ وضربك مجددا .. قولي ياهبا ..
ارتخى بدنها بعد ذلك التصلب الذي استحضرته في الخارج وهمست بوهن وهي تخلع سترتها والذي تبعه قميصها بسرعه فصرخت ميرا دون وعي لكنها سرعان ماكممتها بيديها قائله بذعر .. (ماهذاااا هل ما أراه حقيقياا.. ودون شعور منها اخذت تتلمس مكان اللسعات متتبعه البقيه حتى تأوهت هبا هاتفه ( أين المسكن ... )
شعرت ميرا بالدماء تغلي في عروقها وحاولت الاندفاع للخارج لكن توسلات هبا وتشبثها بها اوقفها
فهدأت وقالت بأنفاس تحترق غضبا وقهرا ..
(ماذا جرى .. احكي لي بالتفصيل ..)
ثم اخرجت علبه المرهم وبدأت تغطي الجلدات به وهي تقول
( أنا أسمع ياهبا .. اليوم لن تخرجي من باب هذا الحمام حتى لو اضطررت لحبسك هناا )
بينما مالك في الداخل مازال يرهف السمع لكن هذه المرة اطفأ المحمول متجنبا ً إظهار جسدها امام اخيه ..
اما الأخر استند بمرفقيه على سطح المكتب مائلا بجسده نحو أخيه المسترخي في مكانه يرهف السمع هو الأخر
أعادت هبا ارتداء قميصها وهي تقول بصوت مترجي ..( سأحكي لك كل شئ لكن ليس هناا .. نحن في الحمام ...)
هزت ميرا برأسها معترضه وقالت نافيه( هنا في الحمام ارى ان المكان مناسب والجو شاعري للإعتراف لذا لاا تتهربي ..)
تقبضت ملامح هبا شاعرة بالألم مازال يداهمها وقالت برجاء.. (كفي عن المراهقه ارجوك.. انا مازلت اتألم..لاتنسي أننا في مكتبي .. والناس حولي كثيرون .. ماذا سيظن أحد الموظفين لو رأنا سويا في الحمام بالصدفه ..)
لوت ميرا فمها ودرست الفكرة في رأسها
وقالت بعناد .(اظنه سيكون ظن سوء ممتع .. وفيه مغامرة فعليه سأعيشها بامتنان ان كانت السبب في معرفة مايجري معك مؤخرا )
عدلت هبا من ملابسها وحاولت الخروج قبل أن ينتبه أحد إلى وجودهما معا في الحمام ..لكن الاخرى فقدت تعقلها ووقفت تعارضها .. فصرخت هبا قائله ( هل جننت نحن في الحمام ياميراا.. الحمام .. ثما ابني خالتك خارجا.. لا أريد إثارة مشاكل هيا)
تكتفت ميرا باصرار وقالت (لن نخرج من هنا حتى لو اقتحم أمير بنفسه الحمام هل هذا مفهوم )
على الجانب الاخر
ضحك أمير لمزاح ميرا وقال لمالك الذي مازال الجمود والقسوة تغطي ملامحه ...
(بنت اللذين تعرف كيف تشاكس)
لكنه عاد ليرهف السمع بعد ان شعر بأن اخيه لم يتجاوب مع أي من مزاحه وأن الموقف لايتحمل أي تهريج
شتمت هبابصوت مضطرب ثم وقالت( ميرا ارجوك هذا ليس وقته ولا مكانه .. )
مطت ميرا شفتيها ونظرت إلى ساعة معصمها قائله (.مابه وقته ... )
ثم حولت نظرها على الحمام واستكملت ... (واظن ان الحمام أكثر أمان واكثر موقع لكشف الخبايا .. لذا كفى .. ولله ياهبا إن لم تتحدثي سأذهب بنفسي إلى جهاد ذلك وامسح الأرض به ..واطلب المساعدة من مالك.. وابن خالتي لن يرد لي طلب .. )
بلعت ميرا ريقها لتكمل بمراوغه.. (ثم لاتنسي ربما اصبح زوجه احد مالكي الشركه .. وهذا يكفي لأبتزك به)
ملامح الدهشة وقليل من الخوف هو مابدى على هباا لتقول(... زوجه .. في الامس فقط كنت تبرطمين وتقولين ولله لن يحدث ..على جثتي ياهبا ..تبا له ياهباا)
بينما امير على الجهة الاخرى اتسعت ابتسامته ليقول وضربات قلبه اعلنت الحرب(. لا ا اااااا يجب علي اقتحام الحمام حالا ...جلدي يحكني هذا الكلام لايبشر بالخير أبداا ..)
رمقه مالك بنظرات ناريه فألجمته ورفع يده علامة الاستسلام وعاد ليرهف السمع مجددا
بينما ميرا انفلتت اعصابها وقالت بعصبيه .. (اسمعيني ستتحدثين رغما عنك .. لذا حاول استغلال الوقت قبل ان تحدث المصيبه التي كنتي تتحدثين عنها قبل قليل ..)
رفعت هبا شعرها بهدوء وحاولت ترطيب حلقها مع ذلك الشعور بالخدر الذي عاد إليها ثم هتفت دون وعي من وطأة الألم الذي يعتصر قلبها .. من وطأة الألم الذي يغطي ظهرها
بل من وطأة المعاناة التي تعيشها ..
(أنا خائنه ياميرااا.. أنا خائنه .. انا استحق الموت لا جلد... انا انا)
وبدأت تتلكأ بالاحرف. ...( أنا اقدم معلومات عن هذه الشركه لجهاد .. لأنه يستغلني
..بل يعذبني اشد عذاب ... انا اسفه لانني اخبرتك.. لكن الأمر هذه المرة زاد عن حده والمعلومات الذي يريدها ستودي بهذه الشركه إلى الحضيض .. وعدة شركات اخرى ..
لكن الأمر معقد جداا بالنسبة لي والمعادله اصعب من أن نجد لها حلول محايدة )
.بلعت ريقها بعد أن فجرت قنبلتها ..
ورفعت نظراتها إلى ميرا التي بدت لم تستوعب حرف مماقالته ..
لكن الأمر خرج حقا عن سيطرتها وتفوهت دون وعي ...
اقتربت منها ميرا دون ان ترف ... وقالت بتأكيد .. (هل ماقلته حلم .. أم انه تخريف )
قبضت هبا أصابعها وهزت رأسها نفيا.. لتتلقى أول صفعة خذلان لها .. صفعة حطت على وجنتها كأنها كرباج... بلعت الإهانه وشعور الخيانه في صدرها تعاظم لكنها اكملت بكل بساله ..
(اخبرتك أن الأمر معقد .. حياة امي واخي مهددة .. ورأيتي مايحدث لي ان اعترضت
صمت طال دون ان تقول ميرا شئ .. إلى ان صرخت بها هادرة .(. اخرجي حالاا واجمعي حاجياتك ولاتعودي إلى هناا أبدا قبل ان افضحك واخبر امير ومالك ... حتى منزلي اياكي ان تفكري ان تقتربي منه ... )
دموع القهر شقت طريقها لتناجي قلبها ان ينفس عن كربه ..
ابتسمت بمر وحدقت دقيقتين بها قبل ان تعزم على الخروج
لكن عدة طرقات على الباب في الخارج افزعها فوقعت أرضا من شدة الذعر بينما ميرا جثت امامها .تهدأها قائله (..لماذا ياهبا لم تخبريني .. لماذاا...)
تعالت الطرقات مع دموع هبا
فصرخت ميرا من الداخل ...
(هباا في الاسفل وانا في الداخل )
جاءها صوت مالك مستفسراا ... (في الاسفل اين ياميراا)
مطت ميرا شفتيها .. وقالت وهي تكتم صوت ودموع هباا بيديها ( هذا ماكان ينقصنااا عنصر مخابرات من النوع الرفيع .)
.علا صوتها لتخبره ..( في الاسفل تحضر شئ ما لا اعلم ماهو..لكنها .. ستأتي خلال لحظات)
تراجع مالك عن الطرق.. لكن الغضب في قلبه لم يتراجع بل زااد أضعاف في اعترافها بهذه البساطه...
كان يريد أن يمسكها بالجرم المشهود فيمسح أي تعاطف في قلبه لها.. لكنها اعترفت وزادت ذاك الشعور بالتعاطف والرغبه في اكتشافها اضعاف في صدره
استدار وعاد إلى مكانه ليكمل الحديث الدائر بينهما
بلعت هبا ريقها لينزل كالأشواك إلى جوفها وقالت بنبرة مرتجفه (. ها انا قد اخبرتك دعيني أرحل فحسب ولن تري وجهي بعدها ...)
نفخت ميرا في الهواء وحركت يدها امام وجهها لتسمح للهواء بأن يداعبه حتى تتمكن من استيعاب الامرثم قالت بنبرة محتدة .(بالطبع لن تخرجي من هناا قبل أن اسمع كل شئ )
غمغمت هباا وقالت بترجي (..ليس هناا .. المكان بات يخنقني .. )
تمتمت ميرا وهي تسحبها وخاطبتها وهي تمسح دموعهاا بيدها..( ساخرج أنا اولاا اخشى ان يكون مالك في الخارج فيكتشف كذبتي ... وعندما اطرق عليك الباب تخرجين خلفي مباشرة )
هزت هبا راسها فأسرعت ميراا للخروج وبعد لحظات سمعت طرق على الباب فخرجت من فورهاا
لتقول لها ميراا ..( اسمعيني انا في الاسفل انتظرك .. اخبريهم ان لديك أمر طارئ والحقي بي )
شعرت هبا بأن الامور ستتعقد اكثر بعد ان اكتشفت ميرا الأمر لم تشأ ان تخبرها.. لم تشأ ان تورطهاا بأي شئ فهي إلى هذه اللحظة عالقه مع ذلك الصديق الذي لقي مصير قاسي بسببها .. فكيف ان تكرر الأمر ستجن ..ولله لن تسامح نفسهاا
اومئت هبا ..فخرجت ميرا بترقب
بينما هبا طرقت الباب ليسمح لها امير بعد برهة في الدخول
وقفت على حداا تطالع الوجهين المتهجمين إلى درجه شعرتها بالخوف بلعت ريقها وقالت بآليه ..(هل يمكنني المغادرة الأن استاذ امير احتاج لبقية هذا اليوم ان اكون في إجازة )
صمت امير يحدق بها بغير تصديق يعيد اعترافها بلسان ذاتها.. يشعر انه يقف في دوامه تشعره بالاهتزاز .
.هباا.. هبا الذي عدها اخت له وتمنى ان تنتقل إلى منزلهم إلى الأبد... هبا التي وثق بها والده
هي هبا ذاتها الخائنه
بينما الأخر مازال يضبط اعصابه بقوة .. ضبطا جباار وينظر إلى سترتها التي تغطي تلك اللسعات مديقا عينيه على ظهرها وكانه يرى تلك الخدوش مجردة .. لم يتوقف عن التحديق بها ولم يرحمها من نظراته القاتلة
حتى جاء صوتها الضغيف ليوقف تلك النظرات المصوبه من كليهما قائله.. (انا اسفه يبدو أني جئت)
قاطعها مالك قائلا بحدة ( منذ متى ياهباا)
شحب وجهها وتنفست بعمق لتقول باستفسار تحاول ان تنفي مافهمته او ماصوره لها عقلها.. (لم افهم ..)
نهض إليها قاطعا المسافه بينها وبين المكتب وهو يحاصرها بنظراته ..
شعرت بأنها متهمه فشحب لونها اكثر من فكرة ان يكتشف امرها ويودي بها مالك إلى السجن مجددا لتحي ذكرى مريرة عاشتها بين قضبان السجن .. او ان تتشوه صورتها إن علم نشات بحقيقة مافعلت ...
همس مالك قرب وجهها الشاحب ونظره مصوب على ظهرها وكأنه يتأكد مما رأه..
(منذ متى وانت تغادرين المكتب دون اخبار ايّ مناا)
للحظات توقف ضخ الدم في قلبها مصورا لها اي عقوبه ستنالها ..لكن ماقاله مالك ..جعلها تستدرك نفسها سريعا لتقول بعمليه( .. هذه المرة الاولى ... انا اسفه ..لن يتكرر ابداا)
رفع حاجبه مديقا نظراته على جسدها الغض لتتسارع دقات قلبه دون شعور
بينما امير ود لو ينهض ليهديها صفعة قويه لتسلم على وجهها
لكنه حاول ضبط انفعالاته امام اخيه الاكبر ففي النهايه .. هو صاحب القرار بمصيرها ..وهي هباا تلك الفتاة التي احتضنتها عائلته ..
احنت هبا راسها وقالت منسحبه (.. انا ساغادر ان لم يكن هناك اعتراض...)
تقدم مالك امامها وفتح الباب لها بابتسامه غامضه جعلتها تهتز من الخوف وانسحبت فوراا تدعي في سرها الا يكتشف أمرها امام هذا الحائط البشري الذي يرهبها من مجرد ابتسامه