رواية خيانة زوجية الفصل الأول بقلم ميرا إسماعيل.
نوفيلا خيانة زوجية البارت الأول
منذ عام
في مستشفى
كانت حنين ترتعد من الخوف في حضن أمها
حياة بغضب" اتعدل في كلامك قسما بالله أدفنك مكانك، حنين أشرف منك ومن أهلك".
هو بتهكم وسخرية "شريفه" و أخذ يضحك و أكمل " واضح بصي لصحبتك كويس، وإنتِ تعرفي إنها متعرفش عن الشرف حاجة".
لتقول سناء " لا أنا سكت وقولت مصدوم، لكن لو متعدلتش أنا هاعرف إزاي أعدلك".
" هاقول إيه!، صحيح، تربية واحدة ست، عموما بنتك طالق، سامعه يا حنين طاااااالق".
كانت حنين تغرق في بحور دموعها وقلبها ينزف دما بعد سماعها لتلك الكلمة.
بينما زغردت حياة قائلة " تصدق أحسن إنها جات منك، غور يلا من هنا غور".
وخرج لم ينظر إلى الخلف مرة واحدة ليري من قتلها بكل دم بارد، و لم يتساءل ما مصيرها؟.
.......................
بعد عام في الجامعة
إلى مكتب المعيد تدخل حياة
ليبادرها يوسف " وحشتيني جوي".
" و إنتَ كمان، ها جاهز علشان نكمل لف".
" جصدك نكمل بهدله في حنين وفيا، جاهز يا ست حياه يلا بينا".
كان يوسف يحاول الحديث بلهجة قاهرية ، لعلمة بأن حياة تتضايق من لهجة الصعيد.
" يلا حنين في الكافيتريا تحت".
"يلا استعنا على الشجى بالله".
حياه بدلال " رخم ".
ونزلا للأسفل ليجدا حنين تجلس كالعادة حزينة مكسورة، لتبادر حياة بالحديث "يلا يا حنين".
لترد حنين " يلا يا مجنونه".
ابتسم يوسف قائلا " جبتش حاجة من عندي".
فقالت حياة مغتاظة " والله رخمين قوي".
ضحكت حنين" لا يا قلبي، يلا النهاردة يوم لف على إيه؟".
ردت عليها حياة" السجاجيد و الستاير".
ليقول يوسف وحنين في وقت واحد "نعم، أُمال إمبارح كنا بنلف على إيه؟".
و أكمل يوسف " والحاجة اتشحنت كمان".
هزت حياة كتفيها " بعد ما روحت اكتشفت إنهم مش عاجبني، إيه المشكلة؟".
تعجبت حنين " الله يكون في عونك يا دكتور!!".
استسلم يوسف " هاقول إيه؟، يلا بينا" ثم تذكر" آه صوح هنعدوا على اخواتي علشان عشيه هنسافروا كِلاتنا سوا".
وافقن حنين قائلة " أوك، مالك يا حياة؟".
رفعت حياة حاجبيها قائلة " والله!!، إنتِ فهمتي أصلا هو قال إيه علشان تقولي أوك؟".
حنين بتعجب "آه فهمت، مش بيتكلم عبري هو".
بينما اعترض يوسف" لا إزاي اتحددت صعيدي جدامها؟".
وجهت حنين حديثها لحياة" لازم تتعودي على اللهجة دي، إنتِ هتعيشي معاهم، وكلهم بيتكلموا كدا، وإنتِ هتبقي مرات الكبير، لازم تحافظي على اللهجه دي و ولادك يتعلموها كمان".
وافق يوسف حديثها " والله لساني نشف وآني بجول إكده وهي مفيش فهم واصل".
تبرمت حياة " شفتي أهو قلب أهو، علشان نصرتيه عليا يا مرات أبويا".
ضحكت حنين " أنا مع الحق، وبعدين أنا بعشق اللهجه الصعيدي، ويلا هنتأخر، كفاية رغي، ومتخافش يا دكتور أنا هاظبط الدنيا".
و بدأوا في شراء متطلبات حياة.
......................
أما في الصعيد و بالتحديد في الدوار الكبير
كان همام جالسا في القاعة الكبيرة، ودخل عليه أولاده، محمود، ومنصور
بادر منصور بالحديث" كيفك يا بُوي" و انحنى على يده مقبلا لها.
و كذلك فعل محمود.
فقال همام " اجعدوا، وعرفوني أخبار البلد والناس إيه؟.
فأجاب منصور" بخير يا بُوي، بس فيه مشكلة صغيره إكده".
همام بانتباه " مشكلة إيه؟".
ليتحدث منصور" سليم ولد الجناوي، إتعارك ويا وهدان".
لينتفض همام فزعا " واه، انخبط في نافوخه إياك!، إتعاركوا ليه؟".
ليكمل منصور" عشان الري، سليم خد دور وهدان، ووهدان مسكتش، ومسكوا في بعضيهم، ومحمود أخوي فرج بِناتهم وجال ليهم يجوا عشية عشان تسمع منيهم وتحكم بِيناتهم".
فقال همام " زين جوي، يكون ولدك وصل وهو اللي يشوف المشكل دا".
ليتحدث محمود" أبوي من بعد إذنك، كت رايد موافجتك".
نظر له همام متسائلا " إيه رايد تتجوز تاني".
"لاه يا بُوي كت رايد أدل لحد سكندرية"
هز همام رأسه "يادي سكندرية!، إيه مهتبطلش يا ولدي بكفايك".
محمود بغموض "لاه يا بوي مهبطلش".
ليتدخل منصور بالحديث" بعد إذنك يا بوي، همل خوي على كيفه،
هو مهيبطلش إلا لمن يوصل لمراده".
ليأذن له همام "روح يا ولدي".
فقبل محمود يده قائلا " تسلم يا بوي".
وخرج ليسافر تلك السفرة، فمنذ أكتر من عشر سنوات وهو على نفس المنوال ولكن بدون فائدة.
قال همام لمنصور بحزن حاول أن يخفيه " اطلع إنتَ يا ولدي ارتاح ليك هبابه، لحد ما ولدك يجعد المجلس عشيه".
" أمرك يا بوي".
..........................
في قاعة منصور
تساءلت صابرين "خوك سافر برضيك؟".
" أيوة هنجول إيه؟ عجله مريحه مهيعطرش في اللي فباله لو جعد مية سنة".
" ريته يا أبو يوسف يعتر فيهم، يريح ويستريح يا واد عمي".
"آني خابر زين راحت خوي مش النبش في الماضي، الراحة الصوح إنه يجدر على المستجبل".
" مفهماش يا خوي جصدك إيه؟".
" بعدين بعدين، همليني وطفي النور عشان أريح هبابه جبل المجلس ما ينعجد فالليل".
" حاضر نوم الهنا عليك يا واد عمي".
...................
في القاهرة أمام المحل الخمسين للسجاد والمفروشات
تبرمت حنين "حياه حرام عليكي بجد، أنا رجلي ورمت".
ليضيف يوسف "آني جولت من الاول بلاش نلف وراكي".
لترد حياة غاضبة" يوسف دي أوضتي، لازم تبقى أحسن من أي أوضه في البيت كله".
لتتدخل هَنا قائلة " والله بجت أحسن من أكبر سرايا عيندينا، ارحمينا وارحمي حالك".
لتعترض هناء " اللي يشوف إكده يجول بتفرشي جصر، وهي يدوب جاعه جد إكده".
هنا لاحظت حنين أن حياة ستتهور فتدخلت "حياه كفاية لف ونكمل سوا بكره، هما كمان لازم يلحقوا يسافروا".
لتوافق هناء " اسمعي حديت صحبتك يمكن تفلحي زيها"؟
اعترى الغضب حياة و صاحت "هناء كلمه صغيرة في حق حنين مش هسمحلك، مفهوم، وأيوه يا ريت أبقى زيها".
لتخرج الجملة من هَنا بعفوية " يا بوي رايده تتطلجي".
لتتضايق حنين" عن إذنكم، هاسبقك يا حياه، حصليني بسرعه".
ليحاول يوسف احتواء الموقف" اصبري يا حنين، هَنا إتأسفي لحنين".
هَنا بسرعه وطيبة " أنا آسفه يا حنين".
لتعترض هناء "على إيه يعني الأسف؟!، هي مش حجيجة وإلا إيه؟".
ليستبد الغضب بحياة و تنفجر قائلة "لا حقيقة، ولو أخوكي طلع زي الحيوان اللي خلصنا منه يبقى الطلاق منه نعمه".
حاولت حنين الحد من التوتر السائد " حياه خلاص، وعموما الطلاق مش عار علشان أحاول أخلص منه، هاسبقك يا يويو حصليني".
ليقول يوسف " هوصلكم الأول".
لتبتسم حياة "يلا يا قلبي".
تساءلت هَنا " هنسبج إحنا وإلا هنعملوا إيه؟".
أجابها يوسف "لا هنتحرك كلنا، أوصلهم، وبعدين نسافروا طوالي".
فقال هناء لكونها أخيرا سترتاح " طيب يلا جوام، أحسن رجلينا ورمت من اللف".
...............................
بعد ساعات
في منزل حنين
تساءلت حياة " أنا مش عارفه هاعيش إزاي مع هَنا وهناء دول".
طمأنتها حنين "على فكرة هَنا طيبة وعفوية، لكن هناء فعلا صعبه، عموما إنتِ اللي يهمك يوسف وبس، وطالما بيحبك وإنتِ بتحبيه خلاص".
" عارفه ساعات باخاف قوي أخسره".
" وليه هتخسريه أصلا؟".
" معرفش دايما عندي إحساس إني هاخسره وبسرعه".
"بطلي بس طريقتك معاه، وافهمي لهجته وعاداتهم، علشان إنتِ مش هتبقي أي حد، إنتِ مرات كبير عيله، فاهمه".
"خايفه يا حنين من كل حاجه، ناس، بلد، لهجه، وعادات كلها جديدة عليا، بجد خايفه".
"بس يوسف هو يوسف من يوم ما دخلنا الجامعه، ومعانا وعارفينه، الراجل بيسافر كل يوم فوق الخمس ساعات رايح وجاي علشانك، كفايه قلق، وعيشي حياتك، كفاية إنك هترتاحي من عمتك، وبعدين هقولها تاني، إنه بيحبك، دا المهم، أي حاجة تهون بعد كدا، المهم حاليا فستان حضرتك هتعملي فيه إيه؟".
" معرفش، فلوس بابا تقريبا خلصت، مش عارفه الباقي هيكفي إيه وإلا إيه معرفش".
"الفستان مين المفترض يجيبه؟".
دخلت عليهم سناء " العريس طبعا".
لتضحك حياة قائلة " طنط سناء تقريبا عمتو شيلت يوسف كل حاجة و لولا إن الفلوس دي كانت أمانه عندك مكنتش عارفه هاكمل الجهاز إزاي".
اعترضت سناء" بطلي هبل، عندي حل، إيه رأيك في فستان حنين".
أعجبت حنين بالفكرة.
لتكمل سناء " أيوه الفستان مركون، ومش هتلاقي زيه، ده يعتبر متلبسش أصلا، يدوب قاسته، وإنتِ وهي جسمكم واحد، و إن كان على التلبيسه اللي عملانها نشيلها، إحنا كنا عاملينها علشان حجاب حنين لكن إنت لا، ها قولتوا إيه".
هتفت حنين فرحة "أنا موافقه، بدل ركنته أصلا".
تساءلت حياة "أيوه بس إزاي".
ردت حنين "مبسش، إنت أصلا كان عاجبك، خديه ومحدش شافه غيرك انت وماما، محدش هيعرف، يبقى ضربنا كل العصافير بكل الحجارة بقى".
احتضنتها حياة قائلة " انتِ أجدع صاحبه في الدنيا".
ابتسمت حنين " انتِ أختي حبيبتي".
قال سناء "ربنا ميحرمكوش من بعض أبدا".
لتهتفا في آن واحد "آمين".
....................
في الصعيد على العشاء
قالت صابرين " إكده يا ولدي خلصتوا فرش، صوح".
" أيوه يا أمي خلاص إكده".
تساءلت هَنا " هي ليله الحنه هتبجي هناك وإلا إهنه".
" لاه كله إهنه، هي معندهاش حد غير عمتها وحنين ووالده حنين"
قطبت هناء حاجبيها " حنين مين؟".
" ما انتِ خابره، حنين صاحبتها".
" واه حنين المطلجة".
تعجبت صابرين "مطلجة كيف دا؟".
ردت هناء " أيوه مطلجة من سنة، دي نحس".
اعترض منصور "بطلوا حديت فاضي، نحس إيه!؟".
لتوجه صابرين الحديث ليوسف" لاه يا ولدي، بلاش صاحبتها دي، إحنا مش ناجصين نحس رايدين جوازتك تتم عخير".
تضايقن هَنا قائلة " حرام يا أمي البت غلبانة جوي، و بتحب حياه".
لينهي همام النقاش بحزم "خلصنا لسه بدري على الحديت الفاضي دا، هم يا ولدي عشان نشوف اللي حصل".
" أمرك يا جدي".
..................
ف القاهرة
حياة تدور بفستان الزفاف وكانت فائقة الجمال
لتبتسم حنين في سعادة" زي القمر مبروك يا قلبي".
قالت سناء" ما شاء الله يا بنتي الفستان انتِ حليتيه مش هو اللي حلاكي مبروك عليكي".
" الله يبارك فيكي حبي انتِ يا حنين"
لترسل لها حنين قبلة في الهواء.