الفصل الخامس "5" من رواية لم يكن مجرد حلم بقلم زينب سمير
رواية لم يكن مجرد حلم |
لم يكن مجرد حلم البارت الخامس 5 - بالله لا !
" سأسألك ذات يوم
_ اتحبني ؟
ستجيب لتسعدني " نعم "
وبالفعل سأسعد لاني سأكون بدأت في اول خطوات انتقامي والاخذ بثأري ، لذلك اعترف بالكذب عندما اسألك الحب وقل ... انا لا اهوي..!! "
ذهول نور الدين الذي ارتسم علي ملامحه ، جعله يعلم جيدا انه كان متغيبا اكثر من اللازم عن الواقع ، سعادة اخيه التي ارتسمت فيما بعد علي وجهه جعلته يدرك انه فعل الصواب
جاءه صوت نور الدين الغابط:-
_بجد هتشتغل معايا !
اؤما ببطء علامة الايجاب ، ابتسمت نيرمين وهي تري احوال ابن شقيقها الاصغر التي تغيرت ، سريعا بفضل الحب ، الان فقط بدأت تشعر بنضوجه الواضح ، خرج صوتها هي الاخري بسعادة غامرة:-
_انا مش مصدقة والله ياسراج ، اخيرا هتشتغل !
ضبط ياقة قميصه الوهمي ، ناظرهم بغرور مصطنع و:-
_معاكم الباشمهندس سراج عدنان
تنحنح ثم اكمل ضاحكا:-
_اللي هيجيب الشركة الارض علي ايده بس استنوا
نور الدين بتوجس مصطنع:-
_سراج انا خفت ، الاحسن متشتغلش
_لا خلاص انا اخدت قراري ، و والله ما انا مغيره ابدا
رمقته نجوان بخبث وهي ترتشف من كوب عصيرها ثم غمغمت بعبث:-
_شكل القرار دا من طلب حبيبة القلب
تنحنح بحرج في علامة اكدت لهم ايجابية حديثها ، تغيرت ملامح نور الدين لـ الجدية وراح يفكر بداخله ، من تلك الفتاة ؟ التي استطاعت ان تجعل اخيه المدلل يغير رأيه فجأة ويقرر ترك الحياة المرفهة وينزل لـ العمل !
همس سراج بحب قوي داخله:-
_علشان اسعدك ياهانيا انا مستعد اعمل اي حاجة مهما كانت
حتي وان طلبت منه القتل ، سيفعل ! ... لكنه بالفعل قاتلا !!
--
التفوا الاربع اصدقاء حول طاولة المطعم الفاخر ، طلب كرم الطعام المعتاد لهم من هذا المطعم ثم اصرف النادل
هتف ماجد لسراج مازحا:-
_الباشا اللي ناسينا
سراج بحديث صادق:-
_مقدرش انساكم والله ، انتوا اللي في القلب
كرم بنبرة خبيثة:-
_سمعنا ان في حب جديد في حياتك
استرخي علي مقعده وهو يخرج سيجارا راقيا من جيبه ، اشعله ووضعه بين شفتيه ، اخذ نفسا منه كبيرا ثم زفره و:-
_هي مش حب جديد .. هي حبي الوحيد
اطلق معتز صفيرا عاليا لفت انتباة بعض الزاور وغمغم بضحك:-
_دا البية وقع اوي ياشباب
كرم بزهول:-
_انت لحقت تحبها في عشر ايام !
اخذ نفسا اخر وزفره ثم قال بعيون بها وميضا من الحب:-
_حبيتها من اول طلة شكلي يابني والله
ناظره ماجد بنص عين معلقا:-
_حب حقيقي فعلا ، ولا انت بتاكل بعقلنا حلاوة ياسراج
صمت لـ فنية من الزمن ، احترم اصدقائه صمته فصمتا ايضا لحظات وراح هو يتحدث بنبرة غريبة عليهم كما انها غريبة عليه هو ايضا:-
_انا اول ما شوفتها يوم النادي حسيتها مختلفة ، لقيت قلبي دق دقة غريبة عليا ، قولت مش هسيبها تضيع من ايدي هوقعها فيا يعني هوقعها ، تاني مقابلة في البار ، مع اول ضحكة سمعتها منها لقيت قلبي بيغني بدقاته وبيعمل معزوفة جديدة عليا بتوجع بس وجعها حلو ، وجع تحبه كدا وتتمني تعيشه علطول ، بقيت كل ما اقابلها في البار اسيب قطعه من قلبي معاها وامشي ..
تنهد عاليا ونظر لاصدقائه وجدهم يرمقونه بهيام واضعين ايديهم علي وجنتيهم بدرامية كتم ضحكاته بصعوبة و تابع:-
_بعد ما كنت بتمني اقابلها وبنتظر الوقت اللي اشوفها فيه ، بقيت اشتقلها اول ما اسيبها ، ببقي عايز اكلمها طول الوقت ، العشر ايام اللي فاتوا دول هما احلي عشر ايام في عمري كله وانا حبيتهم اوي
علق كرم علي حديثه بمزاح:-
_ليك حق تحبهم مادام انا حبيتهم اصلا
ماجد متدخلا في الحديث:-
_شباب ، انا عايز احب زي سراج
اطفي سيجاره في المطفأة القابعة علي الطاولة ونظر له متشدقا بغرور:-
_للاسف مش هتحب زيِ ، لانك مش هتلاقي زي هانيا علشان تحبها
رسم علي شفتيه بسمة سمجة مكملا:-
_اصل هانيا واحدة بس ، وسراج واحد بس
اصدقائه بصوت واحد:-
_مغــرور
وبالحقيقة الغرور يليق به كثيرا ، فوسامته تكفي لـ تأثر قلوب ، حديثه المرح يجذب العقول ، طريقة سيره ، ملابسه الفاخمة ، طلته الساحرة
كل تلك الاشياء تجعله واثقا من نفسه ثقة عمياء....
---
طرقت نيرمين باب غرفة ابنتها ثم دخلت عندما سمحت لها نجوان بذلك ، وجدتها تجلس علي فراشها والملل يرتسم علي ملامحها وهي تلعب بهاتفها قليلا ، جلست علي الطرف الاخر من الفراش ، تنظر لها قليلا قبل ان تتنحنح وتقول بنبرة باسمة:-
_نجوان !
نظرت لها وهمهمت بـ نعم ، تحثها علي الاكمال بالحديث ، تنهدت نيرمين قبل ان تقول:-
_عندي ليكي خبر حلو
_ايـة هـو !!
اجابتها:-
_من انهاردة مش هتعيشي في حيرة ، وتفكير اقعد مع مين ؟ بابا ولا ماما
كانت تتابع حديثها بملامح عادية لكن الاهتمام بلغ منتهاه عندها عندما تحدثت والدتها بخصوص ذلك الموضوع ، اكملت نيرمين حديثها وهي تنظر لـ لهفة ابنتها وفضوها الواضح المرتسم علي ملامحها:-
_بابا هينزل يعيش في مصر ومش هيسافر تاني دبـي الا زيارات بسيطة متباعدة
صرخت بسعادة عالية وهي تنتفض من مكانها:-
_بجــد !
اؤمات بنعم وهي تبتسم لسعادة الاخري ، فراحت نجوان تقفز بسعادة كبيرة ، رغم جمال دبي هي تعشق بلدها الام وتشعر بالدفئ فيها ، عندما تزورها ويأتي موعد الفراق تشعر بأنها ستخرج من منطقة الراحة الي الشقاء ، لا تقصد بذلك سوء بـ دبي
لكن روحها تعشق مكانها الذي تربعت فيه بصغرها ، دبي ارض الجمال ، ومصر ارض الراحة بالنسبة لها
كانت تغادرها مغصوبة كي لا تترك والدها بمفرده بالغربة ، لـ اجله فقط كانت تضحي براحتها
وسط تلك السعادة الغامرة التي كانت تحياها ، لم تلاحظ نور الدين الواقف علي باب غرفتها يراقبها ببسطة طفيفة ، فتلك الفتاة كلما تكبر كلما عقلها يصغر
لا يوجد في قموسها ما يُسمي بالنضج ابدا...
****
وليلة شتوية تغادر وخلفها اخري ، راح موسم المطر وجاء موسم الشمس الساطعة بالدفئ ، الليل القصير والصباح الطويل ، رغم كره سراج لـ الصيف بكل ما فيه
الا انه يحبه لـ اجل شيئا وحيدا فقط ..
وهو ليله ..
فهو ما ان يضع رأسه لينام حتي يستيقظ ، بالحقيقة هو بات يحبه بعدما ظهرت تلك الاحلام بحياته
فالليل بالشتاء طويل وصعب عليه بكوابيسه الفزعة لكن بالصيف تكون خفيفة علي قلبه
لهذا السبب فقط .. هو يحب الصيف !
جالسا علي مقعده بتلك الشركة الخاصة بهم ، امامه عدة اوراق تحتاج لـ المراجعة ، خلفه علي مسند المقعد قبع جاكيته الرسمي ، كان يفتح اول ثلاث ازار من قميصه لعلها بذلك تدخل القليل من الهواء لجسده الذي حَرّ بفعل الطقس الساخن
لكن رغم زهقه وعصبيته من الحرارة الا انه كان يبتسم وهو يمسك بذلك الهاتف ، يهاتف تلك الجميلة عن طريق الرسائل
بغنج استطاع ان يشعر به من رسائلها ، راسلته:-
_نسيتني خالص من وقت ما بدأت تشتغل ياسراج
اسرع بالكتابة بشوق وعندما كون رسالة بعثها سريعا محتواها:-
_مقدرش انساكي طبعا ياهانيا ، انا حتي عاملك مفاجأة انهاردة
_اية هيا ، ها اية هيا !!
ابتسم علي فضولها الواضح ، ثم دَون:-
_هتعرفيها لما نتقابل انهاردة
والرد كان بسيطا لـ الغاية:-
_مستنياك
وستنتظره الي ابد الضهر حتي تحصل علي ما تريد ، ثم ستغادره وكأنها لا تعرفه ، ولن تنتظره من بعدها ابــدا..
اغلق الهاتف وعاد يعمل بجهد ، اولا ليسعد اخاه ، ثانيا لينهي ما عليه كي يتفرغ لتلك الجميلة
طرقات علي الباب قطعت افكاره فسمح لـ الطارق بالدخول بتنهد فـ عليه الكثير المحتاج لـ العمل والمراجعة والوقت قصير لا يسمح بالتأخر والتكاسل ، لحظات وظهرت نجوان ، علي شفتيها ارتسمت بسمة واسعة
قالت وهي تغلق الباب وتدخل:-
_الباشا اللي مبقناش بنشوفه
وقف عن مقعده وغادره كي يذهب لها ليحييها ببسمة ، بعدما سلم عليها جلست علي مقعد مقابل لمقعده الرئيسي وهو جلس علي الاخر الذي يفصله عن مقعدها هي طاولة صغيرة
قالت ببسمة خفيفة:-
_قولت بما ان البية مش بيسأل اجي انا واسأل
غامزها بعبث هاتفا:-
_معقول جاية علشان البية انا ، ولا البية التاني
ابتسمت بخجل وحاولت ان تداري وجهها عنه ، لحظات تمالكت فيها نفسها ثم سألته:-
_اخبار هانيا اية ؟
علي سيرتها اتسعت بسمته ، خرج صوته بعشق:-
_كويسة
_قولتلها انك بتحبها ؟!
اؤما بالنفي و:-
_لسة ، انهارد هقولها ، وبعدين هخليكم تتعرفوا عليها
نهضت عن مقعدها وهي تقول:-
_متأكدة اني هحبها لانك حبيتها ، هروح اسلم علي نور الدين وهمشي
ابتسم بتفهم وهو يودعها ، غادرت
وعاد هو يعمل من جديد...
--
_نـور .. !
التف له يقول بتوجس:-
_نعم
عندما رأي ملامحه صرخ بوجل وعاد خطوتين لـ الخلف صارخا:-
_انت مين ؟
ضحك بسخرية مجيبا:-
_معقول مش عارف ضحاياك يانور !!
راح يقترب منه بخطوات بطيئة والاخر يعود لـ الخلف بخطوات سريعة ، راح يهمس وهو يسير له:-
_مهما تبعد انا قريب ، مهما تبعد انا معاك ، مهما تبعد انا هفضل وراك .. ومش هسيبك غير لما روحي ترتاح
انتفض بفزع عندما انفتح الباب ، طلت منه نجوان فوجدته يرفع رأسه عن مكتبه ينظر حوله بزهول وعيونه متسعة ، يبدو انه كان غافيا واستيقظ فجأة
همست بأسمه بخفوت:-
_نور .. !
بجنون قال وهو ينهض:-
_اسمي نور الدين متقوليش نور يانجوان متقوليش نور
اؤمات بالايجاب عدة مرات وهي تري حالته تلك ، كان يبدو انه يحلم بكابوس ، لذلك خرج صوتها ساءلا:-
_انت بتحلم بكوابيس زي سراج ؟
تطلع لها بصمت وتوهان ، لكنه لم يجيب ، حالته التائهة تلك اوجعت قلبها المحب له ، اقتربت منه تربت علي كتفه مغمغمة:-
_اهدأ .. هتبقي كويس بس انت اهدأ وارتاح
وهل يهدأ !!
وهل يرتاح !!
هل يرتاح من قتل ، ويرتاح من داري عن الجريمة ؟!
بالله لا .. وان مرت فوق المئة عام مئة ومرت فوق المئة .. الف
--
كوابيس سراج وتخيلات وذنوب نور الدين .. تري في علاقة تجمع بينهم !!
- لم يكن مجرد حلم الفصل السادس 6 اضغط هنا
- لتحميل روايات pdf انضم لنا على تليجرام أضغط هنا