رواية نصف أنثى الفصل الثالث 3 والفصل الرابع 4 بقلم الكاتبة رانيا ابو خديجة
رواية نصف أنثى الفصل الثالث "3" بقلم رانيا ابو خديجة
وصلت منزلها ولم تعلم كيف وصلت بحالتها هذه فكانت حزينة وضعيفة ظلت تبكي بصمت حتى وصلت ...حمدت الله كثيرا انها وجدت والدها منشغل بصلاة المغرب فدخلت غرفتها سريعا واغلقت الباب خلفها وارتمت على فراشها واجهشت بالبكاء حتى ذهبت في نوما عميق .
................
بعد مرور اكثر من اسبوعين انقطعت هي عن التدريب ، يحاول هو الاتصال بها ولكنها لم ترد عليه وفي اغلب الوقت تغلق هاتفها، الان اختفت تماما لم يعد يراها، يشعر بنيران تكتاحه لعدم رؤيتها كل هذه المدة ويعلم انها لم تنطفئ الا برؤيتها ، فكر كثيراا ما الذي عليه فعله ليتمكن من رؤيتها والتحدث اليها واخيراا توصل لطريقه وحيدة يستطيع بها رؤيتها.
عند خروج الجميع من التدريب بعد انتهاء المحاضره
عمر: غادة. ..ثواني من فضلك
: ايوا استاذ عمر
: كنت عايز اسألك عن ندى..بتيجي الجامعه مش كده؟
غاده بعبوث: الحقيقه يأستاذ عمر لاء...ندى بقالها اسبوعين تقريبا مبتجيش الجامعه ولا حتى بترد علينا لما بنكلمها وفي الاغلب موبايلها مقفول، داحنا حتى عندنا امتحان ميد ترم بعد بكره وكنت رايحالها النهاردة اقولها.
عمر وهو يقطب حاجبيه بأندهاش: ايه!! مش بتيجي الجامعه بقالها اسبوعين ، طب هي متعودة تغيب كتير كدة؟؟
غادة: لاء خالص دة هي من اخر يوم كانت هنا في المكتب وخرجت معيطه من ساعتها مشوفتهاش ومن ساعتها وهي مش طبيعيه خاالص
نظرت له وجدته ينظر للفراغ بشرود حزين فأردفت: استاذ عمر هو حضرتك قولتلها ايه زعلتها كدة ..ندى طيبه قوي والله ومحترمة جدا وعمرها ما ضايقت حد
عمر بجديه؛ اسمعيني يا غادة ..انا أخر واحد ممكن يفكر يضايق ندى ....انا بس طالب منك خدمة
غادة وهي تقطب حاجبيها: خدمه!! خدمة ايه؟؟
عمر : اسمعيني كويس......
.........................
في الجامعه يوم الامتحان
ندى: الحمد لله الامتحان كان كويس.
غادة بأستفسار: طيب هتحضري معانا باقي المحاضرات ولا جايه عشان الامتحان بس؟
ندى: لاء مش قادره ...هراوح ..لولا الامتحان مكنتش نزلت
غادة: مش هتقوليلي بقى حالك اتقلب كدة من ايه
ندى بضيق: غادة ! ايه مبتزهقيش من السؤال دة ارحميني بقى...يلا انا ماشيه .
غادة بلهفه: لاء لاء استني بس ..بصي انا جعانة قوي هاروح اجيب سنداوتشات من الكافيتريا ونروح ناكل في جنينة الكليه..ايه رأيك؟
ندى بأرهاق: معلش يا غادة حقيقي مش قادرة ومحتاجه اراوح
غادة بزعل : كدة يا ندى دانا بقالي كتير مقعدتش معاكي ورغينا .
ثم تابعت برجاء طفولي: علشان خاطري يا ندى ...علشان خاطري
ندى بنفاذ صبر: خلاص يا زنانه تعالي طيب نجيب الاكل سوا وبعدين نروح الجنينه وارغي يا ستي زي مأنتي عايزة
غادة بأصرار: لاء بصي روحي انتي استانيني في الجنينه وانا هاروح أجيب الاكل بس استانيني في المكان اللي بنقعد فيه علطول.
ندى: ماشي يا غادة بس متتأخريش لاني مش قادرة
غادة وهي تغادر: حاضر والله مش هتأخر
...........................
بجنينة الجامعة تجلس ندى وتستند برأسها على شجره كبيره وتغلق عينيها.
:: عامله ايه؟
قالها عمر بصوته الحنون بعد ان جلس امامها على ركبتيه
ندى بعد ان فتحت عينيها بفزع: استاذ عمر!!
عمر بحب: تزعلي مني لو قولتلك وحشتيني؟
ندى بتوتر بعد ان هبت واقفه: استاذ عمر لو سمحت كفايه بقى..وبعدين حضرتك ايه اللي جابك الجامعه؟!!
عمر وهو يتأملها بعشق فهو اشتاق رؤيتها كثيراا
: ندى احنا كبار كفايه ومحناش صغيرين للعبة الهروب دي انا لازم اتكلم معاكي
ندى: انا قولت لحضرتك ردي علي طلبك
عمر: واذا قولتلك ان انا موصليش منك حاجق غير حاجات كلها مش مفهومة... ندى انا فعلا محتاج اتكلم معاكي ومحتاج اكتر اني اسمعك
ظلت صامته تنظر امامها بعبوس
عمر: انا هكون في مكتبي في الجرنال كمان ساعة يااريت تيجي ونتكلم
همت هي بالرفض ولكنه قاطعها: قبل ماترفضي لازم تعرفي اني لازم اتكلم معاكي حتى لو اضطريت اجيلك البيت واتكلم قدام باباكي.
ندى بحنق: هو حضرتك عايز مني ايه بس
عمر: مش عايز غير وجودك في الجرنال كمان ساعة..ومتخافيش غادة هتكون معاكي.
......................
تدخل ندى وغادة الجريده عندما رأهم عمر: كنت متأكد انك هتيجي
ندى بغضب: انا جيت بس عشان انهي الموضوع دة خالص واريح حضرتك واريح نفسي
عمر بهدوء: ندى، قبل اي حاجة لازم تسمعيني
ثم توجه لغادة بالحديث: لو سمحتي يا غادة ممكن تستنينا هنا .
دخل هو وندى للمكتب الداخلي وانتظرتهم غادة بالخارج ولم تبعد كثيرا عنهم
عمر: ممكن تقعدي وتهدي وتسمعيني
ندى بغضب: اتفضل قول عشان انا لازم امشي بسرعة
عمر بعد ان جلس مقابلها: ندى انا عارف اني فاجئتك المرة اللي فاتت بس مش ممكن اكون ضايقتك لدرجة انك تنهاري بالشكل دة...انا عايز اعرف انا عملت ايه وصلك للحالة دى
بدءت تتجمع الدموع بعينيها ثانيتا : يااريت حضرتك متشغلش بالك بيا خالص..واذا كان هو دة اللي حضرتك عايزني فيه فأديك قولت اللي عندك وسبني امشي بقى
عمر بعصبيه: ندى، انا لازم اعرف في ايه وبتتهربي مني ليه ومش هو دة يا ستي اللي انا عايزك فيه لاء انا عايز اتجوزك وهاخد منك معاد دلوقتي حالا عشان اقابل باباكي .
ندى بعصبيه مماثله: قولتلك مش عايزة اتجوز هو ايه بالعافيه.
عمر بترقب: ليه؟؟
ندى ببكاء: عشان مينفعش اتجوز اصلا وهعيش طول عمري لواحدي ومتسألنيش ليه .
عمر بزهول: ليه دة كله انا مش فاهم حاجة .
ندى ببكاء هستيري: مش مهم تفهم انا منفعكش ولا انفع اي حد استريحت..سبني بقى وانساني خالص زي مأنا كمان بحاول انساك .
ثم جلست بأنهيار ، تبكي بحرقة فهي لم تكن تتمنى سواه وعندما اعترف لها بأعجابه وحبه لها وانه يريد الزواج منها كانت لحظه بالنسبه لها توقف عندها الزمن ولكن كان للواقع رأي أخر، اقترب منها عمر جالسا امامها على ركبتيه واردف بحنان: ندى اهدي عشان خاطري، انا حاسس ان اللي جواكي ليا ميقلش عن اللي جوايا ليكي بس مش فاهم ليه مينفعش
نظرت له ندى ودموعها تحجب عنها الرؤية : استاذ عمر..
عمر بحب: عمر بس يا ندى ، احنا دلوقتي مش طالب واستاذ ولا ايه؟
نظرت له مطولا ثم اردفت: مينفعش ، والله ما ينفع
عمر: ليه يا ندى انا لازم افهم وساعتها انا اللي احدد اذا كان ينفع ولا لاء
ندى بدموع: ليه عايز تكسرني قدامك كدة
عمر بزهول: اكسرك! ندى اتكلمي عشان انا كدة قلقت ودماغي هتروح في حتت مش كويسه
ندى: ايه اللي انت بتقوله ده انا عمري ما عملت حاجة غل..
قاطعها عمر: دة اللي انا متأكدمنه بس كلامك يحير عشان كدة انا لازم اسمعك وافهم
ندى: هقولك بس بعد مأقولك تسيبني امشي وياريت مشوفكش تاني ابدا وانا متأكدة انك بعدها انت اللي هتبقى مش عايز تشوفني
عمر بزهول: للدرجادي!!
اطلقت ندى تنهيده ثم تابعت بوجع: كنت صغيرة13سنة اختي الكبيرة توفت في حادثة كنت متعلقة بيها جداا كنت بعتبرها أمي مش بس أختي،لازم أنام في حضنها كل يوم كانت بتساعدني في كل حاجة في حياتي وانا احكيلها كل حاجة،بعد وفاتها جاتلي حالة نفسية صعبة جدا اتسببت في فقدان للنطق، وقتها والدتي حالتها الصحية ساءت جدا وفي يوم ماما تعبت اوي كان بعد وفاة أختي بفترة صغيرة وكنت في اوضتي وكانوا دايما بيقفلوا عليا بابها بالمفتاح عشان يطمنوا أني مخرجش أدور عليها لاني وقتها مكنتش مصدقة أنها ماتت .
أكملت ببكاء مرير :في اليوم ده صحيت علي زعيق بابا وهو بيقول للجران حد يطلب لها دكتور بسرعة هتروح مني زي بنتي ما راحت ، قمت مفزوعة حاولت أفتح الباب عشان أروح أشوف ماما و أطمن عليها حاولت أخبط علي الباب من الدوشة الي برة محدش سمعني،حاولت أصرخ معرفتش صوتي مكنش طالع ، قعدت أخبط في كل مكان في الاوضة بشكل هستيري وأروح وأجي ومش عارفة أعمل أي عشان حد يحس بيا ويفتحلي عشان أروح أشوف ماما وأطمن عليها لكن بردو محدش سأل فيا وأحاول في صوتي بردو مش طالع ،لحد متعبت ووقعت علي الارض وفاجأة مشفتش قدامي غير شباك أوضتي وفتحته
وأجهشت هنا ببكاء يقطع نياط القلب:ورميت نفسي منه وكنا وقتها قاعدين في شقه في الدور السابع و دخلت وقتها عمليات كتير أوي وعملت علاج طبيعي وكمان علاج نفسي لفترات كبيرة بعديها خرجت من المستشفي بعد معاناه ومعجزة من ربنا اني لسه عايشة وراجعه بيتنا تاني ومع الوقت وبشكل تدريجي رجعت زي الاول ، بعديها امي كانت كل أماتشوفني تعيط وتاخدني في حضنها وتقولي ربنا هيعوضك وانا مكنتش فاهمه هي تقصد أي
ثم تابعت ببكاء شديد :وقتها مستحملتش يا حبيبتي وماتت من قهرتها عليا أنا وأختي ، وقتها حالتي النفسية ساءت أوي وبابا ضطر ياخدني ويسافر وجينا علي هنا والايام عدت و السنين وكبرت وبقي بيجيلي ناس تتقدملي للجواز بس كان بيحصل حاجة غريبة الناس تيجي وتقعد ويبقوا فرحانين بيا اوي والامور ماشيه عادي لحد مابابا يخدهم علي جنب ويتكلم معاهم لمدة دقايق و بعديها القيهم بيبصولي بظرة حزن وشفقة ويقولولي كل شيء قسمة ونصيب و مشفهمش تاني مكنتش بسأل .
يمكن كنت بتكسف اسال بابا هما مشيوا ليه لحد ما في مرة كان في شاب زميلي في الدراسة قالي انه معجب بياو انه بيحبني وفي يوم لقيته جايب والده ووالدته كانت فرحانه اوي
اطلقت تنهيده واكملت: وتقول يازين ما اخترت يابني عروسة زي القمر ،وقتها بابا كان قاعد حزين وشارد ومش بيتكلم زي ما يكون اتعود وعارف أيه اللي هيحصل بعد كدة وكالعادة طلب من والده ووالدته انهم يتكلموا علي انفراد وبعديها بدقايق لقيتهم خارجين وبيبصولي نفس البصة اللي كنت قربت اتعود عليها واستأذنوا ومشيوا بعديها بيوم أتقابلنا كالعادة بحكم الدراسة وكدة لقيته بيتهرب مني مش عايز حتي يبص في عيني ،اتضايقت من طريقته واتجرءت ورحت سألته انت بتعمل كدة ليه ،لقيته بيقولي ربنا هيعوضك بحد غيري وان شأء الله تلاقي اللي يقبلك وانتي كدة ،بعديها رجعت البيت و انا منهارةمن العياط
فلاش باك
ندي بعصبيه لوالدها :أنا عايزة أعرف ايه اللي بيحصل بالظبط وبتقول ايه عليا تخليهم يعملوا معايا كدة
حسين
محاولا تهدءتها :أهدي بي يا حبيبتي وفهميني ايه اللي حصل.
ندي ببكاء هستيري وعصبيه :انا اللي عايزة افهم انت قولت ايه لاهل احمد امبارح عشان يمشوا بالشكل دة وهو النهاردة يقولي ربنا يرزقك باللي يقبلك وانتي كدة،انا كدة ايه ؟مالي ؟
حسين وهو يجلس ويجلسها بجانبه :انتي فعلا مبقتيش صغيرة ولازم تفهمي كل حاجة
صمت قليلا فاردف ت هي ببكاء يقطع نياط القلب :قولي يا بابا انا فيا ايه يخلي الناس تبعد عني كدة ويبصولي كدة .
حسين بالم :فاكرة ياندي لما وقعتي زمان من شباك اوضتك وانتي صغيرة
اماءت له بحزن ودموع :طيب انتي وقتها من شدة الواقعة ولانك وقعتي علي حاجات صلبة وكمان كنتي واقعة في وضع الجلوس وقتها من شدة الوقعة جالك نزيف شديد في الجهاز التناسلي
صمت قليلا ثم أردف :ومن ضمن العمليات اللي عملتيها ان الدكاترة اضطروا يستاصلوا الرحم و المبيضين عشان يوقفوا النزيف ده.
عودة من الفلاش باك
وقتها مكنتش قادرة استوعب اللي انا بسمعوه ومش عارفة انا عملت ايه عشان يجرالي كدة ،بس مع الوقت استوعبت ،وبقي اي حد يقولي معجب او عايز اتقدم اتهرب منه بالذوق واقوله مبفكرش في الجواز دلوقت ، واتهرب انا قبل ما هما يتهربوا مني بالشكل دة
ثم اكملت بتنهيدة: وعرفت اني هبقى لواحدي علطول مليش حد غير بابا وعارفه انه لا قدر الله لو جراله حاجه هبقى لواحدي وهكمل لواحدي .
نظرت له وجدته ينظر لها بزهول ممزوج بحزن ودموع تظهر بعينيه لكنها تأبى النزول ، وكأن الكلام وقع عليه كوقوع الصخره على عاتقيه .
ندى وهي تمسح دموعها المغرقه وجهها بكفيها : بس هي دي كل حاجه، عرفت بقى انه فعلا مينفعش ماهو محدش هيتجوز واحدة عارف ومتأكد قبل اي حاجه انها عمرها ماهتبقى ام وعمرها ما هتجيبله اطفال، صدقني انا خلاص بقيت عارفه وراضيه اني هكمل حياتي لواحدي من غير زوج ولا اولاد ولا عيله زي اي بنت
ثم تابعت ببتسامه من بين دموعها: بس الحمد لله اكيد ربنا له حكمه في كدة وانا مش زعلانه عشان خلاص بطلت ازعل ،
ثم نظرت له واكملت: لحد مأنت ظهرت وبدءت احس من ناحيتك بحاجات مكنش ينفع من الاول اني احس بيها اتجاه اي حد
اردفت برجاء: انساني يأستاذ عمر، انساني خالص عشان انا منفعش لا ليك ولا لحد وانا كمان مع الوقت هنساك ، وانا عارفه كويس ان حضرتك اللي هتطلب انك متشوفش وشي تاني وانا بوعدك بده
ثم همت بالقيام من جلستها واردفت : عن اذن حضرتك
وخرجت من المكتب وتركته في حاله من الصدمه والزهول من ما سمعه وكل ما يدور بذهنه كيف لانسانه مثلها تعيش كل هذه المعاناه والالم ، ايعقل ان كل هذه الرقه الروح المرحه تحمل بداخلها كل هذه الصدمات، كيف تحملت كل هذا بمفردها دون احد بجانبها حتى والدها مسكين كان بحاجه لمن يواسيه ، كل هذا الالم والوجع ظهر بملا محها وعينيها وهي تحكي وتبكي بينما ماذا كانت حالتها وقتها وضع راسه بين كفيه واغمض عينيه بألم .
..................................
بينما هي فخرجت من مكتبه وجدت صديقتها تقف بالقرب من بابا المكتب ولكن ندى لم ترى وجه صديقتها من كثرة دموعها التي تغرق وجهها ، نعم سمعت غادة كل ما دار بينها وبين عمر ، فأخذتها بين احضانها وظلت تبكي وتبث لها بكلمات حنونه وعطوفه وايضا تشجيعيه بأنها لم ينقصها شئ وانها اجمل فتاه واجمل صديقه لهاثم اخذتها وخرجوا سويا وبعد قليل وصلت ندى منزلها وكان والدها يجلس بمدخل المنزل ينتظرها ، فتحت باب المنزل فرأها والدها بتلك الحالة فأرتمت بين احضانه لعلها تهدئ من اجيج النيران التي تشتعل بداخل صدرها ولعلها تداوي بعضا من الامها.
حسين وهو يربط على ظهرها بحنان: مالك يا حبيبتي قوليلي فيكي ايه ، انا حاسس انك مش طبيعيه بقالك فترة، مالك قوليلي فيكي ايه
ندى ببكاء حارق: والله يا بابا كنت راضيه ومش معترضه ومتحمله لحد ما هو ظهر ساعتها بس بقيت بقول ليه؟ اشمعنى انا؟
حسين وقد فهم ما تود قوله: طب اهدي اهدي يا بنتي
تنهد ثم اردف: انا كدة فهمت كل حاجه وفهمت حالك مقلوب ليه بقالك فترة
اخذ يهدئ من روعها ويبث لها ببعض الكلمات المطمئنة حتى هدءت ونامت بين زراعيه وتركته يفكر وبداخله حزن على ابنته الوحيدة.
................
بعد مرور اكثر من اسبوعين انقطعت هي عن التدريب ، يحاول هو الاتصال بها ولكنها لم ترد عليه وفي اغلب الوقت تغلق هاتفها، الان اختفت تماما لم يعد يراها، يشعر بنيران تكتاحه لعدم رؤيتها كل هذه المدة ويعلم انها لم تنطفئ الا برؤيتها ، فكر كثيراا ما الذي عليه فعله ليتمكن من رؤيتها والتحدث اليها واخيراا توصل لطريقه وحيدة يستطيع بها رؤيتها.
عند خروج الجميع من التدريب بعد انتهاء المحاضره
عمر: غادة. ..ثواني من فضلك
: ايوا استاذ عمر
: كنت عايز اسألك عن ندى..بتيجي الجامعه مش كده؟
غاده بعبوث: الحقيقه يأستاذ عمر لاء...ندى بقالها اسبوعين تقريبا مبتجيش الجامعه ولا حتى بترد علينا لما بنكلمها وفي الاغلب موبايلها مقفول، داحنا حتى عندنا امتحان ميد ترم بعد بكره وكنت رايحالها النهاردة اقولها.
عمر وهو يقطب حاجبيه بأندهاش: ايه!! مش بتيجي الجامعه بقالها اسبوعين ، طب هي متعودة تغيب كتير كدة؟؟
غادة: لاء خالص دة هي من اخر يوم كانت هنا في المكتب وخرجت معيطه من ساعتها مشوفتهاش ومن ساعتها وهي مش طبيعيه خاالص
نظرت له وجدته ينظر للفراغ بشرود حزين فأردفت: استاذ عمر هو حضرتك قولتلها ايه زعلتها كدة ..ندى طيبه قوي والله ومحترمة جدا وعمرها ما ضايقت حد
عمر بجديه؛ اسمعيني يا غادة ..انا أخر واحد ممكن يفكر يضايق ندى ....انا بس طالب منك خدمة
غادة وهي تقطب حاجبيها: خدمه!! خدمة ايه؟؟
عمر : اسمعيني كويس......
.........................
في الجامعه يوم الامتحان
ندى: الحمد لله الامتحان كان كويس.
غادة بأستفسار: طيب هتحضري معانا باقي المحاضرات ولا جايه عشان الامتحان بس؟
ندى: لاء مش قادره ...هراوح ..لولا الامتحان مكنتش نزلت
غادة: مش هتقوليلي بقى حالك اتقلب كدة من ايه
ندى بضيق: غادة ! ايه مبتزهقيش من السؤال دة ارحميني بقى...يلا انا ماشيه .
غادة بلهفه: لاء لاء استني بس ..بصي انا جعانة قوي هاروح اجيب سنداوتشات من الكافيتريا ونروح ناكل في جنينة الكليه..ايه رأيك؟
ندى بأرهاق: معلش يا غادة حقيقي مش قادرة ومحتاجه اراوح
غادة بزعل : كدة يا ندى دانا بقالي كتير مقعدتش معاكي ورغينا .
ثم تابعت برجاء طفولي: علشان خاطري يا ندى ...علشان خاطري
ندى بنفاذ صبر: خلاص يا زنانه تعالي طيب نجيب الاكل سوا وبعدين نروح الجنينه وارغي يا ستي زي مأنتي عايزة
غادة بأصرار: لاء بصي روحي انتي استانيني في الجنينه وانا هاروح أجيب الاكل بس استانيني في المكان اللي بنقعد فيه علطول.
ندى: ماشي يا غادة بس متتأخريش لاني مش قادرة
غادة وهي تغادر: حاضر والله مش هتأخر
...........................
بجنينة الجامعة تجلس ندى وتستند برأسها على شجره كبيره وتغلق عينيها.
:: عامله ايه؟
قالها عمر بصوته الحنون بعد ان جلس امامها على ركبتيه
ندى بعد ان فتحت عينيها بفزع: استاذ عمر!!
عمر بحب: تزعلي مني لو قولتلك وحشتيني؟
ندى بتوتر بعد ان هبت واقفه: استاذ عمر لو سمحت كفايه بقى..وبعدين حضرتك ايه اللي جابك الجامعه؟!!
عمر وهو يتأملها بعشق فهو اشتاق رؤيتها كثيراا
: ندى احنا كبار كفايه ومحناش صغيرين للعبة الهروب دي انا لازم اتكلم معاكي
ندى: انا قولت لحضرتك ردي علي طلبك
عمر: واذا قولتلك ان انا موصليش منك حاجق غير حاجات كلها مش مفهومة... ندى انا فعلا محتاج اتكلم معاكي ومحتاج اكتر اني اسمعك
ظلت صامته تنظر امامها بعبوس
عمر: انا هكون في مكتبي في الجرنال كمان ساعة يااريت تيجي ونتكلم
همت هي بالرفض ولكنه قاطعها: قبل ماترفضي لازم تعرفي اني لازم اتكلم معاكي حتى لو اضطريت اجيلك البيت واتكلم قدام باباكي.
ندى بحنق: هو حضرتك عايز مني ايه بس
عمر: مش عايز غير وجودك في الجرنال كمان ساعة..ومتخافيش غادة هتكون معاكي.
......................
تدخل ندى وغادة الجريده عندما رأهم عمر: كنت متأكد انك هتيجي
ندى بغضب: انا جيت بس عشان انهي الموضوع دة خالص واريح حضرتك واريح نفسي
عمر بهدوء: ندى، قبل اي حاجة لازم تسمعيني
ثم توجه لغادة بالحديث: لو سمحتي يا غادة ممكن تستنينا هنا .
دخل هو وندى للمكتب الداخلي وانتظرتهم غادة بالخارج ولم تبعد كثيرا عنهم
عمر: ممكن تقعدي وتهدي وتسمعيني
ندى بغضب: اتفضل قول عشان انا لازم امشي بسرعة
عمر بعد ان جلس مقابلها: ندى انا عارف اني فاجئتك المرة اللي فاتت بس مش ممكن اكون ضايقتك لدرجة انك تنهاري بالشكل دة...انا عايز اعرف انا عملت ايه وصلك للحالة دى
بدءت تتجمع الدموع بعينيها ثانيتا : يااريت حضرتك متشغلش بالك بيا خالص..واذا كان هو دة اللي حضرتك عايزني فيه فأديك قولت اللي عندك وسبني امشي بقى
عمر بعصبيه: ندى، انا لازم اعرف في ايه وبتتهربي مني ليه ومش هو دة يا ستي اللي انا عايزك فيه لاء انا عايز اتجوزك وهاخد منك معاد دلوقتي حالا عشان اقابل باباكي .
ندى بعصبيه مماثله: قولتلك مش عايزة اتجوز هو ايه بالعافيه.
عمر بترقب: ليه؟؟
ندى ببكاء: عشان مينفعش اتجوز اصلا وهعيش طول عمري لواحدي ومتسألنيش ليه .
عمر بزهول: ليه دة كله انا مش فاهم حاجة .
ندى ببكاء هستيري: مش مهم تفهم انا منفعكش ولا انفع اي حد استريحت..سبني بقى وانساني خالص زي مأنا كمان بحاول انساك .
ثم جلست بأنهيار ، تبكي بحرقة فهي لم تكن تتمنى سواه وعندما اعترف لها بأعجابه وحبه لها وانه يريد الزواج منها كانت لحظه بالنسبه لها توقف عندها الزمن ولكن كان للواقع رأي أخر، اقترب منها عمر جالسا امامها على ركبتيه واردف بحنان: ندى اهدي عشان خاطري، انا حاسس ان اللي جواكي ليا ميقلش عن اللي جوايا ليكي بس مش فاهم ليه مينفعش
نظرت له ندى ودموعها تحجب عنها الرؤية : استاذ عمر..
عمر بحب: عمر بس يا ندى ، احنا دلوقتي مش طالب واستاذ ولا ايه؟
نظرت له مطولا ثم اردفت: مينفعش ، والله ما ينفع
عمر: ليه يا ندى انا لازم افهم وساعتها انا اللي احدد اذا كان ينفع ولا لاء
ندى بدموع: ليه عايز تكسرني قدامك كدة
عمر بزهول: اكسرك! ندى اتكلمي عشان انا كدة قلقت ودماغي هتروح في حتت مش كويسه
ندى: ايه اللي انت بتقوله ده انا عمري ما عملت حاجة غل..
قاطعها عمر: دة اللي انا متأكدمنه بس كلامك يحير عشان كدة انا لازم اسمعك وافهم
ندى: هقولك بس بعد مأقولك تسيبني امشي وياريت مشوفكش تاني ابدا وانا متأكدة انك بعدها انت اللي هتبقى مش عايز تشوفني
عمر بزهول: للدرجادي!!
اطلقت ندى تنهيده ثم تابعت بوجع: كنت صغيرة13سنة اختي الكبيرة توفت في حادثة كنت متعلقة بيها جداا كنت بعتبرها أمي مش بس أختي،لازم أنام في حضنها كل يوم كانت بتساعدني في كل حاجة في حياتي وانا احكيلها كل حاجة،بعد وفاتها جاتلي حالة نفسية صعبة جدا اتسببت في فقدان للنطق، وقتها والدتي حالتها الصحية ساءت جدا وفي يوم ماما تعبت اوي كان بعد وفاة أختي بفترة صغيرة وكنت في اوضتي وكانوا دايما بيقفلوا عليا بابها بالمفتاح عشان يطمنوا أني مخرجش أدور عليها لاني وقتها مكنتش مصدقة أنها ماتت .
أكملت ببكاء مرير :في اليوم ده صحيت علي زعيق بابا وهو بيقول للجران حد يطلب لها دكتور بسرعة هتروح مني زي بنتي ما راحت ، قمت مفزوعة حاولت أفتح الباب عشان أروح أشوف ماما و أطمن عليها حاولت أخبط علي الباب من الدوشة الي برة محدش سمعني،حاولت أصرخ معرفتش صوتي مكنش طالع ، قعدت أخبط في كل مكان في الاوضة بشكل هستيري وأروح وأجي ومش عارفة أعمل أي عشان حد يحس بيا ويفتحلي عشان أروح أشوف ماما وأطمن عليها لكن بردو محدش سأل فيا وأحاول في صوتي بردو مش طالع ،لحد متعبت ووقعت علي الارض وفاجأة مشفتش قدامي غير شباك أوضتي وفتحته
وأجهشت هنا ببكاء يقطع نياط القلب:ورميت نفسي منه وكنا وقتها قاعدين في شقه في الدور السابع و دخلت وقتها عمليات كتير أوي وعملت علاج طبيعي وكمان علاج نفسي لفترات كبيرة بعديها خرجت من المستشفي بعد معاناه ومعجزة من ربنا اني لسه عايشة وراجعه بيتنا تاني ومع الوقت وبشكل تدريجي رجعت زي الاول ، بعديها امي كانت كل أماتشوفني تعيط وتاخدني في حضنها وتقولي ربنا هيعوضك وانا مكنتش فاهمه هي تقصد أي
ثم تابعت ببكاء شديد :وقتها مستحملتش يا حبيبتي وماتت من قهرتها عليا أنا وأختي ، وقتها حالتي النفسية ساءت أوي وبابا ضطر ياخدني ويسافر وجينا علي هنا والايام عدت و السنين وكبرت وبقي بيجيلي ناس تتقدملي للجواز بس كان بيحصل حاجة غريبة الناس تيجي وتقعد ويبقوا فرحانين بيا اوي والامور ماشيه عادي لحد مابابا يخدهم علي جنب ويتكلم معاهم لمدة دقايق و بعديها القيهم بيبصولي بظرة حزن وشفقة ويقولولي كل شيء قسمة ونصيب و مشفهمش تاني مكنتش بسأل .
يمكن كنت بتكسف اسال بابا هما مشيوا ليه لحد ما في مرة كان في شاب زميلي في الدراسة قالي انه معجب بياو انه بيحبني وفي يوم لقيته جايب والده ووالدته كانت فرحانه اوي
اطلقت تنهيده واكملت: وتقول يازين ما اخترت يابني عروسة زي القمر ،وقتها بابا كان قاعد حزين وشارد ومش بيتكلم زي ما يكون اتعود وعارف أيه اللي هيحصل بعد كدة وكالعادة طلب من والده ووالدته انهم يتكلموا علي انفراد وبعديها بدقايق لقيتهم خارجين وبيبصولي نفس البصة اللي كنت قربت اتعود عليها واستأذنوا ومشيوا بعديها بيوم أتقابلنا كالعادة بحكم الدراسة وكدة لقيته بيتهرب مني مش عايز حتي يبص في عيني ،اتضايقت من طريقته واتجرءت ورحت سألته انت بتعمل كدة ليه ،لقيته بيقولي ربنا هيعوضك بحد غيري وان شأء الله تلاقي اللي يقبلك وانتي كدة ،بعديها رجعت البيت و انا منهارةمن العياط
فلاش باك
ندي بعصبيه لوالدها :أنا عايزة أعرف ايه اللي بيحصل بالظبط وبتقول ايه عليا تخليهم يعملوا معايا كدة
حسين
محاولا تهدءتها :أهدي بي يا حبيبتي وفهميني ايه اللي حصل.
ندي ببكاء هستيري وعصبيه :انا اللي عايزة افهم انت قولت ايه لاهل احمد امبارح عشان يمشوا بالشكل دة وهو النهاردة يقولي ربنا يرزقك باللي يقبلك وانتي كدة،انا كدة ايه ؟مالي ؟
حسين وهو يجلس ويجلسها بجانبه :انتي فعلا مبقتيش صغيرة ولازم تفهمي كل حاجة
صمت قليلا فاردف ت هي ببكاء يقطع نياط القلب :قولي يا بابا انا فيا ايه يخلي الناس تبعد عني كدة ويبصولي كدة .
حسين بالم :فاكرة ياندي لما وقعتي زمان من شباك اوضتك وانتي صغيرة
اماءت له بحزن ودموع :طيب انتي وقتها من شدة الواقعة ولانك وقعتي علي حاجات صلبة وكمان كنتي واقعة في وضع الجلوس وقتها من شدة الوقعة جالك نزيف شديد في الجهاز التناسلي
صمت قليلا ثم أردف :ومن ضمن العمليات اللي عملتيها ان الدكاترة اضطروا يستاصلوا الرحم و المبيضين عشان يوقفوا النزيف ده.
عودة من الفلاش باك
وقتها مكنتش قادرة استوعب اللي انا بسمعوه ومش عارفة انا عملت ايه عشان يجرالي كدة ،بس مع الوقت استوعبت ،وبقي اي حد يقولي معجب او عايز اتقدم اتهرب منه بالذوق واقوله مبفكرش في الجواز دلوقت ، واتهرب انا قبل ما هما يتهربوا مني بالشكل دة
ثم اكملت بتنهيدة: وعرفت اني هبقى لواحدي علطول مليش حد غير بابا وعارفه انه لا قدر الله لو جراله حاجه هبقى لواحدي وهكمل لواحدي .
نظرت له وجدته ينظر لها بزهول ممزوج بحزن ودموع تظهر بعينيه لكنها تأبى النزول ، وكأن الكلام وقع عليه كوقوع الصخره على عاتقيه .
ندى وهي تمسح دموعها المغرقه وجهها بكفيها : بس هي دي كل حاجه، عرفت بقى انه فعلا مينفعش ماهو محدش هيتجوز واحدة عارف ومتأكد قبل اي حاجه انها عمرها ماهتبقى ام وعمرها ما هتجيبله اطفال، صدقني انا خلاص بقيت عارفه وراضيه اني هكمل حياتي لواحدي من غير زوج ولا اولاد ولا عيله زي اي بنت
ثم تابعت ببتسامه من بين دموعها: بس الحمد لله اكيد ربنا له حكمه في كدة وانا مش زعلانه عشان خلاص بطلت ازعل ،
ثم نظرت له واكملت: لحد مأنت ظهرت وبدءت احس من ناحيتك بحاجات مكنش ينفع من الاول اني احس بيها اتجاه اي حد
اردفت برجاء: انساني يأستاذ عمر، انساني خالص عشان انا منفعش لا ليك ولا لحد وانا كمان مع الوقت هنساك ، وانا عارفه كويس ان حضرتك اللي هتطلب انك متشوفش وشي تاني وانا بوعدك بده
ثم همت بالقيام من جلستها واردفت : عن اذن حضرتك
وخرجت من المكتب وتركته في حاله من الصدمه والزهول من ما سمعه وكل ما يدور بذهنه كيف لانسانه مثلها تعيش كل هذه المعاناه والالم ، ايعقل ان كل هذه الرقه الروح المرحه تحمل بداخلها كل هذه الصدمات، كيف تحملت كل هذا بمفردها دون احد بجانبها حتى والدها مسكين كان بحاجه لمن يواسيه ، كل هذا الالم والوجع ظهر بملا محها وعينيها وهي تحكي وتبكي بينما ماذا كانت حالتها وقتها وضع راسه بين كفيه واغمض عينيه بألم .
..................................
بينما هي فخرجت من مكتبه وجدت صديقتها تقف بالقرب من بابا المكتب ولكن ندى لم ترى وجه صديقتها من كثرة دموعها التي تغرق وجهها ، نعم سمعت غادة كل ما دار بينها وبين عمر ، فأخذتها بين احضانها وظلت تبكي وتبث لها بكلمات حنونه وعطوفه وايضا تشجيعيه بأنها لم ينقصها شئ وانها اجمل فتاه واجمل صديقه لهاثم اخذتها وخرجوا سويا وبعد قليل وصلت ندى منزلها وكان والدها يجلس بمدخل المنزل ينتظرها ، فتحت باب المنزل فرأها والدها بتلك الحالة فأرتمت بين احضانه لعلها تهدئ من اجيج النيران التي تشتعل بداخل صدرها ولعلها تداوي بعضا من الامها.
حسين وهو يربط على ظهرها بحنان: مالك يا حبيبتي قوليلي فيكي ايه ، انا حاسس انك مش طبيعيه بقالك فترة، مالك قوليلي فيكي ايه
ندى ببكاء حارق: والله يا بابا كنت راضيه ومش معترضه ومتحمله لحد ما هو ظهر ساعتها بس بقيت بقول ليه؟ اشمعنى انا؟
حسين وقد فهم ما تود قوله: طب اهدي اهدي يا بنتي
تنهد ثم اردف: انا كدة فهمت كل حاجه وفهمت حالك مقلوب ليه بقالك فترة
اخذ يهدئ من روعها ويبث لها ببعض الكلمات المطمئنة حتى هدءت ونامت بين زراعيه وتركته يفكر وبداخله حزن على ابنته الوحيدة.
الفصل الرابع 4
ظلت بمنزلها قرابة اربع اسابيع تذهب لجامعتها فقط عند الضرورة بينما هو فظل يفكر بكل ما سمعه منها ، هل يستطيع تدارك كل ما سمعه منها ؟، هل يستطيع العيش طوال حياته دون عائله ؟، هل يستطيع التخلي عن ان يكون اب؟ والسؤال الذي يدور برأسه بألحاح هل لو هو تقبل هذا الامر هل والداه يتقبلاه ؟؟
ظل حبيس غرفته وتمر الأيام والاسابيع وهو على هذا الحال لم يستطع الفرار منه ، فعندما يتوصل بأنه سوف يتقبل الامر من اجلها يعود به تفكيره من شأن فطرته ورغبته في تكوين عائله بها اولاد وبعد عُمر احفاد .
ولم يخلو تفكيره من والديه فهما دوما يحثونه على الزواج من اجل رؤية احفادهم ، وعندما يصل به تفكيره بعد تلك الدوامة بأن عليه نسيانها يشعر بالاختناق ، فمجرد فكرة انه لم يراها مجددا وانه يتخلى عنها لهذا السبب الخارج عن ارادتها يشعر بالحزن وقلة الحيله.
.......................................
داخل منزل ندى جاءت لها ابنة خالتها لتدعيها للوقوف بجانبها يوم خطبتها .
ندى بِود : طبعا يا هبه دانتي أختي وانتي عارفة كدة كويس،
ثم تابعت : رغم اني مبحبش حضور المناسبات اللي زي دى بس عشان خاطرك انتي بس هاجي.
هبه: حبيبتي يا ندى ربنا مايحرمنيش منك
ثم اردفت بتأثر: انتي عارفه معنديش اخوات ولا حتى صحاب قوي يعني واتمنى انك تقفي جنبي في اليوم ده وتكوني ليا أختي وتقفي معايا طول الخطوبه.
ندى: خلاص اتفقنا ان شاء الله هكون عندك من اول اليوم ، بس انتي مش عايزة حاجة اجبهالك معايا وانا جايه.
هبه بود مماثل: سلامتك يا ندى عايزة بس وجودك جنبي في اليوم دة.
ندى: ان شاء الله، صحيح انتي قولتيلي اسم خطيبك ايه؟
................................
بمنزل عمر بغرفته
عمر بتزمر: يأبني والله ما فايق انا للحوارات دي
يوسف : يعني انت عايز تسيب صاحب عمرك في يوم زي دة لواحدة.
: والله يا يوسف انت عارف قد ايه انا فرحانلك بس والله ما قادر انا حتى مش قادر انزل من باب الشقه.
: طب واخرتها يا عمر ، هتفضل عازل نفسك .كدة وسايب شغلك وسايب أهلك قلقانين عليك وعلي حالتك دي لحد أمتي ،خلاص بقي أنساها وعيش حياتك وبكرة ياما هتشوف وهتقابل.
عمر بحزن:مش قادر ،طول الوقت بفكر فيها،بفكر هي عملت أيه بعد اخر مقابلة ما بينا وحالتها ايه ولو انا اتخليت عنها وسبتها هيبقي مصيرها أيه ،،الوحدة فعلا ولا هييجي اليوم اللي تقابل في اللي يقبلها ويحبها ويقدر علي اللي انا مش قادر عليه،اما ده بييجي في بالي و احس انها ممكن تكون من نصيب حد غيري ببقي عايز أروح اتقدم لها دلوقتي حالا و مفكرش في اي حاجة بعد كدة .
أكمل بوجع: انا مش عارف اعمل ايه ،انا تعبان اوي يايوسف.
يوسف : مش هينفع يا عمر انت عارف كويس انه مش هينفع ،ولو انت رضيت بكدة اهلك مش هيرضوا وعمرهم ما هيوافقوا.
عمر بتعب: ما هو ده اللي دايما بيتعبني اني مش هقدر اواجه ابويا وأمي بحاجة زي دي
يوسف بمرح: طب بقولك ايه ماتخرج بقى من دور الكأبه دة وتيجي بقى خطوبتي ، والله محتاجك جانبي يا صاحبي، طب عشان خاطر المجدعة اللي ما بينا.
عمر بنفاذ صبر: هحاول يا يوسف ...بقالك ساعة على دماغي وانا اصلا مش ناقصك ومش طايقك .
يوسف ببتسامه سمجه: حبيبي.
..............................
يوم الخطبة داخل قاعة من قاعات القاهرة يقام حفل خطبة يوسف وهبة وكانت الاجواء مليئه بالمرح والصخب والنغمات الفرحة ، وبدء المدعويين يوجهوا التهاني للخطيبين ، بينما ندى فكانت تجلس بجانب والدها على طاوله قريبه بعض الشئ من مكان جلوس العروسين ، ويجلس معهم خالتها وزوجها وباقي اقاربها .
وعند دخول عمر للقاعة فقد قرر الذهاب من اجل صديقه وعزم على انه يقوم بالمباركه له والمكوث لدقائق ثم يعود لمنزله بل لغرفته التي اصبحت وكره الحزين .
نادت هبه على ندى وقامت بالاشاره لها بيدها لتتقدم منها ندى .
ندى بعد ان وصلت بجانبها: عايزة حاجه؟
هبه بهمس لها بأذنها حتى تسمعها: خليكي جنبي يا ندى الله يخليكي انا متوترة قوي ، لحد حتى اما أخد كدة عالجو والناس تبطل تيجي تهنينا.
ندى : حاضر انا جنبك اهو ، وبعدين ايه اللي موترك بس ما خطيبك قاعد اهو باشا في نفسه كدة
همت هبه بالرد عليها ولكن قاطعها مجئ عمر مصافحا ليوسف وعندما التفت و رأى ندى ...وقف مصدوما ينظر لها في تمعن أهي ندى ام عيناه هي التي تتمني رؤيتها فيخيل له
يااااه!! كم اشتاقت عيناه لرؤيتها .... وقف ينظر اليها عدت لحظات في صمت غير مصدق اهي ام انه يتخيلها امامه ، فمنذ لقائهم الاخير الحزين وهو يتمنى في كل دقيقه رؤيتها ،
بينما هي فكانت تتحدث مع هبة وفاجأه لاحظت شخص يأتي من الجهه الاخرى ليصافح يوسف ولكنها فاجأه وقفت متسمره بمكانها عند تأكدها لهيئته ، فابالتأكيد هو الذي يقف امامها ينظر لها بعيون مشتاقه لرؤيتها كما حالها ايضا ، فظلت تنظر له بشتياق لرؤيته وتتمنى تلك اللحظه يتوقف عندها الزمن وتظل تنظر له ولكنها فاقت من شرودها به على صوت يوسف.
يوسف: ايه يأبني مالك متنح كدة ليه؟!
ثم اردف ببتسامه: خليني اعرفك بهبة خاطيبتي وحبيبتي وروحي كمان.
هبه بهمس خجول : يوسف انا مكسوفه لواحدي فا من فضلك بس.
وجه نظره لصديقه وجده مازال على حالته
يوسف وهو ينظر لعمر: يأبني روحت فين بقولك هبة
عمر بعد ان تدارك نفسه: اه أسف
ثم تابع بأبتسامه وهو يصافحها: الف مبروك ياانسه هبه
هبه بود: شكرا يأستاذ عمر الله يبارك فيك
ثم نظرت لندى الواقفه بصمت: اه اعرفك ندى بنت خالتي واكتر من أختي
عمر وهو ينظر لندى بأشتياق ويقترب منها ليصافحها ثم اردف بصوت هامس محب: ازيك يا ندى
ندى بأرتباك وتوتر من رؤيته وقربه المفاجئ لها: الحمد لله..ازي حضرتك يأستاذ عمر
عمر بصوت خافت وهو يتأملها بهيام: بقيت كويس لما شوفتك.
يوسف بأندهاش: انتوا تعرفوا بعض!
عمر وهو ينظر اليها وعلى وجه ابتسامه سعيده لرؤيتها
: دي ندى طالبه عندي في الجرنال ...واحلى واحده فيه كمان
ندى بأرتباك وتلعثم: ده استاذ عمر، استاذي وصاحب الجرنال اللي كنت بدرب فيه .
يوسف بمكر: كنتي يعني ايه يا ندى؟!
ندى بتلعثم: اصل سيبت الجرنال من فترة ....طب بعد اذنكم هاروح اشوف بابا.
بعد رحيل ندى المرتبك همس يوسف لعمر الذي مازال ينظر بأتجاهها حتى جلوسها بجانب والدها
: هي دي مش كدة؟
عمر بتنهيده ومازال نظره مصوب عليها: أيوا هي
يوسف لعمر: حالتك اتبدلت بعد ما شفتها
عمر ومازال ينظر بأتجاهها: لسه مش مصدق اني شفتها تاني
ثم التفت له واردف بجديه: اسيبك انا بقى عشا ن اكيد في ناس عايزة تيجي تباركلك،
تركه وتوجه لمكان مجلسها هي ووالدها، وكانت هي تفرك يديها بتوتر بادي على ملامحها من نظراته المصلته عليها واستنتجت ان حديثه مع صديقه بالتأكيد عليها
وفاجأه قبض قلبها من جديد من رؤيته يتقدم متوجها حيث تجلس هي ووالدها
عمر بحنان بعد ان وقف امامها: عاملة ايه يا ندى طمنيني عليكي.
ندى بعد ان وقفت مقابله ولكنها تنظر اتجاه والدها بأرتباك
: الحمد لله كويسه
عمر بعد ان لاحظ ارتباكها ونظرها لوالدها: مش هتعرفيني على والدك
ندى بتوتر: اه استاذ عمر يا بابا ، دة استاذي وصاحب الجريدة اللي كنت بدرب فيها .
حسين وهو يصافحه بود: اهلا وسهلا
عمر ببتسامه: اهلا وسهلا بحضرتك
ثم اكمل وهو ينظر لندى : ندى كانت اشطر واحدة عندي في الجروب ، حقيقي الجرنال افتقدها لما سابته
حسين : والله يأبني قولها، هي بتقول انها مكتفيه بالكليه والمذاكرة.
ندى بتوتر: طب بعد اذنكم هشوف هبه عايزة ايه
ظل عمر يتحدث مع والدها قليلاثم جلس على الطاوله التي يجلس بها والد يوسف ووالدته وخالته وابنها، فجلس معهم وظل نظره على من تقف بجانب هبه تتحدث اليها قليلا او تساعدها في شيئ ما ، فقطع شرودة بها والنظر اليها
صوت من يجلس بجانبه : ماما هي مين اللي واقفه جنب عروسة يوسف دي ؟
وكان يشاور لوالدته بأتجاه ندى
هند والدته: دي ندى صاحبة هبة وبنت خالتها
ثم تابعت ببتسامه متسعه: ايه عجباك؟؟
جلال وهو ينظر لندى بهيام : اووي يا ماما الصراحه عجباني اوووي
هند: خلاص يا حبيبي استناني بس بعد الخطوبه وانا أجبلك قرارها واخطبهالك كمان،
ثم تابعت ببتسامه متسعه وهي تنظر لندى: ان جيت للحق هي زي القمر وتليق بيك بصحيح.
بعد سماعة لتلك المحادثه بأكملها وقد رأى نظرات جلال لندى فكان يشعر بنيران تشتعل بداخل صدره وتشتعل اكثر واكثر كلما اكملوا حديثهم وكأن كلماتهم كانت بمثابة البنزين الذي يساعد على اشتعال النيران بداخله ، وكانت عينيه وملامح وجه تعبرعن تلك النيران بشكل مخيف ولولا انه احس بمسؤليه اتجاه صديقه لكان هجم على ذلك الجالس بجانبه هو ووالدته ايضا ، وعند سماعه تغزله بها لم يتحمل اكثر من ذلك فهب واقفا متجها اليها في غضب
عمر بغضب: ندي، ممكن افهم انتي واقفه كدة ليه؟!!
ندى وهي تقطب حاجبيها من حالته: عادي يعني ، انا واقفه جنب هبه زي ماطلبت، عشان لو احتاجت حاجه مش اكتر
عمر بعصبيه: طب ممكن تتفضلي تقعدي في جنب بقى بدل وقفتك دي
ندى بغضب من طريقته معها: في ايه يأستاذ عمر وهي وقفتي مضايقه حضرتك في ايه ؟
عمر بغضب ممزوج بتحذير: ندى لو سمحتي اتفضلي اقعدي جنب باباكي ومتقوميش من جنبه طول الحفله انتي فاهمه
ندى: مش ماشيه الا لما افهم واقفتي مضيقاك في ايه
عمر بنفاذ صبر: ندى متنرفزنيش اكتر من كدة واتفضلي اقعدي جنب باباكي ومشوفكيش قومتي من جنبه
ولا يعني عجباكي وقفتك كدة واللي رايح واللي جاي يتغزل فيكي.
ندى بهدوء بعد ان احست غيرته: طب وهبه لو احتاجت حاجة ، دي ملهاش أخوات وانا هنا أختها.
عمر بتحذير: تشوفيها عايزة ايه وبعدين ترجعي طربيزتك تاني ، والا والله يا ندى أخلي يوسف ينهي الحفله دي حالا
ندى بزهول من حالته: لأ وعلى ايه خلاص انا كدة كدة رجلي وجعتني من الواقفه ، هستأذن بس من هبه وارجع لبابا...عن اذنك.
وظلت جالسه بحانب والدها طوال الحفل وظل هو يراقبها بأعينه طوال الحفل وينظر بين الفينه والأخرى بأتجاه جلال حتى يتأكد من عدم نظرة اليها .
....................................
جلست ندى بغرفتها بعد عودتها من الحفل فكانت تشعر بالتعب والارهاق من ذلك اليوم المتعب والملئ بالمهام ولكنه اسعد يوم بالنسبه لها ، فظلت تتذكر حديثه ونظراته لها وتبتسم بسمه سعيدة على ثغرها وتخرج منها ضحكة خافته كلما تذكرت غيرته عليها من مجرد وقفتها امام اعين المدعوين ولكنها عبثت فاجأه وظلت تحدث نفسها
ندى بحزن على حالها : طب واخرتها ، ماهو مينفعش في الاخر وهو عارف كدة كويس وعلشان كدة اختفى الفترة اللي فاتت دي كلها بعد ما عرف كل حاجه، ليه بقى جاي يعمل كدة دلوقتي، لأ انا لازم افوق وآفوق نفسي ، معقول يعني أحاول طول الفتره اللي فاتت دى اني انساه وأول مأشوفه يحصل كدة ، لآ انا لازم اتحكم في نفسي وفي مشاعري عن كدة وبعدين دي كانت يدوب صدفه ، وانا يعني هشوفه فين تاني
ظلت تفكر به طوال الليل حتى غلبها النعاس من شدة ارهاقها.
.................................
بينما هو فلم يعد لمنزله مباشرتا بعد انتهاء حفل الخطبه ، ظل يجول بالشوارع بسيارته ويفكر بالأمر وقد أيقن انه لم يستطيع تركها او نسيانها، فمنذ ان رأها وحالته تبدلت تماما من حزن وغضب لفقدانها وامنيته ان يراها الى فرحه وارتياح لمجرد رؤيتها ، يشعر وكأن روحه ردت اليه وعادت اليه ابتسامته التي افتقدها من فترة لم تكن بقليله
وظل يفكر بها وشبه ابتسامة ظهرت على ثغره عندما تذكرها بفستانها الرائع وحجابها الانيق فكانت روعه في الجمال، فكانت ترتدي فستان طويل من اللون الوردي به بعض الورود السوداء يظهر جمالها ببراعة وحجاب من اللون الاسود اظهر بياض وجهها وخضرت عينيها فكانت اجمل ما في الحفل ، ولكن تلاشت تلك الابتسامه وحل محلها الغضب الشديد عندما تذكر ذلك السمج من وجهة نظره عندما كان ينظر اليها يكاد يلتهمها بعينيه ، وهذا الشعور بالغيرة والغضب لاول مره يشعر به ، وهنا لم يستطيع تركها او نسيانها ، وأخذ اهم قرار بحياته حتى مع اعتراض الجميع فهو عزم على الوصول اليها مهما كلفه الأمر .
ظل حبيس غرفته وتمر الأيام والاسابيع وهو على هذا الحال لم يستطع الفرار منه ، فعندما يتوصل بأنه سوف يتقبل الامر من اجلها يعود به تفكيره من شأن فطرته ورغبته في تكوين عائله بها اولاد وبعد عُمر احفاد .
ولم يخلو تفكيره من والديه فهما دوما يحثونه على الزواج من اجل رؤية احفادهم ، وعندما يصل به تفكيره بعد تلك الدوامة بأن عليه نسيانها يشعر بالاختناق ، فمجرد فكرة انه لم يراها مجددا وانه يتخلى عنها لهذا السبب الخارج عن ارادتها يشعر بالحزن وقلة الحيله.
.......................................
داخل منزل ندى جاءت لها ابنة خالتها لتدعيها للوقوف بجانبها يوم خطبتها .
ندى بِود : طبعا يا هبه دانتي أختي وانتي عارفة كدة كويس،
ثم تابعت : رغم اني مبحبش حضور المناسبات اللي زي دى بس عشان خاطرك انتي بس هاجي.
هبه: حبيبتي يا ندى ربنا مايحرمنيش منك
ثم اردفت بتأثر: انتي عارفه معنديش اخوات ولا حتى صحاب قوي يعني واتمنى انك تقفي جنبي في اليوم ده وتكوني ليا أختي وتقفي معايا طول الخطوبه.
ندى: خلاص اتفقنا ان شاء الله هكون عندك من اول اليوم ، بس انتي مش عايزة حاجة اجبهالك معايا وانا جايه.
هبه بود مماثل: سلامتك يا ندى عايزة بس وجودك جنبي في اليوم دة.
ندى: ان شاء الله، صحيح انتي قولتيلي اسم خطيبك ايه؟
................................
بمنزل عمر بغرفته
عمر بتزمر: يأبني والله ما فايق انا للحوارات دي
يوسف : يعني انت عايز تسيب صاحب عمرك في يوم زي دة لواحدة.
: والله يا يوسف انت عارف قد ايه انا فرحانلك بس والله ما قادر انا حتى مش قادر انزل من باب الشقه.
: طب واخرتها يا عمر ، هتفضل عازل نفسك .كدة وسايب شغلك وسايب أهلك قلقانين عليك وعلي حالتك دي لحد أمتي ،خلاص بقي أنساها وعيش حياتك وبكرة ياما هتشوف وهتقابل.
عمر بحزن:مش قادر ،طول الوقت بفكر فيها،بفكر هي عملت أيه بعد اخر مقابلة ما بينا وحالتها ايه ولو انا اتخليت عنها وسبتها هيبقي مصيرها أيه ،،الوحدة فعلا ولا هييجي اليوم اللي تقابل في اللي يقبلها ويحبها ويقدر علي اللي انا مش قادر عليه،اما ده بييجي في بالي و احس انها ممكن تكون من نصيب حد غيري ببقي عايز أروح اتقدم لها دلوقتي حالا و مفكرش في اي حاجة بعد كدة .
أكمل بوجع: انا مش عارف اعمل ايه ،انا تعبان اوي يايوسف.
يوسف : مش هينفع يا عمر انت عارف كويس انه مش هينفع ،ولو انت رضيت بكدة اهلك مش هيرضوا وعمرهم ما هيوافقوا.
عمر بتعب: ما هو ده اللي دايما بيتعبني اني مش هقدر اواجه ابويا وأمي بحاجة زي دي
يوسف بمرح: طب بقولك ايه ماتخرج بقى من دور الكأبه دة وتيجي بقى خطوبتي ، والله محتاجك جانبي يا صاحبي، طب عشان خاطر المجدعة اللي ما بينا.
عمر بنفاذ صبر: هحاول يا يوسف ...بقالك ساعة على دماغي وانا اصلا مش ناقصك ومش طايقك .
يوسف ببتسامه سمجه: حبيبي.
..............................
يوم الخطبة داخل قاعة من قاعات القاهرة يقام حفل خطبة يوسف وهبة وكانت الاجواء مليئه بالمرح والصخب والنغمات الفرحة ، وبدء المدعويين يوجهوا التهاني للخطيبين ، بينما ندى فكانت تجلس بجانب والدها على طاوله قريبه بعض الشئ من مكان جلوس العروسين ، ويجلس معهم خالتها وزوجها وباقي اقاربها .
وعند دخول عمر للقاعة فقد قرر الذهاب من اجل صديقه وعزم على انه يقوم بالمباركه له والمكوث لدقائق ثم يعود لمنزله بل لغرفته التي اصبحت وكره الحزين .
نادت هبه على ندى وقامت بالاشاره لها بيدها لتتقدم منها ندى .
ندى بعد ان وصلت بجانبها: عايزة حاجه؟
هبه بهمس لها بأذنها حتى تسمعها: خليكي جنبي يا ندى الله يخليكي انا متوترة قوي ، لحد حتى اما أخد كدة عالجو والناس تبطل تيجي تهنينا.
ندى : حاضر انا جنبك اهو ، وبعدين ايه اللي موترك بس ما خطيبك قاعد اهو باشا في نفسه كدة
همت هبه بالرد عليها ولكن قاطعها مجئ عمر مصافحا ليوسف وعندما التفت و رأى ندى ...وقف مصدوما ينظر لها في تمعن أهي ندى ام عيناه هي التي تتمني رؤيتها فيخيل له
يااااه!! كم اشتاقت عيناه لرؤيتها .... وقف ينظر اليها عدت لحظات في صمت غير مصدق اهي ام انه يتخيلها امامه ، فمنذ لقائهم الاخير الحزين وهو يتمنى في كل دقيقه رؤيتها ،
بينما هي فكانت تتحدث مع هبة وفاجأه لاحظت شخص يأتي من الجهه الاخرى ليصافح يوسف ولكنها فاجأه وقفت متسمره بمكانها عند تأكدها لهيئته ، فابالتأكيد هو الذي يقف امامها ينظر لها بعيون مشتاقه لرؤيتها كما حالها ايضا ، فظلت تنظر له بشتياق لرؤيته وتتمنى تلك اللحظه يتوقف عندها الزمن وتظل تنظر له ولكنها فاقت من شرودها به على صوت يوسف.
يوسف: ايه يأبني مالك متنح كدة ليه؟!
ثم اردف ببتسامه: خليني اعرفك بهبة خاطيبتي وحبيبتي وروحي كمان.
هبه بهمس خجول : يوسف انا مكسوفه لواحدي فا من فضلك بس.
وجه نظره لصديقه وجده مازال على حالته
يوسف وهو ينظر لعمر: يأبني روحت فين بقولك هبة
عمر بعد ان تدارك نفسه: اه أسف
ثم تابع بأبتسامه وهو يصافحها: الف مبروك ياانسه هبه
هبه بود: شكرا يأستاذ عمر الله يبارك فيك
ثم نظرت لندى الواقفه بصمت: اه اعرفك ندى بنت خالتي واكتر من أختي
عمر وهو ينظر لندى بأشتياق ويقترب منها ليصافحها ثم اردف بصوت هامس محب: ازيك يا ندى
ندى بأرتباك وتوتر من رؤيته وقربه المفاجئ لها: الحمد لله..ازي حضرتك يأستاذ عمر
عمر بصوت خافت وهو يتأملها بهيام: بقيت كويس لما شوفتك.
يوسف بأندهاش: انتوا تعرفوا بعض!
عمر وهو ينظر اليها وعلى وجه ابتسامه سعيده لرؤيتها
: دي ندى طالبه عندي في الجرنال ...واحلى واحده فيه كمان
ندى بأرتباك وتلعثم: ده استاذ عمر، استاذي وصاحب الجرنال اللي كنت بدرب فيه .
يوسف بمكر: كنتي يعني ايه يا ندى؟!
ندى بتلعثم: اصل سيبت الجرنال من فترة ....طب بعد اذنكم هاروح اشوف بابا.
بعد رحيل ندى المرتبك همس يوسف لعمر الذي مازال ينظر بأتجاهها حتى جلوسها بجانب والدها
: هي دي مش كدة؟
عمر بتنهيده ومازال نظره مصوب عليها: أيوا هي
يوسف لعمر: حالتك اتبدلت بعد ما شفتها
عمر ومازال ينظر بأتجاهها: لسه مش مصدق اني شفتها تاني
ثم التفت له واردف بجديه: اسيبك انا بقى عشا ن اكيد في ناس عايزة تيجي تباركلك،
تركه وتوجه لمكان مجلسها هي ووالدها، وكانت هي تفرك يديها بتوتر بادي على ملامحها من نظراته المصلته عليها واستنتجت ان حديثه مع صديقه بالتأكيد عليها
وفاجأه قبض قلبها من جديد من رؤيته يتقدم متوجها حيث تجلس هي ووالدها
عمر بحنان بعد ان وقف امامها: عاملة ايه يا ندى طمنيني عليكي.
ندى بعد ان وقفت مقابله ولكنها تنظر اتجاه والدها بأرتباك
: الحمد لله كويسه
عمر بعد ان لاحظ ارتباكها ونظرها لوالدها: مش هتعرفيني على والدك
ندى بتوتر: اه استاذ عمر يا بابا ، دة استاذي وصاحب الجريدة اللي كنت بدرب فيها .
حسين وهو يصافحه بود: اهلا وسهلا
عمر ببتسامه: اهلا وسهلا بحضرتك
ثم اكمل وهو ينظر لندى : ندى كانت اشطر واحدة عندي في الجروب ، حقيقي الجرنال افتقدها لما سابته
حسين : والله يأبني قولها، هي بتقول انها مكتفيه بالكليه والمذاكرة.
ندى بتوتر: طب بعد اذنكم هشوف هبه عايزة ايه
ظل عمر يتحدث مع والدها قليلاثم جلس على الطاوله التي يجلس بها والد يوسف ووالدته وخالته وابنها، فجلس معهم وظل نظره على من تقف بجانب هبه تتحدث اليها قليلا او تساعدها في شيئ ما ، فقطع شرودة بها والنظر اليها
صوت من يجلس بجانبه : ماما هي مين اللي واقفه جنب عروسة يوسف دي ؟
وكان يشاور لوالدته بأتجاه ندى
هند والدته: دي ندى صاحبة هبة وبنت خالتها
ثم تابعت ببتسامه متسعه: ايه عجباك؟؟
جلال وهو ينظر لندى بهيام : اووي يا ماما الصراحه عجباني اوووي
هند: خلاص يا حبيبي استناني بس بعد الخطوبه وانا أجبلك قرارها واخطبهالك كمان،
ثم تابعت ببتسامه متسعه وهي تنظر لندى: ان جيت للحق هي زي القمر وتليق بيك بصحيح.
بعد سماعة لتلك المحادثه بأكملها وقد رأى نظرات جلال لندى فكان يشعر بنيران تشتعل بداخل صدره وتشتعل اكثر واكثر كلما اكملوا حديثهم وكأن كلماتهم كانت بمثابة البنزين الذي يساعد على اشتعال النيران بداخله ، وكانت عينيه وملامح وجه تعبرعن تلك النيران بشكل مخيف ولولا انه احس بمسؤليه اتجاه صديقه لكان هجم على ذلك الجالس بجانبه هو ووالدته ايضا ، وعند سماعه تغزله بها لم يتحمل اكثر من ذلك فهب واقفا متجها اليها في غضب
عمر بغضب: ندي، ممكن افهم انتي واقفه كدة ليه؟!!
ندى وهي تقطب حاجبيها من حالته: عادي يعني ، انا واقفه جنب هبه زي ماطلبت، عشان لو احتاجت حاجه مش اكتر
عمر بعصبيه: طب ممكن تتفضلي تقعدي في جنب بقى بدل وقفتك دي
ندى بغضب من طريقته معها: في ايه يأستاذ عمر وهي وقفتي مضايقه حضرتك في ايه ؟
عمر بغضب ممزوج بتحذير: ندى لو سمحتي اتفضلي اقعدي جنب باباكي ومتقوميش من جنبه طول الحفله انتي فاهمه
ندى: مش ماشيه الا لما افهم واقفتي مضيقاك في ايه
عمر بنفاذ صبر: ندى متنرفزنيش اكتر من كدة واتفضلي اقعدي جنب باباكي ومشوفكيش قومتي من جنبه
ولا يعني عجباكي وقفتك كدة واللي رايح واللي جاي يتغزل فيكي.
ندى بهدوء بعد ان احست غيرته: طب وهبه لو احتاجت حاجة ، دي ملهاش أخوات وانا هنا أختها.
عمر بتحذير: تشوفيها عايزة ايه وبعدين ترجعي طربيزتك تاني ، والا والله يا ندى أخلي يوسف ينهي الحفله دي حالا
ندى بزهول من حالته: لأ وعلى ايه خلاص انا كدة كدة رجلي وجعتني من الواقفه ، هستأذن بس من هبه وارجع لبابا...عن اذنك.
وظلت جالسه بحانب والدها طوال الحفل وظل هو يراقبها بأعينه طوال الحفل وينظر بين الفينه والأخرى بأتجاه جلال حتى يتأكد من عدم نظرة اليها .
....................................
جلست ندى بغرفتها بعد عودتها من الحفل فكانت تشعر بالتعب والارهاق من ذلك اليوم المتعب والملئ بالمهام ولكنه اسعد يوم بالنسبه لها ، فظلت تتذكر حديثه ونظراته لها وتبتسم بسمه سعيدة على ثغرها وتخرج منها ضحكة خافته كلما تذكرت غيرته عليها من مجرد وقفتها امام اعين المدعوين ولكنها عبثت فاجأه وظلت تحدث نفسها
ندى بحزن على حالها : طب واخرتها ، ماهو مينفعش في الاخر وهو عارف كدة كويس وعلشان كدة اختفى الفترة اللي فاتت دي كلها بعد ما عرف كل حاجه، ليه بقى جاي يعمل كدة دلوقتي، لأ انا لازم افوق وآفوق نفسي ، معقول يعني أحاول طول الفتره اللي فاتت دى اني انساه وأول مأشوفه يحصل كدة ، لآ انا لازم اتحكم في نفسي وفي مشاعري عن كدة وبعدين دي كانت يدوب صدفه ، وانا يعني هشوفه فين تاني
ظلت تفكر به طوال الليل حتى غلبها النعاس من شدة ارهاقها.
.................................
بينما هو فلم يعد لمنزله مباشرتا بعد انتهاء حفل الخطبه ، ظل يجول بالشوارع بسيارته ويفكر بالأمر وقد أيقن انه لم يستطيع تركها او نسيانها، فمنذ ان رأها وحالته تبدلت تماما من حزن وغضب لفقدانها وامنيته ان يراها الى فرحه وارتياح لمجرد رؤيتها ، يشعر وكأن روحه ردت اليه وعادت اليه ابتسامته التي افتقدها من فترة لم تكن بقليله
وظل يفكر بها وشبه ابتسامة ظهرت على ثغره عندما تذكرها بفستانها الرائع وحجابها الانيق فكانت روعه في الجمال، فكانت ترتدي فستان طويل من اللون الوردي به بعض الورود السوداء يظهر جمالها ببراعة وحجاب من اللون الاسود اظهر بياض وجهها وخضرت عينيها فكانت اجمل ما في الحفل ، ولكن تلاشت تلك الابتسامه وحل محلها الغضب الشديد عندما تذكر ذلك السمج من وجهة نظره عندما كان ينظر اليها يكاد يلتهمها بعينيه ، وهذا الشعور بالغيرة والغضب لاول مره يشعر به ، وهنا لم يستطيع تركها او نسيانها ، وأخذ اهم قرار بحياته حتى مع اعتراض الجميع فهو عزم على الوصول اليها مهما كلفه الأمر .
- نصف أنثى الفصل 5 و 6 أضغط هنا
- تحميل الرواية pdf أضغط هنا