رواية العشق الطاهر البارت السادس 6 عبر دليل الروايات (deliil.com)
رواية العشق الطاهر كاملة |
رواية العشق الطاهر الفصل السادس 6
"حينَما أَنحني لأُقَبِل يَديكِ، وأَسكُبُ دُموعَ ضَعفي فَوقَّ صَدرَكِ، وأستجدي نَظرات الرِضا مِن عَينيكِ، حينَها فَقط أشعر باكتِمالِ رُجولَتي أمُىِ"..
جملة يرددها "طاهر" بأذن والدته الباكيه بنحيب داخل حضنه بعدما أخبرته عن أحدى أسباب حزنها الدائم،ابتلع غصه مريرة وتحدث بهدوء مستفسراً..
"طيب ليه مطلقتيش من أبويا ورجعتى بلدك يا أمى؟!،
ليه أستحملتى وفضلتى كل السنين دى تتعذبى فى بعدك عنه؟!!"..
رفعت جيلان وجهها الغارق بعبراتها الحارقه النابعة من قلبها المجروح والنازف بشدة،فما أصعب البكاء على فراق الأحباب،سكيناً بارد يقطع نياط القلوب ببطء قاتل ومميت،
تنهدت بضعف ونظرت له بابتسامة ألم قائلة..
"عملت كده فعلاً،رجعت بلدى وانت عندك 6سنين بعد ما وصلنى جواب أن طاهر حياته أدمرت وبقى شخص تانى بسبب فراقنا"..
قال طاهر بتسأل..
"بقى شخص تانى ازاى؟! ،ومين اللى كان بيبعتلك اخباره؟؟"..
اجابته جيلان ببكاء حاد..
" بقى مدمن ودايماً مش فى وعيه ورافض حتى العلاج،
واللى كان بيوصلى أخباره انكل سعيد السواق بتاعنا فى مصر الله يرحمه،لما عرفت بقيت زى المجنونه وسبت كل حاجه"..
نظرت له نظرة تحمل الكثير من الألم وتابعت..
"حتى انت يا طاهر سبتك لأبوك اللى رفض يسفرك معايا وكأنه كان واثق أنى هرجعلك"..
"عودة للماضى"..
"مشهد حقيقى سنة 2000م، بكى قلبى قبل عينى هكتبه بخيالى💔"..
بعد سنوات من الغياب عادت الى موطنها،
عادت لعلها تسترد قلبها الذى تركته برفقة معشوقها ورحلت،
لتتفاجئ بأحدى العمال الذين يعملون بمنزل والداتها ينتظروها بالمطار وأخذوها على منزل حكمت بالأجبار،
وبدلاً من ان تستقبلها والدتها بلهفه وتحتضنها بحنان،
قابلتها بصفعات متعددة على وجهها دون توقف،
بل والكثير من اللكمات المبرحة،
وتتحدث بصراخ حاد أثناء ضربها قائله..
"كسرتى كلمتى وكلمة أبوكى وسبتى أبنك وجوزك ورجعتى يا جيلان،وبسبب عملتك ابوكى رمى عليا يمين طلاق"..
صفعتها بقوة اكبر لتسقط جيلان أرضاً مرتطمة رأسها بأحدى الطاولات بعنف ،لتصيب بجرح نافذ جعل الدماء تتدفق من رأسها بغزارة،وبدأت تأن بضعف،وبابتسامة متألمة نظرت لوالدتهاو همست..
"تصدقى واحشنى ضربك يا مامى"..
جملتها الصادقه جعلت حكمت تنهار ببكاء مرير،وبلحظه كانت جذبت جيلان لداخل حضنها واحتضنتها بقوة وصوت بكائهم يبكي الحجر،وبشتياق ممزوج بالألم همست حكمت..
"واحشتينى يا حبيبتى،والله واحشتينى يا بنتى"..
قبلت وجهها مرات متتالية وتابعت..
"غيابك عنى على قلبى وعينى يا جيلان"..
ضمتها جيلان بحب،وبصعوبه من بين شهقاتها همست بتوسل..
"أرجوكى اوقفى جنبى وخلى عبد الماجد يطلقنى يا مامى،أنا مبقتش قادرة أستحمل اكتر من كده"..
تحولت نظرة حكمت للغضب الشديد مرة أخرى وابتعدت عنها وهبت واقفه وتحدثت بأمر..
"أطلعى أوضتك علشان ترتاحى أنتى جاية تعبانه من السفر ،وأحسنلك متنزليش منها نهائى لأنى لو شوفتك تانى انهاردة هضربك لحد ما تموتى فى ايدى واريحك وارتاح يا جيلان"..
مسحت دموعها بعنف ونادت بعلو صوتها..
"هنية"..هرولت هنية بتجاهها مسرعة حتى وقفت امامها وتحدثت بحترام..
"أؤمرى يا حكمت هانم"..
أشارت لها على أبنتها الجالسة ارضاً قائله..
"طلعى جيلان اوضتها علشان ترتاح، وأبقى شوفى جرحها اللى بينزف دا"..
أقتربت هنيه من جيلان واحتضنتها بحب شديد وعيون ترقرقت بالعبرات هامسة بأذنها..
"يا حبيبتى يا بنتى"..
همست جيلان قائله..
"واحشتينى اوى يا دادة"..
اسندتها هنية وسارت معها نحو غرفتها،لتقف جيلان وتنظر لوالدتها وتحدثت ببعض الخوف..
"مامى ساعدينى أطلق من عبد الماجد،وانا هسعدك ترجعى لبابى"..
نظرت لها حكمت بحاجب مرفوع وتعقدت ذراعيها امام صدرها وتحدثت بابتسامة مصطنعه..
"وانتى فكرانى ممكن أوافق انك تخربى بيتك وتبعدى عن أبنك!!!"..نظرت لهنية وتابعت بصرامة.."خديها من وشى يا هنية بدل ما اكمل عليها واموتها فى أيدى خالص"..
اسرعت هنية بسحب جيلان نخو غرفتها،فهى على اتم علم بأفعال حكمت وغضبها الدامى..
فور دخول جيلان غرفتها ارتمت على فراشها بوهن غالقة عيونها استعدادا للنوم،اقتربت منها هنية وتحدثت بحنو..
"قومى يا بنتى خلينى اطمن على التعويرة اللى فى دماغك وغيرى هدومك وخدى دش،وبعدين كلى ونامى"..
بنعاس وتعب شديد همست جيلان قائلة..
"سبينى أنام يا دادة"..نظرت لها بعيون مجهدة وتابعت بغصة مريرة.."من ساعة ما اتجوزت وأنا بخاف أنام"..
تكورت على نفسها بوضع الجنين،واغلقت عيونها..
"بحلفك بالله سبينى انام وارتاح يادادة،وأطمنى يا حبيبتى الجرح اللى فى دماغى سطحى كالعادة"..
تنهدت هنية بيأس،وربتت على شعرها بحنان،وبصعوبة خلعت عنها ثيابها وساعدتها بارتداء منامة قطنية مريحة ودثرتها جيداً بالغطاء، وسارت نحو الخارج غالقة الباب خلفها..
فتحت جيلان عيونها الذابلة وبدأت تبكى بنحيب واضعه كف يدها على فمها تكتم به شهقاتها،لم تستطيع النوم لدقيقة واحدة حتى،تنتظر بستماته ان يذهبو الجميع الى النوم لتستطيع الخروج من المنزل،فوالدتها على علم أنها اتية خصيصاً من أجل "طاهر عشق قلبها"،وحتماً لن تتركها تخطى خطوة نحو الخارج،غافلة عن أن ابنتها لم تعد تلك الصغيرة التى دوماً تلتزم بأوامر والدتها،ظلت تبكى وتدعو من صميم قلبها قائلة..
"اللّهم إني أحب عبدك هذا حبّاً خالصاً فيك"..
فاجمعني وإيّاه في رياض الجنان..
لا تكف عن قول دعائها هذا بقلب عاشق لساعات طويلة،
وأخيراً تسللت خارج منزلها بخطوات واهنه مرتعشه بعدما تأكدت أن الجميع ذهب بنوماً عميق،تاركه كافة شئ خلفها،
لهنا ولم تعد تتحمل،نفذ صبرها،وأشكت على فقدان عقلها،
لم تهتم لهيئتها وما ترتديه،
تركض بالطرقات تود لو تسبق الرياح لتصل لمنزل معشوقها،
ينبض قلبها بشتياق مجنون،تهاوى جسدها وسقطت اكثر من مره أرضاً من شدة فزعها ورعبها،فهى تركض بالطريق وحيده بعد منتصف الليل،أرتعش بدنها بقوه حين أجتاحها نسيم الشتاء البارد،دمعة حارقة هبطت على وجناتيها وتمتمت بصمت..
جيلان:"طاهر مجنونتك أنا يا عمرى"..
تركض بلاهواده،حتى أخيراً وصلت لمنزله،أسرعت خطوتها أكثر غير منتبه لأحدى السيارات المسرعه التى كادت أن تصدمها أثناء عبورها الطريق، لتوقفها فجأه يد قويه ألتفت حول خصرها جعلتها تشهق بعنف،ودون أن تلتفت همست بثقه ويقين،وبأنفاس أوشكت على الأنقطاع..
بقلم نسمة مالك
"طااهر"..
نهت جملتها وأستسلمت لتهاوى جسدها مره أخرى بأمان حين استمعت لصوته العاشق يهمس بأذنها بحنان..
طاهر:"يا عشق الطاهر"..
أسرع بوضع يده أسفل ركبتيها وحملها بين يديه،لينصدم بوجهها الدامى أثر تلقيها صفعات ولكمات بلا رحمه،ابتسمت هى له أبتسامه عاشقه وأغمضت عيونها مستسلمه لدوارها الذى يداهمها،لتهبط دموعها على وجنتيها ببطء تحرق قلب هذا العاشق الذى أسرع بالركض بها نحو أقرب مشفى وقلبه يصرخ ألماً مردداً..
"أتمنى لَوْ كُنْت دُمُوعِك لِأَنِّي سأولد فِي عَيْنَيْك وَأَدْرَج عَلَى خديك وَأَمُوت عَلَى شفتيك..أمّا لَوْ كُنْت دُمُوعِي لِمَا بَكَيْت أبداً خَشْيَةَ أَنْ أفقدك"..
أتجه نحو سيارته وهم بوضعها بها،لتوقفه يد شقيقته التى شاهدت ما حدث من بلكونة منزلها فأسرعت بالركض نحوهم وتحدثت بانفاس متهدجة..
"انت رايح بيها فين يا طاهر؟!!"..
اجابها طاهر بهلع..
"هوديها المستشفى يا فاديه"..
سحبته فاديه نحو منزلهم وتحدثت بتعقل..
"لو روحت المستشفى هيسالوك علاقتك بيها أيه،وممكن يقولو أن انت اللى عملت فيها كده،وطبعا انت عارف ان جيلان مضروبة من والدتها اكيد،اطلع بيها على فوق وانا هكلم الدكتور اللى متابعه معه الحمل يجي يكشف عليها هنا"..نفخت بضيق وغضب وتمتمت بصمت.."معرفش أيه اللى حدفها علينا تانى؟!"..
كان القلق يتأكل قلبه عليها ولكنها حين همست بأسمة اثلجت قلبه قليلاً،وخطى بها لداخل منزله متعجلاً..
وصل بها طاهر امام شقة شقيقته،فخطت فادية للداخل ظناً منها أنه سوف يخطو بعدها،ولكنه اكمل صعود متجه نحو شقته الخاصه به التى اشرفت جيلان على تصميم كل أنش بها على ذوقها،صكت فادية على اسنانها وتحدثت بغضب..
"تعالى هنا يا طاهر"..
رد عليها طاهر برجاء..
"كلمى الدكتور خليه يجى بسرعة يا فادية"..
أسندها داخل حضنه بحرص وحذر شديد وفتح باب الشقه وخطى بها للداخل ،وأطلق سراح دموعه لتهبط بغزارة على وجنتيه هبوطاً بلحيته حتى أستقرت على وجه جيلان التى بدأت تستعيد وعيها رويداً رويداً،وضعها برفق على أقرب اريكة وجثى على ركبتيه ارضاً بجوارها ممسكاً بكف يدها يقبله بعمق ويردد من بين شهقاته بصعوبة..
"كنت عارف أنك هترجعيلى يا جيجى"..بعد شعرها عن وجهها بأصابع مرتعشه وألم يعتصر قلبة من الكدمات المتناثرة على كافة وجهها،لينتبه لانتفاض جسدها دليل على أنها تشعر بالبرد،خلع البالتو الرمادى الذى يرتديه ودثرها به جيداً،
واقترب بوجهه من أذنها وهمس بصوته العذب الذى يدغدغ مشاعرها..
"جيجي يا عشق الطاهر أفتحى عيونك"..
رفع شعرها على أنفة واستنشقه بعشق وتابع بتوسل..
"واحشتينى بعدد انفاسى ودقات قلبى فى بعدك"..
هبطت دموعة على وجنتيه ببطء وتابع بهمس..
"فراقك حبيبتى صرخة رسمت غيابها على أناتي،
فروحي الذابلة تكفيها نظرة واحدة لوجهك الملائكى كى ترتوى وتهيهم بملامحك عشقاً،
مع ثقل المشاعر والحب المزروع لكي فى داخل الأعماق،أهمس فقط أنك موشومة فى كل خلايا الجسد،
رغم غيابك حبيبتي أراكى قمراً باهراً أنار الدرب من عثراتي،
وستظلى انتى وحدك بلسم طمس الألم من جميع اضطراباتي"..
نهى حديثه وأقترب منها كالمغيب وقد غلبه شوقه لها وهم بتقبيلها ليوقفه صوت شقيقته التى خطت برفقة الطبيب قائلة..
"أتفضل يا دكتور،أنا بعتذرلك جدا انى جبت حضرتك فى وقت زى دا"..
تحدث الطبيب بعملية قائلاً..
"ولا يهمك يا مدام فادية،دا واجبى"..
على مضض أبتعد طاهر عن جيلان ليستطيع الطبيب الكشف عليها امام عينه التى تصرخ عشق وشوق لكل ذرة بها ،وبلهفة وقلق تحدث قائلاً..
"هى مش عايزة تفوق ليه يا دكتور؟"..
اجابه الطبيب بأسف..
"هى فايقه بس واضح انها مبتاكلش وكمان متعرضه للضرب عنيف مخليها مش قادرة تفتح عينها حتى"..
أخرج بعض الادوية من حقيبته وتابع..
"أنا هعلق لها محلول يغذيها شويه وهكتبلها على فيتامينات تقويها وطبعا لازم تاكل كويس"..
مر بعض الوقت أنتهى الطبيب من عمله وسار برفقته طاهر نحو الخارج لتقترب فادية من جيلان النائمه وربتت على وجنتيها بحنان وهمست بصوت اختنق بالبكاء..
"رغم اللى عملتيه وجرحك لقلب أخويا بس واحشتينى يا جيلان"..
انهمرت دموع جيلان على وجنتيها وبضعف فتحت عيونها ونظرت لفادية وهمست بنحيب..
"انتى اكتر يا ماما فادية"..نظرو لبعضهم قليلاً ومن ثم أرتمت جيلان داخل حضنها تضمها بقوة،
انتفضو أثنانتهم على صوت طاهر المتألم بشدة نتيجة أحتياج جسدة لجرعته اليوميه من المواد المخدرة،
شهقت جيلان بعنف واضعه يدها على فمها حين ركض طاهر من امامهم نحو الحمام بخطوات مجهدة،متعبه غالقا الباب خلفه حتى لا يروه وهو يتناول تلك السموم فتمنعه عنها شقيقته،أنهارت فادية ببكاء مرير وابتعدت عن جيلان ببعض العنف قائلة..
"شوفتى بعينك وصلتيه لأيه؟؟!..قطعت حديثها حين استمعت لصوت صغارها "زمزم وزمردة" ذوى الاربع اعوام يبكيان فأسرعت بالركض لشقتها حتى لا يصعدو اليها ويرو خالهم بتلك الحاله..
بوهن اعتدلت جيلان وهبت واقفه وسارت نحو الحمام ووقفت امامه مستنده على الباب وبتوسل تحدثت..
"طاهر افتح يا حبيبى"..بكت بنحيب"افتح علشان خاطرى،واحشتنى،هتجنن واشوفك"..
بلهفه فتح طاهر الباب،لتنصدم جيلان من وجه الشاحب المتعرق بشده،وبصوت مرتعش تحدث..
"جاية ليه بعد السنين دى يا جيجى؟!"..
اسرعت جيلان بألقاء نفسها داخل حضنه ليوقفها هو باشارة من يده وتابع بتسائل..
"أطلقتى"..
أبتلعت غصه مريرة وخفضت رأسها بخزى وحركتها بالنفى..
عقد حاجبيه وتابع بتسائل..
"وابنك فين؟"..
اجابته جيلان ببكاء حاد وقد ظهر على ملامحها شدة تألمها بغياب صغيرها عنها وبصعوبه همست..
"سبته مع أبوه".. وبلهفه نظرت له وهمست بتأكيد.
"وهطلق منه علشان نرجع لبعض يا طاهر،ومستحيل نبعد عن بعض تانى"..
أبتسم طاهر ابتسامة حزينه وقد تفهم انها لن تستطيع الصمود طويلاً اثناء ابتعادها عن صغيرها، وبأسف همس..
"احنا مش هينفع نرجع لبعض يا حيجي"..صمت لوهله..
"حتى لو اطلقتى"..
"جيلان"
تنظر له بعيون زائغه،عقلها لم يعد يستوعب حديثه،
قلبها ينزف ويبكى دماً،هى من تركت صغيرها لزوجها وكافة شئ خلفها وعادت له بلهفه وأشتياق تود أستكمال حياتها معه هو وحده،
ليصدمها طاهر برده عليها قائلاً بتأكيد..
"مش هينفع يا جيجى"..
حرك رأسه بالنفى أكثر من مره مكملاً بغصه مريره وعيون ترقرقت بها العبرات..
"أنا أتغيرت،مبقتش طاهر اللى أنتى تعرفيه"..
تأملت جيلان ملامحه الظاهر عليها الحزن الشديد،
وعينه المتعبه المحاطه بهالات سوداء التى تعشقها هى حد الجنون،وبصوت مختنق بالبكاء همست..
"انا راضيه بيك بكل حالاتك"..
أقتربت منه أمسكت يده بكلتا يدها وتابعت بعشق..
"طاهر انا بحبك ورجعتلك سبنى أحكيلك سبب بعدى عنك اللى والله كان غصب عنى"..
لمسة يدها على يده أطاحت بقلبه وعقله وحطمت حصونه المانعه الذى وضعها لنفسه معها،تأمل ملامحها بشتياق شديد،بداية من شعرها الذى يهيم به عشقاً قائلاً كالمغيب..
"عارفه يا جيجى أنى بعشق كل خصله من شعرك"..
هبط بنظره لعيونها ونظر لها بعمق قائلاً..
"ومعنديش مانع ابداً أغرق فى بحر عيونك"..
هبط بنظره اكثر حتى توقف على شفاتيها وبدأت انفاسه تتعالى ونبضات قلبه تسارعت بقوه،رفع يده وبعد شعرها عن عيونها ومال بوجهه عليها قاصداً شفاتيها،فأغمضت هى عيونها تلقائياً بلهفه وشوقاً جارف تنتظر قبلته،
ولكنه انتبه لنفسه سريعاً وشهق بعنف مبتعداً عنها موليها ظهره يتنفس بشكل ملحوظ وصوت انفاسه تسمعه هى بوضوح،وتنحنح محاولاً إيجاد صوته قائلاً..
"اححححم،أرجعى لابنك يا جيجى وأوعى تسيبه لأى سبب"..نظر لها من اعلى كتفه مكملاً..
"ولا حتى علشانى"..تنهد بألم حاد وتابع بأسف..
"مش عايزه يبقى زي يحس انه يتيم وأمه وأبوه على وش الدنيا"..
لهنا ولم تعد جيلان تحتمل وبدأت تبكى بنحيب قائله..
"مش هرجع وهفضل معاك وانت هتتعالج وهترجعلى زى ما أنا رجعتلك و؟؟"..
قطع حديثها هو بصراخ قائلاً..
"مبقناش ننفع لبعض أفهمى"..
سار نحو باب الشقه وفتحه مكملاً بصرامه دون النظر لها..
"أرررررررجعى لأبنك وخليكى فى ضهره علشان ميبقاش زي يا جيلان"..
يستمع هو لقلبها الذى يصرخ بنحيب،ورجاء شديد ان يرأف بها ويحتويها داخل حضنه لعلها تهدأ قليلاً حدة بكائها،
يتمزق قلبه الماً لألمها هى ولكنه مرتدى قناع البرود غافلاً انها تراه بقلبها وليس فقط بعيونها،ضمت قبضة يدها وبخطى مرتعشه بطيئه سارت نحو الباب ولكنها توقفت فجأه وركضت نحو المطبخ وبدأت تبحث عن شئ ما بجنون،
ركض هو خلفها بقلب مرتعد خوفاً من ان تتسبب بأذى لنفسها،ليتسمر مكانه حين وجدها ممسكه بأحدى المقصات الحاده،أبتلع ريقه بصعوبه وأقترب منها بحذر قائلاً..
"جيجى حبيبتى أهدى"..مد يده ونظر لها بتوسل مكملاً..
"هاتى المقص دا"..حركت جيلان راسها بالنفى عدة مرات ودموعها تنهمر على وجناتيها بغزاره وبصعوبه همست بتقطع من بين شهقاتها..
"هتحرم منك،وهتتحرم منى يا طاهر"..
مدت يدها لشعرها المعقود على هيئة ذيل حصان ووضعت المقص عليه اخذه وضع القص مكمله بقهر..
"يبقى على الأقل مش هحرمك من شعرى اللى أنا عارفه أد ايه أنت بتعشقه"..نهت جملتها وبلحظه كانت قصت كافة شعرها بعقدته واقتربت منه وضعته بيده قائله بنحيب..
"حبك فى قلبى لأخر يوم فى عمرى"..
..عودة للحاضر..
انهت حديثها ونظرت لأبنها بابتسامة تخفى بها دموعها،يجلس طاهر امامها ممسك بيدها بين كفيه يستمع لها بهتمام،ضمت رأسه داخل حضنها وبحب تحدثت..
"ورجعتلك يا حبيبى"..
شدد طاهر من احتضنها وبحنان تحدث..
"دا مش كل اللى حصل لسه للحكايه باقى يا امى انا فاكر منه شويه"..
أجابته جيلان بألم حاد..
"عايز تعرف باقى الحكايه"..حرك طاهر راسه بالأيجاب فتابعت جيلان برجاء.."خليها وقت تانى يا حبيبى"..
طاهر:"وقت ما تحبى تحكيلى انا هكون دايما موجود معاكى يا ام الطاهر"..ربت على ظهرها بحنان..
"ربنا يقدرنى واكون سبب فى فرحتك يا امى"..
ابتعد عنها وقبل يدها بعمق وتابع بابتسامه..
"وليكى عليا أعمل كل اللى انتى عيزاه بس أشوفك مبسوطه،انتى أؤمرينى"..
همست جيلان ببكاء..
"حتى لو قولتلك انى عايزة أطلق من ابوك و ارجع بلدى يا طاهر"..
نظر لها طاهر قليلا وبتاكيد تحدث..
"هيحصل يا امى"..قبل جبهتها.."وهرجع معاكى كمان"..
نظرت له جيلان بعيون متسعه مذهوله وبفرحة شديدة ظهرت على ملامحها تحدثت..
"بتتكلم جد يا ابنى؟"..
تنهد طاهر براحه حين رأى فرحة والدته لمرته الأولى وبتاكيد تحدث..
"أطمنى يا امى فى أقرب وقت هنكون فى مصر"..
امسك هاتفه الذى لم يتوقف عن الرنين ونظر به لتتسع عينه بدهشه قائلاً..
"300 رساله من ايميل جيجى عشق الطاهر؟!!"..