رواية عيناك ملاذي لسارة علي الفصل الخامس 5
- ملحوظة عند البحث عن الرواية اكتب في جوجل (رواية عيناك ملاذي دليل الروايات) لكي تظهر لك جميع الفصول
رواية عيناك ملاذي الفصل الخامس 5
في صباح اليوم التالي ..
أوقف أمير سيارته أمام منزل عائلة تالا ، هبط من السيارة متغافلا عن نظرات الجميع وهمهماتهم ، تقدم نحو المنزل وطرق على الباب لتفتح زوجة عمها الباب له ..
ما إن رأته حتى قالت بضيق :
" خير ..؟! جاي ليه ..؟! اوعى تقولي عايز ترجعها لينا ، احنا مصدقنا خلصنا منها .."
أطلق أمير تنهيدة صغيرة وهو يرفع عينيه نحو السماء بحركة تدل على نفاذ صبره من هذه العجوز الشمطاء ، عاد ببصره نحوها وقال بنبرة جاهد لتخرج طبيعية :
" انا جاي عشان أبلغكم اني اتجوزت تالا ، وكمان .."
وقبل ان يكمل ما قاله كانت بنت عمها تصرخ بعدم تصديق بعدما اقتربت منهما :
" اتجوزتها ..!!"
بينما قالت زوجة عمها وهي تحرك فمها يمينا ويسارا :
" والله وعملتها بنت همسة ، واتجوزت ابن الذوات .."
في نفس اللحظة تقدم حسن ابن عمها نحوهم وهو يتثائب فقد استيقظ لتوه من نومه وقال بصوت ناعس :
" مين دي اللي اتجوزت ..؟!"
ثم اتسعت عيناه ما ان لاحظ وجود أمير والذي قال بدوره :
" تالا ، انا تجوزت تالا ..."
" ازاي وهي مش بنت ...؟!"
قالها ابن عمها بعدم تصديق فأخر ما توقعه أن يتزوج هذا الرجل المحترم من ابنة عمه الغير عذراء ...
هم أمير بالرد عليه لكنه أكمل بسخرية :
" ولا انت بتشتغلنا .."
" كنت متوقع ده منكم ، عالعموم صورة عقد الجواز معايا .. تقدروا تشوفوه .."
قالها أمير وهو يخرج ورقة عقد الزواج من جيبه لتأخذها زوجة عمها منه بسرعة وتبدأ بقراءة ما بها قبل أن تشير لإبنها قائلة :
" ده بجد بقى .. المفعوصة دي اتجوزت ده .."
" احترمي نفسك ومتتكلميش عن مراتي بالشكل ده .."
قالها أمير بغضب شديد ليرد الابن عليه :
" مراتك ، تحب اقولك مراتك دي تبقى ايه ..؟!"
وقبل أن يكمل حديثه أوقفته والدته بإشارة منها وقالت محاولة إنهاء الحوار :
" اخرس يا ولد ، مبروك الجواز يا بيه ، وياريت منشوفش خلقتها هنا تاني .."
" ده شيء اكيد ، انا اللي مش هسمح انها تشوف ناس زيكوا اصلا .."
قالها أمير ببرود قبل أن يكمل بجدية:
" المهم ياريت تدوني كل حاجاتها ومستمسكاتها ..."
أومأت زوجة العم برأسها واتجهت الى المنزل لتجمع أغراض تالا ومستمسكاتها قبل ان تعود بها اليه ليقول أمير بجدية :
" ياريت ميكونش فيها نقص لإني ساعتها مش هتردد إني أجيب ليكوا البوليس .."
ثم رحل دون أن يسمع ردهم ..
بقلم سارة علي
دلف أمير الى داخل شقته مساء بعد يوم طويل قضاه ما بين العمل وبين انهاء مراحل تسجيل تالا في مدرسة خاصة ..
اغلق الباب خلفه واتجه الى داخل الشقة وهو يصيح عليها :
" تالا ، انتِ فين ..؟!"
ليتفاجئ بها نائمة على الكنبة ، تقدم نحوها بخطوات متمهلة وأخذ يتأملها بصمت للحظات متعجبا من تلك الهالة الملائكية المحيطة بها وهي نائمة ..
قرر أخيرا أن يوقظها فهتف بها بصوت عالي وهو يهزها من كتفها :
" تالا ، اصحي .."
وبالفعل استيقظت من نومها على صوته لتنتفض من مكانها ما ان استوعبت وجودها أمامها وهي تهتف بخجل :
" انا اسفة ، نمت ومخدتش بالي .."
" خلاص اهدي ولا يهمك .. محصلش حاجة عشان تتوتري كده .."
قالها أمير محاولا تهدئتها قبل أن يكمل بجدية :
" انا جبتلك كل الحاجات اللي نسيتيها فبيت عمك ، وكمان خلصت معاملات تسجيلك فالمدرسة .."
لمعت عيناها بسعادة وهي تقول بعدم تصديق :
" بجد ..؟!"
أومأ برأسه لتسأله بلهفة :
" فين ها فين ..؟!"
أجابها وهو يبتسم على مظهرها الطفولي الممتع :
" البواب بيجيبهم ..."
وبالفعل في نفس اللحظة رن جرس الباب فركضت تالا لتفتحه وتأخذ الأغراض من البواب قبل أن تتجه بها نحو صالة الجلوس مرة اخرى ..
وضعت الأغراض على الطاولة وبدأت تفتحها متناسية وجود أمير الذي أخذ يتابعها بفضول شديد ..
أخذت تقلب الأغراض بسعادة قبل أن تخرج ألبوم صور وتحتضنه بحب جعله يرفع حاجبه بعدم تصديق بينما قبلت هي الألبوم ووضعته جانبا وكأنه كنز ثمين ...
ثم أخرجت قلادة ذهبية رقيقة وأخذت تتفحصها بعينين لامعتين قبل أن تقفز من مكانها وتتجه نحو أمير تأمره بلا وعي :
" لبسهولي .."
تفاجئ أمير من طلبها لكنه أخذ العقد منها وطلب منها أن تضع شعرها جانبا لتفعل ذلك فيظهر عنقها الأبيض الناعم أمامه ..
ابتلع ريقه وتوترت ملامحه من منظر عنقها المثير بينما وضع هو العقد عليه وأغلقه لتعيد شعرها الى مكانه وتهتف بإمتنان :
" شكرا .."
أومأ برأسه دون أن يجيب بينما عادت هي الى مكانها تعبث في أغراضها ليجد نفسه يقول :
" مش هتوديها أوضتك .."
نظرت اليه وقالت :
" طبعا ، بس لما ألاقي البيجامة الأول .."
" بيجامة ايه ..؟!"
" بيجامتي..."
ثم صرخت بفرحة :
" لقيتها أهي .."
ليجد نفسه يلتقط البيجامة من يدها وينظر إليها بفضول ، كانت عبارة عن بيجامة قديمة للغاية لونها زهري ومطبوع عليها صورة لتويتي ...
أعاد البيجامة إليها وهو يقول :
" للدرجة دي بتحبيها ..؟!"
أجابته وهي تحتضنها وتشم رائحتها :
" اوي اوي ..."
" تالا ، احنا لازم نشرتي حاجات للمدرسة ، انا استأذنت المديرة انك تبتدي دوام بعد بكره ، عشان الحقي تجهزي نفسك .."
" بجد ..؟!"
أومأ برأسه لتقول بتردد :
" طب هنشترى الحاجات امتى ..؟!"
أجابها وهو يجلس بجانبها :
" دلوقتي ، روحي غيري هدومك ، هنروح للمول ونشتري من هناك .."
لمعت عيناها كالعادة عندما سمعت اسم المول ، ذلك المبنى الضخم الذي لطالما حلمت بزيارته ..
نهضت من مكانها وركضت بسرعة نحو غرفة نومها تاركة اغراضها كما هي بينما أخذ أمير ينظر بتردد الى البيجامة قبل أن يحملها ويضعها على أنفه ليشتم رائحتها ..
لا يعرف لماذا إرتفعت نبضات قلبه ما إن شم رائحتها التي تسللت داخله واحتلت قلبه ...
ابتسم بخفة وهو يعيد البيجامة الى مكانها وشعور غريب تسلل اليه في اللحظة التي ضم بها البيجامة اليه ، الدفئ ..
....
في احد المولات الضخمة ..
كان أمير يسير بجانب تالا وهو ممسك بيدها .. يشتري لها الكثير من الملابس والأغراض ، بعضها تحتاجها في المدرسة والبعض الأخر أعجبه فإشتراه لها ..
تالا كانت سعيدة كطفلة صغيرة تدخل لأول مرة الملاهي ...
انتهى الاثنان من شراء ما تحتاجه ليجلسا في أحد المطاعم الموجوده هنا ويتناولان العشاء ...
كان الاثنان ينظران الى قائمة الطعام ويقرئان ما بها ليهتف أمير :
" هتطلبي ايه يا تالا ..؟!"
أجابته وهي تضع قائمة الطعام جانبا :
" اي حاجة .."
شعر بخجلها وترددها فقال :
" تمام هطلبلك أنا .."
ثم نهض من مكانه وقد قرر أن يطلب لها أكثر من نوع من الطعام ولتتناول هي ما يعجبها ...
وفي نفس اللحظة دلف كرم الى داخل المطعم بصحبة أصدقائه ، جلس على احدى الطاولات وأخذ يتحدث معهم حينما جذبت تالا أنظاره لينهض من مكانه ويتجه نحوها ويقف أمامها قائلا لها بسخرية :
" الحلوة الشريفة بتعمل ايه هنا ..؟!"
اتسعت عينا تالا غير مصدقة أنها رأته هنا بينما لاحظ أمير الذي يقترب من الطاولة وجود أخيه ليصيح به دون وعي:
" كرم .."
التفت كريم ليجد أخيه أمامه يحمل الطعام بيده لتضمحل عيناه بدهشة قبل ان يهتف متسائلا :
" أمير..! انت بتعمل ايه هنا ..؟!"
.....
جلس حسن أمام والدته وقال بلهجة عصبية :
" انت ليه مخلتنيش احكيله الحقيقة ..؟!"
أجابته والدته :
" و تودي نفسك بداهية ..."
" مش مهم ، المهم انوا تالا متفضلش معاه ..."
قالها بضيق وهو يهز قدمه بعصبية لتهتف الأم به :
" تالا مين وزفت مين ، انت لسه بتفكر فيها .. عالعموم انا بفكر لمصلحتك يا غبي .."
نظر إليها وسألها بحيرة :
" ازاي ..؟!"
" انت لسه محتفظ بالفيديوهات إياها ..؟!"
سألته ليومأ برأسه فتكمل بخبث :
" دي فرصتنا يا حسن ، الفيديوهات دي كنز ، تخيل منظر البيه لما يشوف مراته فوضع مخل زي اللي متصوره بيه ... ساعتها هيعمل المستحيل عشان يخبي الفضيحة ..."
يتبع