رواية اعذرني سأعوضك البارت الثالث 3 بقلم الكاتبة ياسمين جمال أبو السعود
رواية اعذرني سأعوضك الفصل الثالث 3
استعجلا وأنهيا .. وزفت العروس لزوجها
وتلك المكروبة في همها ... لحين يأتي فرجها
****
شفيت وقلبي لم يشفي ..
تتصل أختي وتتشفي..
ألم يكفيها الوجع..!!
وأبي ، ينظر لي ويتحسر ..
علي قرار قد قُدر ..
وأمي ، أمرها أمران
لشهد... حسرانة
ولسلوي.. فرحانة..
" ليته ما جاء عزيز "
فهذا ما قيل !!
وقد جاء الحبيب
من سفر طويل ..
أنتظره علي شوق وحنين ..
أريد أن أراه ..
وتتمتع عيني برؤياه..
لا تقولوا لي لا يصح !!
فأنا صاحبة القلب المذبوح..
أنا من قلبها مجروح !!
أنا من ألمها محسوس ..
أنا من لا تسمع ما تقولون !!
فحبيبي قد عاد ..
مر اليوم واليومان..
وجاءت زيارة الأحباب ..
عيني لا تفارقه..
أراقبه في كل حركة ..
تلفت يمين ، يسار ..
أشعر أنه حيران ..
أيشعر بي أراقبه ..
أشعر بي أناظره..
وقد التقت العيون ..
كانت كسهم سريع ..
أصاب قلبي الجريح..
أغمضت عيني فورا ..
لم أرد غضب الله..
يكفي علي غضب !!
أريد أن أستريح ..
أريد تجارة ربيح..
من رب رحيم ..
تكون في جنة فسيح ..
فلا مجال للقياك..
سوي في الجنة يا عزيز !!
بقلم ياسمين جمال
دخلت أختي الغرفة .. في الليل كنت قد صليت ودعوت ربي برحمته أن يظهر لي الحقيقة ..
هناك شك في قلبي .. أريد أن أتبينه..
لا أريد أن أظلم أحد..
فالظلمة ظلمات .. وانا ضعيفة مسكينة ..
قرأت الآيات ودعوت ربي بقلب خاشع ضارع ان يبين لي الحقيقة ودخلت ورائها الغرفة ..
وحدث الحوار
- احم ..
تلفتت وانتبهت
- أهلا ..
رددت بمرارة
- مبروك ..
- الله يبارك فيك ..
- معلش معرفتش أحضر !! أصل بعيد عنك كنت ما بين الحياة والموت ..
ردت ببرود وأنا أموت
- عادي حضورك مكنش يفرق اوووي.. عزيز كان مالي الدنيا علي ..
بلعت غصتي بمرارة
- شكرا ..
ردت باستهزاء
- علي إيه ... دا انت قدمت لي فرصة من ذهب..
رددت بمرارة
- إن كان علي عايزة اخدها تاني ..
انتبهت لي وقالت بنظرة محذرة
- مش هتعرفي .. خلاص بقي زي الخاتم في صباعي..
- لعل صباعك ينكسر
- متخفيش بعتني بيه كويس ..
- وانا واثقة أنه هينكسر.
- وإيه اللي هيخليك واثقة كدة ..
- ثقتي بربنا مش هيضيع لي حقي..
نظرت لي طويلا ولم تنطق بكلمة ..
اتجهت للدولاب وفتحته .. وانا جلست علي السرير بمقابلتها اراقبها وكان سؤالي
- انت اللي وقعتيني
ضحكت ضحكة مستفزة واجابت
- اي ..
رغم شكي لم أكن أصدق سألتها وقلبي يتقطع
- ليه؟
- مش عارفة.
وتركت ما بيدها وجاءت بمقابلتي ، بأعين لم أكن أعرفها رغم أنها أختي ...
وقالت
- علشان عزيز .. مش علشان أني بحبه تؤ تؤ علشانك انت !!
سألتها مستغربة
- أنا ؟؟
- اي انت .. أبوك فضلك علي ... انا سمعت الكلام اللي قالهولك قال ايه ابعدي عن أختك.. أنا هههههه تعرفي أنا بكرهك من يوم ما وعيت علي الدنيا بكره كل حاجة فيك ..
بكره كل حاجة تكون جاية ليك .. بكون عايزة اخدها .. وإيه جايلك عريس لقطة حسب ونسب وفلوس ومركز . وعيلة دا كله عايزة تخديه ... مش هيحصل ، انا بقي هخليه يموت في ... مش هتعرفي تخديه وخليك محبوسة مابين الأربع حيطان كدا تشوفيه قدامك وتتحسري ... ومش هيشفي غليلي لحد ما شوفك بتموتي قدامي
- ليه ؟؟
- أنا عايزة كدا... كل حاجة بتاعتك عايزاها ... انت عارفة ليه أنا روحت لأمك لأن أمك قلبها حنين اوووي زيك كدا بالظبط .. لو شافت دمعتين هتقع وتقعد تتحايل علي أبوك لحد ما ينفذ اللي هي عايزاه .. هههههه ودا اللي حصل .. وخدت حب حياتك ..
سألتها بقلب مشفق حزين
- انت مبسوطة ..
- أقولك الصراحة :- لا ..
ضحكت أنا هذه المرة بمرارة
- ليه .. مش ده اللي انت عايزاه ..
- بصراحة كنت متخيلة عيشة أحسن من دي . هناك المتحكم الحاج الكبير ... وعزيز ينفذ كلام أبوه بالحرف ... ادي كذا ومتديش.. بس أنا بردك مش هسكت عندي طرقي!!
حاولت استدراكها لعلي أعلم ما يدور في خلدها
- واللي هو؟؟
- حاجة كدا هنفذها بعدين ... وكفاية عليك كدا بقي ... انت عايزة تعرفي كل حاجة بالساهل.. مقدرش أكشف نفسي لواحدة بتيجي بحبة صابون!!
وخرجت تضحك من الغرفة ...لم أبك
لم أحزن
لم يراودني شعور سوي بالشفقة عليها ...
والأسي علي حال عزيز !!
وقررت بكشف الحقيقة ولكن ليس اليوم ... عندما يأت الوقت المناسب !!
*******
انتظرت يومين كنت أتقطع فيهما ماذا سيحدث إن كشفت الحقيقة ؟
كيف سيكون رد الفعل ؟
ماذا سأقول لعزيز ؟
كيف سأكلمه؟؟
فعندما أراه أتوتر.. كأن صاعقة كهربتني..
وعندما يذهب عني يعود الشوق و العشق ..
كيف سأروي له الحقيقه..
كيف سيكون رد فعله ..
هل سيتألم ؟
وماذا لو تألم ؟
لا أريده يتألم ..
ولكن أنا الآن من تتألم ..
رباه
رحماك
من عالم ظلمني .
حسمت أمري
وذهبت لأبي
طلبت منه أن يأتي بك يا عزيز وأختي ..
وكانت المفاجأة ..
___
- خبر حلو !
سألت وأخذت بي المآخذ
- اللي هو ..
- سلوي ، حامل ..
نظرت طويلا .. لأبي ، لأمي ودخلت غرفتي ..
أي حقيقة ستتبين..
أي حقيقة ستتوضح..
فالهانم قد حملت ..
وكلها كم شهر وأقول قد وضعت ..
وأكون الخالة ..
ليتها لم تكن من خيانة ...
تبا لكل شيء ..
وجاءا في الميعاد ..
وجدت الفرحة في عينيك..
كفى كسرة في قلبي ..
كفى سحب روحي ..
كفى ألا تريدونني سعيدة..
أيعجبكم أن أكون حزينة ..!!
الآن وقد يئست من تبين الحقيقة ..
لم يعد لي مخرج ..
لم يعد لي منفذ ..
سأبقي في انتظار موتي ..
إلا أن يأتي الفرج ..
يوم مجيئك كان يوم فرحي
ويوم غيابك كان يوم موتي ..
أنتظرك بفارغ الصبر أعد الثواني والدقائق والساعات ..
رغم معرفتي أنه خطأ ..
ولكن !!
ماذا أفعل ؟
كيف أتصرف ؟
كنت أراقب حركاتك ..
سكناتك ..
ضحكتك
بسمتك ..
ماذا أكلت ؟
ماذا تحب ؟
ماذا تكره ..
كنت ألاحظ كل ثغرة فيك ..
وأعلم أنه خطأ ..
كنت أقيم الليل وأدعو .. ان يصبرني الله ..
أن يفرغ علي الصبر تفريغا ..
وأقول بقلب حزين
" ربي ،هذا القلب لا أعلم له حال ..
ربي ، قد أضنت بي الأحزان ..
وأنت مالك الملك وذا الجلال والإكرام ..
أصلح لي حالي الذي هو عاقبة أمري..
وأصلي لي دنياي التي فيها معاشي ..
ربي إني قد أحببت عبدا من عبيدك .. ولكنك بعزتك وجلالك لم تكتبه لي ...
ربي إني رضيت بما قسمته لي ..
فارضي عني يارب العالمين
ربي انزع من قلبي حب...
.... ربي انزع من قلبي الحقد والحسد والبغضاء والكراهية..
ربي اجعلني أحبك وأحب من أحبك..
ربي اشرح لي صدري
ويسر لي أمري ..
واحلل عقدة من لساني
يفقه قولي..
وصل اللهم وبارك علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم " .
وانتهيت صلاتي
لم أجرؤ أن أطلب أن يخرج الله حبك من قلبي ..
لم أجرؤ كنت سأطلبها وأفكر بها، أبى قلبي قبل لساني أن أطلبها ..
وأظل كل ليلة من ليالي أتهجد إلي ربي ..
وأدعو علي من ظلمني رغم أنها أختي ..
ولكن هذا لم يشفع لها !!...
حتي ولدت أختي ..
وعلمت أنها مريضة ..
أشفقت عليها كثيرا
وكان أولادك يأتيان إلينا يا عزيز ..
كنت أحملهما وأفكر أنهما قطعة منك ..
لم أفكر بأختي أنها أمهم..
بل أنا من كنت أمهم ...
أنا حبيبتك يا عزيز ..
بل علي القول أنك حبيبي ..
فأنت حبيبتك سلوي ..
سامحها الله وشافاها..
وبعد شهرين من التعب توفيت ..
صدقني لم أبك عليها ..
لم أطلب لها الرحمة ...
لم أحضر حتي جنازتها..
لا أعرف لم ؟؟
ما الذي دفعني لهذا..
كنت ادعي للأموات بصفة عامة ..
وكان قلبي يستثنها ....
ما الذي جعلني أفعل هذا ...
لم غضب قلبي يحل عليها بهذا الأمر..
الله أعلى وأعلم ..
*****
"يقولون عندما تريدون أمر أن يشيع بين الناس أخبروا امرأة "
هذا ما فعلته ..
كان بعض النسوة جاءوا لأمي ليعزوها في الراحلة سلوي !!
حقيقة استغليتهم ..
وقلت
" لو كان بإيدي علشان ولاد أختي أتجوز عزيز ..انتم عارفين العيال عايزين أم .. وزي ما بيقولوا الخالة والدة "
نظر النساء لبعضهن وجاءت أمي فقمت سريعة...
وقد حققت مطلبي ..
وقالت إحداهن لأمي " ألا قولوا لي ياختي هي العيال مين اللي بيراعيهم "
أجابت أمي "شهد "
نظرن لبعضهن ..
وتكلم النساء
في ذاك الأمر الهام ..
وتدخل الرجال ..
وكان القرار أن
أصبحت زوجتك !!
____
جرحت في بداية حياتي ..
رغم كونك يا عزيز ملاكي ..
انتظرت منك الكلمة ..
وأتلمس منك الهمسة ..
وأنتظر منك البسمة ..
لحين تأتي اللمسة ..
جرحت لكن جرحي قليل ..
بالنسبة لجرحي القديم ..
فتحت لي السماء ..
من عند ربي الرحيم ..
ربما تأتي حياة جديدة
ربما تأتي حياة سعيدة ..
ربما تأتي انت يا عزيز ..
بقلب متفتح جديد ..
تأتي وتقول لي أحبك..
وأطير أنا من السعادة لحضنك..
حينها أستشعر الحنان
ويكون رضا من ربي المنان..
لكن هناك غصة..
ربما تكون لعنة..
أعرف ممن تكون
فهي من أختي المصون !!
______
هناك منغصات وأمور مخفية ..
الأولي عرفناها..
والثانية مازالت غامضة إلا من بعض الأمور ..
حينما كنت احمل ابنتي .. أهدهدها...
فكأن الله قد سخرها لي واستمعت إلي كلام أمينة وحسنية وهما في المطبخ
وكان الحوار
أمينة:- ياختي بلا نيلة.. الاتنين زي بعض
حسنية :- ليه بقي والله البت دي طيبة .. وروحها حلوة ..
أمينة:- هي مش شهد دي أخت سلوي فأكيد الاتنين زي بعض .. دا العرق دساس ..
حسنية :- لا أنا واثقة إن شهد غير سلوي .. دا شهد زي الشهد لكن سلوي ربنا يرحمها بقي ..
أمينة :- الحرامية ..
حسنية :- وطي صوتك ... مش الحاج قال اللي هيجيب السيرة دي فيها قطع رقاب ..
أمينة :- وهو وطناه .. إما نشوف أخرها .. بس بردك مش بستحمل البت شهد دي .. انت مش شايفة انها متكبرة، علي إيه يا حسرة .. علي النسب الجميل !
حسنية :- بطلي يا أمينة ..مينفعش اللي بتقوليه ده خليها سمعتك ..
أمينة:- ما تسمع .. هو أنا قلت حاجة مش فيها ..
حسنية :- حرام عليك هتتحاسبي علي كدا ... البت بشهادة معملتش حاجة غلط .. من يوم ما جيت واخدة بالها من العيال .. واخدة بالها من عزيز ، وكمان انت مش ملاحظة إن عزيز نفسه اتغير .. بس للأحسن ..
أمينة :- والله ما حد اتغير إلا انت البت شهد دي لحست دماغك ..علي فكرة البت دي مش سهلة !!
حسنية :- ياريتها تفضل لحسة الدماغ علي طول .. احسن من دماغك البايظة يا أمينة...
___
كررت لفظهما:- حرامية ..
من ؟ أختي !!
كيف ؟؟
ووجدت الشرود مقبل علي ...
ولكن حينها وجدتك تريد السفر ..
لم أرد أن أعكر مزاجك بشيء ..
لكي تأتي إلينا بالسلامة ..
لاحظت تقربك مني..
نسيت أمر أختي ..
نسيت ما فعلته بي ..
نسيت ما قالوه عنها
وتذكرتك وحدك ..
تذكرت رائحتك لما اقتربت مني
أتذكر أمانك الذي أحطتني به ..
أتذكر عبيرك .. الذي نشرته علي ...
نسيت العالم وتذكرتك..
و فقط !!
كلامك
نبرتك
حنانك
كل شيء تذكرته من مكالمتك...
ولكن بعدها تغيرت ..
لا أعرف لم ولكن قد عادت اللعنة "
وقفل عزيز المذكرات
وكانت تلك آخر كلامها ..
احس بحزنها..
بقربها منه وهو البعيد ..
أحس بها وكأنها كانت تروي له حقا ..
يدهشه أمر سلوي ..
أثارت تساؤلات كثيرة حولها
لم يعرف منها سوي الطيبة..
كانت صحيح متكلفة في الكلام ألا أنها كانت تراعيه..
كانت تطلب منه الكثير من المال .. وهو كان يرفض
أيمكن أن يصل الأمر إلي السرقة ؟
عليه تبين الأمر !