رواية أنثى الصعيد بقلم حسناء محمد كاملة جميع الفصول من الفصل الأول إلى الفصل الأخير عبر دليل الروايات للقراءة والتحميل (pdf)
رواية انثى الصعيد البارت الاول
اليوم هو يوم تركها للمنزل ،استيقظت من احلامها على صوت صياح آتيا من خارج غرفتها،تنهدت بالم واستغفرت ربها وأخذت تضغط على عينها بقوه رافضه تقبل أمر تركها للمنزل بالرغم من أنها ستنفك قيودها وستتحرر
من ذلك المدعو أبيها ومن تحكماته وسيطرته عليها ومحو شخصيتها بالكامل ، بدأت تنظر إلى الغرفة بحزن فهذة الغرفة هى التى شاركتها كل دمعة سالت من عينيها وجدران هذة الغرفة تشهد على كل صرخة وكل الم بدر منها ،
لكن هيهات هيهات أنها ستخرج لترى الدنيا وستحقق احلامها وتلتحق بالجامعه التى لطالما تمنت الالتحاق بها فهى نعم ستكمل تعليمها وها هو الحلم تحقق فإن الله قادر على كل شئ،التقطت اذنها اسمها يلفظ من قبل والدتها فعلمت أن كل سخطه الان سيتحول نحوها،تنهدت بالم للمرة الثانيه وأخذت تستعد لاستقبال ما لا يسرها كالعاده،
تحدثت والدتها برجاء تستجديه:
خلاص بالله عليك يا منصور البت اخر يوم ليها معانا النهارده بلاش زعيقك اكده هى عتقوم تحضر الشنط ومعدتش هتشوف وشها اهنه تانى زى ما جولتلك انا عبعتها عند خالتها مش عتقعد فى سكن والله بس أهدى اكده ...
صاح بها بصوت يرج اركان المنزل من قوته
وه وه انتى ياولية يامكشفه انتى هتجوليلى عتكلم ازاى انتى اتخبلتى عاد اوعاكى تكونى فاكرانى وافقت عخليها تتعلم لله وللوطن أكده دى علشان انا مش طايق وشها الفقرى وغير أكده عتفوفر فى الاكل والشرب وتتعلم علشان عتخلص وتشتغل وتجيبلى الفلوس اللى اطفحت بيها من ساعة مولدتيها انا كنت عايز واد يابت الفرطوس انتى رايحه جيبالى بومه زييكى ،وتروح هنكهيتى الاعسكندريه دى ولا اسمها اى تشتغل جنب الكلية بتاعتها هى مفكرانى عقولها خدى مصاريف اياك وقوليلها اياكى وسكن الجامعه عن تجبلنا العار بت ألبومه دى ومش عكرر كلامى تانى واصل فاهمانى غوررررررى من جداااامى
كانت حسناء تستمع إلى كل ذلك الحديث شاعره بأن كل حرف يتفوه به كالرصاص يستقر بقوه داخل قلبها ليحدث به ضرر دائم من اقرب رجل إليها ، من بطلها الاول وسندها فى تلك الحياه والدها !! ، مسحت دموعها بكف يدها قبل ان تقرر النهوض فأمامها يوم طويل عليها قضاءه ، تحركت للخارج تلقى تحيه الصباح على والدتها بحب ، فبرغم كرهها لكل ما يحدث فى ذلك المنزل وأكثرهم ضعف والدتها وقله حيلتها الا انها كانت الاقرب إليها ، ابتسمت لها آمنه
تسألها بحنان :
-حسناء عتفطرى ولا زى كل يوم ..
-اجابتها حسناء بقلب مثقل فذكرى كلمات والدها لازالت تترد داخل اذنها بقوه : .
--لا يا اما ، مليش نفس يادوبك استغل اليوم فى انى عحضر الشنط وعشوف توكتوك
-ي وصلنى لمحطة القطر
-ثم قالت والدموع تتجمع فى عينيها:
-عتوحشك جوى جوى يااما بس ما باليد حيلة أن شاء الله عشتغل وععوضك عن كل حاجه بس ادعيلى يااما انا معهرفش خالتى عتستقبلنى ازاى ومعهرفش الزمن مخبيلى ايه
آمنه :ربنا يستر عليكى يا ضنايا انا واثقه فيكى انك عتقدرى تحققى حلمى وحلمك يابتى وعتكونى مهندسة جد الدنيا معتخافيشى خالتك اصيله هى ايوه مشافتكيش بسبب أن ابوكى كان مانعنى ازورها أو هى تزرونى حسبنا الله ونعم الوكيل فيه بس هى عتحبنى جوى جوى اختى التؤام وانا عرفاها والله
روحى يابتى ربنا يجدملك ولاد الحلال ويعوضك عن اللى شفتيه ياضنايا
ثم أعطتها بعض المال وقالت لها بحنو:
دول كنت محوشاهم من ورا ابوكى ينتقم منه ربنا هم مش كتار بس باذن الله خالتك قالت هلاقيلها شغل كويس
ثم احتضنتها لمده لا تعلم حسناء كم من دقائق مرت عليها وهى داخل حضن والدتها فهى الامان لها فى هذا العالم ولا تدرى لعله اخر حضن بينهما
حسناء :يادوبك احضر الشنطة وعسافر علطول يا اما بحبك جدا يانبع الحنان متبكيش بقى أن شاء الله اول ما التيرم عيخلص عنزلك علطول
بدأت حسناء فى إعداد حقيبتها التى تحتوى على طقمين من الملابس السمراء الباهته وثلاث خمارات اسود وازرق ونبيتى فلا يوجد عندها سواهم ووضعت كل مايخصها وتجمعوا فى حقيبة متوسطه باهته ومتهالكه
كانت ترتدى جلباب اسود وخمار ازرق مشجر بورود فوشيا
ثم ودعت والدتها ونظرت الى غرفة والدها ثم قالت بوجع
كان نفسى تحضنى ياابا واخد منك الامان والقوه علشان أقابل الدنيا بثقه يلا الحمدلله بكره ربنا يعوضنى خير
ثم ذهبت إلى محطة القطار من الاقصر إلى الإسكندرية
وأخرجت كتاب تقرأ منه ثم غفت على الكرسى ولم تشعر بالطريق
لانها لم تغفل عينها من البارحة بسبب التوتر وأنها ستذهب إلى مكان تجهله ولا تعلم مايخبأ لها المستقبل ولكن هى واثقه فى الله
ثم قالت لها امرأة كانت تجلس بالكرسى أمامها:
يابنتى قومى وصلنا
استيقظت حسناء وشكرت المرأة ونزلت من القطار
حسناء:طب يارب انا حتى مش معايا تلفون اتواصل بيه مع خالتى والليل بدا يجى
انا اسأل اى حد اهنه معاه رصيد زى ما امى قالتلى أو اشوف سنترال قريب من إهنه
ثم التفتت
فوجدت مرأة كبيره فى السن تجلس بمفردها تبكى على الأرض فى محطة القطار
منظر المرأة جعل قلب حسناء يتمزق من الالم
فتذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
روى أنس بن مالك في حديث حسن عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: [ما أكرمَ شابٌّ شيخًا لِسِنِّه،ِ إلا قَيَّضَ اللهُ منْ يُكْرِمُهُ عندَ سِنِّهِ]، [٤]، فذهبت إليها وقالت:
عقدر اساعد حضرتك يا حجه
انتى عتبكى لى بس وجاعده لوحديكى اهنيه لي
المرأة العجوز: انا يابتى مش عارفه رايحه فين وانا مش فاكره حاجه خالص يابتى
حسناء:طب انتى عتقعدى اهنه كيف لوحديكى
معاكى تلفون طيب
المرأة العجوز:ايوا معايا اهو
حسناء:وجدت اسم اخر مكالمه مسجلة با السند
رنت عليه وانتظرت الرد
حسناء :الووو السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شخص بلهفه: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته الوووو انتى جبتى رقم امى منين طب امى كويسه طب اديهالى
هى اصلا مش بتفتكر كل حاجه ومش فكرانى اصلا وانا قالب عليها الدنيا
حسناء : الف سلامه عليها ربنا يشفيها يارب إيوه حضرتك هى اهنه معايا فى محطة القطر وجاعدة تبكى تعلالها
الشخص :تمام انا جاى حالا انتو فين بالضبط انا فى المحطه ومش لاقيها
حسناء: احنا عند الكافتيريا
الشخص تمام
ووصل الشخص وأخذ والدته وشكر حسناء وقالتله ممكن لو سمحت ارن على خالتى مكالمه تبعتلى حد ياخدنى لانى مش من إهنه
الشخص :كنتى تقدرى تتكلمى من عند امى عادى
حسناء:لع مش انا اللى اتصرف واعمل حاجه من غير معستأذن صاحبها ميصحش ابدا
الشخص :طب اتفضلى
حسناء :جزاك الله خيرا
واتصلت على خالتها وقالتلها هبعتلك بنت خالتك تاخدك والبيت اصلا قريب من المحطه خالص
حسناء :تمام ياخالتى
ثم ناولت الرجل التلفون وأخذ والدته وذهب وهى اخذت تنتظر بنت خالتها
فوجدت شاب مقبل عليها ووجه عابس وواضح عليه الضيق
فغضت بصرها
الشب: انتى زفته حسناء
قصدى انتى حسناء
حسناء بغضب :نعم عتقول إيه انت انا زفته
انت اللى مين وعتعرفنى منين وتعرفى أسمى منين
وليد بإشمئزاز وقرف :انتى بتتكلمى صعيدى بقى وكده
اه طبعا منتى فلاحه فلازم تتكلمى كده المهم
انا وليد ابن خالتك وخالتك بعتتنى علشان اجي اخدك على البيت
حسناء بدهشه وكسوف فهذه أول مرة تتعامل مع شاب :وه وه وه انا عروح معاك لوحدى لا دا بعينك كده الناس عتاكل وشنا قولى بيت خالتى فى أنه شارع وانا عروح لوحدى
وليد بغضب :بت انتى الحكايه مش ناقصاكى
هى القرية بتعتكم هنا ولا اى قال تعرفى تروحى لوحدك قال اتنيلى امشى ورايا وانتى ساكته وإلا اقسم بالله هسيبك وامشى بشكلك دا وبصلها بقرف
حسناء وهى تمشى خلفه: كانت تستمع إلى كلامه وهى تقول فى خاطرها اى يا حسناء مش كلام واحد زى دا يأثر فيكى يقول اللى يقوله مترديش عليه انتى كمان جايه تقعدى عندهم وعايزه تشتميه وتردى عليه اللى خلى ابوكى بيعاملك معامله زفت مستنيه من الناس تعاملك حلو
وليد:انتى ياااسمك اى وصلنا
حسناء بدهشه :وصوت عالى وه وه وه دا اى الجمال دا دون قصر من اللى عم يجو فى التلفزيون وجنب البحر يا حلايا
وليد بقرف:ادخلى
دلفت حسناء إلى المنزل بهدوء، وجدت امرأة فى منتصف الأربعينات تشبه والدتها كثيرا فعلمت أنها خالتها
حسناء:خالتى نور صوح
نور :ايوا ياقلب خالتك انتى تعالى فى حضنى يا قلبى انتى
احتضنت حسناء خالتها بشده وقالت حضرتك شبه امى جوى
نور:مش نصها التانى يابتى
وليد :بعدم اهتمام ماما انا طالع انام
نور:ماشى ياوليد
نور : اطلعى الاوضة اللى على الشمال ياحياتى غيرى وانا هبعتلك الاكل فوق
وكلى وارتاحى وبكره نتكلم
فصعدت حسناء السلم ووجدت ثلاث غرف على الشمال
فدخلت اول واحده وأغلقت الباب
حسناء :الله يا مانت كريم يارب انا هعيش إهنه
دى الاوضة كد بيتنا كلاته
ثم سمعت احد يخرج من حمام الغرفه ويفتح الباب
حسناء بصدمه:..