رواية بعض الهوى إثم الفصل العاشر 10 بقلم سارة علي عبر مدونة دليل الروايات (deliil.com)
- ملحوظة قبل البدأ عند البحث عن الرواية أكتب في جوجل (رواية بعض الهوى اثم دليل الروايات) لكي تظهر لك جميع الفصول
رواية بعض الهوى إثم بقلم سارة علي |
رواية بعض الهوى إثم الفصل العاشر 10
هبط عاصي من غرفته متجها إلى الطابق السفلي ..
هناك وجد والدته تجلس مع والد ياسمين وعادل ...
استقبله والد ياسمين بنظرات متحفزة قبل ان ينفجر في وجهه قائلا :
" هي دي الأمانة اللي أمنتك عليها يا عاصي .... ؟!"
ابتسم عاصي ساخرا وقال :
" أمانة ... قصدك المصيبة اللي بلتني بيها ..."
" تقصد ايه ..؟! الزم حدودك وأنت بتتكلم عن بنتي ..."
قالها والد ياسمين بتحذير ليرد عاصي بنبرة عالية عصبية :
" بنتك .... بنتك اللي خانتني وهربت مع عشيقها ...."
" أنت بتقول ايه ...؟! أنت تجننت ...؟!"
قالها الأب بعدم تصديق ليقول عاصي مؤكدا كل حرف صدر منه :
" زي ما سمعت ... بنتك خانتني وهربت مع صاحبها ... ولولا انها كانت حامل كنت قتلتها من زمان ..."
" كانت حامل ..."
رددها الأب بذهول قبل ان يجلس على الكرسي وقد شعر بدوران يسيطر عليه ...
شحبت ملامحه كليا وهو يردد :
" مستحيل ... مستحيل ياسمين تعمل كده ...."
هنا تدخلت جيهان التي كانت تتابع الموقف بصمت تام :
" لا عملت ... عملت كل ده ... احمد ربنا أنوا ابني مقتلهاش ... لولا ستر ربنا كان قتلها وخسرته ...."
وضع والد ياسمين رأسه بين كفي يده بينما أكمل عاصي :
" بنتك مريضة نفسية يا سالم بيه ... انا عرفت انها كانت بتاخد حبوب مهدئة ... وتقريبا كانت بتتعالج عند دكتور نفسي ..."
رفع سالم رأسه وقال بأسى :
" كمان ...."
أومأ عاصي برأسه بينما نهض سالم من مكانه وقال له :
" خلينا نتكلم لوحدنا ..."
سار عاصي نحو مكتبه واتجه سالم خلفه ... هناك داخل مكتبه جلس سالم والد ياسمين وهو يدخن سيجارته وقال بنبرة هادئة :
" عاصي انا مهما اتكلمت مش هقدر ابررلك اللي عملته ياسمين ... بس أنت بنفسك قلت أنوا ياسمين مريضة .... انا مكنتش اعرف الكلام ده ... صدقني ..."
صمت عاصي ولم يرد عليه بينما اكمل سالم :
" أنت ناوي على ايه مع ياسمين ...؟!"
رد عاصي بسرعة :
" هطلقها طبعا ...."
نفث سالم دخان سيجارته عاليا وقال :
" برأيي متستعجلش ومتنساش الشغل اللي بينا ..."
" بنتك معدتش تلزمني يا سالم بيه ... انا مش عايزها ... وبالنسبة للشغل اللي بينا اعتبره منتهي ...."
نظر سالم اليه بصدمة أخفاها بمهارة وقال :
" متستعجلش ... الأمور متتحلش بالشكل ده ...."
ثم نهض من مكانه وقال :
" انا هروح اطمن على ياسمين .... واحنا لينا كلام تاني مع بعض ...."
...................................................
كانت إيلين تجمع أغراضها مستعدة للرحيل حينما سمعت طرقا على باب غرفتها ...
اتجهت نحو الباب بعدما كفكفت دموعها وفتحتها لتجد جيهان أمامها والتي ولجت إلى الداخل وهي تهتف :
" جيت اطمن عليكي ..."
ثم صاحت فجأة :
" ايه ده يا إيلين ...؟! أنتي رايحة فين ...؟!"
أجابتها إيلين :
" انا مروحة ... راجعة إسكندرية ...."
التفتت جيهان نحوها وقالت بنبرة مستنكرة :
" تروحي إسكندرية ...؟! هو إنتي جيتي عشان تروحي ..."
ردت إيلين وهي تمسح وجهها بباطن كفيها :
" ده مكاني الطبيعي ولازم ارجعله ...زي ما عاصي مكانه الطبيعي مع ياسمين ...."
" لا يا إيلين ... عاصي مكانه الطبيعي معاكي ... ولو على ياسمين ... فهو هيطلقها .."
ردت إيلين على الفور :
" عاصي قالي إنتي حرة .... يعني مبقاش عايزني..."
" أنتي غلطانة يا إيلين .... عاصي لما قالك إنتي حرة قصده يخيرك بين حريتك وبينه ..."
نظرت إيلين اليها بشك وقالت :
" مظنش كده ... "
الا ان جيهان كانت مصرة على رأيها :
" لا هو كده ... اسمعي كلامي ...."
صمتت إيلين ولم ترد ... في داخلها هناك صراع بين رغبتها بتصديق جيهان وبين كرامتها المجروحة ...
ورغما عنها وجدت نفسها تستمع إلى كلام جيهان ...
...................................................
دلف عاصي إلى الغرفة التي يحتجز بها رامي ...
وجده صامتا جالسا على الكرسي الذي يتوسط الغرفة .... ذقنه نمت بشكل واضح وملامحه بائسة مثيرة للشفقة ...
اقترب عاصي منه فرفع رأسه نحوه ينظر اليه بنظرات جامدة ليهتف عاصي به :
" من النهاردة أنت حر ... تقدر تخرج من هنا ..."
" لعبة جديدة ولا ايه ..؟!"
قالها رامي ببرود ليرد عاصي بجدية :
" جرب وأتأكد بنفسك ...."
رد رامي بلا مبالاة :
" مبقاش يفرق ..."
" للدرجة دي يائس ..."
قالها عاصي ساخرا ليرد رامي :
" لو كنت مكاني ... كنت هتكون ايه .."
قال عاصي بسرعة وغضب :
" انا مش مكانك ولا عمري هكون ..."
" طبعا عشان أنت عاصي بيه المحترم وأنا رامي الندل الجبان ..."
قالها رامي بألم واضح ليرد عاصي بإبتسامة متوحشة :
" بالضبط كده ...."
نهض رامي من مكانه وقال :
" طب وايلين ...؟! عملت معاها ايه ...؟!"
سأله رامي بحيرة ليجيبه عاصي :
" ادتها حريتها هي كمان ..."
سأله رامي بذهول :
" طلقتها ..؟!"
" لسه ... بس لو طلبت الطلاق هطلقها .."
" معقولة الكرم ده كله يا عاصي بيه ...؟! قررت اخيرا تفرج عن إيلين ...."
قالها رامي بسخرية ليقول عاصي بإقتضاب منهيا الحوار :
" اخرج حالا من قصري ومش عاوز اشوف وشك تاني ... "
ثم تركه وانصرف ..
...............................................................
عاد عاصي إلى داخل القصر ... اتجه إلى غرفته ... صعد مسرعا إلى هناك ليجدها فارغة كما توقع .... اتجه خارج الغرفة ليصطدم بوالدته فإعتذر منها وهم بالتحرك بعيدا عنها لكنها أوقفته بصوتها حيث قالت :
" راحت خلاص ... مش ده اللي كنت عايزه ..."
التفت نحوها يرميها بنظرات تائهة حائرة ... هل هذا ما كان يريده منها ...؟! أن ترحل وتتركه ...؟!
كلا ، هو أراد ان يختبرها ... أراد ان يتأكد من شيء ما في داخلها ... وربما أراد بداية جديدة معها ...
شعرت والدته بحيرته فقالت :
" انا عارفة انك محتار ... محتار اووي ... بس أنت لازم تلاقي حل لحيرتك دي وتقرر أنت عاوز ايه ..."
رسم ابتسامة جانبية على فمه وقال بأسى :
" مش هتفرق ... سواء قررت انا عاوز ايه أو لا ... هي اختارت خلاص ..."
قاطعته جيهان بإعتراض :
" لا مختارتش ... أنت اللي قلتلها إنها حرة ... وهي فهمت إنك مش عايزها ... "
" انا قلتلها إنها حرة فإختيارها ... انا اديتها حريتها ... حريتها اللي سرقتها منها ... إيلين زي الطير مينفعش يتحبس ...."
" أنت كنت عايز منها إيه ...؟! تفضل معاك بعد كلامك ده ...؟! "
صمت ولم يقل شيئا ... والدته معها كل الحق فيما قالته ... ولكنه لم يقصد أن يجرحها أو يخبرها أنه لا يريدها ...
" عالعموم اللي حصل حصل وهي اختارت ترجع لحياتها ...."
قالها منهيا الحوار واتجه إلى غرفة نومه مرة أخرى ...
..........................................................
في الإسكندرية ...
دلفت إيلين إلى شقتها ... لقد عادت اخيرا إلى المكان الذي جاءت منه ... اغلقت الباب خلفها واستندت عليها تتأمل ارجاء الشقة بحنين ...
رغما عنها اشتاقت لها ولحياتها الدافئة فيها ...
ذلك الدفء الذي افتقدته طوال الأيام القليلة الفائتة ....
اتجهت نحو غرفة نومها وهوت بجسدها على السرير ... وهناك أطلقت لدموعها العنان ....
لقد عادت اليها الذكريات السيئة ... ذكرياتها معه .... أيام قليلة عاشتها معه كانت كافية لتغيير حياتها بأكمله ... تعترف لأول مرة بأنها أحبته ... وتعترف بأن الندوب الذي سيتركه بها لن تندمل مهما حدث ...
اعتدلت في جلستها وهي تكفكف دموعها بأناملها ... هل سيعود إلى ياسمين ...؟! ولما لا ...؟! هو ما زال يحبها ...
نهرت نفسها بسبب تفكيرها هذا ... ليذهب هو وياسمين إلى الجحيم ... هي أقوى من أن تسمح لشيء كهذا ان يؤثر بها ... ستنساه وتخرجه من حياتها وتعود إيلين القديمة ....
نهضت من مكانها وأجرت اتصالا سريعا تتأكد به أن مكانها في المشفى باقي كما هو ... لقد وعدها عاصي بأنه لن يكون هناك اي شيء يمس عملها .... وبالفعل تأكدت من هذا ....
ابتسمت ساخرة حينما فكرت أنه يوفي دوما بوعوده الا وعد واحد لم يوفِ به ...
سارت متجهة نحو الحمام لتأخذ حماما سريعا وتغير ملابسها استعدادا للعودة إلى عملها فلا مزيد من الكسل والتخاذل بعد الان ...
.......................................................
في المشفى ...
وصلت إيلين إلى هناك وسط ترحيب من الجميع ... فهي من اكثر الدكاترة نشاطاً وشعبية في المشفى .... لم تتفاجأ من المحبة التي رأتها من زملائها والعاملين هناك .... لكن ما فاجأها حقا مباركتهم لها على زواجها المفاجئ ... فيبدو ان عاصي اخبرهم بزواجها منه كسببا لتغيبها ... وكم لعنته بسبب فعلته تلك ...
جلست إيلين في مكتبها بعدما انتهت من تلقي التبريكات ... بدأت تباشر عملها حينما سمعت طرقات على باب غرفتها يتبعها دخول احد زملائها في المشفى والذي يدعى حسام ....
" حسام .... ازيك ..."
قالتها إيلين بإبتسامة سعيدة ليبادلها حسام ابتسامتها بأخرى مماثلة لها وهو يهتف بشوق جارف :
" وحشتيني يا إيلين .... ازيك أنتي ...؟!"
شعرت إيلين بالإحراج حينما أخبرها عن اشتياقه لها فقالت بنبرة محرجة بعدما سعدت قليلا :
" بخير الحمد لله ... "
" انا لسه راجع النهاردة من سفرية امريكا ... عاملة ايه واخبار الشغل ايه ...؟؟"
أجابته إيلين :
" علمي علمك ... انا بردوا كنت فالقاهرة بقالي فترة والنهاردة رجعت الشغل ...."
" كنتي فالقاهرة بتعملي ايه ....؟!"
سألها متعجبا فقالت بتردد :
" اتجوزت ..."
" نعم ...!!!
صرخ بها بعدم تصديق قبل ان يهتف بإنفعال :
" اتجوزتي يا إيلين ... أغيب شهرين ارجع ألاقيكي متجوزة ...."
أومأت برأسها ليكمل بحزن ظهر بوضوح عليه :
" ازاي تعملي كده يا إيلين ....؟! أنتي عارفة اني ...."
" إنك إيه ...؟! عايز تتجوزني ... انا آسفة يا حسام .... بس كل حاجة حصلت فجأة ..."
" فجأة أزلي يعني ..؟!"
سألها بسرعة وعدم فهم لتدرك إيلين خطأها فهي استعجلت وقالت شيء لا يصح قوله ....
" اقصد يعني ..."
صمتت قليلا ولم تعرف ماذا تقول فوجدت نفسها تتحدث بصراحة تامة :
" هي جوازة ليها ظروف خاصة ... وهتنتهي قريب ..."
تفاجئت إيلين بالسعادة التي اضائت وجه حسام الذي قال :
" بجد هتتطلقي ...؟!"
أومأت برأسها وقد سيطر الوجوم على ملامحها ليردف حسام بأسى مفتعل وقد انتبه لخطأه :
" ليه كده ...؟! ايه سبب الطلاق ...؟!"
أجابته إيلين بإقتضاب :
" أسباب شخصية ..."
أومأ حسام برأسه متفهما ثم قال وهو ينسحب من الغرفة بإرتياح :
"طب يا إيلي أسيبك أنا .... خدي راحتك ..."
........................................................
خرج رامي من القصر وهو يائس من كل شيء .... يشعر بأنه شخص اخر ... بلا روح ولا أهمية .... شخص لم يتبق منه سوى بقايا لا تذكر ...
لقد انتهى تماما ...
سار بخطوات شاردة لا يعرف أين يذهب ... هو لن يذهب إلى إيلين بكل تأكيد ... ليس بعد كل ما حدث ....
أوقف تاكسي وطلب منه أن يأخذه إلى المشفى الذي تقطن به ياسمين .... لقد عقد العزم على رؤيتها وربما محاسبتها ....
لقد علم من رجال عاصي بما حدث بالتفصيل .... كيف انتحرت ياسمين ...؟! وكيف تم نقلها إلى احد المستشفيات الخاصة ....؟!
تلك المرأة مجنونة بحق ....
وصل إلى هناك واعطى السائق ماله والذي حصل عليه من احد رجال عاصي الذي اشفق عليه واعطاه المال ...
دلف إلى داخل المشفى وسأل موظفة الاستعلامات عن مكان ياسمين الديب لتخبره أنه تم نقلها منذ قليل إلى احدى الغرف العادية بعدما أفاقت من غيبوبتها القصيرة ...
اتجه إلى تلك الغرفة وعندما تأكد من عدم وجود احدهم دلف اليها ....
اقترب منها ليجدها نائمة بعمق غير واعية لإي شيء يدور حولها ... نائمة كملاك لا تتخيل أبداً انه قد يؤذي احدا ....
تطلع اليها بحقد فهي تنعم بهدوء وسلام بينما هو مشرد هكذا ....
لم يشعر بنفسه الا وهو ينقض عليها ويخنقها من رقبتها ....
يتبع
- الفصل الحادي عشر أضغط هنا