رواية بعض الهوى إثم الفصل الثامن 8 والفصل التاسع 9 بقلم سارة علي عبر مدونة دليل الروايات (deliil.com)
- ملحوظة قبل البدأ عند البحث عن الرواية أكتب في جوجل (رواية بعض الهوى اثم دليل الروايات) لكي تظهر لك جميع الفصول
رواية بعض الهوى إثم بقلم سارة علي |
رواية بعض الهوى إثم الفصل الثامن 8
انتهت ايلين من إعداد حقيبتها لتنظر الى عاصي الذي انتهى بدوره من إعداد حقيبته ...
" انت خلصت ..... كنت استنيت اساعدك .."
قالها بتلقائية ليقول ببساطة :
" متعودتش حد يجهز معايا الشنطة... طول عمري بجهزها لوحدي ..."
رفعت حاجبها غير مصدقة وقالت :
" امال ياسمين كانت بتعمل ايه ...؟!"
ابتسم ساخرا وقال :
" مبتعملش حاجة ..."
صمتت ولم تعلق ليتنهد بصمت وهو يجلس على السرير ويقول اخيرا :
" طول عمرها كانت غريبة ... وانا كنت واخد بالي .. بس سبتها ... مكنتش بعلق على تصرفاتها ولا انعزالها ... يمكن ده غلطي ... "
نظرت ايلين اليه وقالت :
" انت بتلوم نفسك وبتعتبرها سبب جزء من اللي حصل ...؟!"
سألها :
" انتي شايفة ايه ...؟!"
اجابته بسرعة :
" شايفة انك ملكش ذنب فاللي حصل ... انت مأذيتهاش... ومش معنى انك سبتها على راحتها يبقى تهرب وتسيبك ..."
" متأكدة ..؟!"
سألها غير مقتنعا بما قالت لترد بثقة :
" طبعا ... بلاش تحمل نفسك ذنب انت معملتوش... بلاش تحمل نفسك فوق طاقتها ..."
ثم جلست بجانبه وقالت :
" انا بحكم خبرتي اقدر أاكدلك انوا ياسمين بتعاني من مرض نفسي ... مرض خطير كمان ... عشان تصرفاتها دي مش طبيعية ..."
كان يعلم ان حديثها صحيح فكل المؤشرات تؤكد ذلك ولكن ماذا سيفعل ... لقد تورط بها واصبحت حامل منه ... ولكن ماذا اذا لم يكن الطفل ابنه ...؟! ماذا سيفعل ...؟! هو يتحدث بناء على كلامها اما التحليل لم تظهر نتيجته بعد ...
" بتفكر فإيه ..؟!"
اجابها بعدما آفاق من شروده :
" بفكر فكلامك ... وبفكر فالورطة اللي انا فيها ... "
" ورطة ايه ...؟!"
سألته بعدم فهم ليرد بتهكم :
" انتي نسيتي انها حامل ...؟! "
اومأت برأسها متفهمة ثم قالت وهي تنهض من مكانها :
" الوقت أتأخر يادوب ننام كام ساعة قبل منلحق معاد السفر ..."
...............................................................
كانت كارمن متمددة على سريرها تقلب في هاتفها حينما جاءتها رسالة مفاجئة من يوسف يسألها :
" صاحية لحد دلوقتي ليه ...؟!"
ابتسمت وأجابته :
" ابدا مش جايلي نوم ..."
" وانا كمان ..."
" يوسف ."
" كارمن .."
أرسلاها في نفس الوقت ليرسل لها بسرعة :
" قولي انتي الاول .."
صمتت قليلا ثم كتبت :
" ينفع اسألك انت معجب بيا على أساس ايه ...؟!"
وجدته يكتب لها :
" مش عارف ... اول مشفتك لقيت نفسك بنجذب ليكي ... مبفكرش غير فيكي ... وشوية شوية تأكدت اني بحبك ..."
هاهو يؤكد عليها للمرة الثالثه انه يحبها ولكن ماذا عنها ..؟! لا تعرف لماذا ما زالت تشكك بحبه ...؟! هل لأن اهتمامه جاء مفاجئا بعد سنوات من الغياب ... ؟!
" رحتي فين ...؟!"
افاقت من شرودها على رسالته لترد بسرعة :
" هنا .... موجوده اهو ..."
" مش هتقولي حاجة ...؟!"
صمتت قليلا ثم كتبت :
" يوسف انا محتاجة افكر كويس قبل اي قرار أخده ...."
كتب لها بسرعة :
" تمام فكري براحتك بس هتجي معانا رحلة الساحل الشمالي ..."
" رحلة ايه ...؟!"
سألته متعجبة ليكتب رده :
" دي رحلة بنجهز ليها انا وخالد ... نلم العيلة ونروح الساحل الشمالي ...."
" طب والدراسة ...؟!"
اجابها بسرعة :
" هتكون كمان اسبوعين .... يعني فالاجازة باذن الله ..."
" ان شاء الله ..."
" طب اروح انا ... سلام..."
ردت عليه :
" سلام ..."
ما ان اغلقت هاتفها حتى وجدت والدتها تلج الى الداخل بعدما طرقت الباب عدة مرات وسمحت هي لها بالدخول ..
" لسه منمتيش ..؟!"
قالتها والدتها وهي تجلس بجانبها على السرير لتهز رأسها نفيا وتقول :
" مش جايلي نوم ..."
" طب والجامعة هتروحيها ازاي ...؟!"
ردت ببساطة :
" شكلي هغيب بكره ...."
" كويس ... اهو ترتاحي بردوا قبل الامتحانات ..."
صمتت كارمن ولم ترد بينما اكملت الأم :
" كارمن ... انا محتاجة اتكلم معاكي ..."
كادت كارمن ان تخبرها انها سمعت الكثير لكنها أبت ان تحرجها فقالت :
" اتفضلي ...."
" انا مدايقة اوي يا كارمن من طريقتك دي ... انتي مينفعش تعاملينا بالشكل ده .. متجاهلانا طوال الوقت ...."
كانت كارمن تدرك ان والدتها معها كل الحق ولكنها بالفعل مجروحه منهما كما ان ما عرفته لم يكن سهلا ..
" انتوا ظلمتوني وخبيتوا عليا حقيقتي ... عاوزاني اتعامل معاكم ازاي ... انسى كل اللي سمعته واتصرف طبيعي وكأن شيئا لم يكن ..."
" عاوزاكي تدينا فرصه نشرحلك ونفهمك احنا عملنا كده ليه ...!"
" عارفة وفاهمة أسبابكم ... بس مش قادرة أسامح وأنسى .. مش بإيدي ..."
نظرت نادية اليها بقلة حيلة ثم نهضت من مكانها واتجهت خارج المكان تاركة كارمن لوحدها تفكر في حديث والدتها ...
.............،.....................................................
في صباح اليوم التالي ...
جلست كلا من جيهان وسها على طاولة الافطار تتناولان طعاميهما في صمت ...
كان جيهان تشعر براحة وانتشاء غريبين فما سعت لأجله يتحقق وبسرعة ..
نظرت اليها سها وقالت فجأة :
" شكلك مبسوطة اووي باللي بيحصل ...؟!"
وضعت جيهان كوبها على الطاولة ثم قالت :
" جدا ... انتي مش مبسوطة ..؟!"
ردت سها بصدق :
" مبسوطة عشان عاصي وايلين ... بس زعلانه عالباقي .."
" باقي مين ..؟!"
سألتها الام بنبرة حادة لتخفض سها رأسها قليلا فتكمل جيهان بضيق :
" الباقي ميستاهلوش تزعلي عليهم ..."
" متعودتش افرح فحد بيتوجع..."
قالتها سها بتلقائية فهي لا تحب ان ترى احدا يتألم لأي سبب كان ... حتى لو كان الذنب ذنبه ...
" اسمعيني يا سها ... اللي زي ياسمين ورامي دول معندهمش احساس ومينفعش نتعاطف معاهم ... عشان لو تعاطفنا معاهم نبقى بنشجعهم انهم يغلطوا اكتر ..."
صمتت سها ولم ترد لتتفاجئ الاثنتان بقدوم عادل صديق عاصي والذي ألقى التحية عليهما وجلس بجانب جيهان مقابل سها على المائدة ..،
" اخبارك ايه يا عادل ...؟! كده بردوا الشغل ياخدك مننا ..."
قالتها جيهان بعتاب ليرد عادل بأسف :
" والله مش بإيدي الشغل بقىً تقيل اووي ... حتى اسألي عاصي ... "
" معلش ... اخبار مامتك وباباك ايه ...؟!"
" كويسين ...بيسلموا عليكي ..."
" الله يسلمهم ..."
نظر عادل الى سها التي توترت كليا منذ قدومه فقال بنبرة عادية :
" اخبارك ايه يا سها ....؟!"
اجابته وهي تجاهد لإخفاء توترها :
" بخير الحمدُ لله ...."
ابتسم لها ورد :
" الحمدُ لله ..."
..............................................................
في إيطاليا بلد السحر والعراقة ...
دلفت ايلين الى الشقة التي يمتلكها عاصي هناك في العاصمة روما ...
كانت شقة فخمة للغاية ...
ولكنها صغيرة ...
شعرت ايلين بحميمية غريبة وهي تجوب انحاء الشقة ...
" عجبتك ...؟!"
سألها عاصي بحذر لترد بإيجاب :
" جدا .... حلوة اوي ..."
قال بتردد :
" فكرت اخد الفيلا الكبيرة بس حسيت انك هنا هترتاحي اكتر...."
اومأت برأسها وقالت مؤكدة حديثه :
" فعلا انا مبحبش الأماكن الكبيرة ،.. بحب الأماكن الصغيرة والبسيطة ..."
" كويس ..."
" هنعمل ايه دلوقتي ...؟!"
سألته بحيرة ليرد بجدية :
" هنام... انا محتاج انام اوي ...."
" طيب خش نام ...."
" وانتي مش هتنامي ..؟!"
سألها متعجبا لترد :
" لا مش جايلي نوم ..."
" غريبة مع انك منمتيش غير كام ساعة ..."
قالها بإستغراب فهي لم تنم سوى بضع ساعات قليلة الليلة الماضية لتقول ايلين :
" عشان انا متعودة كدة ... انت نسيت اني دكتورة وعندي نبطشيات بشكل مستمر ..."
" معاكي حق ... نسيت الموضوع ده ... انا هخش انام وانتي خدي راحتك ..."
قالها وهو يتحرك متجها الى غرفة النوم لتبدأ ايلين عملها ... حيث رتبت اغراضيهما في الخزانة ثم اخذت حماما سريعا وبدأت تعد طعام الغداء ...
بعد حوالي ساعتين استيقظ عاصي من نومه ليجدها تجلس في الشرفة وهي تتناول كوبا من القهوة ...
ترتدي فستانا قصيرا ذو حمالات رفيعة ... اقترب منها وقال بلهجة حميمية :
" خدي بالك لتاخدي برد ..."
" انت صحيت امتى ..؟!"
سألته بدهشة من استيقاظه مبكرا ليرد وهو يجلس بجانبها :
" لسه صاحي حالا ..."
" الجو هنا تحفة .."
قالتها ايلين بإستمتاع وهي تغمض عينيها ليرد بإبتسامة :
" معاكي حق جو إيطاليا جميل فعلا ...."
" جعان ...؟؟"
قالتها بسرعة وتحفز ليرد عليها :
" اووي ..."
" هجهزلك الغدا ..."
قالتها وقفزت من مكانها سريعا لينهض بدوره من مكانه ويلحق بها ...
في المطبخ أشعلت ايلين النار أسفل الطعام ثم ساعدها عاصي في تجهيز المائدة بشكل فاجئها لكنها لم تعلق ...
تناولا الطعام سويا في الشرفة ثم جلسا فيها يتناولان الشاي ...
نهضت ايلين بعدما انتهيا من تناول الشاي وقالت :
" هغسل الكوبين واخش أريح شوية ..."
وبالفعل غسلت الأكواب ودخلت الى غرفة النوم لتستريح فولج عاصي هو الاخر وتمدد بجانبها ...
كانا ممددين بجانب بعضيهما وأنظاريهما معلقة في السقف ....
أغمضت ايلين عينيها بنية النوم ليلتفت عاصي لها ويتمعن النظر فيها ...
كانت جميلة بحق ... ذلك الجمال الهادئ المريح ... لقد تأكد الان كونه يريدها اكثر من اي شيء .. يريدها زوجة بحق ...
فتحت ايلين عينيها لتتفاجئ به ينظر اليها بطريقة غريبة ...
ابتلعت ريقها بتوتر بينما انحنى هو نحوها وقبل شفتيها بقبلة أذابتها كليا ...
لحظات قليلة كانت مستسلمة بين يديه ليخلع عنها ملابسها تدريجيا ويبدأ بممارسة الحب معها بشكل لم يعهده مسبقا ..
تكملة الفصل الثامن
كانت ايلين ممددة على السرير وعيناها معلقة بالسقف ... جسدها ملتف بغطاء السرير وقلبها ينبض بعنف ... لم تستوعب بعد ما حدث ... لقد انتهيا لتوهما من ممارسة الحب وقد انغمست معه بسهولة وكأنها كانت تنتظر هذا الشيء منذ وقت طويل ... ما زالت تتذكر همساته لها وقبلاته الدافئة ... شعرت بقشعريرة في جسدها وهي تفكر بأن كل ما يحدث محض جنون ... جنون يشبه طبيعة علاقتهما ...
أفاقت من شرودها على سؤال عاصي النائم بجانبها :
" ندمانة ...؟!"
شعرت بحيرة فماذا ستجيبه ...؟! هل هي نادمة على تسرعها ام لا ..؟!
وجدت نفسها تقول فورا :
" مش ندمانه ...."
ثم سألته بدورها :
" وانت ندمان ... ؟!"
اجابها وهو يبتسم :
" عمري مهندم على قربي منك ...."
" عمرك .."
قالتها وهي تنظر له بنصف عين ليومأ برأسه ويؤكد ما قاله :
" عمري .."
" تعرف اني متعودتش حد ينام جمبي ....؟!"
" بجد ...؟!"
اومأت برأسها وهي تردف :
" ماما ماتت وانا صغيرة أوي بعدها بكام سنة بابا مات... وفضلت لوحدي ..."
"طب واخوكي ...؟!"
اجابته وهي تتنهد بألم :
" خده عمي عنده يربيه وانا خدتني خالتي ..."
شعر عاصي بالشفقة لأجلها فهي فقدت جميع أفراد عائلتها في سنوات معدودة ...
لم يشأ ان يسألها سؤال اخر ويحرجها ... فقال :
" دلوقتي لازم تتعودي اني انام جمبك ..."
ابتسمت بخجل ثم اومأت برأسها بينما احتضنها هو وطبع قبلة على جبينها ...
.....................................................
امام امواج البحر العالية جلست ايلين على الرمل تتابع عاصي الذي يسبح بمهارة ...
كانت تتابعه بسعادة غامرة وهو يبدو عليه الانشراح والبهجة لاول مرة ...
وجدته يخرج من المياه ويتجه نحوها يأخذ المنشفة ويجفف بها جسده قبل ان يسألها :
" هتنزلي المايه امتى ..؟!"
اجابته فورا :
" مين قال اني هنزل ..؟! انا مستريحة كدة ..."
" متبقيش جبانه ...."
رفعت حاجبها وقالت :
" مش جبانة ..."
" امال مش عايزة تنزلي ليه ....؟!"
" مبعرفش أعوم ..."
ردت ببساطة ليقول بحماس غريب :
" اعلمك ...."
لمعت عيناها بقوة وقد أعجبتها الفكرة :
" معنديش مانع ...."
" قومي يلا ..."
جذبها من يدها واتجه بها الى البحر لتقف بجانبه وهي تهتف بتردد :
" عاصي بلاش انزل المايه ... خليني اتفرج عليك وانت بتعوم ..."
أزاح خصلة من شعرها انسابت على وجهها ووضعها خلف اذنها ثم قال :
" احنا قلنا متبقيش جبانه ...صح ...؟!"
" بس .."
قاطعها :
" امال انتي بتحبي بحر إسكندرية ازاي ومتقدريش تعيشي بعيد عنه ...؟!"
أجابته بجدية :
" احب اتفرج عليه ... أتأمله... اشم هواه ... لكن أعوم فيه لا ..."
" كده انتي مش بتحبي البحر فعلا ... لانوا اللي بيحب البحر لازم يجربه من جوه .... يدخل فيه ويحارب أمواجه ... يشوف عيوبه ويتحدى مخاوفه .... وساعتها يقرر اذا كان بيحبه او لا ..."
" ليه حاسة انك بتكلمني عنك ...؟!"
ابتسم وقال:
" ذكية ... "
ابتسمت وردت :
" عندك شك ...؟!"
نظر إليها قليلا قبل ان يحملها فجأة ويركض بها الى المياه غير مباليا بصراخها ...
..................................................................
مساءا ...
وقفت ايلين امام المرأة تتأمل قميص نومها الاسود بملامح معجبة ...
خرج عاصي من الحمام وهو يجفف شعره ليقف مذهولا امامها ...
كانت تبدو اكثر من رائعه بذلك القميص الاسود الطويل وشعرها القصير وبياضها الناصع ...
كانت اجمل مما تخيل ... تشبه احلامه التي تمناها يوما ...
اقترب منها ومسك يدها واخذ يدور بها امامه قبل ان يصفر عليا وهو يهتف بها :
" تجنني ... حقيقي تجنني يا ايلين ..."
ابتسمت بخجل بينما اقترب منها وطبع قبلة على شفتيها استجابت لها فورا ...
" نتعشى الاول ..."
قالتها وهي تنسل من بين ذراعيه لتتجه الى مائدة الطعام ...
جلس عاصي امامها وبدأ الاثنان يتناولان طعاميهما حينما وجد عاصي هاتفه يرن ...
حمل هاتفه ليجد المتصلة ياسمين ...
نظر الى ايلين بتردد ثم ما لبث ان اجاب عليها قائلا :
" نعم ... عايزه ايه ...؟!"
جاءه صوتها المرهق وهي تهتف به :
" عاصي انت كويس ...؟! هترجع امتى ...؟! انت واحشني ..."
تطلع الى ايلين التي اخذت تقلب في طعامها وقال :
" لسه هتأخر شوية ..."
" حرام عليك يا عاصي ... انا بموت هنا لوحدي ..."
قالتها بنبرة باكية ليزفر عاصي انفاسه بغيظ ويقول :
" ملوش لزوم الكلام ده يا ياسمين .... يله روحي دلوقتي .. ... "
" عاصي ..."
لكنه اغلق الهاتف في وجهها ...
انتهى بعدها الاثنان من تناول طعاميهما فاتجهت ايلين الى السرير بعدما غسلت يديها ... تمددت عليه وتغطت جيدا باللحاف بينما عاصي يتابعها وقد تأكد بأن اتصال ياسمين أزعجها ...
اتجه عاصي الى السرير وتمدد بجانبها ثم ما لبث ان قال :
" ايلين ... انتي ادايقتي من اتصال ياسمين ...؟!"
اجابته ايلين بإقتضاب :
" لا مدايقتش ..."
" طب عيني فعينك كدة ..."التفتت
نحوه وقالت وهي تنظر اليه بقوة :
" اهو ..."
ضحك ملأ فمه ثم قال :
" تعرفي انك وحشتيني ..."
رفعت حاجبها وقالت :
" يا سلام ..."
جذبها لاحضانه وقال بينما يده تعبث بحمالات قميص نومها :
" اووي اووي ..."
ثم انحنى يقبل كتفها ورقبتها ...
ذابت ايلين بين احضانه تماما حينما اخذ يقبلها على مختلف انحاء جسدها قبل ان تنغمس معه في قبلاته النارية والتي أطاحت بما تبقى في عقلها ...
........................................................
دلفت سها الى غرفة ياسمين بعدما طرقت على الباب عدة مرات لتجدها جالسة على سريرها تحتضن جسدها بذراعيها .. ووجها شاحب يشبه وجه الأموات ...
اقتربت سها منها وسألتها :
" ياسمين انتي كويسة ...؟!"
لكنها لم تجبها فهزتها من ذراعها مكررة سؤالها لتنقض ياسمين فجأة عليها وتمسكها من ذراعها وتصرخ بها بوحشية :
" انتي عايزة مني ايه ...؟! سيبيني فحالي ...سيبوني كلكم فحالي ..."
ثم دفعت سها بعيدا عنها وأخذت تصرخ بصوت عالي :
" مش عايزة اشوف حد فيكم ... سيبوني بحالي بقى..."
ظلت تصرخ هكذا حتى جاءت جيهان والخدم على صوتها ...
تطلعت جيهان اليها بحيرة ولم تعرف ماذا يجب ان تفعل ثم فكرت بأن استخدام القوة هو افضل حل فاقتربت منها ومسكتها من ذراعها وقالت بحزم :
" كفاية يا ياسمين ... اسكتي بقى..."
لكنها ازدادت انهيار وصراخ لتصفعها جيهان على وجنتها وهي تهدر بها :
" قلت كفاية ..."
انهارت ياسمين باكية بين أحضانها قبل ان تبتعد عنها وهي تهتف بوجع :
" انا عايزة اخرج من هنا ..."
" مينفعش تخرجي من الفيلا ... لكن من اوضتك اخرجي عادي .."
" حرام عليكم ... انتوا بتعملوا فيا كده ليه ..؟!"
قالت جيهان بحزم :
" عايزة تهربي مرة تانية بس المرة دي انتي حامل ولا يمكن أسمحلك تهربي ..."
نظرت اليها ياسمين بحقد وقالت :
" هقتله ... هقتل ابني عشان تسيبوني فحالي بقى..."
نظرت اليها جيهان بإستحقار بينما حاولت ياسمين الخروج من الغرفة لتجذبها جيهان من ذراعها وتدفعها الى الخلف ...
انتبهت ياسمين الى أبواب الشرفة المفتوحة على مصراعيها فلم تشعر بنفسها الا وهي تركض نحو الشرفة وترمي بجسدها منها ...
يتبع
الفصل التاسع 9
أنت هنا فليهدأ القلب
بيني وبينك ضروب من العشق
روحي موصومة بحبك
وقلبي ينبض بإسمك
في المشفى
وتحديدا أمام غرفة العمليات تقف كلا من جيهان وسها وهما تتبادلان النظرات القلقة ... لقد دخلت ياسمين إلى غرفة العمليات منذ فترة طويلة ولم يخرج أي احد بعد ....
لا يوجد من يطمئنهم على وضعها والخوف ينهش روحهم بلا رحمة ...
اقترب عادل منهما والذي جاء بعد اتصال سريع من جيهان تخبره بما حدث ...
ما ان شعرتا بوجوده حتى اقتربت جيهان منه وهي تهتف بتوتر ملحوظ :
" شفت اللي حصل يا عادل ... انا خايفة اووي ..."
حاول عادل طمأنتها قائلا :
" متقلقيش يا طنط... هتبقى كويسة بإذن الله ...."
" يارب يا عادل ... يارب تبقى كويسة ...."
قالتها جيهان برجاء خالص بينما تحدثت سها بوجه باكي :
" هتبلغوا عاصي باللي حصل ولا تستنوها لما تخرج الأول ....؟!"
نظرت جيهان إلى عادل بحيرة ليقول بدوره :
" نبلغه أفضل ... انا عارف عاصي هيدايق جامد لو معرفش باللي حصل فورا ...."
ثم اخرج هاتفه واجرى اتصالا مستعجلا مع عاصي يخبره بما حدث ....
...........................................................
في إيطاليا ...
اغلق عاصي هاتفه وظل متجمدا في مكانه محاولا استيعاب ما اخبره به عادل ....
نظرت إيلين إليه بحيرة وقلق ثم ما لبثت ان سألته بتردد :
" حصل ايه ...؟! شكلك تغير كده ليه ....؟!"
أجابها وقد استعاد وعيه اخيرا :
" ياسمين ...."
" مالها ...؟!"
سألته إيلين بملامح متشنجة ليجيبها :
" انتحرت ...."
صرخت إيلين بعدم تصديق :
" ايه ...؟! أنت بتقول ايه ....؟؟ "
ثم أكملت بإنفعال :
" انتحرت ازاي ....؟!"
أجابها محاولا السيطرة على أعصابه :
" رمت نفسها من البلكونة...."
صمتت إيلين ولم تعرف ماذا تقول ... هي لم تستوعب أصلا ما عرفته ...
تحرك عاصي متجها إلى الخزانة وقال بينما يخرج حقيبة سفره منها :
" احنا لازم نرجع مصر حالا ..."
سارت إيلين خلفه ومسكت الحقيبة وقالت :
" اقعد أنت ... انا هرتب كل حاجة ...."
أعطاها عاصي الحقيبة ثم اتجه نحو هاتفه وحمله واتصل ليحجز تذكرتي رجوع إلى مصر بينما بالكاد استطاعت إيلين لملمة شتات نفسها وتحضير حقائبهما ...
.............................................................
في صباح اليوم التالي
كان خالد يجلس على طاولة الإفطار مع والدته حينما رن هاتفه لأكثر من مرة وهو يرفضه ...
نظرت اليه والدته وقالت بتردد :
" ساندرا مش كدة ...؟!"
أومأ برأسه دون أن يرد لتكمل والدته بضيق :
" لسه عندها أمل فيك ...."
قال خالد بنبرة حادة :
" انا مش عارف هي عايزة مني ايه ....؟! مش كفاية اللي حصلي منها ....؟!"
حاولت والدته تهدئته فقالت :
" اهدى يا خالد .... ساندرا راجعة وحاطة فبالها انك ترجعلها ... أنت لازم تكون قوي قدامها وتتجاهلها .... لكن العصبية مش هتفيدك ...."
أومأ برأسه متفهم ثم تنهد وقال :
" معاكي حق ...."
ربتت على كتفه بحنو بينما دلفت إيسل إلى داخل المكان وهي تهتف بصوت عالي :
" يا أهل الدار ... انا جيت ...."
نهضت الأم من مكانها فورا واتجهت نحوها بلهفة وكذلك فعل خالد ...
احتضنتها الأم بقوة وهي تهتف بسعادة بالغة :
" وأخيرا يا ايسل ... وحشتيني اووي ...."
" أنتي اكتر ..."
قالتها إيسل وهي تشدد من احتضانها ثم ما لبثت ان اتجهت نحو خالد الذي احتضنها بسعادة ...
بعد تبادل الأحضان والسلام جلس الثلاثة على مائدة الإفطار بينما أخذت الأم تسأل إيسل عن الرحلة وما حدث فيها ...
" كانت رحلة تجنن ... حقيقي استمتعت اووي ..."
ابتسمت الأم لها وقالت :
" الحمد لله ... عالاقل غيرتي جو قبل الامتحانات .... "
أومأت إيسل برأسها وقالت :
" فعلا كنا محتاجين تغيير الجو ده اووي ...."
ثم نهضت من مكانها وقالت :
" انا هروح أغير هدومي وأنام ... عشان تعبانة اووي ..."
............................................................
وصل عاصي وايلين إلى المطار ومنه إلى المشفى فورا ...
هناك وجدوا الجميع في انتظارهم ....
اقتربا منهم جميعا لتهتف جيهان وهي تقترب منه وتحتضنه:
" وأخيرا جيت يا عاصي ...."
ربت عاصي على ظهرها وقال :
" وضعها ايه ....؟!"
اجابه عادل :
" هتفضل فالعناية المركزة لحد ما وضعها يتحسن .... فقدت الجنين للأسف ...."
"
أومأ عاصي برأسه متفهما ثم انتبه إلى سها ذات العينين المدمعتين فاقترب منها واحتضنها مشددا عليها بينما اتجهت إيلين إلى جيهان التي ضمتها اليها وهي تهتف :
" شفتي عملت ايه ...؟! طلعت مجنونة رسمي ..."
نظرت إيلين اليها بصمت ولم تنطق بحرف بينما قال عاصي فجأة :
" انا هروح اشوف الدكتور واسأله عن وضعها ...."
ثم اردف مشيرا إلى عادل :
" اتصلت بإبوها تبلغه باللي حصل ...؟!"
هز عادل رأسه نفيا وقال :
" هتصل ابلغه حالا ..."
أومأ عاصي برأسه متفهما ثم اتجه إلى غرفة الطبيب ليفهم منه وضع ياسمين الصحي ...
.......................................................
في غرفة الطبيب ...
جلس عاصي أمام الطبيب المسؤول عن حالة ياسمين وأخذ يستمع لما يقوله ...
" للأسف عندها كسور في مختلف اجزاء جسمها ... عشان كدة هتفضل فالعناية المشددة لحد ما اليومين الجاية يعدوا على خير ... "
هز عاصي رأسه متفهما بينما اكمل الطبيب بجدية :
" على فكرة هي لازم تتعرض على دكتور نفسي بعد ما تقوم بالسلامة ..."
" أكيد يا دكتور ...."
قالها عاصي متفهما ثم شكر الطبيب وخرج من عنده ليرن هاتفه ...
حمل هاتفه واجاب عليه ليأتيه صوت أحدهم يخبره :
" نتيجة تحليل الDNA طلعت ...."
ابتلع عاصي ريقه وسأله بتردد واضح :
" طلعت ايه ...؟!"
ليأتيه رد الطرف الآخر :
" إيجابية ... يعني الولد ابنك ...."
اعتصر عاصي الهاتف داخل قبضة يده وقد انتفض قلبه بين أضلعه لا إراديا ... لقد كان ابنه إذا ...
حاول ان يسيطر على نفسه ومشاعره فقال بنبرة مقتضبة :
" كويس ... "
ثم اغلق الهاتف في وجه الطرف الآخر واتجه عائدا حيث ينتظره الجميع ...
.............................................................
أمام منزل كارم القاضي ...
وقف يوسف ينتظر خروج كارمن من المنزل ... أخذ ينظر إلى ساعته فوجدها قد تعدت التاسعة صباحا ... لقد تأخرت كارمن على غير العادة ... أخذ نفسا عميقا ثم ما لبث ان ركب سيارته مرة أخرى وفتح احدى الأغاني ليقضي معها وقتا حتى تخرج كارمن ....
وبالفعل خرجت كارمن بعد حوالي نصف ساعة وهي ترتدي ملابس التدريب خاصتها ...
قفز يوسف من سيارته واتجه نحوها بينما فوجئت هي بقدومه لتهتف بدهشة فشلت في إخفائها :
" يوسف ... بتعمل ايه هنا ...؟!"
" صباح الخير أولا ...."
شعرت بالإحراج فإبتسمت بخجل وقالت :
" صباح لنور ... جاي من الصبح ليه ...؟!"
أجابها بجدية :
" جاي عشانك ... عشان اشوفك ...."
احمرت وجنتاها لا إراديا وقالت :
" انا رايحة التدريب ... تجي معايا ...؟!"
" قصدك أنتي اللي هتجي معايا ...."
ثم أشار إلى سيارته :
" عربيتي الجديدة .... اول وحدة تركبيها ...."
ابتسمت بسعادة وهي تقول :
" مبروك .... شكلها جميل اوي ..."
ثم سارت معه متجهة إلى السيارة لتركبها وينطلقا سويا إلى مكان التدريب ...
.....................................................
استيقظت إيلين من نومها لتجد الفراش خاليا بجانبها ...
تطلعت إلى المكان بإحباط ثم هبطت من فوق السرير واتجهت إلى الحمام ...
غسلت وجهها بالمياه الباردة وخرجت من الحمام لتغير ملابسها حينما وجدت عاصي قد ولج إلى الغرفة بالفعل وشرع في ارتداء ملابسه ...
تقدمت نحوه بخطوات مترددة وقالت :
" أنت كويس ...؟!"
نظر اليها بصمت ثم ما لبث ان قال :
" كويس ...."
" عاصي انا ..."
قاطعها :
" متقوليش حاجة ...."
ثم اردف فجاة :
" انا سمحت لرامي يخرج ... هو من دلوقتي حر ... وأنتي كمان حرة ..."
ارتجف قلبها كليا فقالت :
" حرة ...!!!"
أومأ برأسه واكمل :
" حرة من أي ارتباط بيا .... تقدري ترجعي لحياتك القديمة ... وتنسي كل اللي فات ...."
صمتت بل ذهلت كليا مما تسمعه ... همت بالتحدث لكن طرقات على باب الغرفة أوقفتها يتبعها دخول الخادمة وهي تهتف :
" والد ياسمين بره عاوز يشوفك ...."
اتجه عاصي مسرعا خارج الغرفة تاركا إيلين محتفظة بصدمتها ...
يتبع