رواية هذا حقى بقلم اية العربي كاملة جميع الفصول من الفصل الأول إلى الفصل الأخير وهي رواية باللغة العامية المصرية حصري عبر دليل الروايات للقراءة والتحميل (pdf)
رواية هذا حقى الفصل الأول
فى احد احياء القاهرة ..
فى حى يشمل الطيبة والشهامة والالفة والكرم والخبث والبلطجة والعنف والقسوة ...لكن بيت حكاية ....ولكن فى بيت المدعو مجدى محفوظ فالحكاية مختلفة تماما ...
هنا القاهرة ...والان موعدكم مع ....
_انتى يا غبية ....ازاى مشغلة الراديو ......ايه عايزة تودينى لفين تانى .....عايزة ربنا يغضب عليا .....بأي حق اصلا تعملى كدة ......انتى هتكونى سبب هلاكى
كان يتكلم والشرر يتطاير من عينه ...يعنفها بغضب وقسوة لمجرد فتحها المذياع ...كان مع كل جملة ينطقها يضرب جسد هذه المسكينة بالخرزان المعدة لها ...فهى غير مسموح لها باى شئ غير الخدمة ولا شئ سواها ..
تكلم المدعو بوالدها هو صدره يعلى ويهبط من اثر ضربها قائلا _ يالا غورى حضريلنا الغدا انا واخوكى ....واياكى اسمعك مشغلة راديو تانى .....انتى هنا لخدمتنا وبس .....وبعد كدة تغورى ع بيت جوزك تخدميه وتخدمى اهله ......ده سبب وجودك فى الدنيا .....سمعتى ؟......يالا غورى جتك الارف
قامت لين بجسد خالى من الروح ...هى تعودت على قسوته .....دائما تدعو الله ان ينجيها ...ولكن بالعكس يزيد من عذابها كما تعتقد......
اتجهت الى المطبخ تعد الفطور وهى تبكى بصمت فجسدها الهزيل وعيناها الدابلة اصبحوا مثل ورقة شجر فى خريفها هشة وضعيفة
انتهت من تحضيره سريعا ووضعته على الطاولة وذهبت لتنادى على ابيها واخيها قائلة بتعب واعياء _ اتفضل يا بابا الاكل جاهز .....
لم ينظرا لها وجلسا ياكلان حتى لم يهتما لسؤالها ان كانت جائعة ام لا .....اما هى فذهبت تكمل باقى عملها من تنظيف ومسح وجميع امور المنزل فبعد موت والدتها ..اصبح كل هذا فوق راسها .... ولا تسطتيع الاعتراض والا لاقت مثلما حدث منذ قليل ...
فرصتها الوحيدة للتسلية هى فقط عندما تذهب للتبضع من اجل شراء احتياجتهم المنزلية ....
انتها من تناول وجبتهم وقال مجدى قبل ان يهم بالخروج وهو يترك بعض المال ع الطاولة __ خدى الفلوس دى ...تروحى السوق تجيبي غدا وشوية فاكهة ......واياكى تتملكعى ......والا انتى حرة ....اياكى تخرجى من غير نقابك (نعم فهى ترتدى النقاب منذ سن العاشرة حين ارغمها عنوة على ذلك ولم تستطيع الاعتراض طبعا ).....اياكى يظهر منك ظافر .....سمعتى
كانت لين ناظرة للارض تهز راسها قبول فقط دون نطق حرف ..
خرج هو وابنه سعد للذهاب لعملهم فهو لديه مغسلة فى نفس الحى ...
انتهت المسكينة لين من تنظيف المنزل وارتدت عبائتها ونقابها المبهوتين من كثرة اللبس وحذاؤها الممزق وخرجت من المنزل .....
اثناء هبوطها الدرج وجدت بشري جارتها التى تسكن فوقها تصعد الدرج فقالت بشري بمياعة وهى تقترب منها _ على فين يا لين
نظرت لها لين بتوتر وقلة ثقة قائلة _ انا .....انا راحة السوق اشترى طلبات .... انتى كنتى عايزة حاجة
نظرت لها بشري بخبث قائلة _ هتفضلى لامتى تلبسي الهدوم دى وتخفى جمالك ....وليه مش قادرة تسيطرى على ابوكى واخوكى .....ليه ميكنش ليكى رأي ..... ليه ضعيفة كدة .
نظرت لها لين بقهر قائلة _ مقدرش يا بشري ......انتى عارفة انى مقدرش اقف فى وشهم ...... بعد موت ماما الله يرحمها .....وانا مبقاش عندى امل ان اخرج من البيت ده
تكلمت بشري بحب زائف قائلة _قلت لك كذة مرة .....انا اقدر اساعدك ...... بس انتى جبانه ...فكرى كويس ف كلامى ..... تمام بصى بعد ما ابوكى واخوكى يتغدوا ويمشوا هجيلك واقعد معاكى شوية ....ماشي
تكلمت لين وهى تهم بالمغادرة _ ماشي ...ماشي يا بشري سلام بقا اتاخرت ...
انطلقت لين الى السوق القريب من حارتهم وابتاعت بعض الحضروات واللحوم القليلة والفواكة وعادت مسرعة الى المنزل دون التلفت الى اى مكان .....
دخلت منزلها بصدر يعلو ويهبط من اثر حمل الاكياس وصعود السلم ..
اتجهت سريعا الى المطبخ وشرعت فى تحضير الغداء قبل مجئ والدها واخيها ...
بعد ساعة انتهت من تحضير الطعام ووضعت الاطباق على الطاولة فقد اعدت الدجاج المسلوق وحمرته واعدت ارز وبازلاء بالجزر وقامت بعمل عصير الفراولة ..
جاء مجدى وابنه المدلل سعد من الخارج وجدها انهت كل شئ فقال لها بغضب _ يخربيتك يا غبية ....انتى يا بنتى مبتفهميش ....قلتلك بدل المرة مليوون ....متحطيش الاكل على السفرة غير لما نيجى .....اهو برد اهو .....يالا خوديه تانى سخنيه غورى ......ولو حصل تانى والله مانا رحمك
تكلم سعد وهو يجلس _ سيبها يا بابا دى زى الحمار مبتفهمش ....تعالى نغسل ايدينا لحد ما الاكل يجهز ...
توجها لحوض الاغتسال بينما هذه المسكينه حملت الطعام مرة اخرة لتقوم بتسخينه وهى تبكى بصمت فلم تعد رجلاها تحملانها ...
تناولوا غداؤهم دون ان يسالوا عنها وهى تناولت بعض اللقمات البسيطة فى ارضية المطبخ ..
قاما بعد ذلك يستريحون على الاريكة يتناولون الفواكه فتكلم المدعو سعد قائلا _بابا ......ايه رايك نشترى تليفزيون .....هنشغله بس على الحاجات الدينية .
نظر له والده قائلا _بس يا سعد انت عارف الغبية اللى جوة دى ممكن تستغفلنا وتفتحه لما نخرج .....دى بلوة وحطت على دماغى ونفسى اخلص منها ..
تكلم سعد مطمأننا والده _متقلقش يا بابا ......الشاشات الجديدة لها رمز تشغيل .....هنقفله ومش هنشغله غير لما نبقى فى البيت ...... ها قولت ايه
تكلم مجدى باقناع _ ماشي يا حبيبي .....خد من الفلوس اللى معاك وهات الشاشة اللى تعجبك ..
قال سعد لابيه _ ماشي يا بابا بس انا هحتاج فلوس كمان .....اللى معايا مش هيكفى ..
انصدم مجدى قائلا باستنكار _ نعم .... ازاى ميكفيش.....انا سايب معاك 30 الف ...... راحو فين يا سعد .. ..
تكلم سعد بترقب _يوووو يا بابا .....انا غيرت تليفونى وجبت واحد حديث......واشتريت 3 اطقم خروج جديدة ولا امشي كدة وسط صحابي ......وبعدين انت مصدوم ليه ...مانت بتشتغل علشان تجبلى اللى انا عايزه ....وفلوسك هى فلوسي ..
تكلم مجدى بقلة حيلة قائلا _ ماشي يا بنى ......طالما اشتريت حاجة ليك خلاص مش مشكلة .....اهم حاجة عندى تبعد عن المخدرات انت عارف انها حرام .......
تكلم سعد ينفى بكذب قائلا _لا طبعا يا بابا انا مستحيل اضيع فلوسي على الحاجات دى ..
خرج الاتنان عائدان الى عملهم بعد استراحتهم وتركوا البائسة هذه تجلس لا حول لها ولا قوة فقط تكتب بعض الكلمات الغير مفهومة ...فهى تتذكر بعض الحروف التى كانت تعلمها والدتها اياهم .....تحاول جاهدة ان تتعلم القراءة والكتابة ....فهى لم تذهب الى المدرسة منذ موت والدتها .....درست للمرحلة الخامسة الابتدائية وبعدها خرجت منها
طرقت الباب المدعوة بشرى تنظر لها بخبث قائلة _شفتهم نازلين قلت اجيلك .......تعالى معايا اوريكى حاجة ..
فتحت هاتفها على بعض مقاطع الرقص وسط نظرات لين المندهشة مما تراه فقالت بشري _ايه رايك ....شوفى ......دول بنات زينا بس عايشين بحرية .....بيعملوا اللى هما عايزينه ......مافيش فى حياتهم شخص زى ابوكى او اخوكى يكبت حريتهم ...
كانت لين تنظر بدهشة كيف لهؤلاء ان يفعلن هكذا ....انهم يرقصون بجرأة .....ويتناولون مشروب يجعلهم يتخبطون فى بعضهن ..
اقتربت بشري من اذنها مثل الشيطان قائلة _ اتفرجى واتعلمى حاجة تنفعك .... استفدتى ايه من عبايتك ونقابك المقطعين دول ..... البنات دول بيلعبوا بالفلوس لعب ....
نظرت لها لين باستفهام قائلة _ازاى يا بشري ..... ازاى بيعملوا كدة و اهاليهم فين ..
ابتسمت بشري بخبث قائلة _اهاليهم زى اهلى واهلك .....منهم اللى طفشت من بيت اهلها بسبب الضرب والعنف .....ومنهم اللى اهلها رموها قدام ميتم او جامع وكبرت ف الشارع .....ومنهم اللى اهلها انفصلوا عن بعض وسبوها ومسألوش عنها .....ومنهم اللى اهلها مسافرين يشتغلوا برة وسايبينها تعمل اللى هى عيزاه ......بس الاهم انهم مبسوطين دلوقتى .....عايشين من غير قيود
شردت لين قليلا تفكر ....هل هذا صحيح ......ولكن والدها اخبرها ان هذه الاشياء محرمة ولا تجوز فعلها .....ولكن هل من الحلال ان تحرم من طفولتها وتعليمها ....هل حلال ان تضرب وتشتم بمجرد فتحها المذياع .....هل حلال ان تقوم بخدمتهم ويعاملونها على انها خادمة وليس ابنه ......لما ظلمها الله ......ولما الاسلام غير ناصف لها ..
تكلمت بشرى مجددا وهى ترى تشتت عقل لين قائلة _فكرى يا لين .....فكرى وهساعدك تهربي .....واعرفك على صحبتى .....وتبدأي حياتك زى مانتى عايزة ...... انا صعبان عليا اشوفك كدة ومعملش حاجة .....فكرى كويس وعرفينى قرارك .....
نظرت لها لين قائلة بشتت وضياع _ماشي يا بشرى.....سبينى افكر .....بس انا خايفة من ابويا واخويا .....ومش معايا اى فلوس .
قالت بشري بحزن مصطنع_ معقووول يا لين .... مش عارفة تخبي اى فلوس من مصاريف البيت ..... معقووول يا لين .....انتى ازاى كدة .....
نظرت لها لين باستفهام قائلة _تقصدى اسرق منهم
اومات لها بشري قائلة _ ايوة يا لين ....ده حقك .....هما حرمينك من حقوقك كلها .....عنيلك قرشين من مصاريف البيت ....ولو سألوكى قوللهم الحاجة غالية ....ولما يبقى معاكى مبلغ حلو ساعتها ننفذ خطتنا .....طبعا لو وافقتى ..
تكلمت لين وهى تفكر بحريتها قائلة _ ماشي يا بشري .....سبيني افكر ..... ..
رواية هذا حقى الفصل الثاني
خرجت بشري بعدما دست سمها فى راس لين التى ظلت تردد كلامها ..
هل تفعل مثل هؤلاء البنات ...ولكن اليس حراما وعيبا ..
ولما حرام ...الحرام هو ما يحدث معها ....هى تدعو الله دائما ان ينجيها ويحنن قلبهم عليها ولكنه لا يستجيب على العكس تماما يزداد الامر سوء ..
هى لم تعد تقترب منه ولم تعد تصلى ...هى احست ان كل هذا بلا جدوى ....
حسننا ستدبر اولا المال وبعدها ترى ماذا تفعل ..
فى المساء عادا والدها واخيها من العمل وبالطبع احضر المدعو سعد جهاز التلفاز معه وقام بتركيبه بمساعدة صديقه ..
نداها مجدى بعدما خرج صديق اخيها فجاءت تنظر ارضا .
تكلم بحدة قائلا _ غورى حضرلنا الاكل ...وحسك عينك عقلك يوزك وتقولى افتح التليفزيون اتفرج ....ساعتها هيكون فيها موتك ....انى مش ناقص ذنوب بسببك ....ملعونة .
دخلت المطبخ تعد العشاء تفكر فى خلاصها من يد هذا الاب القاسي ..
انتهت من العشاء ووضعته على الطاولة ونادتهم ودخلت غرفتها تنام ..فهى ليست معتادة على تناول العشاء ..
نامت بروح خالية تفكر وتفكر حتى غفت ..
__________
فى مكان اخر اكثر نقاءا وسلاما فى فيلا الدكتور سيف الالفى تستيقظ الجميلة ريم بنشاط كعادتها تغتسل وتبدل ثيابها وتؤدى فرضها وتنطلق للخارج ..
تجد والدتها تجلس بوقار على راس المائدة تقبلها قائلة _صباح الخير يا احلى سونسون.
ابتسمت سناء بحب قائلة _صباح الفل يا ريم ...جاهزة يا حبيبتى للامتحانات .
اومأت لها ريم بسعادة وهى تتناول الخبر المحمص قائلة _ طبعا جاهزة يا ماما ومتوكلة على الله ..هو فين سيف .
تكلمت الام ببعض الحدة _ سيف نازل اهو وقلتلك متكليش غير لما اخوكى ييجي ..
تكلمت ريم بغضب طفولى قائلة _ يوو يا ماما مهو سيف اللى قالى اكل ومستناهوش .
_ ايوة فعلا انا قلت كدة .
جرت عليه ريم محتضنه اياها فهو اخيها الاكبر ووالدها التى لم تراه وكل شئ بالنسبة لها ..
احتضنها اخيها بحب وقبل راسها قائلا _ عاملة ايه يا حبيبتى ...جاهزة للامتحان ..
اومأت له بسعادة قائلة _ جاهزة يا سيف وكل اللى انت فهمتهولى هنا ....قالتها وهى تشير على راسها .
ابتسم لها وذهب يقبل راس والدته بحب قائلا _صباح الخير يا ست الكل ..
ربتت والدته على يده قائلا بحنان _صباح الخير يا حبيبى ....يالا اعد افطر علشان توصل ريم المدرسة ..
جلسوا يتناولون الفطور وبعدها انطلقا سيف ومعه ريم يوصلها الى مدرستها وبعدها يذهب لعيادته ..
_______
استيقظت لين بتعب فهى اصبحت ضعيفة جدااا قامت واغتسلت وتركت فرضها لم تعد تريد تأديته .
اتجهت للخارج وجدت البيت هادئ فهم ما زالا نائمين ...
فعلت روتينها اليومى تحت نظرات الشماتة من اخيها والغضب من والدها ..وبعدها انطلقوا لعملهم وتركوها كالعادة ...
نزلت لها بشرى مرة ثانية فهى لن تتركها ابدااا ..
طرقت الباب فتحت لها لين فقالت _ ازيك يا لين ....ها فكرتى يا بت .
افسحت لها المجال لتدخل قائلة _ هو انا لحقت يا بشرى ..... لسة شوية .
تكلمت بشرى بخبث _ انا اتكملت مع صحبتى اللى معاهم وهى قالت تيجي واحنا هنصرف عليها .
استغربت لين قائلة _ يصرفوا عليا ....طب ازاى وليه ....ومنين كل الفلوس دى اصلا ..
قالت بشرى بفحيح _ وهو انتى مفكرة ايه ....دول بيجلهم فلوس من برة كمان ....فيه جمعيات بتدعم الموضوع ده وبتدعم الفكرة واهم حاجة عندهم ان ينضم ليهم اكبر عدد من البنات الحلوة اللى زيك ..
تكلمت لين بقلق _ بس يعنى يا بشرى انتى شايفة ان حاجة زى دى تصح ....ازاى بيقدروا يعملوا كدة ....انا حساااه عيب اوى وحرام .
قالت بشرى بحقارة _ ليه حرام هما مش بيأذو حد ولا يتعدوا على حقوق حد ....وبعدين مش احسن من جواز الرجالة ....يعنى تتجوزى راجل زى ابوكى ولا اخوكى يضربك ويهينك ويعاملك خدامة بس ....ولا تعيشي مع بنت زيك وتعملى اللى انتى عيزاه .....يابنتى فكرى وصدقينى انا عاملة على مصلحتك .....وانتى جميلة بس محتاجة حد يقدر جمالك ده ويعززه ...
تكلمت لين بشبه اقتناع قائلة _ ماشي يا بشري بس ادينى يومين كدة اضبط امورى ..
اقتربت منها بخبث وبحركة قذرة وهى تتحس جسمها قائلة _ ايوة كدة ....هو ده الكلام ....دول هيفرحوا بيكى اوى .....وهتعيشي بعدها بحرية ومن غير تحكمات .....ومتقلقيش محدش هيقدر يوصلك ..
ابتعد عنها لين بخوف من حركتها هذه قائلة بارتباك _ طب ...طب يالا يا بشري اطلعى انتى ...وسبينى اخلص اللى ورايا قبل ما ييجوا ..
ضحكت عليها بشرى وبالفعل غادرت وتركت لين فى دوامة الافكار والاسئلة ...
___________
عند ريم انتهت من الامتحان وخرجت مع صديقتها رحمة قائلة _ الحمد لله الامتحان كان سهل .
نظرت لها رحمة بغضب قائلة _ اه طبعا ياختى مانتى دحيحة ....وعندك اخ هيييييح ياخرابي عليه ....متجوزهولى يا ريم ..
نظرت لها ريم بتعالى قائلة _ امشي يابت اجوزك مين ...ده الدكتور سيف الالفى ....يعنى الباشا ...ولعلمك بقا هو اللى لازم يختار حبيبته بنفسه وعن اقناع كمان ......يااااه ياما نفسي افرح بيه واشوف حبيبته دى ونتصاحب ..
نظرت لها رحمة قائلة _ ياختى معتقدش انك هتتصاحبي معاها ...مش هى الدكتورة اللى لازقاله دى تكون حبيبته ولا ايه .
نظرت ريم بصدمة قائلة _ لاء .....لاء طبعا مستحيل سيف يحب النعامة دى ....دى متكبرة ومغرورة ومناخيرها فى السما .....سيف محتاج واحدة طيبة وجمالها طبيعي مش كله عمليات ونفخ .
ضحكت عليها رحمة قائلة _ والنبي انتى اللى شكلك عمة ارشانة .
ضربتها ريم بالكتاب على راسها قائلة _ اتلمى يابت ويالا نروح السواق جه ومتجبليش سيرة النعامة دى تانى علشان بجز .
انطلقا الاتنان الى بيوتهن عائدين مع السائق الذي ارسله سيف لاخته ..
بينما فى عيادة الدكتور سيف الالفى تدخل فتاة فى اواخر العشرينات بملابس فادحة تتكلم بتكبر وغرور قائلة للقائمة على الكشف _ بلغى دكتور سيف انى هنا وعايزة اشوفه .
نظرت لها ليلى بقرف فهى تكرهها قائلة _ طب اتفضلي هو عنده كشف ولما يخرج هبلغه .
نظرت لها بتكبر ولم ترد واتجهت تجلس بكل غرور على احد المقاعد ...
( شذي محروس : دكتورة اطفال بالصدفة البحتة نظرا لرغبة والدها ..ابنه رجل اعمال ....متكبرة ومغرورة وتشبه عارضات الازياء ...جمالها صناعى وتستعمل ادوات التجميل ببزخ فتخفى حقيقتها الطبيعية .....تحب سيف او تدعى ذلك بسبب شهرته ووسامته ...ولكنه يعتبرها صديقة ولا يكن لها اى مشاعر غير ذلك )
خرج الكشف من عند سيف ودخلت ليلي تبلغه بوجود شذي وسمح لها بالدخول ..
دخلت بتكبر واقتربت منه تحتضنه قائلة _ سيفو ...وحشتنى اوى ....كدة متسألش عليا طول فترة غيابي ..
ابتعد عنها بحرج قائلا _ حمدالله ع السلامة يا شذى ....بس لو سمحتى قلتلك بلاش الاحضان وطريقتك دى انتى عارفة انى مش بحب كدة .
نظرت له بدلع قائلة بعتاب _ اسفة يا حبيبي بس انتى بجد كنت وحشنى موت ....انا يادوب روحت الفيلا بدلت هدومى وجتلك فورا ..
اومأ لها قائلا _ عملتى ايه ف لبنان يارب يكون المؤتمر الطبي كان مفيد ليكى ..
نظرت له قائلة بكذب _ ها ...اه المؤتمر كان ممل بصراحة ....نفس الكلام كل مرة ....انا سبتهم وروحت عملت شوبنج وعملت شوية تغييرات فى شكلى ....ايه رايك ..
نظر لها بعدم رضا قائلا _ تجميل تانى يا شذى ....انتى جميلة من غير اى حاجة ..
نظرت لها بزعل مصطنع قائلة _ يوووه يا سيف ما كل ده علشانك....انت عارف انى بحبك وبعمل اى حاجة علشانك .
تكلم سيف بحدة قائلا _ شذى ....الموضوع ده منتهى ....انتى عارفة انى بعتبرك زى ريم ....واننا اصدقاء ....لكن انا راجل عملى ومش بتاع حب ولو حبيت ارتبط هيكون ارتباط رسمى مش حب خالص ....ودلوقتى عن اذنك علشان فيه مرضى برة ومينفعش ينتظروا اكتر من كدة ..
نظرت له بغضب ثم وقفت لتغادر قائلة _ ماشي يا سيف ....هسيبك على راحتك .....بس مش هيأس ...
غادت هى وسط تأفأفه منها ومن حوارها التى لن تكف عنه ابداا ...
__________
عند لين التى كالعادة ذهبت للتسوق ولكنها اثناء عودتها سقط منها كيس الحضروات وتناثرت على الارض فحاولت لمها الا ان جاء ابراهيم جارهم قائلا _ عنك انتى يا انسة لين ...اطلعى انتى وانا هجبهملك ...
تكلمت بخوف منه وارتباك دون النظر اليه قائلة _ لاء شكرا ...انا هلمهم ..
تكلم باصرار قائلا _ يا انسة لين مينفعش تلميهم كدة وسط الحارة اطلعى وانا هجبهملك ..
تكلمت بحدة وخوف قائلة _ قلتلك لاء ...انا هلمهم ...ولو سمحت امشي ..
ذهب ابراهيم بقله حيلة فهو يحبها منذ صغرها ولكنه يعلم انها صعبة المنال بسبب والدها ..
كان هذا الحديث امام انظار والدها الذي يقف بعيدا فى مغسلته ينظر لها والشرر يتطاير من عينه ويتوعد لها باسوء عقاب عند عودته ...
صعدت لين بعدما لملمت الاشياء وفتحت الباب ودخلت لتعد الغداء سريعا قبل مجيئهم ...
انتهت بعد ساعة وتركته لحين عودتهم وحين عادوا قامت بتسخين الاكل ووضعه على المائدة وذهبت لتنادى عليهم قائلة _ اتفضل يا بابا الاكل جاهز
لم تتلقى منه غير صفعة قوية جلعتها تسقط ارضا بصدمة وتضع يدها على وجهها ..
امسك شعرها بعنف قائلا _ واقفة تضحكى وتتمرقعى مع الولة اللى اسمه ابراهيم ....ها .....دانتى نهارك اسود ..
تكلمت بنفسي ورعب قائلة _ لاء والله ابدااا ....محصلش ...هى الحاجة وقعت منى وهو كان عايز يلمها بس انا مردتش .
ضربها يقدمه فى جمبها قائلا بقسوة _ والحاجة تقع منك ليه ....عيلة ....ولا علشانك ماشية عوج ....هاتلى يا سعد الخرزانة .
وبالفعل احضرها سعد الواقف ينظر بتسلية كانه يري فيلما ممتعا ..
ظل يضرب فيها بلا رحمة قائلا _ اعمل فيكى ايه ....هتجبيلي العار .....هتكونى السبب فى هلاكى .....انا لازم اجوزك وارتاح منك ومن قرفك ...
كانت تبكى بصمت وقررت انها لن تظل دقيقة واحدة ....حسننا ستجعله يضربها وعندما ينتهى ستذهب دون عودة ....نعم هى قررت ستذهب هذا المساء ولن تعود الى هذا البيت مرة اخرى ...فهى لن تظل هنا الى ان تجد نفسها متزوجة من رجل مثله تكمل باقى حياتها فى عذاب
الفصل الثالث
متكورة على نفسها فى غرفتها بعدما خرج والدها واخيها ...
فقد قام بضربها بقسوة وبعدها جلسوا يتناولون غدائهم التى هى قامت بتحضيره وكان شيئا لم يكن ...
قامت بصعوبة من مكانها تتحرك بضعف حتى وصلت الى باب الشقة ..
فتحته وصعدت بضع درجات وطرقت باب المدعوة بشري ..
فتحت لها الاخرى وعندما رأت منظرها صدمت قائلة _لين ....مين عمل فيكى كدة .....اكيد ابوكى ......يابنتى ارحمى نفسك بقه .
نظرت لها لين بضعف قائلة _ بشري كلمى اصحابك ...انا ههرب النهاردة .....انا معتش ينفع استنى اكتر من كدة .....دول عايزين يجوزونى
نظرت لها بشري بخبث قائلة _ برافو يا لين .....هو ده الصح .....انا هكلمهم اتفق معاهم واقولك ع العنوان اللى هتروحيله .
اومأت لها لين ونزلت الدرج بضعف شديد ودخلت منزلها بينما الاخرى ضحكت شرا وامسكت هاتفها وقامت بالاتصال على رقم ما قائلة _ تمام هيجيلكوا بضاعة جديدة انما ايه ....هى محتاجة شوية اهتمام بس ف الاول ....وبعدها هتكون جاهزة ..
تكلم الطرف الاخر قائلا _ تمام ....عرفيها العنوان .....وفلوسك هتوصلك عن طريق الموبايل .
قالت بشري بفرحة _ ماشي ....شكرا ..
اغلقت الخط قائلة بحقد _ اخيرا هخلص منك يا لين ....يااااه دانتى كنتى زى اللقمة فى الزور .....برغم جسمها المخفى الا ان الكل ف الحارة بيحبها ومعجب بيها ....يالا اهى هتروح فى سكة اللى تروح مترجعش ..
________
عند سيف الذي انتهى من دوام العمل واتجه الى منزله ..
دخل وجد والدته تجلس تقرأ القرأن الشريف ...
قبل راسهأ قائلا _ ازيك يا ست الكل ....عاملة ايه ..
ابتسمت بحب قائلة بعدما صدقت _ بخير يا حبيبي.....يالا غير هدومك وتعالى علشان تتغدا ..
اومأ لها قائلا _ اومال ريم فين وعملت ايه ف الامتحان .
قالت _ ريم نايمة ....حلت كويس وبتقول الامتحان كان سهل ....انا هبعت حد يصحيها وانت غير وتعالى ..
تكلم وهو يصعد الدرج قائلا _ لا خليكى يا ماما انا اللى هصحيها
اتجه الى غرفة اخته وطرق الباب وفتحه وجدها تنام مثل الاطفال ..
ابتسم عليها وذهب وجلس على طرف الفراش قائلا _ ريموو......اصحى يالا علشان نتغدا سوا ..
تمطعت فى نومها قائلة _ سبنى نايمة يا سيفوو انا مصدقت خلصت امتحان
قرصها من انفها قائلا_ يالا يا بت بلاش رخامة
اغتاظت من فعلته التى تكرهها قائلة _ يا اخى بلاش الحركة دى .....بس قولى عملت ايه النهاردة ....ويومك كان ازاى .
تكلم بخبث قائلا _ ابدااا يا ستى ... يومى زى غيره باستثناء النعامة ..
هبت واقفة بعين مفتوحة تقول _ شذى ؟ ....هى جت .....يخربيت البرود .
وقفت تقلد مشيتها التى تشبه ماشية النعامة حقا قائلا بعوجة لسان _ سيف ....اخبارك ....شوفت شفايفي بقت اكبر ازاى ....كل ده علشانك ..
ضحك عاليا عليها قائلا _ بس يا مجنونة .....انتى بتقلديها بالضبط ..
ضحكت هى الاخرى قائلة _ بصراحة هى اوفر اوى .....ايه ده هو فيه كدة .....انا نفسي لما تحب ....تحب بنت رقيقة ....وطيوبة ومتواضعة ...مش نعامة ...
قام من مكانه واتجه ناحية الباب قائلا _ ماشي يالا بطلى غلبة وانزلى وانا هغير وانزل ..
تركها واتجه لغرفته وقام بالاغتسال وتبديل ثيابه باخرى مريحة واتجه للاسفل ..
تناول معهم الغداء وسط مرح ريم وحنان والدته وذهب بعد ذلك لصالة الرياضة المعدة له خصيصا داخل الفيلا ...
ظل يلعب الرياضة لفترة وبعدها اتجه لغرفه يستريح ...
_________
جاء المساء وعاد مجدى وابنه سعد الى المنزل واعدت لهم لين العشاء ..
بعدها جلسا يشاهدون التفاز من برامج دينية متششدة الى قنوات حروب واخبار كاذبة ..
فى الليل بعد نومهم كانت لين مرعوبة برغم حماسها للهرب من هذا المنزل ...
تسحبت ببطء شديد ومعها ملابسها المهرولة وبعد نقود بسيطة قد دبرتها اليوم ..
قامت بفتح الباب وخرجت واغلقته بهدوء شديد ..
كانت بشري تنتظرها فى الاسفل ومعها العنوان التى ستذهب اليه لين ..
اعطتها العنوان قائلة بحب زائف _ العنوان اهو يا لين ....اركبي تاكسي من على اول الشارع ووريه العنوان وهو هيوصلك .....يالا يا حبيبتى اشوفك على خير ..
ا ومأت لها لين وبالفعل غادرت سريعا وهى ترتعش خوفا الى ان خرجت من الحارة ..
وقفت على الرصيف لتجد سيارة اجرى فالوقت متاخر انها الواحدة صباحا ..
كانت تتلفت يمينا ويسارا ان ان رأت سيارة اتية ...اوقفتها .
كان رجل كبير نسبيا نظر لها باستغراب ..فتحت الباب الخلفى وركبت فقال _ رايحة فين يا بنتى فى وقت زى ده .
تكلمت وهى ترتعش قائلة _ مافيش لو سمحت وصلنى ع العنوان ده ..
اعطته العنوان واخده منها وبالفعل قام بالتحرك فورا بها ..
تنهدت راحة بعدما ابتعدت نسبيا عن بيتها ولكن فى نفسها تحس بشعور غريب ...غير الراحة تماما ...هى خائفة من القادم ...
بعد فترة وصل السائق الى المكان قائلا _ المكان اهو يا ست البنات ....اتفضلي ..
نزلت من التاكسي وناولته الاجرة ومشى .
كان مكان شبه خالى من المارة الا قليلا يعد شكلهم غريب ...
نظرت الى رقم العمارة التى مكتوب فى الورقة وصعدت منها ..
توجهت الى الطابق المنشود وقامت بطرق الباب المنشود ايضا ..
فتحت لها فتاة تحمل فى يدها سيجارة وتدخنها قائلة _ ايوة عايزة مين ..
تكلمت لين برعب وهى ترى مظهرها قائلة _ انا اللى تبع بشرى ..
نظرت لها الاخرى بخبث وقذارة قائلة _ وايه اللى انتى لابساه ده .....اقلعى يا شاطرة النقاب ده وادخلى من غيره ..
نظرت لين برعب لها وقامت بخلع نقابها ببطء وايادى مرتعشة تحت انظار الواقفة تطالعها بلؤم .
خلعت النقاب وظلت بالعباءة فقالت الاخرى _ اتفضلي ادخلى ..
دخلت لين بخطى مرتعشة للداخل ...وجدت الدخان يملأ المكان ومجموعة من البنات يجلست يفعلن افعال قذرة ..وهناك ايضا بعض الخمور والسجائر ...
نظرت باشمئزاز اليهم فهزتها الاخرى قائلة _ تعالى من هنا ..
ادخلتها الى غرفة صغيرة قائلة _ هتعدى هنا لحد ما اقولك هتعملى ايه ...
اومأت لها وبالفعل جلست بخوف لا تعرف ماذا تفعل ..الجدران تحمل اعلاما ملونة ترمز للمثلية ..
والمكان اشبه ببؤرة دعارة ..
انتفضت على فتح باب الغرفة ودخول فتاة اخرى تتفحص جسدها بقوة قائلة _ انتى ضعيفة اوى ....ومحتاجة اهتمام ومصاريف علشان تبقى واااو .....بس مش بطال ... دلوقتى هتروحى تاخدى شاور هنا وتلبسي الهدوم دى ..
ناولتها ملابس تعد فادحة فانصدمت لين قائلة _ هلبس دول ازاى ....لاء معرفش .
تكلمت الاخرى بخبث وهى تقترب منها _ ليه متعرفيش .....هى بشري مشرحتلكيش الوضع ولا ايه .....بصي انتى هنا هتتبسطى جداااا معانا .....وهنعاملك زى ما تحبي ....بس عيزاكى تسبيلي نفسك خالص ....اوكى .
قالت الاخيرة وهى تتحس وجنة لين فشمأزت لين وابتعدت عنها قائلة _ ماشي ....بس ممكن تخرجى ....دلوقتى.
نظرت لها الاخرى بخبث ثم توجهت للخارج فاغلقت لين الباب تبكى مرارة لما وصلت اليه ولما آلت اليه الامور بعد وفاة والدتها ....
بعد فترة خرجت لين من المرحاض ترتدى الثياب وتحاول ان تخفى معالم جسدها الهزيل التى ظهرت ببزخ ولكن دون جدوى .
رأتها فتاة كانت جالسة تقبل فتاة اخرى بطريقة يقشعر لها البدن اشمئزازا وغضبا ..
اتجهت اليها واصبحت تلتف حولها قائلة بحقارة _ اووو ....انتى الجديدة صح .....انتى هتنبسطى هنا اوى ....بس عيزاكى تسمعى الكلام وانتى هتاكلى الشهد ......احنا هنا لينا نظام معين .....وبنتبع وجهة معينة .....اه لينا اعداء ولينا مهاجمين .....بس بنحاول نعيش بسلام وحرية من غير ما بنأذي حد .....زى ما انتى شايفة كدة ......احنا هنا تيم واحد .....والبنت اللى بتسمع الكلام وتكون معانا ...ممكن جداااا تسافر برة لاى مكان هى حباه ....وساعتها هتعيش ملكة ..
لعبت براس لين التى بدأت تفكر فى سفرها خارجاا ايمكن ان يحدث هذا ...
تكلمت لين باستفهام قائلة _ يعنى انا ممكن اسافر برة ..
ابتسمت الثانية بخبث قائلة _ ده لو سمعتى الكلام وعملتى زينا ..
اومأت لها واتجهت تجلس فى طرف بعيد نسبيا ترى كل ما حولها بعدم وعى وكانها مغيبة ...
اقتربت منها فتاة ثالثة وبدأت تحوم حولها قائلة _ اسمك ايه ....
اجابتها لين بقلق قائلة _ لين .
تكلمت الاخرى باعجاب قائلة _ اسمك حلو ....انا اسمى نور ...... تحبي تبقى شريكتى .
نظرت لها لين بعدم فهم قائلة _ شريكتك فى ايه .
ابتسمت الاخرى على جهلها قائلة _ شريكتى فى الحب .... يعنى نكون سوا انا وانتى .....ايه رايك ..
انصدمت لين هى نعم كانت تعلم ما هى مقبلة عليه ولكنها كالمغيبة ....هى الى الان لم تستوعب ما يحدث حولها ...
افاقت من شرودها على تلمس يد الاخرى لجسدها فابتعدت بخوف ووقفت قائلة _ لاء .....لاء لا يمكن ....مش هقدر اعمل كدة .....مش هقدر .
اتجهت الى الغرفة وارتدت عباءتها وخرجت متجهة الى الباب ولكن اوقفتها الفتاة التى اعطتها الملابس قائلة _ على فين ......هو بالساهل كدة ..
نظرت لها لين بترجى قائلة _ لو سمحتى ....انا جيت هنا غلط ....انا مش هقدر اعمل زيكوا كدة .....سبينى امشي ..
ضحكت عليها الفتاة بشر قائلة _ يبقى انتى اللى اخترتى ... انا قلتلك تسمعى الكلام لكن انتى بتحبي العنف ..
غمرت لمجموعة فتيات واتوا بدورهم الي لين يسحبوها وراؤهم بعنف يمزقون عباءتها ويحاولون الاعتداء عليها ..
صرخت بهم محاولة الفرار ولكنهم كانو على دراية بما يفعلون فقط كانوا يحاولون انتزاع شرفها بطريقتهم ...
كمموا فمها ونزعوا عنها عباءتها واصبحت على حافة من فقدان شرفها ...
ولكن اتت رحمة الله بها على هيئة هجوم بوليس الاداب الذي ابلغه السائق الذي شك فى الامر وتاكدت شكوكه عندما سال احد المارة عن هذه العمارة واخبره انها مشبوهة ..
دخلت قوات الشرطة وقامت بالقبض عليهن جميعا وبرغم رعب لين من الشرطة اللى تاخدها وهى بهذه الثياب الا انها كانت سعيدة بنجاتها من ما كانت قادمة عليه ...
الفصل الرابع
كانت تتلقى ضربات من رجال الشرطة ولكنها كانت سعيدة بنجاتها مما هى قادمة عليه ...
اخذوهن فى العربة المخصصة لترحيل المقبوض عيلهن الى قسم الشرطة التابع للمنطقة ....وهناك ادخلوهم الحجز وبدأوا بضربهم بقسوة وبشاعة فهم يكرهون فعل هذه الامور ولكنهم يتبعون طريقة خطأ وهى الضرب والعنف بدلا من التاهيل النفسي ..
كانت لين متكورة تستقبل الضربات بجسد ميت هى ضائعة لا تعرف ما الصح وما الخطأ ..
والدها كان السبب فى حالتها تلك هى تكرهه وتكره اخيها وتكره جميع الرجال ..
ظلوا يضربونهم بقسوة الى ان ابتعدوا يلهثون بتعب ..
خرج افراد الشرطة وتركوا الفتيات لا يشعرون باجسادهن لا حول لهم ولا قوة ..
لو كن اتبعن كلام ربهم ...لو كن فكرن بشكل سليم ولو للحظة ....لو كن صبرن على بلاءهن وقلة حيلتهن قليلا ....لكان عوضهن الله كل خير ....ولكنهن يأسن من روح الله ....ومن ييأس من روح الله ليس له وليا ..
رفعت لين راسها للسماء بقهر وضياع قائلة _ ليه بتعمل معايا كدة .....انا عملت ايه فى حياتى علشان استاهل كدة ....طول عمرى بعبدك وبصلى ومخبية جسمى وبطلب منك تنجيني ......ليه سايبنى فى العذاب ده ...... ليه مخليهم يعملوا معايا كدة .....مش انت الله .....مش انت قادر تنجيني منهم .....ولا زى ما هو قال انا ست وماليش حقوق فى دينك ......انت خلقتنى فعلا علشان اخدمهم وبس واكون تحت رجلهم ......ولا زى ما ماما كانت بتقول انى ليا حقوق .....عايزة افهم والا هضيع ......ياترا انت السبب فى انى خرجت من الشقة دى بشرفى .....ولا دى صدفة وخلاص ........عايزة دليل او علامة بس ......انا خايفة من نفسي ومن اللى حواليا اوى ........ياااااااااارب ......لو كنت غلطت فوقنى ......ابتعلى علامة او اشارة وانا هستقوى بيها .....بس مترجعنيش ليه تانى .....انا هموت نفسي لو رجعتله ...
نامت بتعب على ارضية الحجز ...جفت دموعها فلم تعد تبكى ...
استيقظ والدها فهو للاسف يصلى الفجر ولا يعرف قيمة صلاته ...يسجد لله اتباعا لا خشوعا ...
دخل غرفتها وجدها فارغة شل مكانه ....اين يمكن ان تكون ...
بحث عنها فى اركان البيت لم يجدها ..
ذهب لغرفة ابنه يفتحها وجدها مغلقة ...نعم بالفعل فهذا سعد اغلقها لكى يتثنى له تعاطى المخدرات دون ان يلاحظه احد ...
طرق الباب فستيقظ الاخر فزعا قائلا _ مين .
اجابه مجدى بغضب _ اوم افتح الباب ده اختك مش هنا ..
قام سعد سريعا ولملم اشياءه واخفاها وفتح الباب لوالده قائلا_ يعنى ايه مش ف البيت .....دور حلو يا بابا هتكون راحت فين يعنى .
تكلم والده بغضب قائلا _ مش عارف ....مش عارف ....هتجبلي العار .....هتضيع سمعتى .....انا لازم اقتلها ......كان لازم اقتلها من زمان ..
ارتدى سعد ملابسه وكذلك والده ونزلا للبحث عنها ..
ظلوا يبحثوا فترة دون جدوى فقال سعد _ يا بابا مش هنلاقيها هنا ....دى شكلها مخططة لكل ده ....بس هموت واعرف هربت ازاى ومين ساعدها فى كدة ...
نظر له والده بشك قائلا _ قصدك ايه ......قصدك تكون على علاقة بحد ......دانا هشرب من دمها ... هموتها .
تكلم سعد قائلا _ طب تعالى نسأل فى القسم .
اومأ له مجدى وبالفعل توجها للقسم وسألوا ولكن اخبرهم الشرطى انهم لن يستطيعا تقديم بلاغ للمفقود الا بعد 24 ساعة فعادوا الى البيت بغضب شديد وتوعد لها ..
استيقضت لين على ضرب احد العساكر برجله لها قامت واقفة وكذلك باقى البنات فتكلم قائلا _ يالا قدامى يا ....... منك ليها ..
خرجن جميعا الى رئيس المباحث الذي وقف ينظر لهم باشمئزاز قائلا _ انتوا بقى اللى عايزين تبوظوا نظام الدنيا وتمشوا ورا رغباتكوا القذرة ....انتوا اللى عايزين تضموا اكبر عدد من الشباب علشان تضيعوهم زيكوا وطبعا بمساعدة الجمعيات الممولة الاجنبية ....دانتو هيطلع عين ابوكوا هنا ...
كانت لين تستمع لكلماته بخوف ورعب من القادم فتكلم قائلا _ يالا ياختى منك ليها كل واحدة تقول اسمها بالكامل ومين اهلها .. ده لو ليها اهل .....واللى ملهاش اهل تقول علشان نرجعها تانى الحجز ..
قام بعد الفتيات اللاتى اتبعن هذه الطائفة حديثا باملاءه اسماء اهلهن والباقين بالفعل لم يتعرفوا على اهاليهم او لم يرغبوا بالافساح عنهم ..
الا لين الواقفة منكمشة على نفسها تفكر ماذا تفعل وبمن تستنجد ....اذا امتله اسم اهلها سوف يقومون بالاتصال عليهم وسياتوا ياخذوها لقبرها ...
واذا لم تقول ستسجن هنا الى اجل غير معلوم ....ماذا تفعل ..
انتفضت على كلام الضابط الموجه لها قائلا _ اخلصي ياختى مش فضيينلك قولى اسم اهلك ايه ..
تكلم العسكرى موشوشا اياه قائلا _ يا باشا البت دى كانت بتصرخ لما هجمنا عليهم وكانوا بيحاولوا يعنى يا باشا زى مانت عارف ....شكلها مش منهم..
نظر لها الضابط وجدها تنظر له برعب عكس نظرات الفتيات الاخريات الاكثر جرأة فقال لها _ انتى روحتى لهناك ازاى ..
نظرت له ولم تتكلم فتأفأف قائلا _ هتقولى ولا اعملك فيش وتشبيه ..
فتكلمت قائلة بضعف ورعشة _ غ....غصب....عن...عنى....ان.....انا......خاي....خايف.........خايفة ....منه........
نظر للعسكرى قائلا _اعملها فيش وتشبيه واعرفلى مين اهلها .
ارتعبت عند ذكر اسمهم وتكلمت بخوف تترجاه _ لاء .....ابوس ايدك بلاش تعرفه......هيقتلنى......صدقنى هيقتلنى..
نظر لها بشفقة قائلا _ متخافيش انتى هنا فى حمايتنا ....
_________
كان النهار قد ملأ الدنيا واستيقظ بطلنا ادى فرضه وابدل ثيابه ونزل للاسفل ..
وجد والدته تهاتف شقيقتها وفاء التى تعيش فى لبنان قائلة _ وحشانى يا فوفة ....مش هتنزلى مصر قريب .
تكلمت وفاء على الجهة الاخرى قائلة _ وانتى كمان يا سناء وحشانى اوى ...ونفسي اشوفك ..... بس انتى عارفة مينفعش اسيب الاتليه لوحده والبنات هنا لسة معندهومش خبرة .....وكمان قصي نفسوا يشوفكوا ويشوف سيف اوى .....هحاول اخلص الطلبية دى وننزل .....او لو معرفتش ممكن ابعت قصي ..
تكلمت سناء بحب قائلة _ ماشي يا حبيبتى ....سلميلي عليه كتير .
تكلمت وفاء قائلة _ يوصل باذن الله ....طمنيني انتى ريم وسيف عاملين ايه ..
تكلم سيف الذي جاء وسمع كلامهم قائلا بعدما قبل راس والدته _ انا بخير يا خالتو وحشانى جدااا ....اخبارك ايه واخبار الواد قصي ....الندل معتش بيكلمنى
ضحكت وفاء عليه قائلة _ كلنا بخير يا حبيبي .....معلش بقا يا سيفو مشغولين بطلبية ملابس محجبات جديدة .....انت عارف خالتك اشهر ديزاينر محجبات فى لبنان كلها .
تكلم بثقة قائلا _ طبعا اشهرهم واحلاهم كمان ....سلميلي عليه كتير ..
قالت وفاء بحب _ يوصل يا حبيبي .....يالا سلام انا بقا .....سلمولى على البت ريم ....
اغلقت الخط وجلس بجانب والدته فقالت _ ها يا حبيبي صاحى بدرى يعنى .
تكلم بحب قائلا _ ابدا يا ماما قلت انزل اتمشي شوية قبل ما اروح العيادة ...فيه مشوار كدة هروحلوا الاول .
سألت بترقب قائلا _ مشوار ايه ده يا سيف ....خير يا حبيبي ..
تكلم مطمئنا _ متقلقيش يا ست الكل .....ده موضوع خاص بالجمعية اللى انا عضو فيها .....يالا عن اذنك ..
تكلمت بحنان قائلة _ طب مش هتفطر يا سيف ..
قبل يداها قائلا _ حاضر يا ست الكل هاخد سندوتش ع السريع كدة علشان الحق
__________
عند لين التى كانت ترتعب من القادم فهم علموا من هو والدها وهاتفوه وهى الان تنتظر موتها المحتوم....حسننا هى طلبت اشارة او علامة تتمسك بها ولكن ككل مرة ....لن تفلح
جاء مجدى وسعد الى قسم الشرطة بعدما هاتفوه ليأخد ابنته ..
دخل لرئيس المباحث قائلا بلهفة كاذبة فهو ايقن التمثيل لكى يخرج بها من هنا وبعدها يتصرف كما يحلو له _ سلام عليكم يا حضرة الضابط ....انا مجدى محفوظ والد لين ....هى فين بنتى يا باشا ...
تكلم الضابط قائلا _ ولما انت قلقان على بنتك كدة .....سبتها تروح مكان زى ده ازاى .
تكلم مجدى
مترقبا قائلا _ مكان ايه يا باشا ......انا لما اكتشفت غيابها روحت القسم عندنا علشان ابلغ بس قالولى مينفعش الا بعد 24 ساعة ...
تكلم الضابط قائلا _ بنتك كانت فى شقة دعارة .....ومش بس كدة ...دى دعارة بنات بس ....يعنى مثلية ..
انصدم من كلام الضابط هو لم يفهم باقى الحديث غير كلمه دعارة ..
اظلمت عيناه وتوعد لها بالقتل فور خروجها معه قائلا _ هى فين يا باشا ....نديلها علشان تروح .
نظر له الضابط بشك قائلا _ ماشي ....بس عايزك تعرف انها مجنى عليها .....حاول تتفاهم معاها وبلاش تستعمل طريقة غير كدة لاننا عملنا اللازم .
اومأ له بصمت فاشأر الضابط للعسكرى ليحضرها وبالفعل خرج العسكرى واحضرها قائلا _ تمام يا فندم .
كانت مطأطأة راسها ارضا لا تنظر لشئ .
مجدي وسعد ينظرا لها يغضب وكره والضابط ينظر لها بشفقة ..
خرجت معهم تمشي كالمغيبة الا ان خرجوا من قسم الشرطة وركبوا تاكسي .
جلس سعد بجانب السائق ومجدى ولين فى الخلف ...
امسكها مجدى من رثغها بعنف قائلا بفحيح _ مش هتتخيلي اللى هعملوا فيكى ....هعذبك الاول وبعدها هموتك .....وحدة زيك حرام تعيش ......وهاخد عليكى ثواب كمان ..
لم تنظر له ولكن كلماته كانت كفيلة لدب الرعب فى اوصالها ...
وقف السيارة فى اشارة مرور وعلى حين غفلة فتحت لين الباب وباقصى سرعة تمتلكها فرت هاربة عازمة على ان تنهى حياتها بنفسها ..
صرخ والدها بغصب ونزلا هو وابنه يجرى وراؤها ولكنها كانت الاسرع بسبب رعبها منهم .
كانت نظرات المارة جميعا عليهم وهم يحاولون اللحاق بها من بين السيارات ولكنها كانت تسبقهم وتتخبط فى جميع السيارات الا ان وجدت سيارة سوداء يفتح بابها من قبل شخص قائلا _ اركبي بسرعة .
ركبت دون تردد واغلقت الباب برعب فقال _ انزلى فى الطابلون تحت ...
نزلت بالفعل ومن حسن حظها ان زجاج السيارة كان اسود لا يعكس الداخل فعندما اقترب والدها واخيها من السيارة لم يلاحظوا وجودها ...
انطلقوا بعدها يبحثون عنها ولكن كانت الاشارة قد فتحت وانطلقت السيارة بها ولم يستطيعا العثور عليها ..
بعد فترة تكلم الشخص قائلا _ خلاص تقدرى تطلعلى بعدنا عنهم ...
قامت جالسة على الكرسي ترتعش بخوف فحاول تهدأتها قائلا _ متقلقيش يا انسة ....انتى فى امان ....بس مين دول ....وعايزين منك ايه
لم تتكلم ظلت تتلفت وراؤها خائفة فقال _ طب انتى ساكنة فين وانا اوصلك ..
تكلمت برعب قائلة _ لاء ...ابوس ايديك بلاش ....انا لو رجعت هيقتلونى ....ده ابويا واخويا عايزين يموتونى .....مترجعنيش ليهم ابوس ايديك ......انا اصلا مش عايزة اعيش عايزة اخلص من حياتى ....بس مش على اديهم .
نظر لها وجدها ترتدرى ملابس فادحة وجسدها به كدمات كثيرة من اثر الضرب فقال _ هما اللى عملوا فيكى كدة ..
هزت راسها بلا وتذكرت ملابسها فحاولت ان تدارى نفسها منه فقام بخلع جاكيته وناولها اياه قائلا _تقدرى تلبسي ده .....ومتقلقيش انا مش هأذيكى .
نظرت له بشك فهى لم ولن تثق فى اى رجل ..
فهم نظرتها فقال _ صدقينى مش هأذيكى انا اسمى سيف الالفى دكتور نفسي ....انتى اسمك ايه
يتبع .....
الفصل الخامس
_ انا سيف الالفى ...طبيب نفسي .....انتى اسمك ايه .
قالها ليبث فيها الطمأنينة ولكنه لا يعلم انها تكره الرجال جميعا ولا تثق بهم تماما ..
نظرت له بخوف متجاهلة سؤاله قائلة _ ممكن اعرف هتودينى فين .... انت مش هتروحنى صح
احترم رغبتها فى عدم الافصاح عن اسمها واجابها قائلا _ يعنى انتى ملكيش اى قرايب او حد ممكن اوصلك ليه ..
هزت راسها بنفى ففكر قليلا ثم ساق متجها الى فيلته قائلا _ تمام دلوقتى احنا راحين بيتى ممكن تفضلى عندى يومين لحد ما احاول اتفاهم مع اهلك او نحل الموضوع ..
نظرت له برعب قائلة _ لاء بيتك لاء .... نزلنى هنا .....نزلنى لو سمحت ..
تكلم مهدءا اياها قائلا _ استنى بس متقلقيش انا عايش مع امى واختى وهما طيبين جداا وهترتاحى معاهم .....انا عضو فى جمعية حقوق الانسان .....علشان كدة بساعدك .....ومش هأذيكى باى شكل ......ومش مضطر اخدك بيتى وسط اهلى بس حسيتك محتاجة مساعدة ......ارجوكى اهدى ومتقلقيش منى ..
نظرت له تحاول ان تصدق ما يقوله ولكنها خائفة فى كلتا الحالتين لن يحدث معها اسوء مما حدث ..
هدأت قليلا قائلة _ تمام .....هاجى معاك ....لانى معنديش مكان اروحه .....ولان مامتك واختك موجودين زى مانت قولت ..
وصل الى فيلته وانزلها ودخلا سويا وهى مبتعدة عنه برعب .
هى لاحظت انه ليس منزل بل هى فيلا وايضا جميلة وواسعة ولها مساحة خضراء واسعة ..
فتحت له الخادمة باب الفيلا فسالها عن والدته اخبرته انها ف غرفتها ..
تكلم موجها حديثه للواقفة تنظر بدهشة لما حولها قائلا _ استنيني ثوانى هنادى ماما واجى .
وقفت تنتظره وتنظر لما حولها نزلت ريم وتفاجأت بوجودها قائلا _ احم ....ازيك ....انتى جاية مع سيف ؟
نظرت له بتوجس واومأت براسها .
اقتربت منها ريم بمرحها المعتاد قائلا _ انتى مكسوفة ولا ايه .....لاء فرفشي كدة وقوليلي انتى اسمك ايه .
نظرت لها لين وجدتها فتاه مرحة وجميلة وصغيرة ايضا فقالت _ انا اسمى لين ..
قالت ريم وقد لاحظت كدمات جسدها _ لين ...اسمك جميل ....بس مين اللى عمل فيكى كدة
تذكرت لين ما حدث معها فرتجفت قائلة بتلعثم _ ان....انا......انا كنت .....ف القسم.....
اتسعت عين ريم ولكنها لم ترد احراجها فقالت بشفقة _ طب اهدى وكله هيبقى تمام ومدام ربنا وقعك فى طريق سيف فصدقينى حقك هيرجعلك .
عندما قالت ريم ربنا تذكرت انها طلبت من الله اشارة ...هل ممكن ان تكون هذه هى الاشارة التى طلبتها من ربها ....حسننا ستصبر وترى ..
نزل سيف مع والدته وجدها تقف مع ريم فقال _ ها يا ريم قالتلك اسمها ايه .... اصلها خايفة تقولى .
تكلمت ريم بمرح _ طبعا قالتلى ....هو انا حد يقدر يقاوم جاذبيتى يا سيفو .....ده انا انطق الحجر ..
نظرت لها سناء بحنان قائلة _ اهلا يا بنتى .....نورتى .....سيف قالى انك هتعقدى معانا يومين ...... انتى اسمك ايه
نظرت لها لين ولاول مرة تشعر بشعور الراحة والطمأنينه من كلمة بنتى اللى لم تسمعها من احد منذ موت والدتها فقالت _ انا اسمى لين ......وانا متأسفة انى هزعجكوا بس للاسف ماليش مكان اروحه ..
نظرت لها سناء بشفقة وفجأة اقتربت منها وقامت باحتضانها قائلة _ يا حبيبتى ..... انتى مين عمل فيكى كدة .....وليه اهلك عايزين يقتلوكى ..... ومامتك فين ..
تفاجأت لين من احتضانها ولكنها ادمعت عيناها فهى لم تعتقد ان تلاقى هكذا حنان طوال عمرها فقالت بصوت متحشرج من اثر اابكاء _ انا .....انا....هقول لحضرتك ....بس معلش ....انا نفسي انام ...وكمان ...
نظرت لهم بخجل ففهم عليها سيف الذي كان يقف يلاحظ جميع حركاتها قائلا _ انتى جعانة يا لين .
نظرت له باستغراب من فهمه لها ولكنها اومأت بصمت ..
فقالت سناء بلهفة _ يا حبيبتى ....اجرى يا ريم ....قولى لسوسن تجيب اكل للين بسرعة
جرت ريم بالفعل تطلب لها الوجبة بينما اجلستها وفاء قائلة _ بصي يا حبيبتى انتى تاكلى لقمة وتطلعى تاخدى شاور وهخلى ريم تجبلك هدوم تلبسيها وتنامى .
اومأت لها بحب نعم فقط احبت هذه المرأة منذ اللحظة الاولى ..
تكلم سيف الواقف يرى حنان والدته وتجاوب لين معها قائلا _ طيب انا هستأذن انا .....هروح العيادة ....وهاجى على الغذا .... بعد اذنك يا ست الكل .... عايزة حاجة يا لين
نظرت له لين بصدمة طوال حياتها لم يسألها احد اذا كانت بحاجة الى شئ او لا .
تكلمت بخجل قائلة _ لاء شكرا ..
ذهب الى عيادته بينما جلست سناء تتسامر معها واحضرت ريم الوجبة وبالفعل تناولتها لين فهى كانت جائعة جدااا ..
اوصلتها ريم لغرفتها وناولتها ملابس من عندها وبالفعل اخدت شاور وابدلت ملابسها ونامت ولاول مرة تنام باطمئنان وارتياح ...
_________
عند مجدى وسعد اللذان عادو لبيتهم بعد بحث دام لساعات ولكنها كأن الارض انشقت وابتلعتها ..
تكلم سعد قائلا بغضب _ انا كان لازم اخلص عليها فى القسم هناك .....دى حقيرة وجابتلنا العار .
تكلم مجدى بكره _ وتدخل السجن علشان و..... زى دى ....لا يا سعد ....انا مش هسيبها .....هلاقيها واخلص عليها .....انا مش عارف هى اختفت فين ...
تكلم سعد بشرود قائلا _ ممكن تكون كانت متفقة مع حد يقابلها .....واحدة زى دى توقع منها اى حاجة .
اومأ له والده قائلا _ طب هنعمل ايه احنا جوعنا ....هناكل ايه ..
قال سعد _ هنطلب اكل جاهز يا بابا .....هنعمل ايه يعنى ..
____________
عند سيف وصل عيادته ودخل وجد العاملة وبعض الكشوفات بانتظاره فقال لها _ دخلى الكشوفات فورا اكيد هما منتظرين من زمان ..
اومأت لها وبالفعل بدأت بادخالهم ...
بعد فترة حضرت شذى بنفس التكبر والغنج قائلة _ سيف فاضي ..
نظرت لها العاملة قائلة _ زى ما حضرتك شايفة ....لسة فيه ناس .
تكلمت بضيق قائلة _ يووووو بقا .....ادخلى قوليله انى عايزاه فى حاجة مهمة ..
قامت ليلى من مكانها وطرقت باب غرفته ودخلت قائلة _ دكتور سيف ....دكتورة شذى برة وبتقول عيزاك فى حاجة مهمة ..
نظر بضيق قائلا _ تمام يا ليلى هخلص الكشف ودخليها ..
اومات لها وبالفعل بعد قليل كانت شذى تجلس تمثل البكاء قائلة _ اعمل ايه يا سيف ....ده غاصب عليا اتجوزه ....انت لازم تعمل حاجة يا سيف .
نظر له سيف باستغراب قائلا _ انا ؟.....عيزانى اعمل ايه يا شذى ..... وبعدين ما تقعدى معاه يمكن يكون انسان كويس وتحبيه ..
تكلمت بعضب قائلة _ لاء طبعا يا سيف ايه اللى بتقوله ده ....انت عارف انى مش بحب حد غيرك ....وبعدين بصراحة انا لميت هدومى وسبت البيت .....وناوية اجى اعد عندك يومين يمكن يغير قراره ...
وقف بغضب قائلا _ ازاى يعنى يا شذى .....انتى اتجننتى .....انتى عارفة ان بباكى مش بيجي بالطريقة دى .....انا هتكلم معاه بس مافيش داعى تسيبي البيت .
هبت واقفة قائلة _ سيف انا مش راجعة ...ولو انت مش عايزنى عندك انا ممكن اروح اى هوتيل .
استغفر بداخله قائلا _ امرى الى الله ......ماشي يا شذى ....بس لحد ما اتكلم مع بباكى واقنعه ....وبعدها هتروحى .....ودلوقتى لو سمحتى اخرجى استنيني بره لحد ما اخلص ..
اتجهت للخارج بابتسامة خبيثة فها هى خطتها تسير بشكل جيد .
بعد انتهاء الكشوفات خرج سيف ومعه شذى وركبا السيارة متجهين الى الفيلا .
فى هذه الاثناء استيقظت لين بسبب كابوس سئ لما حدث معها تصرخ برعب ..
وجدت نفسها نائمة فى غرفة وبابها يفتح وتدخل منه سناء بلهفة وتجرى عليها تناولها كأس ماء قائلة بحنان _ متخفيش يا حبيبتى ....انتى بخير ....اهدى ..
تذكرت لين اين هى ونظرت لوفاء واخدت منها الماء وتناولته قائلة _ شكرا لحضرتك ....انا بس شوفت كابوس ..
ملست وفاء بحب على شعرها قائلة _ يا حبيبتى ....انتى شكلك حكايتك صعبة ...... لو تحبي تحكيلي انا هسمعك ..
نظرت لها لين واخدت نفس عميق وبالفعل بدأت تقص لها قائلة _ هحكيلك بس لو ده هيغير نظرة الحب دى ليا فبلاش اتكلم احسن ....لان اللى هتسمعيه محدش يصدقه ..
اومات لها سناء تشجعها على الكلام قائلة _ اتكلمى يا حبيبتى ....ومافيش حاجة هتغير فكرتى عنك .....العيون دى انقى من انها تعمل حاجة غلط عن قصد ..
اطمئنت لين وبدأت تقص عليها مأساتها قائلة _ انا اتولدت وسط اسرة بسيطة كبرت لقيت نفسي وسط اب قاسي ومتشدد اوى فى كل حاجة .....كان ليا اخ اكبر منى ب 4 سنين .....كان دايما مدلعه وملبيله كل طلباته .....على عكسي تماما ....كان دايما بيضربنى من وانا عندى 3 سنين .....كان بيأمرنى اصلى ولو مصلتش يضربنى .....كان بيخلينى اصلى صلاة الكبار والبس لبس كبار .....ودايما يقولى انى اتخلقت علشان خدمة الراجل .....وان ربنا معمليش اى حقوق .....وانى مخلوقة من ضلع اعوج ......معرفش يعنى ايه ....بس هو كان قصده حاجة وحشة ....كانت دايما ماما بتحاول تحمينى منه .....بس هو كان اقوى منها ......كل قرايبنا بعدو عننا بسبب قسوته وعنفه ......ماما بقت تعلمنى من وراه وفى يوم وافق انى اروح المدرسة ......معرفش وافق ازاى .....بس بقيت فرحانة اوى .....وروحت وبقيت ارجع اخدمه هو واخويا انا وماما ......ولو تعبت او مقدرتش اعمل حاجة كان يضربنى بالخرزانة ...... لحد ما تطلعنى من المدرسة ...من سنة خامسة .... وبعدها ماما ماتت بالمرض الوحش ......بسبب قهره فيها وقسوته معاها ......وساعتها الدنيا اسودت فى وشي ....وبقيت لوحدى فى الدنيا وسطه هو وابنه ....ولبسنى نقاب غصب عنى ......وقالى انى لو قلعته هيموتنى .....وانى هكون السبب فى دخوله النار ...... وانى مش هشوف الجنة .....وان ربنا غضبان عليا .....طب ليه ؟معرفش .....كرهت حياتى واستسلمت للواقع .....واتعودت على اهانته وضربه .....لحد ما كبرت وبردو متغيرش ....بالعكس زاد ....وانا كنت قربت اتجنن ....قررت اهرب ....بس كنت خايفة ......واحدة جارتى قالتلى على بنات بيبعدوا عن اهلهم .....ويعيشوا مع بعض .....وانى ممكن اهرب وارحلهم ...... هعيش بحرية وبعيد عن اهلى ... وقالتلى انهم يعنى ....بي ...بيعيشوا مع بعض زى المتجوزين .....انا فى الاول رفضت طبعا ....وقولت حرام وعيب ..... بس بعدها قلت لنفسي ان اللى انا فيه هو اللى حرام .....وان لو ربنا فعلا سامعنى زى ما ماما كانت بتقول كان نجانى منهم .....لكنه مسمعنيش .....برغم انى حاولت كتير ودعيته كتير ....بس كان عذابي بيزيد .....وفى الاخر كان عايز يجوزنى لراجل زيه يكمل اللى هو بدأه ......ويعذبنى زيه ......واعيش كدة باقى حياتى .......قررت اهرب ......مفكرتش فى اى حاجة غير انى اهرب ......وجارتى ساعدتنى وهربت وروحت عنوان شقة البنات دى .....بس شفت هناك حاجات بشعة ووحشة ......متحملتش ......حاولت اخرج .....شدونى وكانوا عايزين يعتدوا عليا .....صرخت ....وخلاص حسيت انى هفقد شرفى ......لقيت البوليس هجم ع الشقة ......فرحت .....برغم منظرى ولبسي وشكلى بس فرحت انى نجيت منهم ......روحت القسم وهناك حصلى كدة ...... وعرفوا انا بنت مين .....واتصلوا عليه ييجي ياخدنى ......وجه واخدنى ومشى .....وقالى واحنا ف التاكسي انه هيعذبنى الاول وبعدين يموتنى ......فهربت ....وجريت ....كنت هنهى حياتى انا .....بس مرجعش معاه .....لحد ما لقيت ابن حضرتك بيفتحلى العربية وبيقولى اركبي ......والباقى حضرتك عرفاه ....
قالت كل هذا وحكت قصتها وهى تبكى بشدة وتشهق وسناء ايضا تبكى قهر وغضب وحقد من هذا الاب الظالم وتوعدت له بان ينال جزاءه ..
كان يقف وراء الباب سيف الذي جاء لينادى والدته ليخبرها بحضور شذى ولكن ما سمعه جعله يتصنم مكانه ويقسم فى داخله ان يجعل هذا الشخص يأكل اصابعه ندم .....فهو يكره الظلم ويقف له بالمرصاد .