لعنة العشق الأسود الحلقة السادسة 6 بقلم الكاتبة سارة علي
- ملحوظة قبل البدأ عند البحث عن الرواية أكتب في جوجل (رواية لعنة العشق الأسود دليل الروايات) لكي تظهر لك جميع الفصول
وجدها أمامه ... كحورية خرجت من احدى قصص الأميرات الخيالية ... ترتدي فستانا احمرا مثيرا ... تشع انوثة ودلالا ...
اقتربت منه وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها المغوية وقالت بدلال ورقة بينما تضع يدها على صدره :
" العصفورة قالتلي انك هنا ... قلت اجي اشوفك ..."
نظر لها بجمود ثم قال :
" ايه اللي جابك دلوقتي يا غرام ...؟!"
أجابته بنفس الدلال :
" منا لسه قايلالك .. عرفت انك هنا فقلت اجي اشوفك ..."
" وجاية تشوفيني ليه ... ؟!"
سألها بضيق واضح من اقتحامها خلوته لتجيب بلا مبالاة لضيقه :
" وحشتني ..."
ثم سارت الى داخل اليخت ليلحقها ... جلست على الاريكة بإسترخاء وكأن المكان مكانها ثم قالت بإعجاب بينما تقدم هو منها :
" حقيقي المكان جميل اووي ... زوقك رائع .."
" ميرسي ..."
شكرها ببرود لتقول وهي تشير الى الفراغ جانبها :
" مش هتقعد ..."
جلس بجانبها واضعا قدما فوق الاخرى لتقول بنبرة وديعة :
" عندك حاجة تتشرب ...؟!"
نهض من مكانه واتجه نحو الثلاجة واخرج منها عصيرا وضعه في كأس وقدمه لها ...
تناولت العصير منه وارتشفت بضع قطرات قبل ان تقول بإبتسامة :
" تعرف انك بتبقى وسيم اووي وانت مكشر ...."
نظر اليها بصمت لتنهض من مكانها بعدما وضعت العصير على الطاولة ... اقتربت منه وقالت بتنهيدة حارة :
" هتتعبني كتير ...؟!"
" عايزة ايه ..؟!"
سألها وقد بدأ صبره ينفذ لتجيبه بمراوغة :
" عايزة اعرف شعورك ناحيتي .."
اجابها بصدق :
" مش عارف احدد مشاعري ... كل اللي عارفه اني متلخبط اووي من ساعة مشوفتك .."
" بس ...؟!"
سألته بإحباط ليهز رأسه نفيا فتسأله بلهفة :
" وايه كمان ...؟!"
" عجباني ... عجباني اووي ..."
قالها بصراحة تامة لم يعرف يوما ان يخفيها لتبتسم بسعادة وهي تردد :
" وانت كمان عاجبني اووي ..."
ثم أكملت بخبث :
" بفكر فيك كتير ... ونفسي اقرب منك ... اكتر ..."
" ليه ..؟! ليه نفسك تقربي مني ..؟!"
سألها بنبرة غير مريحة لترد بثقة :
" لأني بحبك ..."
ابتسم وقال :
" عايزاني اصدق انك حبيتيني بين يوم وليلة ...؟!"
هزت رأسها نفيا وقالت بنبرة ذات مغزى :
" ومين قال اني حبيتك دلوقتي ... انا بحبك من زمان ..."
نظر اليها بدهشة لم يستطع اخفاؤها ... دهشة حقيقة جعلت جسدها يهتز بقوة ... اعترافها هذا زلزل كيانه ... هل جنت هذه الفتاة ..؟! كيف تقول شيء كهذا ...؟!
صرخ بها بلا وعي :
" انتي اتجننتي يا غرام ... ؟!ايه الكلام اللي بتقوليه ده...؟! "
ادمعت عيناها وهي تجيبه :
" لا متجننتش... انا بحبك يا مالك ... من قبل متتجوز غادة ... "
" امال اتخطبتي لمصطفى ليه ...؟!"
سألها بنبرة عصبيه لترد بعدما ابتلعت شهقاتها:
" كنت مضطرة ... كنت عايزة اقرب منك بأي شكل ... فوافقت على مصطفى لما خطبني عشان اكون قريبة منك ..."
نظر اليها بعدم اقتناع لتقول بتأكيد والدموع اخذت طريقها على وجنتيها :
" صدقني يا مالك ... هي دي الحقيقة ... انا كنت هموت لما خطبت غادة ... كنت هموت عشان اخترتها هي مش انا ..."
ابتعد عنها متجها الى خارج الغرفة حيث سطح اليخت وهناك وقف مستندا على السور والهواء البارد يلفحه بلا رحمة ...
عقله مشوش وقلبه مضطرب ... ما قالته أفقده صوابه ... ولكن ما زال هناك شك في داخله ...
شك بما قالته ...
شعر بها تقترب منه وتضع يدها على ظهره قبل ان تهتف بإسمه برقة :
" مالك .."
نبرتها الرقيقة ذكرته بغرام القديمة التي لطالما عرفها خجولة متحفظة وهادئة ...
التفت نحوها ليرى الدموع تغطي وجنتيها فإحتضن وجهها بيديه ومسح دموعها بأنامله ...
شعر بها تقترب منها وترفع وجهها ناحية وجهه بنية تقبيله فإستجاب لها وقبلها بشوق ولهفة تمكنت منه ...
بادلته قبلته بلهفة شديدة ليتوقف عن تقبيلها بعد لحظات ويأخذ نفسا عميقا اما هي فأمسكت يده وجرته ورائها الى داخل اليخت فوجد نفسه منساقا خلفها ...
امام السرير رفعت غرام جسدها قليلا وعاودت تقبيله ليستجيب مالك لها ويعاود تقبيلها بينما امتدت يده نحو ازرار قميصه تفكها بسرعة اما هو فبدأ يخلع ملابسها عنها تدريجيا قبل ان يحملها ويتجه بها نحو السرير...
بقلم سارة علي
ابتعد عنها والصدمة سيطرت على ملامح وجهه كليا ... ارتدى ملابسه على عجله وخرج من الجناح الداخلي لليخت ... هناك على سطح اليخت وقف ونسمات الهواء الباردة تلفحه بشدة ... الصدمة شلت كيانه وعقدت لسانه ... لم تكن عذراء ... ابنة عمه المصون ليست عذراء وهو ليس أول من يلمسها ... أخذت الأفكار تنهش قلبه بلا رحمة ... لقد ضحت بشرفها بل بشرفهم جميعا ... نار الغيرة ألهبت قلبه وروحه ... غيرة لأول مرة يشعر بها وهو يتخيل أن هناك أخر لمسها ونال جسدها ...
اعتصر قبضة يده بقوة وهو يتجه مسرعا إليها ...
وجدها تغلق سحاب فستانها حينما اقترب منها وجذبها من شعرها وقال غير آبه بصراخها :
" مين ...؟! مين اللي عملها ...؟! انطقي ... ضيعتي شرفنا مع مين ...؟!"
" ابعد عني ... انت اتجننت ..."
قالتها وهي تدفعه بعيدا عنها لتردف بقسوة ونظرات ذات مغزى :
"ضيعته معاك يا ابن عمي .."
عاد وقبض على ذراعها بقوة قائلا بلهجة مليئة بالغضب :
" أنتِ فاكراني اهبل ... انا مكنتش اول واحد يا غرام ... مكنتش اول واحد يلمسك ..."
ردت عليه ببرود ولا مبالاة تناقض ثورته :
" عارفة ... عارفة انك مكنتش اول واحد ..."
" حصل كده ازاي ...؟! ومع مين ...؟!"
تطلعت إليه بحيرة ... لماذا يريد معرفة سبب فقدان عذريتها ..؟! مالذي يكمن وراء سؤاله الغريب ...؟!
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهتفت بنبرة خالية من أي شعور :
" كانت غلطة ... مع واحد اجنبي ... كنت سكرانه ونمت معاه ... ارتحت دلوقتي ..."
هنا لم يتحمل ما يسمعه فإنقض عليها يضربها بقسوة وبلا رحمة ... أخذت تصرخ بين ذراعيه بينما هو غير أبه بصراخها .... كان فقط يتخيلها وهي بين ذراعي غيره فيزداد قسوة وقوة عليها ...
جذبها من شعرها بقوة كادت تخلعه وجرها نحو السرير ووضعها عليه ثم أخذ يصفعها عدة مرات وهي مستمرة في صراخها وبكائها..
انتهى منها اخيرا ليتركها ممددة على السرير تبكي بعنف بينما هو جالس بجانبها واضعا رأسه بين كفي يديه ...
لقد خذلته ... ما أسوء شعور الخذلان الذي ينهش قلبه بلا رحمة ...
رفع وجهه عاليا وأخذ ينظر الى السقف بقلة حيلة بينما صوت بكائها يؤلمه وبشدة ...
اعتدلت بعد فترة بجلستها وهي ما زالت تبكي ... هبطت من فوق السرير وأخذت تسير بخطوات متهالكة نحو حقيبتها لتخرج هاتفها منها فترى عدة اتصالات من خالتها وابنائها ...
استحوذ شعور القلق عليها فإتصلت بخالتها مسرعة ليأتيها صوتها الباكي :
" الحقينا يا غرام ... أمك بتموت ..."
هنا لم تتحمل أكثر بعد فسقطت فاقدة للوعي و كان اخر ما سمعته صوت صراخ مالك بإسمها :
" غرام....."
يتبع