قصة للقدر حكايات أخرى الفصل الثالث 3 بقلم مروة خالد عبر دليل الروايات للقراءة والتحميل (pdf)
للقدر حكايات أخرى الفصل الثالث 3
" اليوم عدى ورجعنا البيت وبابا قرر إني لازم أزرو محمد كل يوم لحد ما الأسبوعين يخلصو علشان مواعيد شغلة مش مناسبة لزيارات محمد ومواعيد عمل المستشفى.. ومنفعش إنه ياخذ اجازة.. وماما تعبانة ومش هينفع تروح كل يوم لوحدها..
بعد ما رجعنا على البيت وماما جهزت الأكل وإتعشينا قعدنا نتكلم شوية.. فأنا كنت عاوزاهم يتكلموا عن عمرو دة بأي حاجة مش عارفة كان مالي بس من ساعة ما شوفتة وأنا حاسة إني عاوزة أعرف عنه كل حاجة.. حتى أني بدأت أفكر في موضوع الخطوبة دة
لكن للأسف ولسوء حظي لما بكون مش عاوذة الحاجة بلاقيها مرمية في وشي طول الوقت ولما بكون عاوزاها وهموت عليها تختفي وما يبانلهاش أثر... بعد ما خلصنا أكل وقعدنا... بابا وماما اتكلموا في كل حاجة إلاّ عنه.. ففتحت أنا الموضوع بطريقتي وقولت :
-"بس أنا محبتش طريقة الدكتور إلا إسمه عمرو دة... شوفتي خضني إزاي يا ماما"
لقيت ماما بصتلي بلامبالاة وبعدين وجهت نظرها لبابا وقالتله :
-"مقولتليش يا أبو محمد هو إحنا بكرة هنروح لمحمد الساعة كام"
حسيت كأن حد مسك جردل ماية وكبه فوق رأسي.. هو أنا متوقعتهاش من ماما بس هي عملتها.. ماما كسفتني.
خد في وشي وقمت مرة واحدة وقولتلهم
-" تصبحوا على خير"
ودخلت على أوضتي والأرض هتشتكي من ضربات رجلي الغاضبة.. لما ضايقوني بزيادة لما ردوا عليا وقالوا :
-" وإنتي من أهل الخير"
دخلت الأوضة وإترميت على السرير وأنا عقلي هيتجنن من كتر التفكير.. تصرفاتهم الأيام دي غريبة جداً.. هو إللي عملته فيهم الفترة إلا فاتت هيبدأ يطلع عليا وإلا ّ أي.
قعد كام دقيقة أفكر في تصرفاتهم وبعدين لقيت نفسي هديت وعقلي بدأ يسترجع تدريجياً إللي حصل النهاردة في المستشفى... بعد ما محمد رد عليه وقاله :
-" ههههههه معلهش يا دكتور أصلها ما بتسلمش "
أول ما قال كدة عدلت وشي عليه وبصتلة بضيق.. لأن رده أحرجني جدا.. لكني أحرجت أكتر لما عمرو رد عليه وقال :
-" على رأسي والله "
كنت هموت من الكسوف وإتمنيت الأرض تنشق وتخبيني.. بعدها بابا إتكلم علشان يزيل التوتر اللي حصل مرة واحدة دة وقال :
-" المهم يا دكتورنا... طمنا على محمد رجله عاملة أي النهاردة"
رد عليه وهو بيضحك وقاله :
-"زي الفل يا عمي.. والدكتورة مرام تأكدلك لو مش مصدقني... والاّ أي يا دكتور"
قمت أنا مطلعة (قنابل الدبش) إلا جوايا مرة واحدة وإلا أوقات كتير مبقدرش اتحكم فيها ورجعت أعكر الجو تانيلما قولتله :
-"والله حضرتك انا دكتورة صيدلانية.. ومعرفش إذ كان بقي كويس والاّ لا"
هدوووووء.. الجو إلا سيطر على الغرفة في اللحظة دي هو الهدوء وكلهم باصين عليا.. ونظرات ماما كانت بتقول.. انها عاوزة تقوم من مكانها تاكلني
قطع الهدوء دة فجأة صوت عمرو وهو بيهمهم من كسوفه يا عيني وقال :
-" اممم.. طيب أستأذن أنا يا عمي.. ومحمد هيكون بخير أن شاء الله متخافش عليه "
ومشي من الغرفة بعد ما وشه قلب ألوان.. طبعاً أنا بقيت وسط هدومي.. وأنا عارفة أنهم هيتخانقوا معايا.. لكنهم ما عملوش أي رد فعل غير نظراتهم إلا كانت بتأنبني.
علشان كدة هما تجاهلوني من وقت ما رجعو ومحدش فيهم راضي يكلمني... طردت كل الأفكار السلبية إللي بدأت تهحجم على رأسي وتحسسني إني أنا إلا غلطانة المرة دي.. وطفيت نور الأوضة وخلاص هنام.. لقيت باب الأوضة إتفتح وبعدين النور فقمت وبصيت لقيتها ماما.. قفلت الباب وراها جامد ومشيت عليا كأنها هتفترسني وقعدت على السرير وقالت :
-"إنتي يا بنت إنتي عمايلك السودة دي هتجنني وهتتجن أبوكي... يا إما تتعدلي وتبطلي ناشفان رأسك ده... يا إما هتموتينا بجلطة"
بقلم مروة خالد
فأنا قطعتها قبل ما تكمل كلامها وقولت :
-"بعد الشر عليكم يا ماما.. أي في أيه.. حصل أي لده كله علشان تكلميني بالطريقة دي يا ماما"
بصتلي بطرف عنيها وقالت :
-" حصل أي.. يعني إنتي معرفاش حصل أي "
رديت وقلت :
-" لا يا ماما مش عارفة حصل أي "
فقالت :
-" دكتور عمرو.. يا عيني إلا كسفتيه النهاردة وخلتيني أنا وابوكي وسط هدومنا.. ومكناش عارفين نقول أي... يعني دة آخرة المعروف عمه يستضيف اخوكي في مستشفته وهو بيبات معاه كل ليلة ومقصرش معاه في حاجة وفوق دة كله شاريكي.. وفي الآخر تكلميه بالطريقة دي.. يقول علينا أي دلوقتي ها "
فأنا رديت بهدوء وأنا ضاغطة على أعصابي علشان ما أبينش أن كلامهم صح وقلتلها :
-" مش هيقول حاجة.. أنا ردي كان طبيعي جداً.. ومعتقدش انه زعل "
فبصتلي بضيق وقالت :
-" مبتعدقتيش انه زعل آه... يا برودك يا شيخة.. يا برووودك.. أنتي يا بنت عاوزة تجلطيني.. جايبة الجبروت دة منين قوليللللللي"
ومسكت المخدة إللي قدامها وضربتني بيها.. فأنا حوشتها بعصبية ورديت عليها بنفاذ صبر وقولت :
-" يعني إنتي عاوزة أي دلوقتي يا ست ماما"
فقالت:
- " تعتذريله "
فرديت عليها بشهقة وقولت :
-" اااااااي؟! "
فرجعت ردت وقالت :
-" تروحي بكرة وتعتذريله.. وحسك عينك ترفضي وألاّ تقولي لا يا مراااام هانم"
وسابتني ومشيت وهي بتقول :
-"صبرني يارب.. صبرني عليها البنت دي.. خلاص هتجنني "
طبعا أنا كنت هتجنن وقعد الليل كله أفكر أنا إزاي هعمل كدة.. أنا هعتذر ولراااااجل.. أي اللي بيحصل معايا بس.. لكن لما قعد أفكر في الموضوع وافتكر شكله لما أتكسف ووشه إللي قلب ألوان.. حسيت أن أنا فعلا الغلطانة المرة دي وأنا متعودش اكون غلطانة في حق حد ومعتذرش منه.. لهذا السبب قررت إني أضحي واروح تاني يوم علشان اعتذزله.
عدى الليل وجه يوم جديد يوم مليان بالأحداث الخفية.. بابا راح على شغله وقالنا انه هيحاول يطلب الاجازة تاني يمكن يوافقوا.. وماما عملت الاكل إلا هتوديه لمحمد وبعتته معايا.. وقالتلي أنها هتنضف البيت وبعدين هتيجي ورايا.. أخذت الاكل وروحت لمحمد وصلت المستشفى ومشيت على أوضته من بعيد كان باين أن بابها مفتوح فخمنت إن دكتور عمرو يكون معاه.. ارتبكت أول ما تخيلت كدة.. لكن بعدين مسكت نفسي وبدأت أجهز في الكلمتين إلا هعتذرله بيهم.. وصلت الأوضة وبخبط على الباب لقيته بالفعل قاعد معاه.. وعيني جت في عينه لكني بسرعة لحقت نفسي وغضيت البصر.. القيت السلام وروحت ناحية محمد وسلمت عليه ولسه هسالة واقوله عامل ايه النهارده.. لقيت دكتور عمرو قام من مكانه فجاةً وبص على محمد وقال :
-"طيب يا محمد أنا همشي دلوقتي وهحيلك بعدين"
أنا بصيت عليه بدهشة وحاولت اتكلم أو اعتذزله لكنه كان خرج.. فمحمد بص عليا وقال :
-"على فكرة دكتور عمرو زعلان من الطريقة اللي اتكلمت بيها المرة إلا فاتت"
فأنا رديت عليه باسف وقولت :
-"ما أنا عارفة وجاية النهاردة علشان أعتذر منه "
فمحمد صرخ بعفوية وقال :
- "ايوة بقا هو دة"
فبصتله باستغراب وقلت :
-" افندم"
فتهته في الكلام ورد وقال :
_" ق.. ق.. قصدي أنه معاكي حق لازم تعتذريله.. ولو عاوزة تعرفي هو فين هتلاقيه في عنبر العواجيز هو بيحب يروح هناك كتير "
بعد تردد وتفكير قررت إني اروحله وأعتذر خاصة بعد ما إطمنت أن هيكون في معانا مرضى ومش هنكون على خلوة.
وصلت للعنبر فلقيته قاعد عند سرير راجل عجوز وبيقيسله الضغط فمشيت ناحيته ونطقت بعد ما كنت حاسة إن حد بيسحب روحي وقلت :
_" دكتور عمرو ممكن أخد من وقتك دقيقة "
فرد عليا برسمية من غير حتى ما يبص عليا وقال :
-" إتفضلي "
طبعا أنا كنت على أخري وخاصة إني محبش حد يكلمني كدة لكن جيت على نفسي وقلتله :
-" أنا... أنا... أنا أسفة على الأسلوب اللي رديت بيه إمبارح "
فبص عليا وقال :
-"تمام...بس أنا مقبلتش إعتذارك....! "