رواية ورثة الحداد الفصل الثاني 2 بقلم سارة علي
رواية ورثة الحداد الفصل الثاني
الصدمة ألجمته للحظات وهو يستمع الى ما قالته ..
ولم تكن صدمة تولين أقل منها فلم تستوعب الأخيرة ما سمعته ، لذا ابتسمت بتوتر بينما تقدم رامي وابراهيم منهما ..
" عفوا ، انتِ قولتي ايه ..؟!"
سألها نيار بنبرة مضطربة وكأنه لم يسمع شيئا مما قالته لتكرر ما قالته مرة اخرى ضاغطة على حروف كلماتها بقوة :
" انا نورسين عمار الحداد ، اختك .. "
تطلع رامي إليها بعدم تصديق بينما قال إبراهيم بسخرية :
" هو أبويه طلع بيجيب ولاد وأنا مش عارف .."
اقترب جلال وكامل منهم ليهتف الأخير بحيرة:
" فيه ايه ..؟! متجمعين هنا ليه ..؟! ومين دول ..؟!"
التفتت نورسين نحوهم وقالت بصوت عالي يسمعه الجميع :
" نورسين عامر الحداد ... بنت عامر الحداد .."
بينما قالت الأم بدورها بنبرة ذات مغزى :
" الشرعية .."
نظر جلال إلى كامل المصدوم وقال بإبتسامة غريبة :
" شفت الأمور بتقول ايه ..؟! قال هي تبقى بنت عمار الحداد .."
" انتِ مجنونة ولا ايه ..؟!"
قالها كامل بصوت عالي ليقف نيار في وجهه وينهره بخفوت :
" وطي صوتك يا كامل ، مش عايزين فضايح .."
ثم أشار الى المحامي قائلا :
" حضرتك ساكت من بدري مع إنوا انا اللي جايبهم معاك ، "
" انا حاولت أبلغك الأول قبل ما أجيبهم بس هما كانوا مصرين إنهم يجوا النهاردة .."
أطلق نيار زفيرا بدل على مدى غضبه بينما عيناه اتجهت نحو نورسين التي أخذت تراقبه بنظرات هازئة ليجد تولين تهمس له :
" حبيبي اهدى ..."
" طب ممكن نتكلم جوه ونفهم أكتر ، عشان وقوفنا هنا بالشكل ده قدام الكل مش حلو .."
قالها نيار وهو ينظر الى الناس وهمساتهم من حولهم لتقول نورسين وهي تتجه الى داخل الفيلا :
" تمام .."
بقلم سارة علي
اتجهت نورسين ووالدتها والمحامي الى داخل الفيلا بينما طلب نيار من كامل وجلال أن يعتذرا من الحضور قبل أن ينسحبوا جميعهم الى داخل الفيلا لفهم الموضوع عن قرب ..
دلف نيار يتبعه رامي وابراهيم الى داخل الفيلا وتحديدا الى صالة الجلوس ليجدا نورسين تسير داخل الصالة وتنظر الى المكان بفضول بينما والدتها تهتف بسعادة وهي جالسة على الكنبة واضعة قدما فوق الأخرى :
" شفتي الفيلا حلوة وكبيرة ازاي .."
نهض المحامي عماد من مكانه ما إن وجدهم يقتربون منهم بينما التفتت نورسين نحوهم تنظر إليهم بغموض غريب وكأنها تقيمهم ..
" ممكن نفهم ايه معهم الكلام اللي قالته الانسة ..؟!"
قالها نيارموجها حديثه لعماد بيجيب عماد :
" زي ما سمعت ، نورسين تبقى بنت المرحوم عمار الشرعية الوحيدة .."
ولج في نفس الوقت كلا من جلال وكامل إلى الداخل ليكمل نيار :
" والكلام ده بناء على ايه ..؟!"
أخرج عماد من جيبه شريط وقال مشيرا إليه :
" الشريط ده ..."
سحب نيار الشريط منه وأخذ ينظر إليه بفضول ليأخذه جلال منه ويضعه في المكان المخصص له لتشغيله بينما جلس عاد وجلس على الكنبة هو ورامي ينتظرون أن يعمل الفيديو ليروا ما فيه ...
اشتغل الفيديو وظهر عمار الحداد والذي بدأ يتحدث قائلا :
" مساء الخير ... عارف انكم متفاجئين دلوقتي من اللي سمعتوه وشفتوه ، بس ده شيء لا مفر منه ولازم تعرفوه .. انا لما قررت أتبنى كل واحد فيكوا عاهدت نفسي إني هكون أب بجد ليكوا ، وأظن إنوا رغم أخطائي الكتير قدرت أنفذ وعدي ده .. نورسين هي بنتي ، بنتي الشرعية الوحيدة ، وريثة عيلة الحداد وحاملة اسمها ... وعشان كده انا قررت أعترف بيها وأديها حقها الكامل بإعتبارها بنتي الوحيدة ، انا ظلمتها كتير وقسيت عليها اووي ، كان لازم أعترف بيها من زمان بس الظروف جت كده ...
نورسين كلامي ده ليكي ، يمكن انا أذيتك من غير ما اقصد ، بس حاولت اعوضك فأخر أيامي ، كان نفسي أقضي وقت معاكي أكتر قبل موتي ، بس نصيبي كده ، لازم تعرفي انوا نيار وجلال وابراهيم وكامل ورامي اخواتك ، هما اخواتك بجد اللي انا واثق انهم هيحبوكِ ويحافظوا عليكِ ..
دلوقتي فاضل أخر جزء من الوصية اللي انا فكرت كتير قبل ما اقررها ، انا قررت أني أمنح جميع أملاكي من الفيلا والمزرعة والعمارات والمعمل ومعرض السيارات إضافة الى الأرصدة اللي فالبنوك لنورسين بنتي ، اضافة الى 51% من أسهم الشركة في حين باقي الأسهم تقسم بالتساوي على أولادي الخمسة ...اتمنى اني أكون عدلت بينكم واديت كل واحد اللي يستحقه واتمنى انكم تسامحوني وتدعولي بالرحمة ..."
انتهى الفيديو وكان كامل أول المنتفضين من مكانه حينما قال بإنفعال شديد :
" ده اتجنن ولا ايه ، فلوس وثروة ايه اللي يديها للحرامية دول ...؟!"
" احترم نفسك واتكلم بإسلوب أحسن من كده .."
قالتها نورسين بنبرة قوية محذرة لينهض جلال بدوره ويقول مشيرا الى عماد :
" انت جايبلي شوية نصابين وبتقول عليهم مراته وبنته .."
قال عماد بجدية :
" دول مش نصابين ، نورسين بنته وانا معايا كل المستمسكات اللي تثبت ده وأولهم تحليق الdNA ...”
" النصابين مش احنه ، النصابين هما اللي عاوزين يورثوا ثروة مش من حقهم .."
اقترب جلال منها وقال وهو ينحني قليلا صوبها :
" تقصدينا احنا يعني ..؟!"
أومأت برأسها وهي ترفع حاجبها عاليا ليقول جلال بتحدي :
" مفيش نصابين غيرك انتِ والست الوالدة ، ولو فاكرة إننا هنصدقك بشوية الأوراق اللي جايباهم والفيديو ده تبقي غلطانه، عمار الحداد عقيم وعمره مكان يقدر يخلف شحطة زيك .."
" احترم نفسك ..."
قالتها نورسين وهي ترفع إصبعها في وجهه بينما تدخلت والدتها منى قائلة :
" كفاية يا نورسين ، سيبك منه ، دول شوية ناس همج متوقعة ايه منهم .."
صرخ بها كامل :
" مين دول اللي همج يا ست انتِ ..؟!"
بينما وقف نيار في وجهه مانعا إياه أن يتقدم نحوها ثم عاد ببصره نحو منى وحذرها :
" انتبهي على كلامك يا مدام ، لما تتكلمي عن ولاد الحداد يبقى تتكلمي بإسلوب أحسن من كده ..."
زمت منى شفتيها بضيق بينما وقفت نورسين في منتصف الصالة وقالت :
" انا نورسين الحداد بنت عمار الحداد ، سواء رضيتوا بده او لا دي مشكلتكم مش مشكلتي .. الفيلا دي وكل حاجة من حقي وانتوا دوركم انتهى لحد هنا .. احسنلكم متتجاوزوش حدودكم معايا وإلا .."
" وإلا إيه ...؟!"
سألها نيار بقوة لترد بتهديد :
" هتشوفوا وشي التاني ... وساعتها انا مش هيهمني اي حاجة ..."
ثم نادت على فاضل قائلة :
" بص يا فاضل ، اسمك فاضل مش كده ..؟! انا عاوزاك اجهزتي أوضة دلوقتي حالا ، وياريت تكون بتطل عالبسين..."
" وأنا يا نورسين ...؟!"
سألتها والدتها لتجيب وهي تنظر إليهم بتحدي :
" انتِ هتنامي فإوضة بابا الله يرحمه .."
" نعم ، تنام فين ..؟! مستحيل الست دي تمام هناك .."
قالها كامل بعصبية بينما تحدث نيار بهدوء :
" اوضة ابويا وامي قفلناها من ساعة ما أبويا مات ، ومش ناويين نفتحها تاني ، الأفضل إنك تختاري أوضة تانية ..."
عقدت ذراعيها امام صدرها وقالت :
" انا قلت هتنام فإوضة بابا يعني هتنام هناك .."
ثم التفتت نحو فاضل وأمرته :
" افتح الإوضة ونظفها كويس عشان ماما تقعد فيها ..."
عادت بإنظارها نحوهم وهي تفكر بأنه من الممتع أن تراهم مذلولين ضعيفين الى هذا الحد ...
اتجهت أنظارها نحو صورة معلقة على الحائط تجمع عامر الحداد مع أولاده الخمسة ، اتجهت نحوها بخطوات مدروسة تحت أنظارهم الحائرة لتبتسم بتهكم قبل أن تحملها من مكانها وتقول :
" صورة جميلة ، بس بوجودي كانت هتكون احلى ..."
ثم رمتها على الأرض لتتحطم الى عدة اجزاء ...
---
الفصل قصير بس اللي جاي هيكون اطول وممكن انزل اقتباس طويل لو لقيت تفاعل