رواية زمان لا أمل دون يأس كاملة بقلم الكاتبة المصرية حسناء محمد عبر دليل الروايات للقراءة والتحميل pdf
رواية زمان البارت الأول
(بَدَأَتْ الْحَيَاةُ)
مقدمة :
ماذا لو ابتعدنا عن ذلك العالم، نحن نعيش به دون فائدة، ماذا لو نغامر ونرضى ذلك الفضول الذي ينتابنا، ماذا لو كان أقصى طموحنا أن نكون أشخاص مختلفين ، ماذا لو يتركونا نحقق أحلامنا، ألا يجب أن نغامر بسلام أيتها البشرية
دون حقد ، دون غل ، دون ألم .
---------------
يقولون العلم نور....والجهل ظلام ، وأنا أقول لا يكون العلم نور إلا إذا فهمت ما تعلمت ، أما من يحفظ ما تعلمه في تلك الذاكرة الموجودة في جمعة رأسه الغليظ ، أي أن كان كمية المعلومات التي يحفظها فجميعها تتجمع في غرفة مظلمة داخل رأسه ، وستزول كما تزول الأيام وتجرى ، وستذوب كما يذوب الجليد ، وكما يفنى العمر هذا هو الجهل بعينه أن تحفظ دون أن تفهم افهموا ما تتعلموا كونوا نورا للمستقبل لا ظلام للحاضر .
أنا نادرة مصطفى......اثنتين وعشرون سنة...
خريجة كلية آثار القاهرة.....بلدي تسمى (مير ) تابعة لمحافظة أسيوط......واليوم هو يوم تخرجي من الجامعة وكالعادة لا أجد من يحتفل معى ويفرح معى بذلك اليوم سوى جدتي الحبيبة التي لطالما ترجيتها لكي تقبل أن التحق بكلية الآثار وإلى الآن لا أعلم ما الذي يدور بخاطرها ولماذا لا تريدني أن أعمل في أي عمل يخص الآثار ولكن أنا هدفي الأول والوحيد أن اكتشف ما لم يكتشفه أحد أنا سأحاول واقف أمام أي أحد يقف أمام حلمي .
ثم نظرت إلى الحائط ، وقامت بتعليق الورقة بجوار ثلاث وريقات .....بدت أنهما علقوا في أوقات سابقة
الورقة الأولى كتبت بها اسمها،سنها ، بلدها
وكان بها "اليوم تخرجت من الابتدائية ولم يكن بجانبي أحد ، افتقدكم يا والدي "
والثانية كان بها نفس المعلومات ومضمونها "اليوم تخرجت من الإعدادية ، وأيضا لم أجدكم بجانبي يا والدي "
والثالثة كانت ورقة مكتوب بها "اليوم تخرجت من الثانوية ، ولم أفوز بصديق واحد ، أشعر بالوحدة ،أين أنتم يا أبواي اشتقت لكم كثيرا "
****
بعدها أسندت ظهرها للخلف ونظرت لأعلى ،
وعادت بها ذكرياتها إلى ما قبل ثلاث عشر سنة
مضت ، حين كانت تدرس بالصف الثالث الابتدائي.....وشاء الله أن يذهبا والديها إلى رحلة مجهولة لا أحد يعلم أين هي
وبعدها بأيام أرسل شخص مجهول رسالة للمنزل بأن والديها توافاهم الله ، فكانت ذلك اليوم عائدة من المدرسة فأثناء دلوفها للمنزل وجدت جدتها تبكي ، فأسرعت إليها قائله بطفولة
نادرة بدموع طفولية: عاعاعااى يا تيتا مالت بتحيتي تده نيه (أي يا تيتا مالك بتعيطى كده لي )
جدتها قامت بأخذها بين أحضانها وهي تبكي وأردفت بدموع وصوت متحجرش : م م فيش يا قلب تيتا بس بابا وماما راحو رحلة وهيتاخروا شوية عقبال ميجو باذن الله
قالت نادرة بدومع : خلاث يا تيتا متعيتيس
(خلاص يا تيتا متعيطيش )
حتى أفاقت من ذكرياتها وزفرت زفرة قوية
ونظرت إلى ورقة كبيرة أسفل الوريقات المعلقة
مضمونها "لازم اغامر واستحمل اى حاجه ، انا غير الكل انا نادرة "
ثم أرسلت رسالة إلى معتصم الشخص الذى تعرفت عليه فى بداية الجامعة وتقدم لخطبتها أكثر من مرة ولكن جدتها ترفض وتقول :
انتى غالية يا نادرة وتستاهلى الغالي
وكان مضمون الرسالة :
" هتحاول تانى علشانى يا معتصم "
معتصم رد بعد ساعتين من الرسالة وأرسل :
انا والله عندى احاول العمر كله علشانك يا نادرة وباذن الله المرادى جدتك توافق انا هنزل من القاهرة بكره واجى اسيوط اطلب ايدك تانى يا رب توافق يا رب
نادرة : هتوافق هتوافق باذن الله
معتصم : ان شاء الله
معتصم : طب اى عملتى اللى قولتلك عليه
نادرة: اه جبت معلومات من على النت كافيه أننا نوصل وتاخد الكنز وجدتى توافق بيك
هى بتقول انتى غالية ولازم واحد يقدر غلاوتك
معتصم : انتى اغلى حد فى الدنيا يا عمرى
نادرة : طب يلا سلام علشان لو عرفت انى كلمتك هتقاطعنى وتزعل منى ومش هتخلينى انزل من البيت
معتصم : سلام
وكانت نادرة تتذكر حديث جدتها عندما قالت لها:
انتى اغلى من انك تكلمى راجل من ورايا صونى نفسك يا نادرة يابتى دا خريج اثار
نادره بعصبية وصوت عالى : طب اى يا تيتا يعنى لما يكون خريج اثار فيها اى بس هو بيحبنى وانا بحبه والله ياتيتا وافقى بقى انتى لى كده
جدت نادرة بدموع : جه اليوم اللى ترفعى عليه صوتك فيه يابت ولدى
نادرة بدموع : يا تيتا انا غلبت أسألك اى اللى مخبياه عنى وانتى مش راضيه تحكى طيب
الجدة بعصبية : انا طالعة فوق انام انتى مفيش فيكى فائده بس افتكرى ان ربنا اللى بتعصية ومش بتعملى غير اللى فى دماغك اى ان كان صح او خطأ حلال أو حرام هتتحاسبى عليه قريب
وفى الصباح
بعد صلاة الفجر كان جدت نادرة تفتح الباب كعادتها كل يوم بعد تأدية فرضها وتجلس خارج المنزل لتستنشق الهواء الطلق فى الصباح الباكر مع اشراق الشمس وأثناء خروجها لتجلس خارج باب المنزل على (دكه ) فنظرت نظرة عميقة لآخر الشارع وعلمت أنه هو ذلك المعتصم الذى لا يمل ولا يكل من طلب يد ابنت ابنها
أردف معتصم بمرح وبصوت عالى :تيتا حبيبتى اللى بعد بكره هتكمل اتنين وتمانين سنة عامله اى
اردفت الجدة بعصبية : وانت مالك انت عامله اى ولا مش عامله اى اقسم بالله لو مبعدتش عن بت ولدى لأندمك
أردف معتصم بحزن وهو يتجه ليجلس بجانبها على (الدكة ) :طب ياتيتا انتى بترفضيني لي
ثم أردف بحده :
عاير سبب مقنع بالله عليكى علشان أنا قربت أشق الخلقات
الجدة : أهو كده شايفاك مش مناسب
معتصم بحزن : طب وقليلي اعمل أي علشان أكون مناسب طب
الجدة : لا مهو أنت مهمها عملت مش مناسب لبت ولدى
معتصم بعصبية: طب اعمل أي علشان تقبلى أنا زهقت اقسم بالله مش هقولها على الغرفة السرية ولا هقولها على اى حاجه تخص الآثار والله صدقينى بس انا بحبها
الجدة بجمود: بص ياولدى انا اه كبيرة زى منت بتقول كده وقربت اكمل الاتنين وتمانين لكن عارفاك انت عايز اى من نادرة هى علشان متفوقه وتعرف تفك الشفرات تقوم تستغلها
علشان تدخلك الغرفة السرية لى
معتصم باندهاش : اى دا انتى عرفتى ازاى قصدى
اى اللى بتقوليه دا لا طبعا اكيد كلامك خطأ
الجدة بضحكة سخرية ....
تكمله البارت الأول
الجدة بسخرية : التجاعيد دى مش من فراغ كل تجعيدة فيه بتحكى ألف قصه وألف حكاية
معتصم بتوتر : طب السلام عليكم أنا ماشى
بس هرجع تأنى
الجدة بصوت عالي نسبيا ممزوج بدموع: إياك تفكر أنك تقدر تاخد منى بنت ولدى أنت أكيد متعرفنيش كويس
ثم دلفت إلى الداخل وصعدت إلى غرفة نادرة وأيقظتها قائلة بحنان: قومي يل بابنتي الساعة تمانية
نادرة بنعاس : اى بس يا تيتا الوقت بدرى خالص
الجدة بضحك : طب وان قولتلك معتصم جا
نادرة انتفضت من على الفراش قائلة : فين طب وافقتى طب هو قال اى
الجدة بضحك على ردة فعلها : لا يا حبيبتي انا طردته من هنا
نادرة بحزن : لى بس يا تيتا
الجدة بحنان وهى تتجه لتجلس بجانبها على الفراش : بصى يابتى عايزه اعرفك حاجه غرفة الاسرار اللى انتى بتدورى على كل المعلومات عنها دى انا دخلتها
نادرة بصدمة : اى
الجدة بضحك : دخلتها انا وعاشقة غرفة الاسرار
نادرة باندهاش : قصدك مين يعنى
الجدة بجدية : الغرفة اسمها غرفة ( آناضول توتكين)
نادرة بعدم فهم : مين آناضول دا
الجدة : دا اللى بنى الغرفة وصاحب البيت المهجور يا قلبى
نادرة بصدمة : بس مفيش ولا معلومة على النت بتتكلم عن صاحب البيت أو اسمه حتى
الجدة بضحك : مهو محدش يعرف غير اللى معاه الكتاب
نادرة بصدمة وزهول : كتاب !؟
الجدة : انا هاخدك لصديقتى بذات نفسها تحكيلك عن اللى شوفناه احنا اول مدخلنا البيت كان معانا لمبة بجاز بتاعة زمان دى
ثم اردفت بضحك
اول ما وقفنا قدام باب الغرفة اللمبات انطفت فطلعنا نجرى لبره وركبنا كانت بتخبط فى بعضها
نادرة بضحك : ركبكم انا بالله فصلت
ثم اخذتها الجدة من يدها واتجهت بها إلى منزل صغير بجانب منزلهم فوقفت نادرة واردفت باندهاش :
عاشقة غرفة الأسرار تيتا عظيمة مش معقول
الجدة عظيمة وهى تخرج باكواب الشاى : لا صدقى يابتى
ثم اردفت جدة نادرة : انا همشى واسيبك مع عظيمة تحكيلك علشان هطبخ ماشى واياكى تفكرى بعد ما تسمعى اى حاجه انك تقربى من البيت اصلا تمام
نادرة بعدم اهتمام : تمام تمام
وجلست بجانب الجدة عظيمة واردفت
ها ياتيتا عظيمة سامعاكى
الجدة عظيمة بضحك: نفس اللهفة والفرحة اللى فى عيونك دى شوفتها من تلاتاشر سنه فى عيون امك كانت شبهك جدا عيونها عسلية زيك كده وشجاعة كانت بيضا زيك بالظبط انتى النسخة التانيه منها
نادرة بدموع : انتى شفتى ماما وبابا
الجدة بحنان : هم جم قبل كده وحكتلهم عن غرفة الاسرار دى
وقالو إنهم هيروحوها زيارة زى رحلة كده ثم اردفت بحزن :
بس مرجعوش من ساعتها
نادرة بصدمة : هو ماما وبابا راحو غرفة الاسرار برضو
الجدة عظيمة : اه وانا وجدتك دخلنا عند الباب الرئيسى بس مكملناش
جدتك لما لمباات الجاز انطفت تحسب فى عافريت
وهى اصلا بسبب نقص الاكسجين لان البيت على عمق عشرة متر من الأرض يعنى الأكسجين قليل بس انا مرضتش احبط جدتك واقولها أننا مدخلناش اصلا وان وصلنا على باب البيت بس وهى لغاية دلوقت تجعل أنها دخلت وفخورة بنفسها
نادرة بدموع : طب طب انا عايزه أقرأ الكتاب
الجدة عظيمة : أهو الكتاب
وبدأت تقرا نادرة به وعن عظمة هذا الغرفة وفي نهاية آخر صفحة وجدت الكنز هو .....
ولا يوجد أي أوراق أخرى بعد هذه الصفحة ولا تعلم ما هو الكنز
وما هي الأسرار
فطلبت أن تأخذ هذا الكتاب من الجدة عظيمة لتقراه جيدا في المنزل وعند خروجها
اصطدمت ب معتصم ...