رواية لأجلك أحيا الفصل العاشر 10 بقلم أميرة مدحت
رواية لأجلك أحيا المشهد العاشر 10
تلك الليلة لم يزوره النوم، بل ظل جالسًا على المقعد بجوار فراشها، يحدق بملامحها المُستكينة الواهنة، أفكار كثيرة تراوده، إذا تم كشف الحقيقة، سيواجه الكثير من الصعوبات أهمها جده ووالدته.
سيعلم جده أنه لم يقتلها، فـ بالتالي لم يُقتل أي أمرأة أرتكبت تلك الجريمة، ستتحول الأمور إلى عواقب وخيمة، ولكن يجب عليه أن يواجه الجميع بالحقيقة، فإن كان قتلها وهي الضحية، وأكتشف ذلك لاحقًا، ماذا كان سيفعل؟!..
نهض عن مقعده متوجهًا نحو ركنٍ بعيد، ألتفت برأسه ينظر إليها وهو يقول بشرود:
-لأول مرة أبقى حاسس أني قدام بني آدمة صادقة.
سحب نفسًا عميقًا وهو يتابع:
-إنتي فاكرة إنك أول ما تكشفي الحقيقة يبقى كل حاجة أتحلت، هو فعلاً هيبقى أتحل ليكي، لكن المصايب مش هترحمني ولو يوم واحد.
إبتسم بتهكم وهو يُضيف:
-ده مش بعيد جدي يقتلني فيها، ما هو ده القانون.
أطرق رأسه قبل أن يقول بسخرية:
-ست سنين وأنا مفهمه إني بنفذ القانون، لازم يعمل فيا كده.
صمت قليلاً قبل أن يقول بحسم:
-بس لازم أأمنلك حياة كويسة وفيها أمان بعيد عن أمك وأخوكي ثاقب، أنا هكلم وافي وإبن عمه، وهتفق معاهم على كل حاجة، لأني أتأكدت أن دول إللي بيحبوكي بجد.
أظلمت عيناه لظلامٍ دامس وهو يتمتم بقسوة:
-وساهد هدفعه التمن غالي أوي.
***
في صباح اليوم التالي، خرج "الهامي" من غرفته بخطى هادئة هابطًا إلى الأسفل، حدج الجميع بنظراتٍ قاسية، ضيق عينيه بريبة وهو يلقي نظرة على ساعة يده، قبل أن يهدر بصوته الصارم:
-راجي، راااااااجي.
أتى بخطوات راكضة وهو يتمتم بقلق:
-إيه؟؟.. في إيه يا بابا؟؟..
تسائل بصوتٍ حاد:
-فين أصهب؟؟.. المفروض يكون معانا دلوقتي، هو مرجعش البيت من إمبارح ولا إيه؟؟..
رد عليه بهدوءٍ:
-جايز يكون عنده حاجة ضرورية، و..
قاطعـه بصرامة مخيفة:
-مينفعش الكلام ده، إبنك لازم يكون هنا في ميعاده، وبعدين هو بيختفي بيروح فين؟؟..
صمت "راجي" بتوتر، فتابع "الهامي" وهو يشير بإصبعيه:
-إسمع يا راجي، لما إبنك يجي تقوله يجيلي، عشان أفهم سيادته بيروح فين؟؟.. لأن الموضوع زاد عن حده.
طأطأ "راجي" رأسه وهو يقول بهدوءٍ زائف:
-حاضر، أول ما يوصل هبعته عندك على طول.
رمقه بنظرة أخيرة ضاجرة قبل أن يرحل من أمامه، تابعه الأخير بنظراته الغامضة مُبتسمًا بتهكم، زفر بضيق وهو يرى قدوم "شهيناز" وعلى وجهها إبتسامة مثيرة للأستفزاز، وقفت أمامه عاقدة ساعديها أمام صدرها وهي تسأله بسخرية:
-إيه مالك؟؟.. مش طايق نفسك كده؟؟..
هتف بضيق كبير:
-عايزة إيه يا شهيناز؟؟..
تنهدت وهي تقول بهدوءٍ:
-كنت عاوزة أقولك، إيه رأيك فـ جايدا؟؟..
عقد ما بين حاجبيه وهو يُجيب:
-مين دي أصلاً؟؟.. وبعدين رأيي فيها إيه؟؟..
دت عليه بحنق:
-دي بنت عُلا صاحبتي، إيه رأيك لو جوزناها لإبننا أصهب؟؟.. قيمة ومركز وجمال وكل حاجة.
أمتعضت ملامحه بشدة وهو يقول:
-لأ طبعًا، دي بنت صايعة، وأنا مش موافق، ولا أصهب هيوافق عليها أبدًا، قال جايدا قال.
قالت "شهيناز" بغضبٍ:
-ومالها بقى؟؟.. وبعدين أصهب يقول لأ إيه، طيب يه رأيك أنه هيوافق يتجوزها أول ما أعرض عليه الموضوع.
أتسعت إبتسامته الساخرة وهو يتمتم:
-أبقي قبليني.
غادر من أمامها وهو يغمغم بكلماتٍ غير مفهومة، تابعته بغيظٍ شديد وهي تحرك رأسها بالسلب، جلست على أقرب أريكة وهي تقول بحزم:
-لأ، أنا هجوزهاله، ويبقى يوريني هيقولي لأ إزاي.
***