رواية عشق الياس الفصل الثامن عشر 18 بقلم منة محمد الشهيرة (منوشه)
رواية عشق الياس البارت الثامن عشر 18
امسك هاتفه ليجد مها هاتفته اكثر من عشرة مرات،طلب رقمها ثم وضع الهاتف علي اذنه،بعد عدة ثواني استمع لصراخ مها هاتفه:
_الحقني ياماااااااازن الزاني هنا وبيحاول يعتدي علي مروه بس هي بتجري منه، الحقنااااااا بسرررررررررعه الياس مش بيرد،اختي هضييييع ياماااااازن الحقنا
ما ان سمع مازن صراخ مها حتي ركض مغادرا غرفته والقلق ينهش قلبه دون رحمه، قاطع محاولة مازن للتحدث انغلاق المكالمه، استقل سيارة الاجره مسرعا وهو يهاتف الياس،بعد قليل من الوقت دلف الياس الي منزل والدته، وجد مازن يجلس بجانب مها الباكيه،ووالدته جالسه علي المقعد وتنتحب بقوه،بحث بمقلتيه عن مروه لكنه لم يجدها، اقترب من والدته ببطئ غير مستوعب ما يخبره به عقله،عندما رأته والدته ارتمت بين احضانه وهي تردد:
_بنتي ياالياس، اخدها الكلب اخدها من وسطينا ولما جينا نقرب منه حط السكينه علي رقبتها، انا عايزه بنتي بالله عليك يابني، متعاقبنيش ببنتي ياااااارب، انا تعبت من العقااب بقالي سنين مستحملاه بس بنتي لالالا.
حمل الياس والدته بصمت وهو يشير الي مازن، دلف الي احدي الغرف ووضعها علي الفراش وهو يقبل رأسها هاتفا:
_اختي هتبقي في حضننا ياامي اطمني.
وجدها مازالت تردد حديثها بلا توقف والعبرات تملئ وجهها، نظر الي مازن الذي يقف خلفه مردفا:
_اديلها حقنه مهدئه يا مازن هو انت مش دكتور.
اومأ مازن هاتفا:
_انا دكتور نفسي علفكره مش عضوي بس هنزل اشتري الحقنه وهطلع ادهلها.
اومأ الياس بصمت فغادر مازن، عندما جاء الياس يغادر الغرفه وجد والدته تتشبث به وهي تردد ما قالته، تنهد بقوه ثم جلس بجانبها علي الفراش وضمها الي حضنه بأحدي يديه، وباليد الاخري اخرج هاتفه من جيب بنطاله، طلب رقم مصعب، بعد ثواني كان مصعب يجيب هاتفا:
_الياس انا كنت لسه هكلمك حسام هرب.
هتف الياس بعدم استيعاب لما يحدث حوله:
_الزاني خطف اختي يامصعب.
رد مصعب بصدمه:
_ايه ازاي ده حصل، اقفل اقفل انا جايلك ومتقلقش اختك هتكون في حضنك النهارده.
اغلق الياس الهاتف ثم اغمض مقلتيه وهو يضم والدته الي حضنه بقوه،بعد دقائق استمع لصوت اقدام تتجه داخل الغرفه، فتح مقلتيه ليجد مازن يقف امامه، هتف ما ان رأه:
_تعالي اديها الحقنه يلا علشان اعرف اقوم.
اومأ مازن بموافقه ثم بدأ في اعطائها الابره، بعدما انتهي مازن غطت في نوم عميق، نهض الياس مغادرا الغرفه،تفاجئ الياس بمصطفي وخالد يجلسوا علي الاريكه، اقترب منهم هاتفا بأستغراب:
_انتوا عرفتوا منين؟!
رد مصطفي بقلق:
_انا عرفت من خالد وخالد عرف من مراتك اللي هتجنن وتجيلك.
قاطع حديثهم دخول خديجه الي المنزل هاتفه:
_انا جيت خلاص مش لسه هتجنن، اقتربت خديجه من الياس هاتفه بحنان:
_مقدرتش تبقي محتاجني جنبك ومجيش.
ضمها الياس بصمت ثم هتف وهو يبتعد عنها:
_المهم يا مصطفي مصعب زمانه جاي انا بعتله اللوكيشن، شوف حد يصلح الباب اللي اتكسر ده علشان مها.
اومأ مصطفي بموافقه ثم غادر المنزل، ربتت خديجه علي ظهره هاتفه بثقه:
_هترجع ان شاء الله متقلقش.
رد الياس بألم:
_انا مش قادر اتكلم حاسس كأني عاجز لا اعرفلها مكان ولا حتي طريقه اوصل بيها للكلب اللي خطفها.
اردفت خديجه بهدوء:
_خليك واثق ان ربنا هيحميها، قوم بس صلي ركعتين كده وادعي ربنا لحد ما الرائد يجي وتشوفوا هتوصلوا ليها ازاي.
اومأ الياس بموافقه ثم توجه ليختلي بربه، بعد برهه من الزمن دلف مصعب الي المنزل، رحب بيه خالد بهدوء ثم جلس بجانبه حتي يأتي الياس، عندما اتي الياس ورأي مصعب يجلس هتف بلهفة:
_عرفت اي حاجه عن اختي يامصعب.
نظر مصعب الي الاسفل وهو يهتف بهدوء:
_انا عارف اختك فين ياالياس وصراحه احنا اللي سيبنا المجرم يهرب علشان عايزين نوصل للاكبر منه،اصل الموضوع مطلعش واحد بيبع مخدرات، ده طلع بيشتغل لحساب واحد كبير في البلد ولازم نجيب دليل يدينه علشان نقدر نقبض عليه، مكنش فيه حل تاني علشان كده سيبناه يهرب علي اساس اننا نقدر نوصل للورق اللي مع حسام واللي في نفس الوقت يدين الراجل الكبير، بس متصورناش انه هيطلع علي اختك علطول.
لم يشعر الياس بنفسه الا وهو يلكم مصعب بقوه هاتفا بغضب شديد نادرا ما يظهر عليه:
_بقي عارف مكان اختي ولسه واقف ده زمانه اعتدي عليهااااا.
رد مصعب بهدوء:
_انا مقدر حالتك ياالياس علشان كده مش هعلق علي ضربك ليا، بس بالنسبه لاختك متقلقش حسام عارف انه معندوش وقت علشان كده حط اختك في مخزن وراح يجيب الورق علشان يسافر بره مصر،ورجالتي محاوطين المخزن كله، لكن مش هينفع نهجم غير لما حسام يرجع علشان نقبض عليه وناخد الورق.
نظر له الياس بغضب من هدوءه:
_انا ملييش دعوه بكل ده انا عايز اختي تبقي هنا حالا يامصعب.
تنهد مصعب بضيق هاتفا:
_افهم بقي ياغبي اول مره متشغلش عقلك، قولتلك اختك هترجع ولو علي جثتي هترجع بس مش هينفع نهجم دلوقتي لان حتي لو جيبناها ايه اللي يضمنلك انه مش هيخطفها تاني ها، انا مش هينفع افضل اتكلم كتير انا جيت اطمنك وبس، لكن دلوقتي انا لازم امشي.
هتف الياس بجديه:
_انا جاي معاك.
نظر له مصعب بتردد فرد الياس بتصميم عندما رأي نظرة التردد تملئ مقلتيه:
_انا جاي معاك يامصعب.
اومأ مصعب بأستسلام فليس امامه وقت للمجادله، هتف خالد بأصرار:
_وانا جاي معاكم ومحدش يحاول يمنعني.
تنهد مصعب بقوه هاتفا بغيظ:
_بقولكم ايه انا معنديش وقت، اتفضلوا انتوا الاتنين قدامي لما نشوف اخرتها.
دلف مصطفي الي المنزل ومعه الرجل الذي بدأ في عمله في الحال، هتف مصطفي بتعجب:
_هتروحوا فين؟!
رد الياس بجديه:
_رايحين ننقذ مروه و قبل ما تتكلم يامصطفي، مش هينفع ابدا تيجي معانا علشان مش هينفع كلنا نسيب امي ومراتي واختي، مش هبقي مطمن عليهم لازم راجل يقعد هنا، وانا مش هأمن حد عليهم غيرك يااخويا.
اومأ مصطفي هاتفا بجديه:
_عيوني يااخويا عيلتك في رقبتي ومحدش هيقدر يجي جنبهم غير علي جثتي.
رد الياس بثقه:
_عارف وخلي مازن كمان معاك، يلا بينا يامصعب.
غادر الجميع متوجهين حيث يقبع المخزن،وقف الجميع منتظرين قدوم حسام، حتي رأي مصعب رجل يدلف الي المصنع بزي مختلف، تأكد انه هو فهتف بجديه:
_يلا يارجاله هجووووووم.
هجم رجال الشرطه علي المخزن ليتفاجئ حسام بهم، وضع الهاتف مسرعا علي رأس مروه تسلل خالد من الخلف امسك يديه الذي يمسك بها الهاتف ورفعها للاعلي، ركضت مروه الي اخيها تحتمي فيه برعب، انطلق الرصاص في الاعلي، حاول حسام المقاومة لكنه لم يستطيع، اقترب منه رجال الشرطه واستطاعوا الامساك به بمساعدة خالد، اقترب مصعب من خالد هاتفا بمرح:
_لا انت تشتغل معانا بقي.
ابتسم خالد بقوه ثم نظر الي مروه التي تنظر له بخوف، استمع الجميع لصوت رصاصه تنطلق من مكان ما لتصيب جسد احد منهم، نظر الجميع لمصدر الصوت ليجدوا حسام استطاع اختطاف مسدس الضابط الذي كان يمسك به، اطلق احدي الضباط في الحال رصاصه لتصيب حسام في رأسه ويسقط قتيل في الحال، استمع الجميع لصوت ارتطام احد بالارض بعد سقوط حسام، نظر الجميع الي مصدر الصوت ليتفاجؤ به يصارع من اجل التقاط انفاسه،ركض الجميع تجاهه وهم يصرخوا.
...
نهض قصي من علي الفراش وهو يصيح بغضب:
_يعني ايه ابوه واخوه في السجن، انا مكنتش اعرف الموضوع ده، انا استحاله اوافق هكلمه اقوله كل شئ قسمه ونصيب.
جاء قصي ليغادر لكنه فوجئ بفريده تهتف برجاء:
_لا متعملش كده ياقصي لا.
نظر لها قصي بأستنكار لرجائها هاتفا:
_بتترجيني يافريده انا عايز افهم انتي متمسكه بيه كده ليه، انتي تعرفيه طيب من قبل ما تشوفيه في القسم؟!
نفت فريده ذلك برأسها فأردف قصي بتساؤل يشوبه الغضب:
_امال متمسكه فيه كده لييييييه؟!
اكمل حديثه بتهكم عندما لم يجد رد منها:
_متقوليليش انه حب من اول نظره.
هتفت فريده بثبات:
_تقابل ارواح.
نظر لها قصي بأستغراب للكلمه، فأكملت فريده حديثها بشرود:
_مش حب من اول نظره لكن هو تقابل ارواح ياقمر، روحي لما شافته قالتلي هو ده اللي هيكملك، قالتلي هو ده نصي اللي كنتي بدوري عليه.
اردفت قصي بسخريه:
_وده سبب يخليكي يافريده الحديدي تقبلي تتجوزي واحد مش مناسب في حاجه خالص، ده كفايه ان ابوه واخوه رد سجون، هتتجوزي واحد ابوه واخوه رد سجون يابنت امي وابويا.
هتفت فريده بسخريه وصوتها يرتفع لانفعالها:
_طظ اه مستغرب ليه طظ ياقصي في عيلة الحديدي كلها اللي معملتليش حاجه لما كنت هغتصب وبالاتفاق مع امي، وبعدين زعلان اوي ان ابوه واخوه رد سجون طيب وهو مين فينا اختار اهله، نسيت بسرعه اوي كده لما كل مره كنت بتنقذ امي من السجن وترجع تتخانق معاها، نسيت ان ده كان مكانها الطبيعي لولاك انت ولولا معارفك، عارف بقي ان مصطفي اللي مش عجبك ده رفض يشهد زور مع اخوه وابوه وقال الحقيقه اللي تدينهم، نسيت ان امك زي ما كانت عارفه بأغتصاب الحقير ليا كانت عارفه بخيانة مراتك ليك،انا اللي انقذني هو ربنا سبحانه وتعالي مش عيلة الحديدي يابن امي وابويا، لو انت نسيت كل ده انا منستوش ولا عمري هقدر انساه، ولا هنسي لمساته القذره علي جسمي وهو بيقولي امك بعتك ليا خلاص وبقيتي ملكي،ليه مش عجبك ده هو اللي هيصوني ويراعي ربنا فيا، اللي مش عجبك ده هو اللي روحي اول ما شافته سابتني ورحتله، اه مش مناسب مش هنكر ده بس يكفي اوي ان روحي ارتبطت بيه.
اردف قصي بحيره:
_ماانتي ممكن يجيلك واحد احسن وتحسي معاه نفس الاحساس ده.
هزت فريده رأسها بالرفض هاتفه بتصميم:
_لا انا هتجوز مصطفي ياقصي ولو سمحت سيبني مره اختار بأرادتي.
غادر قصي الغرفه دون ان يرد عليها، دلف الي غرفة سعاد ليجدها جالسه تقرأ في كتاب الله، ارتمي في احتضانها وهو يهتف:
_انا تعبان اوي يانانا مبقتش عارف الصح من الغلط.
ضمته سعاد الي احضانها وهي تهتف بحنان:
_ارجع لربنا ياحبيبي
وانت هترتاح وهتلاقي طريقك المضلم ظهر فيه شعاع نور، اما بالنسبه لفريده سيبها يابني سيبها تختار اللي هي عاوزاه علشان مترجعش في يوم وتقولك انت سبب تعاستي، هي كمان معاها حق محدش بيختار اهله ولا عياله، كلنا بنتولد وبنولد عيالنا من غير منختارهم ولا هما يختارونا.
هتف قصي بتنهيده:
_حاضر حاضر يانانا، فيه حاجه اول مره اخد بالي منها، هو حضرتك ازاي بتقرأي قرأن وانتي مش يعني.
ردت سعاد بتفهم:
_وانا مش بشوف، بص الفضل في الموضوع ده لخديجه حبيبتي، هي جابتلي بنوته جميله علمتني القراءه بطريقة لويس برايل للمكفوفين، وجبتلي مصحف بطريقه برايل علشان اقرأ فيه.
اردف قصي بتفهم:
_اه تمام فهمت كده، انا هطلع اريح شويه عن اذنك.
قبل قصي رأسها ثم غادر، صعد قصي الي غرفته، ما ان دلف الي الغرفه حتي القي جسده علي فراشه بأنهاك، يشعر بالارهاق يجتاح جسده بأكمله، لا يعلم ماذا يفعل كل ما يعلمه ان ما مر به طوال حياته استنفذ جميع طاقاته، لاول مره يشعر انه يريد ان يبكي، حاول البكاء لكنه لم يستطيع، استسلم لدوامة النوم دون اي مقاومه.
...
بعد مرور اربع شهور، كان يقف امام قبر احدهم، ينظر للقبر بألم حتي شعر بيد توضع علي كتفه، التفت ليجدها هي زوجته ورفيقته من كانت دوما بجانبه، هتفت خديجه بحنان:
_هو في مكان احسن دلوقتي صدقني.
تنهد الياس هاتفا بهدوء:
_عارف بس واجع قلبي كلامه ليا اللي قاله قبل ما يموت، مكنتش اعرف انه ملوش حد خالص غير مراته وعياله، هما دول امانته ليا وانا استحاله اهملها او افرط فيها بس مش عارف بأي حق مش عارف.
اردفت خديجه بوجع:
_اتجوزها، بتبصلي كده ليه مفيش حل تاني غير ده، اتجوزها وكده يبقي ليك كل الحق انك تخلي بالك منها ومن عيالها، متنساش ان مصعب ضحي بنفسه واخد الرصاصه بدل خالد اخويا، علشان كده انا اللي بقولك اتجوزها يا شيخ الياس.
انتهي الفصل علي كده.. الفصل 19 اضغط هنا