رواية حب في طي النسيان كاملة جميع الفصول بقلم الكاتبة المصرية المتألقة دائما صاحبة رواية نبض الادم الشهيرة الكاتبة جنى عيد
رواية حب في طي النسيان المشهد الأول
خـطـأ فـادح في حـق قلب عــاشـق
كانت نائمه علي فراش المستشفى بإسترخاء سابحةً ببحر أحلامها
ثم بدأت تغرق بهذا البحر الغدار وسرعان ما تحول حلمها إلي كابوسٍ مرعبٍ وتحول البحر لسجنٍ هي مقيده بداخله عنوه
بدت قطرات العرق تظهر علي جبهتها ... وباتت تحرك وجهها بالرفض ... وأخذت تنتفض بجنون
من يراها الآن بتلك الحاله المريبه يقول أنها تصارع أشد الرجال قوةً
وها هو كابوسها يبدأ بالوضوح أمام عينيها المغمضه
كانت تركض بسرعةٍ وتنتقل بين الأزقه والشوراع كالصغير التائه ، وتلتف حولها بكل لحظةٍ وصار فؤادها يدق كالطبول كما يرتجف كالعصفور الذي سُكب عليه دلو ماء بارد !
وفجأه .....
اصتدمت بشخصٌ فالتفت له مسرعه كي تعتذر منه ولكنها صدمت بما رأته إنه هو حبيبها الملعون الذي هجرها بدون أن يترك ورائه أيّ مبرر لما فعله
أخذت تحملق به بصدمةٍ وخوف وقالت بنبره متقطعه أثر ثقل لسانها
-إإنــــت !
صدح صوت ضحكاته الساخره في المكان بأكمله و أردف بخبث ولعابه يكاد أن يسيل
-اه أنا يا سوده إيه اتفاجئتي ...
تابع حديثه وعينيه تمر علي سائر جسدها الممشوق
-سودة إيه بقي ما إنتِ طلعتي حلوه أهو إمال زمان كنتِ عامله زي البومه ليه ؟
ارتجفت بارتعاب ولم تفتها نظرات عينيه القذره الملتهمه لجسدها
فبدأت بالركض مره أخري بسرعه فائقه وباتت تتمني بداخلها أن تحدث معجزه إلهيه وتحلق بالسماء لتهرب من الوحش الذي يفصل بينها وبينه بضع أمتار ..
توقفت للمره الثانيه بسبب الشخص الذي رآته أمامها وهذه المره لم تخاف أو تهرب بل صارت تبكي بهزيان ثم استطردت بهمس خافت طغٰاه الندم
-ياريتك ترجع تاني يا "يزيد" ... يارتني مُت قبل ما أجرحك ...
إلتفت ورائها فرأت الملعون الذي خذلها ثم نظرت أمامها فشاهدت العاشق الذي خذلته !
بين هذان الإثنان تضاد فلا يتساويان ... واللّٰه لا يتساويان
وبعد معاناه من الأطباء اللذين يحاولون إيقاظها بعد أن آتوا علي صوت صراخها ...
فاقت من نومها الغير مريح بالمره وأخذت تنظر للأطباء بنظراتٍ معبره عن شكرها لهم لأنهم أيقظوها من كابوسها البشع كما يفعلون دائماً
سرعان ما بدأ الأطباء بالذهاب حينما دلفت فتاه إلي الغرفه ...
تقدمت منها تلك الفتاه ثم جلست قبالتها على مقعد جلدي
وتحدثت بحنو محاولةً بعث الإطمئنان لروحها التي هجرها السلام منذ وقتٍ طويل
-إيه ده بقي ؟ ينفع كده يا ست "چيْدا" كل ما أقول هروح بيتي ... ألاقيهم بينادولي من عند باب المستشفي عشان أجيلك ..
فهتفت الأخري بإمتنان وبدا علي وجهها بسمه صغيره مرهقه
-أسفه والله يا "زينه " عارفه إنك بقالك أكتر من سنتين تعبانه معايا بس أعمل إيه ..؟ غصب عني مش بإيدي والله !
أنهت حديثها بشهقه صدرت أثر تعثر تنفسها بسبب الإختناق القابض علي رئتيها
لدغت "زينه" وجنتها الحمراء من البكاء مردفةً بنبره معاتبه وممازحه أيضاً
-يا بنتي تعب إيه بس .. أنا نفسي أعد معاكى علطول يا چوچو والله ... بس الحج أصدر فرمان ينص على إني لازم أرجع البيت بدري لكده ل هيتعشوا من غيري وياريت جت على كده بس لأ وهحط قفل على باب المطبخ عشان مأكلش !
-شوفتي بقي أنا مظلومه في البيت ده أد إيه هو عشان ماليش لا حبيب يأكلني ،، ولا قريب يعشيني ،، ولا غريب يغديني ... كله ييجي عليا كده !
نطقتها مضيقه عيناها بغيظ مصطنع ولهجه مرحه
ارتسمت البهجه علي ملامح وجه "چيْدا" وسألتها والدعابه تنبض من كلماتها
-يعيني يا حبة قلبي ، كل ده بيحصل فيكي وإنتِ ساكته
-اه شوفتي يا "چيدا" يا أختي والله ساعات بفكر أشتكيهم في محكمة الأسره أو أبلغ عليهم حقوق الإنسان أيهما أقرب
نظرت "چيدا" حولها ثم سحبت وساده من جانبها وألقتها ب "زينه " صائحةً بغيظ
-امشي يا بنتي بره أنا عندي مراره واحده ومش عيزاها تتفقع الوقتي !
ضحكت "زينه " بصخب وهزت رأسها ب نعم وتحدثت بمزاح
-آدي ال باخده من وراكي ... ماشي ماشي ... انا همشي وربنا علي الظالم والمفتري
غادرت "زينه" الغرفه غاقلةً الباب خلفها
وعند هذه اللحظه
شرعت "چيدا" بالبكاء وعبراتها تسقط بغزاره علي وجهها الذابل
أخذت تشهق بآلم وندم علي ما ارتكبته بالماضي من خطأ فادح في حق قلب عاشق !
مالت بجذعها للخلف ساندةً بظهرها علي الوساده البيضاء المماثله ل شرشف الفراش
وجففت دموعها وهي تتمتم بندم
-سامحني يا "يزيد"...!
ثم نظرت للسقف بشرود خاشيةً النوم بسبب ما يراودها من كوابيس مزعجه
***
كان يقف في مكتبه متهجم الوجه بعد أن انتهى من مكالمته
ضغط علي يده بعصبيه ثم ألقي هاتفه بغضب عارمٍ ليسقط الهاتف أرضاً ويتحطم لأشلاء
دلفت إحدي الممرضات لمكتبه بعد أن دقّت الباب ثم تحدثت بالإنجليزية قائلةً
-دكتور "يزيد" هناك ملف يخص مريضه يجب أن تقرأه !
أماء لها "يزيد" مردفاً بلباقه وهو يحاول بقدر الإمكان أن يُخفي غضبه ويسيطر علي عصبيته المفرطه
-حسناً "چاكلين" ذكريني غداً أن أقرأه !
ابتسمت "چاكلين" بحالميه وهزت رأسه بنعم ثم ذهبت وفؤادها يرقص فرحاً لأنها تتحدث يومياً مع أشهر طبيب في روما وأجمل رجل ستقابله في حياتها الوسيم
"يزيد الراشد "
بينما "يزيد" وضع رأسه بين كفيه وأخذ يدلكه بإحتراف حتى يخفف من الدوار الذي يشعر به منذ الصباح !
تنهد بضجر وتمعض وجهه أكثر بعد أن شد عليه الآلم وهتف باستياء
-لأ كده كتير ....
أراح رأسه للخلف ثم أغمض عينيه
ورويداً رويداً بدأ يظهر الجمود والقسوه العارمه على ملامح وجهه
وذلك بسبب عقله المكتظ بالذكريات المعكره لصفوه والتي يرجو زوالها من حياته كأنها لم تصير قط !
#فلاش_باك
قبل إحدي عشر عام
توقفت سياره سوداء فاخره أمام مدرسة ** للمرحله الثانويه وترجلت منها فتاه قصيرة القامه وكانت تهم بدخول المدرسه ولكن نداء أحدهم بإسمها جعلها تتوقف وتلتف ناحية الصوت
ابتسمت وتقدمت من ذاك الشخص ثم قالت بترحاب ولطف
-هاي يا "يزيد" إذيك
وسرعان ما تلاشت بسمتها وتخشبت مكانها حينما
هتف "يزيد" بسرعةٍ
-"چيدا" أنا بحبك
هزت رأسها بصدمه وسألته بعدم فهم
-نعم ؟
أردف مره ثانيةً وقد طغا التوتر نبرته
-أنا بحبك
أماءت له ثم ضحكت بسخريه ودون أن تعطي أي أهميه لقلبه العاشق استطردت بتعجرف
-و أنا مبحبكش ...
-بس
قاطعت حديثه بعد أن رمقته بنظرة استحقار وتحدثت بسخط ولهجه فظه
-بس إيه يا إبني ،، هو عشان عاملتك حلو أبقي بحبك انا مش بطيقك اصلا وبابي هو ال قالي أعاملك كويس عشان الصفقه ال بينه وبين باباك تتم
استعاد "يزيد" رباط جأشه ثم رد عليها بنبره مهزوزه بعد أن جرحت كرامته وقلبه لم يعد سليم معافى بل أصبح حطام !
-تمام ياريت تعتبريني مقولتش حاجه ...
#باك
تحشرج صوته وكأن الكلمات تنهش في روحه
-أنا لازم أرجع مصر ! مش هفضل طول عمري قاعد في الغربه بسبب واحده مقدرتش مشاعري ليها
بسبب واحده كانت السبب في دماري حرفياً ..... ربنا يسامحك على ال عملتيه في قلبي يا "چيدا" ويداويني من الجرح ال عمر ما وجعه خف
***
أول بارت كده خلص .. أتمنى البدايه تكون عجبتكم 💛 .. المشهد الثاني اضغط هنا