رواية عشق أمير الجان الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فرح إبراهيم
رواية عشق أمير الجان الفصل الرابع والعشرون 24
ألم شنيع يتملك من سائر جسدها.. وكأنها مقيده بأغلال حديده تعتصرها وتجعلها تشعر بعدم قدرتها علي مقاومه هذا اللاوعي وتستعيد وعيها..!! ، شريط يمر امام عينيها يحمل الكثير و الكثير من الذكريات علي مر عمرها.. ولكن كان اشهرهم بهجه فبالتأكيد ذكرياتها معه..
ابتسمت بوهن حين تذكرت "عظيم" تلك اللحظه التي افاقت علي وجهه الصغير الصارم رغم برائته فقد خيل لها انها تري والده في صوره مصغره له..!!
هنا وبدأت بسمتها تتلاشي حين حملتها الذكريات الي اخر ما دلف لعقلها قبل اغماؤها...
فتحت عينيها بفزع وهي تتلفت حولها بإندهاش
اين هي ومتي جائت الي هنا؟!..
ماذا حدث ولماذا انتزع منها ابنهم؟! لماذا اذاق حضنها عذاب فراقه ؟!..لماذا هو ليس هنا بجانبها ومن هؤلاء الذين ظهروا وماذا كانوا يريدون؟!
لقد اقشعر جسدها رعباً فور تذكرها لهيئتهم الشنيعه..!!
اعتدلت في جلستها واخذت تلتف حولها بهستريا وهي تبحث عنه في كل مكان بعيون متورمه من كثره البكاء ولكنها اندهشت لما وجدت عيناها..!!
لقد كان نائمه وافاقت علي ما لم تتخيله قد....
…
احضتن ابنه بقلب انفطر حسرةً وكسره ولكنه مغلوب علي امره .. لا يريد ان يكون هناك رابطاً بينها وبين عالمه اين كان ..ولده اذا ظل معها سيكون بمثابه طريقاً مفتوحاً لهم اوله تحت الارض واخره هي..!! .. لا يعلم مصير ولده ولكن لا يستطيع التضحيه بها اين كان..!!
بعد صراخه الذي دوي في المكان بعدما اختفت تلك الانسيه ولم يلحقها جعله يستشيط غضباً ولكن غضباً ليس من السهل التعرف عليه..!!
فقد كان غضب شيطاناً لعيناً غضبه يساوي الجحيم بعينيه..!!
_: انت الي حكمت علي نفسك بالهلاككك...
قالها بينما تضخم حجمه بطريقه مهووله حتي تفجر الكوخ الخشبي من حولهم اثر كل تلك العوامل العنيفه التي تعرض لها..
تجمعت حوله جميع تلك العقارب وزحفت فوق جسده الضخم الافاعي حتي التفت حول رقبته وكلتا زراعيه بينما رأس كل واحده منهم استقرت فوق كتفيه الايمن والايسر...
هنا ولم يعد الموقف يتحمل الصمود...
التف له هو ولأول مره يخلع تلك الملحفه الذي كان يتلفح بها فظهر شكله الذي من جبروته يجعلك تخنع له دون ارادتك..!!
لقد كان صارما ذو ملامح حاده ، انياب طويله و قرون بارزه من مقمده رأسه.. ذلك الضلع الذي ظهر من خلف ظهره وجعل له وكأنه درع معلق فوق كتفيه.. بنيانه القوي الذي اخذ يتضخم هو الاخر بينما تبعه ولديه الذين لم يتهاونوا ابداً في نيل شرف القضاء علي الشيطان..!!
لقد ترك ولده محصن وترك معه كل ما يحمله بداخله من انسانيه ليتحول لذلك الوحش الكاسح الذي عرفه عالم الجان فقط ولم يعرفه حتي عالم البشر.. تلك الهيئة المتوحشه يجعلك تظن انه شيطاناً لا يقل سلبيه عن ذلك الذي يقف امامه..
هذا غضبه الذي طالما حدث عنه بين القيل والقال في ممكلته.. هذا الغضبه الذي ارعب الجميع و اوصله لذلك المنصب دوناً عن اي حد سواه.. هذا هو غضبه الذي لا طلامه لم يتحمله احداً من قبل فكل من رآه بتلك الحاله كان هلاكه محتوماً..!!
لقد كانت معركه داميه لم تحدث منذ العصور الوسطى..!! ظلموا طوال حياتهم يتجنبوا تلك اللحظه ولا يريدون الخوض بها ولكنها ياتت محتومه...
الان فقط هو وقت المواجهه الكبري بين كبار الجان والشيطان...
…
اقتلعت روحها بنصل حاد حين وجدت نفسها مجرده من كل ما تملك..!!
حتي انها لا تستطيع مقاومه ذلك الالم الذي يفتك برأسها حتي تنهض فوق قدميها..!!
لقد كانت ممده فوق ذلك ما يسمي بالرصيف تحت بيتهم وكأنها بلا مأوي..!!
نظرت لملابسها لتري انها ترتدي عبائه سوداء وشعرها ملتف بطرحه سوداء غامقه لونها..!!
ظلت تنظر لنفسها وللطريق وللماره بأعين متسعه ولا تستطيع النطق من وهل الصدمه..!!
لقد تصنمت مكانها وشكل عقلها عن التفكير..!!
الصدمه اكبر من ان تتحملها اعصابها فحتي لم تستطيع التفكير ماذا عليها ان تفعل..!!
لقد كانت تائهه بالمعني الحرفي : يعني ايه؟!! يعني خلاص خدوك مني؟! خدوك وخدوا ابني مني؟!! يعني مش هتبقي موجود معايا تاني؟! هااا؟! ليه مش يتظهررر؟!! ليييهههه مش بتترررددد؟!! اااظطههررللييي هنااا ورد علياااا سبتبنييي لوحديي للليييههههههه
_: لا حول ولا قوه الا بالله ربنا يشفيكي يابنتي .. اللهم احفظنا يارب... امشي يابني خلينا نلحق صلاه العصر..
_: يا بابا طب مش هنشوف اهلها؟!!
_: امشي يا بني دي شكلها مجنونه وعقلها تعبان اللهم احفظنا واشفينا.. يلا يابني..
كلمات ذلك العابر من امامها والذي تمسك بيده ابنه الذي لم يتم الثانيه عشر بعد كفيله بأن تشرح مدي سوء حالتها..!!
لقد كانت تجلس فوق الارض تصرخ بجنون وهستريا تجعلك تظن انها صاحبه مرض نفسي مزمن وحالتها متأخره....
_: خخدووواا ابننيي مننيي... خدوه منييي!!
مش مسمحاكم كلكم.. انتم السببب.. آآآآآه
حرقه كلماتها كانت وافيه لشرح مدي تلف روحها وتألم قلبها...!!
…
سجد لربه راكعاً يناجيه ويطلب رحمته ولطفه في ان يثلج قلبهم فها هم يقاربون علي نصف السنه ولكنهم يشعرون ان فراقها كان ليله امس..!!
انهي صلاته ليرفع رأسه وينظر لأخيه في الاسلام الذي جاوره في صلاته ثم القي عليه التحيه بإبتسامة بشوشه تلاشت فور سماعه لكلمات ذلك الصبي الذي دخل مهرولاً المسجد يصرخ بأعلى حسه وانفاس متلاحقه...
_: يا عم جلالللل.. يااعمم جلاااال اللححقق الست جميله بتك طلعت عايششههه...
انفاسه انقطعت من وهل المفاجأه وشعر ان قدماها تراخت لدرجه جعلته غير قادر ان يصلب طوله وينهض او حتي ان يتحكم بأعصابه ويسأل ولكن قام ذلك الرجل الذي جاوره بهذا الدور بالنيابه عنه...
_: بتجول ايه انت يا واد انت؟!!
_: والله الست جميله بت عم جلال قاعده في الشارع تحت بيتهم وقاعده تصوت باينها اتچننت من الحادثه..!!
كانت تلك اللحظات كفيله ان تجعله يجمع رباط جأشه ويهرول تاركاً للمسجد وقلبه يحلق متمسكاً بذلك الامل...
خرج وهرول غير عابئ بتلك النظرات التي تنهال من عيون الناس فالاول مره يتخلي عن وقاره المعتاد ولكن لو علمه ما يشعر به الان لعلمه ان الامر يستحق..!!
اقترب من منزله فقد كان المنزل علي مسافه قريبه ليراها تجلس فوق الارض وتصرخ بهستريا والاطفال يبتعدون عنها ونظرات الرعب تنهال من اعينهم وكأنها من هؤلاء الذين فقدوا عقولهم واصبحوا غير واعيين لتصرفاتهم..!!
سمعها تصرخ وتهذي بكلمات غريبه جعلته يشعر وكأنه خسر كل ما يملك في لحظه فقط.!!
لقد ذبلت زهرته وهذا كان كفيلاً بأن يشعره بالإنكسار الذي لم يتذوقه كما تذوقه الان بأبشع طريقه كانت.. وستكون..!!
فرؤيه تلك التي تتسيد قلبه ودنياه بأكملها في تلك الحاله لم تكن بالهينه ابداً عليه وعلي ابويته..!
…
_: الهلاك ده مكتوب عليك من اول ما عديت حدودك واختارت التطفُل علي عالمنا مع ان حذرناك كذا مره بس انت كسرت الاتفاق مابينا واول ضحياك كانت سرايا.. وكمان...
صمت قليلاً حتي يبعث في نفوسهم الفضول ثم تابع : وكمان الانسيه ملك ..!!
ولا فاكر اني مش عارف وفاهم انك الي وسوستلها تروح لساحر الإنس عشان تكون الوسيله الرابطه بين مبتغي سرايا وبين عالم الانس الي مكنتش هتقدر توصله عشان حرم عليها تسيب ارض العالم السفلي .. وكمان لو فكرت اني مش عارف انك ظهرت للأنسيه دي عشان متقدرش تستحمل ويحصلها حاله نفسيه وتترمي بقيت عمرها في مصحه نفسيه ومتتكلمش وتقول علي الي شافته ولا الي كانت بتحس بيه عشان محدش من الانس الي حوليها يحس بيك ويبدأ يحاول يحرقك بالقرآن؟
لو فاكر انك محترف في اقناع الناس انك فعلاً مش موجود فأنا ذكي لدرجه تجعلك في نظري تحت رجلي..
حملت نبرته في طياتها التوعد والغموض الشديد الذي يجعلك تشعر ان هناك مخزي اخري لكلماته ولكن من الصعب ان تستشفها
ليبتسم هو متهكماً وكتم غيظه الجحيمي من كلماته المهينه واخذ يتثاقل في خطواته حتي يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة : سرايا؟!
ما ظنش واحده تملك كل تلك الرغبات النجسه في الكفر والاذي وهيبقي عندها قدره مقاومه الي يفتلحها الطريق ده..!!
كانت فرصه مفيش شيطان يقدر يسبها خصوصاً انها مخدتش مني جهد انا بس حطتها علي اول الطريق انما تغيبها وعقليتها الضعيفه الي وصلتها انها تكون ضحيه...
نظره التشفي الذي بعثها من داخل عينيه يقول انه يشعر بنشوه الفوز بل وبجداره فقد ازدات حين تابع : انما بقا رغابتها في ايذاء الانسيه الي كانت سبب لعنتك في عالمك مكنتش هي الي مختاراها بنفسها كنت انا الي عايزها تعمل كدا…!! كانت فاكره انها استعدتني عشان تطلب مني اعمل ده مقابل اي حاجة ...
ظهرت انيابه بين ابتسامته التي تحمل من الشر والخبث ما يجعلك تشعر بشمإزاز : متعرفش اني كنت واقف وراها وانا الي وسوستلها انها تعمل كدا .. فرصه استمتع بكفرها الي بيرضي غروري وفرصه اعذبك شويه لحد ما اوصلك واحرقك بإيديي.. وطبعاً انسيه زي ملك بعيد عن دينها ومتعرفش تحصن نفسها ازاي كانت زي الباب المفتوح ليا وكأنها بتندهلي عشان ألعب بيها في ايدي واحول حياتها لجحيم..
كاد ان يجب بكل قوته التي تجمعت بداخله وكأن الكلمات كانت ستصبح اسهم تغرز به ولكن اتت تلك الاسم من فم اخر : الجحيم مستنيك يا منفيت.. طول ما الساعه قايمه مفيش حد يقدر يأذي الملك ناصور او من يخصه الا الي خلقه وخلقهم والي علمنا ازاي نحرقك كويس...
بدأ في ترتيل آيات من القرآن بطريقه معينه بعدما ان اخرج حجراً كان مستخدم في زخرفه صولجانه ثم هشمه بقبضته القويه التي حولت الحجر الي تراباً بين يديه ثم ألقاه في وجه منفيت بغته ...
منفيت الذي فور سماعه لهذا رفع صولجانه واقترب منهم في سرعه البرق وحاول ان يغتال الملك بكل غضب ولكن تدخل سيمرائيل مقيدناً منفيت بقيود غير مرئيه ولكنه يتحكم بها جيداً وتدخل دهشان فأخذ يلتف حول والده بسرعه البرق وكأنه يصنع دوامه حوله ولكنه كان يفعل عازلاً وحصناً منيعاً بينه وبين منفيت..
تركت الافاعي جسد منفيت الذي كلما قطع تلك الأغلال بغضب وحاول ان يقترب.. قيده سيمرائيل مجدداً وكانت تلك المهمه الاصعب بينهم فإن ترويض الشيطان ليس بأمراً يستهان به.. !!!
تركته ثم زحفت فوق الارض واخذت تتسلق جسد سيمرائيل بينما تغرز انيابها به وتلتف حول جسده بشكل متضخم وهو يتحامل الألم حتي لا يضعف امام قوه الشيطان الذي اخذت قوته تتضاعف كلما زاد غضبه..!!
اخذت الافاعي تغرز انيابها في جسد سيمرائيل كلها علي رتم واحد.. فكانو يغرزوه بعنف ثم يسحبوا بأنيابهم بداخل جلده قبل ان يرفعوا رأسهم ويهبطوا مره اخري اعنف من ذي قبل ليعيدوا الكره مراراً وتكراراً بكل قسوه وبشاعه..!!
اصوات الملك ناصور بدأت تتعالي بينما منفيت قوته تزداد بهستريا حتي يستطيع الاقتراب من الملك الناصور والفتك به قبل ان يفتك به هو ولكن سيمرائيل صوته الذي بدأ يدوي يحمل بطياته الغضب الممزوج بالألم الذي يشعر به في سائر جسده بسبب تلك الافاعي..
دهشان الذي يحاول بأقصي جهده عزل والده..
ذلك الصوت الجحيمي وتلك التشققات التي بدأت تظهر في سائر جسد منفيت والذي سال منها سائل حالك السواد فور خروجه من جسده يتحول لديدان حجمها كبير وملحوظ فقد قارب حجمها العشر سانتي ميترات وكانت ذول شوارب طويله تتلاعب بطريقه مققزه.. وكان سائر جسده وكأنه محشو بتلك الديدان فقد تفجوت عينيه الجهنميه وبدأت الديدان تندفع منها بطريقه لا تصدق وكأنها شلال جاري ويتدفق مائه بلا تريث.. !!!
لازال يقترب ويحاول ان يصل للملك بينما سيمرائيل بدأ ان يضرب علي الارض بقدمه عده مرات بغضب وقوه مهووله ولا تصدق حتي اهتزت الارض من حوله ولكنه تلك الافاعي تركته اثر تلك الصدمات العنيفه بينما تراخت قبضته قليلاً بعد ان شعر بإنخفاض قوته ولكن فور ترك تلك الافاعي له.. عاود تقيده بقوه ثم شدد فوق اغلال رقبته حتي خر فوق ركبتيه ومن ثم بدأ سيل من النيران يشتعل من بدايه الخط عند الملك ناصور حتي منفيت ثم تحول الخط المستقيم الي دائره احاطت به ثم اخذت تتعالي تدريجياً واصوات صراخه الغليظ المتداخلة مع صوت الملك ناصور وتلك الضجه حولهم ازادت الموقف رعباً وهلع. .!!
فاجأه وبدون مقدمات وصلت تلك النيران حد السماء وكأنها تفجرت بدون سابق إنذار ليترك سيمرائيل تلك الاغلال ثم تراجع كما تراجع كل من دهشان والملك. فعظمه النيران وقتها اصوات لهيبها يجعلك تشعر بالتصلب من وهل المنظر..!!
تعالت لعده دقائق قبل ان تختفي تماماً ويختفي معها منفيت والافاعي ولكن بقيت بقايا تلك الديدان الذي تفجرت منها تلك الماده السوداء السائله التي امتزجت مع اشلائها في منظر مقزز يؤذي العين حق الاذيه...!!
التف له بأنفاس لاهثه وعيون غامضه تحمل بثنياها الكثير والكثير من الحديث و الاسئله ولكنه اكتفي بتلك الكلمات التي خرجت قويه ولكن من المستطاع استشفاف تلك النبره الناكره بها..
_: اظن عارف انا جاي ليه..
جاي عشان الغلط زاد وعدي حدوده.. منفيت خد جزاءه ودلوقتي جه دورك يا سيمرائيل...
التف لوالده بأعين غامضه وألتزم السكون وترك الفرصه للغه العين بأن تفيض شرحاً بما داخله...
…
رفعت نظرها له لتلمحه من بين الحشود وكأنه طوق نجاه لها.. ولكنها لم تستطيع ترك مكانه وكأنها كالمقيده فأخذت تنتحب وتصرخ به وكأنها تشكو له بصوت بمتألم وبكاء جعلته يدمع اسفاً لحالتها : خخدووهمم منيي يابابباااا... خدوهم منيي وسابووننييي...
ضمها إليه بقلب انفطر ألمها وأسي عليها وحاول تهدأتها ولكن صراخها لم يهدأ لثوانٍ وكأن الكلمات ستخنقها اذا لم تخرجها خارج حلقها.. !!
_: اهدي يا جلب ابوكي.. اهدي يا جميلة اهم حاجه انك بخير الحمدلله..
_: آآآآآآآآآآهه... قلبي اتكسر يابابا وملحقتش افرح بيههه.. خدووهممم منننيييييي
لتبدأ الهمهمات لأصحاب القريه الذي احتشدوا علي خبر رجوع جميله التي حضروا عذائها منذ عده اشهر في لهفه وصدمه كما كان من ضمن الحشود اعمامها و اولادهم الرجال...
هتف به اخوه الاصغر الذي اخترق الحشود وتوسعت حدقته حين رأي جميله امامه ولكن مما زاد دهشته حالتها : جووم يا چلال يا اخوي خدها البيت لحد ما نعرف ايه الحكايه.. الناس بتتفرچ علينا...
قالها حين سمع تلك الهمهمات الذي دارت من حوله بين
" هي ازاي رچعت مش كانت ماتت؟! "
"سبحان الله ازاي ده حوصل؟!! "
"الموضوع اجده فيه إنه.. "
حاول جلال مع اخيه حملها ومساعدتها على النهوض ولكن تعجبه من شده تشنج جسدها وعدم مطواعتهم علي النهوض : لاااااااا... سسييبووننني انا هرجعلهممم...
صمتت حين رأت ذلك الذي تعرفت عليه جيداً بينما كان يعتبر واحداً عادياً بالنسبة للحشود ولكنها نهضت فجأه وقد قاربت علي القفز مما ادهش والدها و عمها وجميع الحشود وتابوعها وهي تهرول بينما هرول خلفها والدها حتي وصلت امام ذلك الرجل ثم امسكت به من تلابيبه بغضب و هستيريا والغريب انه كان ثابت مكانه وينتظرها وهي تقترب وكأنه راضي بالامر بل وينتظره : اااننتتتتت.. انتتتت الي هتوديني ليه صح؟
تصلب جسد جلال وظل ينظر لها في عدم فهم واراد ان يعرف ماذا حدث فتابع حديثها الذي كان وخرافات بالنسبة له..!!
_: هو باعتك عشان تاخدني مش كدا؟!!
هو قالي مش هيسبنيي؟! خخدوهه وخدواا ابني مني ونبي رجعني ليه ونبي...
انا... انااا عارفاكك.. انا شوفتك ايوا انت..
انت كنت معايا في المشرحة... انا شوفتك بعد ما فوقت وكنت واقف قدامي...
هو قالي انك انت الي كنت في الجثه وانقذتني وانك الوحيد الي بيثق فيك...
اكيد هو باعتك عشان تاخدني صح؟!
_: لا حول ولا قوه الا بالله.. ايه الكلام ده بس شكلها اتجننت رالحادثه اثرت علي مخها..
ربنا يعوض عليك يعم جلال...
بينما هتفت سيده اخري بعدما لوت شفتيها بإستنكار : ياعيني عليكي يابتي عروسه زي الورد يبقي ده حالها.. يلا ربنا يشفي..
بينما كان هو يقف وينظر لها وكم تمني ان يستطيع مساعدتها هي وسيده بالفعل ولكنه يعلم ان هذه تقريباً اخر مهمه يتلقاها من سيده الذي لا يعلم حاله الان..!!
فقد كان اوصاه من قبل وكأنه كان يشعر ويخطط لذلك اليوم..!!
اوصاه علي الذي سيفعله الان و وعده ان ينفذه بدقه وها هو سيشرع في اداء اخر مهمه له وهو يكاد يجن فقد كان سيمرائيل ليس بالسيد فقط وهو ليس برابح الخادم فقط بل كان قدوته في حياته وكان شرف له خدمته...!!
انه كان يراقبهم دائماً كما طلب منه وفي حاله انتقال جميله لعالم الانس بدونه اعطاه الامر بأن يبدأ التنفيذ فوراً فهذه علامه علي ما خططوا له سابقاً ولكنها يصدق انه حدث..!!
_: هو حضرتك والد الانسه؟
سأله بنبره بشريه بينما تجاهل جميله الذي لم تكف عن الصراخ.
_: ايوا يابني انا.. انت تعرفها؟!
_: انا الي جبتها هنا حضرتك وقعدتها علي الرصيف الي هناك ده وروحت اسأل عن شيخ البلد او اي حد اقدر اوصله يكون أمين اسيب الانسه معاه.. لاحسن انا تعبت لحد ما لقيت قريتها...
_: ايهه؟!! هو ايه الي حصل وازاي چميلة بتي كانت معاه؟!!..
_: هو اسم الانسه جميله..!!
صمتت قليلاً متصنعاً التعجب والاندهاش بينما نظر حوله للحشود قائلاً بإبتسامة هادئة وإقتضاب : علي العموم ممكن حضرتك توصل الانسه لبيتها وبعد كدا نقعد نتكلم واشرح لحضرتك كل حاجه علي انفراد ومكان احسن من هنا...
اماء له بنظرات مندهشه بينما بدأ اخواته و اولاد اخواته بتفرقه الحشود الذي بدأت في التفرق ولكن لم تكف الهمهات كما لم تكف مقاومه جميله وصراخها : لاااا سيبني يا بابا.. ده بيكدب علييكك... هو عارف هو فين وهيوديني ليههه... سيبوه يوديني ونبي يا بابا....هو اكيد مش هسيبنييي .... هو قالي كدااا آآآآآآههه اابننيييي....آآآآآآآآآهه....
…
_: سيمرائيل ليه عملت كدا؟
سأله بأسي واعين معاتبه بينما صرخ به والده بغضب : دههههشانننن....
الي غلط يتعاقب منغير نقاش.. سيمرائيل اختار من زمان خلاص وراح اختار الي اقل من جنسه لما اختار الانسيه الملــ...
_: مش هيحصل ان حد يغلط فيها...!!
قالها بغضب وبدون تردد لتكون الشعله الذي اشعلت فتيل لهيب الملك..!!
_: انت اتجننت...!! انت بتعدل عليا وبتحاسبني..!! ازاي تسمح لنفسك بتخطي حدودك..!!
_: احترامي قيام ليك مولاي.. بس مش هسمح حد يغلط في جميله لأي سبب..!!
_: انت ازاي تدافع عنها في قدامي؟!!
دي كانت سبب لعنتك في عالمك وهتبقي بردو سبب موتك..!
قالها وقد كاد يجن من ذلك الذي يقف امامه وهو يري الاصرار بعينيه..!!
_: وهفضل ادافع عنها لأخر لحظه..!!
وهفضل اقول انها ملهاش ذمب في اي حاجه وانا الي اختارت اكون معاها..!!
انا الي اختارتها ولسه بختارها حتي لو كان التمن موتي...
الاصرار ..القوه.. والعشق.. ثلاث كلمات تدفقت من بين كلماته وانهالت من بين حدقتيه..
_: اصرارك ده هيزيد من عقابك..!!
انك تختارها هي وتسيب عالمك وتفضلها علينا ده اسمه خيانه...
_: الخيانه هي اني اخون مشاعري وانافق واعيش مجبور علي حياه انا مش مبسوط فيها..!!
مش عايز سلطه ولا جاه ولا كنوز تحت رجلي..!!
لازمتهم ايه طلامه كدا كدا هيروحوا وده امر مسلم به..!! هييجي اليوم الي هترفع بيه للخلقني مجرد من كل ده ومش هلاقي الي يزعل عليا بجد من قلبه بعدي..!!
كلكم منافقين وكل واحد بيدور علي مصلحته دي سنه الحياه..!!
عشان كدا مش كلنا بنحب بعض او كلنا نقدر نفهم بعض او نوفر الاهتمام الي كل واحد محتاجه انما ربنا خلق المشاعر عشان يقسمها لكذا حاجه ويوجهها لناس معينه بتبقا هي سبيل راحتنا الي مش هنلاقيها في اي حد غير فيها هي..!!
هو دي الكنز الي بجد ..هي دي الحاجه الي لو امتلكتها تبقا امتلكت اسمي ما في الدنيا واي حاجه غيرها تبقا كمليات. .!
صمت حين اقترب منه بخطوات واثقه ونظرات حملت من الفموض ما يكفي لتغليف الموقف بهيبته وتضخمه ثم نظر مباشرًا لعينيه التي ستستقبل نظراته وستفهمها جيدا : علي ما اظن كنز زي ده مينفعش حد يفرط فيه ويسيبه من ايده مهما كان التمن..!!
اقترب بوجهه امام عينيه هامساً بإصرار : حتي لو كان التمن اني اتلعن في عالمي..
وإلاآآآه...
صمت قليلاً وعلم ان ليس بحاجته ان يتابع حديثه فقد وصل مخزاه جيداً لوالده الذي يعلم انه يؤمن بذكاءه الشديد ولكن اراد ان يؤكد علي حديثه حين أن قال : وإلا لو كنت مش بالشجاعة الكافيه الي تدفعني اني اثابر عشان استحق حيازه الكنز ده...
الاصرار جعله عنواناً لكلماته بينما ساندته القوه
: بس انا بالشجاعه الكافيه دي ولسه مستعد اثابر لحد اخر نفس فيا عن كنزي ...
لسه مستعد ادافع عن جميــــــــــلة ....
اندهاش ذلك الذي يتابع الموقف يأعين متسعه تدل ان هناك خفايا واسرار تدثر بين طيات حديثم يتقنيه..!!
ومما زاد اندهاشه هو صمت والده الغير متوقع فقد الرد المثالي له ان يقابل حديثه واصراره هذه بغضب مهوول وشنيع يحرقه ويحرق من حوله ولكنه صمت وظلوا يتبادلون النظرات وكانت كالحرب القائمه بينهم..!!
_: بس الكنز ده هيبقي رماد.. وكمان توابعه
تحدث اخيراً بهدوء يهتك النفوس رعباً...
ثم حول نظراته لذلك الصغير الذي يتمدد بالسكون وقد اجاد والدله عزله عن الذي يحدث حتي لا يؤثر عليه بالسلب..
_: انا قدامك اهو مستعد ومنتظر عقابي بكل رضا لكن عظيم وجميله عمري ما هسمح بأي يأذي يمسهم..
قالها بينما حمل ذلك الطفل بين يديه بعدما توجه له ورفعه حتي يضمه لصدره وكأنه يريد اشباع نظرته واحضانه بعناقه ودفئه وكأنها اخر مره سيباح له بالتمتع بهم..
_: دول توابع غلطه لازم تتمحي من الزمن...
_: وانا قولت روحي مقابل روح عظيم..
صاحب الغلط بيتحمل بالغلط كامل وانا من وجه نظرك غلطان يبقي حملني مسؤوليه غلطي كامله منغير ما تأذي اي من الي بعتبرهم اصح حاجه في حياتي وعمرهم ما كانو ولا هيبقوا في يوم غلطه....
_: انت ازاي بتفضلهم عليا؟!! هههاااااا
صرخ به بغضبه المتوقع فقد فاض به الكيل..
_: انت بالذات مش محتاح اوضحلك ايه الي كان بينا..!! انت كنت قريني في كل حاجه كنت بعملها وكنت مستعد اديك اكتر من الي اخدته بس انت مقدرتش ده..!!
_: احترامي ليك يا والدي..
صمت فقد كانت لأول مره ينطقها منذ قرون الذي تساوي سنوات في عالمنا..
_: بس الجاه والنفوذ الي كنت بتدعمني بيهم طول السنين دي كلها.. كانت كلها لحظات بارده وخاويه متساويش قدام لحظه دفا بين حضن الي بيوفر ليك الحب والامان...
زفر وتنهد فمن الواضح ان كل ما يفعله لن يجدي معه نفعاً فنظره الاصرار تلك تجعله يشعر وكأنه مستعد علي المثابره حتي تنقطع انفاسه...
حول نظره لذلك الصغير ولم يستطيع اخفاء نظراته اللينه له ولكن تصنع الجمود والقسوه مره اخري حين قال بقوه : حياه ابنك مش مسموح ليها تكون في عالم الانس..
_: لكن انا قولت ليك روحي قصاد روحه..!
قالها بإصرار وغضب كاد ان يشتعل فتيله ولكن سبقه والده : وده ميديش الحق ان ابن من نسل الجان تكون حياته بعيد عن عشيرته. .!!
لو عاش يبقي مستحيل يعيش مع الانسيه...
والا هتكون حياتها جحيم ومش هتقدر تقاومنا لما نحاوطها ونحاوطه دايماً..
صمتت قليلاً يفكر في الامر ولكنها لم تأخذ ثوانِ منه..!! إذن هذا الحل الوحيد.. روحه مقابل روح ابنه و وهب إبنه لعالم الجان مقابل حياه جميله في سلام..!!
ويري نظره اللين بعيون والده تجاه ولده ويعلم حتي من دونها بل ويتأكد انه لن يأذيه او سيسمح لأي احد اين كان بأن يلحق به الاذي...!!
يعلم انه سيكون نقطه فارقه وانه سيكون بعيد كل البعد عن عقابه فبعد ان يتجرد والده من وجوده بحياته سيكون هو بمثابه المقابل الذي سيغني عنه ..!!
_: اتفاق التوكيد قايم.. روحي مقابل روح عظيم.. و وهبت عظيم لعالم الجان وعشيره الناصريه مقابل عيش الانسيه جميله بنت في سلام وعدم الاحتكاك بيها اين كانت الاسباب...
قالها بحزم وإصرار لقد قام بتوه بالقيام بإتفاقيه الجان وهذه الاتفاقيه اذا احتوت على اتفاق يكون قاطع ولا رجعه به ابد الدهر...
غلف الصمت المكان بينما نظر له الملك بثبات تخلله بعض نظرات العتاب الذي لاحظها جيداً قبل ان يعاول الملك لصرامته المعتاده متصنعاً عدم التأثر حين هتف بقوه : اتفاق التوكيد قايم...
ثم نظر لدهشان آمراً بنبره غير قابله للنقاش : دهششااننن... خد عظيم من سيمرائيل وبلغ المملكه بتجهيزات معتقل مثلث الموت..
انصعق دهشان من وهل الكلمه فهذا اعظم معتقل في عالمهم والذي يقود لمحل المثلث المظلم بلا نقاش وهذا مثلث الموت الذي سمي المعتقل انتساباً له والذي كان اسماً علي مسمي ففي النهايه الموت ينتظره بل ويدعيه فاتحاً له ابوابه علي مصرعيها ......
…
_: حضرتك انا رفعت السعيد نجار مسلح من قريه جمبكم هنا وكنت يوم الحادثه جاي سايق عربيه نقل فيها حديد تبع الشغل كانت جايه معاكسه للترله الي اتقلبت..
انا شوفت الزحمه وسمعت الصويت نزلت اجري من العربيه واللحظه الي قربت فيها الترله كانت اتقلبت علي جمبها وكانت جايه نحيه الانسه.. ساعتها انا شدتها وجرينا وكان فيه انسه تانيه راكبه عربيه جمبي ونزلت تشوف فيه ايه بس ملحقتش تجري وتوصل لعربيتها في خلال ان انا زقيت الانسه جميله علي جمب الطريق وحاول الحقها بس للاسف ملحقتش.. والانسه ماتت..
تابع جلال حديثه بكل سكون وتريث وتركيز عالي بينما انفرد به بصالون منزله واخذت عفاف جميله لغرفتها ودموعها لم تجف ابداً منذ رؤيتها ولم تتركها تفلت من بين احضانها ولو للحظه واخذت تنهال عليها بالقبل تاره وتدعي الله وتحمده تاره..
تابع هو بعد ان حثته نظرات جلال علي استئناف حديثه : حضرتك ساعاتها الترله خدت عربيتي وعربيه الانسه وده سبب الانفجار الي حصل وقتها..
زفر جلال بضيق فهو يفيض شرحاً بما حدث بالتفصيل وهو كان قد تجنب معرفه تلك التفاصيل رغم تداولها بين الجميع ولكنها كانت تذكره بموت جميلته وهذا كان ابعد ما يريد التطرق للتركيز به..!!
_: هي كان اغمي عليها وانا اخدتها وفضلت اجري عشان نبعد علي قد ما نقدر لحد ما وصلنا للطريق وخدت عربيه وصلتنا لبلدنا و روحت بيها المستوصف وهناك قالولي ان لما زقتها هي وقعت علي دماغها وعملها فقدان مؤقت للذاكره وده هيقعد فتره طالت او قصرت بس هييجي يوم وتفتكر كل حاجه..!!
بس من يومها وانا بدور علي اي حاجه تعرفني هي مين او بلدها ايه لاني حاولت معاها كتير بس بردو ما افتكرتش واخر حاجه راحت عن بالي خالص انها تكون من القريه هنا مش كانت علي الطريق زي الانسه الي ماتت وجيت وجبتها معايا لعل اي حد يتعرف عليها وبعديها حاولت اوصل لشيخ البلد او اي حد واصل هنا اعرف اسأله عنها وبس حضرتك عارف الباقي...
هز رأسه بتفهم وأسي وقد سلم الان ان ما يحدث لإبنته سبب لها صدمه نفسيه بينما اثرت عليها خبطه رأسها بالسلب وهذا ما خلف تلك الخرافات التي تتفوه بها وعدم هجرانها النحيب ابداً ..!!
…
دخل بخطي ثقيله لذلك المعتقل الذي طلامه وضع به من فچروا وفسقوا والان عليه هو ان يأخذ مكاناً به.. !!
ابتسم بسخريه ممتزج بألم حين مر امام عينيه شريط حياتهم سوياً والذي كان يحاول جاهداً تجنب تلك النهايه ولكن القدر قرر عدم مبارحه رئاسه حياتهم ولكن كانت قراراته صرامه وقاسيه تلك المره...
…
انتشر القيل والقال بين جميع المملكة حول إعلان الملك بقرب محاكمة الامير سيمرائيل الذي عاد لعالمه ولكن عاد ملعوناً مما ادهش بل صعق كل المملكه فهذا كان اخر ما يتوقعوه..!!
زفر بضيق ونظر لذلك الصغير الذي لم يسمح بإبتعاده عنه منذ عودته به الي المملكه..
_: هو الي اختار ده مع اني لأول مره كنت اتمني انساق لأختيار حد غيري..!!
كان نفسي اقدر اسيبك معاه واسيبه معاك بس هو الي غلط لما تعدي احدود العالمين ولازم الي غلط يدفع تمن غلطه
عمري ما كنت اتمني اني بنفسي أعلن لعنته في المملكه وكلها مسأله وقت وانا الي احكم عليه بالتوجه لمحفل مثلث موت بنفسي..!!
مكنتش اتمني ده بس هو الي اختار...
…
لقد مرت اكثر من شهرين وهي لازالت علي نفس الحالهولكن بضعف بعد ان اصبحت كالقشه سهله الكسر..!!
لا تكف عن النحيب بينما تهذي بنفس الكلمات وتفيق من احلامها ليلاً صارخه بفزع ثم تبدأ في النحيب مجدداً وحالتها تسوء يوماً عن يوماً حتي اصبحت الاقاويل تكثر حولها انها اصبحت مريضه نفسيه وعقليه بل وقاربت علي حاله توحد..!!
انها ترفض الطعام والشراب وترفض الاختلاط بأي احد وفي حاله اقتراب منها اي احد غير والديها تبدأ في مهاجمته تلقائياً وكأنه عدوها ثم تبدأ الصراخ بهستريا رافضه لتلك المقابلات..!!
حتي والديها لم تتحسن حالتهم بعد رجوعها علي قدر ما سائت بسبب مرضها النفسي الذي اصبحوا مقتنعين به...
جلست فوق الفراش وضمت ركبتيها لصدرها ثم اخذت تهز جسدها في توتر وحركه مبعثره بينما كانت ترتجف وجسدها ينتفض لا تعلم خوفاً ام جسدها الهزيل لم يعد بمقدار مقاومه كل تلك الضغوطات...
_: ابنيي... نفسي اشوف ابني... يارب انت الي اعلم بكسره قلبي علي ابنيي.. آآآه...
لييهه؟؟؟!! لييهه عملت فيا كدا؟!! قولتلي مش هتسيبني ليه سبتني؟! مشش هسسااممحكك يا سيمرائيل..!! مش هسامحك عشان حرمتني منك..!! حرمتني من ابني وحرمتي من حياتي الي كانت بين ايديك...!
عاجبك حالي دلوقتي؟!! بقيت حاسه اني مش عايشه..!! اظهر يا حبيبي وخدني معاكك.. متسبنيشش يا سيممـــ....
لم تتابع حديثها حين تعالت شهاقتها بألم ودفنت رأسها في ركبتيها واخذت تنتحب بضعف وكسره تجعلك تشعر بأن تلك الذي تبكي قاربت علي الاغماء من شده حسرتها وألمها ..!!
…
الحياه قاسيه بطبعها وتضعنا امام اختيارات تجعلها احياناً اخبث من الشيطان فحين تحصرك بين العشق و المنطق يقف لها الشيطان رافعاً القبعه فالعشق لا يتفق مع المنطق انما اساسه هي الشجاعة لتدفعك للمغامره ....