رواية السقوط في الوحل الفصل الثاني والأخير بقلم مريم جمال عبر دليل الروايات
رواية السقوط في الوحل الفصل الأخير
صوته الجهوري جعلها تشعر بالشلل في اطرافها فلم تتحرك انشاً واحداً وبقيت في انتظار قدرها المحتوم ..وفي لحظه وجدته في غرفتها ممسكاً خصلاتها بعنف شديد قائلاً بعيون متسعه غاضبه :
كنتِ فين عشيه يارحمه
ردت متلعثمه وهي ترتجف : كنت ... كنت
صفعها الصفعه الاولي قائلاً بغضب : جابلتي جلال ولد الرواي ؟؟؟
ردت كاذبه : لاه
اخرج هاتفه من سرواله ووضعه امام عينيها المصدومه قائلاً بفحيح : امال دي مين عفريتك يارحمه ؟!!
اطلقت وصله من البكاء العنيف ولم ترد عليه فصفعها للمره الثانيه وتالتها الثالثه وقبل ان يشرع في الرابعه دلفت اليهما زينه صارخه : هملها يا احمد حرام عليك هي عِملت ايه لده كله
ترك رحمه والتفت لزينه وبكل جبروت صفعها بقوه وامسك بزراعها بعنف ضاغطاً عليه بغل قائلاً :
انتِ كنتِ علي علم ولا لاه
ردت باكيه : علي علم ب ايه ياولد عمي اخزِ الشيطان
احمد : رحمه كانت علي علاقه ب جلال ولد الراوي في الخفا
ردت متلجلجه : لاه خيتك بنت اصول وطول عمرها متربيه زين .. انا اللي هجولك برضه !
ضحك بعصبيه : صادجه يا زينه
لم يفلت زراعها واحكم قبضته اكثر واخرجها من الغرفه عنوه وقام بغلق الباب عده غلقات وصرخ علي احد رجاله : عدلي
ركض اليه ذلك الرجل مسرعاً قائلاً بأنفاس لاهثه : امرك يا احمد بيه
رد عليه بلهجه آمره :تروح وتجيب رزه وجفل وتجفل الباب واياك تتحرك خطوه من جدامه
رد عدلي بطاعه : امرك
صرخت رحمه من الداخل : لاه يا احمد حرام عليك ، انا خيتك حبيبتك
رد بعصبيه عليها : انتِ تحطي لسانك جوه خشمك ، مسمعش حسك واصل
تحرك بزينه وهو يجرجرها خلفه وهي تتوسل اليه ان يطلق سراح رحمه الا انه تجاهلها ولم يتركها الا عندما نزلا الي الاسفل قالت برجاء : طلعها هي معملتش حاجه متظلمهاش يا احمد
رمقها بنظره غاضبه : مظلومه كيف ؟!
زينه : يمكن حد مركب الصور علي بعض
احمد : يمكن ؟!!
قاطع حديثه دخول ابيه الشيخ عمرو الغاضب قائلاً بنبره صوته المرتفعه : احمد تعالي
بعد دخولهما احد الغرف بالاسفل تنهد الشيخ تنهيده ثقيله قائلاً بضيق : الناس بتتهامس وبتجيب في عرض خيتك انها كانت مع ولد الرواي وانا متوكد ان ده كدب خيتك استحاله تعمل اكده
لم يقدر ان يريه ما رآه والا سقط صريعاً في التو واللحظه ف رد ساخرا: عندك حج ...
ثم تابع بجديه : يبجي تتجوز من عزت ولد عمي عبد الحميد ونداري علي الحكايه جبل مالناس تصدجها
نظر له بصمت لدقائق وبعدها قال : وليه متتجوزش اللي سمعتها اتلطخت بيه وخصوصي انه كان متجدملها جبل اكده
احمد : عشان يبجي اكده بنثبت حديتهم ... لكن عزت ولد عمها كان متكلم عليها من زمان واحنا مش مدينهم رد .. ودلوك انسب وجت
رد بعدم اقتناع : لاه احنا نعقد جلسه عرفيه ونقرر الانسب .. ايه جولك ؟
زفر بضيق : اللي تشوفه يا بوي
ارسل الشيخ عمرو احد الرجال الموثوق بهم دعوه الي كبار العيله الي تلك الجلسه السريه ماعدا الشيخ امام حتي لايتضخم الموضوع اكثر .... وبعد مرور عده ساعات اتوا متجهمين الملامح وبعدما استراحوا قليلاً بدأ الشيخ عمرو الحديث قائلاً :
انتوا عارفين ليه عاملين الجلسه ديه .. وسريه ليه
انتفض احد الجالسين قائلاً بعصبيه : البلد من صباحيه ربنا وهما ملهمش سيره غير رحمه بنت عيله الشيخ امام وانها فرطت في شرفها
وانتفض رجل آخر قائلاً بغضب : والحل ان احنا نحافظ علي عرضنا نجتل ولد الرواي ونجتل رحمه جليله الحيا اللي مرمغت اسمك في الوحل ولا ايه ياشيخ عمرو
برزت عروق احمد من الغضب وركض الي ذلك الرجل ممسكاً برأسه بكفيه وضربها في الحائط بقوه افزعت الجميع قائلاً بعصبيه مفرطه وصراخ هز جدران المكان : بت مين اللي مرمغت اسم ابوي سِيدك يا ***
_ يعني هي بريئه من كل اللي اتجال عليها يا ولد عمي مش زي ما سمعنا ....قالها عزت بسخريه
ترك احمد ذلك الرجل والتفت الي عزت بعيون مشتعله غضباً : اه بريئه والوعد اللي وعدنهولك ان انت هتاخدها لاغي
_
قبل عقد تلك الجلسه بقليل ذهب جلال الي (الشيخ امام) بعدما وصلته خبريه بانتشار سيرته مع رحمه... فقد انتشر الخبر بين ليله وضحاها واصبحت سيرتهما لقمه سائغه في افواه الماره ..وما اشعره بالحيره انه متأكد من عدم رؤيتهما ليله البارحه ..وبعد وصوله الي سراي الشيخ امام جلس في انتظاره علي احر من الجمر ولحسن الحظ لم يتأخر فوقف جلال احتراماً لهيبته وفي خلال وقت قصير حكي له علي تلك المصيبه فرد عليه الشيخ بانفعال : وانت جاي ليه تجولي الكلام ده ؟
حمحم جلال قائلاً بهدوء : انا كنت رايد اتجوز رحمه من ايام الشراكه ، بس محصلش نصيب ... وانا دلوك بكرر طلبي
رن هاتف الشيخ امام فأشار اليه ان يصمت وأجاب بضيق : في حاجه مهمه متصل بيا ليه ؟
رد الاخر بصوت خفيض : الشيخ عمرو وولده عملين جعده عرفيه ، وصوتهم عالي جوي
قام مفزوعاً من مجلسه قائلاً : اجفل اجفل
عاود لحديثه مع جلال قائلاً بصرامه : تعال معاي واتصل في الطريج بعمك حسان يجيلنا علي مندره الشيخ عمرو
وصل الاثنان الي هناك في وقت قياسي وبعد ان وصلا افسح جلال له الطريق ليدخل الي المندره ومعه عمه وبعد ان خط الشيخ امام قدمه في المندره خرست الافواه ولم يصدر اي صوت سوي صوت تلك العصا الابنوسيه خاصته وقال بغضب : عملين جعده لوحديكم ، وكأن ملكمش كبير
رد الشيخ عمرو باحترام : لاه يا شيخ متجولش اكده
نظر احمد الي جلال نظره قاتله في تلك اللحظه فقد اراد ان يتعارك معه ولكنه لزم الصمت مستمعاً الي باقي حديث الشيخ امام
وفجأه بدون اي مقدمات قال الشيخ امام بصرامه ، حتي دون ان يعلم لماذا عقدت هذه الجلسه وكأنه علي يقين بما كانوا يتحدثون به ... : جلال زين عيله الرواي جدد طلبه ل رحمه وانا وافقت حد عنده اعتراض
رد احمد بعصبيه : كيف يعني ؟ توافج من غير مانتشاور كلنا
رد عليه بغضب : بتعلي حسك عليا ؟! يا بهيم
رد بدلاً منه الشيخ عمرو وهو ينظر الي احمد بغضب : ميجصدش حجك عليا اني ، اللي انت عاوزه هيحصل
اقترب احمد منه وقبل يده باعتزار فسحبها منه قائلاً وهو ينظر للجميع : حد ليه جول بعد جولي
رد الجميع في نفس واحد : لا
انتهت الجلسه بسلام ... ولكن بعد ايام قليله اجتمعت باقي عائله الراوي مع عائله الشيخ امام في جلسه اخري يغلب عليها الصراع بين الاطراف واحتدت المناقشه بشكل مبالغ به ولكن في النهايه اتفقوا علي ان يتم الزفاف بعد اربعه عشر يوماً ...
...
وفي صباح يوم جديد (قبل الزفاف بيومين) دخلت زينه غرفه رحمه وازاحت الستائر عن النافذه قائله بمرح : جومي ياعروسه
ردت رحمه بنعاس : مش جادره اجفلي الباب يازينه
قفزت زينه علي السرير وقرصتها من زراعها وهي تضحك بمكر : جومي ورانا حاجات كتير لسه معملناش حاجه منها
زفرت بحنق : حاجات ايه دي
ضحكت ضحكه مجلجله وبعدها مالت علي اذنها وهمست لها بما تود البوح به فصرخت رحمه : اه يا جليله الحيا
لوت شفتيها وهي مبتسمه بخبث : وهو انتِ لسه شفتي جله حيا ياهبله ، جومي جومي هنجعد نتساير والوجت يسرجنا
قامت رحمه ببطئ وقالت : طب هغسل وجهي وبعدين نبدأ
زينه : طب همي
(بعد قليل)
زينه : تعالي بجي هرسملك حنه
هزت رأسها بالنفي : لاه مانتي عارفه ان انا مش بحبها
ردت ضاحكه : طب انتِ عارفه اخوكِ احمد بيعشج الحنه واكيد كل الرجاله زي بعض
اردارت رحمه وجهها الجهه الاخري بحزن فقالت زينه بسرعه : عارفه انك مش طيجاه من ساعه ماكان حبسك .. بس خلاص هتتجوزي ياحبيبتي ومش هيبجي حد ليه كلمه عليكِ غير حبيب الجلب
ردت عليها بتوتر : انا خايفه جوي يازينه ... اخوي مطيجش جلال خالص وهموت من الرعب لو عمل حاجه في الفرح
زينه : متجلجيش يانضري مش هيجدر يعمل حاجه .. مانتِ خابره بيعمل حساب جلال عشان مجرب غضبه ساعه العركه بتاعه فض الشراكه
اخذت نفس عميق : خابره خابره
قامت زينه بتجهيز رحمه من كل التجهيزات الخاصه بالعروس من ماسكات وحنه ... الخ
__
صباح يوم الزفاف جلس جلال مع روفيده لينهي معها جدال زواجه برحمه فقال لها بعد برهه من الصمت : مش جادر افهمك .. مانتي كنتِ موافجه عليها من جبل ( قبل)
ردت بحنق : بس جبل ما اتفج مع ناردين بت اخوي انك تشوفها
ثم تابعت بعتاب : اكده تكسر كلامي مع اخوي ورجبتي بجيت اد السمسمه
رمقها باندهاش : انتِ اللي ما شاورتنيش يبجي الحج علي مين ؟ ، علي العموم اللي حصل حصل
ردت بضيق : صوح اللي حصل حصل
قام من مجلسه معدلاً من عباءته قائلاً باهتمام : انا هنزل بجي عشان ورايا حاجات كتير ومش فاضي .. عايزه حاجه ؟
روفيده : لاه سلامتك
بعد نزول جلال .. جزت علي اسنانها بغيظ فكل مافعلته منذ علمها بتخفي رحمه كطباخه لديهم باء بالفشل فأخرجت هاتفها لتتحدث مع ناردين فردت عليها بسرعه : كيفك ياعمتي ؟
روفيده : زينه يا حبيبتي انتِ عامله ايه؟
ردت بضيق : هكون عامله ايه ؟ .. جلبي هيولع نار من ساعه ماعرفت بجواز جلال بالعجربه رحمه
نفخت روفيده باستياء : وانا اكتر يابتي .. بس والله هعكننلك عليها
ردت بفرحه : كيف ياعمتي
روفيده : هتشوفي .. بس الاهم عيزاكي يوم الفرح كيف الجمر
ردت ضاحكه : من عنيا يا حبيبتي
روفيده : تسلملي عنيكي
ناردين : الله يسلمك
بعد عده ساعات تعالت الزغاريد في غرفه رحمه حينما انتهت المسئوله عن تصفيف شعر وزينه وجه رحمه التي اوصي بها جلال لتأتي من القاهره خصيصاً لها وبعد انتهائها قالت رحمه بتوتر : مش كتير اللي في وجهي ده يا زينه
نظرت لها زينه بتعجب ثم وجههت حديثها لهذه المرأه الغريبه : ايوه صح كتير جوي ممكن يا حبيبتي تخفيه شوي لحسن جوزها هيتخرع من كتر البهرجه دي
ردت بعجرفه : والله ده شغلي وانا افهم فيه اكتر من اي حد
ربتت زينه علي كتفيها وقالت بابتسامه مزيفه : عندك حج كتر خيرك ، شكراً بجي لحد اهني
_ العفو
بعدما خرجت تلك السيده رفعت زينه اكمامها وقالت بحماسه : تعالي نصلح الجرف ده ، وقال ايه جايه من مصر امال لو من الصعيد كانت عملت فيكِ ايه
ردت بابتسامه قلقه : طب امسحيه بسرعه جبل ما جلال يجي
زينه : حاضر
بعد وقت قصير استطاعت زينه ازاله هذا المكياج المفزع ووضعت لها بعض مساحيق التجميل القليله قائله بسعاده : اكده جمر ١٤ يا مضروبه
ردت ضاحكه : تسلم يدك ، مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه
زينه : كنتِ لوصتي
قاطع حديثهم صوت الاعيره الناريه معلنه عن وصول العريس ليأخذ عروسه وتعالت دقات الباب ففتحت زينه الباب بسرعه قائله ببهجه : مبروك ياعمي
_ الله يبارك فيكِ يازينه عقبال عوضك
_ يارب ياعمي يارب
اقترب من ابنته واحتضنها بحنان وهو مدمع العينين قائلاً : جلب ابوكِ مش خابر هعيش ازاي بعد ماتبجي في بيت جوزك
ردت بصوت باكي : ولا انا يا ابوي مصدجه
قاطعتهم زينه : خلاص بجي النهارده فرح هتجلبوها غم ولا ايه
رد الشيخ بابتسامه : لاه لاه
تأبطت رحمه زراعه وسارت معه ليسلمها لزوجها وقبل ان يستلمها تفاجئت باخيها يأخذها من ابيها ليسلمها هو من عباءته ل جلال وهو متجهم الملامح فرضيت رغماً عنها واعطاها له فأخذها وهو يرمقه بنظره ذات معني فشعر احمد بالحنق اكثر واضعا اصابعها البارده بين اصابعه الدافئه
وركب العريس والعروسه السياره سويا والباقي ركب سيارتهم ب اتجاه منزل عائله الرواي ... وبعد قليل وصلوا الي هناك وعند نزولهم ارتفعت اصوات الاعيره الناريه والمزمار الصعيدي
جلس الجميع في فرح مشترك حتي تم عقد زواجهم ... وبعد وقت قصير جداً انفصل الرجال عن النساء ليأخذوا راحتهم وبعد دخول رحمه الي مجلس النساء استقبلتها النسوه بالزغاريد وقبلات التهنئه .. ونزعت زينه لها ذاك الرداء الابيض من فوق فستانها الابيض الضخم وازالت طرحتها فظهرت خصلاتها الطويله المموجه الناعمه فنظرت ناردين لها نظره ناريه وهي تميل علي اذن عمتها قائله بضيق :
انتِ مش جولتيلي انك هتخلي اللي هتزينها تخليها كيف الجرده
لوت روفيده شفتيها بضيق : جولت بس معرفاش حصل ايه
ناردين : شكلها ضحكت عليكِ ياعمتي
روفيده : يظهر اكده
بعدما انتهي ذلك العرس بسلام واصطحب العريس عروسه وصعدا الي جناحهم في السراي وبعد دخولهما رفع جلال عنها طرحتها فنظرت الي الاسفل بخجل فرفع ذقنها وهو ينظر لها بتمعن وقال بصوت مبحوح : رحمه
ردت بأنفاس متسارعه : ايه
نزع عنها الطرحه بالكامل فانساب علي كتفيها شعرها الناعم الذي سبب له الارق منذ ان رآه ... اخذت يديه تعبث بين خصلاته بطريقه سرت القشعريره في جسدها ثم حاوط عنقها بيديه وقبله برقه بالغه بشفاهه الحاره فأغمضت عينيها بقوه وجسدها يهتز من تأثيره عليها ... وضحك ضحكه خافته وهو يهمس : برافو عليكِ خطتك نجحت
فتحت عينيها بصدمه : خطه ؟
وقع كلامه عليها كالصاعقه فشعرت بتجمد اطرافها فلم ينتظر حتي تفيق من الصدمه وتابع حديثه بلا رحمه : انتِ السبب ان كل البلد تتحدت في سيرتنا .. ومهمكش سمعتك كل اللي همك نتجوز
ردت بصوت مرتعش وهي تهز رأسها بالنفي : لاه لاه
جلال : ولو كدب تجري تجوليلي اشتغلتي عندنا متخفيه ليه ؟
رحمه : وليه اتجوزتني ؟ لما هي خطه زي مابتجول
نظر لها بنصف عين : يعني معرفاش اني مجدرش اشوف سمعه الشيخ امام بتتمرمغ وأجف ساكت
ردت بذهول : بس ، يعني مش عشان بتحبني زي ماجولتلي زمان
ضحك بسخريه : اديكِ جولتيها زمان
دفعها الي السرير بقوه فتراجعت زاحفه بخوف مما هو مرتسم علي ملامحه وأمسكت بالاباجوره قائله بشجاعه زائفه : بعد عني لحسن هجتلك
جلال : معدش ينفع يارحمه
وفي خلال ثواني تخلص من معظم مايرتديه فعندما رأته يفعل ذلك نزلت من السرير راكضه اتجاه الباب محاولهً منها للهروب ولكنه كان اسرع منها وتمكن منها مكبلاً يديها الاثنان بيد واحده .. وفتح سحاب الفستان بنفاذ صبر قائلاً : عاوزه تهربي يارحمه من بعد مابجيتي في يدي
ردت باكيه : سيبني الله يخليك
تجاهلها ودفعها الي السرير مره اخري محاوطاً اياها بين زراعيه وهو مازال مكبلاً زراعيها وانهال من شفتيها بعنف ادمي شفتيها رغم محاولاتها الشرسه في الفكاك منه ولكنه كان الطرف الاقوي وبعد وقت قصير سكن جسدها بين يديه وخارت قواها فرضخت وسلمت نفسها له
الاخير :
طيله الليل كانت متلقلقه في نومتها تفكر فيما حدث أيعقل انه تزوجها بغرض انقاذ سمعه عائلتها فقط.. واذا كان كما يقول فبماذا يسمي العشق الذي مارسه عليها بالامس اهو مجرد غريزه لديه؟! فعلي الرغم من قساوته ف البدايه الا انه كان رقيقاً جداً معها ومراعياً الي ابعد حد ..وعندما صعدت زوجه ابيه مطالبه بما يسمي ( منديل الشرف ) رفض ان يريها اياه قائلاً ان كلمته في حد ذاتها سلاح
وفي صباح اليوم التالي استيقظ جلال علي صوت الخادمه تتعجلهم للنزول للاسفل بسبب مجئ عائلتها للمباركه لهما فصرفها جلال وهمس : رحمه اهلك وصلم تحت
انتفضت في نومتها ولملمت الملاءه وتدثرت بها جيداً قائله بصوت منخفض : جم كيف ؟
رفع خصله حائره من امام وجهها وهو مبتسماً بخبث : كيف ؟! ، انتِ مكنتيش عايزاهم ياجوا دلوك مش اكده
ردت بضيق : لاه مجصدش ، اقصد ميتي ؟
جلال : من دجايج بس .. المهم عايزك تلبسي حاجه حشمه وتغطي وجهك
مطت شفتيها بعدم فهم : وليه مكشفوش ؟
وضع اصبعه علي شفتيها معدلاً تلك الحركه الغبيه التي افقدته اعصابه : متعمليش الحركه دي جدام حد .. وهمي يلا
رحمه : وانا مش هغطيه ، خصوصاً انهم اهلي
ضحك بعصبيه : رحمه متطيريش برج من نفوخي ، انتِ عارفه زين ان اعمامك جايين وولادهم معاهم
رحمه : وايه المشكله يعني
رد بصرامه : وانا جولتها كلمه ، ومش عايز حديت كتير ، وجومي
عشان منتأخرش
رحمه بتزمر: يوووه
بعد قليل نزلا سوياً الي الاسفل مغطاه الوجه كما طلب هو .. وحين نزلت رحبت بهم واحداً تلو الاخر وحينما جاء الدور علي عزت لم يجعلها تصافحه وصافحه هو بدلاً عنها ضاغطاً علي يده بقوه ... لم تستمر الجلسه وقت طويل وبعد مغادرتهم قبض جلال علي يد رحمه بعنف وصعد بها الي الاعلي بأنفاس غاضبه تحت نظرات زوجه ابيه الشامته وبعد دقائق سحبت يدها منه قائله بحده :
انت مالك ساحبني اكده كيف الجاموسه .. وبعدين ايه اللي عصبك جوي اكده
جلال : يعني مخدتيش بالك من نظرات عزت طول الجعده تحت
ردت بلامبالاه : لاه مخدتش ، واه اوعاك تكون فاكر اني نسيت كلامك ليا الليله اللي عدت انا بس مش عايزه اطلج بسرعه واسوء سمعتي اللي انت اتجوزتني غصب عشانها
لوي زراعها بعنف : اياك سيره الطلاج دي تيجي علي لسانك مره تانيه
ردت متوجعه : طب بعد يدك عني
زفر بضيق وتركها ونزل من الجناح بأكمله الي الاسفل ، ولم تراه حتي حل الليل وحينما جاء لم ينم بجانبها ....
مرت الايام... كل يوم يشبه الاخر دون جديد حبيسه غرفتها برغبتها حتي نزلت اخيراً الي الاسفل ووجدت روفيده تنظر لها متجهمه الملامح وقالت لها بعجرفه : اخيراً العروسه اللي علي رجلها نجش الحنه تكرمت ونزلت تجعد معايا
ردت بهدوء : كيفك يا خاله
ردت ضاحكه بعصبيه : انا اسمي ست روفيده ... بس مش جضيتنا ، كويس انك نزلتي الخدم اجازه النهارده ومحدش طبخ خشي اعملي وكل
نظرت لها روفيده بعدم تصديق : انتِ بتكلميني اني
اقتربت منها وقالت بصوت منخفض : مانتِ كنتِ طباخه من جبل ولا الاول حلو ودلوك لما اتمكنتي ملكيش مزاج
اتسعت عينيها وقالت بصوت متقطع : انتِ كنتِ عارفه ان انا ...
قاطعتها وهي مبتسمه بخبث : ايوه عارفه ومن اول يوم ..
رحمه : كيف
روفيده: انا هجولك كيف
فلاش باك
ورده : ايوه خلاص متجلجيش ياست الناس ولو عايزه تشغلي عشره عنيا ليكِ
ردت زينه مبتسمه : لاه كتر خيرك بس خلي بالك منها زين دي غلبانه جوي وطيبه
ورده : حاضر
زينه : يحضرلك الخير
وبعدما غادرت زينه تفاجئت بوجود روفيده في المطبخ فقالت بلهفه : امرك كنتِ عايزه حاجه اجبهالك
تأففت : كنتِ بتكلمي مين بره يامخبله
ردت متلجلجه : ده كان .. ده زينه اللي من عيله الشيخ امام كانت جصداني اشغل عندينا واحده ف المطبخ وانا جولتلها لما اشوف
روفيده : جصداكِ انتِ ؟!
ورده : هو في حاجه ولا ايه ياست
روفيده : لاه لاه مفيش شوفي وراكِ ايه واعمليه
عوده للوقت الحالي
روفيده : ومن ساعتها وانا شكيت في الموضوع ولما اشتغلتي عندينا الشك زاد اكتر ووصيت واحد يراجبك في الرايحه والجايه لحد ما جبت جرارك .. وهو اللي صوركم وانا مخلتهوش يبعتها لابوكِ وجولت ابعتها ل احمد
ردت بذهول : وانتِ اللي وشيتي بيا بين اهل البلد
روفيده : عليكِ نور بس مكنتش اعرف انها هتجلب بجوازه بس النصيب بجي،ودلوك جومي شوفي وراكِ ايه لحسن جلال يجي ميلجيش لجمه ياكلها
رحمه : وافرض جولت ل جلال
ضحكت بسخريه : هيصدجك انتِ ويكدبني اني
رحمه : صوح عندك حج ، عن اذنك
لوت شفتيها: اذنك معاكِ ياختي
شعرت بصدمه قويه حينما علمت بنيه تلك المرأه الخبيثه ولكن كل الحق يقع عليها هي فهي من قللت من كرامتها بتلك الطريقه ، بعد دقائق من التفكير قامت لتحضر الطعام ليس خوفاً منها ولكنها لم تجد اي احد في المنزل بالفعل سوي الحرس الخارجي واثناء قيامها بتلك المهمه سمعتها تتحدث علي الهاتف بنبره مرتفعه : ايوه ياناردين ايوه هو اللي جال تيجي واكد عليا كمان
وبعدها صوتها انخفض جداً ولم تسمع شيئاً ... وتابعت روفيده حدثيها
_ عيزاكي تاجي النهارده وتجعدي معاه لوحديكم وتفتحيه انك رايداه وموافجه انك تبجي زوجه تانيه
ناردين : وه وه ياعمتي يعني مجاليش وهو لوحده هجبل اتجوزه لما بجي متجوز .... لاه انا مجبلهاش علي كرامتي
روفيده : يابت اسمعي .. هي مش هتطول معاه هتتطلج عن جريب ان كل يوم والتاني اسمع صوت خناج بينتهم ... مابالك وهما عرسان اكده !
ناردين : امرك ياعمتي ، هسمع كلامك
روفيده : ايوه اكده امال الخير والورث ده كله يروح للغريبه دي
زفرت ناردين بحنق : ايوه عندك حج ياعمتي ، سلام بجي عشان الحج احضر نفسي
روفيده : سلام
بعد عده ساعات اتت ناردين وهي واضعه الكثير من الزينه وكأنها عروس المولد وصافحتها بعنجهيه وغرور ... واتي بعدها جلال وجلس الجميع علي المائده واول من فتح الحديث كانت روفيده :
معدتش ليه علي ناردين زي ماوعدتها ليه ؟ يا جلال
نظر لها باستنكار ولكنه اضطر ان يجاريها حتي لاتشعر بالحرج : نسيت
كانت رحمه تشعر بلهيب الغيره يحرق احشاءها .. فمنذ رؤيتها لتلك ال ناردين وهي تلتهم زوجها بعينيها وهي تريد ان تضربها حتي تصرخ متوسله اياها لتتركها .. قاطع شرودها صوت جلال الاجش : هتفضلي تلعبي في الطبج كتير
ردت ناردين بحنق : يمكن ملهاش نفس
ابتسمت رحمه وهمست ما توكلني انت من يدك
نظر لها بدهشه ولكنه قطع لقمه صغيره من الرغيف وغمسها بالملوخيه ووضعها في فمها .. فمضغتها وهي تتضحك برقه واخذت لقمه هي الاخري واطعمته فابتسم وهو مستمتعاً لاول مره بما يأكل
وعندما رأت ناردين هذا المشهد الفاقع للمراره بالنسبه لها قامت فنظرت لها عمتها باستفهام : جومتي ليه ياناردين اجعدي كملي وكل
ردت بابتسامه زائفه : شكراً ياعمتي شبعت
بعد قليل ساد التوتر في الجلسه مابين نظرات روفيده وناردين فشعرت رحمه بالاختناق وصعدت الي الاعلي ... ودخل جلال مكتبه فتعقبته ناردين وبعد ان جلس علي كرسيه هز رأسه باستفهام :
_في حاجه ياناردين
ردت بتوتر : آه في
تابعت وهي تتلاعب بأصابعها بتوتر : انا جابله اني اكون زوجه تانيه وصدجني هشيلك فوج راسي
نظر لها باندهاش: ناردين ... كيف بتجللي من نفسك بالطريجه دي ... انتِ زي خيتي وانا مرضهاش ليكِ تذلي نفسك بالمنظر ده
سالت دمعاتها قائله بحشرجه : عندك حج .. عن اذنك
جلال : استني متجوميش
قام من مكانه وجلس بجانبها وقال : دي فكره عمتك صوح
مسحت دموعها وقالت بصوت خفيض : ايوه
جلال بابتسامه : طيب انا مش عايز انك تزعلي ولا تشيلي في نفسك ، انتِ تستهلي راجل زين وتكوني اول زوجه مش اكده ؟
ناردين بإحراج : اكده عندك حج... تصبح علي خير بجي انا طولت عليك
جلال وانتِ من اهله ياناردين ، انا هبعت معاكِ حد يوصلك
ناردين : ملوش لزوم
صاح نادياً الي احد رجاله وأمره ان يقوم بإيصالها ... فجاءت روفيده علي صوته قائله باستغراب :
هتمشي دلوك يا ناردين
ناردين : آه ياعمتي
روفيده : مابدري ياحبيبتي ، امسك فيها يا جلال
جلال : لو عايزه تجعد ، تجعد براحتها
ناردين لاه انا مش عايزه اتأخر اكتر من اكده
زمت شفتيها بضيق : علي راحتك يابت اخوي
بعد قليل صعد جلال الي جناحه فوجده مظلم بالكامل .. فدلف بهدوء دون ان يصدر اي صوت وبدل ملابسه وحين وضع جسده المرهق بجانبها شهقت :
ايه ده انت هتنام جمبي ولا ايه
ضحك بسخريه : مش مرتي ولا بيتهيجلي
رحمه : بيتهيجلك وبعدين اتأخرت جوي اكده ليه ، ايه عجبتك الجعده مع ست الحسن والجمال
جلال : معجول غيرانه جوي اكده ... وبعدين تعالي اهني اول مره توكليني بيدك مش عوايدك يعني
ردت متلجلجه : عشان المزغوده كانت هتكلك بعينها وانا طبعاً حبيت اثبتلها انها متوهمش نفسها بيك
لم يستطح ان يكبح ضحكته الهيستيريه : امال تعملي ايه لو عرفتِ انها كانت عايزاني اتجوزها عليكِ يا رحوم
ردت بذهول : ايه ؟! وانت وافجت بجي ؟
اقترب منها ووضع اصابعه في شعرها يعبث بخصلاته قائلاً بجديه وهو ينظر لعينيها : لاه طبعاً مجدرش مفيش واحده اجدر احبها ولا المسها غيرك
ردت بارتباك : ياسلام وانت مش كنت جايلي انك مبجتش تحبني زي زمان واني اتجوزتك خطه
اقترب منها اكثر : مكنتش في وعي .. انا كنت مضايج من اللي اتجال ومش عارف كنت بجول ايه
حاولت الابتعاد عنه الا انه حاصرها في الزاويه بين زراعيه وخرج صوته مبحوحاً محمل بالمشاعر الجياشه : بحبك يارحمه وعمري ماحبيت غيرك
رحمه : ولا انا وعملت كل اللي عملته ده عشان ب
رفع ذقنها بيديه الدافئه : جوليها بجي يابت الشيخ
خرج صوتها عذباً ناعماً : بحبك ياولد الرواي
حملها بين زراعيه .. ووضعها برفق علي السرير وبثها اشواقه بكل رقه وحنان
...
في نفس التوقيت اتصلت روفيده ب ناردين لتعرف ماحدث بينها هي وجلال فردت عليها ببرود :
ايوه يا عمتي
روفيده : مشيتي ليه يا ناردين اكده بسرعه ، انتِ مفتحتهوش في الموضوع ولا ايه ؟
ناردين بضيق : لاه فتحته وجالي احنا اخوات ... والف مين يتمناني زوجه اولي
زفرت بضيق : ولا يهمك يابت ايه رأيك لو
قاطعتها بحده : بجولك ايه ياعمتي ، انا خلاص صرفت نظر وجلال اصلاً انا مش في باله
روفيده : يعني ده اخر كلام عندك يابت اخوي
ناردين : اه
اغلقت روفيده في وجه ناردين وهي تشعر بالحنق الشديد ..وقامت لتصعد الي غرفتها تفاجأت ب صوت غليظ يقول : علي فين ياست
نظرت له بصدمه : انت يامحروج مش جولتلك متتحددتش معاي طول ما جلال في البيت
ضحك باستفزاز : مانتي مش معبراني من ساعه مابعت الامانه ل احمد الشيخ
نظرت يميناً ويساراً برعب وقالت بصوت خفيض : اكتم اكتم ... تعال معايا
اشارت له ان يتبعها للحديقه الخلفيه للسراي وبعد ان وصلا وتأكدت من عدم اتباع احد لهما قالت : مانا اديتك المعلوم يا واكل ناسك
رد الرجل : الجرشينات اللي كانوا معاي ... خلصوا وكنت محتاج غيرهم
روفيده : بجولك ايه عزام انا اديتك اكتر من حجك وملكش حاجه عندي
رد بغضب : ده اخر كلام عندك
روفيده : اه
مرت عده ايام اخري حتي قرر عزام افشاء السر فربما يحصل علي اموال اكثر وحكي ل جلال كل ماحدث بينه وبين روفيده .. فاشتعلت نيران غضبه وقام بطرده من عمله بالحراسه الخارجيه ... واما عن روفيده فأختار اصعب قرار علي قلبه رغماً عنه وقام بالاتصال بأخيها ليأخذها لتعيش معه وقبل ان يأخذها توسلت اليه بهذيان :
هنت عليك ياجلال تبعدني عنك
رد عليها بعذاب : لو كانت دي العَمله الوحيده ليكِ كنت جدرت اسامح ... لكن انا عدتلك كتير امور واعره ومعدتش جادر خلاص
روفيده : وحتي ولو هو انا مش امك ياحبيبي ؟
جلال : امي صوح ... بس جوليلي كيف جلبك جدر يطاوعك تعملي اكده ... تخلي واحد مايسواش يصورني انا ورحمه .. ويوشي بسمعتها افرض كان اخوها ولا ابوها جتلها كان ضميرك هيرتاح ؟!
ردت صارخه : هي اللي عرضت نفسها لكده .. لما جت تشتغل اهني مع الخدم
جلال : خلاص انتهي الحديت لحد اهني ... سلام
تركها وصعد بقلب ينزف ... فقد تعلق بها كأمه ولكنها بأفعالها اختارت النهايه ...
ظلت تصرخ بهذيان : لاه ياجلال متعملش اكده .. متخليش بت ال **** تنتصر عليا
سحبها اخيها عنوه قائلاً بعصبيه : يلا يا روفيده متجرسيناش بحسك ده
روفيده : لاه لاه ممشياش من اهني
اخذها رغما عنها معه ... وبعد مغادرتها بفتره طويله و رغم حزن جلال عليها الا ان علاقته بزوجته استقرت وعاشا في سعاده لا حدود لها
نوفيلا صغيره بس يهمني رأيكم.. روايتي الجديدة اضغط هنا