رواية ملاك الأسد الفصل العاشر 10 بقلم اسراء الزغبي
رواية ملاك الأسد الفصل العاشر 10
أسد محاولا تهدئة ملاكه: بس بس يا حبيبتى اهدى مفيش حاجة حصلت
ولكنها ظلت تصرخ بشدة حتى كادت تختنق
خاف أسد عليها
أسد: أنا آسف يا حبيبتى بس مفيش طريقة غير دى
ثم ضربها برأسه فى رأسها ففقدت الوعى مباشرة
دقيقة فقط ظل يفكر وهو ينظر بأسف لتلك الجثة حتى تجمع كل من بالشركة وتعالت الصرخات والصيحات وأصوات البكاء
أسد بغضب: بس كلكوا اخرسوا خالص ..... الكل يروح بيته وسيبوا كل الشغل وبكرة أجازة للكل يلا
صاح فى آخر كلامه بغضب ثم أضاف
أسد: سامر .... مازن .... خليكوا عايزكوا
خرج الجميع وتبقى مازن وسامر معه
مازن بحزن على تسنيم : مين اللى عمل فيها كدة يا أسد ..... إحنا كنا تحت وفجأة سمعنا صوت ضربات نار
أسد: أنا اكتشفت إن تسنيم هى اللى كانت بتسرق الملفات وكانت هتعترف وتقول مين وراها بس للأسف تقريبا الشخص ده متابعها وموتها أما حس إنه هينكشف
سامر: خلاص يا أسد هو شكله خطر بلاش نلعب معاه المهم دلوقتى الجثة
أسد : مازن اتصل بالبوليس ييجى والإسعاف كمان
مازن: حاضر يا أسد
خرج مازن
جلس أسد على مقعده وهو مهموم ويشدد على احتضانه لملاكه فهى من تعطيه القوة والدعم معا
اقترب سامر منه ووضع يده على كتفه مواسيا له
سامر: اهدى يا أسد كله هيعدى
أسد بهم وحزن: بالرغم من خيانتها بس زعلت إنها ماتت وحاسس إنى السبب أكيد عيلتها هتزعل أوى يلا ربنا يصبرهم
سامر: خلاص يا أسد صدقنى كله هيعدى
أسد: أكتر حاجة مدايقانى وخايف منها هى ملاكى أما تصحى ..... مش عارف إزاى بغبائى سيبتها تشوف منظر زى ده ..... يارب ميأثرش عليها ولا على نفسيتها يارب
هنا وانفجر سامر ضاحكا رغم كل ما هم فيه
سامر بضحك: يا برودك يا أخى ..... كل الغم ده ومش هامك غير ملاك
أسد بابتسامة عاشقة وهو ينظر لملاكه النائمة بوله: صدقنى هى شقلبت حياتى كلها .... بقت كل دنيتى عبارة عنها هى ..... حاسس إنى مكنتش عايش قبل كده .... حاسس إنى مست....
توقف عن الكلام عندما أدرك شيء ما ثم نظر لسامر بنفس النظرة المرعبة عندما يتعلق الأمر بملاكه
سامر بخوف شديد: النظرة دى أنا عارفها كويس
سريعا وضع أسد ملاكه على المكتب وجرى ناحية سامر الذى حاول الفرار نادما بعدما أدرك ما قاله لكن ما فائدة الندم بعدما فك أسر ذلك الأسد لينقض عليه
سامر بألم شديد من اللكمات: آه آه بس خلاص آااااه
أسد بغضب وصياح وقد أعمته غيرته: ده عشان بس تقول عليها ملاك تانى .... الاسم ده بتاعى أنا وبس .... عايزك بقى تبقى تتكلم عليها تانى ..... المرة الجاية هدشدشك فى بعضك
سامر باندفاع: ما عشان إنت مفترى وابن جزمة
أسد بصياح: إييييييه؟
سامر بصياح هو الآخر فقد عمل بمقولة "خدوهم بالصوت": هو فى إيه محدش هيعرف يقف فى وشك ولا إيه؟!
نظرة واحدة كانت كفيلة لجعله يتراجع
سامر: طبعا مفيش هو ده محتاج سؤال
أسد بعدما هدأ: شريف فين
نظر له سامر بقرف: ما دا اللى فالح فيه تضرب والآخر تتكلم ببرود ولا كإن فى حاجة لولا قلبى الطيب كنت عرفتك قيم....
تراجع عن كلامه عندما نظر لكتلة الغضب أمامه فرد سريعا
سامر: فى البيت يا سيد المعلمين لسة زعلان بس اول ما أقوله على اللى حصل أكيد هييجى جرى وهو خايف عليك ليكون جرالك حاجة
أسد: طب يلا هوينا بقى وأما البوليس والإسعاف ييجوا خليهم يطلعوا علطول
خرج سامر
نظر أسد لملاكه وقبلها من جبينها مكان خبطته لها
أسد باعتذار: آسف يا ملاكى سامحينى يا حبيبتى يارب تنسى المنظر ده أما تصحى
تنهد أسد ثم حملها لركن بعيد عن المكتب ومنظر الجثة
تمدد على الأريكة وهى فى أحضانه وظل يفكر فى من يريد أذيته
___________________________
فى قصر ضرغام
تتجمع أفراد العائلة فى غرفة المعيشة
فيرن هاتف شريف فرد
شريف: أيوة يا سامر فى حاجة
شريف: إيه طب أسد كويس
شريف: الحمد لله . طب أنا جاى حالا
الجد: فيه إيه يا شريف
حكى لهم شريف ما حدث
سعيد: لاحول ولا قوة إلا بالله ربنا يرحمها يابنى . روح إنت يا شريف جمب ابن عمك لولا إنى بقيت بتعب من الحركة كنت رحت معاك
خرج شريف متجها للشركة
ماجد مفكرا: يا ترى مين السبب فى ده
سمية فى سرها: يعنى كل الرصاص ده واللى يتشل يا رب مجاتش فيه رصاصة حتى يلا ربنا ياخده ويريحنا
________________________
فى الشركة بعدما نقلت الجثة إلى المشرحة
الضابط: إحنا هنتحرى فى الموضوع ده يا أسد بيه بس محتاجين نعاين المنطقة والشركة
أسد: عندك النهاردة وبكرة الشركة هتبقى فاضية وهيكون معاك سامر ومازن
الضابط: تمام
خرج الضابط ودخل شريف بعده مباشرة
شريف محتضنا أسد بخوف: إنت كويس يا صاحبى
أسد: متقلقش يا شريف أنا تمام
شريف: أنا آسف يا أسد على اللى قولته ...... أنا قعدت انهاردة أفكر فى الكلام اللى قولته ولاقيت عندك حق ..... وبصراحة كويس إنك عرفتنى إنها بتحب حد وأنا لسة فى مرحلة الإعجاب
أسد: ولا يهمك يا شريف إنت أخويا .... يلا أنا هروح أنا بقى تعبت انهاردة جامد
شريف: ارتاح إنت وأنا هقفل الشركة وكل حاجة وراك
أسد: تمام وإنت معاك سامر ومازن يساعدون
شريف: مين مازن ده
أسد:ده موظف هنا وصاحبنا الجديد اتعرف عليه هتحبوا هو طيب وأنا واثق فيه
شريف : خلاص ماشى
اتجه أسد لسيارته حاملا ملاكه معه وجلس فى المقعد الخلفى وهى على قدميه
أسد: رجعنا القصر يا عم عبد الله
عبد الله السواق: حاضر يا بنى
احتضن أسد ملاكه بعدما أنزل الستار الفاصل بينه وبين المقعد الأمامي ودفن رأسه فى عنقها الأبيض الناعم
أسد بهمس: امتى هتكبرى وتكون ملكى ..... مستنى اليوم ده بفارغ الصبر يا ملاكى ..... اليوم اللى هتتزفى فيه وتتكتبى على اسمى ..... صدقينى خوفى من إنى أموت قبل ما تبقى مراتى أكبر من خوفى من الموت نفسه ...... أنا عارف إن فرق السن بينا كبير ..... بس أوعدك هعوضك عن كل حاجة .... تكبرى إنتى بس وأنا هخليكى عايشة فى جنة
تنهد أسد ثم طبع قبلة سريعة على وجنتها
بعد مدة وصل أسد للقصر وبعد إجابته على أسئلة جده وعمه توجه لأعلى
وضعها على الفراش وبدل ملابسه وقبل أن يتمدد على الفراش رن هاتفه
أسد: أيوة خلصت موضوع الحضانة
المتصل: تمام يا باشا وتقدر الهانم الصغيرة تبدأ دراسة فى أى وقت ... وأنا نبهت على المدير إنها تعرف البنات والاولاد الهانم الصغيرة تبقى مين عشان ماحدش يدايقها
أسد بغضب: نعععععم مدير إيه وولاد إيه؟!
المتصل بتوتر: يا فندم الحضانة مشتركة
أسد: من بكرة تتحول لحضانة للبنات وبس .... وحتى المدرسين الرجالة والمدير ينقلوا حضانة تانية وأنا هوصى عليهم ..... بس لو شوفت راجل فى الحضانة هيبقى آخر يوم فى عمره وعمرك
المتصل: تمام يا فندم بس المالك للحضانة راجل
أسد ببرود: يبقى من بكرة الحضانة تبقى باسمى ..... واللى قولت عليه يتنفذ ..... بعد بكرة ملاكى هتبدأ أول يوم حضانة ليها عايز كل حاجة تبقى تمام .... مع السلامة
المتصل: سلام يا فندم
أغلق أسد هاتفه وتمدد على السرير ورفع ملاكه ووضعها فوقه
أسد هامسا بتملك وغيرة وجنون: قال حضانة مشتركة قال ..... دا أنا مش طايق جدى يقربلك هطيق حد فى عمرك...... أنا لازم أبعد عنك كل راجل ..... لازم أكون الوحيد اللى فى حياتك ..... مينفعش تعرفى حد غيرى أبدا .... أيوة إنتى بتاعتى أنا .... أنا وبس
ثم استنشق رائحتها التى تسكره حتى سقط فى نوم عميق
________________________
مر أسبوع وقد نفذ كل شيء أراده الأسد وقد بدأت غيرته تزداد كل دقيقة فأصبح يمنع عنها كل جنس آدم حتى أنه قسم مكتبه لغرفة أخرى صغيرة مجهزة بكل الألعاب وسرير وكل ما تحتاجه طفلة صغيرة حتى إذا اضطر للجلوس مع رجال لوقت طويل وضعها بها
وأكثر ما أسعده أن ملاكه لم تتذكر شيئا فشكر ربه ثم أخذها للمول واشترى كل ما يتعلق للدراسة
لم تصل الشرطة للمجرم فأصبحت " ضد مجهول"
يتذكر جيدا أول يوم لها بالحضانة عندما أوصلها بنفسه وودعها
قضى يومه كله فى غضب وعصبية شديدة فقد كان يشعر بمن انتزع قلبه فأحس بالاختناق الشديد ولم ترجع روحه إلا عندما سمع صوت الباب يفتح وصوت أقدماها الصغيرة على الأرض فارتمت بأحضانه وهى سعيدة ولكنه كان الأسعد
ظلت تحكى له كل شيء وهو يستمع دون ملل أبدا وقد أرضاه الشعور بأنه الرجل الوحيد فى حياة ملاكه فحتى السائق الخاص بملاكه أنثى
وهكذا المنوال طوال الأسبوع
أما ما جد فى الشركة فقد تم توظيف فتاة جديدة تدعى ترنيم فى الثانية والعشرين من عمرها بدلا من تسنيم وهى فتاة محجبة ذات جمال هادئ وقد أصبحت هى وياسمين أصدقاء وأحبتها همس بشدة وتم نقل مكتب ياسمين إلى مكتب ترنيم أو لنقل بجوار مكتب مازن الذى أصر على أسد أن ينقلها بجواره
خارج مكتب أسد حيث مكتب ترنيم وياسمين
يجلسان ويتحدثان فى أمور عديدة بعدما أنهوا عملهم
ليدخل سامر وشريف
سامر بنظرات عاشقة: إزيك يا آنسة ترنيم ... أسد جوة؟
ترنيم: الحمد لله.. وأيوة جوة حضرتك
شريف بنظرات حب: إزيك يا ترنيم عاملة إيه
ترنيم بخجل وحب: الحمد لله وحضرتك عامل إيه
شريف بابتسامة: بقيت أحسن بعد ما سمعت صوتك
تنهد سامر بحزن فقد عشق ترنيمة قلبه بشدة من أول يوم لها ولكنه تراجع عندما وجد نظرات الإعجاب المتبادلة بينها وبين شريف والتى تحولت لحب مؤخرا
وعد نفسه أنه سيظل يعشقها لآخر نفس فى عمره مهما حدث ولن يأخذ مكانها أحد أبدا
اتجه سامر لمكتب أسد فإذا ظل واقفا قد يقتل شقيقه الذى ينظر لترنيمة قلبه
ذهب شريف وراء سامر بعدما ابتسم لترنيم
تنهدت ترنيم وهى تنظر لشريف
ياسمين غامزة لها: الصنارة غمزت ولا إيه
ترنيم بسعادة: أصل شريف ده وسيم أوى وجنتل فى نفسه وذوقه عاجبنى أوى
ياسمين: ربنا يسعدك يا حبيبتى
ترنيم: يا رب
________________________
فى مكتب أسد
ظل أسد وشريف وسامر يعملون حتى أخذهم الوقت ثم سمعوا صوت الباب يفتح والأقدام الصغيرة تتحرك ابتسم أسد بشدة وقد عرفها فمن هى سوى ملاكه الصغير
اتجهت له بسرعة بعدما ألقت حقيبتها والمعطف الذى ترتديه لبرودة الجو فهذه عادتها وارتمت فى أحضانه وهى تضحك بسعادة ليحتضنها أسد ويجلسها على قدميه غير عابئ بشريف وسامر
شريف وسامر؟!!!!!! رجلان أمام ملاكه إذا لم يتحركا من مكانهما سيقتلهما
أسد بغيرة: نكمل بعدين يلا إمشوا بقى
خرجا دون التفوه بكلمة فقد جربا كل أنواع الضرب واللكم بسببه وغير مستعدان للمزيد
أسد وهو يقبل وجنتى معشوقته
أسد بعشق لا يقل أبدا : يلا احكيلى عملتى إيه انهاردة
بدأت همس تحكى له كل ما حدث معها بحركات يديها وتعابيرها التى تجعله ينفجر ضاحكا عليها بل ويريد أكلها
وبعد ساعة وقد انتهت من حديثها
بدأوا يأكلون الطعام الذى يصل فى معاده دائما وهو بعد وصولها بساعة تكون انتهت من حديثها
ظل يطعم ملاكه وهى تطعمه
رن هاتفه ليرد بغضب عمن قطع عليهم هذه اللحظة
أسد: أيوة مين معايا
أسد: إيييه أنا جاى حالا
حملها وركض بها للقصر
وضع ملاكه بغرفته بعدما أغلق الباب بالمفتاح وجعلها تنشغل بالألعاب
___
فى إحدى المستشفيات حيت تتجمع الشرطة وجميع أفراد عائلة ضرغام
وصل أسد للمشفى ليجد الجميع يبكى
أحد الضباط: إحنا جالنا بلاغ بوجود دم قدام باب شقة ما ولما روحنا لقينا جثة وبعد التحريات عرفنا إن اسمها سمر ضرغام وللأسف الجثة كانت ميتة والشقة عرفنا إنها شقة مشبوهة
شعر أسد بالصدمة والوجع فمهما فعلت ستظل ابنة عمه
أسد محاولا التماسك: وإيه السبب فى موتها
الضابط: لحد الآن مش عارفين بس غالبا حالة اغتصاب لإن كان فى تعذيب على جسمها
بعد مرور دقائق طويلة
خرج الطبيب
الطبيب: يؤسفنى أقولكم إن المتوفية الواضح إنها كانت فى حالة ممارسة مقدرتش تتحمل فماتت
أسد بصدمة: بس الظابط بيقول احتمال اغتصاب ... ليه فعلا ميكونش كدة
الطبيب: مفيش أى حاجة تدل على المقاومة أيوة فى آثار تعذيب بس دى تدل إن الشخص اللى مارس معاها سادى أو عنيف مش أكتر لكن تقريبا هى مكنتش بتقاوم ...... أنا نقلت الجثة للمشرحة عن إذنكوا
انهار الجميع
سمية ببكاء شديد وصياح : بنتى..... إنتوا السبب محدش كان بيهتم بيها .... إنت السبب يا أسد لو كنت حبيتها مكنش حصل ده كله
فقدت وعيها تدريجيا وسط بكاء سعيد وسامر وشريف وماجد الذى شعر أنه السبب فهو لم يهتم بحفيدته ولم يكن قريبا منها
أسد: ربنا يرحمها يا رب ..... أنا مسامحها على كل اللى عملته
___
سبع سنوات ...... مرت سبع سنوات بحلوها ومرها وقد تغير فيها الكثير من الأحداث