رواية ملاك الأسد البارت السادس عشر 16 بقلم اسراء الزغبي
رواية ملاك الأسد الفصل السادس عشر 16
انتفض أسد صارخا: نعععععم أتجوز مين؟! لأ دا إنتو اتهبلتوا بقى ....
قاطعه الجد صارخا هو الآخر: احترم نفسك يا أسد هتكبر على جدك ولا إيه ..... أنا قولتلك دا أمر مش طلب
أسد محاولا أن يهدأ: جدى .... أنا مستحيل أتجوز غير همس ..... هى الوحيدة اللى ليها الحق إنها تشيل اسمى
ماجد: إنت مضطر تنفذ اللى قولته وتتجوز جنى وإلا .... إنت عارف دلوقتى همس متسجلة على اسم مين ...... يعنى بكلمة منى لسعيد أقدر أقنعه إنه يرفع عليك قضية بخطف بنته والتهجم عليها بالضرب عشان مشاكل فى الورث ...... أنا عارف إنك ساعتين بس وتخرج من القضية دى ..... بس تخيل أنا أقدر أعمل إيه فى الساعتين دول ..... أنا أقدر أنقل همس من هنا لمكان بعيد محدش يعرفه ....
وأنا متأكد إنك عارف إن مهما نفوذك زادت عمرها ما هتوصل لنفوذى
انتفض أسد من مجلسه صارخا
يحطم كل ما بالغرفة ...... وكيف لا وهو متأكد من صحة كلام ذاك العجوز الذى يستحيل أن يكن له الحب ..... كيف يحبه وهو يريد إبعاده عن ملاكه؟! كيف؟!
ظل يكسر كل شيء ويصرخ بصوت عال تجمع على إثره كل من بالمشفى ....... ولكن لا أحد امتلك الجرأة للدلوف
مرت دقيقة واحدة وانقلبت الغرفة رأسًا على عقب ..... حتى الفراش لم يسلم من غضبه
أسد صارخا بوجع وغضب: آااااااااه ......ليييييه ...... ليه كلكم بتكرهونى ...... ليه مش بتتمنولى الخير ..... ليه مصرين تكسرونى ...... آااه
سقط على الأرض باكيا بشدة وقد اهلكته الهموم والعقبات التى تقف فى طريقه لملاكه .... كلما ظن أنه اقترب منها يكتشف العكس تماما
يبكى بهستيرية ..... إذا نظرت له لن تصدق أنه من فعل كل هذا الدمار بالغرفة المسكينة
راقبه الجد بخوفوحزن أكبر على حال حفيده وهو يفكر ...... هل كان مخطئ فى قراره ...... هل ملاك لأسد فقط ...... هو يحبهما كلاهما ولذلك يريد مصلحتهما ...... يعتقد أنه إذا كان أبا وأخًا لها سيكون أفضل وأكثر أمانًا لكلاهما بدلا من أن يكون عاشقًا لها
ربت على كتف ذلك الذى مازال يبكى وقد علت شهقاته وارتجف جسده
ماجد بحنان: أسد ..... إنت دلوقتى كبير كفاية إنك تاخد القرار الصح ...... جنى بتحبك وبنت طيبة ..... وبنت خالتك الله يرحمها اللى كنت بتعتبرها أمك التانية ...... نسيت جنى يا أسد ...... جنى اللى كنت بتحبها وإنت صغير ......اللى كنت بتغير عليها ..... مش دى جنى اللى قلت إنك هتتجوزها أما تكبر ..... إيه اللى اتغير
أسد بضعف وهو ينظر له: اللى اتغير إنى كبرت ..... اللى اتغير إنى وقتها كان عندى أقل من خمس سنين ..... يعنى طفل مش فاهم حاجة غير كلامكم وإنتو بتقولوا إن جنى لأسد ..... إنتو اللى حطيتوا الفكرة فى دماغى ...... بس لو أنا كنت بحبها بجد كنت اتألمت على ألمها ..... كنت منعتها تسافر تكمل تعليمها برة ..... كنت اتوجعت عليها هى لما خالتى ماتت .... مش أتوجع على خالتى وبس ..... لكن .... لكن ملاكى حاجة مختلفة ...... ملاكى هى العشق اللى بجد .... ملاكى هى الوحيدة اللى عيشتنى كل المشاعر ...... الحب والعشق لما بشوفها ..... الحزن لما بتبعد عنى أو أضرها من غير قصد ..... الغضب لما حد يزعلها أو يفكر يبعدها عنى .... و .... والغيرة لما حد يقرب منها ..... إنتو كلكو كنتم عايشين حياتكم عادى من غيرها ..... لكن أنا اللى كنت ميت من غيرها ..... ولما جت وعيشتنى ...... عايزين تاخدوها منى ..... ليه تبعدوها عنى وإنتو عارفين إنى مهووس بيها ومقدرش أتنفس من غيرها ... ليه
ثم أضاف بنبرة مترجية لأول مرة: جدى ...... أنا اللى حفيدك مش هيا ..... أنا اللى من صلبك ..... يبقى تفكر فى مصلحتى أنا مش مصلحتها ...... حتى لو فكرت فى مصلحة ملاكى ...... أنا متأكد إن مصلحتها معايا أنا ..... أنا أمانها ..... أنا أسدها ..... أنا العاشق ليها هى ..... وهى وبس مش حد غيرها .... أرجوك فكر فيا ..... ارجع عن قرارك ده ..... متستخدمش قوتك على حفيدك
ماجد بحنان : يا حبيبى أنا عشان بفكر فيك بعمل كده ..... أنا متأكد إن جنى هتنسيك حبها ..... جنى بتعشقك يا أسد ..... هى سافرت عشان تنساك لما لقت اهتمامك قل ..... بس فى كل مرة كنت بكلمها كنت بحس بعشقها ليك ..... إديها فرصة ..... يمكن تعشقها هى وتنسى هم.... حفيدتى
أسد بإصرار: مستحيل ...... مستحيل أقدر أنسى ملاكى ..... ملاكى يعنى قلبى ...... صدقنى لو كان لسة فى جزء ولو صغير جدا من قلبى فاضى ...... كنت إديت الجزء ده لغيرها يمكن أقدر أتخلص من عشقها ....... لإنه بيوجعنى أوى ...... لكن هى مش أخدت قلبى كله بس ..... لأ ..... دى أخدت كل حاجة فيا ..... روحى وجسمى وعقلى وقلبى وكيانى ...... كل جزء فيا بيناديها هى بس
..... كل جزء عايز قربها وعشقها ..... أوعدك مش هأذيها تانى بس سيبهالى أشبع منها ....
أنا لسة محققتش أحلامى اللى اتمنتها معاها
ماجد بقسوة وإصرار: أنا حاولت معاك بالذوق منفعش ..... يبقى نرجع للغصب تانى ...... موافق ولا أبدأ آخد اجراءات
أسد بضعف وإنهيار وقد أدرك أن جده لن يتراجع أبدا: موافق ..... بس بشرط
ماجد بفرحة وأمل فى إصلاح حياة حفيده كما يعتقد: إيه هو؟
أسد : علاقتى بملاكى تفضل زى ما هى ..... محدش يتدخل بينا ..... جنى لما تيجى تعرفها مكانتها إيه جنب مكانة ملاكى ...... لإن أى تجاوز منها تجاه ملاكى ..... مش هرحمها أبدا ..... وكمان حمدى ومنار ملهومش علاقة بملاكى أبدا ..... هما أبوها وأمها بالاسم مش أكتر ..... يعنى أنا المتحكم الاول والأخير بيها وبحياتها ..... وقبل متعترض على موضوع أمها وأبوها ..... أظن إنك ذكى كفاية إنك تعرف إنهم جايين عشان الفلوس وبس .... وآخر حاجة بقى ..... ملاكى أول ما تم ١٨ سنة هخيرها إنها تكون بنتى وأختى بس ..... ووقتها مستحيل تكون زوجة أى حد لو هى مش زوجتى أنا ..... أو إنها تكون مراتى وحبيبتى وكل دنيتى وأوعدك وقتها هنفذ اللى هى هتختاره ..... ها موافق
ماجد بتنهيدة: موضوع أبوها وأمها ماشى تمام ..... أما موضوع ال١٨ سنة بقى ...... فممكن أعرف جنى وضعها هيبقى إيه
أسد ببرود قاتل: ساعتها اللى ملاكى هتقوله هيتنفذ ..... يعنى لو قالت أطلقها هطلقها ..... لو قالت أسيبها مراتى هسيبها
ماجد بغضب يحاول التحكم به: وإنت ترضى بالظلم ده
أسد بهدوء: زى ما إنت رضيت بيه
ماجد: ماشى يا أسد ..... طب وهتعامل حفيدتى عادى إزاى بعد اللى عملته
أسد بألم بعدما تذكر ما حاول نسيانه: هى أكيد هتنسى أما تصحى زى كل مرة بيغمى عليها
ماجد: ماشى يا أسد ...... أنا هتصل بجنى وأقولها تيجى
أسد: اعمل اللى تعمله ....... بس ملاكى متعرفش أى حاجة عن اللى هيحصل ..... أنا هفهمها بنفسى
خرج دون انتظار الرد
الجد بحزن: سامحنى يا أسد بس كان لازم أعمل كدة ..... إنت وملاك مختلفين عن بعض ..... هى متقدرش تستحمل عنفك ومرضك أبدا .....
لو استمريت معاها أكيد هتتسبب فى قتلها فى يوم
_________________________
خارج الغرفة
وقف أمام الحشد المتجمع على صوته العالى
أسد بصراخ: كل واحد على شغله
لحظة واحدة وكان المكان خالٍ إلا من عائلته
شريف بمواساة: إحنا سمعنا كل حاجة ...... صدقنى جدك عايز مصلحتك
سامر : أيوة يا أسد.... شريف عنده حق
أسد بصرامة: اللى سمعتوه يتنسى ..... ولا كإن فى حاجة ..... ملاكى لو عرفت حاجة عن الموضوع مش هرحم حد .... فاهمين
هزا رأسهما بالموافقة ..... فمن هما ليعترضا أمام الأسد
_________________________
توالت الأيام وتغير الكثير
وهو مقيم فى المشفى فقد أمر بإحضار سرير كبير له ولملاكه بعد خروجها من غرفة العناية المركزة
بالطبع لم ينسى تغيير طاقم الأطباء إلى إناث بعد أن أخذ حقه ممن رأوها من الرجال سواء الأطباء أو الممرضين ..... فمن نجا منهم هو من حدث له كسور
وشروخ ...... فما بالك بالهالكين؟!!!!!!
أجل شريف موعد زفافه مع ترنيم مما دفع أخاه لفعل المثل مع رحمة
اتصل ماجد بجنى وطلب منها الحضور وبعد إصرارها على معرفة ما يريد اضطر أن يخبرها كل شيء فهو رأى أحقيتها أن تختار إما أن تخوض هذا التحدى للفوز بعشقها أو الانسحاب بهدوء والاستسلام وحتى الآن لم تخبره رأيها أو ترد على اتصالاته فعلم الجد برفضها للأمر وخجلها من الرد عليه
لم يطل فى إصراره بينما ذلك شجع هذا الأسد وأسعده كثيرا فلا عائق أمام عشقه لملاكه الآن
أما منار وحمدى فهما يعيشان فى نعيم قصر ضرغام ولم يبذلا جهدا فى السؤال على ابنتهما حتى
وسمية تكاد تنفجر غيظا منهما
_________________________
فى الغرفة حيث يمكث العاشقان
يحتضنها بشدة وهو حزين والدموع فى عينيه
أسد: يلا يا ملاكى ...... أرجوكى اصحى بقا بقالك تسع أيام وساعتين نايمة ...... وحشنى التلج اللى فى عيونك ...... وحشتنى نظرتهم البريئة ليا لما بتسألينى عن حاجة مش عرفاها ....... وحشنى نومك فى حضنى وأنا بذاكرلك ........وحشنى خوفك عليا كإنك أم وأنا ابنها ..... وحشتنى مقالبك اللى بتعمليها فيا
قال آخر جملة مصاحبة لضحكاته بالرغم من الدموع المتساقطة فقط تذكر إحدى مقالبها وهى بعمر الثامنة
فلاش باك
دخل سريعا للقصر بعد عودته من الشركة أو بالأحرى تركه لها
لم يكمل الساعتين فهذه أول مرة يذهب للشركة بدونها بعدما رفضت بشدة مما أثار استغرابه ولكنه لم يعلق مثلما لم يستطع أن يظل فى الشركة وعقله وقلبه وروحه معها ولكن ما شجعه على العودة اتصال ملاكه به ليعود حتى تريه شيئًا هامًا
صعد بسرعة للطابق الذى به غرفتهما
فتح باب الغرفة فلم يجدها قلق وتملكه الخوف بعدما فكر فى العديد من الأشياء الغير جيدة أبدا وأخطرها أن تكون فى الأسفل مع جده أو عمه!!
دخل غرفة الثياب عله يجدها ولكنها لم تكن هناك
لم يتبقى سوى المرحاض
فتح الباب وقبل أن يدخل وجد تلك المياة الغزيرة الساقطة فوقه
تحرك بعشوائية لتفادى المياه لينزلق على الأرض وهو يتألم
أغمض عينيه بألم ثم فتحمها ليجد ملاكه بل بالأحرى شيطانته الصغيرة خاصة بعد ذلك الموقف
كانت واقفة فوق مقعد عال جدا بالنسبة لها فهو أطول منها وتمسك فى يديها الصغيرتين دلو كبير تتساقط منه قطرات الماء وتنظر له ببراءة من أعلى ..... كاد يشل بسبب براءتها تلك وكأنها لم تفعل شيء نظر لأسفل ليجد صابون
قام متصنعًا الغضب ليخيفها
نظرت له بفزع ثم ألقت الدلو سريعًا محاولةً النزول بصعوبة لطول المقعد الشديد فهو ليس مقعد للجلوس بل مقعد زينة
تمسكت يديها بأعلى الكرسى وهى تعطى ظهرها لأسد وتحاول مد رجليها قدر المستطاع لتصل للأرض لكنها تفشل
بكت بخوف وهى تصرخ بطفولية ...... لم تكن تلك من ضمن مخططاتها ...... لقد تسلقت ذلك المقعد بمساعدة مقعد آخر صغير وكانت ستهبط بواسطته ولكن ذلك الغبى أبعده بقدمه عند سقوطه
همس بصريخ: يلهوى يلهوى ...... الحقونى ..... هيقتلنى
كل ذلك أمام من يكتم ضحكته بصعوبة شديدة على كتلة اللطافة والغباء معا ...... فقد تعلقت فى المنتصف لا تستطيع الصعود ولا الهبوط
ولكنه تحكم بها بصعوبة ورسم الجدية والغضب على وجهه
اقترب منها وهى مازالت توليه ظهرها ..... وهل ذلك بإرادتها مثلا؟!!!!!
أمسكها من ملابسها خلف عنقها بقبضة يده
رفعها وأدارها نحوه وهو يتحرك لخارج المرحاض
أسد بغضب مصطنع: إيه اللى هببتيه ده
همس بخوف: مكنث قثدى ..... أنا .... أنا كنت بثتحمى وإنت دخلت والمية وقعت عليك
أسد: بتستحمى بهدومك وعلى كرسى وكمان بتاع الزينة اللى مبنحركهوش من مكانه أصلا
همس بصراخ وهى تحرك رجليها المنطلقة فى الهواء: إنت إزاى تمثكنى كدة ..... الله ..... قولتلك مث قثدى
أسد: بت شغل خدوهم بالصوت دا مش هيدخل عليا يلا اعترفى
همس بكبرياء وهى تربع يديها أمام صدرها وكأنها لم تكن خائفة منذ قليل وقد أوقفت حركتها: أيوة كان قثدى ..... فيها إيه يعنى
هنا وانفجر ضاحكا عليها وهى معلقة فى الهواء بفعل قبضة يده
تحرك باتجاه الفراش ثم جلس فوقه وأجلسها على قدميه
أسد وهو يضحك: قوليلى بقى جيبتى المقلب ده منين
همس بضيق: جيرى عملها فى توم
ثم أردفت باحتجاج واعتراض وكأنها أمام قاضٍ:
ومع إن جيرى أقثر منى بث نزل عادى من الكرثى
أسد بسخرية : مهو معلش الكرسى عايز طول فار مش طول نملة
همس بضيق وهى تسخر منه: نانانا
أسد: ههههههههه بس خلاص متزعليش ياستى المقلب حلو تعالى بقى عشان آخد حقى
هجم عليها وهو يحرك يده بخفة على بطنها لتضحك بشدة وتعلو ضحكاتهما معا
باك
انتبه على شعوره بحركتها البسيطة ليمسح دموعه وينظر لها بأمل وترقب لتتحرك مرة أخرى
ضحك بفرحة ضاغطا على زر بجانبه حتى تأتى الطبيبة
أسد بلهفة: ملاكى ....... ملاكى إنتى صحيتى صح .... إنتى سمعانى ...... طب فتحى عيونك يا روحى
فتحت عيونها ببطئ مزامنة مع دخول الطبيبة
فحصتها أمام ذلك العاشق الولهان
الطبيبة: الحمد لله يا فندم هى صحت خلاص ...... وأقل من شهر بإذن الله وهنشيل الجبس اللى على دراعها
أومأ لها وهو ينظر لملاكه التى تحاول فتح عينيها
استطاعت أخيرا لتنظر لكل مكان حتى وقعت عينيها عليه
لحظة واحدة وظلت تصرخ بشدة فى وجهه وظهر عليها علامات الفزع والرعب وهى تتراجع للخلف وتتساند على يدها المكسورة مما يؤلمها ويبكيها أكثر
تطلع إليها وقد هوى قلبه بين قدميه .... أتنظر له برعب؟!!!!! هل تذكرت ما حدث؟!!!! يا الله ....... لم يتوقع أبدا هذا ..... لقد اخترع أكثر من قصة والكثير من التبريرات ليقنعها أنها وقعت من على السلم أو تعرضت لحادث ...... لكن أن تتذكر كل شيء ..... هذا ما لم يكن فى الحسبان أبدا
نظر لها بفزع هو الآخر وكلمة واحدة تتردد فى عقله " ستتركه".. يتبع الفصل 17 اضغط هنا