رواية ملاك الأسد البارت الخامس والعشرون 25 بقلم اسراء الزغبي عبر دليل الروايات
رواية ملاك الأسد الفصل الخامس والعشرون 25
بالطابق السفلى
همس باستغراب: هو فى إيه مالهم اتأخروا كدة ؟! أنا قلقانة
ترنيم بتوتر: تعالى نطلع نشوف
همس بخوف: لأ بلاش أنا خايفة وأسدى هيزعل لو اتحركت من مكانى
ترنيم بزهق: أوووووف قووووومى خلصى بلا أسدى بلا هبل
همس بغضب طفولى: متقوليش أسدى أنا بس إللى أقول أسدى
ترنيم بحسد مصطنع: آااه طبعا براحتك حد قدك
همس بصدمة وهى تضيق عينيها: إنتى بتحسدى ... طب والله لأقول لأسدى
ترنيم بصدمة مصطنعة:بنت عيب دا أنا أخلفك يا قزمة .... ومن غير كلام كتير قومى يلا نشوف فى إيه
همس باستسلام: ماشى
أسندتها صاعدين لأعلى واتجها للغرفة مفتوحة الباب ليستغربا أن الصراخ من تلك الغرفة
***
داخل الغرفة
كلٌ متسمر مكانه بصدمة أمام ما رأوه لم يحاولوا التحدث ولو بحرف واحد حتى
أفاقا على شهقة قوية خرجت من همس لينظر لها بفزع
***
اتجها للغرفة فوجدا الجميع يقف بأعين متسعة ... تقدمت وقلبها يقرع بالطبول ... لم ينتبه لها أحد فكل شارد فيما أمامهم ... خطوة ... خطوتان ... الثالثة و ... شهقة
نظرت هى الأخرى بذهول لما تراه أمامها
والدتها ...... والدتها ممدة على الأرض الممتلئة بالدماء ... ذبحت بعنف حتى كاد ينفصل رأسها عن جسدها الذى لم يسلم هو الآخر من الطعنات المتتالية يزينه سكين الفواكه ... وذلك الذى من المفترض أنه والدها ... يجلس وهو يضحك بخفوت وكأنه قد قتل فأرا ومنتظر الجائزة
نظرت لكل شيء بذهول سرعان ما انهمرت الشلالات من عينيها وأطلقت صرخة متألمة ... شعرت بالأرض تميل بها وقبل سقوطها التقطتها يدان صلبتان تعرفهما جيدا وقد قررت إغلاق عينيها تاركة له زمام الأمور فهى بحضن أمانها
أسد بصراخ وفزع وهو يجلس بجانب ملاكه الغائبة عن تلك الحياة القاسية : ملاااكى ...... ملاكى اصحى أرجوكى
ضرب بخفة على وجنتيها ولكن لا استجابة
قام بسرعة حاملًا إياها متجه لغرفته
***
فى غرفة جنى
أغلقت الهاتف سرعان ما انتفضت وهى تسمع صراخ أسد ... تجاهلت الصراخ فى البداية ظنا منها أنه احتفالا برجوع غريمتها .... ولكنه الآن قد زاد عن حده
خرجت من غرفتها فرأته يحمل تلك الغبية .... ولكن ووجها شاحب ؟!
اتجهت للغرفة التى خرج منها لتفزع بشدة من هول ما رأته ... ركضت بسرعة إلى غرفتها دون أن يلاحظها أحد
اتصلت به وهى تدعو أن يجيب وقد كان
شريف بإستغراب: فى إيه ؟!
جنى: مصيبة يا شريف ...... وحكت له عما رأته لتسمع ضحكة سعيدة ممتزجة بشماتة
شريف ببرود: طب دا شيء كويس
جنى بزهول: نعم
شريف بزهق: اتعلمى بقى يا غبية ....... أولا دا معناه إن الفرح اتأجل وبقى عندنا وقت أكبر ..... ثانيا دلوقتى الزفتة الصغيرة بقت مدمرة يعنى أسد اتدمر هو كمان يعنى فرصة نجاح خطتنا بقت أعلى وأعلى ..... فهمتى
جنى بإعجاب: يا ابن اللعيبة ... بتجيب الأفكار دى منين
شريف بغرور: أنا مش أى حد يا ماما ... المهم تخلصى كل حاجة اتفقنا عليها بسرعة وأنا بخلص فى موضوعى ووهحاول أخرج من هنا بأسرع وقت
أغلق بوجهها لتنظر للهاتف بزهول وحقد
جنى بكره: آخد أسد بس ووقتها هخلص منك
ظهرت ابتسامة على وجهها وهى تتخيل نجاح خطتها
**
فى غرفة أسد
اتصل بالطبيبة المسئولة عن ملاكه ... نظر لها بحزن عما رأته ...... يتمنى لو لم يدخل أحد حياتهم ... يتمنى لو كان هو وهى فقط ... خطأه ... لو أنه أخذها لمكان بعيد بعدما وجدها لما حدث كل هذا ... ليته لم يخف من أن يؤذيها أحد من عائلته فخوفه جعله يتركها فى القصر مع جده
خرج من أفكاره على طرق الباب
أسد بسرعة: لحظة واحدة
نظر لملاكه وأدخل شعرها الثائر على حجابها ثم خرج للطارق
أسد : إيه الجديد ؟!
سامر بحزن: البوليس جه و هياخد حمدى دلوقتى و الإسعاف دقايق وهتوصل
أسد: تمام أنا مش هقدر أروح معاكم ابقوا عرفونى بكل جديد
سامر: حاضر...... المهم هى عاملة إيه
أسد بتنهيدة حزن: الدكتورة على وصول
وضع سامر يده على كتف أسد يدعمه ثم خرج
عاد ليتأملها بحزن ... خائف مما هو قادم
سمع صوت الطبيبة فسمح لها بالدخول
بدأت بفحص همس تحت نظرات الحزن والقلق
الطبيبة: جالها انهيار عصبى ... وللأسف جسمها الضعيف مش بيساعدها أبدا ... فياريت تهتموا بأكلها وتكونوا جنبها دايما
أومأ لها ببرود سرعان ما تحول لعشق بعدما خرجت
جلس بجانبها وقبل يديها وجبينها ثم تمدد رافعًا إياها فوقه يحتضنها بشدة
***
مر يوم كامل دون أحداث تذكر
استيقظ على أنين وشهقات متتالية ... فتح عيونه بفزع ونظر للتى فوقه تبكى بشدة وقد احمر وجهها
عدل وضعيته ليصبح جالسا على الفراش وهى بحضنه
أسد بألم شديد وهو يشدد من احتضانها كأنه يريد ادخالها بين ضلوعه: ملاكى اهدى أرجوكى
همس بخفوت ومازالت تبكى بشدة: كنت ... كنت عايزة أسمعها بتقولى بنتى .... كنت بحبها .... كنت مستنياها تحبنى
أسد وقد امتلأت عينيه بالدموع لأجل صغيرته المتألمة: ملاكى أرجوكى خلاص اهدى
ظلت تبكى بشدة حتى نامت مرة أخرى فى أحضانه هاربة من ذاك الواقع المرير
نظر لها بحزن وقد أطلق سراح دموعه: آسف يا ملاكى سامحينى أرجوكى ... معرفتش أحميكى ... معرفتش أمنعك تشوفى منظر زى ده ... خليكى قوية ... إنتى لو ضعفتى أنا هتدمر ... كلكم مفكرين إنى قوتك ... بس بالنسبة ليا العكس .... إنتى هى قوتى .... إنتى الحاجة الوحيدة اللى ممكن أضحى بكل شيء وكل شخص عشانها ... إنتى نقطة قوتى وضعفى فى نفس الوقت ... دايما هدعى علطول إن يومى يكون نفس يومك .... مش عايزه يكون بعدك هتعذب كتير ... وأنا مش عايز أتعذب ولا أنتحر لإنى هخسر أغلى اتنين .... ربنا وإنتى ... ومش هقدر بردو أموت قبلك وأسيبك لوحدك تتعذبى .... أو أسيبك ليهم وأنا عارف إنك هتتلوثى بنظراتهم .... مش هقدر أسيبك لوحدك فى الدنيا دى .... مش هقدر إنى مكونش معاكى أحميكى منهم وأمنعهم عنك .... أرجوكى ما تستسلميش عشان خاطرى ... حاربى معايا للآخر واوعى تدمرى ... وأنا دايما هكون ضهرك وسندك .... وإنتى هتكونى ملاكى الحارس اللى هيحمينى ... مش عايز غير إنك تكونى ملاكى وبس ... دا لوحده بالدنيا وما فيها .... بعشقك لدرجة الهوس .... مش هسيبك إلا أما تعشقينى أضعاف عشقى .... عارف إنه صعب لإن عشقى وصل لغاية الهوس والجنون بس مش هيأس أبدا
قبل جبينها بعمق وأبقى شفتيه يتحسس نعومة بشرتها
سقطت بقايا دموعها على وجنتيه لتختلط مع دموعه كما اختلط قلباهما
ظل بجانبها لمدة طويلة ثم حملها ووضعها على الفراش واتجه للباب .... تطلع إليها مرة أخرى ثم خرج من الغرفة
***
اتجه لأسفل ليعرف ما حدث فوجد الجميع جالس فى صمت
أسد بحزن: ها عملتوا إيه
سامر بتنهيدة: ماتت .... مقدروش يعملولها أى حاجة .... وجثتها فى المشرحة دلوقتى مستنيين نستلمها ... أما حمدى فاتقبض عليه والمحامى بيقول إن المحكمة أكيد هتحوله لمصحة عشان يتعالج من المخدرات خاصة إن كتر شربها خلاه مش فى وعيه خالص وبقى عامل زى المجنون
أسد : محاكمته امتى ؟!
سامر: لسة محددوش هما حابسينه دلوقتى على ما يحددوا الجلسة
أسد بحزم: الموضوع ده يتقفل نهائى ... مش عايزه يتفتح تانى أبدا مهما حصل ... والعزا هيتم بكرا بس بعيد عن القصر
أومأ الجميع فى صمت ... على حق هو ... فتلك الصغيرة لن تحتمل أكثر من ذلك
تنهد بحزن وشرود يفكر بملاكه ... ستتأثر بما حدث بشدة ... وزفافهما سيلغى !
أسد مستدركا نفسه فى سره: بطل أنانية يا أسد ..... فرح إيه اللى بتفكر فيه دلوقتى ... بس ... لا من غير بس ... أهم حاجة هى
ظل الجميع صامت لفترة طويلة وكل منهم شارد فى ما حدث ..... حتى تحدث الجد فجأة
ماجد بصرامة : خلاص اقفلوا على الموضوع وانسوا كل حاجة حصلت ... بالنسبة لفرحك يا سامر إنت وترنيم وأسد وحفيدتى فهو هيتأجل لسنة على ما الأوضاع تهدى وحفيدتى تنسى اللى حصل
سامر بصدمة وقد بدأ يعلو صوته: لا معلش يا جدى هنأجل أكتر من كدة إيه ... أنا وترنيم فى التلاتينات وأنا مش هستنى أكتر من كدة ... أنا آسف يا أسد بس إنت والصغيرة لسة قدامكم العمر كله لكن احنا مش هينفع نستنى أكتر من كدة احنا شوية وهنعجز
شعرت ترنيم بالحرج من تحدثه عن عمرها وكلماته القاسية ... صعدت لأعلى فى صمت بينما نظر لها وهو يلعن نفسه .... جرحها دون قصد
لم يستطع تركها هكذا حزينة فصعد خلفها مباشرة
بينما صمت أسد فهو بين نارين إما يختار ملاكه فيؤجل الزفاف أو يختار عشقه لملاكه فيتمه
وبعد صراع طويل
أسد بهدوء مفتعل: مع احترامى يا جدى بس فرحى على ملاكى حاجة تخصنا ... أما موضوع سامر فأنا مليش دخل بيه
ماجد ببعض من العصبية: ماشى يا أسد ... بس باريت متكونش أنانى بالذات فى الموضوع ده ... أنا هسيبلك الحرية فى الموضوع ده لكن إنك تنام معاها فى أوضة واحدة لأ
انتفض أسد صارخا بغضب: يووه يلعن أبو دا موضوع ... إنت مالك إنت ... أنا وهى وموافقين إنت بتدخل ليه ... بطل بقى مش كفاية دخلت جنى وحمدى ومنار فى حياتنا ... والنتيجة اللى بيحصل فينا بسببهم ... عايز إيه تانى .... ليه مش عايزين تفهموا إن مفيش حاجة بعملها غلط
انتفض ماجد بعنف يضرب عكازه الأرض: هى كلمة واحدة يا أسد مفيش نوم معاها تانى ... وتحترم نفسك أنا جدك مش موظف عندك عشان تعلى صوتك
سعيد محاولا تهدئة الموضوع: خلاص يا جماعة صلو على النبى فى إيه
أسد وماجد : عليه الصلاة والسلام
سعيد : بابا عنده حق يا أسد
أسد بصراخ: نعم
سعيد بخوف مصطنع: وأسد معاه حق بردو يا بابا
ماجد بصراخ: نعم
سعيد ببعض من الغضب: أنا طالع فوق عمركم ما هتعقلوا أبدا
صعد لأعلى تاركا إياهم
ظل أسد وماجد ينظران بتحدى حتى سمعا سعيد
سعيد بصدمة : بنتى
***
فى غرفة ترنيم
تجلس على الفراش تبكى بعنف وصوت عالٍ حتى أنها لم تسمع صوت طرق الباب
قلق عليها بشدة فاندفع للداخل بسرعة ليتحطم قلبه وهو يرى ترنيمته تحتضن الوسادة وهى تبكى بشدة
تقدم نحوها بسرعة وفى لحظة واحدة كان يحتضنها بدلا من الوسادة
سامر بحزن على حالها وهو يقبل أعلى رأسها فوق الحجاب: أنا آسف يا ترنيمتى والله ما قصدى حاجة ... أنا بس ... بس
لا يعلم كيف يفسر ... لا يعرف كيف يوصل لها ما فى عقله فاختار الصمت
ظلت لدقائق عديدة بين ذراعيه اللتان تشتدان عليها حتى هدأت أخيرًا
ابتعدت عنه ببطئ تنظر له ليتطلع إليها بعشق وندم
ترنيم ببحة: إنت ... إنت ممكن تسيبنى فى يوم
سامر بذهول: إنتى بتقولى إيه ؟! لا طبعا ... إزاى تفكرى كده
ترنيم ببكاء مرة أخرى: وليه لأ ... أنا فى التلاتينات يا سامر ... يعنى ... يعنى اللى أصغر منى بعشر سنين ويمكن أكتر اتجوزوا وخلفوا ... يبقى ليه تتحمل إنك تتجوز واحدة كبيرة لأ وكمان مطلقة
احتضنها سامر مرة أخرى يعنفها على كلامها: اخرسى يا ترنيم ... اخرسى ... إيه الهبل اللى بتقوليه دا ... إنتى مهما كبرتى دايما هتكونى ترنيمة قلبى ... فاهمة
ترنيم بخجل : بس ... بس أنا عارفة إنك كنت على ... يعنى... مع بنات وكدة
سامر متفهما إياها : بعترف إنى فى فترة كنت أعرف بنات كتير ...... بس وحياتك عندى أنا وقلبى إنى عمرى ما كنت على علاقة مع حد ... أنا عارف إن شربى وسهرى معاهم حرام ... بس على الأقل عمرى ما كنت زانى ولا قبل ما أشوفك ولا أكيد بعد ما شوفتك ... فاهمة يا ترنيمتى
أومأت بهدوء وقد أحست ببعض الراحة عقب كلماته التى زينت بعشقه
شرد بجمالها ليقترب منها بهدوء حتى أفاق على دفعها له ليبتعد عنها
ترنيم بنظرة لوم وعتاب: ما ينفعش يا سامر ... أنا لسة فى شهور عدتى ... وحتى لو مش كدة ... اللى بتعمله دا حرام مينفعش حتى حضننا حرام
سامر بخزى: أنا آسف والله مش قصدى بس مش بعرف أبعد عنك
ترنيم بابتسامة: طب إيه رأيك نتفق اتفاق
سامر باستغراب: اتفاق إيه
ترنيم بخجل: إيه رأيك كل أما تحس إنك عايز تحضنى أو حاجة يعنى زى كدة ... اتخيل إنك بتحضنى مرة فى النار ومرة فى الجنة وشوف إنت عايز إيه منهم واختار واختيارك أنا هحترمه بس متنساش إنى هبقى معاك سواء فى النار أو فى الجنة
نظر لها بفخر وابتسم ثم ابتعد عنها ببطئ ليخرج بهدوء وهو يشعر براحة غريبة سرعان ما عاد لها
سامر بعشق: متقلقيش بإذن الله الجنة
ثم خرج مرة أخرى
ابتسمت له بعشق هى الأخرى واحتضنت الوسادة ولكن تلك المرة بحالة مختلفة
***
فى الأسفل
نظر لملاكه بصدمة .... جالسة على الدرج تبكى بصمت قاتل وتنظر لأسفل
اقترب منها بسرعة وصعد الدرج حتى وصل إليها وهى على حالتها من السكون
جاء ليحاوطها بيديه ولكن تفاجأ بابعادها لهما
نهضت وهى تنظر لهم ببرود ومازالت دموعها تهبط بهدوء مماثل لحالتها
همس ببرود: أنا موافقة ومن انهاردة هنقل أوضة تانية وبتمنى محدش يدخلها
قالت آخر جملة متطلعة إلى ذلك المصدوم ... أين ذهبت نظرة العشق والهيمان
دقق بعينيها عله يجد نظرة واحدة منهما ولكن كل ما وجده الحزن والبرود !.. الفصل 26 اضغط هنا