رواية ملاك الأسد البارت السابع والعشرون 27 بقلم اسراء الزغبي
رواية ملاك الأسد الفصل السابع والعشرون 27
شعر بالأرض تميل به ... كيف فعل ذلك ؟! ... كيف خان ملاكه ؟! ... إذا علمت قد تتركه ؟!
يتنفس بعنف شديد واحمر وجهه وقد تجمعت الدموع بعينيه ..... نظر حوله بتشتت سرعان ما تحول لغضب جحيمى عندما وقعت عينيه عليها ..... فكر فى قتلها ..... يجب أن يتخلص منها .... جاءت صورة خالته أمام عينيه فتراجع ... ثم جاءت صورة ملاكه فعزم .... لا يعلم ماذا يفعل ولكن كل ما يعلم أنه سيختار ملاكه حتى ولو على حساب عائلته كلها
خافت كثيرا منه خاصة بعد أن رمقها تلك النظرة القاتلة حتى شعرت بسخونة شديدة على وجنتها لتدرك أنه صفعها
سقطت على الأرض من شدة صفعته ...... لم يتركها ..... بل هجم عليها بالصفعات والركلات وهو يبكى ويصرخ وأمامه صورة ملاكه تذهب بعيدا عنه وتتركه وحيدا
ابتعد عنها وأمسك شعرها بيديه وأوقفها أمامه
أسد بغضب وصراخ: ليييه ... لييه عملتى كدة وإزاى .... انطقى
كانت صامتة تأخذ أنفاسها بصعوبة وانتفخ وجهها من شدة الصفعات
كاد أن يكمل لكن أفاق على رنين هاتفه
اتجه إليه ببطئ وكأنه يتجه لقاضٍ ليحكم عليه .....
تحقق خوفه ملاكه تتصل به.... ماذا يخبرها؟ .... كيف يخفى عنها الموضوع وهو كتاب مفتوح أمامها .... تفهمه دون قول أى شيء
أجاب عليها محاولًا التحكم بأنفاسه
همس ببكاء: أسدى
لم ينتظر ليسمع الباقى فركض للخارج بسرعة ليعرف ما بها ملاكه ..... خائف بشدة أن تكون علمت ولكن حتى لو عرفت لن يسمح لها بالبكاء أبدا .... مثلما لن يسمح لها بتركه !
اتجه لسيارته وتحرك وهو يحاول طمئنتها ولكنها لا تكف عن البكاء حتى انقطع الخط ففزع وأسرع أكثر وأكثر بالسيارة غير عابئ بالمخالفات أو الطريق
***
فى الفيلا
تجلس على الفراش تتنفس براحة ..... لأول مرة تمتن لتلك الشمطاء الصغيرة أنها أنقذتها
ظلت تهاتف شريف حتى أجاب أخيرا
جنى بعصبية: اتأخرت ليه فى الرد هستنى سياتك
شريف باستفزاز ووقاحة: هههه اهدى أعصابك يا عروسة ... شكله كدة نفخك ضرب ههههه
جنى بعصبية: شريييييف
شريف: خلاص خلاص بس المهم تدعى إن كل حاجة تحصل زى ما خططنا .... لإن أقل حاجة هتبوظ كل الليلة ..... سلام عشان حد داخل
أغلق الهاتف لتشرد بما خططا
فلاش باك
شريف فى الهاتف: بصى يا ستى اللى هيحصل إنك هتجيبيه لأى مكان بعيد عن القصر .... اشترى المكان ده أو أجريه مش هتفرق أهم حاجة إنه ميكونش فى القصر وتتفقى مع أى راجل إنه يساعدك عشان يخدره وينقله للسرير .... بس أهم حاجة يكون مخدر خفيف يعنى ربع ساعة بالكتير ويصحى
جنى باستغراب: ليه
شريف: لإننا هنحتاجه مفتح عينيه وبيتحرك
جنى: بس وهو إحنا هنلحق نعمل أى حاجة فى ربع ساعة
شريف بمكر: ومين قالك إننا هنعمل حاجة فى الربع ساعة .... إحنا عايزين اللى بعد الربع ساعة .... إنتى هتروحى الصيدلية وتطلبى منه أى حاجة تخلى الإنسان مش فى وعيه خالص يعنى يتحرك ويتكلم من غير ما يحس ولو الصيدلى شك فيكى ارشيه أو عرفيه إنتى بنت مين والحاجة دى حطيها فى عصير أو مايه أى حاجة يكون سهل يبلعها ..... وخلى بالك لازم تلحقيه قبل ما يغمى عليه من المخدر
جنى : تمام وبعدين
شريف: لازم تروحى لدكتور وتكشفى عشان تعرفى إيه هى الفترة اللى نسبة الحمل فيها أعلى وتبدأى تنفذى فى الفترة دى وكمان تسألى عن حبوب تساعد عن الحمل بسرعة
ثم أضاف بتحذير: جنى ... الحمل هو اللعبة كلها ... يعنى لو محملتيش كله هيبوظ
جنى باعجاب: يابن اللعيبة .... بس ما أنا ممكن أمثل عليهم الحمل عادى من غير ما يكون حقيقى
شريف بسخرية: وبرأيك هيدخل على أسد الحوار ده
جنى : خلاص خلاص بس هخليه يلمسنى إزاى
شريف: متقلقيش خالص الحباية هى اللى هتعمل كل حاجة .... آه ومتنسيش تصورى كل حاجة وتظبطى الفيديو وتحذفى أى حاجة تدل إنه مش فى وعيه تمام
جنى: خلاص تمام
باك
جنى بابتسامة شر: أما نشوف الهانم الصغيرة هتعمل إيه لما أدخل عليها أنا واللى فى بطنى
خرجت من الفيلا وذهبت للصيدلية لشراء اختبار حمل حتى تستعمله فيما بعد للتأكد
فى قصر ضرغام
دخل بسرعة وقلبه يتآكل خوفا ..... وصل لغرفتها وتردد ..... تذكر كم مرة دلف ورأى نفس النظرة .... تذكر كم مرة توسلها أن ترد عليه ولكن لم تستجب
حرك رأسه بعنف كأنه يخرج الأفكار من رأسه ... فتح باب غرفتها ودخل بهدوء ليجدها تتحرك فى الغرفة بعشوائية ودموعها تهبط ..... اقترب منها بسرعة وأحاط وجهها بكفيه
أسد بفزع: ملاكى ... بتعيطى ليه ؟!
نظرت له وهى تمط شفتيها كالأطفال سرعان ما ارتمت بأحضانه منفجرة فى بكاء أعنف
همس ببكاء وشهقات متتالية: أنا آسفة ... أنا بعشقك أوى ... أرجوك متسبنيش
أحس بنبضه يعود من جديد مزامنة مع عودته للحياة ..... شد على احتضانها وهو لا يصدق أن ملاكه عادت من جديد ...... نسى كل شيء وتذكر أنها فى أحضانه تخبره بمدى عشقها له
ابتسم ببلاهة وجنون وهو يرفعها لأعلى ومازالت بين أحضانه ..... يشتم رائحتها كالمدمن
يتنفس بسرعة وعنف يحاول تخزين أكبر قدر من رائحتها بداخله خوفا أن تعود تلك الباردة من جديد
أفاق من أفكاره على دفن رأسها فى عنقه ليشعر بالتوتر
ابتعدت عنه ببطئ ولازالت مرفوعة بين أحضانه تنظر له بعشق ودفئ
همس ببحة: مش هتسيبنى وتروح لجنى صح؟
وهنا وتذكر كل شيء فعلت أنفاسه لخوفه الشديد .... احضتنها بعنف يدفن رأسه بشعرها تارة وعنقها تارة غير عابئ لتألمها
همس بتألم: آه أسدى
رفعها كالعروس على يديه وذهب بها للفراش وسطحها عليه وسط استغرابها
وقبل أن تتفوه بكلمة وجدته نائم بجوارها ثم رفعها فوقه ويعود بدفن وجهه بعنقها
شعرت بالخوف الشديد عليه فصدره يعلو ويهبط بطريقة غريبة
صدمت وهى تستمع لصوت شهقاته العالية
همس بقلق: أسدى إنت بتعيط ؟!
أسد ببكاء: ليه دلوقتى؟ ... ليه مرجعتليش من شهر ؟ .... كانت كل حاجة اتغيرت
همس بحزن: خلاص والله آسفة بس متعيطش
ثم أضافت ببراءة وهى على حافة البكاء مرة أخرى: والله لو مبطلتش عياط هعيط أنا كمان وهبهدلك
ابتسمت مستمعة لصوت ضحكاته التى تضرب عنقها
رفعت رأسها عنه وظلا يتأملان بعضهما بعشق أهلكهما لمدة طويلة
أسد باستغراب: إنتى كنتى بتعيطى ليه ؟!
همس بغضب: عشان فى واحد بايت برة البيت من امبارح لأ وكمان أتصل بيه ألاقى الشرشوحة اللى اسمها جنى بترد عليا وقال إيه عرسان جداد .... وبعدين مش إنتم متجوزين بقالكم كتير إيه عرسان جداد دى ؟!
ابتلع ريقه بخوف وتوتر لا يعلم بما يجيبها
أسد بتوتر: ها ... لا ... يعنى هو ... أنا بعشقك أوى يا ملاكى
قالها باستسلام ... لم يجد نفسه سوى وهو يخبرها بمدى عشقه لها
تطلعت له بخجل وقد نست كل شيء ببساطة
نظر لها واقترب برأسه منها ببطئ
شعرت به يريد تقبيلها فوضعت يدها بسرعة على شفتيها مانعة إياه وتهز رأسها رافضة بعنف
نظر لها باستغراب لما فعلته لتجيب عليه
همس بتوتر: بصراحة يا أسدى .... إحنا هنخلينا كده لغاية لما نتجوز وأرجوك قبل ما تعترض دا طلبى ... هترفضه؟
زفر بعنف مجيبًا: ومن امتى برفضلك طلب
ابتسمت له سرعان ما شهقت وهى تسمعه
أسد: على العموم مش هتفرق لإن فرحنا بكرة
همس بصدمة: إيه فرح مين ؟!
ضربها على رأسها بخفة ومرح وهو يجيب: هيكون مين غيرنا يعنى .... وبعدين لو هتقدرى تبعدى عنى أنا مش هقدر
تطلعت إليه بعشق وقد استسلمت له فهى لن تقدر على بعده أبدا
أسد بحماس: سكوتك ده يعنى موافقة صح
هزت رأسها موافقة ... لم تكمل هز رأسها لتجد نفسها تسقط على السرير بعنف بعدما أزاحها وهو يركض للخارج صارخا
همس بذهول: يابن المجنونة ... يخربيتك هتفضحنا
ارتدت اسدالها والحجاب وخرجت وراءه بسرعة لتعلم ما سيفعل
صرخ مناديًا كل من بالقصر حتى خرجوا من غرفهم
ماجد بغضب وتهكم: جرى إيه يالا مصحينى على صريخك ليه بتولد ومنعرفش
انفجر سامر ضاحكا ثم ابتلعها سريعا بعدما وجهت له تلك النظرة
أسد باستفزاز: معلش يا جدى عارف إنك عجزت وشيخت كان لازم أراعى وجود الناس اللى فى سنك
ماجد بغضب: قليل الأدب صحيح
سعيد بزهق: أووف ياجماعة خلصونا بقى ... فى إيه يا أسد
أسد بفرحة : بكرة فرحى أنا وهمس
نظر له الكل بصدمة وذهول ليضحك عليهم
أسد: ههههه لا بقولكم إيه أنا ورايا حاجات كتير .... خلوا صدمتكم دى بعدين
قال جملته وجاء ليخرج لكن وقع نظره على ملاكه ليتجهم وهو يراها بهذا الثوب
اتجه لها بسرعة وسحبها لغرفتها بغضب مغلقًا الباب بعنف
همس بقلق: فى إيه ؟!
أسد بغضب: إيه اللى إنتى لابساه دا يا هانم
همس باستغراب وهى تنظر لثوبها الأكثر من محتشم: ماله يا أسدى وحش ؟!
أسد بغضب وصوت عالى: إنتى يابت هتجننينى أنا مش مانعك من اللبس الضيق واللون الأزرق وبعدين أنا مش اشتريت الاسدال ده قبل كدة ولا شوفته
تطلعت إليه باتساع وكأنه برأس أفعى
همس بزهق: نعم .... أولا الاسدال واسع وحتى الحزام واسع عن وسطى كتير ثانيا إنت مانع الألوان كلها مش أزرق بس وثالثا ترنيم اللى ادتهولى هدية
أسد ببرود: أنا قولت ضيق يبقى ضيق وبعدين أنا مش مانع الألوان عنك
همس بغضب وهى ترفع اصبعها فى وجهه: مش مانع الألوان عنى ؟! دا إنت يا مؤمن بتلبسنى ألوان زى الزفت ... عمرك شفت حد بيلبس لون فوسفورى .... إيه خايف أتوه منك فى الضلمة .... آااااه
صرخت بألم بعدما عض اصبعها لتخرجه بصعوبة من فمه وهى تدعكه وتنظر له بحقد طفولى ثم تعطيه ظهرها
زفر بغضب متطلعًا إليها ثم اقترب وأدارها نحوه وهو يقول
أسد: خلاص بقى يا حبيبتى الله ... وبعدين ما إنتى اللى قمر أعملك إيه ؟!
همس بتريقة: خلاص بقى يا حبيبتى نانانانا
أسد بصدمة: نهارك اسوح بتقوليلى أنا نانانانا .... شكلك محتاجة أعض لسانك ده بدل صوبعك
شرد قليلا بها لتنجرف أفكاره تلقائيا
نظرت له بفزع بعدما علمت ما يدور بخلده سرعان ما بدأت تضربه على صدره وهى تسبه
همس بصراخ: آه يا سافل يا واطى يا حيوان يا منحرف يا ... يا ....
صمتت لا تعلم بما تسبه أيضا ليساعدها دون وعى منه وهو يقول
أسد بتلقائية: يا ***
وضعت يديها على فمها وهى تستمع لتلك السبة الوقحة ... كيف نطقها ؟!
نظر لها بصدمة لا يعلم كيف سب نفسه فتنحنح بخفوت لينسيها ما حدث
أسد بحرج: طب إنتى عايزة إيه دلوقتى
همس وقد نست ببراءة كعادتها: عايزة ألبس ألوان
أسد: زى إيه ؟!
همس بحماس: إسود
أسد بصدمة: نهار إسود على دماغك .... تلبسى إسود عشان ييجى عيل تافت يستظرف ويقولك الأسود يليق بك وبعدين يقدملك الكتاب ويكتبلك عبارات حب فيه ما تلمى نفسك يا بت إنتى
همس بزهق: طب أحمر
أسد بغضب: نعم ليه ناقصة إثارة إنتى يعنى ولا إيه
همس: أووف طبعا أزرق لأ
أسد ببرود: ومعاه الأخضر كمان أنا مش ناقص ألوان تبين عيونك أكتر
همس: طب نقسم البلد نصين وألبس أصفر
أسد: آاااه ما دا الناقص يا روح أمك .... تلبسيلى أصفر عشان تبانى أكتر بين الناس لأ ومختارالى لون أصفر وعيونك زرق وشعرك اسود.... أنا غلطان إنى بتكلم مع عيلة زيك .... أنا مقامى أكبر من كدة أساسا
همس بتريقة: مقامك ! ليه ما شوفتش نفسك برة من شوية .... كان شكلك مسخرة بصراحة ...... آاااه
صرخت بفزع راكضة قبل أن يمسكها حتى وصلت للحمام بصعوبة وأغلقت على نفسها
أسد من الخارج: ماشى ماشى والله لأوريكى بتجرى منى زى البطريق يا أوزعة
همس بكبرياء وشموخ ينافى حالها وهى تجرى منه: إنت اللى زرافة ولو سمحت وقتى ثمين ومش هضيعه معاك
ابتسم بخفوت على حالهما الذى يعشقه
أسد بتنهيدة: ماشى يا ملاكى ... المهم ... أنا هبعتلك كل حاجة تحتاحيها عشان الفرح وهخلص كام ورقة فى الشركة وآجى علطول .... ومتطلعيش برة عشان هبعت ناس يعاينوا القصر من برة ويجهزوه ... آه كنت هنسى .... هتوحشينى
همس بخجل من الداخل: وإنت كمان هتوحشنى
خرج من الغرفة متجها لشركته وهو فرح للغاية وقد نسى ما حدث فى الصباح وقرر أن يعيش بسعادة معها وسيتعامل بطريقته الخاصة مع جنى
فى الشركة يتحدث أسد مع مازن على الهاتف
أسد : لازم تيجى الفرح
مازن بسعادة: يارب فرحتك تكمل وربنا يجمعكوا فى الخير يارب ..... أنا كنت هنزل كمان أسبوع بس عشان خاطرك هحجز طيارة بكرة وأجيلك يا معلم
أسد: تمام يلا سلام بقى عشان ألحق أخلص
مازن: سلام
انشغل فى إنهاء العمل حتى يأخذ أجازة طويلة يقضيها مع معشوقته الصغيرة
عادت للقصر لتجد بعض المهندسين والعمال خارج القصر
جنى باستغراب: هو فى إيه
أحد العمال: أسد بيه بعتنا عشان نشوف القصر ونعاينه
جنى: ليه؟!!
العامل: أصل فرحه بكرة
صدمت مما سمعت لم يكن فى حسبانها أن يتزوجا بسرعة ... ظنت أنها ستحتاج شهر على الأقل حتى تقبل بزواجه وفى تلك المدة تتأكد من حملها ولكن الآن كل شيء قد تدمر
صعدت لغرفتها سريعا وقد أخبرت شريف بكل شيء
شريف بعصبية: إزاى ... لأ مش هسمح بكدة إنتى تتنيلى تتصرفى
جنى بعصبية: أتنيل أتصرف إزاى أنا عقلى وقف
شريف بغضب: جنى مليش فيه تتصرفى وتحلى الموضوع
جنى: ماشى تمام
عاد ليلا بعد ساعات من العمل الشاق
دخل القصر ليجد الجميع جالس وملاكه تبكى وتنظر له بعتاب واتهام
وقع قلبه وهو يستمع لكلمات تلك الشيطانة
جنى بمكر: أهلا بجوزى أخيرا وصلت مشوفتكش من ساعة ما سيبتنى الصبح.. الفصل 28 اضغط هنا