Ads by Google X

رواية ملاك الأسد الفصل الأخير - بقلم اسراء الزغبي

الصفحة الرئيسية

  رواية ملاك الأسد البارت الأخير بقلم اسراء الزغبي

رواية ملاك الأسد الفصل الأخير

صرخ بصوت عالٍ ليصرخ قلبها معه
تسمرت مكانها سرعان ما التفّت لتفاجئ به راكع على الأرض ..... يضع يده على قلبه يصرخ بألم شديد وقد برزت عروق وجهه الأحمر ورقبته بدرجة مخيفة
ثانية واحدة وكانت راكعة أمامه تحيط وجهه بكفيها وظهرت علامات الفزع على وجهها

همس بفزع وتقطع: أسد .... أسد مالك

أسد بوجع شديد وأنفاس ثقيلة تكاد تنعدم وهو يضع يده على قلبه: متس .. يبنيش أنا هموت ... من غيرك .... متحرمنيش ... من أنفاسك ... سامحي...نى ... خليكى جنبى ... قلبى هيموت ... فى بعدك

ظل يهلوس بالكلام يرجوها ببكاء وشهقات أن تظل بجانبه ..... لعنت نفسها مليون مرة لأنها آلمت حبيبها ..... مستعدة أن تنسى كل شيء وتكون جارية تحت قدميه ولكن لا يتأذى أبدًا

همس ببكاء شديد محاولة تهدئته: أسد بالله عليك اهدى .... عشا ...

أسد بصرخة ألم وهو يهبط برأسه على الأرض: آااااااه

انتفض جسدها فزعا سرعان ما تجمد

كل شيء تراه بوضوح ..... أول لقاء .... أول احتضان ..... أول قبلة ..... أول اعتراف

ترى ذكرياتهما أمامها ..... تذكرت كل شيء لكن ..... بعد فوات الأوان

همس بخفوت: أس....دى

ظهرت شبح ابتسامة على وجهه وقد تحققت أمنيته قبل أن يموت ..... سيموت بين أحضانها وهى تتذكره وتعشقه ..... سكن على الأرض كالموتى تمامًا

همس بفزع وصراخ محركة إياه بعنف: أسدى ... أسدى اصحى ... إنت وعدتنى هنموت مع بعض ... اصحى ... طب ... طب خدنى معاك ... متسبنيش أتعذب لوحدى ... أسدى أنا بحبك والله العظيم بحبك ... والله العظيم مش هسيبك بس اصحى واحضنى ... يلا يا أسدى احضنى أنا خايفة ... يلا حسسنى بالأمان ... طب ... طب مش هتعاقبنى ... خلاص أنا موافقة إنى مخرجش من الأوضة أبدا ... و ... ووالله مش هتكلم مع حد غيرك ولا ... ولا حتى هعارضك فى أى حاجة ... أنا مش عايزة حد غيرك ..... بعشقك والله العظيم بعشقك

ظلت تصرخ عليه تحاول أن تسنده لينهض ولكن لا حياة لمن تنادى .... أسندت رأسه على قدميها وتحتضنه بذراعيها ... تشده إليها أكثر وأكثر

همس بوجع وصراخ: آااااااه

احمر وجهها وعينيها كالساكن أمامها تماما حتى أفاقت على صوت الخادمة

الخادمة بفزع: سيدتى .... لقد اتصلت بالمشفى ما إن سمعت الصراخ .... دقائق قليلة وتأتى سيارة الإسعاف

نظرت لها بضياع وتشتت ومازالت دموعها تهبط بخفوت

أخفضت رأسها على رأسه وأغمضت عينيها هى الأخرى بسكون مستسلمة لذلك الظلام
**
بالولايات المتحدة الأمريكية

ياسمين بحزن: ربنا يرحمها

مازن بتنهيدة حزن: يارب ..... يلا جهزى هدومك عشان ننزل مصر

ياسمين: هيدفنوها امتى؟

مازن: كمان كام ساعة .... نكون خلصنا كل حاجة ونزلنا مصر عشان نحضر الدفنة ..... المهم العيال جهزوا

ياسمين: أيوة جهزوا خلاص

مازن بابتسامة: إيه رأيك منرجعش أمريكا تانى

ياسمين بلهفة: يعنى نقعد فى مصر علطول

جذبها إليه ليحتضنها من ظهرها ويرقص معها على أنغام قلبيهما

مازن بحب وهو يدفن رأسه برقبته: أيوة يا ياسمينتى ..... أنا معايا فلوس حلوة أقدر أشترى بيها بيت فى مصر وأفتح شركة محاماة هناك

ياسمين بضحكة طفولية خجلة: بحبك

مازن بابتسامة: بعشقك
**
فى مصر

جالس على الفراش .... يمنع نفسه بصعوبة من البكاء

سامر بحزن ودموع وهو ينظر لصورة بين يديه: ربنا يرحمك ..... أنا مسامحك على كل اللى عملتيه

شعر بيد حنونة على كتفه لينظر لترنيمة قلبه بابتسامة حزينة ..... جلست بجانبه على الفراش ثم ضمته إليها

هبطت دموعه كأنه ينتظر مأواه ليظهر ضعفه أمامها هى فقط

ترنيم بحزن على حاله: خلاص يا حبيبى ادعيلها بالرحمة

سامر: ربنا يرحمها
**
نظر لابنه بحزن من خلف الباب فتحرك بهدوء لغرفته

دخل غرفته وتمدد على الفراش ينظر للسقف بشرود سرعان ما ضحك بسخرية

تذكر عندما أتاه اتصال من مشفى يخبره بوفاتها بعد إصابتها بحادث سيارة .... ولسخرية القدر أنها توفت لفقدانها دماء كثيرة دون وجود متبرع

سعيد بسخرية وغموض: يا سبحان الله ..... فعلا يمهل ولا يهمل
**
بألمانيا

استيقظت لتجد نفسها على فراش أبيض ..... انتفضت بفزع ما إن تذكرت ما حدث

انتفضت بسرعة متجهة للخارج

همس بفزع وصراخ: أسدى ..... أسدى إنت فين

رآها طبيب فتقدم منها بسرعة

الطبيب: اهدئى سيدتى كل شيء بخير

همس ببكاء وانهيار: أين هو .... ماذا فعلت به ..... هو حى .... أرجوك أخبرنى أنه حى

الطبيب مطمئنا إياها: لا تقلقى سيدتى كل شيء بخير

همس بابتسامة ساحرة: حقا

الطبيب بعملية: أجل .... لقد تعرض لذبحة قلبية ولحسن حظه استطعنا انقاذه

همس بسرعة وفرحة: أريد رؤيته حالا

الطبيب: للأسف سيدتى لا يمكنك فهو بالعناية المركزة الآن

همس بعصبية وبكاء: أيها الأحمق إن علم أسدى برفضك ذاك لقتلك أنت وعائلتك كلها

الطبيب: سيدتى أرجو أن تتفهمى الأمر .... هذا لمصلحته وبأى حال ساعتين أو أقل وينقل لغرفة عادية .... وقتها تستطيعين رؤيته

تراجعت عن قرارها لأجله فقط ..... تحترق شوقا لرؤيته ..... تريد تلمسه لتتأكد أنه بخير ولكن لتنتظر قليلا حتى لا تأذيه

همس بغيظ طفولى: حسنا ولكنى مازالت مصرة على إخبار أسدى بما فعلته أيها الغبى

تركها الطبيب بهدوء وهو يشعر بالغيظ منها ..... تلك القزمة التى تهينه

جلست على المقعد تأكل أطراف أظافرها بغيظ

همس محدثة نفسها: والله لأوريك ..... بقى تمنعنى أشوف أسدى ..... بس كله يهون عشان خاطر حبيبى ...... الحمد لله يارب أنك محرمتنيش منه ...... إيه ده أحيه .... أنا معرفش العناية فين

انتفضت تركض خلف الطبيب كالبلهاء لتعلم مكان حبيبها وسارق قلبها
**
مرت ثلاث ساعات ..... نقل خلالها لغرفة عادية ومازال نائمًا ..... لم تتركه أبدًا

ما إن رأته حتى بدأت تقبل جبينه ووجنته بلهفة وجنون تخبره مدى حبها واشتياقها له حتى شعرت بالنعاس

أزاحته قليلا بحذر شديد وتسلقت الفراش لتنام بجانبه
وضعت رأسها على جزء من صدره ويدها على قلبه حيث موضع ألمه

لولا مرضه لنامت فوقه كالعادة ولكن تلك النومة تفى بالغرض ولو قليلا !
**
فى مصر

انتهت الجنازة التى لم يحضرها إلا القليل جدا

بمقابر عائلة ضرغام

ذهب الجميع ولم يتبقى سوى الجد وسعيد وحمدى بينما ذهب مازن وسامر بزوجتيهما لقصر ضرغام

ماجد: يلا يابنى نروح إحنا

سعيد بغموض: لأ سيبنى شوية يا بابا وروح إنت ..... روح معاه يا حمدى وأنا هحصلكم ..... لسة فى حاجات كتير هخلصها الأول وأصفيها

قال آخر جملة بخفوت

ماجد بحزن: ماشى يابنى بس متتأخرش ..... الدنيا هتليل وإنتى فى المدافن

أومئ له بشرود وراقب ابتعادهم عنه

أعاد بصره للمقبرة التى تحمل اسمها
ضحك بخفوت وسخرية

سعيد بدموع: شوفتى بعد السنين دى كلها حصلك إيه ... تخيلى ما بين طرق الموت كلها ... تموتى بالطريقة دى
أهو سبحان الله اللى حصلهم حصلك بالظبط ... فاكرة يوم حادثة صلاح وناهد ... وقتها لفينا المستشفى كلها على فصيلة دمهم واللى للأسف الاتنين كان عندهم نفس الفصيلة النادرة بس مكنش فى حد يقدر يتبرعلهم ... برغم حقدى وغضبى وقتها على أبويا وأخويا ... بس زى ما بيقولوا الدم عمره ما يبقى مية
جريت عليكى وطلبت منك تتبرعيلهم وأنا عارف إنك نفس الفصيلة ... وقتها قولتيلى إنك حامل وهيبقى خطر عليكى وعلى الجنين ... فرحت لما عرفت إنك حامل قولت لنفسى هيجيلك الرابع يا سعيد ... هيجيلك اللى يعوضك عن ولادك ويكون تحت طوعك ... زى الأهبل صدقتك ونسيت أخويا ومراته اللى بيموتوا ... واتفاجئ بعد شهر من موتهم إنك مش حامل أصلا ... وإنك ضحكتى عليا عشان منقذهومش ... وكالعادة قدرتى تتحكمى فيا وتقنعينى إن اللى حصل ده هو الصح ... إنى كدة هورث الفلوس والحب والعيلة ... وأنا زى الغبى صدقتك
عدت عليا لحظات كتير حسيت بالذنب بياكل فيا ... بس كنتى فى كل مرة بتقنعينى إنك الصح
شوفتى بعد السنين دى كلها ... موتى بحادثة عربية ههههه لأ وكمان ملقتيش حد يتبرعلك بالدم

أضاف بحسرة شديدة: أنا هحتفظ بالسر دا ليا لوحدى ... أنا ماصدقت عيلتى اتجمعت ... مش هفككها تانى بسبب حقدك وغبائى ... ربنا عاقبك على اللى عملتيه ... يارب يسامحنى وميعاقبنيش على سكوتى وعمايلى ... سلام يا سمية ... بتمنى إنى أموت وأنا نضيف .. ويارب مكونش معاكى فى جهنم

خرج من المقابر متجها للقصر بسيارته يشعر ببعض الراحة ... ذلك السر يؤرقه ... ولكن ولله الحمد تخلص منه نهائيا ... دفنت تلك الحية ودفن معها السر
**
فى سيارة أخرى حيث يجلس ماجد وحمدى بالخلف بينما السائق بالأمام

حمدى بحنين: بنتى هترجع امتى بقى يا بابا

ماجد بابتسامة: بإذن الله قريب أوى ... الواد ال*** من ساعة ما بقى معاها وهو نسينا خالص

حمدى بضحك: تصدق فعلا دا حتى معبرناش لما اتصلنا بيه عشان الدفنة

ماجد بابتسامة وتنهيدة: يلا ربنا يسعده
**
بألمانيا

رمشت وهى تشعر برفرفة فراشات على وجهها ... فتحت عينيها ببطئ لتجد وجهه مقابلًا لوجهها ... يقبلها بعشق وخفوت

أسد بعشق وهو يقبلها بجانب شفتيها: صباح الخير يا ملاكى

لحظة واحدة وأدركت كل شيء لتنظر له بلهفة ممتزجة بدموع عينيها

همس ببكاء: أسدى ... أنا آسفة سامحنى ... والله العظيم مش قصدى ... أنا ...

قاطعها بقبلة عاشقة مانعا إياها من الحديث

علت أنفاسهما فى الغرفة بل وخارجها أيضا ... دفنت وجهها برقبته بخجل شديد ليضمها إليه ويغمض عينيه بسكر كمن تناول جرعته للتو

أسد بهيمان: بعشقك يا ملاكى

همس بخفوت: بموت فيك يا أسدى

أبعد رأسها عن عنقه ليراها ... استمر فى التطلع إليها لفترة طويلة وهو لا يصدق ... ملاكه بين يديه ... معه حق عندما قال أنه يموت فى بعدها ... ما إن رأى كرهها ونفورها شعر بقلبه يؤلمه بشدة ... ولكن الآن كل شيء بخير ... لن تبتعد عنه وهو لن يسمح سوى بالاقتراب فقط

تتأمله هى الأخرى بعشق حتى انتبهت على اسمها المحفور فوق قلبه

همس بذهول وتتلمس موضع الاسم: إيه ده يا أسدى

أسد بحب: سيبك من كل حاجة وركزى مع شفايفى ...... قصدى معايا

ابتسمت بخجل على وقاحته لتشهق وهو يكمل

أسد: يلا نفذى العقاب

همس بذهول: عقاب إيه

رفع حاجبه يجيبها بحزم ومكر: هو إيه ده عقاب إيه ... احنا هنستهبل ... على العموم البديل بتاعه لسة سارى لمدى الحياة .... يلا اقفلى الباب واقلعى عشان ترق ....

قاطعته بتقبيلها .... آااه كم يعشقها بكل تفاصيلها

ظلا فى دوامة عشقهما حتى أفاقا على صوت طرق الباب

لا يعلم متى ابتعدت وجلست على المقعد أمامه بوقار ..... وكيف يدرك وقد أذهبت عقله تلك الملاك الصغير أو عفوًا ..... ملاكه الصغير

أسد بأنفاس لاهثة: ادخل
**
بفيلا مراد عامر

مراد بحنان: إيه رأيك يا حبيبتى ننزل مصر بكرة

سيلين بفرحة: بجد ..... بس أسد

مراد: ملكيش دعوة بيه إنتى مش هتشتغلى معاه تانى أساسا ..... بكرة بإذن الله ننزل مصر وأطلب إيدك من عمك ونتجوز

سيلين: طب وهنقعد فى ألمانيا ولا مصر

مراد بحيرة: أنا مش عارف بصراحة بس خليها بعد الجواز نقرر أحسن

سيلين: ماشى ..... مراد أنا فكرت فى موضوع الحجاب وبصراحة أنا قررت أتحجب لإنى كبرت وحرام أمشى بشعرى

مراد بسعادة: ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى ومن انهاردة هتلاقى لبس محجباب وطرح فى أوضتك

نظرت له بسعادة وحب تشعر بسكينة بداخلها
--
دخل الطبيب وباشر عمله بينما لاحظ أسد نظرات الغيظ من ملاكه لذلك الغبى

شعر بالغيرة تحرقه ... لا يريد أن تحمل مشاعر تجاه أحد غيره ... حتى الغيظ يجب أن يتوجه له ... سيسمح بشعور الكره فقط أن توجهه لغيره

أسد للطبيب: من فضلك انتظر قليلا

صمت الطبيب بعدما كان يخبره بالتعليمات

أسد بهمس وغيرة لملاكه: بتبصيله كدة ليه

أخبرته بكل شيء بسرعة ولما لا فلقد انتظرت تلك اللحظة منذ ساعات طويلة

أسد ببرود لا ينذر بخير: ادخلى الحمام

همس بصدمة وطفولية: إيه ؟! لأ أنا عايزة أتفرج

أسد: قولت ادخلى

تحركت للحمام تدبدب غيظا كالأطفال تماما

ضحك بخفوت عليها ثم عاد بنظره لذلك الحقير أمامه

أسد ببرود: تقدم

اتجه الطبيب له سرعان ما شهق بخوف واختناق من تلك اليد القابضة على رقبته

أسد بصرامة: إياك أن تتحدث مع ملاكى مرة أخرى أو تضايقها أو حتى تنظر لها .... من حسن حظك أنى امتنعت عن العنف وإلا لكنت على الأرض قتيلا .... أفهمت

الطبيب بخوف واختناق: نعم سيدى.... تستطيع الخروج غدًا ولن ترانى مرة أخرى

تركه بقرف يأمره بالخروج ليجرى ذلك المسكين

أسد : تعالى يا قردة يا صغيرة ..... أنا عارف إنك كنتى بتتصنتى

خرجت متنحنحة بحرج سرعان ما ضحكت بسعادة وهى تجرى إليه محتضنة إياه لتنام بجانبه

أسد بحب: بعشقك يا ملاكى وأجمل حاجة حصلت فى حياتى ودنيتى

همس بعشق: وأنا بموت فيك يا أسدى وأمانى

الخاتمة

هبطا من السيارة
نظرت بشوق جارف لذلك القصر الذى شهد طفولتها

لمعت عيناها وهى ترى أجمل مشهد

عائلتها أمامها وأسدها يحتضنها .... ماذا تريد أكثر من ذلك ؟!

تقدمت منهم وما زالت بحضن ذلك الأسد الذى ينظر بترقب لوجوههم ليعلم من سيحاول أن يقترب من ملاكه فيزجره مباشرة

تقدمت العائلة بلهفة ينظرون لها بحنان واشتياق دموعهم متجمعة بأعينهم لتبادلهم تلك النظرات مما أشعره بالحنق الشديد

بالطبع لم يجرؤ أحد على الاقتراب ولكن ذلك لم يمنع عبارات الحب والاشتياق المتبادلة بينها وبين عائلتها

لن يحتمل أكثر من ذلك ..... سحبها بسرعة يمر بجانبهم ليدخل القصر

توقف فجأة عندما شعر بتصلب جسدها

نظر لها ليراها تتطلع لوالدها بعتاب وحزن و .... اشتياق !

زفر بعنف وغضب عندما تحولت نظراتها له تترجاه

تحمل أسد ..تحمل لأجلها ..حسنا دقيقة واحدة فقط

أبعد يديه عنها معطيًا إياها الإذن لتنطلق بسرعة لأحضان والدها الذى استقبلها بترحاب وبكاء

انفجرا فى البكاء يحتضنها أكثر وأكثر ويسمعها كلمات الإعتذار والندم

كادت ترد عليه لولا تلك اليد القوية التى سحبتها بغضب وغيرة

حاوطها مرة أخرى ونظر لوالدها بغضب

انفجر ضاحكا عليه يعلم أنه لن يهنأ مع ابنته ابدًا بوجود ذلك العاشق

أفاقا من النظرات على كلماتها الحنونة

همس بحنان: أنا مسامحاك يا بابا

ابتسم بحب ليزفر أسد للمرة التى لا يعلم عددها وهو يسحبها بسرعة لداخل القصر ومنه لغرفتهما

نظر الجد لأثره بتهكم يضرب كفيه ببعضهما ويسبه

ماجد بقرف متجهًا للداخل: عيل ابن *** صحيح ... ما سبناش نحضن البت حتى

انفجر الجميع ضحكًا عليه وهو يتكلم كالمجنون أثناء سيره

دخل حمدى وسعيد للقصر ووراءه مازن المحتضن ياسمينته وشياطينه الثلاثة يمشون أمامه

بينما يسند سامر ترنيمته الحامل فى أول ثمرة لعشقهما الأبدى وهما مبتسمان بحب وسعادة

وأخيرا قد عاد كل شيء لطبيعته

بالأعلى

دخلا غرفتهما لأول مرة معا لتشهق بصدمة وهى تنظر لجدران الغرفة

صورها فى كل مكان حتى السقف لم يسلم

نظرت له بابتسامة عاشقة دامعة ..... ليقبل عينيها بعشق مانعا إياها من البكاء

أسد بعشق: أهلا بيكى فى مملكتنا يا ملاكى وكل حياتى

همس بعشق وخفوت: بعشقك

اقترب مقبلًا إياها حتى ابتعد بعد مدة

أسد بعشق: يلا نفذى عقابك

همس بشهقة خافتة: إيه

أسد بتوهان وهو مغمض العينين : سمحتيله يحضنك وسمحتيلهم يكلموكى بحب .... يلا نفذى عقابك

ابتسمت بخجل تقترب منه لتنفذ عقابها بسعادة وإحراج معًا

ابتعدت عنه بعد دقائق قليلة بعدما شعرت بالاختناق الشديد

اقترب منها بهدوء مماثلة لابتسامتيهما الهادئة
--
فى اليوم التالى صباحًا

استيقظت وقد شعرت بالفراش الصلب أسفلها لتبتسم بخفوت وهى تعلم أنه هو

رفعت أنظارها لتراه يتأملها

همس بخجل: صباح الخير يا أسدى

أسد بعشق وهو يقلبها ويعتليها: صباح الجمال والهنا والسعادة يا ملاكى

ضحكت بخفوت وسط قبلاته لكل أنحاء وجهها

همس بتذكر: أسد هو أنا مش المفروض أروح الجامعة بقى

أسد بسعادة: إنتى مكونتيش روحتى قبل كدة

همس باستغراب: لأ ... مالك فرحان أوى كدة ليه

أسد بضحكة طفولية بعض شيء: هههه لإن حبيبتى محدش شافها ولا كلمها .... يعنى لسة ملكى لوحدى

همس بقلة حيلة: والله مجنون ... طب ها هعمل إيه

أسد ببساطة: ولا يهمك يا حبيبتى من بكرة تكونى من طلاب كلية هندسة بس .... مش هتحضرى غير الامتحانات بس وأنا هشرحلك كل المواد

همس بخضوع: تمام

سعد كثيرا لموافقتها ... ظن أنها ستجادل ... ولكن ألا يعلم الغبى أن تلك العاشقة تريد توفير أكبر قدر من الوقت لتبقى بجانبه دائمًا
--
مر شهر وأكثر وأسد يعوض افتقاده لها بشتى الطرق ... الوقحة

وبيوم ما

أسد بقلق وخوف : لا لا لا ده مش طبيعى .... إنتى وشك أصفر وبترجعى كتير .... أنا هتصل بالدكتورة تيجى تشوفك

ابتسمت همس بخفوت تشعر أنها تحمل قطعة منه لكن لن تخبره حتى لا يخيب أمله إن خاب ظنها

مرت دقائق بسيطة وجاءت الطبيبة

اقتربت منها وفحصتها تحت نظرات الأسد الغيورة ولكن كل شيء يهون لأجلها

الطبيبة بابتسامة: ألف مبروك .... المدام حامل فى شهر تقريبا .... دى روشته لأدوية وتحاليل تعملها

أخذها بآلية وجمود وسط فرحة ملاكه العارمة التى تحولت لضحكات طفولية متتالية

خرجت الطبيبة لينظر لها ثم اتجه للباب بهدوء

نهضت تمسك يده كالطفلة مانعة إياه من الخروج وقد تحولت ابتسامتها لحزن

همس بارتباك: مالك يا أسدى ... إنت ... إنت مش فرحان

أسد محاولًا الابتسام: أنا كويس يا همس متقلقيش

همس بدموع صاحبتها شهقات خافتة: دى أول مرة تقولى همس ... أنا عملت حاجة تزعلك

ما إن رأى دموعها حتى احتضنها بلهفة وقد ثقل تنفسه

أسد بلهفة: أنا آسف .... آسف يا ملاكى

همس بحزن: إبه اللى حصل زعلك .... عشان البيبى مش كدة

أسد بارتباك: أنا .... أنا مش ....

زفر بعنف واختناق ثم تكلم بسرعة: أنا مش عايز حد يشاركنى فيكى حتى لو بنتنا .... ولو طلع ولد أنا هموت فيها كل ما أتخيله فى حضنك .... إنتى هتنشغلى بيه وتسيبينى .... جدتى برغم حبها لجدى بس انشغلت بولادها .... وماما برغم حبها لبابا بس انشغلت بيا وأهملته

نظرت له ثوانٍ بعدم فهم وصدمة سرعان ما حاولت اخفاء ابتسامتها ولكن لمعة عينيها تكفى

أسد بحنق: كتماها ليه .... طلعيها طلعيها

ضحكت عليه بخفوت ثم أجلسته على الفراش وهى تجلس بجانبه

شهقت عندما سحبها على قدميه بآلية وكأنه معتاد

همس بدهاء: بس مين قال إنه هيشاركك فيا ولا هيشغلنى عنك

نظر لها بانتباه واهتمام

همس بمكر: يعنى تخيل كدة لما أخلف بيبى .... الكل هينشغل بيه ويسيبونا فى حالنا لأ وكمان كل ما يشوفوه هيفتكروا إنه رابط جديد فى علاقتنا هيقويها أكتر وأكتر

أسد بابتسامة وبلاهة: بجد

همس : أيوة بجد

أسد بفرحة: خلاص ماشى بس متشيلهوش ولا تحضنيه

همس ببراءة مصطنعة: أنا مستحيل أعمل كدة غير مع حبيبى وبس

أسد بحب وهو يقبلها: بعشقك

همس بابتسامة: بتنفسك
--
مرت الأيام والشهور والحمل يفعل بها العجائب لكنه يهوّن عليها دائما وللأسف لم يجد من يهون عليه وقت ولادتها

كانت أصعب لحظة بحياته كلها

ظل يصرخ بالطبيبة والممرضات ويتحرك فى كل مكان بغضب
حطم كل ما تقع عيناه عليه حتى سمع تلك الصرخات

صرخات ذلك الحقير ليث الصغير الملاصق لأمه تمامًا ولكن حمد الله كثيرا أنه وهبه طفل حقير ولكن هادئ مع الجميع

لا يبكى طلبًا لأمه أبدًا

تولت ترنيم أمر رضاعته مع ابنها آسر لضعف همس

أنجب سامر وترنيم آسر

بينما مازن وياسمين قد اكتفا بالشياطين الصغار .... فهم يؤدون عملهم بأكمل وجه

تزوج مراد وسيلين وها هم ينتظرون أول مولود لهم
--
بعد مرور سبع سنوات

همس بصراخ: ما تلم ولادك بقى جننونى

نظر لها بملل مصطنع وهو نائم على الأريكة ثم نظر لهاتفه مرة أخرى يباشر عمله بهدوء

زفرت بحزن سرعان ما تحول لسعادة عند سماعها قوله

أسد بحنان : إياكى تتعبى نفسك تانى يا ملاكى .... إنتى تؤمرى

أضاف بصياح ونظره على الهاتف : كله ييجى هنا

سمع صوت الدبدبات والتعثر الشديد حتى سكنت حركتهم أمامه

أسد: يلا ابدأوا العد

ليسمع الصياح الطفولى المنظم كما لو أنهم بالجيش

ليث : ليث ..... واحد

مليكة بصوت رفيع طفولى: مليكة ..... اتنين

ملك: ملك .... تلاتة

ملوك: ملوك ..... أربعة

وحل السكون ..... لحظة هناك شيء ناقص ..... ما هو .... ما هو ....

اتسعت عينيه وأخيرًا ترك الهاتف لينظر لملاكه بلهفة

ذلك الحقير الصغير بحضنها بين ذراعيها وهى تحمله ..... يقبل وجنتها بنهم وسط ضحكاتها الخافتة حتى لا يسمع .... أتستغفله مع ذلك الوقح القزم الحقير

اتجه بسرعة البرق لهم فيحمله من عنق ثيابه من الخلف ويرفعه باتجاه وجهه وسط شهقة همس ورفرفة الوقح بين يديه: ولا ... احترم نفسك يا روح خالتك ... أخوك طول عمره محترم وساكت ... إنت مالك بقى مش مظبوط ليه

نظر له بدموع يزم شفتيه بطفولة وبراءة شديد

كاد أن يحن خاصة لتلك العيون التى تشبه عيونها ولكن اختطافها لذلك الحقير من يديه جعله يلعنه

أسد محاولًا سحبه منها: سيبيه ..... قولتلك مش عايز أخلف .... ضحكتى عليا وجايبالى بلوة سودة على دماغ اللى خلفونى

نظرت له بغضب ثم لطفلها الذى تهبط دموعه بحزن لتغضب بشدة

همس بغضب: أسدى .... الولد بيعيط .... كل مرة كدة تعيطه بسببك .... مش فاهمة إزاى بتتخانق معاه دايما .... حد يشوف البراءة دى ويزعله

نظر لهما بغيرة ثم بخزى من كلماتها

تحرك ناحيته حتى يصالحه ليفاجأ بالحقير ينظر له بابتسامة خبيثة ويخرج لسانه فى الخفاء

أسد بسرعة وطفولة وهو يشير له: بصى بصى بسرعة ... شوفى بيعمل إيه

نظرت لطفلها لتجده ينظر لها ببراءة وحزن

همس بعتاب لأسد: عيب كدة يا أسدى ..... الولد فى حاله ومعملش حاجة غلط

أسد بعصبية: غلط .... غلط .... دا هو كله على بعضه غلط .... ده حتى اسمه غلط .... بقى فى طفل اسمه حيدر يا مؤمنة

همس : أيوة فى ... وبعدين إنت سميت البنات على أسماء قريبة منى وأنا سميت الولاد بنفس الطريقة ... وحيدورى مفيش زيه

قبلها حيدر على وجنتها بسعادة .... قد لا يستطيع التحدث جيدا لكنه يفهم

أسد بصراخ: آااااه .... يا ولاد ال ***

شهق الأطفال من سبته الوقحة ليصرخ مرة أخرى: اخرسوا ويلا قدامى ..... وإنتى خليكى هنا

تحرك الأطفال بتعثر أمامه حتى خرجوا للحديقة وبالطبع لم ينسى حمل الحقير من عنق ثيابه
--
وجد الجميع جالس والأطفال أيضا وقد جاء مراد وزوجته وطفليه

أسد بقرف وهو يضع حيدر على الأرض: يلا اتجمعوا .... ابدأوا العد

ليث: ليث ..... واحد

مليكة: مليكة ..... اتنين

ملك : ملك ...... تلاتة

ملوك: ملوك ..... أربعة

حيدر: دررر ..... أثة

أسد ببرود: أنا سلمتلكم العدد كامل ..... يعنى يرجعولى كاملين ...... بس ممكن أسامح لو رجعوا ناقصين عادى

قال آخر جملة بخبث وهو ينظر لحيدر بابتسامة شريرة

انكمش بخوف ثم اتجه بسرعة لجديه ماجد وحمدى ليحتضناه وسط ضحكات الجميع

صعد أسد للأعلى مرة أخرى
--
يجلس كل حبيب يحتضن معشوقته

مراد: بعشقك يا حياتى

سيلين بخجل: وأنا بعشقك

سامر: هتفضلى طول عمرك عشقى الوحيد

ابتسمت بسعادة واحتضنته أكثر وقد كان احتضانها خير من أى كلام

ياسمين: بس يخربيتك هتفضحنا

مازن بغيظ: مش قادر ... ابن ال**** ضحك عليا وخلانى أغير اسم بنتى وقال إيه محدش يسمى عياله على أسماء ملاكى ... ملاك أما يلهفه يا شيخة

ياسمين بقلق: أبوس إيدك بطل نظراتك البت مليكة مش بتستر وأبوها هينفخنا

مازن: يلا سيبك .... بعشقك

ياسمين: لا والنبى .... وده من إيه ده

مازن: لأ أصل لاقيته جو رومانسى فقولت أعبرك لكن إنتى مبيطمرش فيكى

ياسمين بحب وضحكة : وأنا بموووت فيك

احتضنها بعشق وسعادة

نظر ماجد وحمدى وسعيد لأولئلك العاشقين بفرحة شديدة وهم يدعون أن تظل حياتهم هكذا دائما
--
بالأعلى

همس بحزن: خلاص يا أسدى والله آسفة ....أنا عارفة إنى أهملتك بس غصب عنى

نظر لها بعتاب ثم أدار وجهه

اقتربت منه بخجل لا يقل أبدا لتفاجئه بتنفيذ عقابها دون أن يطلب

ابتعدت عنه تقول بخجل: أهو اتعاقبت ... سامحن ..

قاطعها محتضنًا إياها مرت دقائق وهم على حالهم

أفاقت من دوامة عشقهما عليه وهو يلبسها إسدالًا ويضع حجابها

نظرت له باستغراب فحملها وغمز بشقاوة متجهًا بها للسطح
--
بالأسفل

مراد باستغراب: إيه صوت المروحة ده

مازن بفزع: لا لا لا يارب ميكونش عملها تانى

نظر لأعلى بخوف هو والجميع

تحقق كابوسهم المزعج

ذلك الغبى المستبد قد هرب بمعشوقته مرة أخرى والله وحده يعلم متى سيأتى

سامر بخوف: يلهوى ده هرب تانى ..... يعنى ...

مراد بفزع: يعنى هنقعد مع عياله تانى

وجهوا أنظارهم لهؤلاء للذين ينظرون لهم بغضب وكأنهم من أبعدوا أمهم

ليث بصياح وطفولة: الراجل أبونا خطف مامى ... بس إحنا معانا رهاين ... هجوووووووم

ركض الأطفال ليهرع مراد ومازن وسامر صارخين وسط ضحكات الجميع وتحسرهم على الأيام القادمة
--
بالطائرة الهليكوبتر

ملاك بضحكات مرحة: يا عينى ..... شايفهم يا أسدى

ثم أضافت بتنهيدة: بس هيوحشونى .... كل شهر بتاخدنى وتسيبهم ..... ما تجيبهم معانا مرة

أسد بعشق وهو يرفعها لتجلس بأحضانه: أبدًا ... قولتلك جزيرتنا ملكنا لوحدنا ومحدش هيدخلها حتى لو العفاريت دول هم والشيطان الصغير وبعدين دى الكابتن مستنيانا من الصبح بس إنتى اللى أخرتينا بالولاد
وضعت رأسها على صدره ويدها على قلبه موضع جرحه المزين باسمها

همس : هتفضل تعشقنى

أسد بعشق: أنا أعرفك من حوالى ٢٠ سنة ... وعشقى طول السنين دى بيزيد حتى فى بعدك .... مستحيل إنه يقل فى يوم .... إنتى الوحيدة اللى مندمتش معاها على حاجة غير حاجة واحدة بس

نظرت له بابتسامة وهى تعلم ما سيقول فكل يوم يكرر ذاك الكلام

أسد: كل مرة بكررهالك وهفضل أقولهالك ...... ندمى الوحيد إنى مش اتقيت ربنا فيكى ..... إنى حفظتك من الناس ونسيت أحفظك منى .... مراد ومازن وسامر ..... بالرغم من عشقهم إلا إنهم اتقوا ربنا ..... فربنا سهلهم الطريق ..... يمكن عشان كدة كنا كل أما نقرب حاجة تبعدنا

همس بتنهيدة حب: وده سبب إنك بتحفظ ولادنا القرآن بالرغم من صغرهم وبتعلمهم حاجات فى الفقه والدين ... صح

أسد بعشق: أيوة .... عشان لما يعشقوا زينا يقدروا يمشوا فى الطريق الصح من غير معصية

احتضنته بشدة وهى تقول: هتفضل دايما عشقى واختيارى الوحيد

أسد بعشق: وإنتى هتفضلى كيانى وملاكى رواية جديدة اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent