رواية سجينة توب الرجال البارت السابع عشر 17 بقلم هدى موسي ابو عوف
رواية سجينة توب الرجال الفصل السابع عشر 17
استيقظت بهيره سعيده جدا،فهى لم تحلم يوم ان تذهب الى حديقه لا الى مدينة ملاهى،اردت ان تفعل شى تشكر بيه عبير لكن هى لا تعرف ماذا،فأعدت بعض الحلوى وفكرت ان تأخذها لعبير وبناتها،لكنها كانت خائفه فهى لم تعتاد ان تذهب الى احد،ترددت لبعض الوقت، واخذت الحلوى كانت خائفه ومرتبكه وقفت على باب شقة عبير تتلفت يمينا ويسارا ودقت بابها،لحظات وفتحت ابنة عبير الكبيره هدير ( طفله فى الثانيه عشر من عمرها تشبه والدتها كثيرا ) ابتسمت سعيدة : ابله بهيره تعالى اتفضلى .
ابتسمت بهيره ودخلت وهى تشعر بالخجل،سبقتها هدير الى البهو قائله : تعالى ماما وهمسه قاعدين جوه دول هيفرحو قوى لما يشوفكى .
سمعت عبير صوتها وفرحت بقدوم بهيره على خطوه مثل هذه،وقفت بهيره بخجل وهى تحمل سنية الحلوى،ابتسمت عبير قائله : اقعدى يابهير وحطى السنيه عندك .
وضعت بهيره السنيه وكشفتها قائله : عملت لكم حلويات هتعجبكم .
قامت همسه(طفله فى العاشره من عمرها ) ونظرت عليها قائله : الله دى جميله خالص انا بحب البسبوسه جدا .
واخذت قطعه وتذوقتها وقالت منبهره بجملها : الله دى حلوه قوى ( حوطت السنيه بيديها قائله ) دى بتاعتى انا محدش هياخد منها .
اقتربت منها هدير قائله: يا سلام لاء طبعا انا اللى هاخدها انسى يا ماما .
ابتسمت عبير قائله: انتو هتتخنقو عليها قبل ما تدوقنوى ولا ايه ؟
ضحكتا الاثنان واخذت كل منهم قطعه وقدمتها لها اعجبتها جدا قائله : الله بجد حلوه قوى يا بهيره
فرحت بهيره قائله : جبت وصفتها من النت وعِملتها كنت خايفه متكونش زينه .
ردت همسه بمزاح : زينة ايه دى بسبوسه .
ضحكن جميعا نظرت عبير لبهيره قائله : انما ليه تعبتى نفسك كده ؟
نظرت للاسفل بخجل : مفيش تعب ولا حاجه حبيت افرحكم كيه مافرحتونى .
ابتسمت عبير : بس احنا كمان انبسطنا بوجودك معنا مش كده يابنات .
همسه : ايوه انا فرحت لما ركبتى معايا القطار ماما مش بترضى تركبه .
هدير : وانا كمان فرحت انك دخلتى معايا بيت الرعب هما الاثنين مش بيرضو يدخلوه معايا .
نظرت لها عبير : شوفتى انك انت كمان فرحتينا بوجودك معنا .
ابتسمت بهيره بخجل ولم تتحدث .
همسه: اعملى حسابك كل مره هنروح هتاجى معنا .
هدير : ايوه طبعا .
فرحت بهيره : ربنا ما يحرمنى منيكم ابدا .
ظلت معهم لبعض الوقت وعادت الى شقتها وهى سعيده فلاول مره تشعر لها اسره وعائله يحبونها ويسعدون لوجودها معهم .
............
عاد حازم من البلد واتى معه والده،ذهب الى العياده ليطلب من على ان بخبرهم،دخل العياده واقترب من المكتب قائلا : السلام عليكم كيفك يا استاذ على ؟
نظر اليه على مبتسما : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا يا استاذ حازم .
ابتسم حازم : كنت عايز اجى ازور بهيره ابوى جه من البلد وبده يشوفها .
هز على راسه : تمام هكلم الدكتوره دلوقتى واستاذنلك منها .
اتصل على بها واخبرها وبعد ان انها الماكلمه نظر اليه : هما مستنينكم .
حازم : لازم تاجى ويانا مينفع نروح الدار ومفهاش راجل .
تنبه على قائلا: ايوه ماانا هروح بس فى جلسة ليزر جوه مع الممرضه، هتخلص واقفل العياده وانزل عشان مفيش حد مع الممرضه .
حازم : خلاص لما تخلص رن على تلفونى ونتجابل ونروح سوى .
على : تمام .
حازم متعجبا: هى جلسات ايه دى ؟
ابتسم على واشار على احد اللوح المعلقه على الحائط، مكتوب عليها جلسات ليزر لتنظيف البشره،فهم حازم وأبتسم وشعر بالحرج قائلا: معلش مختش بالى عن اذنك .
خرج حازم وبعد ان انهى على عمله،اتصل به وقابله هو والده عند باب منزل عبير،صعدو معا ودق جرس الباب،فتحت بهيره ونظرت الى خالها تنتظر ان ترى ردة فعله عند رؤيتها، ابتسم مهران سعيدا : بت اختى الغاليه اتوحشتك كتير .
ظهرت ابتسامه كبيره على شفتيها من السعاده قائله : اتوحشتك اكتر ياخال .
اقترب منها واحتضنها بحنان وهو يستنشق عطرها قائلا : فيكى ريحة امك الله يرحمها كانك جطعه منها .
دخلو جميعا من عند الباب وجلسو فى البهو كانت عبير تجلس هناك،اشارت اليها بهيره : دى الدكتور عبير يا خال هى اللى ساعدتنى وجفت جارى .
وضع يده على صدره واشار لها:جميلك ده فوج راسنا وعمرى لا انا وبنت اختى هننساه ابدا .
ابتسمت قائله : جميل ايه بس دى اختى الصغيره، وربنا يعلم محبتها فى قلبى قد ايه .
مهران : ربنا يجزيكى خير يا دكتوره .
نظر حازم لبهيره مبتسما: كيفك يابهيره يعنى مسلمتيش عليا ولا حتى بصيتى ناحيتى .
ابتسمت: فرحتى بخالى طيرت عجلى لما بشوفه كانى شايفه عليتى كلها .
حازم : اذا كان اكده مزعلانش .
ضحك مهران : وهو انت تجدر تزعل منيها بردك .
ضحكت بهيره : وهو فى واحد يزعل من خيته بردك .
كان على يتابع الحديث بصمت، مع ابتسامه مصطنعه، ليدرى بركان الغضب الذى بداخله، من نظرات حازم لها، وحديثه معها وشعوره ان مجيئ والده قد يجلعه اقرب لها منه،قامت بهيره احضرت بعض الفاكه والحلوه وضعتها امامهم،وقدمت لكل منهم طبق،تلاقت عينه بعينها وهو ياخذ منها الطبق،وكأن نظرتها هدأت ناره وطمأنت قلبه،وكأنها تشعر به وتعرف ما بداخله،لكن سرعان ما عادت النار تتأجج مره اخرى من مزاحهم معا، وظل هو هكذا بين نار قلبه والامل الذى ملاءه من نظرتها،حتى قام خالها وقف قائلا : طب احنا هنمشى دلوك ولما تحددو معاد ويا المحامى تبلغونا عشان بدى اجابله .
وقف على قائلا: بامر الله هكلمه النهارده واحدد معاه معاد وابلغك .
مهران متذكرا : فى حاجه لازما تعرفيها، عمك اتشل وشاكر كان محبوس متهمينه بكتل نواره .
فزعت بهيره ووضعت يدها على صغرها قائله : لاحول ولا قوة الا بالله،هما صحيح بهدلونى وكسرونى بسك بردو محبش ليهم الضرر ربنا يشيفيه يارب .
مهران مبتسما: عارف انك بت اصول وميهنش عليكى العشره، بس كمان لازم تعرفى ان المسؤال دلوك عن كل حاجه هو شاكر .
خبطت بيدها على فخذها قائله: بس انت جولت انه محبوس ؟
مهران : لاه ماهو خرج، بس المهم عايزك متخافيش كلنا وياكى .
ونظر الى حازم فقام هو الاخر قائلا : كلنا وياكى اوعاكى تخافى يابت عمتى .
هزت راسها بالموافقه دون كلام ،فهذا الامر بقدر ما يؤلمها ويحزنها عليهم يشعرها بان شرهم قد زاد .
نظرت عبير الى على : ابقى عدى عليا بعد ما تقفلو العياده .
على : هو فى جلسات بالليل ؟
عبير : ايوه فى جلسه متاخره شويه بس انا نسيت ابلغك بيها امبارح .
على : تمام عن اذنكم .
وظلت هى معها لبعض الوقت تهدأها وتطمانها،خرج الثلاثه وقد تجدد الامل فى قلب حازم،فمجئ والده معه جعل فرصته فى ان تسامحه اكبر،اما على فقد زاد المه ووجعه فهو يرها تضيع منه ولكن لايمكلك شئ،فقد رأى السعاده والفرح فى عينها عندما رات خالها،ورأى كم سعادتها لوجوده الى جوارها،وهو حتى لايملك ان يعترف لها بحبه،عاد الى العياده جلس بها مهموا وحزينا .
................
كانت رقيه تجلس فى غرفة سماح،منذ ان ذهب المحامى دخل شاكر لها : عامله ايه دلوك يا اما ؟
نظرت اليه : بخير ياولدى .
تردد قائلا : قررتى ايه ياما المحامى مستنى ردنا .
اخذت نفس وزفرته وامتلاءت عينها بالغل والحقد : اموفجه ياولدى، جول للمحامى يجول لهم اننا هنشهد وياها فى المحكمه،واننا ندمانا على اللى عملنا فيها .
شاكر : بس هو كلمنى وجالى ان الوصايه اكده كمان هتروح منا.
ابتسمت بمكر : زين جوى اكده .
شاكر : بس اكده هى تبجا جويه ومهنجدروش نكسروها، والارض كلها هتضيع واحنا مهنخدوش حاجه،عندى ناخد الخمسين فدان احسن .
نظرت اليه بسخريه : وهو انت فاكر اننا هنطولهم مخلاص المحامى جلك، المحامى بتاعها مالك يده من الورج، يعنى هى خلاصنه، وفجنا هنبجا احنا اللى كسبانين، موفجناش يبجا خسرنا كل حاجه، ورجع كل اللى حدنا هما العشرين فدان بتوع ابوك، دول لو منجصوش كمان .
شاكر غاضبا : كيف ده لاه طبعا اسمعى انا هروح اجتلها ونخلصو من اليله دى .
نظرت اليه برفض : انت معتفهمش ياواد، لو جتلتها هيتهموك انت فيها، لانك صاحب المُصلحه الوحيد فى ده فهمت،وكمان هما اكيد محرصين وعملين احطايتهم، شغل ادماغك دى .
صرخ بها : واه يعنى اسيبها تاخد كل فلوسنا وارضنا؟
ربطت عل كتفه بمكر : لاه هناخد كل حاجه بس برضاها .
نظر لها ساخرا : بجا بعد ما جويت مفكره انك هتجدرى تكسريها تانى .
ابتسمت بخبث : انا عارفه انا بعمل ايه زين .
قبض على يده رافضا : لاه مهسبهاش ليك الا لما افهم المره دى .
نظرت اليه بحنق : هفهمك بس كل حاجه فى وجتها .
جز على اسنانه : ماشى هصبر بس ياويلها منى، هتشوف ايام اسود من الليل الغطيس .
نفخت فى غضب : افهم ياغبى، زمان البت دى كان ابوها مجويها على الكل،ومكنتش هجدر عليها ابدا،لكن لما امها ماتت بعد ابوها على طول،كانت مكسوره وانا مستنش عليها ادتها على نفوخها، مش ضرب لاه اللى زى دى الضرب مايكسرهاش، خليتها تشوف نفسها عفشه وملهاش جيمه،ومتصلحش تكون ست من الاساس،فاى راجل هيتدوزها يبجا عمل لها جميله، تفضل تبوس يده ورجله كمان انه رضى بيها،لكن دلوك خلاص ده مبجاش ينفع لازم يكون فى ترتيب تانى،خابر مين الشاهد بتاعها واللى بيساعدها
شاكر بلهفه : مين ؟
ابتسمت ماكره : خالها وولده حازم،ملحظتش انه من بعد ماماتت ادلى مصر ومرجعش الا من كام يوم، وامبارح ادلى هو وابوه كمان .
تعجب شاكر : وعرفتى كيف ؟
بتفاخر : من اول المحامى جال معها شهود، دورتها فى دماغى لجيت مفيش غيرهم،مرت مهران جالتلى ان ابنها طفش من بعد الدانزه ومعودش،وكلمتها من شويه عشان اتاكد جالتلى انهم اتدلو عشان يجبو جهاز بتهم من اهناك،وضحت اكده ولا لسه،وكمان مين غيره هياخد الوصايه عليها .
فكر شاكر : تصدجى صُح اكده بانت،بس اكده احنا اتجرتسنا .
نظرت بخبث : وهما اللى بدأو وميعرفوش اللى مستنيهم ايه ؟
ابتسم منتصرا : اكده ابجا اطمنت هروح اكلم المحامى .
خرج من عندها وهو يشعر بزهو الانتصار،اما هى جلست تفكر بمكر وخبث لِتُحكم خطتها .
..............
فى المساء اتى على لعبير كما طلبت منه، وقف ينظر لباب شقة بهيره،وهو يتمنى ان تفتح ويرها ويتحدث معها،فبداخله كلام كثير يتمنى ان يبوح به لها، تنهد ودق باب خالته لحظات وفتحت له قائله : اهلا يا على تعالى .
دخلت امامه واغلق الباب ولحق بها،جلست ونظرت له : بقولك ياعلى المدراس هتبدأ خلاص كمان اسبوعين وكنت عايزه منك مساعده .
على : اءمرى يا خالتى .
عبير : عايزك تسال فى المنطقه على مدرسة ثانوى للبنات عشان نقدم ورق بهيره .
على : بس مش بدرى شويه لسه المحامى رفع القضيه والموضوع هياخد وقت .
عبير : ما انا فاهمه بس عايزين نجهز عشان بعد كده الوقت هياخر وتضيع عليها السنه .
على :خلاص انا اصلا سالت وعرفت مدرسه، وماما تعرف الناظره بتاعتها، وكلمتها وهى قالتلى انها تقدر تساعدنا بس لما القضيه تخلص .
تعجبت : امال بتقولى لسه بدرى واتاريك مخلص كل حاجه اهو .
تنهد متحسرا : مملكش لها حاجه غير انى اساعدها، حتى حبى ممكلش انى اصرح لها بيه،ومش عارف هعمل ايه لما .....
لم يستطع ان يكمل ربطت على كتفه قائله : مش يمكن ميحصلش انت ليه واثق انها هتتجوزه ؟
اندهش من انها تفهم مايدور فى راسه : ماهو مش معقول بعد ما يساعدها ويقف جنبها ترفضه .
عبير : سبها على الله وهو اكيد عنده الفرج .
على : ونعم بالله،اه صحيح انا كلمت المحامى والمفروض نروحله بكره، عشان قال ان عنده كلام مهم .
ابتسمت قائله: طب انت قولت لحازم ؟
على : ايوه كلمته وهو قال انه هيقايلنا هناك عند المحامى .
عبير : طب ماتعدى تجبهم بالعربيه بكره، ونروح كلنا سوى ؟
على : عرضت عليهم بس رفضو، قالو انهم هيكونو فى مشوار وهيقبلونا هناك .
ابتسمت : خلاص هنتسناك بكره عشان نروح .
على : بامر الله عن اذنك همشى بقا .
خرج وتركها وهى تفكر فى حل لهذا الامر،ولكن كان عليها التأكد من مشاعر بهيره اولا، وفى اليوم التالى فى المعاد اتى اليهم،ركبو جميعا السياره،بهيره فى الخلف وعبير فى الكرسى الامامى الى جواره، قالت عبير : قولى يا على هى الدكتوره ميرنا اتصلت ابيك ؟
على : ايوه وقالت هتجيب حالات النهارده وبكره .
نظرت الى المرأه تلاحظ نظرات بهيره وتوترها،وابتسمت قائله : دمها زى العسل ميرنا دى،فاكر لما اتكعبلت على السلم لولا انت لحقتها وامسكتها من ذرعها كان زمانها اتكسرت .
ضحك على : ايوه واللى طلع عليها هستريا الضحك وفطسنا كلنا من الضحك .
كانت بهيره تتابع حوارهم،وانقلب توترها الى غضب وزاد غضبها عندما قالت انه امسك ذرعها، فقالت فى غضب : كيف يعنى يمسك دراعها، وهى تضحك حرمه متختتشيش صحيح، وكمان تاخد رقمه وتحدته فى التلفون،ايه ده هو مفيش خشه ولا ايه ؟
ابتسم على سعيدا من غيرتها الواضحه جدا فى كلامها،ضحكت عبير قائله: دى ست كبيره قد والدته يا بهيره دكتوره زميله وبتجى ساعات لما جهاز الليزر بتاعها يعطل .
تلجلجت بهيره قائله : مجصدتش انا بس يعنى اتضايجت اسفه يا استاذ على .
تنهد على قائلا: ملوش لوزم الاسف (واكمل فى عقله) كفايا انه عرفنى مشاعرك واللى فى قلبك ليا .
ابتسمت عبير : ولا يهمك يا بهيره،على عمره ما يزعل منك ابدا،(ونظر الى على ) مش كده ياعلى .
ارتبك على ولم يجيب، ابتسمت بهيره ولم تتحدث حتى وصلو المكتب، وجدو مهران وحازم ينتظروهم امام الباب ،صعدو معا جميعا ودخلو الى المحامى، اشار على الى مهران قائلا: خال الانسه بهيره عم مهران .
جلال : اهلا بيك يا استاذ مهران .
مهران : اهلا بيك يا استاذ .
جلال : انا بعتلكم عشان محامى عم بهيره جانى من يومين كان جاى يشترينى .
غضب مهران : يشتريك كيف يعنى ؟
جلال : فاكر انى ممكن ابيع القضيه بقرشين، بس انا رفضت،وبعدها اتصل بيا وقالى انه كلمهم وفرحو قوى برجوع بهيره،وهيشاهدو معها فى المحكمه كمان .
مهران باندهاش : كيف يعنى هو ده ممكن ؟
جلال : اه طبعا لان مصلحتهم انها ترجع، عشان هترجع ارضهم اللى عمها ادها لنواره، وهيورث نصها اخوها .
حازم : اه يعنى الارض هترجع باسم بهيره فيتلغى بيعها لنواره.
جلال : بالظبط كده،ومعنى كده ان القضيه هتبقا اسهل مما كنت متخيل بكتير،بس واجب عليا احذركم انى مش مستريح لهم .
مهران : ماهو ميدخلش عجل حد انهم عملو كل ده عشان الارض وبعد اكده يسيبوها بالسهوله دى .
جلال : انا مش صعيدى بس اكيد عندكم عوايد وتقاليد مختلفه .
فكر مهران : ايوه عندنا بس متشغلش بالك انت هنحلها بامر الله .
جلال : كده كمان الوصايه هتتنقل لخالها عشان حالة عمها الصحيه متسمحش .
تفاجاء مهران قائلا: واه ليه اكده معايزش انا .
جلال : ماهو هى ملهاش حد غيركم، ومش معقول هندي الوصايه لغريب وخالها موجود .
مهران : طب مينفعش تفضل فى يد عمها كيه ماهى ؟
جلال : تقصد ابن عمها لانه هو المتولى كل شؤن ابوه حاليا .
انتفضت بهيره : لاه كل الا شاكر لاه تبجى فى يد خالى .
مهران : متخافيش يابتى خلاص اللى بدك ايه .
جلال : طب تمام خلاص القضيه ماشيه كده، وخلال شهرين او ثلاثه هناخد حكم ابتدائى،انا رافعها مستعجل .
قامو جميعا وقفو ليخرجو فقال جلال : مطلوب دفعه تانيه من الاتعاب الزياره الجايه .
بهيره : تمام عجابها معايا ان شاء الله .
خرجو جميعا ونزلو قال على : ماتيجى يا عم مهران تركب معنا انت وحازم نوصلكم بالعربيه ؟
مهران : معلش يا ولدى عندنا مشوار هنخلصه ونروح اتفضلو انتو .
على : اللى يريحك ياعمى .
مهران : هنشمى احنا عشان نلحقُ مشورانا بالاذن .
تركوهما وذهبا وركبو السياره، واوصلهم على الى المنزل،كانت بهيره شاردة الذهن طوال الطريق، ولم تنطق كلمه واحده،مما اقلق على وعبير عليها .
..............
دخل فايز غرفة شاكر قائلا : امى راحت وين ياشاكر عما ادور عليها ملجهاش ؟
شاكر ببرود : مخبرش دخلت اوضة ابوى ملجتهاش .
فايز : راحت وين يعنى ؟
شاكر : لما تاجى هنعرف .
كان شاكر يستعد للخروج تعجب فايز: انت رايح وين دلوك ؟
شاكر : هنزل اروح للمحامى اشوف ايه الاخبار احنا هنفضل جاعدين اكده مستنين لحد ميتا .
نفخ فايز بزهق : عندك حج انا كمان مليت ومعرفش انتو ناوين على ايه فى موضوع بهيره ؟
شاكر : منا جولتلك امبارح عايز تعرف ايه تانى ؟
فايز بتفكير : عايز اعرف هى ناويه على ايه، كيف هتخلى بهيره توافج على الدواز ؟
نظر اليه شاكر : لو عرفت ابجا جولى انا اصلا زمجان ومطيجش نفسى فهملنى لحالى .
دخلت عليهم رقيه نظرت الى شاكر : رايح وين دلوك ؟
شاكر بزهق: خارج مطياجش نفسى فيها حاجه دى ؟
رقيه : ايوه اجعد عندى كلمتين لازما اجولهم .
جلس قائلا : جولى سامعك اهو .
اخذت نفس وزفرته : عروستك اللى كنا نسينها دى كلمتها وجولتلها على موضوع بهيره ده ولا لاه ؟
شاكر متذكرا : واه كنت ناسيها خالص دى .
رقيه : وانا كمان بس الصبح لجيتها عم تتصل وتسال عن اخبارى .
شاكر متخوفا : اوعى تكونى جولتيلها على حاجه ؟
رقيه : لاه مجولتش بس لازما تجولها عشان نظبط امورنا جبل لما تعاود بهيره .
نفخ بزهق : يعنى اسيب الجمر دى واتجوز بهيره ؟! لاه طبعا انا هجنعها واتدوزها هى وبهيره .
رقيه : خلاص ابجا كلمها واجنعها فاهم .
شاكر وهو يخرج ناحية الباب : ايوه فاهم ولو انى معرفش كيف اجنعها دى .
خرج وتركهم نظرت الى فايز قائله : ايه رايك انت ياولدى ؟
فايز : معارفش يااما الموضوع كبير وانت خابره ان عروسته،ابوها من كبرات البلد ومهتوفجش ابدا انها تتدوزه على دره .
رقيه : وكمان لو اخوك هو اللى سابها يبجا هيروح علينا الدهب ابوك جاب لها دهب كتير .
فايز متحيرا: مخابرش هو وافج ليه يجيب لها كل الدهب ده ؟
رقيه : عشان يخلص الدوازه بسرعه ويفضى لدوازه .
فايز بزهق : واه يااما مخلاص هى ماتت وهو خلاص بجا كانه مش عايش من الاساس،انسى بجا .
نظرت اليه غاضبه : انا خلاص مزعلناش بس كل اللى احنا فيه ده بسببه وبسبب دوزته السوده دى،المهم دلوك انت مستعد تتدوز بهيره لو عروست اخوك رفضت انه يتدوزها عليها .
فكر قائلا : اموافج بس اعتقد ان شاكر هو اللى مش هيوافج وممكن يزعل كمان .
زمتت شفتيها قائله : خابره ده زين بس وجتها يحلها ربنا المهم انك موافج .
فايز ماكرا : وانا هرفض ليه بهيره بت عمى وخبرها زين وكفايا ان الارض هتعاود لنا تانى .
ربطت على كتفه قائله: ربنا يكملك بعجلك ياولدى .
وتركته وخرجت وظل هو جالس يفكر فى الامر فهو يعرف اخوه جيدا ولكن ايضا الامر يعجبه، فسيكون هو المتحكم فى الجزء الاكبر من الارض.
فى المساء عاد شاكر وكان مازل غاضبا، دخل له فايز وجلس معه قائلا : فكرت فى كلام امك ولا لاه .
شاكر : افكر فى ايه الموضوع مامستهلش اصلا،انا رادل اتجوز بدل الحرمه اربعه يعنى مش من حجها تعترض .
فايز : الكلام ده لما تكون بجت مراتك، لكن انت خاطبها بس يعنى من حجها تختار .
شاكر : ده كلام خايب انا هتدوز الاتنين،وبعدين هى لازما تبجا خابره ان بهيره دى مجرد خدامه ليا انا وهى بس .
فايز : بص ياخوى مفيش واحد هتوافج على الكلام ده، فكر بعجلك وانا خابر انك هتتصرف صُح .
تركه فايز وخرج جلس على طرف السرير يقول لنفسه : يعنى اسيب جمر زى دى عشان اتدوز واحده لاليها شكل ولامنظر ده كلام يعنى .
وقام دخل الحمام .
.............. .
عاد حازم والده الى المنزل كان يعيشا فى غرفة بهيره منذ اعطته المفتاح،وضعو بعض الامتعه كانت معهم وجلسو يرتاحو، بعد بعض الوقت قال حازم : انت ايه اللى زعلك يا بوى من موضوع الوصايه ده ؟ حسيتك زمجان منه جوى ؟
مهران بعبوس: مكنتش عايزها تبجا تحت وصايتى عشان ولاد عمها ميجولش انى ساعدتها عشا اللفلوس فهمت .
حازم : بس انت مكنتش تعرف اصلا .
مهران : ومين هيصدج ياولدى،خصوصا لو اتجزوتها هيثبت الموضوع ده .
عبس حازم هو الاخر : هى مالها بتغفلج ليه اكده .
اخذ نفس وزفره قائلا : معلش ياولدى اللى عايزه ربنا هو اللى يكون، بس انا عايزك تكون راجل بحج انت فاهم .
حزم مستفها : تجصد ايه يعنى ؟
مهران : يعنى سواء كانت ليك او لغيرك، هى فى حمايتك وتحت جناحك، متخليش حد يمسها انت فاهم .
هز حازم راسه بحزن فهو يتمنى ان تكون حبيبته،ولكنه سينفذ طلب والده حتى إن اضتر ان يكسر قلبه،ولكن لن يحزنها مره اخرى .
ربط مهران على كتفه فقد شعر بالمه قائلا : معلش يا ولدى فى اخطاء بنرتكبها وتفضل ملازمنا كتير،بس كمان بنتعلم منها صحيح بنتوجع لكن ربنا بيهونها .
تنهد قائلا : تقجصد ايه يابوى ؟
ابتلع غصة فى حلقه قائلا : ياولدى لو مكنتش رفضتها زمان مكنش بجا فيه مشكله من الاساس،لكن انت فاكر زين، ام شاكر عملت ايه وجتها، وكيف جالت اننا كنا طمعانين فى ارضها، وانها وعتها وخلتها رفضت، وعملت نفسها جدعه واصيله على حسابنا،ودلوك هتبجا فرصتها كبيره .
حازم : يعنى انت معايزنيش اتجوزها يابوى ؟
مهران: لاه ياولد لوهى موفجه مهيهمنيش ايها كلام،بس خايف اصلا لو جولنا دلوك نبجا بننتهز الفرصه ونستغلها فهمتنى ياولدى .
زاد المه وفهم ان الامر اصبح معقد فهز راسه قائلا: ايوه فاهمك يابوى، ومتخافش انا هسابها لوجتها واللى عايزه ربنا هو اللى هيكون .
................
لاحظت عبير القلق على بهيره وهم فى السياره،فدخلت لها فى شقتها فى المساء للتطمأن عليها،جلست معها ونظرت لها قائله : ايه مالك شيفاكى قلقانه قوى وخايفه ؟
اخذت بهيره نفس وزفرته : مش مطمنه لولاد عمى وموفجتهم واستكانتهم اكده مفهماش هما عملو اكده ليه ؟
فكرت عبير : يمكن عشان حالة عمك الصحيه .
بهيره : لاه مظنيش اعتقد انهم بيدبرو حاجه ومهيسكتوش .
عبير : طب تفتكرى ايه يعنى اللى ممكن يعملوه .
ابتلعت غصه فى حلقها : حاجات كتير جوى انتِ متعرفهمش دول جبروت .
عبير : حتى بعد عمك ما اتشل ومبقاش يقدر يعمل حاجه .
بهيره : المشكله مش فى عمى لحاله مراته اشرمنه بكتير، وولده شاكر صوره منه ميفرجوش عنه فحاجه .
عبير : يبقا لازم نفكر كويس ونكون مستعدين لاى غدر منهم .
بهيره : كيف يعنى ؟
عبير : سبيلى الموضوع ده افكر فيه شويه وابقا اقولك .
بهيره : وانا بثج فيكِ يادكتوره .
وجلست معها بعض الوقت وتركتها وذهبت،جلست بهيره تفكر فى الامر وهى خائفه فمعرفتهم بانها ماتزال حيه هذا وحده يرعبها.. يتبع الفصل 18 أضغط هنا