رواية زمان لا أمل دون يأس الفصل الخامس 5 والفصل السادس 6 بقلم حسناء محمد عبر دليل الروايات
رواية زمان البارت الخامس (تَغَيَّرَتْ)
نادرة بسخرية : تمام
ثم اردفت بهمس :الله وكمان عنده غمازات
مش زى معتصم المجلخ نهييي
زمان بحزم : انتى لسه واقفة اتفضلى ادخلى على المطبخ
دلفت نادرة إلى المطبخ فوجدت الكثير من الأوانى أيضا فاردفت : اى البيت المعفن دا قاعدين والمواعين مش نضيفه ازاى
ثم بدأت فى غسل المواعين وانتهت فوجدت باب صغير اخضر اللون داخل المطبخ فاردفت :
يارب يكون دا باب النفق اللى جينا منه أو الأقى معتصم حتى ساعدني يارب
فتحت الباب ببطئ ومالت بظهرها ودخلت فوجدت بذلك الباب جنينة صغيرة مليئة بالزهور والخضرة والأشجار ووجدت صوت ياتى من اتجاه مقعد يقرأ قران بهدوء وصوت عذب
يوجد ضوء لمبات من الجاز منيرة بتلك الجنينه شعرت بقشعريرة فى بدنها عندما سمعته يقول
اعوذ بالله من الشيطان الرجيمبسم الله الرحمن الرحيماقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُوَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّوَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّوَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌحِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُفَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍخُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌمُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌكَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَفَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْفَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍوَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَوَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍتَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَوَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍفَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِوَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍكَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِإِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّتَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍفَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِوَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍكَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِفَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍأَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌسَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الأَشِرُإِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْوَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌفَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَفَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِإِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِوَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍكَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِإِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍنِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَوَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِوَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِوَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّفَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِوَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
كانت تسيل دموع نادرة كالشلال من تلك الكلمات التى لم تفهمها لكنها تعلم انها كلمات الله عز وجل ، وقفت خلف المقعد الذى ياتى من خلاله الصوت فوجدت زمان كان يرتدى جلباب ابيض ويمسك بيده سبحه اردفت هى :
صوتك حلو على فكره جدا
زمان بقلق : اى دا انتى هنا من امتى
نادرة بابستامة : من اول مبدات تقرأ
زمان بعصبية : وانتى بقى محدش علمك انك تستأذنى قبل متدخلى اوضت حد
نادرة بدهشة : اى دا ازاى دى اوضتك
انا فكرتها جنينة
زمان بحدة : انتى هترغى معايا يابت انتى اطلعى بره يلا
نادرة بثقه وهى تضع يدها حول صدرها : مش هطلع هو خدوهم بالصوت ليغلبوكم
زمان بعدم فهم : صوت اى وغلبوكم اى اى قلة الادب دى
نادرة بعصبية : انا محترمة واحسن منك كمان يا يا زبالة
زمان بعصبية وكانت عروق رقبته منتفخه كان يضغط على يده حتى ظهرت مفاصله البيضاء واردف: اط ل عى بررررررررررره
انتفضت نادرة بسبب ذلك الصوت الجهورى واردفت وهى تتصنع عدم الخوف : لا والله تصدق خفت منك انا كده
زمان بعصبية : بت انتى متخلقتش البت اللى تعلى صوتها عليا
نادرة بضحك : اى التكبر دا ياشيخ صلى على النبى كده
زمان وقد نظر إليها لاول مره وجدها تقف أمامه وتنظر له بثقه وسرح فى تلك العيون العسليه والوجه البرئ واردف بجمود : انا همشى وارجع البيت النهاردة الاقيكى مش موجوده هنا مفهوم لأن انتى شكلك ماتنفعيش تعيشى فى بيوت ناس انتى واحده جايه من الشارع
نادرة بثقة : انتو كلكم اصلا خاينين وزباله انا بكره اى راجل كلكم متكبرين وطماعين وانا بس الأقى باب النفق وهطلع ارجع بلدى وزمنى وارجع لحضن تيتا وقبل دا كله هرجع لربنا واشكيله منك انت ومعتصم واى حد ظلمنى وقال فى حقى كلمة وحشه ياوحش واخرجت له لسانها وذهبت
زمان بتفكير : اى اللى بتقوله دا ومعتصم مين ولى خاينين وزمان اى وجدتها اى انا مش فاهم حاجه البت دى باين عليها مجنونه
ثم خرجت نادرة واتجهت إلى باب القصر وكان الظلام حل على تلك الحارة وفور دلوفها خارج القصر وجدت احد يضع يده على فمها ويريد اختطافها
عندما نظرت نادرة إلى الشخص وجدته شخص يرتدى ملابس اسود فى ابيض ويغطى وجهه ولا تظهر سواء عينيه
الشخص أردف بضحكة خبيثه : تعالى دا انا هوريكى النجوم فى عز الضهر انتى اكيد اخت زمان باشا بقى انا ترفضينى
فى ذلك الوقت كان يقف زمان فى الجنينة التابعة للقصر وسمع صوت رجل يتحدث
فبدأ أن يمشى ببطئ شديد حتى يرى ما الذى يحدث فى الخارج
شعر بالصدمة عندما رأى رجل يمسك نادرة ويحملها ويجرى وبسبب الظلام لم يستطيع تحديد ملابس الشخص أو وجهه فظن أنه أحد من أهلها أتو ليأخذوها ثم أردف : وانا مالى خلينى فى حالى اصلا انا غلطان انى دخلتها بيتى ودلف إلى الداخل
عند الشخص اخذ نادرة وألقى بها على الأرض واردف : انا هندم اخوكى عليكى علشان اعرفو أن مش انا اللى اترفض
كانت تحرك نادرة وجهها ورقبتها حتى تقول له انها ليست اخت زمان
الشخص بضحك : بس طلعتى احلى مما كنت اتوقع
نادرة كانت تريد ان تقول شئ من أسفل الرباط التى ربط به فهما
أردف الشخص : عايزه تقولى حاجه
وبدأ فى فك الرباط
اردفت نادرة بدموع : مش انا والله انا مش أخته والله انا مش أخته صدقنى
الشخص بضحك: المفروض اصدقق انا كده يعنى
نادرة بدموع : والله العظيم مش انا انا اصلا مش من هنا انا حصلت حاجه كده خلتنى رجعت بالزمن انا أسمى نادرة واختو اسمها نجوى
الشخص بخبث : مش مهم انتى عجبتينى
نادرة بدموع وعصبية : انت متخلف بقولك مش انا تقولى انتى عجبتينى ايه انت عبيط
ضحك الشخص بسخرية وتركها وذهب
__
عند زمان
ابراهيم البواب : يا زمان أفندى انا عايز اقولك على حاجه تسمحلى ادخل
زمان بجمود : ادخل يا ابراهيم
ابراهيم بتوتر : الصراحه ياافندى انا انا يعنى شفت واحد بيخطف الخدامة الجديدة ويحسبها اختك
زمان بعدم تصديق : انت بتقول اى طب اختى نجوى كويسه جرالها حاجة
ابراهيم بقلق : اختك يا زمان افندى كويسه لكن نادرة الغلبانه هى اللى اتخطفت
وانا شوفتها ومقدرتش اعمل حاجه انا راجل كبير ومكنش بايدى اى حاجه
زمان بعصبية : انا شفتها وهو بيخطفها واحسبه قريبها أو اخوها أو ابن عمها اللى عايزيزنها تتجوزه فسكت
ابراهيم : لا يا زمان يا ولدى دا واحد كان مغطى وشه كله مفيش غير عينه اللى باينه
ياولدى اعتبرها اختك واكسب فيها ثواب دى حرمه برضو ربنا يستر على بنات المسلمين جميعا
زمان وقد شعر بتأنيب الضمير خصوصا أنه من قال لها اذهبى من المنزل فى ذلك الظلام الكاحل
اردف بجمود : طب يا ابراهيم روح انت دلوقت وانا هتصرف متقلقش
وذهب إلى دورة المياه وتوضأ وبدأ فى تأدية قيام الليل حيث ظل يدعو الله أن يستر على أخته ويحميها وان ينقذ نادرة من يد ذلك الوغد
ثم اذن الفجر فبدأ فى صلاة السنه اولا ثم الفرض وجلس على سجادة الصلاة لانه يعلم أن من يجلس بعد الصلاة ويقرا الاذكار الملائكة تستغفر له الله ولكى يبارك الله فى يومه بدأ فى قرأة صفحتين من القرآن الكريم وهو على سجادة الصلاة بغرفته التى تشبه الجنينة كما قالت نادرة وكان يضئ الغرفة مصباح به نار كالشمع
ثم انتهى دلف الى الاسفل وذهب إلى إبراهيم البواب دون أن يتناول وجبة الإفطار فهو يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه"
ثم سأل ابراهيم عن الاتجاه الذى ذهب منه الشخص الذى خطف نادرة
فأشار له ابراهيم عن المكان وتركه وذهب
وبم أن زمان كبير هذه الحاره يعلم كل انش بها
فقدمه أخذته إلى منزل قديم من منازل الفلاحين بوسط الزراعة
فور دخوله وجد نادرة تبكى
أردف بقلق : انتى كويسه
نادرة بدموع : الحمدلله
ثم أتى صوت من خلف زمان وارف بخبث :
اهلا اهلا اومال بتقولى انك مش أخته لى
زمان بعصبية وهو يتجه اليه : انت تعرف لو طلعت كلمة تانى انت هتموت دلوقت
الشخص بضحك : المفروض اخاف كده يعنى
زمان وقد نظر إلى نادرة وتذكر أنها قالت له هذه الجمله من قبل وان هذه الجمله غريبة عليه
نادرة نظرت إلى الشخص بشك واردفت : انت متقدرش تعمل حاجه
الشخص وكان يقرب من نادرة وكاد أن يمسكها من يدها حتى وجد زمان ينقض عليه ويضربه وازال القناع من وجهه
نادرة بصدمة : معتصم
معتصم ...........
يتبع
البارت السادس (حَيرَةٌ)
معتصم بحدة : وانتى تعرفى أسمى منين أن شاء الله
نادرة بفرحة : يعنى انت معصتم الحمدلله يارب الحمدلله
معصتم وبدأ يعتدل من وقفته واردف وهو يقف: انتى عرفتى أسمى منين انا اول مره اشوفك
نادرة بلهفة : اى يا معتصم انت مش فاكرنى انا نادرة حبيبتك
زمان بعصبية : اى هو دا معتصم اللى كل شوية فين معتصم فين معتصم وبعدين اي انا نادرة حبيبتك دى احترمى نفسك وأتقى الله فى نفسك عيب عليكى كده استغفرو الله
ثم أردف بحدة وصوت عالى نسبيا : انت تعرفها شوفتها قبل كدا
معتصم بضحكة سخرية : ولا اعرفها خالص
ثم أردف بخبث بس تمام تمشى انى اعرفها لأنها دخلت قلبى الصراحه
زمان بعدم فهم تلك الألفاظ : يعنى تعرفها ولا لا
معتصم اعرفها اعرفها
نادرة بارتياح : طب الحمدلله انك افتكرتنى يلا نفكر بسرعه فى طريقة نرجع بيها يامعتصم بلدنا ولاهلنا
معصتم بعدم فهم : طريقة اى وبلد اى انتى مجنونه يابت
زمان بعصبية : احترم نفسك وانت بتتكلم معاها فى حاجه اسمها اخلاق حسنه ولا انت متعرفش أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من خلقٍ حسن وإن الله يكره الفحش والتفحّش. ... عن أبي هريرة رضي الله عنه: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج"
نادرة كانت تنظر له بفخر بالرغم انها لا تعرفه ولكن شعرت بأن هذا الشخص هو من يقال عنه الرجل الصالح
معصتم وقد شعر بدوار فى رأسه وسقط أرضا بعد سماعه ذلك الحديث
اتجهت إليه نادرة بلهفة واردفت وهى تضع يدها على رأسه : معتصم قوم يلا معتصم متسبنيش
هنا لوحدى قوم يلا ساعدنى لو سمحت يا زمان
زمان بتلقائية : بتحبية قوى كده
نادرة بدموع : مش عارفه بس ملقتش غيره يسندنى ويضحكنى
ثم اردفت بكسرة وسخرية
وملقتش غيره يكسرنى برضو بس كل اللى اعرفه انى
مقدرش اعيش من غيره
زمان بحزم : طب حوشى ايدك من عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لان يطعن أحدكم فى رأسه بمخيط من حديد خير له من ان يمس امراه لا تحل له"
نادرة بعدم فهم : يعنى اى
زمان بعصبية لا يعلم سببها : يعنى حوشى ايدك من عليييه
نادرة شعرت ارتجاف فى بدنها بسبب ذلك الصوت
سحبت يدها من رأسه واردفت بتوتر : اسفه
ثم ذهب زمان واتى بإنا به ماء ووضعه على رأسه ووجهه
استيقظ معتصم وكان يشعر بثقل فى رأسه
ثم نظر فوجد نادرة تبكى فضحك بخبث واردف: خلاص متعيطيش يا حبيبتى انا معاكى بس تعتب شويه
نادرة بسعادة عندما سمعته يلفظ بتلك الكلمات
اردفت نادرة بشكر وامتنان إلى زمان : شكرا جدا تعبناك معانا
زمان بعدم فهم : هو انتى تعبانه برضو وانا تعبت دا ازاى دا هومش دا بس اللى تعبان وأشار إلى معتصم
نادرة بضحكة شديدة : لا لا دى كلمة كده بنقولها كا شكر يعنى مش اكتر
زمان بدهشه : تعبانك فيها شكر طب استأذن انا
بعد ذهاب زمان الى الخارج أردف معتصم بخبث وهو يقترب من نادرة : اى يا قمر انتى مش هنفكر فى الطريقه اللى بتقولى عليها
نادرة وكانت تشعر بضيق وخوف وقلق فهذا ليس معتصم الذى تعرفه قد يكون معتصم متهور ولكن لم تكن طريقته من قبل هكذا ثم اردفت فى خاطرها أنه ظهر على حقيقته
نادرة بعصبية : انت بتقرب لى كدا
معتصم وهو يضحك بخبث : علشان نحط الخطه ونهرب
نادرة بعدم فهم: نهرب اى بقولك عايزين نرجع
هو انا لى حاسه انك مش طبيعى
وبعدين تعالى هنا انت كنت فين وجبت اللبس دا منين
معتصم بتوتر : انا انا كنت مش عارف انا كنت باكل وبعدين جيت علشان اخدك وقولت اعمل فيكى خطه
نادرة وكانت تشعر أن رأسها ستنفجر من كثرة التفكير اردفت : كنت بتاكل اى احنا كنا فى غرفة الاسرار وبعد كده انت نزلت على سلم النفق وانا نزلت وراك والسلم اتهز فلقيت نفسى فى قصر الراجل اللى كان واقف هنا
ودورت عليك كتير ملقتكش
معصتم بتوتر : ها اه ماشى
نادرة بقلق : هو اى اللى ماشى انت مش معتصم خالص
ثم اردفت بشك : معصتم انا لقيت الكنز
معصتم بضحك شديد : كنز ؟!
كنز اى دا اللى لقتيه
نادرة بقلق وقد علمت أن معتصم به شئ وأنه غير طبيعى وتصرفاته لا تدل على خير ابدا
اردفت بدموع : معتصم لو بتهزر وعامل فيه مقلب قولى وانا مش هزعل
معصتم بعصبية : انتى يابت انتى هتخرصى خالص ولا اموتك وارتاح من زنك دا
بدأت نادرة فى الرجوع للخلف وحاولت أن تهرب حتى خرجت فى وسط الزراعة
وسمعت شخص يقول : خلقنا للحياة ِ وللمماتِ ومن هذين كلُّ الحادثاتِ ومنْ يولدْ يعش ويمتْ كأن لمْ يَمُرّ خيالُهُ بالكائنات ومَهْدُ المرءِ في أَيدي الروَاقي كنعش المرءِ بينَ النائحات وما سَلِمَ الوليدُ من اشْتكاء فهل يخلو المعمَّرُ من أَذاة ؟ هي الدنيا، قتالٌ نحن فيه مقاصدُ للحُسام وللقَناة وكلُّ الناس مدفوعٌ إليه كما دفعَ الجبانُ إلى الثباتِ نروَّعُ ما نروَّعُ، ثم نرمى بسهمٍ من يدِ المقدورِ آتي صلاة ُ الله يا تمزارُ تجزِي ثَراكِ عن التِّلاوة ِ والصَّلاة وعن تسعين عاماً كنتِ فيها مثالَ المحسناتِ الفصليات بَررتِ المؤمناتِ، فقال كلٌّ: لعلكِ أنتِ أمُّ المؤمنات وكانت في الفضائل باقياتٌ وأَنتِ اليومَ كلُّ الباقيات
نادرة بصدمة وهى تنظر إلى الشخص الذى يجلس على النيل ويرتدى نظارات وبدلة سمارء جميلة ويمسك بيده اوارق واقلام : الشاعر احمد شوقى !!
نظر الرجل إليها واردف ...
نادرة بصدمة وهى تنظر إلى الشخص الذى يجلس على النيل ويرتدى نظارات وبدلة سمارء جميلة ويمسك بيده اوارق واقلام وكان يعطيها ظهره : الشاعر احمد شوقى !!
نظر الرجل إليها واردف بسخرية : احمد شوقى مره واحده
ثم نهض وكاد أن يذهب حتى اردفت
نادرة بصدمة : انت ازاى ؟!
زمان بعدم اهتمام وكاد أن يذهب
نادرة بحزم : استنى انا مش بكلمك اى قلة الاحترام دى
زمان بعصبية : مين دا اللى قليل الاحترام أن شاء الله
نادرة بثقة وهى تتجه لتقف أمامه : انت
زمان بعصبية : انتى هتلمى نفسك ولا لا قولتلك قبل كدا متخلقش اللى يقف قصادى
نادرة بدموع عندما نظرت إلى الخلف ووجدت معتصم يتجه إليها : يا زمان باشا الحقنى انا خايفه يموتنى
زمان بضحكة سخرية : مش هو دا حبيبك ومش عارف اى
نادرة بعدم تصديق وهى تهز راسها يمينا ويسارا : لا لا مش هو هو شكله لكن مش أسلوبه خالص وهو مش فاكرنى بالله عليك احمينى منه
معتصم من الخلف بشر : يحمى مين يا كتكوته انتى دخلتى دماغى ومش هسيبك
زمان بعصبية وهو يتجه اليه : بالرغم انى مش فاهم كلامك بس من الواضح انك انسان مش محترم ومش هتقدر تعملها حاجه وابعد عن طريقها احسنلك
معتصم بضحك شديد: لا والله المفروض اخاف كده واجرى اتخبى فى اى مكان
زمان وقد علم أنه يستهزئ به فاردف بحده : تحب تشوف ثم حمله وألقى به فى النيل
نادرة بدموع وصياح : عاااااااااااااااا انت ازاى تعمل كده يا حيوان انت
زمان وهو يقترب منها ويحاول أن يغض بصره قدر الإمكان : انتى عايزه اى بالضبط انتى قولتى احمينى منه
نادرة بدموع ورجفه وكانت يدها ترتعش : ااااا انت قتلته انا كنت بقولك احمينى منه لكن متموتوش
زمان وهو ينظر لها ويرفع حاجبه الايسر : انتى طبيعية يابنتى
نادرة بعصبية : هو كان الطريقة الوحيده اللى ارجع بيها لتيتا وارجع لبلدى
اكيد انا فى حلم ازاى يعنى الزمن يرجع بيه اتنين وتسعين سنه ازاااااااااااى
زمان وقد شعر أنها بدأت أن تنهار وستسقط أرضا أردف : طب تعالى روحى معايا ونحل الموضوع دا فى البيت
نادرة وهى تحاول أن تتماسك : ابعد عن طريقى أنا بكرهكم كلكم غوووووور
ثم تركته وذهبت وقدمها اخذتها إلى بيت مبنى من الطوب اللبنى وبه امرأه عجوز كانت تعطى نادرة ظهرها وتعمل فى صناعة السجادفاردفت نادرة بدموع : ينفع ادخل يا تيتا علشان المطره هتمطر وانا معنديش مكان اروح فيه
العجوز وكانت تشبة جدتها كثيرا فور التفاف العجوز إلى نادرة
نادرة بصدمة : تيتا
العجوز بضحك : عايزه اى يابتى انتى مين
أسرعت إليها نادرة وارتمت فى أحضانها وظلت أكثر من ساعة وهى تبكى
وتقول : يا تيتا كنتى وحشاااااااااااانى جدا عااااااا انا روحت مع الزفت معتصم وهو غدر بيا ومش عارفه ازاى رجع بيه الزمن اتنين وتسعين سنه انا اكيد كنت بحلم وفوقت يا تيتا وحشتينى يا عمرى كله
العجوز باستغراب وكانت ذات ضفائر بيضاء وترتدى جلباب يتضح عليه الهلاك والاتربه كان لونه اسود والجده عيونها بنية كالقهوة : انتى مين يا بتى انتى اكيد غلطانه فى الشكل
نادرة بدموع : ياتيتا انتى اكيد بتهزرى معايا صح وبتعملى فيه مقلب زى كل مره
العجوز بحنان : يابتى انا والله لسه اول مره اعرفك انتى مين طيب
نادرة بعد تدارك الموقف خمنت أنها قد تكون والدة جدتها فاردفت انتى اسمك اى
العجوز اسمى .....
وكادت أن تتحدث فصمتت عندما سمعت صوت زمان ياتى يهرول إليها ويقول
زمان بعصبية : يا جدتى انتى فين
العجوز بحنان : انا هنا ياقلب جدتك تعالى
زمان دون أن ينظر إلى تلك الجالسه على الوسادات الارضيه : ياجدتى انا عايز اكل اديلى كتير مكلتش من ايدك
ثم نظر إلى الأرض وجد نادرة تبكى وجالسه
أردف بسخرية: انتى مش قولتى انا مش هاجى معاك مكان وبكرهك ومش عارف اى
نادرة بثقه وهى تشرع فى الوقوف : والله انت ملكش دعوه وبعدين انا مش فى بيتك
العجوز بضحك: انتو هتتخانقو يا ولاد
استنى يا ولدى نشوفها عايزه اى
نادرة بدموع : يا تيتا افتكرينى بقى انا بنت ابنك مصطفى افتكرى
كلو نسينى حتى معتصم نسينى انا عايزه اقعد معاكى ومش هسيبك تانى والله وهسمع كلامك وهلبس واسع وهلبس خمار والله وهحفظ القران واعمل كل حاجه ترضى ربنا بس افتكرينى يا تيتا انا ملييش غيرك
الجدة وكاد قلبها أن يختلع بسبب دموع تلك المسكينه اردفت بتمثيل : فاكراكى يابتى بس كنت بهزر معاكى قومى يلا نامى شوية علشان باين عليكى تعبانة
نادرة بسعادة شديدة : ايوا بقى انا والله كنت عارفه انك عامله فيه مقلب بحبك كد الكون اوعى تسبينى يا تيتا انا ملييش غيرك بعد ربنا
وقبلت يدها وذهبت
الجدة بدموع على تلك الضعيفة : حاضر يابتى
روحى نامى يلا
ذهبت نادرة إلى غرفة أرضها مغطى بالطين ويوجد فراش ابيض مصنوع من القطن موضوع على الأرض ووسادة بنية اللون وراديو صغير
فور أن تسطحت نادرة على الفراش ذهبت فى النوم مباشرة
العجوز بدموع : الزمان بيكرر نفسه يا ولدى
زمان بصدمة : تعرفى يا جدتى فكرتنى بنفسى لما كنت احسب نفسى تايه كده وساعتها انتى احتضنتينى وربتينى معقول يكون برضو رجع بيها الزمن زيى يا جدتى
العجوز بقلق : قلبى بيوقلى كده
انت لما كنت فى زمنك يا ولدى ازاى جيت هنا
زمان بضحك : كل مره بقولك ومش بتصدقينى ف بلاش
العجوز بضحك : لا قول
زمان بلهفة للماضى :كان ساعتها محمد على اول يوم يمسك الحكم والناس كلها كانت بتجرى وتطلع من البيوت وانا لقيت ابويا طالع يجرى رحت وراه وقفت قدام باب لونه ذهبى كده ياجدتى وعليه تراب كتير واول مفتحته لقيت نفسى اهنه عندك والحال متغير والخديو توفيق متولى الحكم وساعتها مكنتش فاهم حاجه
العجوز باهتمام : طب يا ولدى افتكر الباب دا كان فين
نادرة بدموع وانهيار وصياح: انا سمعت كل حاجه يعنى انا مش فى حلم ازاااااااااااى يعنى انتى مش تيتا والله هى شبهك كدا والله
طب بالله عليك يا زمان افتكر الباب فين هو اكيد اللى هيرجعنى بلدى بالله عليك
زمان بتركيز : بس لقيتها
يتبع