رواية العشق الطاهر البارت الحادي عشر 11 بقلم نسمة مالك
رواية العشق الطاهر كاملة |
رواية العشق الطاهر البارت الحادي عشر 11
تتوالي الصفعات الدامية علي قلب "خليل" رغم أنه هو الذي يصفعها علي وجهها وانحاء جسدها لأول مرة بحياته، ولكن أفعالها كسكين حاد قطع نياط قلبه علي حين غره..
تجاهد "زمرده" لتفادي صفعاته المؤلمه، تبكي بنهيار وتتوسل له بأنفاس اوشكت علي الأنقطاع قائله..
"كفايه يا خليل مش قادرة استحمل"..
جذبها من شعرها بعنف وهمس بإذنها بأنفاس متهدجه قائلاً..
"حذرتك يا زمردة ومنعتك تكلمي الأنسان دا حصل ولا لاء؟"..
اجابته بتقطع وصوت مرتجف من بين شهقاتها..
"ح حصل بس؟!"..
قطعت حديثها صفعة مبرحه علي وجنتيها جعلتها تسقط ارضاً من شدة قوتها، وتابع خليل بأسف وصوت أختنق بالبكاء قائلاً..
"ولما حصل بتكلميه كل يوم لييييييه؟"..
جثي علي ركبتيه بجوارها وتابع بذهول مقارب للجنون..
"لدرجاتي هو عندك أهم مني؟!!"..
حركت رأسها بالنفي سريعاً وقد ارتعد قلبها من غضب زوجها العارم التي تراه لأول مرة منذ معرفتها به، لم يكن هذا خليل الهادئ ذو الطبع الحنون..
فقد أستطاعت إخراج وحشه الكامن بحديثها مع ذلك المروان الذي يكن لها بقلبه عشق دفين يعلم به زوجها بعدما قرأ نظرته لها وطريقته معها..
أعمته غيرته الحارقه عليها، عاشق هو لها حد الجنون وهي لم تقدر عشقه هذا،ظنت انها مهما فعلت سيشفع عشقه لها، غافله عن كم أفعالها الحمقاء التي ستدمر علاقتها به ربما بلا راجعه..
قبض "خليل" علي رسغها وسحبها نحو دولابها، وهي تتلوي بين يديه لعله يتركها، وبنحيب تتحدث قائله..
"وحياتي عندك تهدي يا خليل، مش قادرة اصدق انك قدرت تمد ايدك عليا وتضربني جامد كده"..
دفعها ارضاً مره اخري بعنف، ونظر لها بابتسامة مصطنعة قائلاً..
"لا صدقي يا عيون خليل".. مال عليها واقترب بوجهه من وجهها وتابع بغصه مريرة..
"هتاخدي هدومك وتروحي بيت اهلك مش عايز أشوف وشك في البيت لحد ما اهدي يا زمردة"..
نهي جملته وهب واقفاً، مد يده وسحب حقيبة سفر صغيره، وفتح دولابها وبدأ يخرج ثيابها ويضعها داخل الحقيبه..
ارتجف جسد زمردة بهلع وأسرعت بالنهوض والركض نحوه قبل أن يري مانع الحمل التي تدثه بين ثيابها..
لتخونه عبراته وتسقط فوق ثيابها حين لمح ذلك الشريط الذي ذاد الفجوه بينهم أكثر، أمسكه بأصابع مرتعشه ونظر تجاهها بعيون متسعه يترجاها بل يتوسلها أن تخبره انها لم تجرحه الي هذا الحد..
هي فعلت كما اخبرته والدته وجرحته، بل طعنته بخنجراً مسموم كاد أن يجعل قلبه يتوقف ويفقد حياته من شدة صدمته بها..
تراجعت هي للخلف بذعر وفزع وخوف منه قد أدمي قلبه لأضعاف، ورفعت كف يدها ووضعته علي فمها تكتم شهقاتها الحاده حين استمعت لجملته التي جعلت روحها تترك جسدها..
"مش عايزة تخلفي مني يا زمردة؟!!"..
ضحك ساخراً وعبراته تهبط علي وجنتيه ببطء مكملاً..
"مش عايزة تكوني حامل مني؟!"..
حركت زمردة رأسها بالنفي، وحاولت الحديث لتخبره انها أرادت بعض الوقت فقد، ولكنها قد فقدت صوتها من شدة فزعها..
لتتحول ملامح خليل لأخري جامده، وقذف الحقيبه أرضاً، واقترب منها حتي وقف أمامها مباشرة، ورفع شريط مانع الحمل أمام اعينها وبصرامة وكبرياء تحدث..
"الست اللي متبقاش عايزة تخلف من جوزها تبقي حاجه من الاتنين"..
اخذ نفس عميق وتابع بأسف..
"يا مش حاسه معاه بالأمان، يامبتحبوش ومجبوره علي العيشه معاه، والحالتين انا مقبلهمش يا زمردة علشان كده"..
تأمل ملامحها بعيون كساها الحزن وخيبة الأمل وتابع بقلب ينزف من شدة ألمه..
" انتي طالق يا زمردة"..
صاعقه الجمتها وكادت ان تودي بحياتها حين اخترقت جملته قلبها، بل خصتاً هذه الكلمه " طالق" حقاً نطقها زوجها حب حياتها؟!..
لم تكن تعلم مدي عشقها له إلا بهذه اللحظه الفاصله بحياتهم..
شحب وجهها وأصبحت نظرتها زائغه، عقلها غير قادر علي أستيعاب ما يحدث..
بدأت جبهتها تتعرق بشدة، وعيونها توقفت فجأه عن البكاء وحاوطتهما هالة من السواد فجأة وكأنها لم تنم لاسابيع وليس حتي لأيام، تلتقط أنفاسها بصعوبه وبصوت مسموع..
هيئتها جعلت قلب خليل ينقبض برعب، وقدماه تيبست مكانها واصبح لا يستطيع السير من أمامها..
أذدرق لعابة بخوف، وتصنع الامبالاه قائلاً..
"كدة هتاخدي هدومك وتفضلي عند اهلك علي طول وكل حقوقك هتو؟؟"..
قطع حديثه وصرخ بأسمها بهلع حين رأي أنفها وفمها ينزفان فجأة بغزارة شديده، وسقطت بين يديه
غائبه عن الوعي..
لتتوال الصدمات بصراخ شقيقتها "زمزم" بعويل وانهيار شديد مردده من بين صرخاتها الحادة..
"بنتااااااااااااااااي"..
**
"جيلان"..
تجلس بغرفتها تستعيد ذكرياتها التي تساعدها علي استكمال حياتها..
حبست أنفاسها،وتسارعت دقات قلبها بجنون،
وكأنها عادت تلك الفتاه الصغيرة ذات ال16ربيعاً،
مدت يدها لصندوق ذكرياتها الموضوع به كافة شئ يخصها
هى وعشق روحها "طاهر"..
حملته بحرص وجلست أرضاً وفتحته بلهفه وأصابع مرتجفه..
صندوق ليس ابداً بصغير مليئ بمختلف الورد الذابلة،
والكثير من الرسائل بخط يده التى كانت هى دوماً تقبل
أصابعها واحد تلو الأخر لتخبره بهذه الحركة مدى عشقها له..
كلما امسكت وردة تقبلها وتضمها لحضنها غالقة عيونها تتذكر
لحظة اهدائه لها،وبصوت يكسوه الحزن وتنهيده أشتياق
عاشقة همست جيلان..
"واحشتنى يا طاهر..يا عمرى ونبض قلبى"..
دمعة حارقة هبطت على وجنتيها وهى تقرأ أحدى رسائله
الحامله رائحة عطره التى تعشقها هى عشق ليس كمثله عشق..
"حبييتى"جيجي" كونى على ثقه أنني دوماً سأكون
معك،وحتى آن فارقت روحى جسدى لن يفارق عشقك قلبى"..
تأوهت بعلو صوتها وقلبها يصرخ من شدة جرحه النازف قائله بنهيار..
"اااااااه يا حبيب عمري مين اللي قتلك يا نبض قلبي"..
صوتها الباكي وصل لسمع ابنها، اسرع بالركض نحو غرفتها حتي وصل اليها، فتحها وخطي نحو الداخل يبحث عنها بلهفه قائلاً..
" جيجي"..
نظرت تجاهه بعيون يغرفها الدمع ليسرع هو ويجلس جوارها أرضاً ويضمها داخل حضنه بحنان وبتوسل همس بأذنها..
" كفاية بكي وحزن يا أمي ارجوكي"..
تمسكت "جيلان" بيه بكل قوتها، وبتقطع همست من بين شهقاتها..
"عايزه اوصل لأخته يا طاهر، ساعدني اوصلها يا ابني"..
رفعت عيونها ونظرت له وتابعت بتأكيد..
"فاديه هي اللي عندها اجابة سؤالك"...
أزدرقت ريقها بثعوبه مكمله..
"هي اللي هتقول عبد الماجد ليه يد بموت طاهر ولا لاء"..
تنهد طاهر بحزن لحزن والدته وعاد ضمها لصدره مرة أخرى وبصوت حنون يبث لقلبها الطمئنينه تحدث بجملة جعلت وجهها يستعيد اشراقه قليلاً حين أخبرها..
" وصلتلها يا أمي"..
ابتعدت عنه ونظرت له برجاء ان يكون ما ألقاه علي سمعها حقيقه..
ليحرك رأسه لها بالأيجاب مكملاً بثقه..
"وصلت لجيلان الصغيره اللي هتوصلنا لمامتها فاديه".. يتبع الفصل 12 أضغط هنا