رواية عندما فقدت عذريتي البارت السادس والعشرون 26 بقلم سارة علي
رواية عندما فقدت عذريتي الفصل السادس والعشرون 26
بعد مرور عدة أشهر ..
وقفت داخل الحمام تنظر الى اختبار الحمل بصدمة .. هي حامل .. حامل بدون زواج .. كيف ستتصرف ..؟!
حاتم ، يجب أن تتصل به في الحال .. يجب أن تخبره بكل شيء ويجب أن يتزوجها بأسرع وقت ..
خرجت من الحمام مسرعة واتجهت نحو الطاولة لتحمل الهاتف من فوقها وتجري اتصالا سريعا به ..
بعد لحظات جاءها صوت حاتم الناعس وهو يقول :
" صباح الخير يا حبيبتي .."
" انا حامل .."
قالتها بسرعة مفاجئة لينتفض من نومه وهو يهتف بعدم تصديق :
" حامل ازاي يعني ..؟!"
ردت عليه بعدم تصديق مما يقوله :
" حامل يا حاتم .. ايه متعرفش يعني ايه حامل ..؟!"
ثم أردفت بعصبية شديدة :
" انت هتفضل ساكت كده كتير ..؟! اتكلم وقول اي حاجة .."
أجابها بسرعة وتوتر :
" منا بفكر يا حبيبتي .."
" تفكر بإيه ..؟! انت لازم تتجوزني حالا .."
ابتلع ريقه بتوتر وقال :
" اه طبعا يا حبيبتي .. هتجوزك اكيد .. بس لما ارجع من السفر.."
" سفر ايه يا حاتم ..؟! انت سافرت امتى ..؟!"
سألته مصدومة فرد عليها بفتور :
" سافرت النهاردة الصبح وراجع كمان اسبوع .. وساعتها هتفق مع باباكي نحدد معاد الفرح بأقرب وقت ..."
" بسرعة يا حاتم ، انا لو حامل فعلا معناها اني حامل فحوالي ثلاث شهور .."
زفر نفسا قويا ثم قال بهدوء :
" تمام يا حبيبتي ، متقلقيش كله تمام .."
" تمام يا حاتم .."
أغلقت الهاتف معه وجلست على سريرها بشرود تفكر فيما حدث ..
هل اخطأت حينما استعجلت وأقامت علاقة مع حاتم ..؟!
لا تعرف لماذا هناك شيء في داخلها يجعلها لا تثق فيما قاله .. هل سيتزوج بها ..؟! هل سيفي بوعدها له ..؟!
نهضت من فوق سريرها واتجهت الى خزانة ملابسها لترتدي ملابس الخروج ... يجب أن تذهب الى الطبيبة وتفهم منها ..
خرجت من غرفتها متجهة خارج المنزل لتجد والدتها في طريقها والتي سألتها :
" رايحة فين يا حبيبتي ..؟!"
أجابتها رنا :
"رايحة أقابل واحدة صحبتي ..."
اومأت الأم برأسها متفهمة ثم قالت :
" متنسيش عشا النهاردة ، اخوكي ودينا هيتعشوا عندنا .."
اومأت رنا برأسها ثم طبعت قبلة على وجنتي والدتها قبل ان تودعها وترحل ...
---
دلفت دينا الى مكتب زياد لتجده يتابع عمله بتركيز شديد ..
ألقت التحية عليه وقالت بجدية :
" لسه بتشتغل ..؟! "
اومأ برأسه دون رد لتجلس أمامه وهي تقول بإضطراب :
" مالك يا زياد ..؟! شكلك بيقول انك تعبان .. مش كويس .."
" تقصدي ايه ..؟!"
سألها بهدوء لترد بتردد :
" بتشتغل طول الوقت ، وحتى لما بتسيب الشغل بتقعد سرحان ، شكلك مهموم اووي .. "
توقف عما يفعله وقال بجدية :
" الحكاية بس إني بحاول أركز فالشغل وأهتم بيه اكتر .."
" بس الشغل ماشي كويس ..."
لم يعرف ماذا يقول لها ..
هل يخبرها أنه يعاني من سكرات الحب ..؟! الشوق ..؟! الألم ..؟!
أنه يحتاجها وبشدة ..؟! يحتاجها قربه..؟!
" لسه بتفكر فيها ..؟!"
وكأن دينا شعرت به وبشوقه وألمه ليتنهد بحرارة ويقول بقلة حيلة :
" مش قادر أنساها يا دينا ، حاولت كتير ومش عارف .."
نظرت إليه بحيرة وقالت بوجع خفي :
" ارجعلها يا زياد ، طالما بتحبها ارجعلها .."
" مينفعش ، اللي بينا اكبر من الحب .. لا انا هنسى موت علي ولا هي هتنسى اللي عملته امي فيها .."
" بس كده حرام .. انت بتدمر نفسك .."
قالتها دينا بحزن على حاله الذي يتطور من سيء لأسوأ ..
نظر إليها زياد وقال :
" واضح انوا ده مكتوب عليا ولازم أرضى بيه .."
حاولت أن تعدله عن رأيه فقالت بعناد :
" متقولش كده ، انت بتحبها وهي بتحبك .."
قاطعها بضيق جلي :
" زينة مبتحبنيش ، زينة اتعودت على وجودي مش اكتر..."
نظرت إليه بعدم اقتناع ليقول وهو ينهض من مكانه :
" مش يلا بينا نروح البيت ، ماما مستنيانا عالعشا .."
نهضت من مكانها وقالت :
" تعرف اني مبسوطة اوي انوا علاقتك اتحسنت بيها .."
رد عليها بفتور :
" مين قال انها اتحسنت ..؟! انا بس بحاول ارضي ربنا فيها .."
اومأت دينا برأسها متفهمة بينما سار زياد بجانبها ليرن هاتفه فيجد الشاب الذي أوكل إليه مهمة مراقبة زينة يتصل به ..
" ايوه ، معاك .."
جاءه صوت الرجل وهو يقول :
" خرجت من شغلها ورجعت بيتها وبعدها بساعة زارتها وحدة صاحبتها ولسه عندها .."
" صاحبتها مين .."
سأله زياد بتعجب ليجيبه الرجل :
" والله معرفش ..."
" طب كويس تقدر تروح انت دلوقتي طالما رجعت البيت خلاص .."
" حاضر يا فندم .."
أغلق زياد الهاتف مع الرجل ثم التفت الى دينا التي سألته :
" لسه بتراقبها ..؟! والله انت بتعذب نفسك .."
" يلا بينا يا دينا .."
قالها زياد منهيا الحوار ليسيران سويا متجهان الى منزل زياد ..
---
كانت زينة تجلس في شقتها مع نور غير مصدقة انها عادت اخيرا من السفر ورأتها ..
" بجد مش مصدقة نفسي إنك رجعتي اخيرا .."
قالتها زينة بسعادة جلية لتبتسم نور وهي تحتضن وجهها بكفيها قبل ان تهتف بها :
" وحشتيني اوي يا زينة .."
" وانتي اكتر يا نور .."
قالتها زينة بفرحة لتكمل نور بتساؤل :
" اخبارك ايه ..؟! احكيلي كل حاجة .."
تحدثت زينة بجدية :
" مفيش جديد ، من ساعة مطلقت وانا من الشغل للبيت ومن البيت للشغل .."
" طب واهلك اخبارهم ايه ..؟!"
أجابتها زينة بهدوء :
" كويسين جدا ، بشوف ماما ومريم دائما بيجوا عندي هنا ..."
" وأبوكي ..؟!"
ردت زينة بحزن :
" لسه زي ما هو .."
واساتها نور :
" معلش يا حبيبتي بكره يروق وعلاقتكم تتحسن .."
همست زينة بدعاء :
" يارب .."
حل الصمت بينهما للحظات قبل أن تقول نور بتردد :
" وزياد اخباره ايه..؟!"
تنهدت زينة وقالت بوجع :
" معرفش حاجة عنه .. من ساعة متطلقنا..”
" طب هو محاولش يكلمك ..؟!"
هزت زينة رأسها نفيا لتقول نور بحيرة :
" طب وانتي ، محاولتيش تكلميه .."
" اكلمه ازاي يا نور بعد مطلقني .."
زفرت نور نفسا عميقا وقالت بجدية :
" انتي مش قلتيلي انك بتحبيه ..؟!"
قالت زينة بحرارة :
" جدا ، بس اعمل ايه .. هو مش واثق من حبي ليه ..."
ثم أدمعت عيناها لتحتضنها نور وهي تقول لها بترجي :
" خلاص بقى متعيطيش .."
ضغطت زينة على عينيها كي لا تبكي ثم قالت بجدية :
" انا لا يمكن ارجع اكلمه تاني ، مش هو كان شايفني ضعيفة ، هوريه اني قويه ازاي .."
ابتسمت نور بحب وقالت :
" هنوريه يا حبيبتي وهنخليه يندم .."
ضحكت زينة ببراءة ثم قالت :
" والله مش مصدقة اني شفتك اخيرا ، انا كنت يئست .."
" صدقيني يا زينة كان غصب عني ، انا مكنتش قادرة أبص فوشك .."
" ليه يا نور ..؟!"
سألتها زينة بصدمة لتنهار نور على الفور باكية بين أحضانها فتحتضنها زينة وتشدد عليها قائلة :
" لا يا نور ، انتي ملكيش ذنب ، ده قدر ربنا .."
" بس انا اللي اقترحت عليكي ده ، انا اللي قلتلك بلاش تقوليله ..."
هطلت دموع زينة من وجنتيها بغزارة ثم قالت بلهجة عذبة :
" متعمليش فنفسك كده يا نور عشان خاطري .."
تحررت نور من بين أحضانها وقالت برجاء خالص :
" سامحيني يا زينة ، سامحيني ارجوكِ .."
ربتت زينة على وجنتها بلطف وقالت :
" مسامحكي والله يا نور ، انا اصلا مزعلتش منك عشان اسامحك ..."
ابتسمت نور بأمل بينما قالت زينة بمرح :
" النهاردة هتنامي فحضني .."
ضحكت نور وقالت :
" أمرك يا فندم .."
---
كانت تقود سيارتها متجهة الى منزلها ، لقد عادت من عند الطبيبة التي أخبرتها أنها حامل في الشهر الثالث ..
لم تستطع أن تفرح فهذا الحمل قد جاء في وقت غير وقته .. هي حتى غير واثقة من كلام حاتم وما سيفعله ..
حاتم .. ليتها تعلم ما يخطط له ...
جاءها اتصالا هاتفيا من رجل كلفته بتقصي اخباره ليخبرها :
" حاتم بيه هيسافر بعد شوية لأمريكا ..."
جحظت عينا رنا وقالت :
" ازاي يعني ..؟! هو مش قالي انه سافر النهاردة الصبح .."
" هو ده اللي حصل يا رنا هانم .. قدامه ربع ساعة وطيارته تطير "
قالها الرجل بقلة حيلة لتغلق الهاتف في وجهه وتزيد من سرعة سيارتها كي تلحق به ..
يجب أن تصل اليه وتمنعه من السفر وإلا مستقبلها سيتدمر كليا ..
وفي أثناء انشغال بالها بما يحدث وزيادة سرعة قيادتها فقدت سيطرتها على المقود حينما وجدت احدى السيارات تتخطاها لتنقلب السيارة بها ...
يتبع.. الفصل 27 اضغط هنا