رواية غفران الفصل الرابع 4 بقلم نسمة مالك عبر دليل الروايات
رواية غفران البارت الرابع 4
"عهد"..
خلف جنونها وشقاوتها ولسانها السليط ألم حاد وحزن شديد يغلف قلبها الرقيق، ويجعلها تتمني الموت لعلها تجد الراحه ولو قليلاً..
فهل سيغير القدر فكرتها أم ستنال ما كانت دوماً تتمني؟؟..
دعونا نري..
.. مر يومان..
تجاهد عهد للخروج دون الحرس ولكن غفران تمكن من افشال جميع محاولتها، وإن خطت لخارج غرفتها تعود اليها محموله علي يده، تكرر محاولتها مرات ومرات وكل مرة يحملها غفران بطرق مختلفه ويضعها بفراشها ويسير نحو الخارج تاركها تقذفه بوابل من الشتائم وجميع الوسائد التي بغرفتها..
أما "غفران"..
عقله غير قادر علي أستيعاب ما يفعله، الكثير من الأسئله تدور برأسه..
أين غفران الذي يعامل أي امرأة بحدود وأحترام شديد؟..
لما فقد اعصابه مع "عهد" الي هذه الدرجة؟!..
و الأكثر من هذا كيف تجرأ علي حملها، وأباح لنفسه لمسها هكذا وهي لا تحل له؟!..
لم يعثر علي اجابه لأي من تلك الأسئله، او أنه خائف من معرفة الأجابه فقرر إلقاء كافة شئ خلف ظهره والتركيز اكثر علي عمله الشاق حتي يتفادي خطورته..
ركلات عنيفه، ولكمات قويه علي ظهره انتشالته من دوامة أفكاره..
وجد "عهد" كعادتها مؤخراً علي كتفه حاملها رأساً علي عقب، وبصراخ تتحدث قائله..
"نااااااازلني ياااا ظبوطه انت بقولك احسنلك"..
صك علي أسنانه وتمتم بوعيد بصوت شبه ملحوظ قائلاً..
"ظبووووووطه هيظبطك بإذن الله"..
اخذ نفس عميق وبحذر أنزلها ارضاً، ليتفاجئ بهجومها الشرس عليه، تلكمه بكلتا يدها وحتي قدميها وهو يتفادها بمهاره عاليه جعلها تصرخ بغيظ شديد قائله..
" هي مين دي اللي هتظبطها، لا انت ولا الحرس بتوعك كلهم"..
تلكمه بقبضة يدها بعنف وبمهارة لاعبة بوكسنج، وهو يتفادي لكمتها بابتسامة إعجاب تزيد من غضب عهد اكثر، وببرود تحدث قائلاً..
"بتلعبي بوكس كويس سيادك بس محتاجه شوية تمارين تخليكي اسرع وامهر"..
قالت عهد وهي تجاهد للوصول لوجهه لتلكمه به بعنف..
" إياك تفكر تشلني كده تااااااني، ولا حتي تلمسني خالص انت فاهم ولا لااااا"..
نهت جملتها وكادت أن تلكمه بقدميها لكمة عنيفه، ولكن غفران بسرعة البرق أمسك قدمها بيد، وجذب قدمها الأخري بإحدى قدميه، لتصرخ عهد برعب حين أوشكت علي السقوط أرضاً بقوه، ليسرع غفران ويلتف بيده الاخري حول خصرها ليمنعها من السقوط حتي اصبحت داخل حضنه..
تنظر له بشرار، يبادلها هو النظرة بأخري جامدة، ولكنه يتأمل ملامحها، بل يحفرها بذاكرته..
يلتقطان أنفاسهما بصعوبه، وبصوت مسموع، لتبتسم عهد له ابتسامة خبيثة ومن ثم لكمته بوجهه فجأة وابتعدت عنه سريعاً وهي تضحك بفرحه وتقول بستفزاز..
"ضربتك يا ظبوطه، عليك واحد هههههه"..
تحمس غفران للعب معها كثيراً، فخلع معطفه والقاه ارضاً بلمح البصر، وأسرع بصد ضربه اخري كادت أن تنال من وجهه ايضا وهو يقول بتحذير..
"سيادتك انا لحد دلوقتي بتعامل معاكي ميري، ومتعدتش حدود وظفتي و"..
قطعته عهد بشهقه حادة وتوقفت عن لكمه واضعه كلتا يدها بخصرها جعلته ينظر لها بستغراب، وبحاجب مرفوع تحدثت..
"نعم يا دلعي شيلني علي كتفك وتقولي حدود وظفتك؟!"..
اتسعت أعين غفران علي أخرها وبذهول عاد كلمتها..
"دلعي!!!".. حرك رأسه لها مكملا بعدم فهم..
" دا اللي هو ايه بالظبط سيادك؟ "..
صمت لوهله ومن ثم ضحك بقوه مكملاً..
"تقصدي نعم يادلعدي؟"..
نظرت له عهد بعبوس وهي تقول بغرور مصطنع..
"ايوه اقصد دي"..
تحولت ملامحها لأخري خجوله واقتربت منه وهي تعض علي شفاتيها واشارت له ان يميل بأذنه عليها قليلاً..
توتر غفران من قربها، وعبير رائحتها المسكرة، ولكنه نجح في اخفاء توتره، كتم انفاسه وبرزانه مال عليها قليلاً فهمست هي برجاء..
"قولها تاني كده بس واحده واحده علشان اعرف لوحدي اقولها يا ظبوطه بلييييز"..
كلماتها العفويه البريئه جعلت غفران يرفع عينه الذي تعمد ابعادها عنها ونظر لها بدهشه، ليتفاجئ من ابتسامتها الأكثر من رائعه التي تزين ثغرها المزموم، لتدهشه هي اكثر حين قالت..
"ظبوطه قولها براحه وانا هقولها وراك"..
قفزت فجأه وصفقت بكلتا يدها وبحماس تابعت..
"نفسي اقولها صح بلييييز"..
استدار غفران موليها ظهره، واضعاً كف يده علي جبهته وبثقه تمتم محدثاً نفسه..
"لا والله ما طبيعيه، دي مليون فيه الميه مجنونه"..
همسه وصل لسمع عهد التي رسمت الجدية علي وجهها وتحدثت بصرامة قائله..
"انا عايزه اروح لصحبتي هالة حالا"..
ضربت بقدمها الأرض وتابعت ببكاء مصطنع..
"الكشري المشطشط هيحمض بسببك يا ظبوطه انت"..
قال غفران بنفاذ صبر..
" هروح معاكي هتروحي لصاحبتك، غير كده مافيش خروج من باب الفيلا سيادك"..
نظرت له عهد بشرار وبصراخ وغيظ شديد قالت..
" انت بسسسسسس اللي تيجي ودا اخر كلام عندي ها بس"..
نظر لها غفران قليلاً يستشف ما يدور بعقلها بخبرة ظابط حراسات ماهر، وبعمليه تحدث..
"أمر سيادتك"..
أشار لها بالسير أمامه.." اتفضلي معاليكي"..
بخطوات غاضبه سارت عهد امامه وهي تتمتم بسرها بغيظ..
"بااارد ومستفز ورخم وعسل وامور كتك القرف"..
ابتسم غفران علي غضبها الطفولي وما تفوهت به ورفع جهاز اللاسيلكي وتحدث به بأمر قائلاً..
"اجهز يا ابني واتحرك بعد ما اخرج انا والهانم بدقيقتان"..
..
.. بمنزل غفران..
أسفاً علي زوجه لم تقدر قيمة النعم التي تملكها،تناست حق خالقها، وتركت عقلها لشيطانها حتي تمكن منها فملئ قلبها بالحقد الأعمي..
غافله أن لابد من نهاية لكل بداية..
" شهد"..
تجلس بغرفتها يدور بعقلها حديث هادي اللازع بالنسبه لها،
لتصك علي أسنانها بغيظ شديد وتمتمت قائله..
"بقي لو كانت مراتك السوده دي شبهي كنت طلقتها يا هادي!"..
ابتسمت بخبث وتابعت بوعيد..
"طيب انا بقي هوريك الفرق بيني وبين الخنفسه بتاعتك"..
امسكت هاتفها وطلبت رقم زوجها، وضعت الهاتف علي أذنها وانتظرت يأتيها الرد..
.. بسيارة عهد..
صف غفران السيارة بجانب الطريق، لتسرع عهد بتبدل ثيابها لعباءه سوداء تحت نظرات غفران المندهشه..
لمحت هي نظرته فقالت بضيق..
" المكان اللي رايحينه شعبي مينفعش ادخل فيه بلبسي دا"..
قال غفران بفضول..
"وانتي عرفتي المكان دا منين سيادتك؟"..
قالت عهد بابتسامه حزينه..
"دي حكاية طويله اوي".. تنهدت بألم وتابعت..
"وانا بحب الحكايات والروايات هبقي احكيهالك يا ظبوطه"..
بدأ يقود غفران مرة اخري وهو يقول..
" انا كمان بحب الروايات جدا خصوصاً لو لنسمه مالك"..
ميرسيي يا ظبوطه علي رأي عهوده☺️اححم نرجع للروايه😇..
شهقت عهد بفرحة غامرة وهي تقول..
" وانا كمان بحب نسوووم جداً وكمان سوما العربي دول عشقي و؟!"..
قطع حديثها صوت رنين هاتف غفران الموضوع علي طابلوه السياره..
هم غفران بأمساكه لتسرع عهد وتلتقطه هي وتضغط زر الفتح ومن ثم المايك وهي تلاعب له حاجبيها..
ليستمعو لصوت شهد تقول ببرود..
"انت فين؟"..
نظر غفران لعهد بشرار وهو يقول بجديه..
" هكون فين يا شهد، في شغلي طبعاً"..
أخذ نفس عميق وتابع بهدوء..
"طمنيني انتي كويسه والولاد كويسين"..
اجابته شهد بضيق..
"اممم كويسين، هتيجي انهارده ولا لاء برضو"..
اجابها بلهفه فشل في اخفائها..
"لو عيزاني اجي؟ "..
قطعته بغلظة..
"عادي براحتك بس لو مش هتيجي ابعتلي فلوس"..
ضغط غفران بكلتا يده علي المقود بعنف،كم يود ان تشعره انها تشتاقه،تريده، وتتوق لعودته..
ابتلع غصه مريره وهو يقول..
" حاضر عنيا هبعتلك وانا هاجي بكرة بإذن الله"..
بلامبالاه لحديثه قالت..
" طيب ابقي اعملي اوردر من ماك كمان وابعتهولي بعد ما الولاد ينامو بيقرفوني ومبعرفش اكل منهم"..
اتسعت اعين عهد بذهول وتنقلت بنظرها بين الهاتف وبين غفران المبتعد بعيناه عنها..
تنهد غفران وتحدث بنفاذ صبر..
" اقفلي وشويه وهكلمك ياشهد"..
دون سماع باقي حديثه كانت ضغطت زر القفل وبفرحه حدثت نفسها قائله..
" اجهز نفسي بقي علشان دا وقت وصول"..
اغمضت عيونها وبهيام تابعت..
"هاااادي"..
.. اما عهد..
وضعت الهاتف من يدها وبفضول تحدثت قائله..
"دي مراتك يا ظبوطه؟ "..
حرك غفران رأسه بالايجاب، فتابعت هي..
"وعندك اولاد؟"..
اجابها غفران بابتسامه شارده..
"احلي اولاد واحلي حاجه في حياتي مالك ومكه"..
قالت عهد بمزاح و تلقائيه وهي تضحك..
"انت اكيد مستحمل مراتك بطريقتها البشعه دي علشان ولا؟"..
قاطعها غفران بغضب..
"مسمحلكيش تتكلمي علي مراتي بالشكل دا سيادك ويستحسن نخلي كلامنا في حدود الشغل وبس"..
تلاشت ضحكة عهد وخفضت رأسها بخجل والتزمت الصمت قليلاً ومن ثم نظرت له وبغضب طفولي قالت..
"أوقف هنا هنكمل الباقي مشي"..
صف غفران السيارة وفتحت عهد الباب واستعدت للنزول لكنها تراجعت والتفت له وقالت بأسف جملة جعلت قلبه ينشق لنصفين وينزف بغزاره..
" مراتك دي من غير ما أشوفها، بأسلوبها دا مبتحبكش يا غفران"..
رغم انها قالت الحقيقه و يعلم هو بها ولكنه يكذب نفسه..
..
.. شهد..
ارتدت روبها الحريري الاسود القصير للغايه الذي بالكاد يصل لمنتصف فخذها،انعكس اللون علي بشرتها ناصعة البياض فذادها جمالاً فوق جمالها..
تركت لشعرها العنان لينساب علي ظهرها كشلال من الذهب الصافي، وضعت قليل من مساحيق التجميل وزينت ثغرها المزموم بلون احمر ناري فأصبحت مثيره حد الفتنه..
وقفت خلف باب غرفتها تنتظر موعد وصوله من عمله، تحفظ هي مواعيده عن ظهر قلب، لحظات مرت عليها كأعوام بالنسبه لها..
وأخيراً استمعت لبوق سيارته تعلن عن وصوله، لتزداد ضربات قلبها وكأنه اوشك علي مغادرة ضلوعها من سرعة دقاته..
صف "هادي" سيارته وبسرعة البرق ركض كعادته لداخل المنزل بقلب عاشق مشتاق حاملاً بيده باقة ورد اكثر من رائعه لزوجته الخلوقه..
استمعت هي لصوت باب المنزل يفتح، وخطوات قدميه تقترب من غرفتها،اغمضت عيونها بعنف واخذت نفس عميق وفتحت باب غرفتها لحظه مروره من أمامها..
لتصتدم به وتتصنع السقوط ليسرع هو ويحاوط خصرها ليتفادي سقوطها قائلاً..
"حاسبي يا شهد، انتي خارجه فجأة زي المدفع ليه كده يابنتي"..
من شهد؟ اين شهد؟ غارقه هي داخل حضنه، تستنشق عبيره بهيام، ودون ارادتها همت بضمه لها اكثر ولكن صوت فاتن الصارم من خلفها انتشلها من دوامة عشقها المحرم قائله بحده..
"هادي روح شوف مراتك يا ابني"..
ابتعد هادي عن شهد بعدما رمقها نظرة استحقار لم تنتبه هي لها، فعيونها مثبته علي حماتها التي ترمقها بنظرات ناريه وبأمر تحدثت..
"حصليني علي أوضتي يا شهد"..
ابتسمت لها ابتسامة زائفه وتابعت..
"عيزاكي يا مرات ابني"..
انتهي البارت.. يتبع الفصل الخامس اضغط هنا