رواية انتقام مظلوم الفصل السادس 6 بقلم فاطمة عمارة عبر دليل الروايات
رواية انتقام مظلوم الفصل السادس 6
إستغلت خروج والدها وإبن عمها فهبطت مسرعه واتجهت مباشره الي غرفه المكتب ، نظرت حولها خائفه ليراها أحد ولكن بالنهايه تنهدت بتصميم ودلفت وأغلقت الباب خلفها برفق خشيه ان يسمعها أحد
أشعلت الانوار واتجهت الي مكتب والدها الكبير وأصبحت تبحث عن أي شئ يخص عمله
هي للحقيقه لا تعلم علي ماذا تبحث ولكنها تريد ان تجد اي ورقه او دليل يُدينه هو ومكرم
فتحت الادراج لتجد عده اوراق بيضاء مخطوط عليها كلمات مُرتبه كثيره لم تفهم منها شئ ، ظلت تقرأ بسرعه شديده لتعرف علي ماذا يحتوي الورق ولكنها وجدته يحتوي علي ورق لشركته فلم يهمها أمره
جاءت لتفتح الدرج الثاني ولكن وجدته مُغلق بإحكام وقبل أن تبحث عن مفتاحه وجدت الباب يُفتح بقوه فإرتجف جسدها بعنف ورهبه بينما سألها الشخص الذي فتح ذلك الباب
- بتعملي إيـه هنا....؟!
نبض قلبها برهبه عنيفه ، وجدها مكرم ساكنه فإتجه اليها يسألها مستفسراً
- بتعملي ايه يا ريم هنا...؟!
نظرت اليه وحاولت رسم إبتسامه بسيطه علي شفتيها وقالت متصنعه البراءه
- ولا حاجه يا مكرم ، انا لقيت النور هنا منور بحسبك موجود قلت اتكلم معاك بس لقيت الاوضه فاضيه ، قولت اشوف المكتب دا اللي وخدك مني بقاله كام يوم ، معتش بشوفك خالص...!!
قالتها بنبره ثابته وإبتسامه هادئه ترقص علي شفتيها بمكر ، ولكن دقات قلبها تعلو بتوتر ، جسدها يشتعل من السخونه بسبب ذلك الموقف ، إن كان والدها هو من رآها كانت ستسقط صريعه حتماً ، كان سيذيقها العذاب مثل والدتها
اتجه اليها مكرم وأخذ يدها وجذبها نحوه وإتسعت إبتسامته وهو ينظر اليها بعمق وهمس قائلا بصوت رقيق حاني
- بجد يا ريم ، بقيتي متقدريش تستغني عن وجودي..؟!
اومأت بدلال وهي تزم شفتيها وتنظر اليه ، لاعب خصلاتها الثائره علي وجهها كعادته في الاونه الاخيره فقالت
- انا متعلقه بيك من زمان ، بس كنت اعرف انك بتاع بنات فكنت ببعد عنك واعاملك وحش ، بس مبقتش قادره علي التمثيل دا يا مكرم تعبت..!!
نبض قلبه بقوه وهو ينظر اليها بأعين مشتاقه راغبه بإمتلاكها ، شعرت برهبه تجتاح جسدها من نظره عيناه الداكنه الثاقبه التي تعري جسدها بوضوح بينما قال بصوت متأثر من قربها منه
- انا كنت بتاع بنات لما فقدت الامل في انك تقربي مني يا برنسيسه ، بس طالما ريم في حياتي تبقي هي وبس ، مفيش غيرها يملي قلبي وعنيا
اتسعت إبتسامتها الزائفه وهي تنظر اليه بنظرات هادئه مصطنعه ، فقالت بنبره هادئه
- هتفضي امتي ونخرج زي الايام اللي فاتت انت نستني خالص..!!
اومأ مُجيباً عليها بنفس نبرته الهادئه ويده تسير علي وجنتها اليمني بنعومه بالنسبه اليه وتقزز وإشمئزاز بالنسبه اليها فقال
- يومين بس يا روحي هما يومين لازم اسافر مع عمي العين السخنه عشان عندنا اجتماع مهم هناك وبعدها هاخد اجازه يومين وافضالك انتي ، انتي وبس...!!
اومأت بهدوء ومازالت تتصنع الابتسام بينما تلعنه كل ثانيه داخلها كانت تريد فتح هذا الدرج ولكن دخوله أصابها بالقلق والتوتر ومنعها من فتحه ، تريد الايقاع بهم في أسرع وقت ، ولن تندم علي فعل ذلك ، بل ستشعر بالراحه والانتصار فوقتها ستكون انتقمت لطفوليتها التي قضتها في الخوف والذعر وحياه والدتها التي أصبحت قعيده بسبب عمل والدها ذلك..!!
اتجه الي المكتب وأخذ ملف الصفقه الذي نسيه منذ دقائق ثم أخذ يدها وخرج من الغرفه مغلقاً النور خلفه ثم صك باب المكتب بالمفتاح الخاص به جيداً ، راقبته بأعين حاده كارهه ثاقبه وهو يغلق الباب كإنه يغلق عليها باب النعيم
ابتسم مكرم وهمس بصوت مثير بجانب أذنها
- يومين ، يومين بس يا قمر..!!
اومأت بصمت فإنصرف بعدما ارسل اليها قبله في الهواء ، جلست ريم ارضاً واغروقت عيناها بدموع الخيبه وضغطت علي شفتيها بعنف حتي سالت منها قطرات من الدماء ، وجسدها يغلي بغضب ، غضب فتاه مازالت في ريعان شبابها مازالت تمتلك سبعه عشر عاماً فقط
سبعه عشر عاماً ، تحمل غضباً وكرهاً شديداً ، غضباً ان لم تنفذ ما بمخططها سيقتلها حتماً من شدته وتفاقمه كل يوم..
صعدت الي غرفه والدتها واتجهت اليها مباشره تستلقي علي جسدها الممد جاهشه في بكاء مرير ، لا أحد يري ضعفها غير والدتها ، لا أحد يري دموعها غيرها ، لانها تعلم تماماً إن والدتها فقط التي ستذيل دموعها وتُطيب خاطرها بحنانها المعهود
★________★
بعد مرور يومان
لم يتحدث أسعد نهائيا عن ما علمه بخصوص حسن وقضيته بل ظل يتعامل معه بشكل تلقائي دون أن يُلمح عن أي شئ ولم يتحدث مع يمني فيما علمه بل ظل طيله اليومان السابقان يُفكر بشكل دقيق عما سوف يفعله ليساعد حسن..!!
اتجه الي الغرفه القابع بها حسن وطرق الباب بهدوء عده مرات قبل أن يدلف بإبتسامته المعهوده فوجد حسن يقف بصعوبه واضعاً حقيبته بجانب الفراش أرضاً ، حقيبته التي لم يفتحها منذ ان أعطاها له صديقه ، حتي لم يتفقد ما بها ، يخشي فتحها ورؤيه صور عائلته فينهار ويركض اتجاههم ويحدث ما يحدث..!!
حرك أسعد رأسه يائساً واتجه اليه قائلا
- بتعمل ايه يا أبو علي ، مفيش فايده في دماغك الناشفه دي...؟!
نظر اليه حسن وابتسم إبتسامه باهته لم تصل لعيناه وعقله يعمل دون توقف ثم قال بإبتسامه بسيطه باهته
- انا تقلت عليكوا اوي ، انا الحمد لله بقيت كويس ولازم امشي..!!
اتجه أسعد الي الفراش وجلس عليه بهدوء وجعل حسن يجلس بجواره ثم تنهد وقال بنبره هادئه جاده
- مفيش مشيان من هنا يا حسن ، هتمشي تروح فين ، الدنيا كلها مقلوبه عليك..!!
بهتت ملامحه بصدمه ، جف لعابه في حلقه ونظر اليه بنظرات متوتره للغايه ، ربت أسعد علي فخذه بهدوء ثم قال بإبتسامه
- متقلقش يا حسن ، انا عارف كل حاجه وعارف كمان ان ملكش ذنب في أي حاجه..!!
لم تقل صدمته بالعكس بل تفاقمت وشعر أن عقله توقف عن العمل فقال ببهوت
- وانت عرفت ازاي...؟!
مازال محتفظاً بإبتسامه وأجاب بنبره هادئه
- صاحبي اللي قولتلك ان والده اتوفي من كام يوم ، هو مراد رحيم البنداري إبن الراجل اللي اتقتل واللي هو وأخوه هربوك من القسم..!!
لا يعرف سر تلك الدقات اللي تعالت وسر الراحه الغريبه التي اجتاحت جسده فجأه وجد نفسه يأخذ نفس عميق وقال
- طب الحمد لله انك تعرفهم كان زمانك مسلمني وبيعدموني
أغمض عيناه فجأه متنهداً بألم وإن كان ابناء القتيل ويصدقانه ومالك البيت الذي يقبع فيه الان يصدقه ولكن ما الفائده من ذلك..؟! سيظل أمام الشرطه والمجتمع بقاتل هارب ، راقبه أسعد بأعين ثاقبه متنهداً بألم لحاله ، فكر دقيقه إن كان هو في هذا الامر ..!! لم يتحمل حتي التفكير في الامر الشعور بالظلم مؤلم وبشع..!!
ربت حسن علي فخذه بهدوء وقال بنيره صادقه مُصره
- متشلش هم يا حسن ، يمكن ربنا بعتني ليك عشان انقذك ، انا ههربك من البلد كلها ، هتسافر معانا ، بس الكلام دا هياخد وقت وتفكير طويل ، انت هنا في امان يا حسن وبعيد عن عيون الحكومه وعيون نشأت صفوان..!!
همس حسن بصدمه :- أسافر بره طب وأهلي..!!
دق قلبه بعنف شديد وشعور مؤلم وقاسي يجتاح خلاياه بقوه فإن فعلها أسعد سيبتعد عن وطنه وعائلته كل تلك الاميال ، تنهد أسعد وقال
- حسن الظرف اللي انت فيه دا مش محتاج انك تفكر بمشاعرك وقلبك بالعكس ، عقلك بس اللي لازم يشتغل ، قلبك يتكنسل تماماً ، لان اللي بفكر فيه عاوز جمدان قلب ، لغايه ما تقدر ترجع وتثبت براءتك فاهمني..!!
اذدرق حسن لعابه بتوتر هو بالفعل لم يفقه نصف حديثه لشروده ولكنه قال مؤكداً
- فاهمك..!!
ثم نظر اليه بإستغراب وسأله مستفسراً
- وانت ليه تعمل معايا كدا ، انت متخيل حجم المصيبه دي؟! انت ممكن تتضر بسببي ، طب صحابك وهربوني وعارف السبب ، انت تساعدني ليه؟!
ابتسم أسعد إبتسامه بسيطه وقال بتنهيده متألمه
- ابويا الله يرحمه لو كان عايش كان هيعمل اكتر من اللي انا هعمله ، قولتهالك يا ابو علي يمكن ربنا حطك في طريقي عشان اساعدك ، المظلوم ربنا بيقف معاه ديماً ، وصدقني وخليك واثق انها محنه وهتعدي ، واللي ظلمك هيتدعس في الارض وبإيدك انت ، اظن انت مش ممكن تسيب حقك..!! مش هتسيب حقك من واحد حقير قتل روح بريئه لا وكمان كنت انت اللي هتروح فيها وبسببه اتحرمت من بيتك وعيلتك..!!
اومأ حسن مؤكدا ثم قال بفك متشنج بغضب وجسد يهتز بعنف
- صدقني انا لو عليا عاوز انتقم منه دلوقتي ، عمري ما شفته ولا سمعت عنه غير من كام يوم بس جوايا غضب وغل يحرقوه
نظر اليه أسعد وقال بغضب وضيق : تعرف انك لو كنت اترحلت علي السجن قبل ما يتنفذ عليك حكم الاعدام كان نشأت صفوان قتلك في السجن..!!
عقد جبينه بتساؤل حائراً فتابع أسعد حديثه قائلا
- نشأت صفوان تِعبان ، عشان يتأكد ان القضيه خلاص بح ويطمن يبقي لازم يتخلص منك ، فنشأت صفوان بالنسبالك أخطر من الحكومه نفسها..!!
اومأ حسن بوجهه متجهم وبملامح شاحبه حزينه متعبه ، يذداد الثقل القابع علي صدره بقسوه كإنه ينتقم منه علي ضعفه ولكن ماذا يفعل..!!
نظر الي أسعد ثم قال بحرج
- بس انا برده مينفعش افضل هنا اكتر من كده ، قدر موقفي ، انا سبق وقولتهالك انا غريب عن أهل البيت..!!
ابتسم أسعد بهدوء واومأ برأسه ايجاباً ثم قال
- عندي حل يا سيدي ، في أوضه مقفوله في الجنينه ورا الفيلا هبعت ناس يوضبوها ويحطوا فيها عفش وساعتها تنقل فيها وهتبقي براحتك يا ابو علي عشان تبقي مرتاح بس..!!
نظر اليه حسن بإمتنان شديد ، لا يعلم إن لم يقابله ماذا كان سيفعل..!! تنهد بعرفان ثم قال
- انا مش عارف أشكرك ازاي..!!
ضحك أسعد ثم قال بمزاح وهو يغمزه بـ عيناه اليسري
- متشكرنيش يا ابو علي بتعرف تلعب شطرنح..!!
ابتسم حسن وقال :- بعرف..!!
★________★
مساءً في الحي:-
جلس إبراهيم أرضاً يربت علي ظهر دولت الباكيه بحنو ويحاول تهدأتها بشتي الطرق ولكن لا استجابه لا منها ولا من الآخرين ، تنهد متألما علي تلك الحياه التي انقلبت بين ليله وضحاها رأساً علي عقب
احتوي كفيها بين كفيه قائلا بيقين :
- كفاياكي يا خالتي بقي والله غمه وهتنزاح ، هو خلاص هرب من بين ايديهم ، ربنا قادر يثبت براءته ويبقي وسطينا تاني
نظرت اليه بأعين حمراء كـ الدم وقالت بقلب أم مفطور
- خايفه اوي يا ابراهيم وقلبي مش مطمن ، يا تري هو فين ، بينام فين ، بياكل ازاي ، قلبي بيتقطع علي ضنايا وانا مش عارفه عنه حاجه ، غصب عني مش بإيدي ، ربنا ما يكتب اللي انا فيه علي حد
قبل كفها بحنو شديد وقال بهدوء وإطمئان
- صدقيني هيرجع حتي لو غاب عننا فهو هيرجع يا أم حسن ، وزي المثل ما بيقول ، عمر الشقي بقي ، وابنك ياما شقي وتعب وطلعت عينه يا أم حسن ، اهدي وبإذن الله الغمه هتنزاح
اومأت بهدوء وقد استمعا الي صوت آذان العشاء فقالت دولت بصوت مبحوح من آثر البكاء
- هقوم اتوضي ونصلي انا والبنات وانت يلا خد نبيل وانزلوا الجامع ، يلا نصلي وندعيله ربنا قادر علي كل شئ ، يارب
قالتها بتضرع دون إكمال الجمله ، فهي علي يقين ان الله يعلم بما يجيش صدرها ، ويعلم ما تتمناه دون التفوه بالكلمات..
أخذ ابراهيم نبيل وذهبا سوياً الي المسجد ليؤدون الفرض ويقومون بترديد الدعاء بقلوبهم قبل السنتهم فـ الله وحده قادراً علي ازاحه تلك الغمه بين غمضه عين..
★______★
صباح اليوم التالي ، ساعد اسعد حسن علي الانتقال الي تلك الغرفه الخلفيه من الفيلا ، التي قام بتوضيبها ووضع الاثاث بها ، جلس حسن علي الفراش متنهداً بتعب متأخذً عده انفاس متلاحقه ، فخطواته بقدمه المكسوره متعبه للغايه ، جلس أسعد بجانبه قائلا بمرح
ـ بس ايه كل الشنطه دي يا أبو علي..!!
ضحك حسن وهو ينظر الي الحقيبه وقال متنهداً
- انا لسه مفتحتهاش من ساعه ما ابراهيم جبهالي ، حتي اللبس اللي غيرته من لبسك انت ، بس اظن ابراهيم حطلي الدولاب كله في الشنطه
ضحك أسعد بمرح ثم قال بهدوء
- شكلكوا أكتر من الاصحاب..!!
اومأ حسن ايجاباً مؤكدا جمله أسعد قائلا بإبتسامه
- مفترقناش لحظه من ساعه لما كنا عيال صغيره بنلعب في الشارع بالشورت والفانله الحملات لغايه ما كبرنا واشتغلنا وطلع عنينا سوا ، جه القدر وفرقني عن حبايبي كلهم ويا عالم اللقا امتي..!!
زفر بإختناق فتنهد اسعد بشفقه علي حاله ، فـ حسن يتألم علي تلك الكارثه التي وقع بها دون ذنب له ويتألم علي بعده عن عائلته وصديقه وزوجته
غامت عيناه بدموع الحزن والغضب فربت أسعد علي فخذه قائلا بتصميم
- انا معاك للنهايه يا حسن ، صدقني هتقدر تثبت براءتك ، بس عشان دا يحصل لازم تستحمل لان الطريق مش هين ابداً
أجابه حسن بنبره متصلبه جامده
- عندي استعداد اتحمل اي حاجه لغايه ما انتقم منه ، صدقني هنتقم لكل دقيقه اتحرمت فيها من اهلي بسببه
اومأ أسعد بإبتسامه ثم قال
- عاوزك تنام وترتاح عشان بالليل لينا كلام طويل اوي عشان نعرف هنبدأ مشوارنا ازاي وامتي ، هجيلك بالليل يا حسن..!!
اومأ حسن ايجاباً وهو ينظر اليه بنظرات ممتنه شاكره ، انصرف اسعد وظل حسن ينظر الي الحقيبه بأعين متردده وفـ النهايه جذبها ليفتحها بلهفه
فتح سحابها بسرعه لتخرج ملابسه من فوهتها من كثرتها في الحقيبه ، ازال حسن الملابس سريعاً حتي وجد صندوق خشبي مربع موضوع في آخر الحقيبه فتحه بهدوء فوجد البوم الصور الغاليه له أمامه ، فتحه بأعين دامعه ، صوره والده كانت أول صوره تظهر له
ترقرق الدمع بعيناه ، دموع الشوق ظهرت بوضوح في مقلتيه ، ثم أخذ يقلب الصور ويقف أمام كل صوره فتره من الزمن صوره والدته إخوته صديقه وزوجته..!!
تنهد بألم ووضع البوم الصور بجانبه ونظر الي باقي محتويات الصندوق فرغ فاهه بصدمه عندما وجد الاموال
اطلق حسن سبه من بين شفتيه وقال بغضب
- مفيش فايده يا ابراهيم برده حطيت فلوسك يا متخلف
جز علي اسنانه بقسوه فقد وضع ابراهيم كل امواله التي يدخرها منذ سنوات مع أموال حسن ليصبح مبلغاً لا بأس به ، حرك ابراهيم رأسه يميناً ويساراً بضيق وفرك وجهه بعنف وهمس بإختناق
- ليه كدا يا ابراهيم يا عالم هنتقابل ولا لاء ضيعت شقي عمرك يا صاحبي
وضع الفلوس بضيق علي الفراش ولكن لمح شيئا بلاستيكاً يخرج من منتصفهم فجذبه بهدوء
فكانت بطاقته المُنتهيه منذ سنتين وضعها بعدم اهتمام في الصندوق الخشبي مره أخري ثم ضب حقيبته ووضعها بجانب الفراش
مدد جسده علي الفراش وأخذ الالبوم مره آخري يتفحصه بأعين متألمه مشتاقه حد الجحيم
★______★
في المساء جلس أسعد في مكتبه الخاص وبجانبه محامي عائلته ، رجل في منتصف الخمسيات يبدو عليه الوقار ويعتبر من أكبر محامي القاهره ، كان صديق والد أسعد المقرب لذلك لجأ اليه أسعد
قص أسعد اليه الحكايه كامله حتي انتهي وقال متنهداً
- هي دي الحكايه ، عارف انها صعبه وملعبكه عشان كده لجأتلك وانا متأكد انك تقدر تتصرف
تنهد " زكريا" ثم قال بجديه :- الحكايه ملعبكه فعلا يا أسعد وهتحتاج مجهود ووقت كبير بس مش مستحيله وطالما الولد برئ بشهادتك وشهاده ولاد رحيم البنداري الله يرحمه يبقي هبذل كل جهدي واساعده
ابتسم اسعد بإتساع وقال بفرحه :- كنت متأكد عشان كده كلمت حضرتك وعارف انك تقدر تتصرف ، حسن صعبان عليا جداً منه لله نشأت صفوان
ابتسم "زكريا" وقال متنهداً بتفكير
- متقلقش يا حبيبي سبحان الله اللي خلف مماتش نسخه من ابوك الله يرحمه ، اديني بس يوم أفكر عشان تبقي كل حاجه مظبوطه ، بس ياريت اقعد مع حسن دا ونتكلم كلنا شويه
اومأ أسعد وقام قائلا بهدوء
- طب اتفضل حضرتك معايا هو في الاوضه اللي في الجنينه رجله مكسوره فنفضل احنا اللي نروحله
رد عليه بهدوء :- طب يلا مفيش مشكله
انصرفا حيث الغرفه القابع بها حسن ليفكرا سوياً حتي يرحلا من البلد في أسرع وقت
★______★
بعد مرور ثلاثه أيام:-
دخل "نشأت" الغرفه القابعه بها زوجته متطوحاً من كثره المشروب الذي تناوله الليله ، فمنذ ما حدث منذ خمسه سنوات وهي بعيده عنه ، تقبع في غرفه آخري ، لا تجعله يلمسها إطلاقاً
اقترب من فراشها وهو يندر الي جسدها بأعين شبه مغلفه وابتسامه واسعه تشق شفتيه
وضع كفه علي قدمها يحركه برغبه وعيناه تأكلها ، لم تشعر بشئ مُطلقاً فهو يحرك كفه علي قدمها الفاقده للشعور وللحركه ، اقترب أكثر حتي أصبح وجهه مقابل لوجهها ينظر اليه بإشتياق مجنون ، فبعد ما فعله بها مازال يحبها..!!
حرك كفه علي خصلاتها وملامح وجهها فبدأت تحرك وجهها بضيق ثم فتحت عيناها ببطئ ، سرعان ما صدرت ولكن بصوت مكتوم بعدما وضع كفه علي فمها قائلا بصوت ثقيل
- شششش ولا نفس ، بنتك نايمه فاهمه
حركت رأسها يميناً ويساراً بذعر وتجمعت الدموع بكثره في مقلتيها ، همس بصوت ثقيل
- تعرفي بعد كل اللي حصل اني لسه بحبك يا وداد ، بحبك وعاوزك..!!
قالها وهو يقبع فوق جسدها بثقل جسده ، بكت بعنف وهي تترجاه بعيناها الا يفعل بها ما برأسه وعينيه تترجاه ان يكتفي بما فعله بها علي مر الخمس سنوات المنصرمه ولكن لم يُفيد بكاءها ولم يفيد الرجاء وقد بدأ يشق ثيابها برغبه وقسوه وفعل بها ما كان ينتوي علي فعله
استيقظت ريم من نومها علي صوت منبه هاتفها لكي يوقظها كل ساعتان لتمر علي والدتها كي تطمئن عليها ، خرجت من غرفتها بأعين ثقيله شبه مغلقه واتجهت الي غرفه والدتها ، فتحت الباب برفق واتسعت عيناها بصدمه ، شُل جسدها وهي تري ما يحدث ، خرحت من الغرفه سريعاً وهي تستمع الي نحيب والدتها وبكاءها ، بينما هي ركضت نحو غرفتها وأغلقت الباب خلفها وعيناها جاحظتان مرتعبتان ، وضعت يدها علي فمها وأجهشت في بكاء مرير لتلك الدرجه والدها مسخ..!! يتبع الفصل السابع اضغط هنا