رواية انتقام مظلوم الفصل الثامن 8 بقلم فاطمة عمارة عبر دليل الروايات
رواية انتقام مظلوم الفصل الثامن 8
ما إن وُضع قدمه علي تلك البلد الغريبه البارده وقلبه يعصف ويدق بعنف وخوف ، بلد غريبه وعالم أغرب لا يعرف عنه شئ ، تغرب دون إرادته ، ينزف قلبه ويدق بشكل غير منتظم خائف ، تنهد بضيق لذلك الشعور ها هو هرب من البلد بأكملها وقد أُغلقت تلك القضيه لانه بنظر المجتمع بأكمله غير موجود
لما شعوره بالخوف والرعب وهو بعيد كل هذا البعد عن مقر الجريمه التي لم يرتكبها..!!
خائف ، حائر والاكثر فهو غاضب ويشعر بغل شديد اتجاه شخص لم يراه ولو لمره واحده..!!
تنفس انفاس طويله عاليه متلاحقه لعلها تهدأ من ثوران روحه الغائبه بغياب عائلته
كان يسير معهم بلا روح وعيناه تنظر أمامه بشرود وقد انطفئت لمعه الحياه بهم
يريد شئ بسيط فقط يطمئنه علي عائلته ولكن حتي ذلك مُجبر أن لن يفعلها..!!
ساعده أسعد لكي يصعد السياره التي ستنقلهم الي وجهتهم مغمض العينين لا يتحدث ولا يسمع ولا يري فقط يحاول تخيل شكل عائلته التي لا تغيب عن باله ولو للحظه واحده من الزمن
اللعنه علي نشأت وعلي حاله الضعيف ذلك..!!
فتح عيناه التي تعصف الان من الغضب وقال جمله واحده جعلت أسعد ويمني ينظران اليه بحزن وقله حيله
- أنا قلقان علي أمي ، قلقان علي عيلتي أوي..!!
تنفست يمني بحزن علي حاله فمنذ أن علمت وهي تكاد لا تصدق ما مر به نهائياً ، أن يقتل أحد شخصاً بل روحاً بدم بارد بلا خوف هذا ما لا تصدقه..!! فهي عندما اصتدمت سيارتها بحسن شعرت بالخوف والرعب من مجرد أذيته حمدت ربها إنها إنسانه لديها مشاعر ورهبه
بينما أسعد مسك كفه وقال بنبره حازمه صلبه لاول مره يسمعها حسن منه
- حسن أهلك بخير ، لازم انت اللي تكون بخير عشان خاطرهم ، أي غلطه بـ جول يا حسن والجول دا هو حياتك للاسف ، الموضوع صعب وصعب جداً مش هين بس انت مجبور انك تقوي قلبك وتجمده عشان توصل لهدفك وعشان تقدر ترجع لاهلك تاني فاهمني..!!
اومأ حسن بلا رد فقط ايماءه بسيطه من رأسه فنظر اليه أسعد وتنهد بضيق لحاله
نظر حسن وتابع الطريق في صمت حزين وكل خليه من رأسه تفكر في كل أفراد عائلته واحداً تلو الآخر
توقفت السياره أمام فيلا ضخمه حديثه الطراز قيمه للغايه ، هبطا منها الثلاثه ودلفت يمني أولا كإنها تحفظ المكان بينما حسن وأسعد خلفها والسائق سيتولي أمر الحقائب
نظر حسن بتشتت لاسعد هو لا يريد المكوث في نفس المكان لوجود فتاه في نفس المنزل ، علم أسعد ما يدور في عقله فقال بهدوء
- احنا هنعيش في نفس المكان يا حسن بس هتبقي براحتك ولوحدك متقلقش
أشـار الي أحد الاتجاهات وقال بنبره هادئه
- الاتجاه دا في ممر طويل هيودي علي ملحق كإنه بيت بس صغير منفصل عن الفيلا دي ، هيبقي بتاعك عشان تعرف تاخد حريتك
اومأ حسن بإبتسامه بسيطه باهته لا روح فيها ولكنه بالفعل ممتن لمقابله هذا الشخص الغريب عنه غير مصدقاً إن يساعده بكل هذا الصدق دون مقابل وهذا أصبح نادراً بل شبه معدوماً في تلك الحياه القاسيه..!!
وقف أسعد في الملحق وبجانبه حسن الذي قال
- المكان ماشاء الله كبير ، مقولتليش يا أسعد المفروض أعمل ايه..؟!
تحدث أسعد بهدوء قائلا : هنرتاح من السفر وتوتر الايام اللي فاتت يا أبو علي وهنستني لما تفك الجبس انا هنزل الشغل قبليك انا ويمني متنساش رجلك انت تقلت عليها ودا غلط وبعد الفتره دي هتبدي شغل في الشركه ، احنا بفضل لله شركتنا كبيره جداً وليها فروع كتير ، الفرع الاكبر هنا لان والدي ووالدتي عاشوا هنا أكثر من 15 سنه
نظر اليه حسن بإحراج وقال بصدق
- انا عارف اني تقلت عليكوا كتير أوي يا أسعد وانتوا ملكوش ذنب ، لكن كل دا دين في رقبتي هيتردلك
ضربه أسعد في ذراعه بمزاح ثم قال بنبره جاده
- مفيش بينا الكلام دا يا حسن وبعدين انت أصريت تديني المبلغ اللي معاك كله والمبلغ مش قليل يعني انا مساهمتش بجنيه في سفرك وفي أي حاجه ، دماغك هنا هتعليك في أقل من سنه يا حسن فاهمني..!!
إبتسم براحه فإبتسم أسعد وقال قبل أن يتركه وينصرف ولكن قبل أن ينصرف حمل حقيبته وساعده حتي يصل الي الغرفه
- هسيبك ترتاح يا أبو علي
انصرف أسعد فنظر حسن الي الغرفه فـ كانت غرفه ليست بشديده الاتساع ولكنها كبيره بها فراش كبير وخزينه للملابس ، وضع حقيبته أعلي الفراش وقام بتفريغها ثم وضع محتواياتها بنظام في الخزينه ثم أخذ البوم صوره ووضعه علي الوساده
أخذ ملابس بيتيه وخرج من الغرفه وهو يتحرك بمساعده عصاه طبيه حتي تشفي قدميه... بحث عن المرحاض حتي وجده في آخر الممر .. دقائق وخرج بعدما بدل ملابسه ...اتجه.....نحو الغرفه كي ينال قسطاً من الراحه ، يرتاح جسدياً لا نفسياً ولا عقلياً...!!
تمدد أعلي الفراش ووضع الالبوم بجانبه كإنه بذلك الامر يشعر بعائلته تحتويه ، أغمض عيناه وتذكر ما حدث منذ عده أيـام
في الحديقه في فيلا أسعد بالقاهره:-
جلس أسعد وبجانبه المحامي وأمامه حسن ، تنهد المحامي وقال بنبره جديه
- طيب يا حسن يا بني ، عشان تقدر تسافر لازم اسمك يتمحي نهائياً وساعتها الحكومه ونشأت صفوان عينهم هتقع من عليك
نظر اليه حسن بعدم فهم فوضح المحامي قائلا
- هنوهم المجتمع كله إنك بعد الشر مُت ، الموضوع برده محتاج تفكير هنعمله ازاي عشان مينفعش غلطه ، الغلطه بفوره
قال حسن بصدمه :- طب وأهلي..؟!
رد المحامي بجديه :- حتي أهلك يا حسن ، متنساش ان مش البوليس بس اللي عينه عليك وعلي عيلتك ورجاله نشأت صفوان كمان ، اي رده فعل غلط بحياتك يا حسن ..!!
توتر حسن كثيراً خائفاً علي رده فعل عائلته عندما يصل اليهم خبر وفاته وهمس بحزن شديد
- انا خايف والدتي يحصلها حاجه ، مش هتقدر تستحمل الخبر ومراتي..؟!
قام المحامي وقال بإبتسامه هادئه :- اتفائل يا حسن ، ربنا موجود يا بني ، واذا كان علي اهلك فـ انا هنا موجود هخلي رجاله معايا عينهم عليهم ديماً وهبلغك أخبارهم..!!
انقبض قلب حسن بقوه لا يستطيع التفكير أبداً إن لم يسافر فهو لن يظل موجوداً عند أسعد ستجده الشرطه أو رجال نشأت صفوان عاجلاً أم آجلاً ، جز علي أسنانه بقوه غاضباً وناقماً علي تلك المعضله الواقع بها ، راقبه أسعد بحزن ونظر الي المحامي الذي بادله نفس النظره فقال أسعد بهدوء
- فتره يا حسن لحد ما الموضوع هنا يهدي ، طول ما انت هربان هتفضل الحكومه ورجاله نشأت يدوروا عليك ، ربك يسهل وبعد فتره نبقي نفكر ويمكن نقدر ننزل ساعتها وتطمن أهلك عليك
وافق المحامي وأكد قائلا : أسعد عنده حق يا حسن ....صمت لثوانِ ثم قال بتفكير
- انتوا قولتولي ان البطاقه مع الحكومه مش كده ؟!
اومأ حسن فقال أسعد بتساؤل : كانت هتفيدنا دي يا متر
رد عليه المحامي سريعاً قائلا بتأكيد : أكيد يا أسعد
نظر اليهم حسن وقال بتذكر : وانا بدور في شنطي لقيت بطاقتي المنتهيه من سنتين موجوده فيها..!!
قال المحامي بحماس : كويس جداً يا أبو علي هحتاجها دي إذا سمحت ممكن تجبهالي!!
كاد أن يقوم فقال أسعد بهدوء : خليك يا أبو عشان رجلك وقولي مكانها وأنا هجبها
أخبره مكانها فذهب أسعد وجاء بعد لحظات قليله ثم أعطاها للمحامي وجلس
قال المحامي بنبره جديه هادئه :- ها يا حسن نتوكل علي الله نبدأ ؟!
نظر اليه حسن حائراً لا يستطيع قول ما يشعر به ، اومأ ايجاباً بصمت فقال المحامي بجديه
- كدا تمام ، ادوني فرصه ارتب اموري وافكر في الموضوع وابلغكم ، هكلمكم بكره إن شاء الله
قالها وأنصرف فنظر حسن لاسعد قائلا بتساؤل
- هو ازاي هيوهم البلد كلها اني مُت...؟!
ابتسم أسعد وأجابه بهدوء : أي حاجه بالفلوس بتحصل يا حسن ، أي حاجه..!!
أغمض حسن عيناه وقال وهو يحاول القيام فقام أسعد بمساعدته وهو يقول
- عايز تروح فين..؟!
نظر اليه حسن وقال :- عاوز أجيب حاجه من شنطتي..!!
اومأ أسعد وقال - طب خليك هنا يا بني وأنا هجبهالك ..!!
دخل أسعد الغرفه وخرج حاملاً الحقيبه بين يديه وضعها أمامه علي المنضده الصغيره المنخفضه وجلس مره آخري في حين فتحها حسن وأخرج منها المال ووضعه أمام أسعد قائلا
- انا عارف ان المبلغ دا ممكن ميكفيش بس أي حاجه هتكلفها هـ
قاطعه أسعد بنبره قويه حازمه : بلاش كلام أهبل يا حسن ، وبعدين انت مسافر وهتشتغل معايا مش هتسافر تتفسح حط الفلوس في الشنطه
أصر حسناً قائلا : أسعد عشان ابقي مرتاح أرجوك خدهم
وتحت إصراره الشديد اضطر أسعد أن يأخذ المال آسفاً ، جلسا سوياً بعض الوقت وبعد ذلك انصرف أسعد ودخل حسن الي غرفته ليمدد قدمه قليلا لشعوره ببعض الالم
وبعد مرور ثلاثه أيام هاتف المحامي أسعد قائلا بعجله
- أسعد في حادثه قطر صعبه جداً حصلت في محطه رمسيس من وقت قليل جداً للاسف الشديد نتج عنها حريق وجثث اتحرقت وفي اصابات بالغه ، انا كلفت حد يرمي بطاقه حسن هناك مكان الحادثه وبالطريقه دي هيبان قصاد الحكومه والمجتمع ان حسن مات وبناءً عليه هيطلعله شهاده وفاه ، انا بتعاملاتي وبمعارفي هعمله بطاقه جديده وباسبور وشهاده ميلاد كل دا المفروض انه هياخد وقت بس متقلقش الامور كلها هتخلص في خلال ايام
هتف أسعد وقتها بآسي بالغ :- لا حول ولا قوه الا بالله ، انا مطلعتش من البيت لسه ومفتحتش التلفزيون ربنا يرحمهم....ثم اردف قائلا....تمام يا متر هستني منك مكالمه تانيه
وبالفعل بعد عده ايام بتعاملات المحامي وقوه معارفه بالاضافه الي الاموال الباهظه التي دُعت كـ رشوه تم كل شئ بهدوء
في هذا اليوم مساءً
جلس المحامي في غرفه مكتب أسعد ومعهم حسن وقال
- انا نهيت كل حاجه ويوم أو يومين وكل شئ هيبقي جاهز ، مطلوب منك يا أبو علي تغيير بسيط في شكلك ، هو مش ضروري بس للامان أكتر مثلا زي تطول دقنك شويه ، تلبس عدسات لاصقه ، فاهمني؟
اومأ حسن بهدوء بينما قال أسعد بجديه
- متقلقش من الناحيه دي يا متر العدسات اللاصقه وتطويل الدقن شئ سهل ، بعد السفر ان شاء الله هنتمرن انا وحسن ، شكل جسمه هيتغير تماماً..!!
رد عليه المحامي قائلا : دا شئ كويس يا أسعد ، ربنا يسهلها إن شاء الله
انصرف وبقي الاثنان جالسين بصمت يتخلله توتر حسن وضيقه مما يحدث في حياته دون ارادته أو اختياره
صعب للغايه ان يحدث كل شئ من حولك وتكن مجبراً لا مُخيراً ، تنهد بضيق وعم الصمت حتي قال أسعد
- هتعدي يا أبو علي إن شاء..!!
اومأ حسن وبداخله ثقه كبيره في ربه ولكن ضيق روحه ونفسه ليست بيده شعور كبير من الاختناق يجتاحه بلا رحمه
عاد بذاكرته وهو يبتسم ساخراً وقال بنبره مختنقه وهو يُردد إسمه الجديد
- حـازم راغب الدميري
تمدد علي الفراش واضعاً ذراعه علي عيناه وألبوم الصور أعلي صدره وأغمض عيناه وذهب في ثبات عميق فمنذ أيام لم ينل الراحه قط
**
مـر يومان علي حجز "دولت" بالمشفي بعد إصابتها بنوبه قلبيه حاده ، وقت وقوعها أرضاً وصراخها المؤلم انتفض كل الموجودين يهرعون اليها بوجل ورهبه ، حملها إبراهيم ونبيل وركضوا الي المشفي للاطمئنان عليها
لم يحتمل الجميع ما يحدث اليهم تلك الايام ، انهارت أعصابهم تماماً ، شعور بالضياع والحزن يلازمهم ..!!
يجلس الجميع داخل الغرفه المتواجده بها دولت بعد خروجها من العنايه المركزه ونقلها لغرفه عاديه بعدما اطمئن الطبيب علي استقرار حالتها ، وقف ابراهيم قائلا بحزم
- نبيل خد رحمه ودنيا وروحوا ارتاحوا شويه والصبح تعالي وانت جايب هدوم ليا ولخالتي
جاءت رحمه لتعترض وتخبره علي رغبتها في التواجد بجانب والدتها ويكفي انه تواجد معها ليومان ولكن قال إبراهيم بلهجه قويه حاده
- اللي قولته يتسمع من غير ولا كلمه يلا يا نبيل إعمل اللي قولتلك عليه..!!
اومأ نبيل بصمت وأخذ الفتاتان وأنصرف بناء علي رغبه ابراهيم التي لن تتغير مهما حدث ، وصلا الثلاثه الي الحاره فـركض اليهم أهلها يطمئنوا علي حاله دولت فطمئنهم نبيل بكلمات مختصره
صعدت رحمه ودنيا حيث شقه إبراهيم وصعد نبيل حيث شقتهم بينما ظل إبراهيم مستيقظاً بجانب دولت طوال الليل خائفاً بل مُرتعباً عليها
فتحت عيناها ببطئ صباحاً فنظر اليها إبراهيم بلهفه قائلا
- حمدلله علي سلامتك يا خالتي رعبتينا عليكي
نظرت اليه وانهمرت عبراتها سريعاً وقالت بنبره متألمه باكيه
- حسن مات يا ابراهيم ، أخوك مات
هبط بوجهه وقبل كفها مطولا غير قادراً علي النظر اليها ، من المفترض ان يبقي قوياً صلباً علي الاقل أمامهم وينهار فيما بعد ، رفع عيناه الحمراء اليها هامساً بصوت متحشرج يهدئها
- الله يرحمه يا خالتي ، ادعيله بالرحمه ، مينفعش تقعي احنا ملناش غيرك دلوقتي..!!
أغمضت عيناها وانتحبت بعنف فأحتضنها وحاول تهدأتها حتي لا تنتكس حالتها ولكن بلا فائده فكيف يستطيع تهدئه أم فقدت فلذه كبدها بتلك السهوله..؟!
بعد مرور نصف ساعه ، دخل نبيل الغرفه وتوجهه مباشره نحو فراش والدته وجثي علي ركبتيه بجانبها ينظر الي ملامحها بخوف شديد لم يبقي له في الحياه سواها ، هو لا يتذكر حتي شكل والده كيف كان الا من خلال الصور ، كَبر وجد حسن أباً وأخاً ، مات حسن وتركه يشعر بإنقسام في منتصف ظهره فقد غاب العمود الاساسي عنهم ، لم يبقي له سواها ، هو صغير علي كل تلك الالام التي يمر بها ، دفن وجهه في صدرها وانتحب بصمت مؤلم
ظل ابراهيم يراقبه بمراراه ولا يستطيع النطق بكلمه واحده فقله محمل ومعبأ بالهموم ، فتحت دولت عيناها واحتضنت نبيل بذراعيها بقوه فهي أكثر شخص يشعر به ، قبلت رأسه عده مرات وهي تشدد علي احتضانه ، وتدعو الله ان يكن هذا كابسواً سيستيقظ منه الجميع قريباً
دخل الطبيب بعد عده دقائق واطمئن علي حالتها وحذرهما من أي إنفعال قد يُصيبها بإنتكاسه فأكد نبيل وإبراهيم علي حديثه
ارتدت دولت عباءتها السوداء كـ لون خمارها واستندت عليهم وخرجوا متجهين الي الحاره مره آخري
مساءً في نفس اليوم
كانت دولت جالسه نصف جلسه علي الفراش وجانبها الفتاتان ونبيل بينما إبراهيم يعمل في الورشه
نظرت دولت الي نبيل وقالت بصوت واهن
- نبيل نديلي ابراهيم يا حبيبي انا عوزاه
اومأ نبيل وهبط لنداء إبراهيم الذي صعد علي الفور ملبياً نداء دولت ، جلس بجانبها وقال بنبره صادقه
- اؤمري يا خالتي...!!
نظرت دولت الي رحمه إبنتها التي ذبلت ملامحها وتهدل كتفيها من الحزن ثم نظرت الي إبراهيم وقالت بعد تنهيده متألمه
- عوزاك تكتب كتابك علي رحمه النهارده.....!!!
**
أجبرت نفسها علي الخروج من صدمه المشهد المؤذي الذي رآته كي تكمل مخططها وما حدث ذادها كرهاً وتصميماً علي فعل ما تريده ، أخذ نفس عميق قبل أن تخرج من غرفه والدتها التي مكثت بها بعد ما حدث ، ترجتها وداد بعيناها الا تتركها لم تقل ما حدث ولم تعرف ان ابنتها رأت من الاساس ولكن خوفها من إعاده ما حدث يجعل خلايا تتشنج خوفاً ورهبهً
هبطت الدرج بخطوات مسرعه كإنها مرحه فقابل والدها ومكرم ، ارتعش جسده للحظه وغامت عيناها بالخوف وقشعريره اندفعت لكامل جسدها ولكن اغمضت عيناها بقوه وتنفست من انفها بعمق عده مرات ثم هبطت الدرج لآخره وتقدمت اليهم قائله بنبره مرحه مصطنعه
- ايـه دا انتوا مسافرين تاني..؟!
إستغرب نشأت حديثها ووقوفها بجانبهم وتلك الابتسامه المرتسمه علي شفتيها ولكن مكرم فإعتاد ذلك الامر فكان ينظر اليها بإشتياق فمنذ مده لم يراها
اومأ نشأت وقال بلهجه خشنه
- أيـوه مسافرين في شغل ، عاوزه حاجه..؟!
لم تستغرب لهجه والدها الخشنه معها فهي لم تلمس الحنان منه قط فقالت متجنبه الحزن الساكن في قلبها
- هو أنا مينفعش آجي معاكوا ، نفسي أغير جو..؟!
التمعت أعين مكرم بالحماس وتمني وحودها بالفعل معهم حتي يستطيع اللهو بها قليلا بعيد عن الاعمال الكثيره المتراكمه فوق كتفه بينما قال نشأت بلهجه ساخره
- وهتسيبي مامي لمين انتي مبتسبيهاش لحظه..!!
ردت عليه بزهق وضيق شديدان وكإن ما تقوله حقيقه بالفعل
- انا زهقت أوي من كتر القعده جنبها ، بقالي سنين ، انا حاسه اني كبرت وانا لسه صغيره ، نفسي اسافر وأغير جو ، وبعدين داده سميره جت من اجازتها النهارده هتبقي معاها ، ايه رأيك يا بابي..!!
اذداد اندهاشه بشده ونظر الي مكرم الذي قال سريعاً بحماس
- وايه يعني يا عمي ، خليها تيجي معانا يومين تغير جو وبعدين ترجع لمدرستها ودرسها ، المدارس مش هتطير..!!
اومأ بعد اقتناع ولكن لم يهمه الامر كثيراً حتي انه لم يفكر في سر تغيرها المفاجئ ذلك فقال
- السفر الساعه 4 هنروح كفر الشيخ يعني قدامك ساعه وتكوني جاهزه عشان الطياره..!!
قالها وانصرف وهي تؤمأ بحماس مصطنع ، بينما اقترب منها مكرم وقال بهمس
- وحشتيني يا برنسيس ، وحشتيني أوي ، أوعدك نقضي يومان جنان سوا
اومأت وعيناها علي المفتاح الذي بيده ، أقسمت ان يكن بيدها هي خلال تلك الايام حتي تستطيع كشف كل شئ
صعدت الي غرفتها وأعدت حقيبه صغيره ودخلت الي غرفه والدتها التي بكت ورجتها بالدموع الا تفعل فهي تخشي عليها مما تفكر به ولكن ريم قبلت وجنتها وجبينها مطولا وهمست بجانب اذنها
- متخفيش يا ماما بنتك ميتخفش عليها ، ادعيلي
انتهت من قول جملتها وتركت الغرفه وانصرف وهبطت الدرج بخطي مسرعه حتي وصلت الي باب الفيلا الداخلي ، أشار اليها مكرم أن تأتيه فإتجهت اليه مبتسمه بإتساع فقال
- تعالي يا برنسيس هتركبي انتي معايا عربيتي ، وعمي في العربيه اللي قدامنا مع باقي الحرس
اومأت مبتسمه بسخريه فمن كثره أفعال والدها السيئه المشينه يخشي كثيراً لدرجه ان يتحرك بسياره بها حارسان وسياره خلفه بها أربعه ، لا تُنكر توترها بتلك الرحله التي لا تعرف ماذا ستعيش بها ، ولكن غضبها وانتقامها يسيطران عليها بقوه .. يتبع الفصل التاسع اضغط هنا