رواية حمزة الفصل العاشر 10 بقلم ميمي عوالي عبر دليل الروايات
رواية حمزة الفصل العاشر 10
فى غرفة حمزة ، عندما انتهى من حمامه بالحمام الخارجى وارتدى ملابس النوم واتجه الى الغرفة الداخلية وقام بالطرق على الباب ليسمع صوتها هادئا سامحة له بالدخول ، ليجدها ترتدى اسدال الصلاة وتقف حائرة فى مكانها
حمزة : مالك
حياة : عاوزة اصلى ومش عارفة اتجاه القبلة زى اوضة رقية واللا لا ، ليتناول من يدها سجادة الصلاة ويقوم بفردها باتجاه القبلة وهو يسألها هتصلى ايه
حياة : استغفر الله العظيم ربنا يسامحنى ضاعت عليا العصر والمغرب ده غير العشاء
حمزة : استغفر الله العظيم ، وانا كمان ، بصى … صلى العصر والمغرب وانا كمان هصليهم وبعدين نصلى العشاء جماعة
لتنظر له حياة بتأمل وهى تراه بملابس النوم وتراه يتجه لبجلب سجادة اخرى ويقوم بفردها امامها وقبل ان يبدأ صلاته التفت لها قائلا : ياللا صلى على طول وبلاش سرحان
ليبدأوا صلاتهم الفائته ثم يقيم لصلاة العشاء وبعد ان انتهوا ، التفت اليها حمزة قائلا وهو ينظر بعينيها : حياة ، عاوز نصلى ركعتين سنة الجواز سوا ، ايه رأيك
حياة دون ان تشعر وقفت لتتهيأ لصلا ة جديدة : ياللا
لينظر لها حمزة مبتسما بسعادة ويقوم مسرعا ليشرع فى الصلاة ، وبعد انتهائهم وضع حمزة كفه على رأسها واخذ يدعو فى سريرته دعاءا طويلا طويلا ، لا تعلم بماذا يدعو ولكنها انتظرته حتى انتهى وهو يبتسم لها قائلا قومى ياحبيبتى ياللا عشان تنامى انتى تعبتى اوى النهاردة
حياة بخجل : ممكن اسالك انت دعيت بإيه
حمزة وهو ناظرا بعينيها : دعيتلك بحاجات كتير حلوة ، ودعيت ربنا يحققلى اللى بتمناه ، ودعيت الدعاء النبوى ، ثم صمت برهه ليعاود حديثه : ودعيت ان ييجى اليوم اللى اقدر اقوللك فيه على كل حاجة ، ادعيلى ياحياة
حياة : ربنا بحققلك كل ما تتمنى ، ويجعللك فيه الخير
حمزة ،: تعرفى ان الدعوة دى كانت دايما ماما تدعيها لابويا
لتقول حياة بفضول : هو انت ليه دايما بتقول ماما وبتقول ابويا ، حاسة ان فيها تناقض مع بعضهم
ليضحك حمزة بهدوؤ : ماما كانت ست رقيقة جدا ، وراقية ومثقفة جدا ، لابعد مما تتصورى ، ماينفعش يتقاللها ابدا غير ماما ، يبقى اجحاف لرقتها ورقيها ، كنت دايما بقول انها لا يمكن تتكرر ، …. تعرفى ان فيكى كتير منها
حياة بخجل : ده شرف كبير ليا ، طب وابويا
حمزة بشرود : بحس فيها بالتملك ، كنت دايما فخور وانا بقول ابويا ، الراجل ده بتاعى انا ، ابويا انا مش حد تانى ، ليلتفت اليها مكملا : تعرفى انى كنت بندهله بيها ، كنت بقوله يا ابويا وكنت دايما بشوف فرحة عينه وهو بيسمعها منى ، لانه كان حاسس بالمعنى اللى بقصده بيها كل مااقولها
حياة : ربنا يرحمه
حمزة : يارب ، وياللا عشان ننام لينهض وهو يطوى سجادته ويمد لها يده ليساعدها على الوقوف ، وهى تكاد تتعثر فى اسدالها
حمزة : ياللا غيرى هدومك ونامى
حياة : مانا غيرت
حمزة : انتى هتنامى بالاسدال
حياة بخجل شديد : ايوة
حمزة : حياة …. مش محتاجة انى افكرك انى بقيت جوزك ، واننا هنفضل مع بعض على طول فى الاوضة دى ، ايه ، هتتنك متكتفة كده طول عمرك
حياة بذهول وخفوت : طول عمرى
حمزة ببعض الحزم : ياللا ياحياة ، غيرى هدومك ونامى ، تصبحى على خير ، واتجه الى الاريكة يعدل من فراشها ليتوسدها مغمضا عينيه
حياة : وانت من اهله ، لتقف فى مكانها بلا حراك لدقيقة ثم تتجه الى ركن الغرفة لتخلع عنها اسدالها وتتجه الى الفراش
وكان حمزة يراقبها من تحت اهدابه وهو يقول : لو سمحتى ياحياة لما تطفى النور خلى اباجورة قايدة عشان الاوضة ماتبقاش ضلمة
حياة : حاضر ، وتفعل ما قاله حمزة
وكان يريد الغرفة مضاءة لكى يستطيع تأملها بعد ان خلعت اسدالها ، يال روعة جمالها ، عنما انسدلت جديلة شعرها البنى الطويل ، فكانت تضمه فى جديلة طويلة كانت تلفها حول راسها وعندما حررتها تخطت ظهرها ، كم يتمنى ان يقوم بتحرير شعرها من هذه الجديلة ، كم يتمنى ان يشتم عبيره ، ويتوسده نائما للصباح ، لم تمر دقائق قليلة حتى شعر بها غابت فى نومها فاعتدل جالسا واخذ يراقبها كثيرا ، ثم قام مرة اخرى وفرد سجادة صلاته واخذ يصلى شكرا لله على ما رزقه اياه دون حساب ، وعاد لينام وهو مازال يراقبها حتى غلبه النوم
فى الصباح تستيقظ حياة فى موعدها لتجد حمزة مازال نائما منتظم الانفاس ، ولكن فجأة وجدته يبتسم وتتسارع انفاسه وماهى الا دقيقة واحدة حتى عاد كما كان ، فاسرعت الى الحمام وخرجت لترتدى ثياب العمل ثم عادت اليه لتجده مازال نائما وكانت تملؤها الحيرة ولاتدرى السبيل الى ايقاظه فقد اوشكوا على التأخر ثم قررت ان تنادى عليه بصوت عالى
حياة : مستر ، يامستر حمزة ، مستر حمزة ، لتمد يدها لتوكزه فى كتفه وهى مازالت تناديه : مستر حمزة ، هنتأخر على الشركة
ليتململ حمزة فى مكانه ويفتح عينيه ليجدها تقف فى مكانها وهى مرتدية لثياب العمل ، ليبتسم قائلا : صباح الخير
حياة : صباح الخير ، ياللا هنتأخر
حمزة : حاضر هاخد شاور واجهز حالا
حياة : تحب اسبقك على تحت
حمزة مسرعا : لأ اوعى ،دول ماهيصدقوا يستفردوا بيكى ، استنى اما ننزل سوا
وعندما انتهى حمزة من ارتداء ملابسه نظر لها وهو يمد اليها كفه : ياللا
لتمد هى الاخرى كفها لتتشابك اصابعهم ويتجها الى الاسفل ، ليجدا الجميع على مائدة الافطار يتناولون طعامهم عدا رقية التى تنتظرهما
ليتبادلا تحية الصباح ، ويتجه الى مقعده ساحبا رقية معه وكانت نورا وثريا تجلسان متقابلتين بجوار مقعد حمزة بحيث لا تستطيع حياة الجلوس بجواره ، وتبادل حمزة النظرات مع رقية التى تنتظر رد فعله ، فاتجه حمزة بهدوؤ الى مقعده واجلس عليه رقية ثم اتجه وسحب مقعدا وعاد به ليجلس بجوارها وهو يبتسم بخبث لتنظر اليه رقية وهى تكتم ضحكتها وعندما التقت عيناها مع حمزة ، انفجر الاثنان فى الضحك، وظل الباقى يراقبهم مابين حيرة وكيد وغيظ ، حتى هدأت ضحكاتهم ، فقال حمزة : ماتأخذوناش ياجماعة اصلى كنت متراهن مع رقية انى لما اتجوز الانسانة اللى بحبها هخليها تقعد معايا على السفرة واحنا لازقين فى بعض ، وهى قالتلى انى هنسى ومش هعمل كده ، بس انا اللى كسبت ، ثم وهو ينظر بدعابه لأخته : مش كده ياقردة
رقية ضاحكة: كده يانمس
ليلتفت الى حياة التى تكاد تختفى من الخجل وهو يضع الطعام فى فمها وهى لا تستطيع ابتلاعه من العيون المحدقة بهما ، حتى اسعفتها رقية وهى تقول : خف يا اسطى ، فى معاك سناجل واللى بتعمله ده مش كويس ابدا على صحتنا النفسية
ليضحك حمزة لها وهو يقول : انا بدربك عشان لو ماعملش معاكى كده ترجعيلى
رقية وهى تتآكل خجلا : هو مين ده
حمزة : اللى ربنا هيرزقه بيكى ياقلبى ، اوعى تقبلى بأقل من كده
وعندما اكمل تناول طعامه : ها ياحياتى تشربى الشاى هنا واللا فى المكتب
وقبل ان تجيب حياة ، كانت ثريا تقول مندفعة : ماشوية شوية ياحمزة ، ايه الدلع الماسخ ده ، هى مش ليها اسم تندهلها بيه قدام الناس ، وتبقى تعمل اللى انت عاوزه فى اوضتكم
لتدرج اوداج حياة بالاحمرار فى حين ان حمزة يرد على عمته بكل هدوؤ : هى اسمها حياة وتبقى مراتى انا حمزة زيدان ، تبقى حياتى انا وبس حياة حمزة وبس
لتنهض رقية وهى تحاول فض الاشتباك : طب تعالى معايا ياحياة حمزة اما نعمل الشاى
وقبل ان تئهض معها حياة ، يجذبها حمزة من يدها ويهمس لها : لو عندك باسبور هاتيه معاكى
حياة : ااه عندى ، هطلع اجيبه واجى على طول وخلى الشاى فى المكتب والنبى خلينا نمشى
حمزة ضاحكا : ماشى
لتذهب حياة الى الاعلى لتناديها رقية وهى تنظر الى عمتها بكيد : على فين ياحياة حمزة ، مش هتيجى نعمل الشاى ، لتلتفت اليها حياة فى غيظ وهى تشير لها بيدها على رقبتها علامة الموت
ليتبادل حمزة ورقية الضحك كلما نظرا الى وجه ثريا وابنتها وهما تشتعلان غيظا ، حتى عادت حياة وهى تقول : ياللا بينا يامستر حمزة
حمزة وهو يتدارك الموقف : ياللا يامدام حياة
لتذهب رقية ورائهم وهى تقول : اخص عليكم سيبتوهم عليا امبارح وسايبنى ليهم تانى النهاردة
حمزة : اول ماتدخلى اطلعى على اوضتى اقفليها بالمفتاح وخليه معاكى على مانرجع احسن نسيت والبسى وتعاليلنا ع الشركة لو تحبى
رقية وهى تسرع الى الداخل : قشطة ، هتلاقونى فى ديلكم على طول
فى الشركة ، تجلس رقية لتتابع على الشبكة العنكبوتية بعض اخبار الاسهم وموقف الشركات الاخرى لتتسمر فجأة فى مكانها وهى تتابع خبرا على النت يخص زواجها من حمزة ليرتعد جسدها وتدمع عيناها ، لتتجه الى مكتب حمزة وتدق عليه حتى اذن لها ، لتدخل اليه مندفعة وهى تبكى قائلة : مش انا ، والله العظيم ماانا ، والله ماعملت كده ابدا
حمزة مفزوعا : فى ايه ياحياة ايه اللى حصل وابه هو ده اللى انتى ماعملتيهوش فهمينى
حياة وهى تقع مغشى عليها : النت عليه خبر جوازنا
لتسقط بين ذراعيه ليتلقفها محتضنا اياها وهو يشعر بجسدها المثلج المتشنج ، ويضعها على الاريكة ، ثم يعود لمكتبه ليأتى بقنينة عطر من احد ادراجه ويحاول افاقتها حتى عادت الى وعيها ولكنها لاتزال تبكى وترتعد ، وتردد انها ليست الفاعلة ، ليضمها حمزة الى صدره لاول مرة وهو يشتم عبيرها بانتشاء قائلا : عارف ياحياة ، عارف ان مش انتى
لترفع رأسها اليه متساءلة ، ليقول لها حمزة : انا عارف مين اللى نشر الخبر.. يتبع الفصل 11 اضغط هنا