رواية لا ترحلى الفصل السابع عشر 17 بقلم الكاتبة لولو الصياد
رواية لا ترحلى الفصل السابع عشر 17
وصلت امل إلى منزل والدة سعد
وهى تجر قدميها
كم تمنت الموت في تلك اللحظة
فتحت الباب ودخلت
كانت والدة سعد بانتظارها وهي
تبتسم كعادتها
ولكنها دون أن تشعر وقعت أرضا فاقده الوعي شاحبه كالموتي
ضرخت والدة سعد باسمها
بصراخ وهي تقترب منها بخوف وهلع
جلست على ركبتيها وامسكت بأمل تسحبها اليها
وتضمها بقوه وهي تصرخ باسمها
ولكن امل كان بعالم آخر
ظلت تصرخ وتصرخ
حتى اجتمع الجيران على أثر صراخها
وقام احد الجيران بوضعها بسيارته
ونقلها إلى أقرب مستشفى
مرت الدقائق وكأنها سنوات والأم
تنتظر خروج الطبيب حتى يطمئن قلبها
واخيرا وبعد طول انتظار خرج الطبيب اقتربت منه ألام سريعا بخوف ودموعها تنهمر على وجهها
الأم... طمني يا ابني الله يباركلك
الطبيب بحزن... للأسف يا حاجه بنتك واضح انها اضربت على دماغها بقوه والبنت حصل عندها نزيف على المخ ودخلت في غيبوبه للأسف الحاله خطيره ادعولها
كادت الأم تفقد وعيها
وترنحت لولا ان اسندتها جارتها التي جاءت معها
لا تعلم ماذا تفعل
كيف تخبر ولدها وفلذه كبدها بأن زوجته بالداخل تصارع الموت
كيف تخبره بذلك بعد كل ما حدث معه
رفعت يدها لربها ترجوه وتدعوه أن يشفيها شفاء لا يغادر سقما
وان يردها إليهم ويحفظها فلقد عاني ولدها ما يكفي
طلبت هاتف من جارها للاتصال بشقيقتها ومروان فليس لها غيرهم
.......
كان مروان في المنزل يستعد للنزول الي عمله
حين وجد والدته تدخل عليه بفزع وهي تبكي
اقترب منها مروان بقلق
مروان. في ايه يا ماما مالك
كانت الأم ترتعش ولا تستطيع التحدث كان كلامها غير مفهوم
قال مروان بهدوء وهو يقبل يدها وجبينها
مروان... اهدي يا ماما في ايه
ألام ببكاء....امل يا ابني خالتك بتقول في العنايه المركزه وبتموت
مروان... بصدمه... انتي بتقولي ايه
أقسمت الأم أن ما تقوله هو ما اخبرتها به شقيقتها عن طريق الهاتف الأرضي
ارتدت الأم ملابسها سريعا هي ومروان وزوجها وتوجهوا سريعا إلى
المشفى الموجودة به امل
كان مروان يتابع كل شيء بصمت ولديه شعور غريب ان هناك أمر خفي وراء ما حدث إلى امل
كان الجميع بحاله حزن ولكن والده كان يقوم بتهدئتهم
تركهم مروان واتجه إلى غرفه الطبيب المسؤل عن أمل
بعد أن أخبرته إحدى الممرضات بمكانه
طرق مروان الباب وسمح له الطبيب بالدخول
قام مروان بتعريف نفسه وجلس يحادث الطبيب بجديه
مروان... انا عاوزك توضحلي الحاله بالظبط
الطبيب.. بص انا بصراحه حاسس ان في شبهه جنائية
مروان بتعجب... ليه
الطبيب وهي يرجع ظهره إلى الخلف ويتحدث بهدوء
الطبيب... بصراحه لما شفت الخبطه علي دماغها واللي واضح انها اضربت بقوه على دماغها من ورا بصراحه شكيت انها تكون اتعرضت للاغتصاب بس بعد الفحص مفيش اغتصاب لكن انا لسه بقول ان البنت دي في شبهه جنائية في اللي حصل معاها
مروان... وهي حالتها ايه
الطبيب باسف... بصراحه الحاله حرجه جدا
مروان... تمام متشكر جدا
خرج مروان من غرفه الطبيب واخبر والده انه سيذهب إلى مكتبه قليلا ويعود ثانيه
وبالفعل ذهب مروان إلى عمله
وطلب عمل تحريات مكثفه عما حدث مع امل منذ لحظه خروجها من منزل سعد إلى أن عادت بتلك الحاله
.........
..على الجانب الآخر
في منزل سمر كانت تتسامر هي وسلمي
سمر.. انا حماتي عاوزني اروح ليها عاوزه تشوف البنت وزعلانه مني
سلمي.. بجديه... مبتروحيش ليه انتي غلطانه
سمر... يا بنتي والله انا بحبها جدا وبحب اروح عندها بس يعني هسيبك لوحدك لما محمد يرجع نروح ليها.
سلمي... بعتاب... تصدقي زعلتيني معنى كده اني السبب
سمر بسرعه... لا طبعا والله ما اقصد نهائي بطلي هبل
سلمي... وبعدين انتي خايفه عليا مثلا أفضل لوحدي ده على اساس العو هياكلني زي ما بتقولي لبنتك
انفجرت سمر بالضحك على حديثها
سمر..وهي تضحك . تصدقي انتي عسل
سلمي... بجديه.. مش بهزر لازم تروحي ليها والا والله همشي متحسسنيش اني غريبه
سمر... ماشي يا ستي هنتغدي ونروح عندها
سلمي..بعناد. لا تروحوا تتغدوا هناك عشان تفرحيها
سمر... من عنيا
وبالفعل ارتدت سمر وابنتها ملابسهم
وهاهي سلمي وحدها تجلس تشعر بألم من الأمس ولم تصلها منه رساله واحده لم يتصل بها كما يفعل نعم لم تكن ترد ولكن بداخلها ألم وحزن لأنه قام بتنفيذ حديثه وابتعد عنها بالفعل
فاقت من شرودها على الم بمعدتها لا يحتمل لدرجه انها رغبت بالصراخ منذ الأمس وهي تشعر بألم أسفل معدتها ولكن الآن الوجع لا يحتمل
لم تستطع تحمل الألم أكثر
فامسكت بهاتفها وقامت بالاتصال به
....
كان مروان يتابع عمله
حين رن هاتفه برقم زوجته تعجب بقوه هل ما يراه حقيقي
فتح الخط سريعا
وجد صوتها المتالم بقوه
مروان بقلق وهو يهب واقفا
مروان.... سلمي... مالك يا حبيبتي
سلمي... بألم... اه مروان الحقني ارجوك انا بموت
مروان وهو يمسك بمفاتيحه ويتجه إلى الباب
مروان... حبيبتي اهدي انا جاي على طول متخافيش هتبقى كويسه
سلمي... بألم وبكاء...انا تعبانه اوي
فجأه انقطع الخط
قام بالاتصال بها وهو في طريقه إليها ولكن لا يوجد رد
واخيرا وصل إلى منزل شقيقته
وبالطبع حين رن الجرس ولم يفتح احد قام مروان بفسخ باب الشقه
بحث مروان عنها وجدها بغرفتها فاقده الوعي وهناك بعض الدماء تلوث ملابسها لايعلم. من أين أتت ولكنه لم ينتظر وإنما حملها بين يديه وقلبه يرتجف بعد أن البسها إسدال صلاه وجده أمامه
وقام باخذها لأقرب مشفى
لم يشعر مروان بذلك الالم في قلبه طوال حياته سوى حين وجدها هكذا فاقده الوعي لا تتحدث لا ينظر لعيونها الجميله
لا يستطيع أن يتخيل حياته بدونها
خرج الطبيب وأخبره انها كانت حاله إجهاض ولكن بفضل الله تم السيطرة على النزيف ولم يصب الطفل اي مكروه
وأخبره انها بحاله صحيه طبيعيه وأنها ستظل تحت المراقبه عده ايام
دخل مروان إليها وجلس الي جانبها ينتظر أن تفيق
بعد أن تم نقلها إلى غرفه خاصه بإحدى المستشفيات الخاصة
واخيرا وجدها تفتح عيونها وتقول
وهى تضع يدها على معدتها
سلمي بضعف.... ابني
حينها انصدم مروان بقوه
كانت تعلم أنها حامل اخفت عنه الأمر اخفت عنه انها تحمل بطفله
كاد أن يفقده دون حتى أن يدري
شعر مروان بالحزن أكثر وأكثر
وقال لها بهدوء... متقلقيش الحمد لله الجنين كويس.
سلمي... بهمس وهي مازالت بحاله لا تعي ما تقول
سلمي... كنت خايفه أوي يروح مني يا مروان
مروان... بجديه... انتي عاوزه يعيش
سلمي بهمس... ايوه انا بحبه اوي لأنه منك انت
مروان بابتسامه... بتحبيني
سلمي... بدموع.. اوي وده اللي وجع قلبي اني بحبك اكتر من نفسي
مروان.. وانا والله العظيم بحبك
سلمي.بهمس.. عاوزه انام
مروان وهو يمرر يده على وجهها
مروان..... نامي يا حبيبتي
...........
علمت سمر ما حدث مع سلمي وذهبت سريعا إليها وتركت طفلتها لدى والدة زوجها فوالدتها برفقه خالتها
وهاهي تجلس إلى جانب سلمي وهنئت أخيها بحمل سلمي وحين سألها أن كانت تعلم أقسمت انها لم تكن تعلم شيئا
أتى اتصال إلى مروان من العمل
فطلب من سمر أن تظل برفقه سلمي وأنه لن يتأخر كثيرا
وبالفعل هاهو يجلس على مكتبه
وأمامه احد أمناء الشرطة
امين الشرطه... يا باشا احنا عملنا التحريات زي ما انت طلبت بالظبط
مروان... وبعدين
امين الشرطه...
يتبع الفصل الثامن عشر اضغط هنا