Ads by Google X

رواية لاجئة في الصعيد الفصل الخامس عشر 15

الصفحة الرئيسية

رواية لاجئة في الصعيد الفصل الخامس عشر 15 بقلم نور زيزو 

رواية لاجئة في الصعيد كاملة

لاجئة في الصعيد الفصل الخامس عشر 15 " صـدمة "

صرخت بهلع وهى ترى "فؤاد" مُلقى على الأرض ودماءه تسيل بغزارة وفقد الوعى ، شعرت بأحد يجذبها بقوة للخلف لتنظر وترى "على" يسحبها للخلف بقوة شديدة ويدخلها السيارة بالقوة رغمًا عنها كى يحميها حتى لا تُصاب بشيء هى أو طفلها ثم حمل "فؤاد" مع السائق وذهب به إلى المستشفى ....
**
سقط فستان ليلة الحنة من يد مروة بصدمة حين سمعت بخبر أصابة والدها وهو فى المستشفى الأن ثم جذبت عبايتها ووضعتها على جسدها وهى تنزل للأسفل ركضًا مع والدتها التى انهمرت دموعها بغزارة خوفًا على زوجها وسندها بهذه الحياة فهما لديهم حب قوى من نوع نادر رغم سنهما الكبير لكن ما زال حبهما يتجدد مع مرور العمر ويزداد بأستمرار ، بكت وهى تصعد بالسيارة مع "جمال" كى يذهبوا للمستشفى ....
**
____ ســـــرايـــــا "حسيــــــن" ____

وقع فنجان القهوة من يده بصدمة حين علم بما أصاب "فؤاد" ثم ألقى بالطبق فى وجه "متولى" وهو يصرخ به بغضب :-
- أنت مختلف ، يعنى الحمار اللى أجرته مقدرش يستنى لما تخرج لوحدها ، أنت عارف أنت عملت أيه ؟؟

تنحنح بخوف وهو يقول :-
- خابر زين اللى هيحصل

صرخ به بأنفعال قائلًا :-
- لا مش عارف حاجة خالص ، أنت هتفتح علينا باب جهنم ، لأن فؤاد من كبار البلد ومحبوب بين الناس محدش هيفكر يأذيه وهو مش هيسكت على اللى حصل وأول ناس هيشك فيها الاغراب عن البلد ومفيش أغراب فى البلد دلوقت غيرنا

- غلطة يا بيه ومهتكررش تانى واصل

مسكه "حسين" من كتفه وهو يغرس أظافره فى كتفه بقوة ويقول :-
- أنت عارف الغلطة دى هتوصلنا لفين ؟؟ إحنا بسبب الغلطة دى هنفتح العيون علينا فى وقت لازم نستخبى فيه عشان البضاعة اللى فى طريق ...

- أمممم ، أمر جنابك وإحنا هنفذ
قالها "متولى" بألم ليجيب عليه "حسين" بقوة :-
- تصلح اللى خربته ، وإلا هخليك تحصل بنتك أنت فاهم

- فاهم

رحل "متولى" من السيارة وهو يُتمم قائلاً :-
- وبعدين وياك هتمشي فى الطريق العوج دا وجتل الناس ، أستغفر الله العظيم وأتوب أليه

**
كانت تنتظر أمام غرفة العلميات وتحمل طفلها مُتحضنه بخوف وهى تفكر إذا كانت الرصاصة أصابتها أو أصابت "مروان" ماذا كان سيحدث ؟؟
جاء لها "فريد" يركض ويلهث بقوة وسألها :-
- حصل أيه ؟؟ ابويا فين ؟؟

- فى العمليات ، بس أطمن هو بخير .. الدكتور خرج طمنى عليه وقال أن الرصاص فى الكتف

نظر لها بقلق أكبر هى والطفل ثم سألها بخوف :-
- أنتِ كويسة ، بخير أنتِ ومروان

أومأت له بنعم دون أن تتحدث ، جاءت "فتحية" تبكى مع ابنتها و"جمال" ، رأته "فرح" وشرد عقلها ممكن أن يكون فعلها بسبب تهديدها له ، فى تلك اللحظة كل شيء تحت بند الأحتمالات ، خرج "فؤاد" من العلميات واطمنوا عليه ، أخذها "على" للخارج وهو يقول :-
- إحنا لازم نروح نقعد فى الأستراحة اللى جهزتها ، هناك هقدر أحميكى وأخلى بالك منك أنتِ وابنك

- وفى بيت فريد هو قادر يحمينى ، متقلقش يا على

زفر بأختناق وهو ينظر حوله بحذر ثم همهم بحديثه قائلاً :-
- أنتِ عارفة كويس أن الرصاص كانت جاية فيكى والمقصود أنتِ

قالتها دون أن تكترث لشيء :-
- خدت بالى

- يا مدام فرح أنا خايف عليكى وعلى ابن محسن بيه
قالها بجدية ليقطع حديثه صوت "فريد" وهو يقف فى الخلف ويقول :-
- مراتى وابنى أنا قادر احميهم يا على

أستدارت له بفزع ثم قالت :-
- فريد

جذبها من يدها للخارج بصمت وصعد إلى سيارته بعدها فقطعت الصمت بسؤالها :-
- ايه اللى قولته دا يا فريد ؟

- قولت الحقيقة يا فرح ، أنا أقدر احميكى أنتِ وابنى

اتسعت عيناها بذهول تام وهى تكرر سؤالها بصيغة أخرى :-
- ابنك مين ؟؟

أستدار لها بوجه حاد وهو يقول :-
- أنا عارف أن مروان ابنى

- مين اللى قالك أن مروان ابنك ،، أنت جبت الكلام دا منين يا فريد

حدق بها بجدية وسألها :-
- يعنى مروان مش ابنى ؟؟

- مروان ابن محسن ولو عاوز تأخده تعمله تحليل بنفسك وتتأكد خده يا فريد

أتسعت عيناه بذهول وهو يقول :-
- يعنى ايه ؟؟ إذا كان محسن بنفسه اللى قالى كدة

قهقهت "فرح" ضاحكة بسخرية وهى تقول مُتمتمة :-
- هو دا السبب اللى قدر يقنعك بيه ،، أسمع يا فريد أنا أتجوزت محسن بعد العدة بيوم واحد وأنت عارف أن لو أنا كنت حامل ديننا وإسلامنا يمنع المراة الحامل أنها تتجوز قبل تولد الحمل ، أزاى مفكرتش فى دا ... مروان ابن محسن وأتولد فى السابع .. لو محسن قالك كدة فدا عشان كان قصده يحمينا أنا وابنه من اى خطر ...

بتر حديثها بعصبية وهو يقول :-
- يعنى عشان يحميكم يلعب بيا ؟؟

- أنت بتتكلم كدة ليه يا فريد

أجابها بضيق شديد وأختناق قائلًا :-
- عشان دى مش أول مرة تلعبى بيا فيها يا فرح

عقدت ذراعيها بهدوء وهى تقول بجدية :-
- ودا السبب اللى خلاكى عاوز تتجوزنى ، لأنك فاكر أن مروان ابنك مش عشان بتحبنى ولا حاجة

صمت بأختناق وهو ينظر للجهة الأخرى فتابعت حديثها قائلة :-
- يبقى كلامى صح ، أنا ماشية يا فريد بس لما أمشي المرة دى مش هرجع تانى ... سلام

فتحت باب السيارة كى تترجل منها ليمسكها من معصمها وهو يقول :-
- والشبه ؟؟

- شبه أيه اللى بتكلموا عنه أنا ابنى لسه شهور وملامحه بتتغير كل ما يكبر ، متقنع نفسك بأى أمل كداب وخلاص

نزعت شعر من رأس "مروان" وأعطتها له وهى تقول بجدية :-
- أتاكد بنفسك ، وأنا تنسانى تمامًا

- فرح أنا ....

صرخت به بغضب قائلة :-
- أنت كل مرة تخذلنى يا فريد وتخيب ظنى فيك ، كل مرة بيكونلك سبب عاوزنى عشانه غير أنك عاوزانى أنا وبتحبنى أنا ، لكن الحقيقة بقى أنك متعرفش تحب يا فريد ، متعرفش تحب غير نفسك وبس ... أنا ماشية

نزلت من السيارة ووقفت ثانيتين لتأتى سيارتها وتقف أمامها ثم صعدت بها ليقول "على" :-
- أنا كلمت عليا تجهز الشنط

اشارت له بنعم وهى تنظر من النافذة وتتكىء برأسها للخلف فى تعب من التفكير وكثرة الخذلان بأنكسار قلبها فى كل مرة تؤمن بيه ، أنطلقت السيارة إلى المنزل لتصعد "عليا" إلى السيارة ويضع "على" الشنط فى صندوق السيارة الخلفى ويذهبوا إلى الأستراحة المُجهزة لأجلهم ،، كانت عبارة عن منزل من طابق واحد بيه ثلاث غرف ومطبخ ومرحاض واحد والأنترية فى الساحة وبمنتصفه طالولة كبيرة قليلًا تكفى لتناول الطعام ومن الداخل هناك درج خشبي مكون من ٦ درجات يأخذك للغرفة الرابعة بدون باب فقط الفراش ودولاب للملابس بمساحة متر واحد فقط ، والمكان ضيق يكفى للنوم فقط .... صعدت الدرج وتركتهم يجهزوا الطعام والمكان ، جلست على الفراش شاردة وهى ترغب بالبكاء بشدة على ما يحدث مع قلبها لكن يجب أن تبقى قوية جدًا لأن حربها على وشك البدء .....

**
- يعنى أيه يا ولدى ؟؟
قالتها " فتحية" بصدمة وهى جالسة بجوار زوجها فقال :-
- يعنى مروان مش ابنى ، أنا غلطت لما مسألتهاش من الأول

- كيف دى ؟؟
سألته "مروة" بذهول ليجيب عليهما "فؤاد" قائلاً :-
- خلاص بجى ، الواد طلع مش ولدنا ، أكدة أحسن ... أكدة أنت مش مضطر تجوزيها ولا حاجة

وقف "فريد" من مكانه بصمت وخرج من الغرفة لتقول "فتحية" بحزن :-
- يا حبة عينى ، كان فرحان جوى أنه هيجدر يتجوزها بحجة الولد الصغير

- هو بيحبها جوى أكدة ؟؟

اجابته "فتحية" بحسرة قائلة :-
- أنت مشوفتش وشه وهو فى مصر كان عامل كيف؟ ، كان طاير من الفرحة أنه وياها وتحت عينه

تنهد "فؤاد" بتعب ثم قال :-
- خير أن شاء الله ، ربك يجدم اللى فيه الخير

- يا رب

نظر "فؤاد" حوله يبحث عن "جمال" ثم قال :-
- ولدك فين يا حجة ، معجول فى حاجة مهمة جوى اكدة اهم من أنه يطمن على ابوه

- متظلموش يا حج دا هو اللى جبنا أهنا ، هو بس جاله تليفون ضرورى فى الشغل فمشي

رمقها بضيق وهو يقول بغيظ :-
- شغل ايه ؟؟ هو أنا بجيت اشوف وشه فى الشغل ، ولدك بيختفى ويظهر ويختفى ، وصدجينى جدام بتك أهو جمال وراه مصيبة كبيرة جوى جوى ، وهعرفها ولما أعرفها والله لو كانت ايه ما هقف جنبه وهسيبه منه ليها

أربتت على يده بحنان ووجه عابس وهى تقول :-
- اكدة برضو ياحج يهون عليك جمال ولدك الصغير

- أيوة أكدة ، ما أنا هونت عليه عادى ، على الله بس متطلعش مصيبة كبيرة اكبر منى ومنه
قالها بغضب مكتوم فى صدره ....

**
دق باب الأستراحة لتفتح "عليا" وتجد "فريد" أمامها ،رأها من مكانه وهى جالسة على الأريكة ومكتئة بظهرها للخلف ومغمضة العينين ، ذهب نحوه ثم جلس بجوارها وهو يداعب أنفها بأصبعه بدلال وقال :-
- فرح

لم تجيب عليه ليبتسم بخبث ثم أنحنى يضع قبلة على شفتيها سريعًا ولم تجيب أو تفتح عينها ، فقط سقطت رأسها على صدره ليعلم بأنها نائمة ، جاءت له "عليا" بالقهوة وحين رأتها نائمة أشارت له على غرفتها وذهبت ، تبسم ثم حملها على ذراعيه وصعد للغرفة ووضعها على الفراش برفق ليتشابك شعرها مع زر كم قميصه فاستيقظت سريعًا ، رأته شبه نائمًا بجوارها وحاولت دفعه ليحكم ذراعيه حولها بقوة فقالت بتذمر :-
- أبعد عنى يا فريد

- لا مش قبل ما تسمعنى

- أنا مش عاوزة أسمعك ولا أشوفك
قالتها وهى تحاول افلات نفسها من قبضة ذراعيه ثم قال بمزاج وهو يبتسم مما يزيد من غضبها :-
- متحاوليش يا صغننة أنتِ

زفرت بأختناق وهى تنظر لعيناه ثم أردفت بضيق :-
- أنت عاوز أيه ؟؟

- بحبك

عادت للمقاومة بقوة أكبر وهى تقول بغضب :-
- كداب أنت متعرفش تحب ، وكل اللى عملته دا كان عشان خاطر مروان اللى فاكره ابنك مش عشانى ولا عشان بتحبنى

كرر كلمته بنبرة دافئة وهامسًا فى اذنها برفق :-
- بحبك

كانت نبرته مُثيرة لقلبها بقوة وسارت القشعريرة فى أطراف جسدها بشدة وهى تحدق بعيناه بحب وتشعر بقلبها يخذلها وهو يحن لحبيبه ثم لفظ لسانها بجدية :-
- أنت متعرفش تحبنى يا فريد ، أنت زى ما قولت رجل عسكرى متعرفش يعنى ايه حب وعواطف

- بس بحبك ، ومبحبش حد غيرك ولا قدك يا فرح

تشبثت به بقوة وهى تقول :-
- متسبنيش يا فريد ، متسبنيش مهما كان اللى جوايا واللى هعمل

عقد حاجبيه بتعجب وهو يقول :-
- اللى هتعملى !! أنتِ ناوية على أيه يا فرح

- ناوية أرجع حقى وحق محسن وزين وحق بابا ... ناوى أخلص من حسين يا فريد

تركها بصدمة وهو يجلس على الفراش ويقول بعصبية :-
- أنتِ مجنونة الكلام دا تنسيه خالص ، مفيش حاجة من دا هتحصل

- أنا اللى فى دماغى هعمله ومحدش هيقدر يمنعنى ولا حتى أنت يا فريد

صرخ بوجهها بغيظ قائلاً :-
- تبقى أتجننتى يا فرح عاوزة تتحولى لمجرمة وقاتلة وعايزنى اسكت وأقف أتفرج عليكى

- بالظبط تقف تتفرج بس

زفر بأختناق وهو يقول :-
- وأنا مش هسمح بدا يا فرح

نظرت له بشك وهى تقول :-
- قصدك ايه ؟؟

- قصدى لازم تختارى يا أنا .. يا تفكيرك المتخلف دا

حدقت به بصدمة ثم نظرت للجهة الأخرى وقالت :-
- يبقى مع السلامة يا فريد ، لان اللى فدماغى أنا هنفذه

اخرج زفيره بقوة وعدم تصديق ثم رحل من المنزل وتركها خلفه ، بدلت ملابسها ونزلت وهى تنادى على "على" بانفعال :-
- على يا على

جاء إليها "على" وهو يقول :-
- نعم

- عملت أيه ؟؟ عرفت حسين هنا ليه ؟؟

أخذها من يدها لكى تجلس أولًا ، ثم جلس بجوارها وهو يقول بنبرة هادئة :-
- لا بس عرفت أن متولى هو اللى ضرب عليكى أنتِ وفؤاد نار ،ومتولى بيروح السرايا كتير لحسين ، يعنى وارد أنه يكون من تخطيط حسين

- ليه ؟؟ هو عاوز يخلص منى خالص كدة

أومأ لها بنعم وهو يقول :-
- متنسيش أن لو جرالك حاجة هو اللى هيكون واصي على ابنك ومروان هيورث كل حاجة ، يعنى يقدر يتحكم فى كل حاجة

شردت فى حديثه بتفكير وهو تُتمتم قائلة :-
- فعلا وممكن يخلص من ابنى كمان

رن هاتف "على" فقال وهو يقف :-
- أنا هروح مشوار صغير ، متخرجيش من باب الاستراحة لحد ما أجى

أومأت له بنعم فذهب للخارج حتى يلتقى برجاله ......

**
- فهمت هتعمل أيه بالظبط
قالها "متولى" بجدية صارمة ، أجابه الرجل بثقة :-
- أيوة فهمت متقلقش

- لما تخلص كلمنى وطمنى

- حاضر

تنهد "متولى" بضجر وهو يرحل ويهمهم هامسًا :-
- جيب العواجب سليمة يا رب

**
غضب "فؤاد" وهو فى فراشه من حديث "فريد" وقال :-
- يعنى أيه طلع مش ولدك ، يعنى كانت بجرطسنا

- لا يا حج فرح مقالتش ولا مرة أنه ابنى ولا حتى لمحت بكدة
قالها بثقة مُدافعًا عنها ، ردت "فتحية" بغيظ :-
- البنت دى أنا مبجتش مرتاحة ليها ، كل حاجة فى حياتها ألغاز وغموض

- اه يا امى غصب عنها وعنى
قالها بحب فرمقته "فتحية" باشمئزاز ثم تحدث " فؤاد" وقال :-
- أنا عاوز أشوفها يا فريد

- حاضر
قالها بحيرة فهو تركها منذ قليل غاضبًا منها ومن تفكيرها المجنون

**
عاد "على" للأستراحة ودلف ثم أغلق الباب ليصدم حين رأى المكان فوضوى ومبعثر ، و"عليا" ملقية على الأرض فركض نحوها بسرعة ووجدها فاقدة للوعى صعد للأعلى يبحث عن "فرح" ولم يجد سوى "مروان" فى الفراش ، نزل يبحث عنها فى كل الغرف والمرحاض ولم يجدها ، دق باب الأستراحة وذهب كى يفتح ورأى "فريد" لينظر له بصمت ، نظرة أرعبت "فريد" من مكانه ...
google-playkhamsatmostaqltradent