رواية لاجئة في الصعيد الفصل السادس عشر 16 بقلم نور زيزو
لاجئة في الصعيد الفصل السادس عشر 16 بعنوان "إتفـاق"
كانت "فرح" جالسة على مقعد وأمامها رجل يراقبها ، تنظر حولها فى صمت حتى جاء لها "حسين" وهو يقول :-
- نورتينى يا مدام فرح ، أنا كنت مشتاق لشوفتك
وضعت قدم على الأخر بغرور وهى تقول :-
- ودى الطريقة اللى تشوفنى بيها صح
- مالها الطريقة ؟!
- طريقة مقرفة ومتحصلش غير من واحد ميعرفش الأصول والأدب
قالتها "فرح" بطريقة مُستفزة تُثير غضبه ، أقترب نحوها أكثر حتى مسكها من خلف رأسها وهو يقول بكز على أسنانه :-
- لسانك بقى طويل يا فرح وصوتك بقى يعلى على أسيادك
رمقته بنظرة تحدى وقالت وهى تدفع يده بعيدًا عنها بقوة :-
- أنا ماليش أسياد ، وأنت مجرد حشرة أدوس عليها برجلى وخاف على نفسك لأنك مش قد اللى بتعمله دا
- أنتِ بتتحدينى يا فرح ؟!
وقفت من مكانها بثقة وهمست بنبرة تهديد مُخيفة :-
- أنت متقدرش تكون خصمى يا حسين ، أنا هروح وهحاول أنسي اللى عملته دا لأن زعلى مش هيطولك أنت بس ، زعلى هيخلي اللى أنت جايله الصعيد مخصوص ميحصلش
أزدرد لعابه بإرتباك وسألها :-
- قصدك أيه ؟؟
تبسمت بخُبث وقالت :-
- قصدى صفقة المخدرات اللى جايلك من الجنوب ... لمصلحتك أنك متثيرش غضبى بدل ما تلاقى الكلبشات فى أيدك
أتجهت نحو الباب ليقف الحارس أمامها يمنعها من الخروج فنظرت لـ "حسين" وقالت بتحدى :-
- مش هتقوله يخرجنى
أشار إليه بأن يتركها ترحل ، تبسمت بخُبث ثم خرجت من الباب فقال :-
- أنتِ اللى أخترتى يا فرح
كانت تسير فى الشوارع عاقدة ذراعيها أمام صدرها ومُتشبثة فى نفسها ، كانت تخفى خوفها أمامه وتصطنع القوة والثقة وبداخلها هشة وتحاول جاهدة التحكم فى دموعها وتوترها ، رأت سيارتها قادمة نحوها حتى وقفت أمامها ونزل "على" منها وهو يقول بلهفة :-
- أنتِ كويسة ؟
أبتسمت له بهدوء ثم قالت :-
- متقلقش ....
بتر حديثها حين أرتطام جسد قوى بيها يحتضنها بقوة ، أتسعت عيناها بذهول وهى تستنشق عبيره لتعلم أنه حبيبها وساكن قلبها الوحيد ، سألها "فريد" بخوف :-
- أنتِ كويسة ؟؟
- اممم
قالتها بهدوء وهى تشعر بنبرته المُرتجفة خوفًا عليها ولهفته ، رفعت يدها بهدوء وأربتت على ظهره بحنان وهى تتابع حديثها :-
- متقلقش أنا كويسة قدامك اهو
أبتعد عنها لتتقابل عيناهما فى صمت وهو يتفحصها بنظرها يتأكد من سلامتها ويقول :-
- متأكدة ؟؟
- والله كويسة ، كان حوار سريع بس
أخذها من يدها ليدخلها السيارة بلطف ثم صعد بجوارها و"على" فى الأمام ، كانت هادئة تمامًا لم تنطق بحرف واحد أثناء الطريق حتى وصل إلى الأستراحة فتح لها "على" الباب فنزلت وقبل أن تدخل أوقفها "فريد" قائلًا :-
- فرح ، أستنى إحنا لازم نتكلم
دخل "على" وتركهما ، جلست على المقعد الخشبي ووضعت يديها فوق الطاولة المربعة ، جلس "فريد" على المقعد أمامها :-
- أنتِ مينفعش تقعدى هنا
مسحت جبينها بيدها بضيق وقالت بأختناق :-
- أمال أقعد فين ؟؟
- ترجعى تقعدى فى بيتى تحت نظرى عشان أكون مطمن عليكى يا فرح
أجابته بسخرية قائلة :-
- أخرج من هنا أروح أقعد مع قاتل عشان تكون مطمن
سألها بأستغراب قائلًا :-
- قاتل ؟!!
تنهدت بأختناق وقالت دون أن تكترث لمشاعره :-
- اه قاتل ، ولا أنت كمان عامل نفسك مش واخد بالك أن جمال أخوك هو اللى قتل رحمة ....
قهقهت ضاحكة ثم تابعت حديثها مُردفة :-
- اخوك هههه دا لو كان أخوك فعلاً ...
- أنتِ بتخرفى تقولى أيه يا فرح ؟؟ دا جنان رسمى ومحدش يصدقه
عادت بظهرها للخلف وهى تقول بكبرياء :-
- صدقنى يا فريد حياتك كلها أكذوبات مفهاش حاجة واحدة حقيقة ، أخوك مش أخوك ، والقاتل عايش فى بيتك ، مروان مش ابنك وحاجات تانية كتير ... حتى أنا مجرد أكذوبة
قالتها ثم تركته فى صدمته ودلفت للأستراحة وأغلقت الباب ، كان واقف مكانه فى صمت وعينه مُتسعة على مصراعيها غير مُصدق حديثها فهذه مجرد أكذوبات ليست حقيقة .....
صعدت إلى فراشها بتعب وألقت بجسدها بارهاق وهى تنظر للسقف وتفكر فى حديثها معه فهى حقًا أكبر أكذوبة فى حياته منذ أول لقاء وهى أكذوبته الكبيرة ، دمعت عيناها بتعب ثم أغمضتهما بقوة لتتساقط الدموع من عيناها على الجانبين ....
____________________________
وصل "فريد" إلى المنزل وأخذته قدمه إلى غرفة "جمال" ووجدته نائمًا فى الفراش وتساؤلات كثير تدور فى رأسه احقًا خانه مع "رحمة" ، لم تكفيه نساء الأرض أجمعين ليخونه مع من كانت ستكون زوجته وفى يوم عرسه ، أحقًا قتلها ؟؟ وهو قاتل وليس أخاه ؟؟ ، مسح على رأسه بدون أستيعاب وأغلق الباب ثم ذهب إلى غرفته ومنها إلى المرحاض ووقف تحت صنوبر المياه البارد وقت طويل يزيح عن اكتافه همومه الثقيل ......
__________________________
_____ الأستـــــــراحـــة _____
نزلت "فرح" من الأعلى وكانت الأستراحة هادئة تمامًا ، ورأت "على" من النافذة جالسًا فى الخارج على احد الوسائد وأمامه دائرة من النار المُشتعل فى الخشب الرمادي ، دخلت إلى المطبخ وأعدت كوبان من الكابتشينو الساخن وخرجت إليه ...
كان "على" شاردًا وهو لعب بعصا داخل النار ثم رأى كوب يبث من الدخان أمام مراى نظره فرفع رأسه ليراها تقف بجواره وتمد يدها بالكوب وترتشف من الكوب الأخرى ، جلست بجواره وأعطته الكوب فقال :-
- لسه منمتيش يا مدام فرح ؟؟
قهقهت ضاحكة بسخرية شديدة وقالت دون النظر له :-
- مدام فرح !! .. تعرف يا على وحشنى اوى أيام زمان لما بابا كان بيرجع من الشغل ويجبلى معه كيس شيبسى وشيكولاته ، وحشنى لمتنا أنا وأنت وبابا وزين على الغداء والعشاء وفكل وقت سوا ، وحشنى مناقرتى معاك وأنت بتتريق على أكلى اللى ناقص ملح وزيادة توابل ، وحشنى أيام لما زين كان بيوصلنى الكلية ويخاف عليا ، وحشتنى الأيام اللى كانت حياتى فيها بسيطة وجميلة ومكتفية بعيلتى الصغيرة المكونة من بابا وزين وأنت ، كنت أخويا الكبير وبتشكيلك من زين لما يضايقنى بواحدة تانية عشان أغير ، كنا صحاب وأخوات وقتها ... لحظتها كنت عايشة بجد غير دلوقت عايشة بجسمى لكن روحى مجروحة بألف جرح ، قلبى مش قادر يكون مع حبيبه ولا قادر يشوف اللى حرمنى من أيامى الجميلة وسرق عيلتى قدام عينى مبسوط وعايش ، يا ريتنى ما بقيت مدام فرح ولا أم ولا أتجوز محسن ولا قابلت فريد ، يا ريت بابا مشفاش حاجة مكنش المفروض يشوفها كلفته حياته ، يا ريت ليلى مقربتش من زين وفرقته عنى وكلفته حياته ، يا ريتك ما عرفت محسن ولا أشتغلت معه .... لو بأيدى الزمن يرجع هرجعه لقبل كل دا وأخدكم وأهرب على بلد غير البلد وأحميكم واحمى حياتى معاكم
كنت تتحدث بضعف وذرفت دموعها بغزارة من الوجع المكبوت بداخلها فأربت "على" على كتفه وهو يقول :-
- محدش بيهرب من قدره يا فرح ، ولا حد بيعرف الغيب والخير فيما اختاروا الله ... يمكن لو هربنا لبلد تانية نلاقى جحيم أكبر ..
نظرت له بحسرة وقالت بتلعثم :-
- واللى إحنا فيه دا مش جحيم ؟؟!
- بصي للحلو فى الحصل .. أنتِ بقيتى مدام فرح صاحبة أكبر شركة أزياء فى مصر وأهم مجلة فاشون للموضة ، ربنا رزق بمروان طفل تتمنى أى ست فى الدنيا كلها ، ربنا كتبتلك تتجوزى من رجل محترم زى محسن دا عوض من ربنا وخير هو كتبهولك ، أنتِ كان ممكن تتجوزى حسين تاجر المخدرات أو يقتلك .... وفوق دا ودا ربنا كتبلك حب حقيقي فى رجل محترم ويعتمد عليه فريد .. مهما كانت المشاكل بينكم فى بينكم حب حقيقي يحل أى مشكلة ويواجه أى عاصفة .... متبصيش دايمًا للمشاكل أو الأزمات اللى فى حياتك وتنسي نعمة ربنا ورحمته بيكى يا فرح
تنهدت بوجع وقالت بنبرة مؤلمة مُثيرة للبكاء :-
- تعبت !! تعبت من التفكير وعقلى مُصر على الأنتقام وقلبى بيقولى روحى لفريد وأنسي ... تعبت من الحيرة ومن الوجع ، تعبت ومش عارفة أكمل ولا أنسي ... أفضل عايشة فى الماضي ولا أبدا من جديد
ضمها له بحنان وهى ترتجف بضعف وتجهش فى البكاء أكثر وقال بطمأنينة :-
- حق زين ومحسن بيه فى رقبتى أنا يا فرح ، وصدقنى مش كلنا بيجيلنا الفرصة التانية وما دام جتلك أمسكى فيها ومتسبيهاش لأن غيرك بيتمنى ربع فرصة يبدأ فيها من جديد وأى قرار تأخدى أفتكرى أن مروان مالهوش غيرك على الأرض دى
أبتعدت عنه وهى تجفف دموعها وقالت :-
- بس أنا مش عاوزة أخسرك أنت كمان
أبتسم بمكر وقال بلهجة شيطانية :-
- أنا عمرى ما خسرت يا فرح ، وأنا مش هخسر حياتى بالسهولة دى ، لسه محتاج أحمى مروان لحد ما أوصله لمكان محسن بيه وأسلمه الكرسي بنفسي
تبسمت له بعفوية فأبتسم هو الأخر وهو يرتشف الكابتشينو ويتواعد بالأنتقام ....
____________________________
_____ منـــزل "فــــــؤاد" _____
أشرقت الشمس صباحًا ووصلت سيارة "ليلى" بوالدتها و"سلمى" وطفلها أمام منزل "فؤاد" ، دلفت "ليلى" إلى المطبخ حيث تقف "مروة" وأختها "نيرة" يعدوا الغداء فقالت بمكر :-
- أساعدكم فى حاجة ؟؟
- ميرسي يا ليلى ، إحنا خلصنا هنولع على الأكل وخلاص
قالتها "مروة" وهى تضع البشاميل على وش المكرونة بعد الأنتهاء منها فقالت "ليلى" بهدوء :-
- هساعدكم برضو
- أنتِ ممكن تصُبى العصير للضيوف
- ماشي ، مقولتليش يا مروة عريسك حلو كدة
أحمرت وجنتها خجلًا وقالت :-
- أمممم
ابتسمت "مروة" بتصطنع وقالت :-
- بتكسفى يبقى حلو ، زى فريد كدة وهتجيبلنا ولد حلو زى مروان ابن فريد
اجابتها "نيرة" بجدية قائلة :-
- أنتِ معرفتيش ، مروان طلع مش ابن فريد .. دا ابن محسن جوز فرح
صطنعت "ليلى" الدهشة وقالت :-
- بجد !! معرفش .. أنتِ عرفتى أزاى ؟؟
- فرح جالت لفريد وعملوا تحليل Dna وطلع مش ولده
قالتها "مروة" بحزم وهى تنهى الحديث فى هذا الموضوع ، وضعت "ليلى" الكأس من يدها وقالت بتحجج :-
- أنا نسيت حاجة ، عن اذنكم
خرجت مُسرعة فقالت "نيرة" بأشمئزاز :-
- مالها دى ، تحسيها كانت جاية تعرف معلومة وتمشي
نظرت "مروة" لها بعقلانية وتركت ما تفعله وهى تقول :-
- خلي بالك من الأكل اللى على النار .. مش هتأخر
خرجت "مروة" مُسرعة من المطبخ وهى تجفف يدها ...
____________________________
_____ منـــزل "فــــــؤاد" _____
- أنا متأكدة من اللى بقوله ، مروان ابن محسن ، التحاليل اللى معاك هى اللى مزورة مش مروان اللى مزور
أجابها "حسين" بعصبية شديدة :-
- قصدك أيه ؟؟
أجابته بسخرية شديدة :-
- هيييه قصدى أن أخوك ضحك عليك لأنه عارف نوايك السودة .. لسه عايزينى أخطف مروان ولا أبعتلك الفلوس
- أنتِ بتهزرى صح ، أنتِ جبتى الكلام دا منين ؟؟
وضعت يدها الأخرى فى جيبها بغرور وقالت :-
- من مصادر موثوقة يا بيه ......
قطعت الحديث حين جذبت "مروة" منها الهاتف ونظرت له ثم أنهت المكالمة وقالت بجدية :-
- معقول فى كدة ؟؟
أزدردت "ليلى" لعابها بأرتباك ثم قالت وهى تأخذ منها الهاتف :-
- أنتِ بتجسسي عليا يا مروة
- متوهيش الموضوع وتلفى وتدورى ، فى كدة .. فى حد بيأذي عيلته بنفسه كدة ، دا المثل بيجولك أنا واخويا على ابن عمى وأنا وابن عمى على الغريب ... أنتِ مع الغريب على فريد وليه يا ليلى
رفعت "ليلى" حاجبها بغرور وقالت بثقة :-
- أولاً أنا مجبتش سيرة فريد ولا قربت منه ، أنا كل كلامى .....
قطعتها "مروة" بغيظ قائلة :-
- عن فرح مش اكدة .. وهى فرح دى مين مش تبجى مرات فريد
- لا يا حبيبتى معلوماتك غلط ، دى مرات محسن وطليقة أخوكى
تذمرت "مروة" عليها وقالت :-
- أنا عارفة أنتِ بتعملى كل دا ليه ، بس صدجينى كل اللى بتعمليه دا مش هيخلى هيرجع فريد لأن فريد جلبه مع فرح ... أنسي الماضي وسامحى يا ليلى سامحى عشان تجدر السعادة توصل لجلبك ولحياتك
- أسامح ؟؟ ياريت التسامح بسهولة نطقك لكلمة سامحى .. مش كل القلوب تقدر تسامح يا مروة
أربتت "مروة" على ذراعها وهى تقول بلطف :-
- مش مهم تسامحى المهم متأذيش نفسك وتخسري جيمتك جدام نفسك بأعمال عمرها ما كانت ليكى ولا فيكى ... متسامحيش بس حافظى على نفسك وحبيها وصدجنى هتلاجى نفسك سامحتى لوحدك
تركتها ورحلت من أمامها ، نظرت "ليلى" عليها وهى ترحل ورفع يدها ترفع خصلات شعرها للأعلى بأختناق وهى تفكر فى حديثها وكيف كشفتها "مروة" وهل ستخبر الجميع عنها وستخبر "فريد" و "فرح" ، زفرت بأختناق وهى تضع الهاتف فى جيبها وتضرب الأرض بقدمها .....
____________________________
______ الأستــــــراحـــة ______
وقفت "فرح" أمام المرأة تطلع لصورتها وهى ترتدى بنطلون أحمر اللون فضفاض وقميص أبيض اللون تدخله فى البنطلون من الأسفل وشعرها مُسدول على ظهرها وكتفها الأيمن ، أخذت حقيبتها ونزلت من الأعلى لتجد "على" بأنتظارها :-
- متأكدة أنك هتقدرى ؟؟
ضربت بقبضتها على قلبها برفق مع بسمة مُتفائلة وقالت :-
- متقلقش أنا فرح .. هقدر عشان نخلص من الدوامة دى نهائي
أومأ لها بنعم وتقدم أمامها وهى فى الخلف فقالت بتحذير :-
- عليا .. أوعى تسيبى مروان لحظة
- متقلقيش عليه يا مدام فرح وعلى زود الحراسة على الأستراحة
أبتسمت لأجلها وخرجت وجدت يفتح لها باب السيارة الخلفى لتركب بوقار وهدوء ثم اغلق الباب وصعد هو بمقعد السائق ....
____________________________
____ مـنـــزل "متــــولى" ____
- حط الشاى يا طايل الواحد صاحى من النوم عنده صداع هيفجر دماغى
قالها "متولى" بتعب وهو جالسًا على المقعد ويمسك رأسه بيده ، أجابه "طايل" :-
- سلامتك يا حج
دق باب المنزل فقال "متولى" بلا مبالاة :-
- أفتح الباب لما نشوف مين جاى على الصبح أكدة
فتح "طايل" الباب ودهش من رؤية " على" أمامه فقال :-
- خير ؟؟
- متولى موجود
قالها "على" بجدية وهو واقف ثابت ويضم يديه أمامه بأحترام ليأتيه صوت "متولى" من الداخل قائلًا :-
- مين يا طايل ؟؟
أبعدته "فرح" من أمامها لتظهر فى مراى نظر "طايل" وهى مُرتدية نظارتها الشمسية وقالت بثقة :-
- أنا يا متولى بيه
واقف من مكانه بدهشة وهو يقول بصدمة :-
- أنتِ !!
دلفت بثقة ووقار ممزوج ببعض الغرور وقالت :-
- أيه رأيك فى المفاجأة دى ؟؟
لم يجيبها وهو ثابتًا مكانه لم يستوعب فكرة أنها بمنزله ، جلست على المقعد المقابل له وتابعت حديثها وهى تنزع نظارتها بغرور قائلة :-
- أقعد يا متولى عشان تسمع كلامى كويس .. لأنك لو سمعته وأنت واقف هتقع من طولك
جلس وهو يزدرد لعابها بأرتباك وتوتر ملحوظ وقال :-
- خير أيه اللى جابك ؟؟
- عرض ميترفضش عشان مضيعش وقتى ووقتك اللى هو مش مهم
قالت جملتها الأخيرة بطريقة مُستفزة فقال بغيظ :-
- هى فازورة ؟؟
- أنا عاوزة طلب منك او بالأصح هأخد منك حاجة وهديك حاجة
- لغز هو أحله أنا
وضعت قدم على الأخرى بغرور وقالت :-
- أنا عارفة أنك شغال مع حسين وعارف بلاوى عنه وأنك السبب فى اللى حصلى امبارح بس أنا هعدي كل دا مقابل طلب صغير ، أنا عاوزاك تسلمنى حسين ....
نظرت له مُنتظرة رد فعله ، وقف بانفعال من مكانه وهو يشير لها على الباب ويقول :-
- أطلعى برا والتخاريف اللى بتجوليها دى تنسيها خالص ، مخدرات ايه وزفت أيه ....
بتر حديثه بثقة وهى تقول :-
- مش تعرف أنا هديك أيه فى المقابل ؟؟
- مش عاوز أعرف حاجة ولا أسمع حاجة منك .....
قطعت حديثه مرة أخرى بجملة ألجمته بصدمة قوية حيث قالت :-
- أنا هسلمك اللى قتل بنتك
توقف مكانه بصدمة ألجمته قوية جعلت القشعريرة تسير فى جسده ودمعت عيناه بوجع ، وقفت "فرح" مكانها بثقة وهى تتجه للخارج حتى وصلت أمامه وقالت :-
- فكر كويس وهستنى رد ... هتختار حسين وفلوسه ولا بنتك واللى قتلها ومش هتلاقى حد يقولك اللى حصل ومين القاتل غيرى لأنى الشاهد الوحيد على الجريمة .... سلام ...
يتبع الفصل السابع عشر اضغط هنا