رواية لاجئة في الصعيد الفصل الثاني 2 بقلم نور زيزو
رواية لاجئة في الصعيد الفصل الثاني "غموض فرح"
أستيقظ صباحًا على صوت دقات الباب ليشعر بثقل على ذراعه فنظر بجواره ووجدها نائمة على ذراعه ويده الأخرى تطوق خصرها بقوة وكأنها ستهرب منه ، نظر لملامحها بهدوء وهو يتذكر أمس
- مقتلتوش .. مقتلتوش
نظرت بجوارها لتراه جالسًا بصدمة وينظر عليها لتتشبث بيده بقوة كطوق نجاة وهى تقول بتلعثم وتلهث بخوف :-
- أنا مقتلتوش ، هم اللى قتلتوه أنا شوفتهم .. شوفتهم قتلتوه قدامى ....
حاول أستيعاب حديثها ليمسح على رأسها برفق وهو يقول :-
- أهدى يا فرح .. أهدى
بدأت تلتقط أنفاسها بأرتياح ليسألها بهدوء :-
- مين اللى أتقتل ؟
- معرفش
أربت على يدها بحنان وهو يسألها :-
- طب هم مين ؟
- برضو معرفش
أومأ لها بنعم وكيف لها أن تعلم وهى حتى لا تتذكر أسمها اصابه الفضول حولها وحول ما حدث فى الماضي لكن هناك شيء واحد يعرفه حولها بأنها حتمًا شاهدت على جريمة قتل وهذا ما عرض حياتها للخطر ....
قطع شروده دقات الباب ، حاول أخرج ذراعه من أسفل رأسها لكنه فشل حتى توقفت دقات الباب ، بقى كما هو ينظر لها ويتطلع بملامحها ليتذكر حديث أخته وينتبه بها ترتدى فستان بكم حتى يخفي ذراعيها هل جسدها مليء بهذا القدر من الجروح فأى عذاب ذاقته هذه الفرح الصغيرة
**
صفعة قوية نزلت على وجه "رحمة" من والدها وهو يقول :-
- عجبك عمايل السوداء دى
- مبحبوش يابا ، مبحبوش هتجوزهولى غصب عنى
قالتها "رحمة" ببكاء ليصرخ بوجهها قائلًا :-
- كتر خيره هو وابوه جاله أنه عجبته بنت البندر وجرر يتجوزها بدلك وإلا سمعتنا كانت هتبجى فى الطين دلوجت
تركها وخرج من الغرفة وهو يقول بصوت مبحوح :-
- جوازك من رجل الجيش كان هيسهل عليا حاجات كتير جوووى .. منك لله يا رحمة
أخرج هاتفه من الجيب وأتصال بأحد رجاله وقال :-
- وجف كل حاجة دلوجت .. الفرح متمش
**
خرجت "فرح" من المرحاض بعد أن أخذت حمامها الدافيء مُرتدي روب الأستحمام وأتجهت نحو الدولاب كى تخرج ملابسها فأرتدت بنطلون أسود ضيق وبدى حمالة يظهر نص ظهرها العلوى وأنحنت للأمام تبعثر شعرها حتى فتح باب الغرفة ودلف "فريد" لتعتدل فى وقفتها سريعًا وتعطيه ظهرها بخجل وأحراج ليصدم من الندوب الموجودة على ظهرها وندبة الحرق الموجود على ذراعها الأيسر ، تسمر مكانه وهو ينظر لجروحها وهى تسرع بأخذ عبايتها لكى ترتديها بأحراج منه ، أرتدت ملابسها سريعًا ومرت من جواره هاربة من نظرته ليستدير ناظرًا عليها فمن يري جمال وجهها لم يُخيل له بأنها تألمت بهذه القدر ولا أن جسدها مشوهة هكذا .. تحدث بجدية قائلًا :-
- أجهزى بسرعة فى ناس تحت عايزين يشوفوكى
- أنا مش عاوزة أشوف حد
أجابها وهو يجلس على الفراش قائلًا :-
- معلش خمس دقايق حتى وأطلعى يشوفوكى بس
أومأت له بنعم وهى تجلس أمام المرأة وتصفف شعرها جلس على الفراش يتابعها بنظره ، شعرت بتوتر سافر من نظراته حتى دق باب الغرفة وفتح لتدلف "نيرة" وهى تقول :-
- عمته وصلت وعاوزة تشوف العروسة يا فريد
- ماشي روحى يا نيرة وإحنا جينا وراكى
- هموا هبابة ومتعوجوش
قالتها وهى تخرج من الغرفة ، وقفت "فرح" بهدوء تحدق به صامتة ثم قالت :-
- أنت كويس ؟! شكلك تعبان أو مضايق عشان العروسة أتغيرت
تحدث ببرود وقسوة قائلة :-
- متفرقش كلكم خاينين
أردفت بحزن وهى تتطلع به قائلة :-
- أكيد مش كلنا
خرجت من الغرفة حزينة من حديثه معها ثم قالت مُحدثة نفسها :-
- مش كلنا خاينين أنتوا اللى قلبكم حجر ومليانة قسوة
نزلت الدرج لتقابل "نيرة" فأبتسمت لها بصمت لتأخذها "نيرة" من يدها بعفوية وهى تقول :-
- العروسة جت يا عمته
صافحتها "فرح" بهدوء وبسمة مُزيفة تعلو شفتيها ثم صافحت "سلمى" الأبنة الكبرى كانت فتاة ببشرة حنطية وعيون بنية وتحمل على ذراعيها طفل صغير رضيع "مالك" ، تحدثت "فريال" بسعادة :-
- بس ذوق فريد حلو طالع لعمته ، العروسة زى القمر وهادئة
- اوومال ايه دا ولدى يا أم سلمى
قالتها "فتحية" بتوتر ، نزل "فريد" من الأعلى ورحب بهما ثم جلس بجوارها ودقائق وذهبت مع "مروة" للمطبخ وحضروا الكيك والعصير ، فقالت "فرح" :-
- ودي أنتِ دول وأنا هجيب الباقى
- ماشي بس متعوجيش
خرجت "مروة" من المطبخ ووقفت "فرح" تسكب العصير فى الكأسات لتشعر بشيء خلفها فأستدارت لترى "جمال" يقف خلفها عن قرب ، أزدردت لعابها بأرتباك وهى تقول :-
- فى حاجة
- كنت عاوز مياه
قالها وهو ينظر لها بأنبهار ونظرات خبيثة أعطته بعض الماء وخرجت مُسرعة بالعصير ، رأت "فريد" يتحدث مُبتسمة مع فتاة أخرى ، فتاة مألوفة عليها مجرد رؤيتها أمامها أصابت "فرح" بالصداع الشديد فى رأسها وهى ترى صور متقطعة لهذه الفتاة بجوار شاب أخر لتسقط الصنية من يدها بعد أن أرتجف جسدها بقوة ليفزع الجميع ، نظر "فريد" نحوها ليراها تمسك رأسها بكلتا يديها وتهزها بقوة لتقف الفتاة بصدمة وهى تقول :-
- فرررح مستحيل ....
سمع "فريد" جملتها ولم يعرها أنتباه أكثر حين رأى "فرح" تكاد تسقط ليسرع نحوها بقوة فتسقط بين ذراعيه فاقدة للوعى من قوة الصداع الذي أصابها ،، نظر الجميع بذهول عليها وهو يحملها على ذراعيه ويصعد بها ....
فتحت "فرح" عيناها بصعوبة لتراه جالسًا بجوارها ويمسك يدها بين يديه لتقول بتلعثم :-
- حصل أيه ؟؟
- أنتِ كويسة يا فرح؟؟
جهشت فى البكاء بأنهيار وهى تتمتم بوجع :-
- كويسة أزاى ؟ أنا مش عارفة أنا مين ولا أيه الحاجات اللى بشوفها دى ، متجوزة واحد معرفهوش وفى مكان غريب ، وناس معرفهاش ولا عارفة أثق فيهم أزاى بتسألنى كويسة ولا لا .. أنا على وشك أموت من الرعب والخوف ومش عارفة المفروض أثق فى مين .. مين معايا ومين ضدى
جفف دموعها بأنامله بحنان وهو يقول :-
- تثقى فيا يا فرح لأنى جوزك ومستحيل أذاكى
رمقته بنظرها بصمت ولم تعقب على حديثه فقال :-
- غيرى هدومك اللى العصير بهدلها دى عشان ننزل نتغدا سوا
أومأت له بنعم ليخرج من الغرفة ويتركها ...
**
أخذ "ليلى" من يدها إلى الشرفة وسأل بفضول :-
- أنتِ تعرفى فرح منين ؟؟
أجابته ببرود وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها قائلة :-
- كنت معايا فى الكلية
- كلية فنون جميلة ؟!
- اممم بس تعرف متغيرتش خالص عن أيام الكلية لسه هادية زى ما هى محدش بيحس بوجودها كانوا مطلعين عليها لقب الأميرة الغائبة .. هههه أميرة عشان جمالها وغائبة عشان وجودها زى عدمه محدش بيحس بيها
- تعرفى أيه عنها ؟
سألها بفضول لمعرفة ماضي زوجته لتقول بلا مبالاة :-
- أعرف أنها فرح مصطفى الخولى يتيمة بنت صول اتقتل غدر ومامتها أتوفت أثناء ولادتها مالهاش أخوات .. أنطوائية جدًا ومالها صحاب خالص منعزلة عن العالم تمامًا ... بس صح خد هنا أنت أتجوزتها أزاى وهى مكتوب كتابها
أتسعت عيناه على مصراعيها بصدمة من جملتها الأخير وقال :-
- مكتوب كتابها !!!
- أنت مكنتش تعرف ولا أيه ؟؟
تركها ورحل من الغرفة وأتصل بأحد أصدقاءه وقال :-
- معلش أعتبرها خدمة ليا ... أيوة أسمها فرح مصطفى الخولى .. تمام هستنى تليفونك النهاردة ضرورى ... مع ألف سلامة
**
دقت "فرح" باب الغرفة بهدوء وقالت :-
- ممكن أدخل
- تعالى يا فرح
قالتها "فتحية" وهى تترك من يدها المصحف ، دلفت "فرح" بهدوء حاملة كوب من الشاى الساخن فقالت :-
- مروة قالتلى أجيب لحضرتك الشاى
- ماشي تسلم يدك يابتى
قالتها "فتحية" وهى ترمقها بنظرها فكانت حزينة وبائسة رغم هدوءها الذي يزيدها جمالاً لكنها حزينة جدًا ، خرجت "فرح" من الغرفة سريعًا لتقول "فتحية" :-
- حكايتك أيه يا فرح ؟ ليه حاساكى ضعيفة وبريئة
خرجت "فرح" من الغرفة وأتجهت إلى غرفته حيث سكناها الوحيد ومأواها ، نظر "جمال" عليها من الخلف وقال :-
- أنتِ حلوة جوى يا فرح مستاهليش تكون مرت رجل عكسري يهملك بالشهور مشان شغله ...
دلفت إلى الغرفة وبدأت تعبث بالكتب الموجودة فى المكتبة حتى يعود لها .....
**
كان جالسًا فى الحديقة على نار منتظر أتصال من صديقه وهو يفكر بها أهو تزوج من مرأة متزوجة ؟! ، كيف فعل ذلك ، لكن لبعض من الوقت أراد حمايتها بعد أن علم بقصتها وكيف قتل والدها وماتت والدتها ، هل هذا الرجل القتيل الذي تراه فى أحلامها هو والدها ، قطع شرود أتصال صديقه ليجيبه بسرعة وقال :-
- عملت أيه ؟
- أسمها فرح مصطفى الخولى ٢٤ سنة طالبة فى كلية الفنون الجميلة أختفت من الكلية فى سنتها الأخيرة ولم تكمل دراستها ، والدها كان صول وأتقتل ومن سنتين كان مكتوب كتابها على ملازم أول بس أتقتل هو كمان فى أشتباك مع رجال مخدرات ، عايشة لوحدها وبعض الجيران قاله أنها بتعانى من أكتئاب حاد بسبب قتل والدها وجوزها ، فقدت الذاكرة مرة بعد والدها أثر الصدمة ومن سنة تقريبًا أختفت تمامًا ومحدش يعرف هى فين لحد دلوقت ... دا كل اللى عرفت أجمعه
- تمام شكرًا جدًا تعبتك معايا
قالها وأغلق الخط ، إذا الأن هى أرملة فقط تنفس بأرتياح قليلًا ليفكر من القتيل الذي تراه فى أحلامها وما سبب أختفاءها عن الوجود ، أى غموض تخفيه "فرح" فى ذاكرتها المفقودة ، وما الأسرار التى تحملها ندوب جسدها ...
**
كانت "فرح" واقفة أمام مكتبه الصغير ترتب بعض الكتب التى عبثت بها مُسلى وقت فراغها أثناء غيابه لتشعر بشيء صلب يرتطم بظهرها ويديه تحيط خصرها بقوة ، صُدمت من فعلته فهو لم يقترب منها إلى هذا الحد من قبل فتشنجت جميع أطرافها وجسدها بين ذراعيه لتسمع صوته يهمس بأذنيها بأثارة قائلاً :-
- لينى يا فرح ....
صُدمت من صوت وهى تخرج نفسها من ذراعيه بقوة وأشمئزاز وتقول بصدمة :-
- جمال .. أنت بتعمل أيه هنا ، أزاى تدخل هنا من غير أذن أنت مجنون ؟
أقترب خطوة منها بهدوء وهو يتطلع لها ولجسدها بنظرات شهوانية ويتمتم بهمس قائلًا :-
- أنا بجت مجنون من ساعة ما شوفتك يا فرح .. أنتِ حلوة جوى
عادت بقدمها للخلف بخوف لتصطدم بالمكتب وهى تنظر له بصدمة وكيف له بأقتحام غرفة أخاه الأكبر ويتطلع لزوجته هكذا ، فقالت بتلعثم وخوف منه :-
- أنا متوقعتكش بالحقارة دى
نظر للجهة الأخر بأغتياظ ثم عاد بنظره لها مُجددًا وقال :-
- حجارة .. مشان بجولك أنك حلوة
صرخت به بقوة وأنفعال وهى تشير بيدها على الباب :-
- أطلع برا ... أخررررج
وضع يده على لحيته وهو يرمقها بنظرات خبيثة ثم قال :-
- هخرج بس هعاود تانى يا فرح
خرج من الغرفة لتجلس على المقعد أمام المكتب وهى تلهث بقوة وترتجف بخوف ، أعتبارته أخًا لها وهو يطمع بها لكن كيف وهى زوجة اخاه أهو فقير الدين إلى هذا الحد كيف ينظر إلى زوجة اخاه ، شعر بيد دافئة على كتفها لتفزع من مقعدها عائدة للخلف لتراه واقفًا أمامها ، نظر "فريد" لها بذهول من فزعها هكذا وعيناها تدمعان ليصدم حين عانقته بقوة وهى تتشبث بعبايته من الخلف بقوة وتجهش فى البكاء ، تسمر مكانه قليلًا وهو يشعر برجفتها وصوت بكاءها ، تساءل إذا كانت خائفة إلى هذا الحد الذي جعلها تقبض على ملابسه بهذه القوة حتى لا يتركها ، رفع يديه ببطيء وتردد وفى النهاية أستقرت يديه على ظهرها يربت عليها بحنان وهو يشفق على حالها من ما سمعه حتى الأن عنها ، لم يشعر بنفسه إلا وهو يطوقها بقوة وكاد أن يكسر عظامها بين يديه وكأنه يخشي عليها من ماضيها ..
جعلها تجلس على الفراش وجلس أمام قدمها يبدل لها اللاصقة ويطهر جرح قدمها ليترك جروح جسدها ، نظرت له وهو يطهر جرحها بلطف وتطلعت لملامحه الرجولية وكم هو صارم وقوى لتتساءل هل حقًا يجب أن تثق به كما أخبرها ، لا فهو حتى غريب عنها زوجها على ورقة عرفى لأنها لا تملك بطاقة أو أسم لكنه أمام الجميع وأمام خالقهم زوج هذه الفتاة مهما كان أسمها ومهما كانت هى ؟ فالزواج قبول وأشهار وهو فعل معها الأثنين ...
رفع رأسه لتتقابل عيناهما فى نظرة هادئة ، كانت تتطلع به بهدوء وهى شاردة بزوجها الوسيم ذلك الرجل العسكرى القوى أم هو يحدق بجمالها بلطف وهو يشعر بنبضة جديدة وغريبة تستحوذ على قلبه ، نبضة دفعته للأقتراب منها حتى وضع قبلة على جبينها بلطف ، أغمضت عيناها بذهول مُسحورة بتلك القبلة الرقيقة التى نالتها من زوجها حتى شعرت بشفتيه تلمس وجنتها الباردة لتهمس له ببراءة قائلة :-
- هم قالوا جواز على ورق بس
أبتعد عنها بأحراج مُتحاشي النظر لعيناها وهو يقف لتمنعه من الرحيل حين مسك يده بلطف كطفلته الصغيرة وقالت :-
- طب أنا معرفش حاجة ، مش هتكلمنى أنت عنك .. أنا معرفش حاجة عن جوزى غير أن أسمه فريد
جلس أمامها بأحراج من تسرعه وقال :-
- عاوزة تعرفى أيه ؟؟
تبسمت له بعفوية وقالت :-
- اللى المفروض أى واحدة تعرفه عن جوزها ، بتشتغل أيه ، عندك صحاب ، بتحب ايه، بتكره أيه ، فين عروستك
أجابها وهو ينظر لها بعفوية :-
- أنتِ عروستى
- قصدى اللى كانت يعنى
صنعت كوبين من السحلب الساخن وجلسا مع فى الشرفة على الأريكة الخشبية الأرجوحة وبدأت يحكى لها عنه وهم يضعوا الغطاء على قدميهم من البرد وقال :-
- أنا يا ستى رجل عسكرى قائد كتيبة فى الجيش فى الغالب بقعد هناك شهر او أتنين على حسب وبرجع أجازة هنا ، عندى صحاب كتير جدًا فى الجيش والشرطة وعندى ٢٩ سنة واخواتى زى ما أنتِ شوفتيهما كدة جمال بشتغل مع أبويا فى التجارة وبعده مروة فى كلية طب ونيرة فى ثانية ثانوى ، بابا معندوش أخوات غير عمتى فريال جوزها متوفى وعندها سلمى وليلى و.........
أنتبه لصمتها فنظر بجواره ليراها نائمة على الأريكة ليبتسم عليها ووضع المج من يده ثم وقف وحملها على ذراعيه لتقول بصوت خافت :-
- متسبنيش يا زين ......
شعر ببعض من الغيرة وهى تنطق بأسم رجل أخر ، دلف للغرفة بغضب ووضعها بالفراش ليُصدم حين تشبثت بذراعه بقوة وهى تُتمتم قائلة :-
- متسبنيش .. أنا خايفة ..
كان مُشمئزًا من هذا الرجل لكن قلبه يأبى تركها وحيدة هنا ....
كانت "فرح" تقف أمام المنزل بصحبة "زين" وهى تبكى بقوة وتحدثه بترجى :-
- زين متسبنيش ... متسبنيش يا زين
- أنا حياتى بقيت جحيم من يوم ما قابلتك .. أنت شؤم يا فرح ، أنا استكفيت من نحسك
قالها "زين" وهو يترك يدها ولم يعرى أنتباه إلى دموعها وبكاءها ، ذرفت دموعها أثناء نومها ليجففهم لها بحنان وهو يحدثها قائلاً :-
- متخافيش يا فرح أنا جنبك ..
جاءت سيارة سوداء ليأخذها بعض الرجال بها وهى تصرخ وتبكى حتى وضع أحدهما منديلًا بها مخدر على فمها لتجد صعوبة فى التنفس ...
فتحت عيناها بهلع وهى تلهث بقوة لتجد نفسها بين ذراعيه وهو يمسح على رأسها فقالت :-
- زين ... زين يا فريد ... هو يا فريد
لم يفهم من حديثها شيء ليقول :-
- مين زين ؟ شوفتى أيه يا فرح ؟
تشبثت به بقوة وهى تدفن رأسها فى صدره بقوة وتلهث بقوة وتقول مُتمتمة :-
- مشوفتش حاجة .. مشوفتش حاجة
فى كل مرة تختبيء فى حضنه يزيد الفضول لمعرفة ما حدث بها فى الماضي ، وتزيد رغبته فى حمايتها أكثر ...
**
كان "فريد" جالسًا فى المندرة مع أصدقاءه يتناوله الفطور معًا قبل أن يعودوا لمصر لتأتى لهم "نيرة" ركضًا تناديه بهلع قائلة :-
- فريد .. فريد فى ناس عاوزين يأخدوا فرح
وقف بهلع من مكانه ليذهب معها ركضًا فتمر سيارة من جواره ليراها بالداخل تحاول المقاومة وتصرخ حتى رأته لتضرب بيديها على النافذة مُستنجدة به .. يتبع الفصل الثالث اضغط هنا