رواية لاجئة في الصعيد الفصل العشرون 20 بقلم نور زيزو
لاجئة في الصعيد الفصل العشرون 20 " الثأر أم العوض؟
- أنا عرفت مكان فرح
حدق بها بذهول وتلاشي غضبه نهائيًا وبدل مكانه سعادة ظهرت بوضوح فى قفزته من الفراش وهو يقول :-
- أنتِ قولتى أيه ؟؟
- عقدت ذراعيها أمام صدرها بغرور وقالت :-
- مش كدة يا بابا .. أنت مفضوح أووى
مسكها من أكتافها بتعجل مُتجاهلاً حديثها :-
- فين ؟؟
- عند متولى .. عربيته هى اللى أخدتها يوم الحادثة أكيد يعرف مكانها
تركها بذهول وهو يتمتم بغضب :-
- متولى !! نهاره مش فايت ...
ألتقط قميصه وخرج من الغرفة بخطوات سريعة تحولت لركض حين وصل إلى الدرج ، خرجت خلفه وهى تصرخ به وتقول :-
- فريد ... أستن هتروح بالبيجامة ...
لم يعرى لها أنتباه وأكمل طريقه بداخله متاهة من المشاعر الشوق والغضب والحنين والوجع والفرح .....
____________________________
_____ منــــزل " متـــولى" _____
كانت "فرح" جالسة على السفرة معه ويتناولا الفطار فى صمت حتى قطعته بسؤالها :-
- هتكلمهم
- اه وأنا بشرب الشاى هتصل بعلى وأجوله على الميعاد والمكان
أومأت له برأسها وقالت بتردد بعد أن تركت الشوكة من يدها :-
- أنا متشكرة جدًا
توقف عن تناول الطعام ثم حدق بها وهو يسألها :-
- على أيه ؟؟
- على كل اللى عملته معايا
تبسم بخفة وهو يقول :-
- أنا اللى محتاج أشكرك يا بتى ..
نظرت له بذهول وقالت بتعجب :-
- تشكرنى أنا على أيه ؟؟
- على أنك كُنتى الفرصة التانية ليا .. ما هو أصل مش كل واحد فينا بيغلط ربنا بيبعتله الفرصة التانية اللى يكفر بيها عن خطأه ، وأنتِ ربنا بعتك ليا عشان أصحح اللى غلطت فيه
تبسمت له ببراءة وأربتت على يده بحنان :-
- أنت دفعت التمن فى موت رحمة .. وأنا اللى محتاجة أشكرك لأنك أنقذت حياتى وحياة ابنى
دمعت عيناه وجعًا وقال :-
- كان نفسي أشيل ابنها وأفرح بيه ويجولى يا جدى ... كنت هحطه جوا عينى وجلبى ، منكرش أنى كنت هجوزها فريد مصلحة بس من جوايا كان فرحان لانى هجدر أفرح بيها وأطمن عليها بعد ما أمها سابتهالى حتة لحمة حمراء ومشيت
وقفت "فرح" من مقعدها وأقتربت منه ببسمة صافية وهى تربت على كتفه وأردفت ببراءة :-
- وحد الله هى فى مكان أحسن من هنا بكتير ... ولو على جدو أنا أقولك يا جدو ومروان يقولك يا جدو
تبسم لها وهو ينكز فى ذراعها وهو يقول :-
- جنتى فى عجلك شكلك ....
ضحكت بسعادة ليقطعها سؤاله وهو ينظر لها :-
- هترجعيله ميتى ؟؟
تنهدت بأختناق وقالت بأمل :-
- لما يلاقينى .. فريد لو بيحبنى هيلاقينى وهيعرف يجبنى ،، أنا خرجت وأستعملت الفيزا وأنا عارفة أنهم هيعرفوا لكن فريد هيلاقينى بقلبه .. أنا متأكدة
- تعرفي رغم أنى مبحبوش وتنح اكدة ، بس ميستاهلش اللى بتعمليه دا .. غلبتيه وياكى يا فرح
تبسمت ببراءة وقالت وهى تتذكر كل ما مرت به معه منذ لقاءهما الأول :-
- عشان مليش غيره .. لازم أرجعله بعد كل كارثة لأن معنديش اللى يشيل همى ومشاكلى غيره
أربت على يدها بحنان وقال :-
- أنتِ مش لسه جيل أن مروان هيجولى يا جدو يبجى أنا جنبك واشيل عنك هموم الدنيا .. رحمة بتى كانت زيك اكده جلابة مشاكل
- أنت حنين أوى مع أنك شرير
قهقه ضاحكًا ضحكة حزبنة وقال :-
- خلاص مبجاش فيه شر ، مش لازم أتوب لما ادخل السجن كبش فداء ربنا التواب يجبل توبتى كيف ما عوضنى عن رحمة بيكِ
تبسمت له بحنان وقالت :-
- يبجى لازم تخلينى افخر أنك بابا وعوض ربنا ليا وتتغير وتبعد عن كل حاجة وحشة وحرام
وقف من مكانه ليقبل جبينها بحنان وقال بثقة :-
- هخليكِ تفخرى بيا وتطمنى أن جد لولدك بحج ...أوعدك هتغير يا فرح
قطع حديثهما صوت ضجيج بالخارج .. خرج "متولى" أولاً ليرى "فريد" يلكم "طايل" فى وجهه بقوة وهو يمنعه من الرحيل فصرخ به قائلًا :-
- فى ايه ؟؟ مالك يا حضرة الضابط
أقترب "فريد" منه بغيظ شديد لتتوقف قدمه عن الحركة حين رأها تخرج من الغرفة وتقف بجوار "متولى" ، حدقت به ببرود تام وقلبها يكاد يركض له ويخرج من قفصها الصدرى ويذهب له من الشوق ولوعته ..
رمقها بذهول غير مُصدقًا بأنها فى منزل "متولى" كان يعلم بأنه يعرف طريقها لكنه لم يصدق بأنه يخفيها فى منزله حيث لم يفكر بوجودها هنا نهائي ...
- أنت بتعمل أيه هنا ؟؟
قالتها "فرح" بغضب شديد ، سار نحوها حتى وصل أمامها ومسكها من ذراعيها وهو يقول بانفعال :-
- أنتِ اللى بتعملى ايه هنا ، أنتِ فاكرة أن متولى يقدر يحميكى ولا يخبيكى منى
نفضت ذراعها بقوة من قبضته وقالت بعناد :-
- وأنت مالك .. أنا مش محتاجة حد يحمينى منك لأنى بمجرد ما اقولك أنى مش عاوزة ولا طايقة أشوفك يبقى مش هشوفك يا فريد
ضربته على صدره بمكان القلب بقوة وهى تتابع حديثها قائلة :-
- أوعى تكون فاكر أنى مصدقة أنك بتحبنى ولا أن أنا فى قلبك .. أنا بطلت أكل من الكلام دا ،، أنت مبتعرفش تحب يا فريد .. مبتعرفش ...
كانت تتحدث وهى تضرب صدره حتى مسك يدها يمنعها من ضربه وقطع حديثها حين جذبها بقوة إلى صدره يعانقه بقوة شديدة وطوقها بذراعيه بشدة ويده اليمين خلف رأسها يحكمها بحنان وتنهد بأرتياح ، أغمضت عيناها بتعب وهى تلف ذراعيها حول خصره بشوق وقالت مُتمتمة :-
- على طول متأخر يا فريد
- على طول تعبانى ووجعالى قلبى يا فرح كأنك بتقولى عشان تنال الفرح لازم تتعب وتحارب
اجابها وهو يستنشق عبيرها بحب فأردفت بعفوية :-
- وحشتك ؟؟
أخرجها من حضنه بحنان ونظر لعينيها وهو يضع خصلات شعره خلف أذنه وقال :-
- كنت هتجنن من القلق عليكِ
أقترب "متولى" منه وهو يدفعه بعكازه بعيدًا عنها وقال :-
- مش تحترم حرمة البيت وتستحى على نفسك
حدق به بغيظ وعاد بنظره إلى "فرح" وهو يقول :-
- يلا بينا يا فرح
- أستن يا فريد لما أستأذن منه
حدق بها بذهول وهو يقول بأستحقار :-
- تستأذنى من مين .. من متولى ؟؟
- اه باباي أنا قررت يكون ابويا وهو وافق
صرخ بها بجنون على وشك الانهيار وهو غير مُصدق ما يسمعه :-
- ابوكِ ... متولى تاجر المخدرات يا فرح
نفضت ذراعها منه بغضب وقالت :-
- اه .. هو دا وهو وعدنى هيتغير
- هو أنتِ هبلة لدرجة أن أى حد يضحك عليكى بكلمتين
صمتت وهى ترمقه بحدة شديدة فتنهد بأغتياظ وقال :-
- خشي هاتى مروان يا فرح ويلا بينا
نظرت له بأنفعال وغضب ثم نظرت إلى "متولى" فأومأ لها بنعم ثم ذهب معها هى وطفلها .......
____________________________
______ منــــــزل "فـــريـد" ______
أدخلها "فريد" غرفته وخرج ليجد أخته "مروة" فى أنتظاره أمام الغرفة فقال "فريد" بتحذير شديد :-
- فرح متخرجش يا مروة وأوعى تسيبها لوحدها ..
أومأت له بنعم وهى تربت على كتفه وتقول :-
- متجلجش يا فريد
سار خطوتين ثم عاد لها بعد أن تذكر "جمال" وقال :-
- أنا هروح مشوار لو جمال جه مدخلوش لفرح ومتخلهوش يشوفها
- متقلقش يا فريد مش هنخليها تشوفه
قالتها"ليلى" وهى تقف خلف وتحمل بيها ملابس مغلفة وقالت له :-
- واحدة أسمها سيرا بعتتهم لفرح
أومأ لهم بنعم وذهب إلى كافى لمقابلة صديق له يعمل رئيس المباحث لديهم فى البلد وقص عليه القضية بأكملها ثم قال "فريد" :-
- الراجل دا لازم يتقبض عليه يا رامى
- أكيد اللى غلط لازم يتعاقب ودا هيتقبض عليه متلبس وبالدليل
- لازم يا رامى
أومأ له "رامى" بنعم ثم سأله بجدية قائلًا :-
- بس ليه لازم وأيه اللى عرفك بيه
تنهدت بقلق وهو يتذكر "فرح" وقال بذعر :-
- الراجل دا يبقى اخوه جوز واحدة أنا بحبها وقتل أبوها وجوزها ولما متقبضش عليه هيقتلها وأنا ....
تبسم "رامى" وهو يقول :-
- فهمت .. بتحميها يعنى مفهوم مفهوم
تبسم "فريد" له وهو يؤمأ له بنعم ثم أنصرف مع اذن المغرب ذاهبًا وكالة الفاكهة حيث يجد والده ودلف للمكتب ليراه يعمل وهو يدقق بالملفات والدفاتر ويبدو عليه التعب فقال :-
- بتشتغل بنفسك يا حج
رفع "فؤاد" نظره بنظرة غاضبة وعاد إلى الدفاتر ، جلس "فريد" على المقعد وهو يقول :-
- دا كلام الحجة صح بقى وفى حاجة مزعلك وأجيلك امبارح ملاقكش كنت فين ؟؟ أوعى تكون متجوزة على الوالدة ....
- وأنا زيك يا واد ومالكش صالح بيا
تنهد "فريد" بهدوء فى صمت ثم تحدث بلهجة جدية قائلًا :-
- جمال اللى مزعلك
ترك "فؤاد" الدفاتر ونظر له وهو يقول :-
- هو جالك حاجة ؟؟ ولا أنت عارف حاجة ومبخبيها
- أنا عارف اللى أنت عارفه يا حج
أتسعت عيناه بصدمة وقال بغيظ :-
- عارف أنه مش ولدى
- عرفت أه وكنت محتاج اتأكد بس مادام حضرتك عرفت يبقى أكيد ..
ضرب "فؤاد" المكتب بانفعال وهو يقول :-
- أنا هخليه عبرة لكل البلد
- قوم يا حج خلينى نطرده من البيت بدل ما هو قاعد مع اخواتى البنات وأمى كدة .. وأنت تقول للحجة لأن محدش يقدر يقنعها غيرك بكلمتين حلوين كدة ولا أنت بطلت تقول كلام حلو وعجزت
تبسم "فؤاد" له وهو يقول :-
- وأنت فاكرانا زيكم شباب طايش .. مقضيها نت وانترنت .....
____________________________
______ منــــــزل "فـــريـد"______
وقف "جمال" فى غرفته يجمع كل اغراضه فى حقيبة سفر وفتح درج الكومودينو وأخرج منه أموال كثيرة ووضعها فى حقيبة صغيرة ثم خرج من الغرفة مُرتدي بنطلون جينز وتيشرت ونزل الدرج ...
رأته "نيرة" وهو يهبط الدرج ويحمل الحقيبة فركضت إلى غرفة "فريد" حيث تجلس "فرح" بصحبة "مروة" و "سلمى" وقالت بتعجل :-
- الحجوا جمال خد شنط خلجاته وخرج
- أنتِ بتجولى ايه ؟؟
سألتها "مروة" بذهول وخرجت من الغرفة وأتصلت "ليلى" بـ "فريد" ولم يجيب عليها ...
____________________________
كان "جمال" يقود سيارته فى الليل على طريق زراعى هادئة كى يخرج من البلد حتى ظهرت سيارة أخرى أمامه تقطع طريقه وأخرى فى الخلف تمنعه من الفرار ونزل أربعة رجال من السيارتين وهو ينظر لهم بأستغراب وأخذوه من السيارة .....
بعد ساعة تقريبًا فتح "جمال" عينه ليجد نفسه فى مخزن فاكهة ومقيد فى مقعد خشبي فسأل بانفعال :-
- أنتوا مين ؟؟ عاوزين أيه
- أنا اللى عاوز
أتاه صوت "متولى" من الخلف وهو يقترب منه ويضرب بعكازه الأرض مع كل خطوة حتى وصل خلفه مباشرة ومسك عنقه بيده الاخرى وهو يقول :-
- عاوز حجى
أزدرد "جمال" لعابه بخوف شديد وهو يقول :-
- حج أيه .. أنا معرفش أنت بتتكلم عن ايه
شد "متولى" بيده على عنق "جمال كاد يخنقه وهو يقول :-
- عن رحمة فاكراها
تنهد "جمال" بخوف وقال بتلعثم شديد :-
- أنا معرفش حاجة .. أنت فاكر أن أبويا هيعديها
قهقه "متولى" ضاحكًا بسخرية وهو يستقيم فى واقفته ويربت على كتف "جمال" بهدوء :-
- أبوك ... أنت مش مسافر فى حد هيدور على واحد سافر برا مصر برضو .. وإذا كان فؤاد ابوك من أساسه يا نجس وأنت فاكر أن فؤاد هيعفوا عنك لما يعرف أنك ضربت نار على ولده وسافرت القاهرة مخصوص عشان تجتل ولده اللى من صلبه مش زيك يا نجس يا خسيس .. بتعض اليد اللى اتمدت لك ولمتك من الشارع ..
ترك عكازه وهو يأخذ السكين من "طايل" وتابع حديثه قائلًا :-
- أنا بجى هسفرك من البلد كلتها ....
وضع السكين على عنقه وهو يقول بتهديد :-
- هجتلك كيف ما جتلتها وحرمتنى منيها لانك حتى مفكراش تكفر عن ذنوبك وتعترف بغلطك ... لا رايح تهرب
صرخ "جمال" بذعر شديد وهو يقول :-
- قتلتها ايوة قتلتها سامحنى والنبى اخر مرة .. أبوس أيدك متقتلنيش .. قتلتها عشان هددتنى هتفضحنى وذلتنى زى ما فؤاد كان بيذلنى وبيقارنى بفريد على طول .. قتلتها وكنت هقتل فريد بس الرصاصة جت فى ذراعه ... ارحمنى وسامحنى
سحب "طايل" السكين من يد "متولى" وقال بهدوء :-
- أنت وعدتها تتغير .. متلوثش أيدك بالدم عشان خاطر فرح
دمعت عيناه وهو يترك السكين فى تلك اللحظة دلفت الشرطة بعد أن سجلت أعترافه وقبضت على "جمال" بتهمة قتل "رحمة" والشروع فى قتل "فريد" وتهمة النصب والتزوير على "فؤاد" ....
جلس "متولى" على المقعد وجهش فى البكاء على فراق أبنته بقلب موجوع ونار لم تبرد يومًا ....
وأردف مغمغمًا :-
- سامحينى يا رحمة مخدتش تارك بيدى .. سامحينى لأنى حنت عشان فرح بس هى عوض ربنا ليا .. سامحينى يا بتى سامحينى وأغفريلى ...
____________________________
____ منــــــزل "فـــريـد "____
عاد " فريد" بصحبة والده وبحثوا عن "جمال" فاخبرتهم "نيرة" أنه رحل ، أتصل "رامى" بـ "فريد" وأخباره بألقى القبض على "جمال" ...
فـى الصبــــــاح
خرج "فريد" من الغرفة مُرتدي بنطلون يشبه زى الجيش وتيشرت أسود وجاكيت جلد أسود لتقف "فرح" أمامه تمنعه من الذهاب وقالت :-
- هتروح معاهم برضو ؟؟
- اه يا فرح لازم أطمن أن الموضوع خلص بنفسي ومالوش أى ذيول
مسك يده بقوة ويدها ترتجف خوفًا منه وقالت :-
- مترحوش يا فريد .. بابا متولى قال أنه هيخلص الموضوع .. مترحوش عشان ضرب النار
قهقه ضاحكًا على ساذجتها وقال :-
- هو أنا دكتور يا فرح أنا ضابط فى الجيش وضرب النار دا من الافلام اللى واكلة دماغك
أجابته بنبرة سخرية وتذمر قائلة
- أولًا أنت كنت ضابط فى الجيش وأترفدت الحمد لله .. حمد ونعمة من ربنا ، ثانيًا بقى مفيش مروح فى حتة وبابا متولى هيبقى يطمنك ...
عقد حاجبيه بأختناق وهو يقول باستنكار :-
- بابا متولى مين .. أنتِ بتكذبى الكذبة وصدقتيها .. متولى مين دا اللى بابا دا نجوم السماء اقربلك يا فرح أن أقربك من تاجر المخدرات دا .. وأسكتى لأنك لو قولتى بابا دى تانى هبلغ عنه وأخلص منه
ضربته بقوة على صدره وهى تقول بتذمر وعناد :-
- بابا وإذا كان مش عجبك متجوزش بنته
زفر بأختناق وهو يقول :-
- بنته منين يا فرح متجننيش .. أنا مش هحط أيدى فى أيد الراجل دا أبدًا
زفرت بقوة فى وجهه وهى تقول بشراسة :-
- ماشي تعال نتناقش جوا ومتنزلش
رن هاتفه بأسم "على" فقال :-
- أسف يا فرحى لازم أنزل
تجاوزها بأستعجال لتصرخ بغضب بصوت قوى قائلة :-
- فريد لو روحت المطاردة دى هبلغ عنك أنك هارب من الجيش
أبتسم بسعادة عليها وأستدار يلوح لها وهو يسير للخلف بالعكس فقالت بغيظ منه وهى تستفزه قائلة :-
- هسيبلك البيت يا فريد ومش هتجوزك
لم يبلى لها وذهب ، خرج من المنزل ليجد "على" بأنتظاره فى السيارة صعد معه وذهبوا إلى مكان تسليم البضاعة وظلوا على بُعد كافى من المكان حتى لا ينتبه لهم أحد ونظر "فريد" فى العدسة المكبرة ليراهما ، وصل "حسين" ومساعده ليراهما يسلموا البضاعة فأتصل على "رامى" لينقلب المكان بسرعة البرق ويلغم بالحكومة من كل الأتجاهات ، نظر "فريد" ليرى "حسين" يهرب بسيارته ، فأنطلق "على" بسيارته خلف "حسين"
مرت سيارة "حسين" بسرعة جنونية وخلفها سيارة "على" ، تقدم "طايل" من سيارة "متولى" وهو جالسًا فى الداخل ليخبره بهروب "حسين" فقال بجدية :-
- وراءه .. حسين لازم يتجبض عليه وإلا هيكون خطر على فرح وفريد ...
مرت سيارة "حسين" أولًا وبجواره سيارة "على" يصدمه من الجوار مرات عدة وينظر "حسين" له ، نزع "فريد" حزام الأمان وهو يقول بشجاعة :-
- قرب منه يا على على قد ما تقدر
فتح "فريد" سقف السيارة ليصدم "على" وهو يقود ويقول :-
- أنت مجنون هتعمل أيه ؟؟
- هخلص من الهم ... قرب
خرج "فريد" من سقف السيارة وجلس فوقها وهو متشبث بالسقف مُنتظر أقتراب السيارتين وحين اتاحة الفرصة قفز فوق سيارة "حسين" ، حاول "حسين" مرار.ا وتكرارًا إسقاط "فريد" وكانت السيارة مُحاصرة من الجانب الأيمن بمجرى مائي ومن اليسار بسيارة "على" ، بعد محاولات كثيرة فتح "فريد" الباب المجاور للسائق ودلف بها وحاول إيقاف السيارة والشجار بينه وبين "حسين" باليد ...
ضغط "على" على المكابح بقوة شديدة لتتوقف سيارته حين رأى سيارة نقل كبيرة تقف فى الشارع أمامه وتنزل البضائع ، تفاداها "على" لكن "حسين" لم يتفاداها أثناء شجاره مع "فريد" لتنقلب السيارة مرات عدة وتشتعل النار منها ، نزل "على" بهلع من السيارة وهو ينظر للسيارة بصدمة وهى على وشك الأنفجار ، تقدم خطوة والثانية وقبل أن يركض بالخطوة الثالثة أنفجرت السيارة تمامًا ....